بنو إسرائيل يترقبون ولادة موسى (ع)
- المجموعة الأم: ادلة دعوة الامام احمد الحسن (ع)
- المجموعة: ادلة الدعوة للمسيحيين واليهود من العهد القديم والجديد
- الزيارات: 8319
بنو إسرائيل يترقبون ولادة موسى (ع)
كان بنو إسرائيل قبل بعث موسى (ع) في حالة ترقب لهذا النبي العظيم ، والمصلح المنتظر ، وكانوا يتباشرون حتى بولادته والاستعداد لاستقبال هذا الوليد المبارك ، الذي سيخلصهم من حكم الطواغيت والفراعنة - الذين كانوا بدورهم في حالة ترقب سلبية لهذا المولود المبارك - للانقضاض عليه وقتله ، والخلاص منه ، قبل أن يكبر ويقضي على الحكم الطاغوتي ، ويفضح الفراعنة وادعاءاتهم الزائفة ، ويقود بني إسرائيل للنجاة ، ولحمل كلمة لا اله إلا الله إلى أهل الأرض ، وجاءت سنين الولادة الموعودة فقتل فرعون مواليد بني إسرائيل في تلك السنين التي كانوا يترقبون ولادة موسى (ع) فيها ظنا منه انه قادر على تغيير سنة الله ، فشاء الله أن يخزيه ويبين له ضعفه أمام القدرة الإلهية والتدبير الرباني فانشأ سبحانه موسى في قصر فرعون بالذات ، ولم يكن المربي لموسى إلا فرعون الطاغية ، الذي كان يسعى الليل والنهار للقضاء على هذا المولود ، قال تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امرأة فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) القصص 8 –9 . بينما كان فرعون وجنوده يستضعفون بني إسرائيل ، ويذلونهم ويقتلون أبناءهم وخيارهم ، كان موسى يكبر في قصر فرعون ويرى ما يحدث خارج القصر من ظلم واضطهاد للشعب المستضعف ، ويرى ما يحدث في القصر من رسم خطط إرهابية وإعلامية الهدف منها استخفاف الشعب وحمله على طاعة فرعون ، أو على الأقل التسليم بالأمر الواقع ، وترك المقاومة : ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) غافر:29 . وكان موسى (ع) يرى سياسة فرعون وحزبه التي كانت تتمثل بمنع الدين الإلهي من الانتشار ، ومنع الشعائر الدينية لبني إسرائيل ، ونشر الفساد وبالتالي دفع الأجيال التي تنشأ في هذا الجو الفاسد إلى الفساد وترك التدين والالتزام بالشريعة الإلهية المقدسة .
وهذا هو : أهم العوامل التي يعتمد عليها الطاغية في حكمه ، حيث يضمن أن الشعب قد تخلى عن الله ، عن القوة الحقيقية والناصر الحقيقي ، القادر على القضاء على الطاغوت وعلى حزبه الشيطاني .