الامام احمد الحسن (ع) هو ابن الانسان

الامام احمد الحسن (ع) هو ابن الانسان

ما معنى المسيح ؟

لقب المسيح يمثل مفهوماً يشترك فيه الكثير من الأشخاص، فداود u مسيح: (42 أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ، لاَ تَرُدَّ وَجْهَ مَسِيحِكَ. اذْكُرْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ عَبْدِكَ)([1]).
وشاول مسيح (5 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ، 6 فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ)([2]).
بل حتى كورش ملك الفرس مسيح: (1 هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً، وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ، لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ، وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ)([3]).
فالمسيح هو الذي يُمسح بالدهن المقدس الذي وصفه سفر الخروج:
(22 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 23 وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ: مُرّاً قَاطِراً خَمْسَ مِئَةِ شَاقِل، وَقِرْفَةً عَطِرَةً نِصْفَ ذلِكَ: مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ،24 وَسَلِيخَةً خَمْسَ مِئَةٍ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ، وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ هِيناً. 25 وَتَصْنَعُهُ دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ)([4]).
وحيث أن الهارونيين من سبط لاوي تم تخصيصهم لعمل الكهانة، فكان يجب مسحهم بهذا الزيت: (12 وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. 13 وَتُلْبِسُ هَارُونَ الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ وتَمْسَحُهُ وَتُقَدِّسُهُ لِيَكْهَنَ لِي. 14 وَتُقَدِّمُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَةً. 15 وَتَمْسَحُهُمْ كَمَا مَسَحْتَ أَبَاهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي. وَيَكُونُ ذلِكَ لِتَصِيرَ لَهُمْ مَسْحَتُهُمْ كَهَنُوتاً أَبَدِيّاً فِي أَجْيَالِهِمْ)([5]).

إذن لقب المسيح لا ينطبق على عيسى ابن مريم فقط، بل يشمل غيره كذلك.
ويراد بها في العهد القديم ذلك الشخص الذي يأتي في آخر الزمان ليعيد العدل والقسط إلى الأرض التي تكون قد امتلأت ظلماً وفساداً حتى زمن مجيئه.
الفكرة التي يتبناها بحث الدكتور ابو محمد الانصاري في كتاب (من هو المصلوب او الشبيه) والذي احاول الآن تلخيصه تتمثل بالقول: إن عيسى ع يصح أن نطلق عليه لقب المسيح المنتظر، ولكن باعتباره صورة للمسيح المنتظر، لا أنه هو نفسه المسيح المنتظر ولكن المسيح المنتظر هو نفسه المهدي المنتظر.

اوصاف المسيح المنتظر او المهدي المنتظر الذي يمثل عيسى (ع)

ابن الانسان

في سفر دانيال من العهد القديم، حيث نجد في الإصحاح السابع منه النص التالي:
12 أَمَّا بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ فَنُزِعَ عَنْهُمْ سُلْطَانُهُمْ، وَلكِنْ أُعْطُوا طُولَ حَيَاةٍ إِلَى زَمَانٍ وَوَقْتٍ.13 كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.

· الحيوانات او الممالك الاربعة كلها تقوم على الأرض، والمملكة الرابعة التي تُدفع إلى وقيد النار ستحل بدلاً منها مملكة القديسين الموعودة، فلابد والحال هذه أن تكون هذه المملكة التي يقودها ابن الإنسان مملكة أرضية وليست مملكة فقط روحية والتي تسقط دولة الظالمين للابد وهي دولة العدل الالهي .

· بالمقابل عيسى (ع) جاء إلى الأرض دون أن يحقق كل هذا، فبادروا إلى اقتراح فكرة المملكة الروحية، مع أنهم يرون بأعينهم أن هذه المملكة الروحية المزعومة لم تبسط السيطرة على كل الأرض، ويعلمون علم اليقين أن سلاطين الأرض لا تعبد الله. فليس هناك لا مملكة روحية ولا مملكة ارضية قضت على مماليك الظلام.

· القرائن في كلام السيد المسيح (ع) عن علامات ذلك اليوم تدل على علامات تتعلق بهذا العالم الى مجئ بالانسان الذي اكيد متعلق ايضا بهذا العالم. فقد ورد في إنجيل متى، وغيره: (6 وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8 وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ.) هذا النص يؤكد ان المملكة هي ارضية. فالحروب والمجاعات والأوبئة كلها تناسب عالمنا هذا، وكذلك نزول رجسة الخراب، أي المملكة الحديدية أو المملكة الرابعة في المكان المقدس، وأيضاً بالتأكيد مجيء ابن الإنسان كل ذلك يحدث في عالمنا هذا.

· نصيحة يسوع (ع) الناس بأن يسهروا ويترقبوا مجيء ابن الإنسان أو المسيح. والسهر أو الترقب لا يكون له معنى إذا كان متعلقاً بأمر أخروي أو بدينونة الناس او يوم الدينونة التي لن يفلح إنسان في الإفلات منها أو تضييعها، وليس من شك في أن التحفيز على الترقب والانتظار يناسب أمراً يمكن تضييعه ومتعلق بهذا العالم.

· والنصوص أيضاً تبين أن مجيء ابن الإنسان ومختاريه سيرافقه إلقاء رجسة الخراب إلى وقيد النار وتأسيس دولة العدل الإلهي، أي المملكة التي يحكم فيها المختارون. وهذا ما توضحه رؤيا أخرى وردت في سفر دانيال، كما يلي:
(31 أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَال عَظِيمٍ. هذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ، وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. ... 34 كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35 فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. .... 40 وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلْبَةٌ كَالْحَدِيدِ، لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هؤُلاَءِ. 41 ... 44 وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ)([6]).

إذن المملكة الرابعة في نص الرؤيا السابق هي نفسها المملكة الحديدية في هذه الرؤيا، والمملكة التي تحل بدلاً منها (مملكة القديسين، أو مملكة العدل الإلهي) ستكون على هذه الأرض: (أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيرًا وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا). وكونه ملأ الأرض كلها يعني انتشاره في كل الأرض.ومملكة الله لم تقم بعد ، والظلم لا زال إلى الآن يعمّ الأرض([7]).

 

[1] - أخبار الأيام: (2) – 6.

[2] - صموئيل الأول: 24.

[3] - إشعياء: 45.

[4] - خروج:30.

[5] - لاويين:40.

[6] - دانيال: 2.

[7] - تفسير رؤيا دانيال موجود في الكتاب نقلا عما بينه الامام احمد الحسن (ع).