نصائح في تربية الأطفال / السيد أحمد الحسن
(( تربية الأطفال:
س148/ في زمن كثرت فيه الملهيات، كيف نربّي أبناءنا ؟ كيف نوجههم للقرآن بدلاً من البرامج التلفزيونية التي لا تنفع وقد تضرّ ؟ كيف نزرع فيهم الحسين والعباس وزينب (عليهم السلام) ؟ كيف نحميهم من الأخطار؛ أخطار التكبر والأنانية وغيرها ؟ ما دور الأُمّ في جعل ابنها حسيني، وشيعي حقيقي ؟ كيف السبيل لمعاملة الأطفال المعاملة الأفضل ؟
ج/ التربية الصحيحة واجب يتحمّل أداءه الوالدان، وبالنسبة للعب أو مشاهدة التلفزيون أو حتى دخول الانترنت وألعاب الكمبيوتر وما شابه فيجب على الوالدين مراقبة أبنائهم ومنعهم عن الأُمور المفسدة، فمثلاً: إذا كان الطفل يدخل الانترنت ليلعب فيجب أن يكون دخوله تحت نظر والديه، ولكن لا يجوز منعهم عن اللعب أو ممارسة طفولتهم؛ لأن هذا سيؤثر عليهم إن كبروا.
إضافة أنّ بعض الألعاب تعليمية، فيمكن توجيه الطفل وتشجيعه على ألعاب مفيدة، مثلاً: يمكن تشجيعه ليمارس ألعاب تصاميم أو ألعاب حل ألغاز هندسية أو ما شابه، وكثير من الأطفال لديهم قدرة على هذا، وهو يؤدي بالنتيجة إلى تطوير قدراتهم العقلية بشكل كبير، كما أنها يمكن أن تكون بالنسبة للمراهقين وسيلة لشغلهم عن التفكير في أُمور أُخرى مفسدة.
أيضاً: يمكن تعليم الطفل أو المراهق البحث ليتعلّم ويطوّر قدراته، فيمكن أن يكلّفه الوالدان بالبحث عن مواضيع معيّنة علمية أو تتعلّق بحياتهم اليومية أو تاريخية، أما الأُمور الدينية فالطفل لا تحمّلوه أكثر من صلاة الجماعة مع والديه مثلاً، وشيئاً فشيئاً شجّعوه على أن يصلي ركعتين لوحده ويدعو فيها بقضاء حاجة معينة، فهو إذا لمس قضاء حاجته سيتعزّز ارتباطه بالله، وسيترسخ الإيمان في قلبه شيئاً فشيئاً.
ذكّروهم بالله في كلِّ شيء، عندما يتعاركون بينهم قولوا لأحدهم مثلاً: سامح أخاك أو أختك وسيجعلك الله كالأنبياء صلوات الله عليهم، وبهذا تحيون في أنفسهم الأخلاق الطيبة، وفي نفس الوقت طلب الكمال.
إذا أحسن أحدهم مثلاً وصلّى ركعتين أو عمل طاعة باركوه وقولوا له حُسناً، وإنّ الله سيعطيك ويبارك بك ويذكرك أمام ملائكته.
أيضاً: يمكن أن تعملوا لهم برنامجاً يومياً مثلاً ساعة أو نصف ساعة لتحفيظهم بعض سور القرآن القصيرة بأن تقرأون ويردّدون خلفكم، ويوماً بعد يوم سيحفظون السور.
الأطفال فوق العشر سنوات حاولوا ترتيب أُسبوعهم، مثلاً أربعة أو ثلاثة أيام لا يسمح فيها باللعب، وإنما حتى لو سمح لهم بدخول الانترنت أو الانشغال بأُمور أُخرى غير دراستهم فتكون للبحث عن أُمور علمية، أو تاريخية، أو قراءة كتاب، أو قراءة أُمور تخصّ دراستهم، أو قراءة قصص تخص الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وما شابه. وهكذا بالاهتمام وتنظيم وقتهم تكون هناك نتيجة طيبة منهم، أما بالإهمال فربما ينحرفون وتخسرونهم وعندها ستكون خسارتكم كبيرة، وللأسف كثير من الآباء العرب المغتربين بعيداً عن الدول العربية يسيئون لأبنائهم عندما يهملون تعليمهم اللغة العربية والقراءة والكتابة، بينما يمكن أن يوفر الوالدان ساعة من وقتهما يومياً لتعليم أبنائهم اللغة العربية التي يحتاجونها في قراءة دينهم والاطلاع عليه بالتفصيل، ولا أظن أنّ الأمر فيه صعوبة في هذا الزمن الذي تتوفر فيه كلّ الكتب ومناهج التعليم على الانترنت، ويمكن الوصول لها بسهولة )).
المصدر: السيد أحمد الحسن، كتاب الأجوبة الفقهية – متفرقة ج3.