حكم الدراسة في كليات الطب والتي تتطلب أداء ممارسات ضارة بالمريض في بعض الأحيان

س71/ في حقل الطب، هناك الكثير من الممارسات المطلوبة من طلّاب كليات الطب التي قد تضرّ بالمريض سواء على الأمد الطويل أو القصير، وهذه الممارسات شائعة أيضاً. على سبيل المثال: في طب الأسنان، يتعلّم الطالب أنّ حشو الملغم غير ضار بينما في الواقع هو يحتوي على الزئبق، وهو سام ويؤثر على صحة الإنسان ما إن بقي في فمه ولم يزل. طالب طب الأسنان يُطلب منه أن يستخدم هذا الحشو على المرضى في كلية الطب، مع أنه يوجد حلول بديلة غير سامة. وأيضاً، طبيب الأطفال مطلوب منه أن يعطي اللقاح للأطفال وهو أيضاً فيه مواد سامة مثل الثيميروسال.

ما الواجب على المرء أن يفعله إذا أراد أن يمارس مهنة، وفي دراستها يُطلب منه أن يؤدي هذه الممارسات الضارّة ؟ هل الغاية تبرّر الوسيلة ؟ إذا أراد شخص أن يمارس مهنة كاللذين ذكرتهما، لابد أن يفعل هذه الأشياء التي تؤذي الناس أذىً حقيقي، وإذا اعترض الطالب على هذه الممارسات فهو ليس بيده خيار وقد يُطرد من الدراسة.
هل يجوز للطالب أن يستمر في دراسة التخصص في هذه الحالة التي ذكرتها، أم هل يتركه ويدرس شيء آخر ليس فيه هكذا إشكال؟

ج/ وفقك الله وسدد خطاك، المسيرة العامة للطب الحديث نافعة لأجسام الناس، ولولا هذه اللقاحات والعلاجات الكيميائية التي قد تحمل بعض الضرر أحياناً لما وصل عدد سكان الأرض إلى سبعة مليارات، ووجود مواد ضارّة في علاجٍ معين لا يلغي الفائدة، ولا يعني وجوب الامتناع عنه، فكثير من الأغذية التي نتناولها تحتوي على سموم قاتلة، ولهذا نحن نحتاج الكبد والكلية والمخرج للتخلّص من هذه المواد السامّة، ولكننا لا نمتنع عن تناول الغذاء، فالطب يجوز تعلّمه في كليات الطب وفق المقررات التي وضعها المتخصصون من أساتذة كليات الطب، ويجوز ممارسته أيضاً، وأستعمال الأدوية والعلاجات حتى وإن كانت تحمل بعض الضرر المحتمل إلى جنب الفائدة التي تؤديها.
ويجوز إجراء التجارب العلاجية على البشر عند الضرورة حتى وإن كان هناك احتمال أن تسبّب التجربة الموت، ولكن برضا المريض المتبرع لخوض التجربة، كتجارب العلاج الجيني للهيموفيليا أو السرطان وما شابه.
ويجوز إجراء التجارب على الخلايا الجذعية الجنينية حتى وإن تسبّب الأمر بقتل الأجنّة، بشرط أن تكون الأجنة عبارة عن أجنّة استنساخ من متبرعين، وأن تكون في الأيام الأُولى وقبل أن يأخذ الجنين بالتصوّر، ولا يجوز استخدام أجنة من تلقيح حيمن لبويضة .
ويجوز صنع أجزاء جسم الإنسان كالكبد والقلب والعين في المختبر من خلايا جذعية جنينية مأخوذة من جنين مستنسخ من شخص وتركيبها له نفسه.


الاجوبة الفقهية - متفرقة ج2