ما هو الروح القدس؟

ما هو الروح القدس؟

روح القدس هو روح الطهارة أو العصمة

فإذا اخلص العبد بنيته لله سبحانه وتعالى وأراد وجه الله احبه الله ووكل الله به ملكاً يدخله في كل خير ويخرجه من كل شر ويسلك به إلى مكارم الأخلاق

ويكون الروح القدس واسطة لنقل العلم للإنسان الموكل به

وأرواح القدس كثيرة وليست واحداً

والذي مع عيسى (ع) ومع الأنبياء دون الذي مع محمد (ص) وعلي (ع) وفاطمة (ع) والأئمة (ع) وهذا هو الروح القدس الأعظم لم ينـزل إلا مع محمد (ص) وانتقل بعد وفاته إلى علي (ع) ثم إلى الأئمة (ع) ثم بعدهم إلى المهدين الأثني عشر،

عن أبي بصير قال: سالت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ}(الشورى:52) قال (ع) : خلق من خلق الله عز وجل اعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده). عن أبي بصير قال سالت أبا عبد الله(ع) ( عن قوله عز وجل {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}(الإسراء: 85) قال (ع) : خلق اعظم من جبرائيل وميكائيل (ع) كان مع رسول الله (ص) وهو مع الأئمة وهو من الملكوت ) الكافي ج1 ص273 . وعن أبي حمزة قال : سالت أبا عبد الله (ع) (عن العلم اهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه قال (ع) الأمر اعظم من ذلك وأوجب أم سمعت قول الله عز وجل (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ) (الشورى: 52) ثم قال أي شيء يقول أصحابكم في هذه الآية أيقرون انه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الأيمان فقلت لا ادري جعلت فداك ما يقولون فقال لي (ع) بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الأيمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطها الله تعالى من شاء فإذا أعطاها عبداً علمه الفهم) الكافي ج1 ص274 . فرسول الله محمد (ص) لما نزل إلى هذا العالم الجسماني ليخوض الامتحان الثاني بعد الامتحان الأول في عالم الذر حجب بالجسم المادي فلما اخلص لله سبحانه وتعالى إخلاصاً ما عرفت الأرض مثله احبه الله ووكل به الروح القدس الأعظم فكان الفائز بالسباق في هذا العالم كما كان الفائز بالسباق في الامتحان الأول في عالم الذر .

وروح القدس الأعظم

كان مع رسول الله (ص) ، فلما فتح له انتقل من الرسول إلى أمير المؤمنين (ع) ، لأن رسول الله (ص) استغنى بالتسديد الآتي من الفتح ، عن تسديد روح القدس الأعظم .

وهكذا الإمام المهدي (ع) يستغني في زمن الظهور عن روح القدس الأعظم ، لأنه :- فتح له في زمن الغيبة الصغرى ، فينتقل روح القدس الأعظم إلى المهدي الأول ، فكما يصدق أنفسنا وأنفسكم على رسول الله (ص) وعلي (ع) ، كذلك يصدق هنا على الإمام المهدي (ع) والمهدي الأول (ع) ، من جهة الرداء الذي لبسه رسول الله ، وأمير المؤمنين وهو :- روح القدس الأعظم .

والا فلا تساوي بينهما إلا من هذه الجهة ، فرسول الله (ص) أفضل من علي (ع) ، وكذلك الإمام المهدي (ع) أفضل من المهدي الأول ، وتساويهم من هذه الجهة جهة الرداء ، وهو روح القدس الأعظم ، الذي تردى به المهدي الأول ، لأنه يحتاج إلى التسديد ، ولم يحصل له الفتح .

بينما الإمام المهدي (ع) حصل له الفتح ، فتسديده من الفتح ، لأنه في انات لا يبقى إلا الله الواحد القهار . أما المهدي الأول فلم يحصل له الفتح ، لهذا يسدد بروح القدس الأعظم ، ويُدعى له بـ : (أن يعبدك لا يشرك بك شيئا) ، أي حتى الأنا الموجودة بين جنبيه لا يراها فلا يرى ولا يعرف إلا الله ، فالعبادة هي المعرفة .

يعبدك أي يعرفك ولا يشرك بك ، لا يعرف غيرك ، حتى نفسه أي يحصل له الفتح لمبين .

وأيضاً أصحاب القائم غير المهدي الأول يسددون بروح القدس ، ولكن روح قدس ، دون روح القدس الأعظم ، وكلٌ بحسبه . فلذلك فهم يُعصمون : (عهدك في كفك)[1] (ويضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم)[2]

[1]- عن دلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص 467 ، والغيبة للنعماني ص 319 ، عن الباقر (ع) قال : (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض ، في كل إقليم رجلا ، يقول : عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها) .

[2]- عن أبي جعفر (ع) قال إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم) : الكافي ج 1: ص 25 .