تاب بعد أن سار في الركب الأمريكي وهادنهم

س157/ أنا مهندس،كنت أعمل في شركة أمريكية متخصصة مدنية في بناء المدارس والمستشفيات في العراق، وكنت ممن أحسن الظن بالأمريكان وبأنّهم خلصونا من حكم صدام وكنت أهادن وأجالس المهندسين الأمريكيين وأعتبرهم أصدقاء لي، لكنني الآن ندمت ندماً شديداً على مجالستي ومخالطتي ومهادنتي لهم. الآن وبعد قرائتي لخطاباتكم التي تعتبرون فيها أنّ أمريكا هي الدجال، وإنّها فتنة، سؤالي هو: هل تقبل التوبة ممن هادنوا وساروا في الركب الأمريكي ؟

هل تقبل توبتهم الآن إذا تابوا قبل خروج الإمام (ع) ؟ أم أنّ الإمام سيبادر إلى اجتثاثهم وقتلهم حتى لو تابوا ؟ أي إنّ الذي وقع في فتنة الدجال لا تقبل منه التوبة ؟

ج/ الأمريكان أنفسهم إذا تابوا وآمنوا فإنّ الله يقبل توبتهم وإيمانهم. واعلم أنّ أحب الخلق إلى الله الشاب التائب من الذنب. وفي قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ الزمر: 53. كفاية لمن تاب وآمن فاستأنف العمل في طاعة الله، واعمل ما يرضيه سبحانه: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى﴾ الضحى: 4.
واذكر الله، فإنّ في ذكره جلاء القلوب وطهارتها. ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ آل عمران: 13.


الاجوبة الفقهية - متفرقة ج1