لماذا قتل الحسين (ع) ضمآناً مذبوحاً / السيد أحمد الحسن

(( لماذا قتل الحسين عليه السلام عليه السلام ضمآناً مذبوحاً !!

السلام على الحسين، وعلى أهل بيت الحسين، وعلى عيال الحسين، وعلى أصحاب الحسين، ما بقي منادٍ ينادي بحاكمية الله في أرضه، والذي لا تخلو منه الأرض لحظة واحدة.

في ليلة العاشر من محرم الحرام، ذكر السيد أحمد الحسن (عليه السلام) جدّه الشهيد، المقتول عطشاً وذبحاً، والذي لم يغب عن باله يوماً، فقال:

[ أخبرك عن الحسين (عليه السلام) في هذه الليلة خيراً لك.

انظر إلى هاجر عندما وضعت إسماعيل ابنها على الأرض بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على تحمّل أن يموت بين يديها عطشاً، وأخذت تسعى بين الصفا والمروة.

هل تصرّفها هذا تصرّف أُمٍ هائجة ولا تكاد تعقل كما يقولون ؟

أم أن تصرّفها هذا هو سبب نبع الماء عند إسماعيل ؟

وإذا كان سعيها بين الصفا والمروة السبب في نبع الماء، فلماذا يكون سعيها بين جبلين سبباً في أن ينبع الماء بقدرة الله وينجو ولدها ؟

الحقيقة، إنّ الجبلين كما بيّنت سابقاً ([1]) يمثّلان فاطمة وعلياً عليهما السلام، والسعي بينهما يعني التوسل بهما وبذريتهما أو الناتج منهما.

فكان سعيها سبباً أن تفضّل عليها الله، وكان أن فُدي إسماعيل بالحسين (عليه السلام).

انظر هذا هو الفداء الأول: الفداء من العطش. كان سيموت إسماعيل (عليه السلام) عطشاً، ففدي بالحسين (عليه السلام) ابن علي وفاطمة عليهما السلام، أو الصفا والمروة، اللذين سعت بينهما وتوسلت بهما هاجر.

الفداء الثاني: الفداء من الذبح وأنت تعرفه، وأيضاً فُدي إسماعيل بالحسين (عليه السلام). وذكره الله  في القرآن فقال: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ (الصافات: 107).

فداه من العطش ومن الذبح، ولهذا مات الحسين (عليه السلام) عطشاناً مذبوحاً.

لا يوجد شيء عبثي في دين الله، أو في حياة الأنبياء (عليهم السلام) كما يصور من يجهل الحقيقة أنّ هاجر سعت بين الصفا والمروة لذهولها بسبب عطش ابنها وأنه شارف على الموت دون أن يكون لهذا السعي أي معنى ؟!!

لهذا فمن يذهب للحج وهو لا يفهم الحقائق وما يفعل، يصف الله حجه أنه مكاء وتصدية تماماً كالتصفيق والصفير، ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ (الأنفال: 35).

إنّ العمل الذي تعمله وأنت لا تفهم معناه ولا تعرف منه شيئاً لا يكون له قيمة.

﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ (الفرقان: 44).

بربك ما فرق أن تركض بهيمة بين جبلين وأن يركض من لا يفقه شيئاً بين الصفا والمروة ؟

الأمر ليس أن يهرول أو يركض أو يسعى إنسان بين جبلين، بل لابد أن يفهم ماذا يفعل، ولماذا يفعل ؟

الذهاب للكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، … الخ من أفعال الحج، كلها متعلقة بعلي وبالحسين وبآل محمد (عليهم السلام) ].

 ــــــــــــــــــــــــــ

الهامش:

[1]. المتشابهات: ج4 سؤال رقم 156، للسيد أحمد الحسن عليه السلام )).

المصدر: السيد أحمد الحسن / كتاب “مع العبد الصالح” – ج2.