تحريف التوراة والإنجيل
- المجموعة الأم: ادلة دعوة الامام احمد الحسن (ع)
- المجموعة: ادلة الدعوة للمسيحيين واليهود من العهد القديم والجديد
- الزيارات: 7242
تحريف التوراة والإنجيل
الأدلة على تحريف اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل كثيرة ، ولست بصدد استقصائها فتحريفها لا يخفى على من قرأها بتدبر ، وهو صاحب فطرة سليمة وفكر مستقيم وراجع ما كتبه أحد مفكريهم وهو سبينوزا في كتابه (رسالة في اللاهوت والسياسة) الفصل الثامن ، وكمثال انقل هذه الفقرات من كلامه قال (ولكي أسير في بحثي هذا بطريقه منظمة سأبدأ بالأحكام المسبقة المتعلقة بمن قاموا بتدوين الكتب المقدسة وسأبدأ أولا بمن قاموا بتدوين الأسفار الخمسة ، لقد ظن الجميع تقريبا انه موسى ، بل أن الفريسيين أيدوا هذا الرأي بإصرار شديد حتى انهم عدوا من يظن خلاف ذلك من المارقين ، ولهذا السبب فان ابن عزرا وهو رجل كان فكره حرا إلى حدا ما ، ولم يكن علمه يستهان به وهو أول من تنبه إلى هذا الخطأ - فيما اعلم - ولم يجرأ على الإفصاح عن رأيه صراحة ، واكتفى بالاشارة إليه بألفاظ مبهمة . أما أنا فلن أخشى توضيحها وإظهار الحق ناصعا ، هذه هي أقوال ابن عزرا في شرحه على التثنية (فيما وراء نهر الأردن ... الخ ، ولو كنت تعرف سر الاثنتي عشرة ... كتب موسى شريعته ... ) . بهذه الكلمات القليلة يبين ويثبت في الوقت ذاته أن موسى ليس هو مؤلف الأسفار الخمسة ، بل أن مؤلفها شخص آخر عاش بعده بزمن طويل وان موسى كتب سفراً مختلفا وللبرهنة على ذلك يذكر 1- أن موسى لم يكتب مقدمة التثنية لأنه لم يعبر نهر الأردن 2- ... الخ )[3]
وكيف كان فان تحريف التوراة والإنجيل الموجودة اليوم أمر مقطوع به أو على الأقل راجح عند كل مفكر حر كسر قيود التقليد الأعمى وأين هم هؤلاء ؟! وإلا فكيف يحتمل مؤمن بالله سبحانه وتعالى أن تنسب تلك البذائة والفحش إلى أنبياء الله ورسله (ع) والتي اكتظت بها التوراة .
وعلى كل حال بقيت التوراة والإنجيل كنصوص تاريخية يمكن الاستفادة منها ، وكحكم إلهية وأخبار بالغيب يمكن ترجيح صدور بعضها من الأنبياء (ع) أو صدور معانيها على الأقل كونها مطابقة للمعاني التي جاء بها القران وسنة النبي (ص) وال بيته المعصومين (ع) .
[3] - رسالة في اللاهوت والسياسة ص266 .