فيما يتعلق بالأوقات الشرعية في المناطق القريبة من القطب الشمالي

س18/ لدي سؤال يخص الأوقات الشرعية في المناطق القريبة من القطب الشمالي:

سابقاً بعثت بسؤالين فيما يخص الصلاة وأحكامها في المناطق القريبة من القطب الشمالي، واستلمت الرد منكم متفضلين عليّ وعلى الأخوة المؤمنين الساكنين في الدول المحيطة بالقطب الشمالي وأنقذتنا من إحراجات كنا نعاني منها أجمعين قبل دخولنا الدعوة المباركة والحمد لله رب العالمين.
في فصل الصيف يختفي عندنا الفجر بتواريخ متفاوتة وحتى ساعاتها متفاوتة حسب قرب المدينة من القطب أو بعدها، ولهذا سأقتصر على مدينة ستوكهولم/ السويد كمثال. هنا في ستوكهولم عندما يختفي الفجر كنا نمسك قبل شروق الشمس بساعة ونصف في شهر رمضان، وكنا نصلي الفجر في هذه الفترة التي أنتم أحكمتم فيها بما يخص الصلاة في المناطق القريبة من القطب.
ولكن الفجر يطل علينا مرة أخرى عندما تنزل الشمس بأجزاء قليلة أي أعشار الدرجة تحت 19 درجة، وسرعان ما تعود أي تكون تحت 18 درجة وفوق 19 درجة.
فترة الظلام الحاصل هي قليلة جداً كذلك وقد تكون دقيقة واحدة وتزداد الدقائق المظلمة في الأيام التي تلي أول حصول الفجر حقيقي عندنا.
ففي تاريخ (24 من شهر آب / أغسطس) من كل سنة يعود الفجر ثانية، وتلك العودة تكون في (الواحدة و26 دقيقة) صباحاً وتخرج علينا الشمس في نفس التاريخ في (الساعة الخامسة و25 دقيقة)، وهذه المعلومات الدقيقة مستقاة من برنامج ألكتروني عبر النت يبين لنا مسار الشمس وموقعها الفعلي تحت الأفق وكذلك فوق الأفق مع بيان الساعات والدرجات.
الفترة الزمنية بين الطلوعين هي حوالي (أربع ساعات)، وهذه الفترة طويلة نسبياً إن قسناها بالفترة التي تكون بين الطلوعين في الشرق الأوسط مثلاً حيث تكون حوالي ما بين (ساعة وربع - ساعة ونصف).
وهذه الفترة المحصورة ما بين الطلوعين تبدأ بالتقلص يوماً بعد يوم ولكن التقلص ليس سريعاً، فمثلاً في هذا اليوم الذي كتبت رسالتي أي بتاريخ 9/9/2015 كان الفجر عندنا في الساعة (الثالثة و9 دقائق) وكان خروج الشمس في الساعة (السادسة ودقيقة واحدة).
فما زال الفاصل الزمني بعد كل هذه المدة هو كبير أي (ساعتين و52 دقيقة)، وهذه الفترة ما زالت كبيرة قياساً للفترة الواقعة بين الطلوعين في الشرق الأوسط.
فسؤالي وسؤال عدد من الأخوة أنصار الله الذين أيدوني بكتابة الرسالة وطرحها عليكم مولانا كي تحكمه علينا هو:
هل بمجرد نزول الشمس تحت 19 درجة تكفي لتحقق الفجر حتى لو كانت الفترة الزمنية بين الطلوعين كبيرة نسبياً؟
وهل يجوز لنا أداء صلاة الفجر في بداية تلك الفترة والإمساك لمن أراد أن يصوم في ذلك اليوم؟ وهل هذه الفترة الواقعة بين الطلوعين الطويلة نسبياً هي فترة شرعية وإن طالت قياساً بتلك التي تحدث في الشرق الأوسط مثلاً؟

ج/ إذا ثبت الفجر الشرعي بالضياء المستعرض بالأفق فلا يضر بصحته كون شروق الشمس بعده بفترة ثلاث ساعات أو أكثر أو أقل، وإذا طلع الفجر دخل وقت صلاة الفجر وكذا يمسك من أراد الصيام، وبالنسبة لذكري الزاوية 19 درجة لتحديد الفجر فهي حل لمن يعجز تماماً عن ترقب الفجر ولو لفترة معينة في السنة ليحدد الزاوية التي يطلع معها الفجر الصادق، أما مع إمكان الترقب وتحديد زاوية الفجر ولو لفترة معينة - حتى وإن كان لمدينة أخرى - فتعتمد الزاوية التي يتم الحصول عليها من الترقب.


الأجوبة الفقهية - متفرقة ج4