حديث الثقلين : كتاب الله وعترتي ام كتاب الله وسنتي ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الثقلين اللذان تركهما فينا رسول الله ص ولن نضل بعدهما ابدا هل هو كتاب الله وعترتي ام كتاب الله وسنتي ؟
ربما يعتقد البعض ان لفظ عترتي غير وارد في كتب السنة او غير صحيح بسبب ما يسمعون من ترديد الخطباء لكتاب الله وسنتي : وهذا البحث المختصر في سند ومتن الحديثين سيبين لكل قارئ منصف ايهما الصحيح والصادر حقا عن رسول الله ص ... وما هما الثقلين اللذان يجب علينا التمسك بهما لكي لا نضل ابدا.
حديث :كتاب الله وعترتي
ورد عن رسول الله ص : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي
هذا الحديث مشهور ومتعدد المصادر بكتب أهل السنة والجماعة رواه أكثر من 200 عالم عن اكثر من 30 صحابي وصحابية حتى وصل إلى درجة التواتر الذي لا مجال للطعن والنقاش العقيم فيه ، واليك هذه المصادر واحكم بنفسك يا باحث يا منصف واليك المصادر :
الرابط:
http://www.radod.net/AhlAlBait/6Thqlain/Main3.htm
مصادر هذا الحديث الصحيح
ورد الحديث في اكثر من ثمانين مصدر نكتفي بذكر بعضها
1 - صحيح مسلم - صحيح مسلم - فضائل الصحابة - من فضائل علي بن أبي طالب ( ر ) - رقم الحديث : ( 4425 ).
2 - سنن الترمذي - المناقب عن رسول الله - مناقب أهل بيت النبي (ص) - رقم الحديث : ( 3718 و 3720 )
5 - مسند أحمد بن حنبل - الجزء: ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 14 - 17 - 26 - 59 ) - الجزء: ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 181 ).
7 - النسائي - السنن الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 45 ، 51 ، 130 ).
9 - الألباني - كتب تخريج الحديث النبوي الشريف - رقم الحديث : ( 1761 ).
10 - إبن حجر - الصواعق المحرقة - رقم الصفحة : ( 143 و 147 و 148 و 226 ) طبعة المحمدية - ورقم الصفحة : ( 89 و 136 ) .
من صحح هذا الحديث
كثير ونذكر بعضهم
- الحاكم النيسابوري في المستدرك .
- والذهبي في التلخيص .
- والهيثمي مجمع الزوائد.
- والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وصحيح الجامع الصغير ، وحسنه .
- الترمذي في سننه .
- وإبن كثير في البداية والنهاية وتفسير القرآن العظيم .
حديث :كتاب الله وسنتي
هل هذا الحديث صحيح حسب مباني اهل السنة والجماعة؟
الحديث تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي غير صحيح نعم هو مشهور بين العامة ويكرره خطباء المساجد في خطبهم ولكن هذا لا يعني صحته فرب مشهور لا أصل له وعلماء أهل السنة أنفسهم يطعنون به .
ومن باب الزموهم بما الزموا به انفسهم فقد ورد الحديث من اربع طرق وكل الطرق ضعيفة حسب مبانيهم :
ذلك وإليك إسناده ومتنه عن أربعة طرق
الطريق الأول :
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس . و أخبرني إسماعيل محمد بن الفضل الشعراني ، ثنا جدي ، عن ثور زيد الديلي ، عن عكرمة ، عن إبن عباس
سبب ضعف الحديث : إسماعيل بن أبي أويس
قال فيه جمع من العلماء بالضعف منهم :
البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 289 )
الرازي - الجرح والتعديل - الجزء : ( 2 و 5 ) - رقم الصفحة : ( 179 و 276 )
أبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 38 ) - رقم الصفحة : ( 103 )
إبن حجر - تهذيب التهذيب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 271 )
الطريق الثاني :
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ( ر ) قال
سبب ضعف الحديث هو : صالح بن موسى الطلحي
وإليك أئمة أهل الحديث من كبار الحفاظ اللذين طعنوا فيه :
سنن إبن ماجة - الجزء: ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 1408 )
البخاري - الضعفاء الصغير - رقم الصفحة : ( 62 )
النسائي - كتاب الضعفاء والمتروكين - رقم الصفحة : ( 194 )
الحافظ إبن حجر - تقريب التهذيب - الجزء: ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 433 )
أحمد بن حنبل - العلل - الجزء: ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 91 )
الترمذي - الجامع - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 644 ) - رقم الحديث : ( 3739 )
الطريق الثالث :
وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا محمّد إبن إبراهيم الديلي، قال: الديلي عليّ بن زيد الفرائضي، قال: حدثنا الحنيني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله (ص
سبب ضعف الحديث : كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف
هذا الذي في إسناده ضعفة جمع غفير من علماء السنة نذكر منهم:
إبن حجر - تهذيب التهذيب - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 377 ) - رقم : ( 753 )
الهيثمي - مجمع الزوائد - من الجزء : ( 1 إلى 6 )
إبن الجوزي - الموضوعات - الجزء : ( 1 )
- الذهبي - ميزان الاعتدال - الجزء : ( 2 إلى 13 )
الطريق الرابع :
وحدثني عن مالك ، أنه بلغه أن رسول الله (ص) قال
وهو مرسل وغير متصل بين الامام مالك والنبي ( ص )
خلاصة في السند :
فتبين بوضوح أن حديث كتاب الله وعترتي هو الصحيح الثابت في صحيح مسلم وأن لفظ كتاب الله وسنتي باطل من جهة السند غير صحيح حسب مبناني اهل السنة والجماعة
فعلى خطباء المساجد والوعاظ والأئمة أن يتركوا اللفظ الذي لم يرد عن رسول الله (ص) وأن يذكروا للناس اللفظ الصحيح الثابت عنه عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم كتاب الله وأهل بيتي أو وعترتي
فلا مجال للمقارنة بين الحديثين على الإطلاق فأحدهما صحيح متواتر والآخر ضعيف
متن الحديث
نبحث اولا في متن الحديث في المتن ومفردات الحديث حيث أننا نجد في الحديث الأول الكتاب والعترة : فالكتاب واضح والعترة.
أيضاً كذلك وفي الحديث الثاني الكتاب والسنة فالكتاب واضح ولكن ما هى السنة ؟
هل المقصود منها السنة الصادرة من النبي (ص) أم الواصلة حتى نتمسك بها كما أمرنا بذلك ؟
فإن قلت المراد السنة الصادرة فهى واضحة... ولكن الطريق الموصل إليها ما هو هل هو طريق أهل البيت أو الأزواج أو الصحابة ؟ فتصبح المسألة خلافية
وإن قلنا بأن المراد من السنة هى السنة الواصلة إلينا فالخلاف هنا أكبر من الأول لأن المذاهب المعترف بها في زماننا هذا كثيرة وكل مذهب له سنة يرجع إليها فبأي سنة نتمسك يا ترى ؟!!
ثم أننا نجد أن هناك مفرده من مفردات اللفظ تقول لن يفترقا ماذا يقصد بهذه الكلمة ؟
أليس معاناه بأن الكتاب معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فكذلك ينبغي أن تكون السنة وإلا لثبت الإفتراق بينهما ؟
وبما أنه من المتفق عليه أن كمُ غفير من السنة مكذوب فيه على رسول الله (ص) كما أن هناك إفتراق آخر حيث نجد أن السنة تخالف الكتاب في بعض والكتاب يخالف السنة ففي هذه الحالة نأخذ بأي واحد منهما ؟
ولذلك يرجع الاغلبية لثقل آخر مع التقلين وهي قواعد تصحيح السنة عن طريق السند مثلا وهذا الثقل غير صادر على أي واحد من الثقلين المذكورين ؟ فهل ترك الرسول ص توضيح كيف نعرف صحة الثقل الثاني؟؟؟ ثم احتاجوا لاثقال اخرى كثير غيرها ك: فهم الصحابة والقياس والاجماع (والاجماع ليسندهم هو 100% بل اتفاق بعض العلماء يسمونه اجماعا) والعقل...
ثم السنة مختلفين في فهم روايات البخاري ومسلم في اخطر المسائل العقائدية مثل التوحيد...... فالوهابية (السلفية وهي المذهب العقائدي للسعودية) يقولون بأن الله ينظر له في جهة...... والاشاعرة ومنهم الازهر في مصر (وكل الدول الاسلامية السنية ما عدا السعودية) يعتبرون الرؤية في الروايات رؤيا قلبية ... فالنتيجة لم تعصمهم السنة رغم اتباعكم لها من الاختلاف حتى في التوحيد فضلا عن غيرها.
فالمراد من الحديث (كتاب الله وعترتي) ان الرسول ص خلف فينا القانون والدستور (كتاب الله) وخلف فينا ايضا المنفذ والقائم بهذا القانون (عترتي اهل بيتي)... أي ان الله سبحانه نصب القانون والمنفذ للقانون ولم يترك للناس اختيار أي منهما. وبذلك لن نضل ابدا
والحمد لله وحده