نص الكتاب
التذييلات
[1] - الشورى : 13.
[2] - الكافي : ج1 ص337 ح5.
[3] - الأعراف : 12.
[4] - إنّ الطريق الذي يوصل إلى الحق لا يكون إلا بهذا الأصل المعرفي الذي طرحه السيد ( وهو : محاربة الأنا ، وهو من أهم الطرق ، بل لا يوجد طريق في معرفة الحق إلا أن يبتدئ بهذا الأصل ، وكل الذي يريد أن يصل إلى الحق وهو قاصد الوصول يجب عليه أن يتحرر من قيود الأنا والنظر إلى النفس ؛ لأن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ، وقد وضح السيد ( في كتاب المتشابهات هذا الأصل المعرفي بمثال واقع ، وأحكم به ما تشابه على الناس في جوابه على الحديث القدسي : ( الصوم لي وانا اجزي به ) ، حيث قال في ذلك : ( والقراءة الصحيحة هي أُجزى به ، أي بضم الهمزة والألف المقصورة ، والمراد بالصوم هو : صوم مريم عليها السلام وزيادة ( إني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم أنسياً ) مريم : 26 ، أي أن يكون الإنسان مستوحشاً من الخلق ، مستأنساً بالله سبحانه ، بل هذه هي البداية والنهاية التي تكون حصيلتها هي : أن الله هو الجزاء على الصوم ، هي الصوم عن الأنا ، وذلك عندما يسير العبد على الصراط المستقيم وهو يعلم ويعتقد ويرى أن وجوده المفترض وبقاءه المظنون بسبب شائبة العدم والظلمة المختلطة بالنور ، وهذا هو الذنب الذي لا يفارق العبد ) المتشابهات : ج1 / جواب سؤال رقم (13) . فالمعرفة تكون بمقدار إماطة تلك الظلمة ، ظلمة الأنا عن صفحة وجود الإنسان ، ليكون جزاء ذلك هو الله سبحانه وتعالى ، وإنّ الذي يمثل الله هو حجته على الخلق ، لذلك قول الله : وأنا أجزى به ، يعني يهديه إلى حجته وخليفته في الأرض في أول مراتب معرفته سبحانه في عالم الخلق ، لذلك فإن مريم ( عليها السلام ) عندما اعتزلت عن الخلق واتخذت من دونهم حجـاباً ، وبعملها إنما قامت بمحاربة الأنا ، بل وقتل الأنا حتى مَنّ الله عليها بأن وهبها - ليس معرفة - حجة الله وقائم آل يعقوب ، بل أن تكون وعاء يحويه لكي يولد في هذا العالم وهو عيسى ( ، فمن أراد أن يصل إلى معرفة الحجة والإمام المفترض ، يجب أن يتبع ما قامت به مريم ( عليها السلام ) ، بل لا يوجد بديل أو طريق آخر للمعرفة .
[5] - إنّ الحكم على كل إنسان يكون من خلال ما جاء به والذي يصدقه عمله ، وهذا المنهج الذي طرحه السيد أحمد الحسن ( ، ليؤكد للناس ما كلف به ، وإيصال ذلك إليهم ، وأول ذلك هو نشر التوحيد ، والتوحيد هو أسمى ما جاء به الأنبياء ، وأول مبدأ لهم في دعواهم ؛ لأن السيد ( قد بين في تفسير سورة الفاتحة مراتب أسمائه سبحانه ، أولاً : مرتبة الكنه والحقيقة والاسم الدال عليها ( هو ) ، والثانية : مرتبة الذات الإلهية والاسم الدال عليها ( الله ) ، والمرتبة الثالثة هي : الإنسان والاسم الدال عليها هو محمد / ، ونحن الآن مكلفون في إثبات التوحيد في مرتبة الإنسان ، فإذا أثبتنا التوحيد في هذه المرتبة يثبت في المرتبتين الأخريين ، مرتبة الذات ومرتبة الكنه والحقيقة . إن النصارى اخطئوا عندما نزلوا مرتبة الذات بمرتبة الإنسان ، وقالوا بالتجسد وادعائهم أن الإلوهية ليسوع ( ، لذلك فإن من لوازم التوحيد في مرتبة الإنسان هو : الإقرار بمن نصبه الله وطاعته ؛ لأن الشرك هنا هو انتخاب غير المنصوب من الله ، والكفر هو : الاعتراض على أمر الله سبحانه وتعالى ، ولهذا يثبت التوحيد في مرتبة الإنسان إذا أصبح مطبقاً لكل المنهاج الإلهي ، والمنهاج الإلهي هو كتبه ، وتمامية كتبه الجامع لها هو القران الكريم . إن تمامية التوحيد يثبت لمن أصبح هو القران ، كما حصل لرسول الله / عندما فتح له وأصبح هو القران ، كما قال السيد احمد الحسن ( ، وهذا هو أول هدف للسيد ( ، وبذلك يعرف وعرف عند كثير من الناس الذين امنوا به ، وبهذا يميز الحق من الباطل ، وقد أعطى يسوع المسيح ( منهاجاً للاستدلال من خلاله على الحق ، حيث قال : ( 15 احذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتون إليكم في صورة خراف وديعة ولكنهم في الداخل ذئاب مفترسه 16 ستعرفونهم من إعمالهم فلا يجنى الناس العنب من شجرات الشوك ولا التين من العليق 17 فكذلك فان كل شجرة صالحة تعطي ثمراً صالحاً وكل شجرة رديئة تعطي ثمراً رديئاً 18 لا تستطيع شجرة صالحة أن تعطي ثمراً رديئاً ولا شجرة رديئة أن تعطي ثمراً صالحاً 19 وكل شجرة لا تنتج ثمراً صالحاً تقطع وتلقى في النار 20 لذلك ستعرفون الأنبياء الكذبة من ثمرهم ) إنجيل متى – الإصحاح : 7. لذلك فكل الذين يؤمنون بما جاء به يسوع المسيح فإنهم يعرفون الحق من الباطل ، فليعمل بهذه القاعدة وهذا الدليل ، وإذا ثبت التوحيد في مجتمع معين ، ساد الأمن والأمان ، وعَمَّ السلام ؛ لأن جميع المتنافيات هو عدم التوافق الحاصل من التمايز بين الموجودات في المراتب الدنيوية ، وإذا قل التنافي بين الناس زاد التقارب وحلت الألفة بدل التباغض والتعادي ، وهذه لا تحصل إلا بالسير على منهج التوحيد .
[6] - إنّ الإمام المهدي ( هو حجة من الحجج بحسب ما ورد على لسان الأنبياء ، سواء ما ذكر بالتوراة والإنجيل والقران ، كما بين السيد احمد الحسن ( في هذا الكتاب وفي غيره من الكتب التي صدرت ، حيث نصت الكتب المقدسة على ذكر الخلفاء الإثني عشر ، وهم من يملكون ويحكمون الأرض ، وإنّ العدل الإلهي لا يقوم إلا بهم ، وإنّ العدل الإلهي لم يتحقق على وجهة الأرض إلى الآن ، وبما إنّ النبوة أو آخر الأنبياء هو النبي الخاتم محمد / إذا يكون هؤلاء الإثنى عشر الخلفاء من الأئمة ، والإثنى عشر الخلفاء من المهديين النص عليهم والتعريف بهم من خلاله ، وهذا ما أكدت عليه الشريعة المقدسة لرسول الله / ، وبما إن النبوة انقطعت بمعنى مصداق النبوة أما كمقام فهي مستمرة وثابتة لكل من ثبتت له الحجية والخلافة الإلهية بالنص ؛ لأن الخلافة تكون : إما كإمام أو نبي ، وإنّ من له مقام الإمام ثابت له مقام النبوة ، لكن من له مقام النبوة ربما لا تثبت له مقام الإمامة ، وهذا ما بينه القران الكريم : قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة : 124. إنّ إبراهيم نبي ولكن الله سبحانه وتعالى مَنَّ عليه بمقام الإمامة بعد أن نجح في الامتحان الذي امتحنه الله به. وعَرَّف السيد احمد الحسن ( الإمامة : ( الإمامة هي : الهيمنة على العوالم العلويـة والسفليـة بإذن الله ، وقيـادة جند الله فيها ، والتصرف فيها بإذن الله ، ولا يمكن أن يكون الإنسان إماماً دون أن يكون له مقام النبوة قبلاً ) الجواب المنير : ج2 / جواب سؤال رقم (7) . وبما أنّ نبي الله عيسى ( لم تثبت له الإمامة لا في الإنجيل ولا في القرآن ، وإنما ثبتت له النبوة والرسالـة ، وأنّ الإمام المهدي ( ثبتت له الإمامة بنص الأحاديث الشريفة عن رسول الله / ؛ لأنّه أحد الإثنى عشر إمام ، وكما قلنا من ثبت له مقام الإمامة ثبت له مقام النبوة ، وإنّ مقام الإمامة هو أعلى من مقام النبوة . قال السيد أحمد الحسن ( : ( والآن نعود إلى كون محمد / خاتِـم النبيين وخاتـَمهم ، فهو صلوات ربي عليه آخر الأنبياء والمرسلين من الله سبحانه وتعالى ، ورسالته وكتابه القرآن وشريعته باقية إلى يوم القيامة ، فلا يوجد بعد الإسلام دين : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران : 85. ولكن بقي مقام النبوة مفتوحاً لبني ادم ، فمن أخلص من المؤمنين لله سبحانه وتعالى في عبادته وعمله يمكن أن يصل إلى مقام النبوة ، كما بقي طريق وحي الله سبحانه وتعالى لبني ادم بـ ( الرؤيا الصادقة ) مفتوحاً ، وموجوداً وملموساً في الواقع المعاش . أما إرسال أنبياء - ممن وصلوا إلى مقام النبوة - من الله سبحانه وتعالى ، سواء كانوا يحافظون على شريعة محمد / الإسلام ، أم أنهم يجددون دين جديد ، فهو غير موجود وهو الذي ختمه الله سبحانه وتعالى ببعثه محمداً / . ولكن تجدد بعد بعث النبي محمد / - الإنسان الكامل وخليفة الله حقاً ، وظهور الله في فاران وصورة اللاهوت - أمر الإرسال من محمد / ، فجميع الأئمة / هم مرسلون إلى هذه الأمة ، ولكن من محمد / - الله في الخلق - ، قال تعـالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) يونس : 47. عن جابر ، عن أبي جعفر ( ، قال : سألته عن تفسير هذه الآية : ( لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ ) قال ( : ( تفسيرها بالباطن ، أن لكل قرن من هذه الأمة رسولاً من آل محمد ، يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ، و هم الأولياء و هم الرسل ، و أما قوله : ( فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) ، قال : معناه إن الرسل يقضون بالقسط و هم لا يظلمون كما قال الله ) . وقال تعالى : ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد : 7. عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، فَقَالَ ( : ( كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ ) . عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( : ( فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ / الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ / ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ) . عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ / الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْيَوْمَ ؟ قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا زَالَ مِنْكُمْ هَادٍ بَعْدَ هَادٍ حَتَّى دُفِعَتْ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلَى رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ مَاتَ الْكِتَابُ ، وَلَكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرَى فِيمَنْ مَضَى ) . عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، فَقَالَ : ( رَسُولُ اللَّهِ / الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، أَمَا وَاللَّهِ مَا ذَهَبَتْ مِنَّا وَمَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ ) . فهم / رسل هداة من محمد / ، والى محمد / ، وأيضاً هم جميعاً عليهم صلوات ربي لهم مقام النبوة بل إن شرط الإرسال الذي لا يتبدل هو : تمام العقل ، فلابد من الوصول إلى مقام السماء السابعة الكلية " سماء العقل " ) كتاب النبوة الخاتمة : ص27.
[7] - العهد القديم والجديد : ج1 ص453 ، الإصحاح السابع عشر : ( 1 وجمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب فاجتمعوا في سوكوه التي ليهوذا ونزلوانين سوكوه وعزيقة في أفس دميم . 2 واجتمع شاول ورجال إسرائيل ونزلوا في وادي البطم واصطفوا للحرب للقاء الفلسطينيين . 3 وكان الفلسطينيون وقوفاً على جبل من هنا وإسرائيل وقوفاً على جبل من هناك والوادي بينهم . 4 فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جت طوله ست أذرع وشبر . 5 وعلى رأسه خوذة من نحاس وكان لابساً درعاً حرشفياً ووزن الدرع خمسة آلاف شاقل نحاس . 6 وجرموقاً نحاس على رجليه ومزراق نحاس بين كتفيه . 7 وقناة رمحه كنول النساجين وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي قدامه . 8 فوقف ونادى صفوف إسرائيل وقال لهم لماذا تخرجون لتصطفوا للحرب . أما أنا الفلسطيني وأنتم عبيد لشاول . اختاروا لأنفسكم رجلاً ولينزل إلي . 9 فإن قدر أن يحاربني ويقتلني نصير لكم عبيداً . وإن قدرت أنا عليه وقتلته تصيرون أنتم لنا عبيداً وتخدموننا . 10 وقال الفلسطيني أنا عيرت صفوف إسرائيل هذا اليوم . أعطوني رجلاً فنتحارب معاً . 11 ولما سمع شاول وجميع إسرائيل كلام الفلسطيني هذا ارتاعوا وخافوا جداً . 12 وداود هو ابن ذلك الرجل الافراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسى وله ثمانية بنين . وكان الرجل في أيام شاول قد شاخ وكبر بين الناس . 13 وذهب بنو يسى الثلاثة الكبار وتبعوا شاول إلى الحرب . وأسماء بنيه الثلاثة الذين ذهبوا إلى الحرب أليآب البكر وأبينا داب ثانية وشمة ثالثهما . 14 وداود هو الصغير والثلاثة الكبار ذهبوا وراء شاول . 15 وأما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم أبيه في بيت لحم . 16 وكان الفلسطيني يتقدم ويقف صباحاً ومساء أربعين يوماً . 17 فقال يسى لداود ابنه خذ لإخوتك إيفة من هذا الفريك وهذه العشر الخبرات واركض إلى المحلة إلى إخوتك . 18 وهذه العشر القطعات من الجبن قدمها لرئيس الألف وافتقد سلامة إخوتك وخذ منهم عربوناً . 19 وكان شاول وهم وجميع رجال إسرائيل في وادي البطم يحاربون الفلسطينيين 20 فبكر داود صباحا وترك الغنم مع حارس وحمل وذهب كما أمره يسى وأتى إلى المتراس والجيش خارج إلى الاصطفاف وهتفوا للحرب . 21 واصطف إسرائيل والفلسطينيون صفاً مقابل صف . 22 فترك داود الأمتعة التي معه بيد حافظ الأمتعة وركض إلى الصف وأتى وسأل عن سلامة إخوته . 23 وفيما هو يكلمهم إذا برجل مبارز اسمه جليات الفلسطيني من جت صاعد من صفوف الفلسطينيين وتكلم بمثل هذا الكلام فسمع داود . 24 وجميع رجال إسرائيل لما رأوا الرجل هربوا منه وخافوا جداً . 25 فقال رجال إسرائيل . أرأيتم هذا الرجل الصاعد . ليعير إسرائيل هو صاعد . فيكون أن الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلاً ويعطيه بنته ويجعل بيت أبيه أبيه حراب إسرائيل . 26 فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلاً ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويزيل العار عن إسرائيل . لأنه من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعير صفوف الله الحي . 27 فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين كذا يفعل للرجل الذي يقتله . 28 وسمع أخوه الأكبر أليآب كلامه مع الرجال فحمي غضب أليآب على داود وقال لماذا نزلت وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة في البرية . أنا علمت كبرياءك وشر قلبك لأنك إنما نزلت لكي ترى الحرب . 29 فقال داود ماذا عملت الآن . أما هو كلام . 30 وتحول من عنده نحو آخر وتكلم بمثل هذا الكلام فرد له الشعب جواباً كالجواب الأول . 31 وسمع الكلام الذي تكلم به داود وأخبروا به أمام شلول . فاستحضره . 32 فقال داود لشاول لا يسقط قلب أحد بسببه . عبدك يذهب ويحارب هذا الفلسطيني . 33 فقال شاول لداود لا تستطيع أن تذهب إلى هذا الفلسطيني لتحاربه لأنك غلام وهو رجل حرب منذ صباه . 34 فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لأبيه غنماً فجاء أسد مع دب وأخذ شاة من القطيع . 35 فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه ولما قام علي أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته . 36 قتل عبدك الأسد والدب جميعاً . وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحد منهما لأنه قد عير صفوف الله الحي . 37 وقال داود الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني . فقال شاول لداود اذهب وليكن الرب معك . 38 وألبس شاول داود ثيابه وجعل خوذة من نحاس على رأسه وألبسه درعاً . 39 فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم أن يمشي لأنه لم يكن قد جرب . فقال داود لشاول لا أقدر أن أمشي بهذه لأني لم أجربها . ونزعها داود عنه . 40 وأخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له أي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني . 41 وذهب الفلسطيني ذاهباً واقترب إلى داود والرجل حامل الترس أمامه . 42 ولما نظر الفلسطيني ورأى داود استحقره لأنه كان غلاماً وأشقر جميل المنظر . 43 فقال الفلسطيني لداود ألعلي أنا كلب حتى أنك تأتي إلي بعصي . ولعن الفلسطيني داود بآلهته . 44 وقال الفلسطيني لداود تعال إلي فأعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية . 45 فقال داود للفلسطيني أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس . وأنا آتي إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم . 46 هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فأقتلك وأقطع رأسك . وأعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الأرض فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله لإسرائيل . 47 وتعلم هذه الجماعة كلها أنه ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب لأن الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا . 48 وكان لما قام الفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود أن داود أسرع وركض نحو الصف للقاء الفلسطيني . 49 ومد داود يده إلى الكنف وأخذ منه حجراً ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتز الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض . 50 فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر وضرب الفلسطيني و قتله . ولم يكن سيف بيد داود . 51 فركض داود ووقف على الفلسطيني وأخذ سيفه واخترطه من غمده وقتله وقطع به رأسه . فلما رأى الفلسطينيون أن جبارهم قد مات هربوا . 52 فقام رجال إسرائيل ويهوذا وهتفوا ولحقوا الفلسطينيين حتى مجيئك إلى الوادي وحتى أبواب عقرون . فسقطت قتلى الفلسطينيين في طريق شعرايم إلى جت وإلى عقرون . 53 ثم رجع بنو إسرائيل من الاحتماء وراء الفلسطينيين ونهبوا محلتهم . 54 وأخذ داود رأس الفلسطيني . وأتى به إلى أورشليم . ووضع أدواته في خيمته 55 ولما رأى شاول داود خارجاً للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا أبنير . فقال أبنير وحياتك أيها الملك لست أعلم . 56 فقال الملك اسأل ابن من هذا الغلام . 57 ولما رجع داود من قتل الفلسطيني أخذه أبنير وأحضره أمام شاول ورأس الفلسطيني بيده . 58 فقال له شاول ابن من أنت يا غلام . فقال داود ابن عبدك يسى البيتلحمي ) .
[8] - قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة : 246 – 251.
[9] - الانجيل – العهد الجديد : 13- 16.
[10] - إن الله سبحانه وتعالى اصطفى من بين عباده أنبياء وهم بشر ، لكن الله منّ عليهم أن جعل لهم الحجة على العالمين ، وألزم جميع الخلق الطاعة لهم ، ولكن حجيته تكون بعد أن يفيض عليهم من روحه ، فكل نبي من الأنبياء يعيش فترة بين قومه وهم لا يعرفون منه إلا الصفات الحسنة ، ولكن فرض الحجية يكون بعد فترة حيث يأمره الله سبحانه أن يعلن ذلك إلى الخلق ، وهذا الإعلان يزامن نزول تلك الروح عليه ، وهذا ما حصل لنبي الله عيسى ( ، حيث كان يوحنا هو الحجة عليه ، ولكن بعد أن تعمد بالماء ومنه وخرج نزلت عليه روح ، وألزم الله له الحجة على العالمين ، وحتى نبي الله يوحنا ( كان دليل معرفته هو أنه رأى روح الله نازلاً عليه . إنجيل يوحنا : ( 1: 32 و شهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه 1: 33 و أنا لم أكن اعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً و مستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس 1: 34 و أنا قد رأيت و شهدت أنّ هذا هو ابن الله ) . إذا يبقى الإنسان في سعي لتحصيل الكمالات الإلهية ، والله قد عرف إخلاص هؤلاء ومَنَّ عليهم بمقدار إخلاصهم له ، ويفيض عليهم من تلك الروح بمقدار الإخلاص ، وامتاز النبي الأكرم محمد / ، وآل بيته بأن الله أعطاهم من تلك الروح أعظمها . قال السيد أحمد الحسن ( في تعريف تلك الروح : ( روح القدس هو : روح الطهارة أو العصمة . فإذا اخلص العبد بنيته لله سبحانه وتعالى ، وأراد وجه الله ، أحبه الله ووكل الله به ملكاً يدخله في كل خير ويخرجه من كل شر ، ويسلك به إلى مكارم الأخلاق ، ويكون الروح القدس واسطة لنقل العلم للإنسان الموكل به . وأرواح القدس كثيرة وليست واحداً ، والذي مع عيسى ( ومع الأنبياء دون الذي مع محمد / وعلي ( وفاطمة / والأئمة / ، وهذا هو الروح القدس الأعظم لم ينـزل إلا مع محمد / ، وانتقل بعد وفاته إلى علي ( ، ثم إلى الأئمة / ، ثم بعدهم إلى المهديين الإثني عشر، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ( عن قول الله تبارك وتعالى ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ ) الشورى :52 ، قال ( : خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله / يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده ) المتشابهات : ج3 / جواب سؤال رقم (118) .
[11] - إنجيل متى 27 : 41 – 42 ، إنجيل مرقس 15 : 31 – 32.
[12] - إنّ عادة الناس عموماً وهذا ما جرت عليه سنة الذين من قبل ، وإنّ الآخرين سائرون على نهج من سبقهم من إنهم كانوا يستقبلون الأنبياء بالسخرية والاستهزاء ، وذلك لأن أنفسهم متعلقة بأمور بعيدة عن الواقع ، ويريدون أنبياء الله أن يخوضوا معهم بها ، ومع أنهم مأمورون من الله بعدم الخوض معهم فيها ، حيث الباطل لا يمكن أن يستدل به على الحق ولا يعرف الحق به ، لذلك فأن جميع الأنبياء مكلفون بإيصال ما أمرهم الله سبحانه وتعالى دون زيادة ولا نقص ، وأما فرض ما هو زائد على تكليفهم من قبل الناس - ومنهم الجهلاء - ، فهم أكيد لا يستجيبون لهكذا مطلب ، وإنهم يعلمون الناس عموماً السعي في تحصيل الأمور بما أمكنهم الله سبحانه وتعالى ، وبالأسباب المتاحة ، لا بما هو صعب وعسير كاستخدام المعجزات سبيل في طلب السعي ؛ لأنه لو كانت المعجزات هي الأساس لكان الإنسان مأموراً وليس مخيراً ، ولبطل الابتلاء وبالتالي يبطل العقاب والثواب ، ثم إن الإنسان يمر في طريقه بمصاعب وفتن وهذا واضح في طريق المؤمنين ؛ لأن أعظمهم إيماناً أعظمهم ابتلاء ، وإن بالابتلاء يدفع الله عن خلقه ، فمصائب قوم عند قوم فوائد . وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) الحج : 40. لذلك فإن الإنسان عندما يعرف ما تؤول إليه الأمور فإنه أحياناً بل أكيد إنه لا يؤدي ما عليه ، ربما لأن هناك كثير من الأمور هي ضرورية في علم الله ، وإيقاعها ضروري في عالم الإمكان ، ولكنها تكون على كراهة من الإنسان ، وان كل مكروه منه لا يمكن أن يسير إليه أو يسعى لتحقيقه ، لذلك فإن هذه الأمور الغيبية لا تصدر من خليفة الله إلا لضرورة ، ولهذا أشكل على أصحاب أمير المؤمنين من أنهم على معرفتهم بشيء من علوم الإمام أمير المؤمنين ، لكن أصابهم ما أصابهم من المكاره . عن أبي بصير ، قلت لأبي عبد الله ( : ( من أين أصاب أصحاب علي ( ما أصابهم مع علمهم بمناياهم وبلاياهم ؟ قال : فأجابني شبه المغضب : ممن ذلك الأمر إلا منهم ، فقلت : ما يمنعك جعلت فداك ؟ قال : ذاك باب أغلق إلا إنّ الحسين بن علي ( فتح منه شيء يسيراً ، ثم قال : يا أبا محمد ، إنّ أولئك كان على أفواههم أوكية ) إلزام الناصب : ص39. ثم إنّ الأفعال التي تأتي بطريق الإعجاز ، كإخراج الشياطين والتنبؤ وغيرها ، ليست بالضرورة أن يستدل من خلالها على رضا الله ، أو إن الإنسان له مقام القرب الإلهي ، أو أنه حجة من الحجج ، وهذا ما أشار إليه عيسى ( : ( 21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل من يعمل مشيئة أبي الذي في السماء 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم الأخير يا رب يا رب الم نتنبأ باسمك ؟ الم نطرد الأرواح الشريرة باسمك ؟ الم نعمل عجائب كثيرو باسمك ؟ 23 حينئذ سأقول لهم بوضوح لم يسبق لي إن عرفتكم ابتعدوا عني يا فاعلي الشر ) إنجيل متى : الإصحاح : 7. وان عيسى ( بقوله انه ينكر هؤلاء فعلهم ، مع إنهم يدعون إنهم على ملته وعلى شريعته ، وإنهم احتجوا بتلك المعجزات والكرامات والأمور الغيبية التي يفعلونها وباسمه على إنهم من المؤمنين ، ولكنه لم يقبل منهم وطردهم وحكم عليهم إن فعلهم ما هو إلا فعل الشر ليس إلا .
[13] - قوله تعالى : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) طه : 17 – 18.
[14] - إنجيل يوحنا : الإصحاح الثامن .
[15] - إنّ علماء اليهود ( لعنهم الله ) أرادوا أن يبرروا عدم إيمانهم بيسوع ( فاتهموه بهذه التهمة ؛ لأنه ظهرت على يديه كثير من المعجزات والكرامات ، بل إنّ عيسى ( اتخذ هذا الطريق في هداية الناس ، وهو عمل المعجزات والكرامات لهم ، بل إنه يحث التلاميذ على أن يفعلوا مثل فعله ، وكان عندما يستشعر تقصيرهم في هكذا أمر يؤنبهم ويقول لهم : يا قليلي الإيمان . ( 24 وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة . وكان هو نائماً . 25 فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيد نجنا فإننا نهلك . 26 فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان . ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدو عظيم ) إنجيل متى : الاصحاح8. ومع كل ذلك وعلى تكثره وتأكيد عيسى عليه ، لكن الناس أنكروا عليه ذلك ونسبوا فعله إلى الشيطان ، لكن المائز في أنه من عمل الشيطان أو هو من الرحمان هو النتيجة ، هل حصل الخير من فعله ودفع الضرر لأن عمل الإنسان إذا كان يرفع العارض الذي يؤذي الإنسان فلا يمكن أن يكون من الشيطان ، ويبقى فعل الإنسان وآثاره هو الدليل لمعرفته والحكم عليه ، وهذا ما بينه عيسى ( لمن اعترض عليه . ( 21 ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل . 22 وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول . وإنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين . 23 فدعاهم وقال لهم بأمثال كيف يقدر شيطان أن يخرج شيطاناً . 24 وإن انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة أن تثبت . 25 وإن انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت أن يثبت . 26 وإن قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر أن يثبت بل يكون له انقضاء . 27 لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولاً وحينئذ ينهب بيته . 28 الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها . 29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية . 30 لأنهم قالوا إن معه روحا نجسا ) إنجيل مرقس الإصحاح3.
[16] - انظر عدة الداعي لابن فهد الحلي : ص204.
[17] - وهذا هو الأمر الذي طرحه السيد أحمد الحسن ( في الاهتداء إلى معرفة حجة الله ، أو أنه يكون هو حجة الله على الخلق ، وهو قتل الأنا ، بحيث لا يرى إنه شيء من الأشياء ؛ لأن مريم ( عليها السلام ) وهب الله لها أن تكون وعاء لحجة الله وخليفته في الأرض بمحاربتها الأنا ، وكان عملها هو الصيام عن الأنا ، واتخذت من دونهم حجاباً ، لكن السيد ( كان يرى نفسه ذنباً عظيماً ، وهذا موقف عظيم ، فالإنسان مرة لا يرى نفسه ويعطيه الله مقاماً من المقامات ، ولكن السيد ( تعدى إلى ما هو أدق من ذلك وأعظم ، إنه ينظر إلى نفسه ولكن نظره ليس للتقديس ، ينظر إلى نفسه على أنه ذنب ، وبهذا نال الأعظم عند الله . إنّ الإنسان مرة ينظر على إنه شيء ذو بال أو أنّ له قيمة ، ومرة لا ينظر إلى نفسه ولا يرى لنفسه قيمة ، وأخرى ينظر إلى نفسه ولكن يحسب نفسه ذنباً بين يدي الله . وهذه منهاج عمل وليس قولاً على اللسان ، والدليل هو عطاء الله لهذا الانسان ، حيث يعرف من خلال ذلك العطاء الالهي والكرم الرباني الذي يفيضه على عبده .
[18] - المفروض بالإنسان أن يكون سيره نحو الله ، أي سير تكاملي وهو التخلق بأخـلاق الله والتحلي بكل ما هو لله من صفـات ، وبما إن الإنسان له جنبة مادية وهو : الجسم المادي ، وله جنبة مثالية وهي : النفس ، وهي أدنى مرتبة للروح ، لذلك فإن الإنسان عموماً إذا طلب الكمال فإنه يرتقي روحاً وجسماً ، فإن رفع الجسم يقتضي إشراقه ، فإن أقصى غاية له هو السماء الدنيا ، وأما الروح فهي تتنعم في الجنان الملكوتية ، حيث ذكر ذلك السيد أحمد الحسن ( في المتشابهات في كيفية خلق آدم والشجرة التي أكل منها . قال : ( أن آدم ( خلق من طين ، أي من هذه الأرض ، ولكنه لم يبقَ على هذه الأرض فقط ، وإنما رفع إلى أقصى السماء الدنيا ، أي السماء الأولى ، أو قل إلى باب السماء الثانية ، وهي الجنة الملكوتية أو على تعبير الروايات عنهم / : وضع في باب الجنة ( أي الجنة الملكوتية ) تطأه الملائكة . وهذا الرفع لطينة آدم يلزم إشراق طينته ( بنور ربها ولطافتها ، وبالتالي لما بث الله فيه الروح أول مرة كان جسمه لطيفاً متنعماً بالجنة الماديـة الجسمانية ، ولم يكن في هذه الجنة من الظلمة ما يستوجب خروج فضلات من جسم آدم ( . وأما روح آدم ( : فقد كانت تتنعم بالجنة الملكوتية ، أو الجنان الملكوتية ، لأنها كثيرة ( جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ) . والجنة الجسمانية والجنة الملكوتية هما اللتان ذكرتا في سورة الرحمان : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ... ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) . وهما أيضاً ( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ... مُدْهَامَّتَانِ ) ، والرفع هو رفع تجلي : ( ظهور ) وليس رفع تجافي : ( أي مكاني ) . وبالتالي فإن آدم ليس بمعدوم في الأرض الجسمانية التي نعيش فيها ، بل موجود فيها ، ولو كان معدوماً فيها لكان ميتاً . وبالتالي كان آدم ( يعيش في هذه الحياة الدنيا بجسم لطيف في البداية ولكنه عاد كثيفاً إلى الأرض التي رفع منها لما عصى ربه سبحانه ) المتشابهات : ج1 / جواب سؤال (3) .
[19] - بعد أن أتم عيسى ( رسالته ، وأتم تعليمه إلى تلامذته ، وأخبرهم إنه عنهم ذاهب ، وإخباره لهم : أنه سوف يُرفع وكلفهم بالرسالة ، كما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 17 : ( 14 أنا أعطيتهم رسالتك لكن العالم أبغضهم لأنهم لا ينتمون إلى العالم كما أني أنا لا أنتمي إلى العالم أيضاً . . . 18 وكما أرسلتني إلى العالم فإنني أرسلهم إلى العالم ) .
[20] - إنّ التبليغ الرسالي لم ينقطع فترة ، حتى لا تبقى حجة لمحتج ولا عذر لمعتذر على الله سبحانه وتعالى ، وإنّ الله سبحانه وتعالى يحتج على عباده بحسب حال الناس واستقبالهم ، وذكر الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة ، فقال : للمسيح ( غيبات يسيح فيها في الأرض ، فلا يعرف قومه وشيعته خبره ، ثم ظهر فأوصى إلى شمعون بن حمون ( ، فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده واشتدت الطلب ، وعظمت البلوى ، ودرس الدين ، وضيعت الحقوق ، وأميتت الفروض والسنن ، وذهب الناس يميناً وشمالاً لا يعرفون أياً من أي ، فكانت الغيبة مائتين و خمسين سنة . عن أبي عبد الله ( قال : ( كان بين عيسى وبين محمد ( عليهما السلام ) خمسمائة عام ، منها مائتان وخمسون عاماً ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر ، قلت : فما كانوا ؟ قال : كانوا متمسكين بدين عيسى ( ، قلت : فما كانوا ؟ قال : كانوا مؤمنين ، ثم قال ( : ولا يكون الأرض إلا وفيها عالم ) كمال الدين وتمام النعمة : ص123. ولهذا جاء أصحاب الكهف الذين هم آية من آيات الله من بعد الانحراف الذي حصل في رسالة عيسى ( ، ليذكروا الناس ويرجعونهم من عبادة الاوثان إلى عبودية الله الواحد الأحد .
[21] - الدخان :10 – 16.
[22] - الاسراء : 15.
[23] - الجمعة : 1 – 4.
[24] - يونس : 47.
[25] - تفسير العياشي : ص119 ، ورواه المجلسي في البحار .
[26] - وفي الرواية : ( ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أصحاب الكهف ، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه ، ويبسط في المشرق والمغرب الآمن كرامة الحجة بن الحسن ( ) إلزام الناصب : ج2 ص158. اليمين من اليمن يعني : كثير البركة ، وهي أيضاً تدل على القرب ، حيث إن أقرب شخص إليك تقول عنه هذا يميني ، وهو الذي يؤدي عني ، وإن يمين الإمام المهدي هو من ذريته ، وهو الذي يطّلع على سره في زمن الغيبة ، ليعلن عن ظهور الإمام بأمر الإمام المهدي ( . وقال الميرزا النوري : ( روى الشيخ النعماني - تلميذ ثقة الإسلام الكليني - في كتاب الغيبة ، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسندين معتبرين ، عن المفضل بن عمر، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين ، أحدهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ، ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ، لا يطلع على موضعه أحداً من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره ) النجم الثاقب : ج2 ص69.
[27] - عن أبي عبد الله ( ، عن آبائه / ، عن أمير المؤمنين ( ، قال : قال رسول الله / : في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ( : ( يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة ، فأملى رسول الله / وصيتـه حتى انتهى إلى هذا المـوضع ، فقــال : يا علي إنه سيكـون بعدي أثنى عشر إمـامـاً من بعدهم أثنى عشر مهديـاً ، فأنت يـا علي أول الإثني عشر إمـامـاً ، [ وساق الحديث إلى أن قال ] وليسلمها الحسن ( إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد ، فذلك أثنى عشر إماماً ، ثم يكون من بعده أثنى عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين ، له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو : عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي ، وهو أول المؤمنين ) بحار الأنوار : ج53 ص150، النجم الثاقب : ج2 ص41. إنّ أول أنصار الإمام المهدي ( من البصرة ، واسمه أحمد : عن أمير المؤمنين ( في خبر طويل : ( … ألا إن أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال … ) بشارة الإسلام : ص148 ، ما بعد الظهور- للسيد الصدر . عن نعيم بن حماد ، عن علي ( : ( يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق ، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر … الحديث ) ما بعد الظهور - للسيد الصدر : ص480. جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن البحار ، عن أبي عبد الله ( : ( … يا أبا محمد ، ليس ترى أمة محمد فرحاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقضي ملكهم ، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لآل محمد برجل منا أهل البيت ، يسير بالتقى ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله أني لأعرفه باسمه واسم أبيه ، ثم يأتينا .. ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع ، يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئها الفاجر جوراً وظلماً ) بشارة الإسلام : ص118. فإنّ معنى ( منا أهل البيت ) أي من ذرية الإمام المهدي ( بالخصوص .
[28] - الإصحاح الخامس : 26 – 30.
[29] - الإصحاح الحادي عشر : 1 – 10.
[30] - الإصحاح الثاني : 31 – 36.
[31] - سفر دانيال : الإصحاح السابع .
[32] - ورود في سفر التكوين على أن هناك اثني عشر رئيساً يلدون من إسماعيل ( : ( 18 وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً اثنى عشر رئيساً يلد واجعله امة كبيرة ) سفر التكوين: 17. وهذا دليل على الذين ينكرون نبوة محمد / بحجة أنه لا يوجد ولد لإبراهيم غير إسحاق ، والنصارى يستدلون على إن ليس هناك نبي بعد يسوع المسيح ، وينكرون على رسول الله محمد / نبوته إنه من ولد إسماعيل بن إبراهيم / ، وهم يقولون إنّ إبراهيم ( ليس لديه ولد اسمه إسماعيل فقط ابنه إسحق / ، وإن الاثنى عشر رئيساً هم من يحكمون الأرض ، وهذا موافق لما أتى به محمد / وذكره للمهدين الذين يحكمون ويقيمون دولة العدل الإلهي .
[33] - ربما المنطقة التي يكون فيها الظهور تكون ساحة لنقل الأخبار ، أو تكون هي سبباً للحروب التي تكون في مناطق متفرقة من العالم ، ولا تكون هي الساحة التي تجري عليها الحروب من خلال قوله : ( تسمعون بحروب وأخبار حروب ) اي تهديدات باستخدام الاسلحة والأكثر انها لا تستخدم مباشرة .
[34] - إنجيل متي : الإصحاح السابع عشر .
[35] - في الإصحاح الحادي عشر .
[36] - متي : الإصحاح الحادي والعشرون .
[37] - في الإصحاح الرابع والعشرين .
[38] - إنجيل يوحنا : الإصحاح السادس عشر .
[39] - إنجيل يوحنا : الإصحاح السادس عشر .
[40] - بحار الأنوار : ج52 ص336.
[41] - الإنجيل رؤيا 2 : 11 : ( من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من ينتصر لن يؤذيه الموت الثاني ) . وهذا نص يصف المنصور أو المظفر في تراجم أخرى للإنجيل ، فإنه له حياة سابقة ، ولهذا يبعث ويأبه للموت مرة أخرى ، وهذا لم يجرِ إلا على الذي شبه لهم الذي فدى عيسى ( وقتل من أجل ذلك ، وعندما يبعث مرة أخرى في زمان تكليفه فانه يحرص على أن يؤديه على عظم المخاطر التي تحيط به في ذلك الزمان الذي من مميزات ذلك العالم إمتلاءه ظلماً وجوراً ، وأيضاً ورد في الآية 17 من سفر الرؤيا : ( من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من ينتصر أعطيه من المن المخفي وأعطيه حصاة بيضاء مكتوب عليه اسم جديد لا يعرفه إلا من يأخذ الحصاة ..... 26 من ينتصر ويطيع وصياي حتى النهاية أعطيه سلطاناً على كل الأمم 27 فيحكم بقضيب من حديد ويحطمهم كما يحطم جرار الفخار ) . وإن في سفر الرؤيا شهادة للمظفر وتصديق له ممن له أرواح الله السبعة والنجوم السبعة ، كما في السفر الثالث من الرؤيا : ( 5 من ينتصر سيرتدي ملابس بيضاء مثلها ولن أمحوا اسمه من كتاب الحياة بل سأعترف باسمه أمام أبي وملائكته .....21 من ينتصر سأعطيه أن يجلس معي على عرشي تماماً كما انتصرت أنا فجلست مع أبي على عرشه ) . وفي السفر الرابع من الرؤيا : ( وبعد هذا نظرت فإذا باب مفتوح في السماء ثم سمعت الصوت الذي سمعته من قبل وكان كصوت البوق يكلمني ويقول اصعد هنا لاريك ما لابد أن يحدث بعد هذا 2 وفي الحال غمرني الروح فرأيت عرشاً في السماء ورأيت الذي يجلس على العرش 3 وكان الجالس على العرش متألقا كاليشب والعقيق ويحيط بالعرش قوس قزح يلمع كالزمرد 4 ورأيت حول العرش أربعة وعشرين عرشاً يجلس عليها أربعة وعشرون شيخاً لابسين ثياب بيضاء متوجين بتيجان من ذهب ) . وهذا دليل واضح على أن هناك خلفاء يحكمون من بعد عيسى ( ، وهم الاربعة والعشرون والشيخ الذي يحيطون به ، وهم رسول الله / ، الائمة الاثنى عشر والمهديين الاثنى عشر ، وهذا أكيد لأنه لا ينطبق الا عليهم .
[42] - إنّ اليهود وعلمائهم كانوا يعتقدون إن المسيح يأتي بطريق غيبي وغير معروف ، وهذا الفهم حصل لهم من النصوص التي وردت إليهم من شريعة موسى ( ، أي لا يكون مولوداً لزمانهم بحسب فهمهم للنصوص التي وردت لهم . لوقا 3 : 23 : ( وكان يسوع في نحو الثلاثين من عمره عندما ابتدأ خدمته وكان الناس يظنون أنه ابن يوسف ) . وكذلك إنهم ينتظرون أن ياتي ويبعث من بيت لحم ، ولكنه أتاهم من الناصرة في الجليل التي كانت بعيدة كل البعد من أن يتوقع أن يخرج منها شخص صالح ، فكيف يأتيهم المسيح الموعود منها .