حكم تغيير الجنس لمن يشعر بأن رغباته توافق الجنس الآخر
س/ بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علي محمد و أل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
سيدي و مولاي احمد الحسن
لدي سؤال من شخص طلب مني أن أسألك
يقول:
أنا كنت منذ طفولتي أشعر إني انثي ، بل متأكد من ذلك و أحس إني في جسد ليس بجسدي
اريد أن أعرف أن كان فتوى الخميني صحيح شرعا بالنسبة إلي عمليات تحويل الجنس
و هل يجوز أن أقوم أنا بالعملية و هل هذا الأفضل لي لأني فعلا لا أستطيع محاربة هذا الأحساس إني انثي
علما إني من المؤمنين بالدعوة المباركة و إني طلبت من عبدالله هاشم أرسال هذا الجواب إليك لأني محرج أن
أسألك بنفسي و أن كان العملية لا يجوز ، هل يوجد عمل يصلح نفسي و يجعلني ذكرا سويا لا أحب الرجال
د.ي
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله
في الانسان مايحدد الجنس هو حالة الجسد وكونه يحمل اعضاء تناسلية مكتملة النمو فإن كانت الاعضاء التناسلية ذكرية فهو ذكر ولايجوز تبديل جنسه وكذا ان كانت الاعضاء التناسلية انثوية فهي انثى وليس لها ان تبدل جنسها أما ان كانت الاعضاء التناسلية غير مكتملة النمو او لديه خليط او ماشابه من تشوهات خلقية فله ان يختار الجنس واجراء عملية جراحية تشخصه كذكر أو كأنثى، هذا هو الجواب فيما يخص الجانب الشرعي.
اما كون الانسان لديه احساس بأنه يحمل بداخله انثى وهو ذكر أو العكس، فهذا الامر يمكن ان نفهمه من معرفة ان تشخيص الجنس جاء في مرحلة متاخرة من التطور على كوكب الارض حيث ان الحياة لم تبدأ بالتكاثر الجنسي بل البداية كانت بالتكاثر اللاجنسي ثم جاء التكاثر الجنسي وله عدة توجهات منها كون الحيوان ثنائي الجنس اي لديه اعضاء تناسلية ذكرية واخرى انثوية ومنها ماتمارسه بعض الاسماك حيث تكون السمكة في بعض مراحل حياتها ذكرا مكتمل الاعضاء التناسلية ويقوم بالتلقيح ثم في مرحلة اخرى يتحول الى انثى مكتملة الاعضاء التناسلية تضع البيض ومنها الحالة التي نحن عليها اي ان هناك ذكر وانثى منفصلين ومحددي الجنس طيلة فترة حياتهم وفي هذه الحالة فالجنين يحمل الاستعداد ليكون ذكرا أو انثى ومايحدد نمو اعضاء تناسلية معينة دون اخرى هو كروموسومات الجنس وهذا يعني ان في داخل كل جسد، انثى وذكر، او لنقل استعداد ليكون انثى او ذكر وانما الذي حصل هو ان احدهما هيمن عند تنفيذ الخريطة الجينية الخاصة بهذا الجسم فاصبح ذكرا او انثى وهذا الامر يكون واضحا في بعض الحالات المرضية او الخلل في الكروموسومات كما هو الحال في متلازمة حساسية الاندروجين حيث تكون الحالة في بعض الاحيان انثى لديها اعضاء ذكرية مدفونه في الجسم وقد ذكرت هذا الامر في كتاب وهم الالحاد وهذا نص يبين لك هذه المسألة ((هناك طفرة جينية تؤثر في مستقبلات الاندروجين أو كما تسمى متلازمة هرمون التذكير لدى الجنين (xy46)، وهذه الطفرة تحجم أثر الجين الجنسي الذكري، وبهذا يتكون جهاز تناسلي أنثوي وبحسب نوع الطفرة ومدى أثرها في مستقبلات الاندروجين تكون حالة المصاب بهذه المتلازمة، فقد يكون بأعضاء ذكرية وأنثوية غير مكتملة وقد يكتفي بأحدهما، ولكن عموماً تكون هناك مظاهر أنثوية. وإذا عانى الجنين الذي يحمل جينات ذكرية أي (xy46) من متلازمة حساسية الاندروجين مكتملة فإنه يكون أنثى من الخارج تماماً، وحتى يصعب تشخيص الحالة مبكراً دون فحص دقيق عادة، فيكون لدى الجنين أعضاء أنثوية ظاهرية فهو أنثى عادة ولكنها بدون رحم ومبايض أي أنها أنثى بجهاز تناسلي أنثوي غير مكتمل، وأيضاً لديها جهاز تناسلي ذكري ضامر مدفون في البطن.))
أي بحسب ماتقدم يمكن ان نفهم ان كل ذكر يحمل في داخله انثى ميتة وكل انثى تحمل في داخلها ذكرا ميتا ومايفعله الشاذون هو احياء هذا الباطن الجسماني المندثر في مرحلة النمو الجنيني بالايحاء النفسي مع انه فعليا وعمليا ليس له اي اثر حقيقي وفعلي على الجسد معتد به ويمكن ان يضطر الذكر ليتقمص دور الانثى او تضطر الانثى لتتقمص دور الذكر والحقيقة انه ليس فقط الانسان يفعل هذا الامر بل الحيوانات الاخرى تفعله بنسبة 10 بالمئة وربما اكثر او اقل بقليل والسبب هو مابينت فيما تقدم، وبهذا البيان يتضح ان الشذوذ الجنسي ليس امرا طبيعيا لمجرد ان الحيوانات الاخرى تمارسه بل هو حالة شذوذ وخروج عن الطبيعة المهيمنة على جسد الكائن الحي ووضع قوانين تمنع هذا الشذوذ وتحد منه هو الامر الطبيعي وليس العكس ولكن للأسف استخدمت هذه الحجة اي كون الشذوذ الجنسي صفة موجودة وشائعة في المملكة الحيوانية لاقناع بعض السياسيين في بريطانيا وفرنسا الذين يجهل اغلبهم علم الاحياء التطوري لتمرير قوانين زواج المثليين.
فالحقيقة العلمية اننا وبقية الحيوانات التي يختص جسمها بجهاز تناسلي واحد فقط مكتمل النمو طيلة حياتها متخصصين جنسيا ومحاولة بعض الافراد ممارسة الشذوذ لايجعل الشذوذ امرا طبيعيا بل هو حالة خروج عن الطبيعة الجسمية والفسيولوجية ويمكن للكائن الحي وخصوصا العاقل كالانسان كبح هذا الشذوذ بسهولة ولهذا فالصحيح وضع قوانين تكبح الشذوذ وتساعد على كبح الشذوذ وليس العكس كما يحصل هذه الايام للأسف الشديد حيث تتوالى الاخبار باقرار الدول لزواج المثليين.
اذن فالعلاج بيد كل شخص يجد نفسه يميل الى الشذوذ الجنسي فإذا كان هناك ايحاء شيطاني يقول له ان في داخله انثى ميتة ويدفعه الى احياءها فهو يعلم ان في داخله ذكرا حيا بارزا باعضاء تناسلية مكتملة وكذا الامر بالنسبة للانثى، فلو مثلنا الامر وقلنا ان كل ذكر انساني فيه تسعين بالمئة ذكر وعشرة بالمئة انثى وكذا كل انثى انسانية فيها تسعين بالمئة انثى وعشرة بالمئة ذكر فالطبيعي ان الصفات والرغبات الذكرية تهيمن على الذكر لانها النسبة الاكبر في تركيبته الجسمانية وكذا الامر بالنسبة للانثى فلابد ان تهيمن عليها الصفات الانثوية فجعل العشرة بالمئة تهيمن على الجسد فتحوله من ذكر الى انثى او العكس حالة شاذة ومنحرفة والمفروض ان الانسان قادر على كبحها والهيمنة عليها لانها عبارة عن خروج عن الطبيعة الجسمية المهيمنة على الجسد بسبب ايحاءات خادعة يمكن مجابهتها وكبحها في مواجهة الحقيقة الجنسية المهيمنة على الجسد،
ويبقى انه من الممكن ان تكون هناك حالات مرضية تؤثر على الجسد كنقص أو زيادة افراز بعض الهرمونات أو غيرها من الحالات المرضية وهذه الحالات المرضية يمكن معالجتها بمراجعة الطبيب المختص.
منشورات السيد أحمد الحسن (ع) على الفيسبوك - 16/2/2014