بحث:"سهو ونسيان المعصوم ج3"السيد احمد الحسن (ع)
> بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطرقت في البحث السابق للنقل سواء كان قرآنيا أم روائيا
بقي لنا ان نتعرض لما يطرح من اشكالات واستحسانات عقلية.
واعتقد فيما تقدم تبين انه لا توجد آيات ولا روايات تدل على ما يعتقدون، بل توجد آيات وروايات تدل على عكس ذلك، ولهذا فهم في الحقيقة لجؤوا إلى الاشكال على القول بإمكان وقوع السهو في العبادة من المعصوم. وان شاء الله سنذكر الاشكالات ونرد عليها حتى لا نبقي اي مجال للتشويش وإلا ففاقد الدليل لا تنفعه الاشكالات والاستحسانات في اثبات عقيدة تحتاج لإثباتها دليلا قطعيا.
أولا: اشكالات الشيخ المفيد (رحمه الله)
قال الشيخ رحمه الله : « ولسنا ننكر بأن يغلب النوم الانبياء (عليهم السلام) في أوقات الصلاة حتى تخرج فيقضوها بعد ذلك وليس عليهم في ذلك عيب ولا نقص، لأنه ليس ينفك بشر من غلبة النوم ولان النائم لا عيب عليه، وليس كذلك السهو، لأنه نقص عن الكمال في الانسان، وهو عيب يختص به من اعتراه، وقد يكون من فعل الساهي تارة كما يكون من فعل غيره، والنوم لا يكون إلا من فعل الله تعالى، وليس من مقدور العباد على حالة، ولو كان من مقدورهم لم يتعلق به نقص وعيب لصاحبه لعمومه جميع البشر، وليس كذلك السهو، لأنه يمكن التحرز منه، ولانا وجدنا الحكماء يجتنبون أن يودعوا أموالهم وأسرارهم ذوي السهو والنسيان ولا يمتنعون من إيداع ذلك من يغلبه النوم احيانا .. » إلى آخر كلام الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتابه "عدم سهو النبي".
وأنا هنا اختصرت لكم كلام الشيخ المفيد في كتابه "عدم سهو النبي" في ثلاث اشكالات رئيسية دار حولها كلام الشيخ المفيد. وسأذكر كل اشكال مع بيانه ثم سارد عليه.
بيان اشكال الشيخ المفيد الأول:
ان السهو نقص عن الكمال في الانسان وهو عيب يختص به من اعتراه لأنه يمكن التحرز منه، ومعنى الاشكال ان خليفة الله أول من يتحرز عن العيوب التي يمكن الانسان التحرز منها. فكيف يمكن ان ننسب لخليفة الله أو الامام صدور عيب السهو الذي يمكن للإنسان التحرز منه؟
رد الاشكال:
كلام الشيخ المفيد غير صحيح، فالإنسان لا يمكنه التحرز من السهو مطلقا لعلة الدماغ البيولوجي وقدرته المحدودة على التركيز والحفظ، والتي تنخفض كلما ازدادت الامور التي يحتاج التركيز عليها، وبالنسبة للصلاة فقد يتسبب التركيز على ذكر الله والخشوع في الصلاة بنسيان عدد الركعات. وبهذا فقد يكون من نسي عدد الركعات التي صلاها افضل ممن ضبط عدد ركعات صلاته دون ذكر وخشوع. اذن فلا يمكن الحكم بان نسيان عدد الركعات عيب يختص به من اعتراه لأنه يمكن التحرز منه كما هو الاشكال. وأيضا عقلا لا يمكن للإنسان التحرز من السهو والنسيان مطلقا وإلا لكان نورا لا ظلمة فيه، اي كامل مطلق، ولكان لاهوتا مطلقا – تعالى الله علوا كبيرا – ولتعدد اللاهوت المطلق، وبالتالي فكل ما بناه على ان السهو أمر يمكن التحرز منه غير صحيح. اما تمثيله بان ذوي السهو لا يعتد بحديثهم ولا يودعهم الحكماء الامانات فهو كلام مبني على من خرج عن الحد الطبيعي للسهو والنسيان، وهذا خلط وخبط عشواء، فالكلام ليس فيه، انما في وقوع السهو والنسيان ولو مرة أو مرتين اي الحالة الطبيعية التي تعتري اي انسان. فهذا أمر يقع لكثير من الناس ويعتمد غيرهم على حديثهم ويودعونهم الامانات ولا يعتبر العقلاء ان من سهى في صلاته أو سهى في طوافه فدخل في الشوط الثامن أو نسي شيئا خبأه ثم وجده انه ليس اهلا للأمانة أو لا يعتمد على حديثه.
بيان اشكال المفيد الثاني:
ان خليفة الله قدوة يقتدي به المؤمنون. فلو جاز ان يسهو خليفة الله في الصلاة أو العبادة لانتفى كونه قدوة، اي لو جاز على خليفة الله أو الامام السهو والنسيان لما صح ان يأمر الله الناس الاقتداء به في جميع احواله.
رد الاشكال:
هذا الاشكال غير دقيق، لان الله لم يأمر الناس الاقتداء بأفعال خليفته دون معرفة عللها، فهو قد يترك الواجب وان حان وقته لعلة ما، كتركه الصلاة الواجبة التي حان وقتها لمروره في ارض نزل بها عذاب من الله فيما مضى، وقد حصل هذا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الامام علي (عليه السلام)، وقد يفعل ما لا يجوز لغيره فعله – يعني المحرم في الشريعة – لاختصاصه به كإبقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأكثر من اربع زوجات في ذمته، وقد يفطر لمرض لا يراه غيره كالقرحة أو التسمم أو اي مرض طارئ مثلا. فهل على بقية المؤمنين الافطار بحجة ان المعصوم قد افطر وهو قدوة؟ ام على المعصوم ان يضع لافتة يكتب عليها "انا مريض اليوم واضطررت للإفطار"؟!
النتيجة : المعصوم ليس قدوة مطلقا في جميع افعاله وأحواله دون فهم تلك الاحوال أو سؤاله عن فعله، خصوصا إذا كان الفعل مشتبها على المشاهد.
وبالنسبة للسهو والنسيان بالخصوص فلا بد ان يعرف المكلفون ان فعل المعصوم هذا نتيجة سهو أو نسيان لكي يفترضوا عدم جواز الاقتداء به في هذا الفعل، والأصل في افعال الناس انها صحيحة وليست سهوا ولا نسيانا حتى يتبين العكس وإلا لما صح محاسبة أحد من الناس على فعله.
اذن لا يحمل اي فعل من افعال خليفة الله على انه سهو أو نسيان حتى يتبين بالدليل انه سهو أو نسيان. وعقيدتنا في متابعة المعصوم ان متابعته يقين ينجي صاحبه، فلو ان رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) صلى الصبح اربع ركعات أو الظهر ركعتين فمتابعته اصح واقرب للهدى والرشاد والاعتراض عليه سفه وضعف في اليقين ممن فعل، فإنما الصلاة ركعة وسجدة يذكر الله فيهما.
بيان اشكال الشيخ المفيد الثالث :
انه لو جاز ان يسهو خليفة الله في صلاته لجاز ان يسهو في كل طاعة وان يفعل كل محرم سهوا.
الرد: ومع ان هذا الاشكال مبني على مغالطة حيث انه مع السهو والنسيان لا يوجد شيء اسمه معصية أو حرام، فالعصيان وارتكاب المحرمات ليتحقق يلزم توفر القصد والتعمد وهي غير متوفرة في حال السهو والنسيان، وإضافة إلى ذلك فان هذا الاشكال غير صحيح لأنه مبني على اساس ان خليفة الله ينسى ويسهو كأي انسان آخر وغير معصوم من المعاصي وهذا لا يقول به أحد من اتباع محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) أو ان المستشكلين يعتقدون بالعصمة الذاتية المطلقة للحجة، لحجة الله من السهو والنسيان وبالتالي يعتبرون ذهاب بعضها يكون في كل الاتجاهات ويشمل كل الاشياء والقول بالعصمة الذاتية بينا بطلانه حيث يلزم منه تعدد اللاهوت المطلق.
اذن، العصمة من السهو ليست ذاتية، بل هي عصمة بعاصم خارجي ومذكر خارجي وهي ليست عبثية بل وفق حكمة الهية، فلا حاجة ان يعصم خليفة الله من السهو إلا فيما يتعلق بتبليغ دين الله سبحانه وتعالى، اما بقية الامور فلا يعصم بها خارجيا بل تبقى عصمته العامة، عصمته العامة الذاتية من السهو، هي المانعة من وقوع السهو وقد بينت على اي الامور تعتمد هذه العصمة العامة الذاتية من السهو، ويمكنكم الرجوع لكتاب "رحلة موسى". وبينت انها ليست تامة بذاتها، اي انه مثلا يكون معصوما ذاتيا من السهو بنسبة 70 في المائة أو 80 في المائة أو 90 في المائة، وهذه العصمة العامة الذاتية وان كانت بنسبة معينة ولكنها قد تكون كافية في امور معينة لتمنع وقوع السهو فيها اي لا يحتاج معها – مع انها غير تامة – إلى عاصم خارجي من السهو لتحقق العصمة التامة من السهو في ذلك المورد. وسبب ذلك يرجع إلى درجة ظهور الامر بالنسبة للإنسان، ولبيان هذا الامر الأخير اكثر لننظر إلى موضوع عدد الركعات في الصلاة الذي هو موضوع النزاع بينهم، فهو في الحقيقة مدسوس بين افعال الصلاة وهي الأذان، الإقامة، التكبير، القراءة، الركوع، الذكر فيه، السجود، الذكر فيه، القنوت، التشهد، وهذه الافعال كثيرة وبالتالي فظهور عدد الركعات بينها ليس كظهور الامتناع عن الطعام والشراب بين افعال الصيام التي لا يتعدى المبتلى به عموما هذا الفعل وربما فعل آخر، لهذا فعند عامة الناس يقع السهو في الصلاة كثيرا أو في عدد الركعات ولكن نادرا ان يقع السهو فيأكل أو يشرب الصائم وهو ساه. بل في الصلاة، حتى طول الانشغال بفعل من افعال الصلاة يؤثر على ظهور الفعل الآخر للمصلي، فطول السجود أو الخشوع في الذكر عند شخص قد يؤدي إلى عدم تذكره لعدد الركعات التي صلاها، لان دماغه انشغل بالخشوع والتفكير بالله عن التركيز على حساب عدد الركعات، فالخشوع والانشغال بذكر الله يرفع من نسبة احتمالية نسيان عدد الركعات التي صلاها المصلي، وأكيد ان الافضل الانشغال بالذكر والخشوع حتى وان ادى إلى ارتفاع احتمالية حدوث نسيان عدد الركعات، وأكيد انه لا خير في صلاة لا خشوع فيها حتى وان ضبط المصلي عدد ركعاتها. أيضًا في الطواف مثلا، شخص خاشع ومنشغل بذكر الله وبالبكاء أو يطوف ببطء شديد يمكن ان يغطي خشوعه وانشغاله بذكر الله أو المدة الزمنية التي يقضيها في الطواف على تذكره عدد الاشواط التي طافها، فيسهو عن التوقف عند الشوط السابع فيدخل في الثامن كما مر في الرواية التي ذكرت امير المؤمنين (صلوات الله عليه) في الملتقى السابق.
إلى هنا اعتقد اتضح تماما ان مسالة السهو متشعبة ومرتبطة بعدة متغيرات، فلا يمكن ان نحكم بان السهو يدل دائمًا على تقصير الساهي في تحصيل كمال ممكن للإنسان، ولا يمكن مقارنة سهو معين بآخر أو القول ان من يسهو هنا لا بد ان يسهو هناك ولا يمكن القول ان شخصا لم يسهو في أمر معين افضل من آخر لأنه سهى فيه. ولو اردنا تصور مدى تعقيد المسالة فلنحسب عدد المتغيرات التي بينتها حتى الآن في مسالة السهو والنسيان. فكيف اذن يمكن ان نقبل عقلا من شخص ان يشكل على مسالة السهو والنسيان دون ان تكون العلاقات بين هذه المتغيرات وحلها حاضرة عنده.
في الحقيقة، هذا هو حال المشكلين، فلو انهم يعون وجود كل هذه العوامل المتغيرة في المسالة لما ذهبوا للإشكال.
توجد اشكالات عقلية أخرى وأيضا سأذكر بعضها.
الاشكال الأول:
انه لو جاز السهو والنسيان على خليفة الله لجاز ان ينسى ويسهو في تبليغ الشرع وبهذا نقض للغرض من بعثه.
الرد: الحقيقة، لا ملازمة بين الأمرين هنا، فالمسالة ان المعصوم يعصم عن السهو والنسيان في امور ولا يعصم في أخرى، لأننا قد بينا انه يعصم بمذكر خارجي. نعم الملازمة تكون لو كان خليفة الله لا يسهو ولا ينسى بذاته لا بعاصم خارجي في حين اننا قد بينا بطلان القول بالعصمة الذاتية المطلقة من السهو والنسيان وأنها توافق قول الغلاة وأنها تعني بالنتيجة تعدد اللاهوت المطلق وهذا باطل.
الاشكال الثاني: انه لو جاز على خليفة الله السهو والنسيان لنفرت الناس عنه، وفي هذا نقض للغرض من بعثه وهو هداية الناس.
الرد: لا يصح ان يستدل مسلم فضلا عمن يدعي انه عالم بنفور الناس لجهلهم ويعتبره نقضا للغرض، لأنه بحسب هذه القاعدة العبثية يمكن ان ينقض الإسلام، وكمثال على ذلك، فالله أمر الرسول قبل الهجرة وهو في مكة ان تكون قبلة المسلمين بيت المقدس في الشام وهذا فيه تنفير للأحناف حيث ان قبلتهم الكعبة، فكيف يأتيهم محمد (صلى الله عليه وآله) في قعر دارهم ويقول لهم: اتركوا قبلتكم التي تسجدون وتحجون لها وتوجهوا في صلاتكم إلى قبلة اليهود. اليس في هذا تنفير واضح وعلى حسب القاعدة التي وضعوها ان تنفير الناس عن دين الله ينقض الغرض، فيكون الله قد نقض الغرض أو يكون الإسلام ليس دينا الهيا. بل الامر لم يتوقف هنا، حيث ان الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) لما هاجر إلى المدينة وحيث اليهود وقبلتهم بيت المقدس بدلت قبلة الإسلام وأصبحت الكعبة ليكون هذا أيضًا منفرا لليهود عن دخول دين جديد يتخذ قبلة أخرى غير قبلتهم. وعلى القاعدة المتقدمة أيضًا يكون الله هنا قد نفر الناس وصدهم عن الإيمان ونقض الغرض من بعث محمد (صلى الله عليه وآله). بينما الحقيقة ان نفور الناس من الحق بسبب جهلهم به ليس نقضا للغرض بحال وهذا طبعا بغض النظر عن ان نفس مسالة اتخاذ قبلتين وتبديل القبلة يمكن ان يعتبرها بعضهم أيضًا منفرة، بل وحتى يطعن برسالة الرسول (صلى الله عليه وآله) ويعتبره مترددا ويجهل القبلة الصحيحة وهكذا يمكن ان يذهب باستنتاجات واستحسانات ويدعي نقض رسالة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله).
الاشكال الثالث: انه لو جاز على خليفة الله السهو والنسيان في الصلاة كما روي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سهى في صلاته، فنقص وزاد في الركعات، لكان غير خاشع في صلاته وهذا أمر قبيح لا يصدر عن خليفة الله في ارضه أو الامام أو الرسول.
الرد: وهذا الاشكال يفترض ان من يغفل عن عدد الركعات غير خاشع في صلاته وغير متوجه إلى الله سبحانه وتعالى لا غير، وهذا غير صحيح على اطلاقه، حيث ان العبد لو توجه إلى الله بخشوع وانقطاع يمكن ان يغفل بالله وبخشوع بين يدي الله سبحانه وتعالى عن حساب عدد ركعات صلاته، فكما انه يمكن ان يغفل بالتفكير بأمور الدنيا عن عدد ركعات صلاته، كذلك يمكن للبكاء بين يدي الله ان يجعله يغفل عن حساب عدد ركعات صلاته. فالأمر اذن لا يمكن حصره بعدم الخشوع وعدم التوجه إلى الله ليكون السهو والنسيان في الصلاة دليل عدم الخشوع، وبالتالي نفي السهو عن خليفة الله بهذه الحجة الواهية.
الخلاصة: تقدمت آيات دلت على سهو المعصوم في مسيرته في الحياة وأحاديث وروايات كثيرة نصت على سهو المعصوم في العبادات والأصل ان المعصوم أو خليفة الله انسان ولا يستثنى مما يعرض للإنسان الطبيعي إلا بدليل قطعي ومن الصفات الانسانية السهو والنسيان. اذن فالأصل امكان سهو المعصوم ونسيانه كأي انسان إلا ما خرج بدليل، كامتناع نسيانه وسهوه في التبليغ عن الله حيث يلزم منه نقض الغرض من ارساله فلا بد ان يذكره الله في هذا الموضع ويعصمه من النسيان والسهو فيه حتى يبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [1] ومر أيضًا انه لا توجد آية تدل على عدم سهو المعصوم ولا توجد روايات كذلك ولا يوجد دليل عقلي تام سوى استحسانات وإشكالات تعتمد على مفهوم المغالطة وقد تم ردها والحمد لله.
اذن فالخلاصة التي يمكن ان يتوصل لها اي عاقل، انه إذا لم تكن كل تلك الأدلة كافية للاستدلال على امكان سهو المعصوم في الامور الحياتية والعبادة فان عدم دلالة اللاشيء الذي يتوهمونه على عدم سهو المعصوم مطلقا أو في العبادة اوجب. فهم يعتقدون هذه العقيدة بلا دليل من آية محكمة ولا رواية قطعية الصدور والدلالة ولا دليل عقلي تام.
إلى هنا وصلت إلى ختام هذا البحث، ومن يريد الاستزادة يمكنه الرجوع إلى كتاب عقائد الإسلام الذي سيصدر إن شاء الله في نهاية هذا الشهر الكريم [2] والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. ارجو منكم ان لا تنسوني من دعائكم في هذه الليلة المباركة [3] وأسال الله ان يكتبنا بفضله ومنه وعطائه الابتداء من الصائمين القائمين الذاكرين. هو وليي وهو يتولى الصالحين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------------------
[1]- الجن – 27، 28
[2]- شهر رمضان 1437
[3]- ليلة القدر - ليلة الثالث والعشرين من رمضان