حكم المولود الناتج عن تبرع الرجل بحيامنه المنوية إلى زوجة أخيه
السؤال/ 443: بسم الله الرحمن الله الرحيم
السلام عليكم سيدي ومولاي الإمام أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع).
يا محال معرفة الله .. سيدي خادمك ابنك في شدة وألم عميق لا يعلمه إلا الله ومحمد وآل محمد (ع). إمامي كما علمت منكم أن الأمر الذي قمت أنا به هو حكم الشبه نتيجة تبرعي بحيامني المنوية إلى زوجة أخي، ولم يكن تبرعي هذا إلا بسبب أمرين: الأول كما بينت لك سيدي وهو خوفي وعاطفتي على عائلة أخي من الانفصال والحزن الشديد الذي رافق حياتهم بسبب عدم الأطفال .. عند ذلك تحركت عاطفتي ورحمة بهم أن أسأل الشرع هل من حقي أن أتبرع لهم بعد إخبار أخي الأطباء بأنه لا يمكن أن تكون له ذرية؛ لأن نسبة الحيامن عنده صفر .. واستمر هذا الأمر مع أخي فترة طويلة، فعندما وجدت أمرهم يرثى له عند ذلك قمت أن أسأل الشرع والمتمثل في وقته عندي فقهاء آخر الزمان؛ لأنه لسوء حظي ولظلم نفسي لم أعرف أن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) قد ظهر، فكنت أبحث عن الإجابة من فقهاء آخر الزمان، وأنا أعيش في بلد غربي فوكلت الأمر إلى أحد رجال الدين الذي لنا ثقة بمعرفته وهو بدوره يسأل لنا عن حلية هذه القضية؛ لأن كنت أعلم له حظ من علم الدين حيث كان له اجتهاد متجزئ حسب تعبيراتهم الحوزية ..
وبدأ الاتصال بيني وبين هذا الشخص لكي نتحقق من حلية هذا الأمر، واستمر الاتصال بيننا فترة طويلة ما يقارب الشهرين على هذا الأمر حيث يقوم هو بعرض سؤالي على من هم أهل الاختصاص من أهل البحوث والمراجع، وسأل أكثر من شخص عن هذا الأمر .. وأتذكر قوله لي قال لابد أن نتأنى ونسأل حتى لا يولد لنا شخص مثل صدام .. أي لابد من معرفة حليتها مئة بالمئة وأنا بدوري لم أستعجله .. وبعد الاستفسارات والأسئلة فيما بيننا عن طريق الهاتف واستمرت ما يقارب الشهرين واحتمال أكثر جاء لي بجواب الحلية بهذا العمل .. بعد ذلك توكلت على الله وقمت به .. وأصبحت زوجة أخي حامل بعد عناء طويل أيضاً لكي تصبح حاملاً ومن ثم أثناء الحمل أيضاً أصبحت لها متاعب. حتى أنها أي زوجة أخي أثناء الحمل رأت رؤيا أنها تأخذ سونار وكانت التي تأخذ السونار امرأة محجبة وقالت لها إنك سوف تمرين بشدة والذي يخلصك من هذه الشدة أن تدعو النبي عيسى ومريم (ع).. وتقول زوجة أخي فعلاً عندما ذهبت إلى الدكتورة بعد ذلك وجدت الضغط مرتفع .. وعندما ذهبت إلى السونار قالوا لي إن الطفل بخطر ولم يصل له الدم واحتمال موته .. فظللت أتوسل بالنبي عيسى ومريم (ع) وأدعو الله بهم .. وقد استجاب الله دعائي ونزلت الطفلة سالمة وإن كانت صغيرة جداً ووضعت في حاضنة في المستشفى لمدة أشهر، فكانت هذه الرؤيا من ضمن الأسباب الذي تجعل عندي الاطمئنان للعمل الذي قمت به من التبرع بالحيامن المنوية.
والرؤيا التي أنا شاهدتها بعد ولادة الطفلة بفترة من أني من أنصار الإمام المهدي (ع) وغيرها من الرؤى التي بها بشارة من آل البيت لي، كل هذه الأمور كانت تجعل في قلبي الاطمئنان للعمل الذي قمت به، ولكن سيدي ومولاي أحمد الحسن عليك وعلى آبائك الأئمة وأبنائك المهديين (ع)، بعد ورود جوابك لي قد تغيرت أموري كلها والآن أنا في حزن وتعب شديد لا أعرف ماذا أعمل لكي أكفر عن عملي القبيح ... أردت الخير لي وإلى أخي عند الله وإذا أنا أعمل عكس شرع الله.
سيدي ومولاي بالإضافة إلى ما ذكرته لك من الأمر أريد أن أعرف أمر الله به .. وكذلك سيدي:
1- ما معنى حكم الشبه، هل هو ابن حرام أم لا، وكيف نرفع هذه الشبه ونعلم بحقيقة الأمر؟
2- هل أعلم الطفلة عندما تكبر وكذلك أطفالي بالحقيقة وأعمام الأطفال، أم لا ؟
3- ما هو الواجب عليَّ اتجاه الطفلة ؟
4- لا تنساني من دعائك سيدي ومولاي أحمد عليك السلام وأنت ترى حالي وظلم نفسي.
5- هل تقبلني خادم وابن لك بعد علمك بحالي هذا ؟
وفي الختام أعتذر منك سيدي؛ لأنني سببت لك أيضاً التعب والألم بسماع خبري هذا؛ لأن بطاعتكم وإطاعة شرع الله ندخل السرور على قلبك .. وإني بعملي هذا قد أحزنتك، راجياً أن تسامحني يا سيدي ومولاي، وأتوسل لك سيدي أن تدعو لي بغفران عظيم جريرتي وذنبي وأن تقبلوني خادم أقبّل تراب أقدامكم، وأسأل الله أن ينصركم ويمكنكم من عدوه وعدوكم.
أسأل الله وأترجاكم أن يكون الجواب سريعاً؛ لأن أخوكم إن قبلتموه أخاً لكم على أحر من الجمر في انتظار الجواب، ولكم مني كل الشكر والاحترام.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
ابن الشبهة ينسب إلى والديه وهو ليس ابن حرام وفقكم الله، ففي الحالة المذكورة يكون صاحب الماء هو والد الطفلة وصاحبة البويضة هي الأم وترثهما ويرثانها.
أما إعلام البنت عندما تتمكن من وعي الأمور فهذا أمر لابد منه وفقكم الله، وهناك أيضاً أمر مهم، وهو أن أبناء أمها صاحبة البويضة هم أخوتها من الأم، وأبناء أبيها صاحب الماء هم أخوتها من الأب. أما واجبك تجاهها فهو واجب الأب تجاه ابنته.
وأسأل الله أن يوفقكم لخير الآخرة والدنيا، وأن يوفقني لأداء حقوقكم وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب المنير عبر الأثير - الجزء الخامس