لقاء مباشر مع السيد أحمد الحسن اليماني ع حول التطورات الراهنة التي يمر بها العراق وشعبه - 2015/8/13
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلا وسهلا بالمشاهدين والمستمعين الكرام في غرف انصار الإمام المهدي ع في برنامج البالتلك. طبتم وطاب مساءكم وحياكم الله اعزائي المشاهدين والمستمعين الكرام في هذه الأمسية الطيبة التي نتشرف بهذه الحلقة باستضافة ضيف عزيز على قلوب الجميع الذي طالما اشرأبت الأعناق لرؤياه والأنس بلقائه والاستماع لطيب كلامه ونصحه الذي شهد له القريب والبعيد ولطالما اتصف نصحه بالموضوعية والحكمة والحيادية والرحمة الكبيرة حتى مع من يخالفه هو السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي عليه السلام واليماني الموعود.
في حوار مباشر وصريح وعبر برنامج البالتلك في غرف أنصار الإمام المهدي عليه السلام في القسم الاسلامي. سيدي يماني آل محمد ونحن نتشرف بوجودكم ونشكر الله على هذه النعمة العظيمة ونسأل الله أن يجمعنا بكم ويلم بكم شيعتكم ومحبيكم ويديم علينا هذه النعمة بفضله ومنه علينا وما عسى أن أقول إلا ما قاله دعبل الخراعي :
لا أَضْحَكَ اللّهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ وآلُ أحمدَ مظلومونَ قدْ قهروُا
مُشّرَّدُونَ نُفوا عَنْ عُقْرِ دارِهمُ كأنهمْ قدْ جنوْا ما ليسَ يغتفرُ
سيدنا نرحب بك بيننا وأترك لكم المايك سيدي لتتفضل وتجود علينا جزاك الله خيرا قبل أن نبدأ بفقرات البرنامج. لكم المايك سيدنا.
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وحياكم الله ومساكم الله بالخير. أشكر الحضور الكريم بهذا اللقاء على تكلفهم وحضورهم وأسال الله أن يكون كلامي خفيفا على قلوبهم ومقبولا عندهم. أيضا أعزي أهالي ضحايا الانفجار الاجرامي الذي حدث في علاوي جميلة في بغداد اليوم وأسال الله لهم الصبر على ما أصابهم. وحياك الله أستاذ أحمد حطاب وجزاك الله خير جزاء المحسنين.
ليس لدي شيء الآن وان شاء الله نبدأ على بركة الله.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : حياك الله سيدنا جزاك الله الف خير. نحن أيضا نثقل عليك سيدنا ونتعبك ولكن نطلب منك الجود والكرم وانتم اهل الجود والكرم ان شاء الله سيدنا. البرنامج هو "العراق الى اين ؟" برنامج يناقش الأوضاع الراهنة في العراق ويسلط الضوء على جميع المفاصل المهمة والمشاكل والأحداث التي تمر بها الأمة والتي من شأنها التأثير في مصير المجتمع بما في ذلك تشخيصها وأسبابها ثم البحث عن الحلول الممكنة وفق رؤية موضوعية للأحداث منطلقين من ثوابت أرسى قواعدها أهل البيت عليهم السلام في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. في هذا البرنامج نستضيف مختصين في مجالات معلوماتية كثيرة ومتنوعة، في السياسة والدين والثقافة وعبر نوافذ كثيرة للتواصل الاجتماعي.
في هذه الحلقة ما يشهده العراق من تظاهرات عارمة تعصف بالشارع العراقي بمطالب اخذت وتيرة تصاعدية ـ وأي انسان متابع لأبسط وسائل الإعلام بإمكانه ملاحظة هذا الشيء ـ بسبب انهيار الحد الادنى من الخدمات وتفاقم الفساد في أغلب مفاصل الدولة وانعدام الثقة بوعود السياسيين وتلاشي أي بارقة امل ممكنة بالتحسن او اقامة العدل وتكالب عصابات الذبح أيضا من جهة أخرى، السفيانية الداعشية على رقاب الناس في كل محافظات العراق. ما يجري في هذا البلد من أحداث وتطورات مفصلية سريعة تهم تاريخه ومصير أهله، كل هذا وغيره يعد منعطفا لا بد أن يسلط عليه الضوء. وبهذه المناسبة سيدنا نحب ان نوجه لك بعض الأسئلة التي تخص وضعنا الراهن في العراق.
السؤال الأول : موقف المسؤولين الفاسدين تجسد بإجراء مظاهرات كبيرة عليهم في مدن وسط وجنوب العراق ابتداء. كيف تنظرون الى المظاهرات سيدنا، هل تعتقدون أنها جاءت متأخرة من ناحية التوقيت والزمن ، خصوصا ما عاناه الشعب العراقي من ويلات الظلم والفقر والقتل؟ لكم المايك
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. ان شاء الله يكون هناك صوت. الحمد لله.
حقيقة المظاهرات للمطالبة بالحقوق أينما كانت فهي حالة صحية وأمر ايجابي، وأعتقد على العقلاء والحكماء التعامل معه على هذا الأساس ، وبالنسبة للمظاهرات الأخيرة في العراق فهي كما يقول العراقيون نتيجة لفشل في الادارة ، مستمر منذ عام 2003 والى اليوم، فشل على مستوى الحكم المركزي وفشل على مستوى الحكومات المحلية، فشل في توفير خدمات، فشل في الاعمار، فشل حتى في الحفاظ على أرض الوطن، هؤلاء سلموا العراق لداعش، حكومة السيد نور المالكي سلمت الموصل وحكومة السيد حيدر العبادي كما لا يخفى سلمت الرمادي.
وحتى أيضا نكون منصفين للشعب العراقي، (هذه) المظاهرات ليست الأولى، قبل سنوات وليس اليوم، شخص العراقيون هذا الفشل وخرجوا في (الـ)مظاهرات، وقد شارك بعض المؤمنين بهذه الدعوة في حينها بتلك المظاهرات وطالبوا أيضا بالإفراج عن السجناء المظلومين. وطبعا في حينها مورست ضغوط وتم اغتيال بعض النشطاء والاعتداء على آخرين بالضرب وبالنهاية لم يتحقق شيء غير وعد كاذب بتوفير خدمات خلال ثلاثة أشهر أو ستة أشهر وتبين كذبه فيما بعد. وتبين أن هؤلاء الناس أناس فاشلين عاجزين عن ادارة الدولة وتطويرها وفوق هذا كله سراق ، هدفهم تحقيق حياة مرفهة لهم ولعوائلهم على حساب شعب سحقوه وأذاقوه الذل والمهانة والعوز. واليوم أيضا الشعب العراقي شخص ان بعض الاشخاص الذين مارسوا ويمارسون الحكم غير كفوئين ـ كحد ادنى اقول غير كفوئين وإلا مشاكلهم كثيرة جدا ـ الشعب العراقي شخص أن هناك خلل كبير في الدستور الذي دعتهم المرجعية للتصويت عليه وعرفوا انهم وقعوا في حفرة كبيرة يصعب الخروج منها دون تضحيات كبيرة، وأعتقد أنهم مستعدين لدفع الثمن ، وقد دفع فعلا الشاب منتظر حياته في موجة التظاهرات أو المظاهرات الأخيرة. الشعب العراقي شخص أن هناك عملية نهب ممنهج وتبديد لثرواته منذ عام 2003. أخيرا أنا أنصح الشعب العراقي أن يشخص أن من كانوا جزء من هذا الحكم وكانوا شهودا على هذا الفشل والنهب الممنهج وتبديد الثروات ولم يحركوا ساكنا طيلة الفترة السابقة فهم غير أمناء ولا يمكنهم الاصلاح او التغيير. أحبتي كيف ترجون خيرا من الذين كانوا يتقاسمون حتى مناصب المدراء العامين ووكلاء الوزارات لهدف واحد وهو الحصول على الامتيازات التي توفرها هذه المناصب، وهم يعلمون جيدا أن الوزير الذي وضعوه لا يفهم شيء بوزارته ومع هذا يتمون الأمر بتعيين وكلاء وزارة غير كفوئين ومدراء عامين كذلك ثم في النهاية تحصل سرقات وتبدد الاموال وتعقد العقود والمشاريع الفاشلة والتي تولد ميتة، وهذا الأمر استمروا عليه طوال إثنا عشر سنة مضت، فهل تريدون تجربة إثنا عشر سنة أخرى ؟
تريدون تجربتها أيضا، تجربة إثنا عشر سنة أخرى أيضا مع نفس الوجوه التي تسببت بعنائكم طيلة السنوات السابقة ؟!
أرجو أن يجيب الأحبة المتظاهرون على هذا السؤال !
(فـ)أما أن تكونوا خرجتم للثورة وإحداث تغيير حقيقي في واقعكم أو أنكم سترضون بأن تكونوا فريسة خداع هؤلاء ومكرهم مرة اخرى !
كما أنني أحذر أن هناك من يحاولون خرق المظاهرات وتخريبها وهذا غير خاف. لهذا فالصحيح هو طرد أي شخص جاء ليدافع عن فلان او فلان. لأن هذه المظاهرات هي مظاهرات ضد الحكومة، مظاهرات تنتقد سرقات وفساد المتنفذين في العراق، فما معنى أن يأتي لحضورها مجموعة يدافعون عن بعض أفراد الحكومة أو عن حزب معين مثلا ، اللهم إلا أن يكونوا مجموعة مدفوعة الثمن وجاءت لهدف تخريب التظاهرات، أيضا بعض الطفيلين والانتهازيين كما نلاحظ الذين بدؤوا بمحاولة تنصيب أنفسهم قادة على رؤوس المتظاهرين المسحوقين، يجب أن لا يسمح لهم بالعبث في المظاهرات وتوجيهها.
ليس لدي شيء آخر. لكم المايك
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاك الله خير الجزاء سيدنا. إجابة وافية الحمد لله. سؤال آخر إذا سمحت سيدنا في الحكم والحاكمية. معلوم أن من ثوابت الدعوة اليمانية هي الدعوة لحاكمية الله. والدعوة لحاكمية الله على مستوى التشريع والتنفيذ يمارسه حاكم منصب من قبل الله تعالى او من ينصبه المنصب من الله سبحانه وتعالى أو من يقر تنصيبه على الأقل.
انطلاقا من هذا الثابت العقائدي سيدنا هل تعتقدون بصحة المشاركة في التظاهرات ورفع المطالب التي يرفعها المشاركون فيها؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. بالنسبة للمشاركة في المظاهرات، أنا قلت قبل قليل أن المؤمنين شاركوا سابقا في المظاهرات وهذا ليس أول، وليست أول مرة ولا مانع أن يشاركوا في أي مظاهرة اليوم وغدا طالما أن لهم حقوقا مسلوبة ومن حقهم المطالبة بحقوقهم. فهم جزء من الشعب العراقي الذي نهبت أمواله وضيعت حقوقه ويعيش حالة مزرية من نقص الخدمات والمظالم التي طالت الجميع.
من حقهم أن يقولوا للظالم أنت ظالم وأننا وصلنا معكم إلى طرق مسدودة !
ومن حقهم على الأقل أن يرفعوا صوتهم بمظاهرات ويقولون فيها للعالم أن من يحكمون العراق اليوم وللأسف مجرد مجموعة لصوص وعصابات مافيوية يعبثون بالبلد وبمقدرات الناس وبحياتهم وبأرزاقهم ويعتقلون من يريدون اعتقاله وفق قانون الغابة "من غلب على شيء فعله" !
أعتقد أن هذا حق من حقوقهم وليس لأحد أن يسلبهم هذا الحق.
لكن فقط من يشارك من المؤمنين في هذه المظاهرات المفروض أن يشارك كونه عراقي وله حق مسلوب وليس لكونه مؤمن بهذه الدعوة فرجائي منهم الالتزام بعدم رفع أي لافتة أو راية تشير اليهم كجهة معينة من ابناء الشعب العراقي كما أرجو منهم تجنب أي مطلب فئوي يخص الدعوة والمؤمنون بها وإنما فقط الالتزام ببيان فساد نظام الحكم في العراق وفشله في تحقيق أدنى مقومات الحياة الكريمة للمواطنين.
هذا فقط أحبتي. لكم المايك.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : أشكرك سيدنا جزاك الله خير الجزاء. أيضا في الآونة الأخيرة سمعنا بعض الأصوات التي ألف العراقيون نشازها والتي يؤشر العراقيون عليها وضوح الفساد، مثلا وجهت بعض الاتهامات للدعوة اليمانية أنها هي السبب في التحريض على المظاهرات وهذا واضح بالتحليل أو اللقاء الذي أجرته قناة العراقية مع السيد عمار الحكيم والذي أكد فيه على قضية أن بعض الجهات غير المنخرطة بالعملية السياسية والتي أعلنت التعبئة العامة بالجنوب ـ وهذا واضح لأن الجهة الوحيدة التي لم تنخرط في الدعوات السياسية وفي الحكومة هم أنصار الامام المهدي ـ وقال ان هذا جاء لإرباك الأمن في المحافظات الجنوبية .. هذا كان مضمون كلامه تقريبا وقد أكد هذا الكلام تصريح جلال الدين الصغير باعتباره تابعا لنفس المنهج والمبدأ حيث أنه اتهم الدعوة اليمانية مباشرة وقال أن الدعوة اليمانية هي التي تقود هذه المظاهرات. أنتم سيدنا كيف تنظرون إلى هذه الاتهامات وبماذا تردون عليها؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. المظاهرات ليست ورقة داعشية، وأعتقد أن ضربتهم الاستباقية كما يسمونها دائما فشلت هذه المرة فشلا ذريعا وانقلبت عليهم، كما ألاحظ في الظاهر أنها انقلبت عليهم، وأصبحت مواقفهم التي سجلوها ضد هذه المظاهرات نقطة سوداء في تاريخهم وسيعجزون عن محوها وهم فعلا يحاولون تبرير أقوالهم واتهاماتهم للمتظاهرين بعد أن فشلت في خلق مواجهة بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين، يحاولون الآن تبريرها وكما يبدو من خلال تصريحات بعضهم فإنهم كانوا يراهنون على هذه الورقة التي لعبوها جيدا منذ سقوط النظام والى اليوم، وقد، وللأسف (فـ)قد سفكوا الكثير من دماء العراقيين وكان آخر دم سفكوه هو دم الشاب منتظر الذي قتلوه في قضاء المدينة. ويجب أن يحاسبوا على هذه الأمور، على صولاتهم وجولاتهم وخوضهم في دماء العراقيين أو العبث الذي مارسوه يجب أن يحاسبوا عليه.
أما سرايا القائم التي تحدث عنها السيد عمار الحكيم فإذا كان يجهل واقعها وما هو هدفها فعليه أن يتابع ما نقول ولقد أوضحت أكثر من مرة أن هدف سرايا القائم هو الدفاع عن المقدسات والأرض والعرض وليس لنا أي هدف لزعزعة جنوب العراق كما يدعي، والعراقيون هم أبناؤنا وأهلنا وعشائرنا وهو ليس بأحرص منا عليهم وهذا أكيد.
أما إذا كان اعتراضه على كوننا غير منخرطين بالعملية السياسية في العراق فالحمد لله هذا شرف للمؤمنين يحسونه تماما اليوم ويحمدون الله أنهم لم يكونوا طرفا في نهب وتبذير أموال العراق وحتى أنهم لم يكونوا شهودا على ذلك. الحمد لله أننا لسنا طرفا في هذه العملية السياسية ولم نستول على الأراضي والعقارات التي استوليتم عليها في بغداد وغيرها يا سيد عمار. وننتظر من د. حيدر العبادي أن يحاسب كل من استغل النفوذ ليترفه على حساب الفقراء ـ إذا كان فعلا جاد فيما قال ويريد الاصلاح ـ .
أما الاتهام بأننا نقود هذه التظاهرات أو حتى بعضها فغير صحيح تماما وهو مجرد افتراء وكلام باطل وعار عن الصحة ولا أعتقد أن هناك أحد يمكن أن يخدع بهذا الكلام الآن خصوصا بعد أن تبين أن كل العراقيين تظاهروا للتعبير عن رفض هذه الجماعات الفاسدة.
بل أنا من هنا أطلب من المؤمنين أن لا يخرجوا بتظاهرة إذا كانوا هم أغلبية فيها بحيث يمكن أن تحسب هذه المظاهرة على الدعوة.
كما أنصح المجلس أن يغيروا طريقتهم في التعامل مع الآخرين ويتخذوا طرق أفضل لتقييم الآخرين ولا داعي لأن يكنوا لنا العداء فوالله يضرهم كثيرا.
وعموما كثير من الناس تعلم من المسيء ومن المصلح، والحمد لله، وتعلم أننا لم نأت بمن يسميه البغداديون اليوم "واو" أو شيء من هذا القبيل وأردنا تسليطه على بغداد بل أنتم من فعل هذا ! وهذا الشخص حتى أخته خرجت في الفضائيات تقول أنه سرقها وأنت يا سيد عمار اتيت به وأردت تسليطه على رؤوس البغداديين.
على كل حال رحم الله أبا فراس عندما قال :
منكم علية أم منهم؟ وكان لكم شيخ المغنين إبراهيم أم لهم
لكم المايك أحبتي
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاك الله خير سيدنا. وفقك الله وأعانك بحق محمد وآل محمد (ص). هناك شيء متعلق بهذا الموضوع وهو مفارقة غريبة بالحقيقة، الاعتقالات التي طالت أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) في محافظة الديوانية أثناء أدائهم لصلاة الجمعة، وأيضا أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) في الناصرية. وقد كانت هذه الحالة مواكبة للتظاهرات أو بعدها حدثت التظاهرات التي تجري الآن والتي أصبحت وبال على الحكومة وبالذات الفاسدين فيها.
فهل ترى سيدنا أن هناك علاقة بين الأمرين، أي بين حالة الاعتداء على الأنصار وهم آمنون مسالمون وبين الذي يحصل الآن من مظاهرات ؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله.
نعم، هم قاموا باعتقال عدد من المؤمنين في شهر رمضان الأخير، وحتى لم تكن هناك حرمة لشهر رمضان وأودعوهم السجن دون أي تهمة حقيقية وإنما فقط يتصرفون وللأسف كعصابات، ولا فرق بين تصرفاتهم وبين تصرفات سلفهم من البعثيين. فهم يعيدون تاريخ البعثيين وظلمهم في نفس الوقت الذي ينتقدون فيه ظلم البعثيين.
الآن د.حيدر العبادي يقول أنه يريد الاصلاح. طيب أخرج هؤلاء المساكين الذين اعتقلوا في الناصرية والديوانية ! حقق في أمرهم وانظر هل لديهم أي جريمة ! أم أنها مجرد اعتقالات تعسفية ؟! وإذا كانوا أبرياء أليس المفروض تعاقب السلطة التي ظلمتهم بهذه المحافظات ؟! ننتظر وسنرى إن كان هناك تصرف للدكتور حيدر العبادي لتحقيق العدل ورفع الحيف والظلم عن المظلومين.
أما سؤالك عن العلاقة فيمكن أن يراها من يرون الله قبل كل شيء ومع كل شيء وبعد كل شيء كما كان الإمام زين العابدين علي بن الحسين (صلوات الله عليه). وأعتقد أن قتلهم الشاب منتظر في قضاء المدينة وهي المنطقة التي عاش فيها آبائي وانطلاق شرارة البداية لهذه المظاهرات التي عمت العراق من تلك المنطقة رسالة واضحة للعلاقة .. ولكن كما قلت لمن يرون الله وليس لمن أعمتهم الدنيا والشهوات ومن إذا اخرج يده لم يكد يراها .. فهؤلاء هذا الكلام غير موجه لهم .. وهم لا يفهمون لغة الله.
لكم المايك
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاك الله كل خير. سيدنا منذ سنين عديدة سمعنا منكم نصائح وتحذيرات للشعب العراقي من الانتهاء إلى هذه النتائج الكارثية التي عمت البلاد والعباد اليوم وقد حذرت حتى الحكام حينها، وأذكر أن هذا الكلام كان منذ عام 2003. وسبحان الله هذه كلها إخبارات غيبية المفروض أن تتعظ الناس بها وتستفيد منها لمعرفة الحق.
السؤال هو كالتالي: كيف أمكنك التنبؤ بذلك وعلى أي أساس كنت تستند في إطلاق تحذيراتك خصوصا أن التحذيرات والإخبارات بها جانب سياسي وجانب غيبي ملكوتي؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياك الله أستاذ أحمد وحياكم الله جميعا .. جميع الحضور.
أعتقد أن ادعائي الوصية يفسر هذا الأمر وكثير من المؤمنين يمكن أن يريهم الله رؤى بما يحدث مستقبلا وتحدث فعلا. وبالتالي من باب أولى ومن المؤكد أن الله يعلم خليفته في أرضه ببعض الغيب وعلى الأقل على قدر الحاجة والضرورة التي تتطلبها رسالته وأدائها على الوجه المطلوب منه. يعني هذا أمر مفسر.
هذا ما لدي. لكم المايك
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : حياك الله سيدنا. جزاك الله خيرا. هناك موضوع آخر أيضا يخص السياسة، بعض السياسيين ـ عباس البياتي تحديدا ـ سمعناه يصرح أن المظاهرات انتهت حتى قبل أن تنطلق عصر الجمعة الماضية وأن وقتها انتهى ـ بحسب قوله هو ـ في الساعة الواحدة من ظهر الجمعة (لأن هذا هو موعد انتهاء خطبة الجمعة في كربلاء المقدسة لممثل المرجعية السيد احمد الصافي)، وقال أنه قد أوعز فيها لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن يكون اكثر جرأة وشجاعة ويضرب المفسدين بيد من حديد، فهو ربط قضية السياسة بالدين أو تدخل رجال الدين بالسياسة وأن زمام الامور بيدهم.
فكيف تقيم سيدنا تدخل المؤسسة الدينية في النجف الأشرف بالأحداث الجارية في العراق؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. حقيقة هو لم يبدأ المظاهرات حتى ينهيها، لا هو ولا مجلس النواب ولا الآخرين.
الشعب بدأ المظاهرات وإذا قرر الشعب انهاء المظاهرات فهذا أمر يخص الشعب. مسألة أنه يقرر انتهاء المظاهرات .. هذا بعيد عن الواقع !
أما المرجعية الدينية في النجف فهي عراب الدستور والعملية السياسية في العراق، تتدخل دائما منذ عام 2003 وإلى اليوم و(هي) تتدخل على الدوام. والعراق أيضا بتراجع مستمر على كل المستويات منذ عام 2003 وإلى اليوم. هذا هو تقييمي. وإن كنت أعتقد أن الامر لا يحتاج أن يقيمه أحد، وهو واقع بارز أمام الجميع ولكن بعض الناس لا يريدون رؤيته بهذه الصورة رغم وضوحها.
وطبعا هم مطالبون بتفسير اقتران تدخلهم وقيادتهم للعملية السياسية طيلة الفترة الماضية بهذا التراجع الذي حصل للواقع المعيشي والإنساني وحتى الأخلاقي في العراق.
أما التدخل الأخير للمرجعية ومناشدتهم للدكتور حيدر العبادي أن يضرب الفاسدين أو السراق بيد من حديد فقد فهمه بعض الناس، مثلا، فهمه بعض الناس على أنه محاولة إنقاذ للحكومة أو ركوب لموجة غضب الشارع العراقي التي بدت واضحة في الأيام السابقة.
وعلى كل حال الآن العراق انتهى إلى وضع مزر لا يمكن السكوت عليه، وإذا كانت المرجعية تؤيد التظاهرات فهذه خطوة جيدة وصحيحة ولتتفضل المرجعية بوضع ورقة حلول تعلنها للناس وتسلمها للعبادي حتى يكون الأمر واضح للناس، أما فقط القول .. قول الضرب بيد من حديد، فيمكن مثلا أن يستغله الدكتور حيدر العبادي أو الطبقة المحيطة به لتصفية خصومهم السياسيين لا أكثر ولا أقل، يعني أنا لا أتهمه ولكن أقول يمكن أن يستغل .. أن يفعل هذا.
هذا ما لدي أحبتي. لكم المايك.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاك الله خير الجزاء سيدنا. هناك أيضا موضوع يخص نفس السياق السياسي وهو إصدار العبادي للورقة الإصلاحية التي تمثلت بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية وأيضا نواب رئيس الوزراء وتخفيض عدد الحمايات وبعض التخصيصات والإمتيازات التي أدت إلى إنهاك المال العام وإفراغ خزينة الدولة. وهذه الورقة فعل بعضها بعد أن صادق البرلمان عليها بالأيام الفائتة.
فهل ترى سيدنا أن مثل هذه الإصلاحات كافية للقضاء على الفساد المستشري، فالفساد نخر في جميع مفاصل الدولة والحكومة بل بلغ إلى ذروته وهل يرجع هذا مال الشعب المنهوب وتوفير الخدمات للناس ؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. لا أعتقد أبدا أن إلغاء كم منصب يقدم أو يؤخر ! لن يوفر إلغاء كم راتب شهري مبلغ له قيمة حقيقية يؤثر في خزينة الدولة.
أما الحمايات فخفضها لا يعني إلغاء الأموال التي تصرف لهم، فبالنتيجة هم موظفون ستستمر الدولة بصرف رواتبهم وغاية ما في الأمر سيتم نقلهم للخدمة في مكان آخر. وبعض الناس تقول أن إلغاء مناصب نواب رئيس الوزراء والجمهورية، نواب رئيس الجمهورية، يقولون تستهدف السيد نوري المالكي لإنهاء حياته السياسية ـ الناس هكذا يقولون ـ !
وفي كل الأحوال فإن مشاكل العراق الاقتصادية والعسكرية لن تحل إذا تم تكسير عظام السيد نوري المالكي بمطرقة اليد الحديدية التي قدمتها المرجعية للدكتور العبادي .. هذا ما أعتقده، أتصور هكذا الأمر.
أيضا بالنسبة لي أعتقد أن هذا الأمر لا يقدم ولا يؤخر، النتيجة .. سيبقى الحال على ما هو عليه وستبقى الأزمات مستمرة.
ثم أين كان السيد العبادي والآخرين قبل هذا ؟ هل كانوا لا يعلمون بالفساد وبحال البلد أم أن خروج الناس صحاهم من نومهم العميق وأجبرهم على الاعتراف بأن هناك فساد ومنظومة حكم فاسدة وليتهم أيضا يعترفون أنهم جزء من هذا الفساد ..(أما) هم حتى لا يعترفون .. (بل) كل واحد منهم يلقي اللوم على الآخرين ! حتى د.حيدر العبادي يلقي اللوم كله على من سبقوه وكأنه لم يكن جزء أساسي من منظومة حكمهم وداعم ومؤيد لهم ! يتكلم عنهم اليوم وكأنه كان في صفوف المعارضة لهم ! عجيب والله .. هؤلاء يتلونون مع المحيط وليس لديهم أي ثوابت.
ثم أريد أن أوجه سؤال للأحبة المتظاهرين وهو: هل يقبل المنطق السليم أن المجموعة أو الحزب الذي حكم العراق طيلة الفترة السابقة ويتهمه الآخرون بأنه دمر العراق ونهب ثرواته هو نفسه الذي يتكفل الاصلاح ؟!
ننتظر الجواب وإن كان الجواب واضح ..! لكم المايك أحبتي.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاك الله خيرا سيدنا. سمعنا مؤخرا تصريحات للمالكي يهدد فيها المتظاهرين بشلالات من الدماء إن استمروا باعتصاماتهم !
كيف تقيمون مثل هذه التهديدات سيدنا ؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. إذا كان يقصد تهديد المتظاهرين بالقتل، هذه التصريحات، إذا كان يقصد تهديد المتظاهرين فهو يرتكب خطأ آخر ! وعموما هو ليس رئيس الوزراء.
الآن رئيس الوزراء هو د.حيدر العبادي وكما يبدو فهو إلى الآن شخص لا يميل إلى لغة العنف والقتل وسفك الدماء.
وأيضا أنصح الحكومة ان يتركوا لغة التهديد المبطن. فالمتظاهرين لا يريدون الاصطدام بالقوات الامنية ولن يسمح أغلبية المتظاهرين لأحد أن يخرب مظاهراتهم بالاصطدام بالقوات الامنية، والاصطدام بالقوات الأمنية أيضا يصب بمصلحة الحكومة ويصب أيضا بمصلحة داعش وليس بمصلحة المتظاهرين، وبالتالي فليست أولوية .. اللهم إلا إذا كانوا هم يتقصدون أن يأتون ويصطدمون بالمتظاهرين .. فهذا أمر آخر !
لكم المايك أحبتي.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاكم الله كل خير. وفق رؤيتك سيدنا لبلد مثل العراق الذي ما بارحه الأنبياء والأولياء ورسالات السماء، إلى أين يسير العراق وما هو المصير الذي ينتظره ؟ وهل ينتظره وأهله مصير أسوء من هذا الحال الذي هم فيه الآن ؟
أرجو منك سيدنا أن تسلط الضوء على هذه القضية إذا كانت لديك سعة من الوقت.
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياك الله أستاذ أحمد وحيا الله الحضور جميعا، وإن شاء الله وقتي لكم الآن.
"تفاءلوا بالخير تجدوه"، أنا أتمنى للعراق ولأهله الخير، بالنتيجة العراق هو بلدي والناس فيه هم أهلي.
ولكن الواقع اليوم وللأسف يقول إن العراق متجه إلى حال أسوء ولكن العاقبة إن شاء الله ستكون الخير كله للعراق ولأهل العراق.
فكلما عظمت النتائج المرتقبة عظمت الآلام، كلما عظمت الأمور التي تترقبها وتنتظرها عظمت الآلام التي تمر بها، وبالتالي فنتوقع أن تعظم الآلام التي نمر بها لنصل إلى تلك النتائج الكبرى.
لكم المايك
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاك الله خيرا سيدنا. هذه هي إرهاصات الظهور، نسأل الله سبحانه أن يمكن لكم وأن يفرج عن هذه الأمة وبخلاصها بكم إن شاء الله.
رغم أن هذا اللقاء مخصص لما يجري في العراق من مظاهرات وأحداث ولكن القضية الخطيرة الآن التي لا يمكن إغفالها هي قضية السفيانيين أو ما يسمى بـ "داعش"، خصوصا أنهم لا تفصلهم عن مدننا سوى كيلومترات قليلة.
بما أن الموضوع يخص التظاهرات هل برأيك سيستفيد الدواعش من الحراك الجاري حاليا بطريقة أو بأخرى ؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. بالنسبة للدواعش، أكيد هم يريدون وسيحاولون الاستفادة من المظاهرات بصورة أو بأخرى.
ولكن هذا لا يعني أن التظاهرات أمر خاطئ أو أنها يجب أن تتوقف دون الوصول إلى نتائج حقيقية وملموسة.
ونحن ندعم كل من يقاتل داعش ويقف بوجههم في هذه الفترة. ونحن أيضا شكلنا سرايا القائم كما تعلمون وهم يتدربون باستمرار ولكن إلى الآن منعتهم الحكومة من مقاتلة داعش وهم مستعدين في أي وقت لحماية المقدسات والأرض والعرض ولخوض المواجهة مع داعش.
أيضا أريد ان أشير أنه يجب أن يلتفت من يتظاهرون إلى أن هناك أكثر من جهة دينية وسياسية منتفعة من الفساد وبالتالي تعمل على تمييع التظاهرات وتفريغها من الأهداف الحقيقية التي تهم الجميع وبالتالي يجب أن نكون حذرين وواعين بقدر المسؤولية على عاتقنا.
ليس لدي شيء آخر بهذا الخصوص. لكم المايك.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : جزاكم الله كل خير سيدنا. الآن ذهب من الوقت تقريبا 45 د. وإن شاء الله لا نكون قد أثقلنا عليك سيدنا. بقي فقط سؤالين ونختم البرنامج إن شاء الله.
سيدنا سؤال يخص قضية مهمة، هناك شخصيات معروفة في الساحة العراقية، وسبق لها أن اشتركت بالعملية السياسية، وفازت بمقعد في البرلمان مثلاً، كالسيد جعفر الصدر ابن السيد محمد باقر الصدر رحمة الله على روحه، ولكن للأسف الشديد لم يشاركوا في التظاهرات الأخيرة، والسيد جعفر حتى لا يبدي رأيه، لا أعرف ما هو السبب وما هي الغاية.. !
وهو لم يعلن حتى تأييده لهذه المطالب المشروعة وهموم الناس والوطن المسلوب،
هل من كلمة سيدنا توجهها لمثل هؤلاء؟ وما هو تقييمك لمثل هذه المواقف؟ وما هي الأسباب التي تعتقد انها دعتهم أن ينؤون بأنفسهم عن العملية السياسية؟
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله. التظاهرات الأخيرة خطوة بالاتجاه الصحيح، ولهذا الكل مدعو للتعامل معها بإيجابية وبالنسبة لمن لديهم اعتراضات على الواقع المتردي في العراق المفروض هم أول من يشارك ويدعم هذه التظاهرات.
وبالنسبة للسيد جعفر الصدر، أعتقد كثير من العراقيين يحبونه على الأقل إكراماً لوالده الذي واجه البعثيين وضحّى بحياته لأجل خلاص العراق منهم، وأيضاً كونه انسحب من الزمرة الفاسدة التي تحكم العراق وكان انسحابه تعرية مبكرة لهم وهذا يحسب له.
والمفروض به أن يشارك في الأحداث الحالية ويحاول أن يقدم نفسه للإصلاح، ربما يختاره الناس ليقود التغيير في العراق والخلاص من الذين دمروا العراق وسحقوا أهله، وأعتقد بالنسبة لكثير من العراقيين هو حل مقبول للإنقاذ ويمكن أن يجمعوا عليه.
أما سؤالك الآخر، أنه ما هي الأسباب .. لماذا نأى بنفسه أو الآخرين الذين معه.. إذا كان هناك .. نأوا بنفسهم عن العملية السياسية .. لا ..هذا السؤال يوجه لهم، يعني له ولمن نأوا بأنفسهم عن العملية السياسية وليس لي. جزاكم الله خير. لكم المايك.
الأستاذ أحمد حطاب مدير قناة المنقذ العالمي / مقدم البرنامج : سيدنا السؤال الأخير : كلمة أخيرة توجهها لمن يستمع إليك في العراق خصوصا في هذا المقطع التاريخي والمفصلي وان كان هنالك أفق الهي لم تلتفت إليه الناس إلى الآن تستطيع بيانه لهم بوصفك وصي ورسول الإمام المهدي ومبشر بقرب الظهور وقيام دولة العدل الإلهي. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليكم ويمكن لكم بالخير والعافية. جزاكم الله خيرا سيدنا.
الإمام أحمد الحسن (عليه السلام) : حياكم الله جميعا. أنا نصحت وسأنصح لهم كما كان علي (صلوات الله عليه) ينصح للآخرين.
بالنسبة للمشكلة الاقتصادية وأزمة الخدمات في العراق هي أعراض جانبية لمشاكل حقيقية متراكمة وهم من تسبب بها. بعضها معروف ومشخص ولا أريد أن اخوض فيه الآن. ولكن لعل أهم هذه المشاكل الغافلين عنها كما يبدو هي المشكلة الأخلاقية والتي تفاقمت بعد أن حكم الإسلاميون ـ كما يسمونهم ـ في العراق. فالذي اعتقد العراقيون به على أنه قدوة صالحة في يوم من الأيام ووجدوه يطلب الرفاه على حساب شقائهم وهذا أدى إلى أمرين :
الأول هو كثرة من يسرق المال العام دون أي احساس بأنه يقوم بأمر غير أخلاقي. لأنه لا يوجد لديه مانع يردعه. فإذا كان الدين والأخلاق هي الرادع فهو قد رأى مدعي الدين والأخلاق يترفهون بالأموال العامة والممتلكات العامة سواء بالسرقة أم بطرق ملتوية على أنها حقوق وما شابه. يعني أختصر لك الأمر بأن سرقة الوزير ورجل الدين لم تتوقف عند الوزير ورجل الدين بل شجعت وكيل الوزير والمدير العام ومدير الدائرة، مدير المشروع والمحاسب وهلم جر .. حتى نهبوا الجمل بما حمل وخربوا البلد.
الأمر الثاني هو فقدان الثقة، المجتمع العراقي اليوم فقد الثقة بالحاكم، أي كان، بسبب الإسلاميين طبعا والأحزاب المتسلطة التي تحكم العراق والتي أوصلت البلد إلى هذا الحال المزري.
ولتحل مشكلة العراق تحتاج قبل كل شيء أن ترفع هذين الأمرين ورفعهما ليس هين. البناء ليس كالهدم، هم هدموا لكن أن تبني فالأمر ليس بهين، (فـ)إصلاح النفوس وإعادة الثقة بالحاكم تحتاج قدوة زاهد بالدنيا. وباختصار ما أريد قوله لمن يحكم العراق اليوم هو أن يعطي للناس قدوة صالحة كما فعل علي (صلوات الله عليه) عندما وصل له الحكم. وهذا يمكن تحقيقه باتخاذ خطوات اصلاحية واضحة للناس تبدأ فيها بنفسك.
أولا اسكن في بيت بسيط ومتواضع أنت وعائلتك، وإذا كنت تقول أنك مضطر للتواجد في أحد القصور فابن بيت بسيط ومتواضع لسكنك وعائلتك في حديقة القصر وأعتقد هذا لن يمنعك من استقبال الوفود والضيوف في القصور والقاعات الفارهة. ثم قم بتصوير بيتك البسيط المتواضع أنت وعائلتك ليشاهده الناس ويرون أنك تعيش حياة بسيطة ومتواضعة. أيضا اكشف ما تملك أنت وعائلتك للناس.
ثانيا أرسلوا بعض أبنائكم لجبهات القتال مع داعش، على الأقل حرض علنا القيادات السياسية، الوزراء، وكلاء الوزارات، المحافظين، (الـ)مدراء العامين، مدراء الشرطة، مدراء الاستخبارات، النواب وحتى المراجع ورجال الدين على أن يرسلوا أبنائهم لقتال داعش. يعني المفروض أنتم وأبناءكم أولى بالدفاع عن أرض العراق. لا أعتقد من الأخلاق في شيء أن يقوم هؤلاء بحفظ أبناءهم في حين يرسل الفقراء أبناءهم للجبهات .. أنتم وأبناءكم المستفيد الأكبر من ثروات العراق وأنتم من تسبب بسقوط هذه المدن بسبب فشلكم في ادارة الدولة وبالتالي فالقتال على أبناءكم أوجب !
الأمر الثالث، تابع الوزراء والمحافظين ومدراء الشرطة والاستخبارات وحاسبهم على تصرفاتهم وأوقف ما يفعله بعضهم من استغلال للسلطة ليؤذي الآخرين الذين يختلفون معه وأصلح في الحال الأخطاء والتصرفات التي تصرفها هؤلاء.
رابعا، القضاء، النظام القضائي في العراق يحتاج تعديل وعلى الأقل يجب مراجعة وتعديل نظام المحاكمات وعدد القضاة أو اصحاب القرار في المحاكمة، وكيف يتخذ الحكم حتى يمكن تقليص الظلم الذي يحصل في المحاكم. ومسألة استغلال القضاء من قبل المتنفذين مسألة مطروحة بقوة اليوم، المفروض أن تكون هناك رقابة على القاضي في كل قضية. فالقضاء لا يمارسه منفردا إلا نبي أو وصي أو شقي ملعون.
الأمر الخامس، أقروا قانون العفو العام ونفذوا .. ونفذوه ! وأخرجوا الناس من السجون المكتظة بالمظلومين. وإذا كنتم لا تعرفون أهمية هذا الأمر فأدعوكم للإطلاع على بعض الفيديويات التي سجلها بعض السجناء الشيعة من الصدريين مثلا، ونشروها في وسائل التواصل الاجتماعي لترون آلاف العراقيين الشيعة وهي تسبكم وتشتمكم وتلعن الساعة "السودة" التي عرفوكم بها.. "روح للسجن شوف معاناة المظلومين اسألهم افتهم منهم .. إذا تقولون السجناء السنة ارهابيين زور الشيعة وشوف حالهم .. شوف اشسويتو بيهم من اجيتو لليوم .. شوف شلون حققو وياهم وشنو ادوات التعذيب الي استعملوها وياهم" اتقوا دعوة المظلوم الذي لا يجد عليكم ناصرا إلا الله.
على كل حال نسأل الله لكم جميعا حسن الخاتمة.
أنا انتهيت وليس لدي شيء آخر أقوله لهم فقط أوجه كلمتي لك أستاذ أحمد حطاب، قبل أن أخرج أوجه كلمتي لك ولكادر قناة المنقذ المحترمين، أنتم قناة دينية عقائدية متخصصة ولكن بالحقيقة لا توجد الآن أموال تكفي لفتح قناة سياسية لعرض مظالم الناس ومعاناتهم ولهذا أظهروا معاناة الناس .. أطلب منكم على الأقل تخصيص ساعة بث لفيديويات مظالم الناس ومعاناتهم .. أظهروا الفقر والعوز والذل الذي يتعرض له كثير من العراقيين الذين سحقتهم الزمرة الحاكمة، أظهروا أيضا مظلومية المعتقلين، يعني ليس فقط معتقلينا وإنما كل المعتقلين الذين تعرضوا لـ( .. ) واضحة من الحكومة العراقية، أخرجوا مطالبهم ومظلوميتهم في قناتكم. أرجو منكم متابعة صفحات التواصل الاجتماعي، فهذا أمر مهم، فهي تنشر كثير من التسجيلات الفيديوية التي تعرض مظالم الناس وبالتالي أنتم أيضا تعاونوا مع هذه الصفحات وانشروا فيديوياتهم في فضائياتكم، فضائيتكم عفوا .. ، أيضا اطلبوا من السجناء المظلومين بمختلف انتماءاتهم أن يسجلوا فيديويات ويرسلوها لكم إن أمكنهم ذلك طبعا. أيضا تابعوا المظاهرات كل يوم جمعة وصوروها واعرضوها، على الأقل بعضها.
هذا ما لدي. أيها الأحبة الحضور الكريم ليس لدي شيء آخر أقوله اليوم وسأبقى أستمع لكم لدقائق ثم سأخرج إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لكم المايك أحبتي.