محطات على ضفاف الوصية المقدسة: المحطة الثانية: الوصية المقدسة كتاب عاصم من الضلال وقد كُتب
قالوا: أبن لنا فائدة ما انتهيت إليه من أنّ النبي (ص) أوصى في محطتك الأولى ؟
قلت: إنه (ص) قد أوضح الفائدة منها، وهي العصمة من الضلال لمن تمسك بها، وبالتالي الفوز في الآخرة والدنيا، وهل توجد فائدة أكبر من هذه !!
قالوا: وأين أوضح النبي (ص) ذلك ؟
قلت: في قوله (ص) في مرض موته : (( آتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ))، وقد أجمع المسلمون شيعة وسنة على قوله (ص) هذا.
قالوا: نعم نعرف ذلك، ولكن نعرف أيضاً أنّ لغطاً وارتفاعاً للصوت وو.. قد حصل في محضر النبي (ص) بسبب قول عمر: (حسبنا كتاب الله، انه ليهجر أو غلبه الوجع)، ما دعاه (ص) لطردهم من الدار، فمن يقول إنه (ص) قد كتبه بعد قلة الأدب التي صدرت ؟
قلت: كيف يخطر في بال أحد يؤمن بالله ونبيه عدم كتابته (ص) ذلك الكتاب ؟!
قالوا: لماذا ؟
قلت: لعدة أسباب، هذان سببان منها:
1- إنه (ص) قال في وصفه إنه عاصم لأمته من الضلال، وبالتالي كيف يتوقع ممن كان رحمة للعالمين بوصف ربه ترك كتابته !! وإذا كان بضع أنفار صدر منهم ما صدر فما ذنب من كان في أصلاب الرجال أن يحرموا ذلك الكتاب مع أنّ تمسكهم بهي عصمهم من الضلال !!
قال الامام الباقر (ع): [.... وإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّه (ص) لَمْ يَسْتَخْلِفْ فِي عِلْمِه أَحَداً فَقَدْ ضَيَّعَ مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ يَكُونُ بَعْدَه .....] الكافي: ج1 ص245.
فتبين: أّنّ عدم كتابة الكتاب العاصم من قبله (ص) منافٍ للحكمة، وما ينافي الحكمة لا يصدر منه (ص).
2- ورود الدليل بكتابتها من قبله (ص)، حيث دلت روايات كثيرة على ذلك.
قالوا: ائتنا بأمثلة منها كي تتضح لنا القضية بشكل أكبر ؟
قلت: إنّ من يراجع الملحق الأول من كتاب (الوصية المقدسة الكتاب العاصم من الضلال – للسيد أحمد الحسن (ع)، وهو منشور في الموقع الرسمي)، يجد فيه العديد من الروايات، فقد تم ذكر 14 رواية في مصادر أبناء السنة على سبيل المثال توضح أنّ النبي (ص) قد همّ بكتابة الوصية بل في بعضها أنها قد كتبت وأن هناك صحيفة قد ورثها آل محمد (ع) من جدهم (ص).
وأما الأمثلة التي سيقت من مصادر الشيعة فهي 27 رواية أكدت صدور الوصية وكتابتها من قبله (ص) وأنها من مختصات آل محمد (ع) التي بها يُعرفون وأن القائم وصاحب الأمر (ع) يُعرف بها في زمن الظهور المقدس.
وهذا نموذج من الروايات:
الأول: [عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه ألَيْسَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) كَاتِبَ الْوَصِيَّةِ ورَسُولُ اللَّه (ص) الْمُمْلِي عَلَيْه وجَبْرَئِيلُ والْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ (ع) شُهُودٌ. قَالَ: فَأَطْرَقَ طَوِيلاً ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ قَدْ كَانَ مَا قُلْتَ ......] الكافي: ج1 ص281.
الثاني: كتاب سليم: [عن سليم بن قيس، قال: سمعت سلمان يقول: سمعت علياً (ع) - بعد ما قال ذلك الرجل ما قال وغضب رسول الله (ص) ودفع الكتف - : ألا نسأل رسول الله (ص) عن الذي كان أراد أن يكتب في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ؟ فسكت حتى إذا قام من في البيت وبقي علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وذهبنا نقوم أنا وصاحبي أبو ذر والمقداد، قال لنا علي (ص): إجلسوا. فأراد أن يسأل رسول الله (ص) ونحن نسمع، فابتدأه رسول الله (ص) فقال: ".. وأن الله قد قضى الفرقة والاختلاف على أمتي من بعدي، فأمرني أن أكتب ذلك الكتاب الذي أردت أن أكتبه في الكتف لك وأشهد هؤلاء الثلاثة عليه، ادع لي بصحيفة". فأتى بها، فأملى عليه أسماء الأئمة الهداة من بعده رجلاً رجلاً وعلي (ع) يخطه بيده ...] كتاب سليم بن قيس: ص398 - 399، تحقيق الأنصاري.
الثالث: [عن محمد بن الفضيل عن الرضا (ع) في حديث دخول الكوفة واحتجاجه مع علماء اليهود والنصارى، ورد فيه :... فانّ رسول الله (ص) لما كان وقت وفاته دعا علياً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء] الخرائج والجرائح للراوندي: ج1 ص351.
قالوا: لخّص لنا ما انتهيت إليه في هذه المحطة ؟
قلت: ان النبي ص كتب وصيته المقدسة العاصمة لامته من الضلال وحدد فيها اسماء الاوصياء من بعده الى يوم القيامة، فمن اراد النجاة فما عليه الا ان يتمسك بها.
قالوا: لكننا رأيناك في كلامك السابق وأنت تريد إثبات كتابة الوصية ذكرت أنّ الروايات بينت أنّ الوصية من مختصات آل محمد (ع) وأنّ القائم (ع) سيحتج بها، فلماذا أتيت بهذا الكلام ؟
قلت: إنه أيضاً يدل على أنّ الوصية قد كُتبت من قبله (ص) وحدّد فيها خلفاءه (ع) من بعده، وأنهم (ع) يحتجون بها لإثبات صدقهم، والقائم (ع) في آخر الزمان كذلك، ولو لم تكن قد كتبت فكيف أصبحت من مختصاتهم وكيف سيحتجون بها ؟!!
قالوا: إذن اذكر لنا نماذج من الروايات الموضحة لذلك ؟
قلت: هي كثيرة أيضاً وسأتركها إلى المحطة الثالثة إن شاء الله تعالى.
المصدر : الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم