بعث عيسى (ع)

بعث عيسى (ع)

كان علماء بني إسرائيل يحبون المال والدنيا ، ولذا انكب الناس على طلب الدنيا والمال وبدءوا يتركون وصايا الأنبياء (ع) وراء ظهورهم (إذا فسد العالِم فسد العالَم) ، وكل شيء يفسد يصلحه الملح ، ولكن إذا فسد الملح ؟!، وهكذا ظهر في المجتمع طبقات . مترفون يشبعون حتى التخمة ، ومساكين يتضورون جوعاً طيلة أيام السنة ، عمال ومزارعين أنهكتهم الضرائب ، ومع انهم كانوا يعملون كثيراً كانوا لا يكادون يأكلون إلا القليل . أناس يعملون ولاياكلون ، وآخرين يأكلون ولا يعملون ، وعلماء مترفون لا يهتمون بتغيير تلك الأوضاع الفاسدة . وفي ظل تلك الأجواء الملبدة بالغيوم بعث عيسى (ع) ليقول للناس من كان يريد أن يتبعني فليستعد للموت والصلب ، إنها دعوة إلى الثورة .

روي عنه (ع) انه قال ) لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ، ولا يقدرون أن يقتلوا النفس ، بل خافوا الذي يقدر أن يهلك الجسد والنفس معا في جهنم ( إنجيل متي إصحاح 28 . وكان (ع) يعلم انه لا يستطيع تغيير كثير من الفساد في ذلك الوقت ، ولكن ليس اقل من إيقاع صدمة في ذلك المجتمع ، بل وفي تأريخ الإنسانية على هذه الأرض ، وانتظار النتائج الكبيرة في المستقبل سواء القريب بعد رفعه إلى السماء أو البعيد بعد عودته في القيامة الصغرى - أي زمن ظهور الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) .

بعث عيسى (ع) إلى بني إسرائيل وغيرهم ، ولكن شريعته لم تكن ناسخة إلا لشريعة موسى (ع) ، وهناك عدة أسباب لهذا النسخ . منها : أن بعض الأحكام فرضت على اليهود بما يناسب حالهم في ذلك الوقت الذي بعث فيه موسى (ع) إلى وقت بعث عيسى (ع) كما أن بعض المحرمات على بني إسرائيل ، كانت بسبب ظلمهم وجرأتهم على الأنبياء ، واستخفافهم بالتشريع ، فخففت عنهم ببعث عيسى (ع) . قال تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) الأنعام 46 .

ولعل أهم أسباب نسخ وتجديد شريعة موسى (ع) أن علماء اليهود غيروا الشريعة ، وحرموا ما احل الله ، واحلوا ما حرم الله ، تبعاً لاهوائهم الشخصية وتخرصاتهم العقلية ، وربما ارضاءاً لبعض الطواغيت الذين تسلطوا عليهم في بعض الأحيان كما جاء في بعض الروايات ، فعاد السامري وعاد العجل . ولكن هذه المرة باسم جديد وهيئة جديدة ، عاد السامري بعلماء بني إسرائيل ، وعاد العجل بتحريف الأحكام الشرعية . ومع أن كثير من الأنبياء (ع) بعثوا للحفاظ على شريعة موسى (ع) وحفظها من التحريف لكن التيار المنحرف ، أو قل التيار السامري اخذ يسيطر على دفة القيادة واقصي الأنبياء (ع) ، وطردوا إلى البراري والقفار ، وقتل كثير منهم قبل بعث عيسى (ع) ، كزكريا (ع) الذي قتله اليهود أنفسهم ، ويحيى (ع) الذي قتلوه بتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وخضوعهم للطاغوت والركون له فقبض الحاكم الطاغية (هيرودس) على يحيى (ع) وسجنه مدة ليست بقصيرة قبل أن يقتله ، ولم يحرك العلماء اليهود ساكن ، بل استقبل كثير منهم هذا الحدث بفرح كبير ، ومع انهم يرون في الحاكم الجائر طاغوت ورجس ، يتنجسون بمجرد الدخول في قصره كانوا لا يتورعون عن التعاون معه لقتل أحد الأنبياء (ع) ، أو العلماء العاملين المجاهدين لان الأنبياء (ع) متى استتبت لهم الأمور لن يرضوا دون استئصال الطواغيت ، وإقامة الحكومة الالهية على الأرض وبالتالي ذهاب سلطة الطاغوت وحكومته وذهاب سلطة ومكانة العلماء غير العاملين الذين حرفوا الشريعة وصوروا أنفسهم ورثة الأنبياء والأوصياء (ع) طلبا لمكانتهم في قلوب الناس ، ولهذا فمن الطبيعي أن يكون أول من يعادي عيسى (ع) الطواغيت وعلماء الدين في بني إسرائيل ، الذين كانوا يدّعون انهم ينتظرون بعثه لهم لينصروه ، ولكن عندما بعث وجدوه يقول : (خادمي يداي ، ودابتي رجلاي ، وفراشي الأرض ، ووسادي الحجر ، ودفئي في الشتاء مشارق الأرض ، وسراجي بالليل القمر ، وإدامي الجوع ، وشعاري الخوف ، ولباسي الصوف ، وفاكهتي وريحانتي ما انبتت الأرض للوحوش والأنعام ، أبيت وليس لي شيء ، واصبح وليس لي شيء ، وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني )[2]

وجدوه يدعوهم للزهد في هذه الدنيا ، وتحمل الدعوة إلى الله . وهذا يؤدي بهم إلى الاصطدام بالطواغيت وأعوانهم ، الذين يعارضون الدعوة إلى الله .

وجدوه يدعو اتباعه للاستعداد للموت ، وتحمل القتل في سبيل الله ، وتحمل المصاعب في طريق الدعوة إلى الله . وجدوه يجلس مع الخاطئين ، وجُبات الضرائب ليصلحهم ، إذاً فعيسى (ع) لم يأتِ ليعزز مكانة العلماء غير العاملين وسلطتهم ، ويعظم قدرهم ويمدهم في طغيانهم ، بل جاء ليفضحهم بعلمه وزهده في هذه الدنيا . فاخذ علماء بني إسرائيل يتكلمون عليه ، ويتهمونه بشتى الاتهامات الباطلة ، وجاءه تلاميذه وقالوا له : (أتعرف أن علماء اليهود استاءوا عندما سمعوا كلامك هذا) فأجابهم (ع) :(اتركوهم هم عميان قادة عميان ، وإذا كان الأعمى يقود الأعمى سقطا معا في حفرة ) إنجيل متي الاصحاح 15 : 14-15 .

وهكذا كانت جبهة الباطل المواجهة لعيسى (ع) واسعة تضم علماء بني إسرائيل والشعب اليهودي الذي أستخفوه بادعاءاتهم الباطلة ، والحاكم الكافر بيلاطس وجنوده ، ولعل بعضهم يستغرب وله الحق في ذلك ، إذا علم أن عداء العلماء غير العاملين من بني إسرائيل لعيسى (ع) كان اشد من عداء بيلاطس الحاكم الجائر وجنوده ، ولهذا اخذ عيسى (ع) يبين خطأ هؤلاء العلماء غير العاملين على روؤس الأشهاد ، قال (ع) مخاطبا الناس وتلاميذه : (معلمو الشريعة و الفرييسيون على كرسي موسى جالسون ، فافعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به ، ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم ، لأنهم يقولون ولا يفعلون ، يحزمون أحمالا ثقيلة شاقة الحمل ويلقونها على أكتاف الناس ، ولكنهم لا يحركون إصبعا تعينهم على حملها ، وهم لا يعملون عملا إلا ليشاهدهم الناس ، يجعلون عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم ويطولون أطراف ثيابهم ويحبون مقاعد الشرف في الولائم ومكان الصدارة في المجامع والتحيات في الأسواق وان يدعوهم الناس يا معلم ... الويل لكم يا معلموا الشريعة والفريسيون المراءون تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس ، فلا انتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون ، الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراءون تأكلون بيوت الأرامل وانتم تظهرون إنكم تطيلوا الصلاة سينالكم اشد العقاب ، الويل لكم أيها القادة العميان ! . تقولون من حلف بالهيكل لا يلتزم بيمينه ، ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بيمينه ، فأيما اعظم أيها الجهال العميان الذهب أم الهيكل الذي قدس الذهب ؟... الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراءون تعطون العشر من النعنع والصعتر والكمون ولكنكم تهملون أهم ما في الشريعة : العدل و الرحمة والصدق ... ) إصحاح متي 23

وحقيقٌ بنا أن نتدبر هذه الكلمات ، فربما هي وجهت في يوم من الأيام إلى بني إسرائيل ، وعلماءهم ، ولعلها اليوم موجهة لنا ومع الأيام كثر اتباع عيسى (ع) ، وهم كاتباع أي نبي من الفقراء والمستضعفين أو حسب ما يسميهم أعداء الأنبياء (أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْي) هود 27 . واخذ علماء بني إسرائيل يتآمرون على قتل عيسى (ع) بحجة انه يدعي الملك وكثر اتباعه وهذا يؤدي إلى أن الرومان سيهاجمون الشعب اليهودي ويقضون عليه وبالتالي قرر رئيس علماء اليهود أن قتل عيسى (ع) وهلاكه افضل من هلاك الشعب كله فـ(بحجة المحافظة على الشعب يجب أن يقتل عيسى (ع) - ) .

وهذا هو الميزان العدل وهذا هو الحق بنظر هؤلاء المنكوسين الظلمة قتلة الأنبياء ، الذين يرون المنكر معروفا ، فلكي لا يعكر صفو حياتهم الرومان ، ولا تتعرض مصالحهم وحياتهم للخطر ، يجب أن يقتل عيسى (ع) ، ويخنق الحق ويطفى النور ، وليستبد الطاغوت والظلم والظلام ، فالمهم أن يبقى علماء بني إسرائيل غير العاملين أحياء ] وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ[ (البقرة 96) . وحاولوا بكل طريقة أن يغروا به القيصر حاكم الرومان ، وعامله بيلاطس واتباعه اللعناء ليقتلوه ، ولأنهم جبناء لم يكونوا أهلا لاستيعاب شجاعة هذا النبي العظيم ، جاء في الإنجيل (حين أذن ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة فأرسلوا أليه تلاميذهم من الهيروديسيين ، قائلين يا معلم نعلم انك صادق ، وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس فقل لنا ماذا تظن أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا ، فعلم يسوع خبثهم وقال : لماذا تجبرونني يا مراءون اروني معاملة الجزية فقدموا له دينارا فقال : لهم لمن هذه الصورة والكتابة قالوا له لقيصر . فقال لهم أعطوا إذن مال قيصر لقيصر ومال الله لله ، فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا) إصحاح متي 22 .

وهكذا كانوا يريدون منه أن يقول بشكل صريح وعلى رؤوس الأشهاد انه يحرم دفع الضرائب لحكومة القيصر اللعين ، ليوقعوه بيد هذا الطاغوت وارجاسه اللعناء ، هذا وهم دفعوا الضرائب لقيصر وأفتوا للشعب ، بجواز دفعها لقيصر مع أنها تقوي حكومة الطاغوت ، فكانوا عبيد للطاغوت ، وانطوت نفوسهم على الجبن بسبب حبهم للحياة ، وحرصهم عليها . أما جواب عيسى (ع) فمعناها لا تعطوا الجزية لقيصر لان الصورة والكتابة على الدينار ليس لها قيمة إنما القيمة للذهب الذي سبك منه الدينار والذهب لله ، وعلى كل حال في النهاية اعتقل علماء بني إسرائيل عيسى (ع) . وجاء في الإنجيل انهم بصقوا في وجهه الشريف ، وضربوه وأهانوه ، واتهموه انه يجدف ويكذب على الله سبحانه ، ثم سلموه إلى بيلاطس ، واتهموه انه يدعي الملك ويهدد الإمبراطورية الرومانية ، وطلبوا من بيلاطس قتله وصلبه وألَحوّا عليه بذلك ، ورد في الإنجيل (وقام الحضور كلهم وجاءوا بيلاطس واخذوا يتهمونه ويقولون ( وجدنا هذا الرجل يثير الفتنة في شعبنا ، ويمنعه أن يدفع الجزية إلى قيصر ، ويدعي انه المسيح الملك ) فسأله بيلاطس (أنت ملك اليهود ؟) فأجاب : (أنت قلت) فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع (لا أجد جرم على هذا الرجل) ، لكنهم أصروا على قولهم (انه يثير الشعب بتعليمه في اليهودية كلها من الجليل إلى هنا ) إصحاح لوقا – 23 .

وعندما أراد بيلاطس الحاكم الجائر إطلاق صراحه في عيد الفصح ، رفض علماء اليهود والشعب الذي استخفوه وطلبوا أن يطلق أحد القتلة بدلا عنه وألَحوّا على قتل عيسى وصلبه ، والغريب انهم عندما جاءوا بعيسى (ع) لقصر بيلاطس ليسلموه لم يدخلوا القصر لأنهم كانوا يعتقدون بكفر بيلاطس ، وبالتالي فمن يدخل قصره منهم يتنجس ، ومع ذلك فقد وضعوا أيديهم بيد بيلاطس للقضاء على عيسى (ع) ، انظر كيف اجتمع أهل الباطل مع اختلافهم وتناحرهم للقضاء على الحق .

وتدبر ولاتكن من الغافلين :

فان أهل الباطل مهما اختلفت طرقهم وتعارضت عقائدهم وآرائهم فان طاعة الشيطان تجمعهم ، وحب الدنيا يوحدهم . وعلى كل حال يمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين ، فلم يمكنهم الله من قتل عيسى (ع) ، ولكن رفعه إلى السماء وشبهه لهم ، وظنوا انهم قتلوه قال تعالى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً *بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً *وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) النساء : 157-159 .

وادخر الله سبحانه عيسى (ع) حياً إلى آخر الزمان ، وسينـزل من السماء إلى الأرض (إن شاء الله) هادياً إلى الصراط المستقيم ، ووزير لخاتم أوصياء النبي (ص) المهدي (ع) عند قيامه بالحق وتطهيره الأرض من الشرك والإلحاد والظلم والفساد ، ونشر التوحيد والعدل والرحمة بين العباد .

وحقيق بنا ونحن نستقرأ قصص هؤلاء الأنبياء العظام (ع) أن نستيقن أن الباطل مهما علا فهو كالزبد يذهب جفاء ، وان الحق مهما حاول الباطل أن يغطيه يبقى وينفع الناس ، كالماء تحت الزبد قال تعالى (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) الرعد:17 . ومهما تفرعت أغصان شجرة الباطل وتكاثفت ، وغطت بعض أغصان شجرة الحق ، وحاولت خنقها فسيأتي يوم تقلع فيه شجرة الباطل ، وترمى في الجحيم لإنهاء بلا اصل وبلا جذور ما لها من قرار ، وشجرة الحق وان بقي منها غصن واحد يرفرف بعيداً خلف السحاب فستنمو وتتفرع أغصانها وتتكاثف حتى يستظل بها أهل الأرض جميعاً ، لان اصلها ثابت في الأرض وفرعها يرفرف في السماء ، قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) إبراهيم 24-27 .

[2] - إرشاد القلوب للديلمي ، قصص الأنبياء للجزائري .