البناء في أرض تابعة لدولة الطاغوت
السؤال/ 131: لقد بنيت بيتاًًً في أرض تابعة للدولة وليست ملكاً لأحد، مع العلم إنّها لا تؤثر على سوق أو مدرسة أو شارع مع أخذ الموافقة من الجيران قبل البناء فما حكم هذا البيت ؟ والسلام عليكم
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
الأرض إمّا ملك للإمام المهدي (ع) أو للمسلمين المؤمنين بالحق، وللإمام حق التصرف، وليس لدولة الطاغوت أي حق شرعي في التصرف فيها. فيحق لكل مؤمن بالحق أن يسكن ويبني داراً له إذا كان لا يمتلك داراً يسكن فيها، ولا يعتد بدولة الطاغوت أو من يواليها من السفهاء الذين يعتبرون الأرض التي ملَّكَها لهم صدام أو الطواغيت من أمثاله شرعية، والأرض التي يأذن الإمام لأوليائه التصرف فيها غير شرعية !! ([277]).
الهامش:
[277]- عن عمر بن يزيد قال: رأيت مسمعاً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله (ع) تلك السنة مالاً فرده أبو عبد الله (ع) فقلت له: لِمَ رد عليك أبي عبد الله المال الذي حملته إليه ؟ قال: فقال لي: إني قلت له حين حملت إليه المال: إني كنت وليت البحرين الغوص فأصبت أربعمائة ألف درهم وقد جئتك بخمسها بثمانين ألف درهم وكرهت أن أحبسها عنك، وأن أعرض لها وهي حقك الذي جعله الله تبارك وتعالى في أموالنا، فقال: (أو ما لنا من الأرض وما أخرج الله منها إلا الخمس يا أبا سيار ؟ إن الأرض كلها لنا فما أخرج الله منها من شيء فهو لنا)، فقلت له: وأنا أحمل إليك المال كله ؟ فقال: (يا أبا سيار، قد طيبناه لك وأحللناك منه فضم إليك مالك، وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا فيجبيهم طسق ما كان في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم، وأما ما كان في أيدي غيرهم فإن كسبهم من الأرض حرام عليهم حتى يقوم قائمنا، فيأخذ الأرض من أيديهم ويخرجهم صغرة). قال عمر بن يزيد: فقال لي أبوسيار: ما أرى أحداً من أصحاب الضياع ولا ممن يلي الأعمال يأكل حلالاً غيري إلا من طيبوا له ذلك. الكافي: ج1ص408.
وهناك روايات كثيرة بهذا المعنى تركت التعرض لها لعدم مناسبة المقام للاطالة. (المعلق).
الجواب المنير عبر الأثير - الجزء الثاني