عقوق الوالدين
س48/ أوجه لك رسالتي من أُم مظلومة أعاني من اكتآب نفسي شديد، إذ أبلغ من العمر 60 سنة، وحالتي الصحية سيئة، أشكو من عدة أمراض لكبر عمري. الله سبحانه تعالى رزقني بأربع بنات تعبت على تربيتهم والسهر على راحتهم، وسعيت بكل جهدي لأُوجد لهم سبل الراحة والطمأنينة، وجاهدت لدراستهم لأخذ شهادات عليا لهم، والحمد لله زوجتهم، لا أريد أن أُطيل عليك بحديثي، أعرض لك مشكلتي: أشكو من بنتي الكبيرة وهي دكتورة أكاديمية، وهي متزوجة والحمد لله مرتاحة، حالتها المادية ممتازة. ترفض مساعدتي إذ أنني محتاجة إلى علاج وأدوية، وعندي مستلزماتي اليومية من مأكل ومشرب ووضعنا صعب، وهي ترفض مساعدتي مما تجعلني أتنازل عن كرامتي كأُمّ لأخذ جزء بسيط منها، كذلك تبخل عليّ بسؤالها عنّي بمرضي، ماذا أفعل بالله عليك ؟ أرجو مساعدتي، وما حكم الدين الإسلامي ؟
وأضافت كلاماً ثانياً، وممّا جاء فيه:
[ بحقّ بركاتك أن تدعو لي بأن ابنتي ندى تبني لي البيت وتجمعني مع بناتي، وتبعد عنا شرّ الناس الذين يبحثون عن مصالحهم الدينيوية، وأنا بانتظار الفرج من عند الله، وأنا بانتظار الفرج من عند الله تعالى، وأنا على يقين بردك ].
ج/ الثقافة الإنسانية مطبقة على أن يشكر الإنسان من أدّى له خدمة، فكيف إذا كانت خدمات كثيرة ولولاها لما بقي هذا الإنسان حياً، وكيف إذا كان حال الإنسان في زمن أدائها هو العجز التام، أقل ما يمكن أن يتذكّره الإنسان هو أنّ والديه اعتنيا به في صغره فليرد لهما فضلهما عليه ويعتبرهما كأيِّ منعمين لهما عليه حق الشكر، وأن يجزيهما بالإحسان إحساناً.
قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ .
أسأل الله أن يصلح أحوالكم، وأن يعطف قلوب بعضكم على بعض وهو أرحم الراحمين.
الاجوبة الفقهية - متفرقة ج2