كلمة السيد احمد الحسن عليه السلام في عيد الغدير

كلمة السيد أحمد الحسن يوم عيد الغدير 28ـ07ـ2021 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وأنتم بخير وعافية بمناسبة عيد الله الأكبر، عيد الغدير وعيد حاكمية الله سبحانه وتعالى. حادثة وبيعة الغدير مشهورة ومتواترة في كتب المسلمين، ومختصرها أن رسول الله صلى الله عليه وآله، نقل ولايته الإلهية إلى الإمام علي صلوات الله عليه، وأعلن تنصيبه خليفة لله في أرضه من بعده. وأنا هنا أحب أن أنقل حديث مختصر مما روي في بيعة الغدير المباركة. أنا بالحقيقة لا يظهر... لا تظهر عندي الكتابة أمامي لا أعرف السبب، إذا كان يوجد صوت فقط.. نعم.. نعم. الدكتور علاء: نعم سيدنا الصوت جيد، حبيبي براحتك. السيد أحمد الحسن: جزاكم الله خيرا.. نعم. الحديث هو ما رواه الإمام أحمد ابن حنبل في مسنده الجزء الرابع الصفحة 281، في سنده إلى البراء ابن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (طبعا الحديث صلى الله عليه وسلم، اعتيادا أنا ذكرت وآله. للدقة فقط نقل .. كما هم يروونه) وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد على رضى الله عنه فقال ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد على فقال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. إلى هنا إنتهى ما نقله أحمد ابن حنبل في مسنده، والحمدلله رب العالمين على نعمة الإسلام وكمالها بعلي وبخلفاء الله من ولده صلوات الله عليهم أجمعين. الأحبة المستمعين، هناك قضايا أريد أن أعرض لها اليوم ولو باختصار. فمن يرغب الإستماع وربما الإنتفاع أو يكون له رأي أخر، فجزاه الله.. فجزاه الله خير جزاء المحسنين. القضية الأولى: أفغانستان، وما يحصل فيها من محاولة مجرمي طالبان الوهابية السلفية أخزاهم الله للسيطرة على البلاد. وهم يقتلون الناس بوحشية وإجرام لا يقل عما فعله مجرمي داعش في سوريا والعراق. واعتقد أن هناك عدم اهتمام متعمد بهذه المسألة رغم أنها تخص كل العالم، فتقدم طالبان وتحقق موطأ قدم للحركة الوهابية السلفية الاجرامية هناك، يعني دعم لهذا الفكر الإجرامي، يعني تفجيرات وقتل وترويع في عدة دول أخرى في العالم. أتمنى من الناس، وأرجو من الناس ومن شعوب العالم أن تقف مع الشعب الأفغاني ضد حركة طالبان الإجرامية قبل أن تقع الفأس في الرأس - كما يقولون - ، وأتمنى للشعب الأفغاني والمؤمنين في أفغانستان السلامة والنصر على هذه الحركة الإجرامية وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الكريم. القضية الثانية: وقبل أن أطرحها أود أن أبين لمن يعترضون على إبداء الرأي في القضايا التي تحدث في دول العالم بحجة أنك لا تنتمي أو لم تولد في هذا البلد، هناك يعني بعض ال.. ما اعرف يعني.. الجهل أو.. على كل حال. أولا: هناك نقاط يعني أبينها في هذا المثال .. أولا وقبل كل شيء أود أن أبين أنه من حقنا أن نبدي أرائنا ووجهة نظرنا في أي مسألة إنسانية كانت، لأننا جميعا بشر فلنا أن نعلق ونبدي أرائنا على ما يحدث في أمريكا أو أوروبا أو آسيا وأي مكان آخر إلى أخره، وخصوصا القضايا التي تتعلق بالظلم والطغيان. ثانيا: من حقنا أن نبدي أرائنا في القضايا الإسلامية أو ما يحدث في البلدان الإسلامية؛ لأننا مسلمون. وثالثا: من حقنا أن نبدي أرائنا في القضايا العربية. المهم. القضية هي ما حصل في تونس من إنقلاب عسكري وتفرد دكتاتوري، في تقرير مصير الناس هناك. أنا أقول بغض النظر عما فعلته الأحزاب في تونس أو أحزاب الإسلام السياسي بالخصوص، والأحزاب في العراق أكيد وحتما فعلت أكثر بكثير، ولكن يجب على الناس أن تدرك حقيقة، أن الدكتاتورية والتسلط وتحكم فرد غير معصوم بمصير الناس هو أسوء ما يمكن أن تصل له جماعة إنسانية، ولا يمكن أن يكون هناك عذر لقبول الدكتاتورية والتسلط تحت أي حجة كانت، فالحرية وحق الإنسان في تقرير مصيره، قيمة مقدسة شرعا وأخلاقا، ولا يوجد أي عذر لسلبها أو التنازل عنها. قال تعالى (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فإذا كان الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان يرفض إكراه الإنسان على الإيمان به أو بدينه، فبأي حق يكره الدكتاتور بقية الناس على طاعته وقبول أرائه في تقرير حياتهم و مصيرهم دون نقاش أو اعتراض. عموما نتمنى للشعب التونسي ألا يقع فريسة لحكم دكتاتوري متسلط وأن تخرج دولة تونس العزيزة من النفق المظلم الذي يريد البعض زجها فيه. أيضا أرجو من الشعب العراقي أن لا يتمنى الحكم الدكتاتوري، لأنه أسوء بكثير، ممّا هم فيه الآن. القضية الثالثة: مسألة اللقاح ضد الوباء. دعوت وأدعو وأؤكد اليوم على الناس بأخذ اللقاح. وهناك مسألة حدثت معي ربما فيها نفع فأرى أن أذكرها لكم: في بداية انتشار الوباء في الصين، وفي وقتها لم يكن هناك إعلان عن لقاح أو أي شيء مؤكد بهذا الأمر، أقول في وقتها رأيت رؤيا مختصرها، كنت في قاعة كبيرة، وكان هناك مجموعة كنت أعلم أنهم ملائكة ولكنهم بهيئة بشرية، وكان اثنين منهم يحملون حقنتين، الأولى حقنوها في رقبتي، والثانية في أذني من الخلف. وفهمت أن هذا لقاح ضد المرض الذي بدأ ينتشر، وإلى هنا انتهت تقريبا، هذا مختصر الرؤيا يعني. وفي وقتها قصصت الرؤيا لبعض المؤمنين القريبين مني. بعد هذه الرؤيا بعدة أشهر، زارني في بيتي أحد المؤمنين، وبالحقيقة قبل أن يزورني بفترة أيضا، يعني عدة أسابيع، رأيت رؤيا أنه أصيب بالوباء، وأخبرته في وقتها وأخذ احتياطه في عمله جزاه الله خيرا، لكن ما يكتبه الله سبحانه وتعالى يكون، فشاء الله سبحانه وتعالى أنه يصاب يعني بالنتيجة، فبالنتيجة لما زارني في بيتي كان مصابا بالفايروس دون أن يعلم طبعا. لم يكن يعلم، وجلس بقربي على نفس جهاز الكمبيوتر واستعمل نفس الأدوات، يعني استخدم الكيبورد والماوس لأن كان هناك بعض الأمور التي عملنا عليها، على كل حال. ولم نكن نلبس كمامات ولم استعمل أيضا معقم، وأنفاسه كانت ملاصقة لوجهي، فنظريا المفروض أن الفايروس انتقل لي، والمفروض أن أصاب بالوباء. عموما هو رجع إلى بيته وتدهورت صحته وفي نفس اليوم.. يعني.. بنفس اليوم تدهورت صحته ووضعه الصحي يعني ضيق تنفس وما شابه. وفحص في اليوم التالي ووجد أنه مصاب بالوباء ولكن الحمدلله، فحصت بعده وظهر أني لم أصب بالوباء. الآن ملخص ما قدمته أو ما قلته: أنه يوجد لدي رؤيا، شخصيا يوجد لدي رؤيا رأيتها أن الله تفضل علي وحصنني من الوباء في تلك الفترة، وهناك واقع أثبت فعليا أن الله حصنني من الوباء يعني ما قصصته عليكم هذا الشخص الذي أصيب بالوباء لكن رغم هذا فالآن لما توفر اللقاح أنا أخذت اللقاح. ربما تسأل لماذا ؟ أنا اجيبك أن الله يأمرنا أن نعمل بالأسباب فعندما تحتاج معونة الله سبحانه وتعالى يتفضل الله عليك بالعون حتى وإن تطلب الأمر الإعجاز، طبعا إن كنت أهلا لذلك وشاء الله ذلك. لكن عندما تتوفر الوسائل والأسباب عندها يكون من السفه أن تتركها وتترك العمل بها وتطلب آية أو معجزة من الله سبحانه وتعالى فلما تكون عطشا وبقربك قدح فيه ماء من السفه أن تطلب من الله سبحانه وتعالى ان يسقيك أو أن يأتي بآية تذهب عنك العطش، هذا سفه وقلة وعي وإدراك بل وقلة أدب مع الله سبحانه وتعالى. وللأسف هذا السلوك أو التصرف تجده يتكرر كثيرا في أقوال من يطلبون المعجز وكأن دين الله سبحانه وتعالى سيرك وهم متفرجون، وكأنها لعبة وهم يلعبون (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ). والحمدلله رب العالمين. أحبتي ربما أطلت عليكم فاعتذر عن أي ازعاج لأي شخص ممن تكرم علينا بالاستماع وأترك لكم الفرصة لطرح ما تريدون جزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكل عام وأنتم بخير مرة أخرى وأسأل الله ان يحفظكم ويبارك لكم وبكم ويفتح لكم من فضله أبواب الخير والرحمة وهو أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.