Subjects
-الإهداء
-المقدمة:
-علامات القيامة الصغرى (كما دونها العهد القديم والجديد):
-المثل الأول:
-المثل الثاني:
-ولنقرأ النص التالي ليتأكد لنا المعنى:
-معرفة الساعة موكل إليه سبحانه:
-تذكر أشراط الساعة ويراد منها علائم القيامة:
-ملكوت الله يُعطى لأمة أخرى:
Text
إصدارات أنصار الإمام المهدي ع / العدد (181) يوم الخلاص (يوم الرب العظيم المخوف) بقلم عادل السعيدي الطبعة الأولى 1434 هـ - 2013 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إلى من جسد الإيثار بكل معانيه إلى من علمنا بكلتا يديه المقطوعتين معنى التضحية إلى من قتل شهيداً مظلوماً على نهر الفرات إلى أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى كل من نصر الحق في زمن عز فيه الناصر أهدي ما سطر في هذا البحث المتواضع وأسال الله بحقهم أن يمكن لقائم آل محمد (عليهم السلام) ليعم في ظل حكومته العدل والرحمة والصدق -المقدمة: الرسالات السماوية عبارة عن حلقات متكاملة تصل بعضها بعضاً لتشكل سلسلة متكاملة لتحديد طريق الإيمان بالله، فما من نبي إلا وبشّر بمن يليه، باعتبار أنّ (خلافة الله) في الأرض لا تنقطع؛ لئلا يزيغ الناس عن الحق، ولذا فلا بد في كل زمان من قائد منصب من الله على الخلق يكون ترجماناً لكلمات الله تعالى وتعاليمه. ونظراً لما للمخلص والمنقذ العالمي من خصوصية، فإنّ كل الأنبياء السابقين وأوصيائهم كانوا قد قاموا بعملية تهيئة مستمرة للبشرية لتقبل واستيعاب والإيمان بهذا المخلص والمنقذ. فقد تتالت البشارات حول المخلص والمنقذ ويوم الرب أو يوم القيامة، أو كما يعبر عنها بالساعة التي لا يعلم تمام وقتها إلا الله، وقد حذروا الناس من العذاب القادم والدمار الشامل ما لم يؤمنوا بهذا المخلص والمنقذ القادم ... فمتى ستكون تلك الساعة ؟؟ وما هي العلامات التي ذكرها الكتاب المقدس التي إذا تحققت سيظهر ذلك المنقذ المخلص ؟ ومن هو المنقذ المخلص الذي سيأتي مع تلك الساعة ؟؟ لنقرأ ما قاله المسيح عن تلك الساعة، حيث قال: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده» [متي الأصحاح 24 العدد 36]. «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب» [مرقص الأصحاح 13 العدد 32]. إذن، سنقرأ معاً في هذه الصفحات بعض العلامات التي وردت في النصوص المقدسة لنتبين من خلالها ملامح عصر القيامة الصغرى، زمن حضور المنقذ. -علامات القيامة الصغرى (كما دونها العهد القديم والجديد): إنّ هذا الزمان هو يوم القيامة الصغرى وعودة إيليا ويسوع إلى هذه الأرض، وقبل عودتهم أرسلوا ممهداً إلى الناس كافة، فأين سيظهر هذا الشخص ؟؟ كما كان خروج المسيح من المشرق فلابد من رجوعه إلى المشرق، إي لابد أن يكون رسوله من المشرق، ولهذا الأمر نصت البشارات أنّ كل علامات القيامة الصغرى ستكون في المشرق، وبالخصوص في أرض العراق أو بابل كما تسمى في الكتاب المقدس، وما خراب بابل التي كانت عاصمة العراق آنذاك أو بغداد في هذا الزمان إلا علامة واضحة على القيامة الصغرى. - نقرأ في اشعياء: «وقال الرب القدير اقوم عليهم وأستأصل من بابل الاسم والبقية الباقية والذرية والنسل وأورثها إلى القنافذ وأجمعها مستنقعات للمياه وأكنسها بمكنسة الفناء وحلف الرب القدير مانويته سيكون وما قضيت به سيتم أن أحطم اشور في أرضي وأدوسه على جبالي فيزول عنهم نيره ويزول عن كتفهم حمله» [أشعيا 14]. وقد تم قضاء الله وحلفه وخربت بغداد (بابل)، و(القنفذ) يرمز للخراب والقفر؛ لأنه يسكن فيها. - «1 ثم بعد هذا رأيت ملاكاً آخر نازلاً من السماء له سلطان عظيم واستنارت الأرض من بهائه. 2 وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلاً سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكناً لشياطين ومحرساً لكل روح نجس ومحرساً لكل طائر نجس وممقوت (أي الطائرات الحربية الأمريكية). 3 لأنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم وملوك الأرض زنوا معها وتجار الأرض استغنوا من وفرة نعيمها. 4 ثم سمعت صوتاً آخر من السماء قائلاً اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها. 5 لأن خطاياها لحقت السماء وتذكر الله آثامها. 6 جازوها كما هي أيضاً جازتكم وضاعفوا لها ضعفاً نظير أعمالها. في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا. 7 بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذاباً وحزناً. لأنها تقول في قلبها أنا جالسة ملكة، ولست أرملة ولن أرى حزنا. 8 من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الإله الذي يدينها قوي. 9 وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها. 10 واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين ويل ويل. المدينة العظيمة بابل المدينة القوية. لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك. 11 ويبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد في ما بعد. 12 بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز وكل عود ثيني، وكل إناء من العاج، وكل إناء من أثمن الخشب والنحاس والحديد والمرمر. 13 وقرفة وبخوراً وطيباً ولباناً وخمراً وزيتاً وسميذاً وحنطة وبهائم وغنماً وخيلاً ومركبات وأجساداً ونفوس الناس. 14 وذهب عنك جنى شهوة نفسك، وذهب عنك كل ما هو مشحم وبهي، ولن تجديه في ما بعد. 15 تجار هذه الأشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون 16 ويقولون ويل ويل. المدينة العظيمة المتسربلة ببز وأرجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر كريم ولؤلؤ. 17 لأنه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا. وكل ربان وكل الجماعة في السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من بعيد. 18 وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها قائلين أية مدينة مثل المدينة العظيمة. 19 وألقوا تراباً على رؤوسهم وصرخوا باكين ونائحين قائلين ويل ويل. المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لأنها في ساعة واحدة خربت. 20 إفرحي لها أيتها السماء والرسل القديسون والأنبياء لأن الرب قد دانها دينونتكم 21 ورفع ملاك واحد قوي حجرا ًكرحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة، ولن توجد في ما بعد. 22 وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع فيك في ما بعد. وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد. وصوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد. 23 ونور سراج لن يضئ فيك في ما بعد. وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد. لأن تجارك كانوا عظماء الأرض. إذ بسحرك ضلت جميع الأمم. 24 وفيها وجد دم أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض» [يوحنا الأصحاح الثامن عشر]. وبابل تشير إلى العراق؛ لأن بابل كانت عاصمة العراق في ذلك الزمن. فكل الملاحم والفتن تجري في العراق وعلى أرض العراق، وقد أصابها الويل؛ لأنها لم تتبع وصايا الرسل. وقد حذرهم رسول الله ض، حيث قال: عن حذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله ض أنه قال: (الويل الويل لأمتي في الشورى الكبرى والصغرى. فسئل عنهما، فقال ض: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي) ([1]). الشورى والإنتخابات (الديمقراطية Democracy تَعني لغةً "حكم الشعب" أو "حكم الشعب لِنفسهِ") الذي حذرهم منها رسول الله ض وقعوا فيها فأصابهم ما أصابهم من عذاب. إنّ أبرز مظاهر الديمقراطية هي إنتخاب الناس أو الشعب للحزب أو للشخص الذي يتولى سياسة البلاد والعباد. ولابد لذلك الحزب أو الشخص المرشح أن يحصل على أصوات غالبية الناس. إذاً فالإنتخابات تعتمد على الغالبية، فلنتصفح الكتب السماوية ومن بينها كتاب الله وسنة نبيه والأئمة المعصومين، ونرى هل تأيّد غالبية الناس واختيارهم أم تذمهم ؟ ولا يخفى على من تصفح الكتب السماوية (التوراة والإنجيل والقرآن) ونظر إلى سيرة الناس عبر التاريخ يرى أنّ الغالبية دائماً مع الباطل، أاما الحق وقادة الحق فاتباعهم قليلون مستضعفون. قال تعالى: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ﴾([2]). وقال تعالى: ﴿وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون﴾([3]). وقال تعالى : ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾([4]). وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾([5]). وقال تعالى: ﴿إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾([6]). وغيرها الكثير. وسنذكر في نهاية البحث قول التوراة والإنجيل الفصل بتنصيب الحاكم. إذن، العقوبة الإلهية التي نزلت ببابل كانت نتيجة للشورى والإنتخابات، ولأنهم لم يلتفتوا أنّ هناك منقذاً يصرخ بهم ويدعوهم لنجاتهم. في حين خراب بغداد علامة على القيامة الصغرى في الشرق سيكون حال الأرض في باقي الأرجاء مشتعلة بالحروب وتخربها الزلازل. فثارت أمة على أمة حرب في العراق، وشعوب تثور في مصر، وفي تونس، وفي اليمن، وفي السودان، وفي كوريا، وفي الصومال، وفي فلسطين، وفي لبنان، وفي أفغانستان. أما الزلازل فهي أكثر من أن تحصى، حتى إنّ وكالة ناسا الفضائية تقول: إنّ عام 2006 - 2007 هي أكثر أعوام هذا القرن كوارث، وتشير على أنّ القادم أكبر وأكثر فضاعة من سابقه، حيث شهدت الأرض من الزلازل والفيضانات الكثير، وزلزال توسنامي خير دليل على ذلك، الذي راح ضحيته أكثر من ربع مليون إنسان، وزلزال الصين وفرنسا. حتى إنّ العراق الذي يكون خارج دائرة الزلازل كانت حصته منها ثلاث هزات خفيفة، إحداها على حدود مدينة الكوت. وقد وردت نبوءات في سفر يوحنا اللاهوتي حول علامات الساعة واقتراب يوم القيامة وهي متحققة على أرض الواقع، نذكر منها: سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 6: 12: «وَنَظَرْتُ لَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّادِسَ، وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ» [سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 6: 12]. الكسوف الأخير: http://www.space.com/11977-total-lعnar-eclipse-2011-photos-moon-jعne-15.html «ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ دَمًا كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ» [سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 16: 3]. بحيرة تكساس بلون الدم: http://www.livescience.com/15346-texas-lake-blood-red.html نهر يانغتسي بالصين، أطول أنهار آسيا يتحول إلى لون أحمر كالدم ولا أحد يعرف السبب: http://www.yoعtعbe.com/watch?v=cbADWhc3ZQk تثور الأمم على حكامها وتبدأ الثورات من الشرق الأوسط (تخلع العرب أعنتها): «وقال الرب القدير يخرج الشر من أمة إلى أمة وتثور زوبعة في أطراف الأرض وتنتشر القتلى في ذلك اليوم من أقصى الأرض إلى أقصاها» [ارميا 25 - 26]. قال يسوع ×: «انتبهوا لئلا تنشغل قلوبكم بالخمره والسكر وهموم الدنيا فيباغتكم ذلك اليوم لأنه كالفخ يطبق على سكان الأرض كلهم فأسهروا وصلوا في كل حين حتى تقدروا أن تنجوا من كل ماسيحدث وتقفوا أمام ابن الإنسان» [لوقا 21 - 22]. ومثل هذا القول في متي 24. قال يسوع: «ستقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتقع زلازل شديدة وتحدث أوبئة ومجاعات في أماكن كثيرة وتجري أحداث مخيفة وتظهر علامات هائلة في السماء» [لوقا 21]. أما العلامات، فقد ظهرت علامة اليد في السماء، وقد شاهدها ملايين الناس عبر شاشات التلفاز، فقد نقل الحدث كبرى القنوات الفضائية، من بينها سي ان ان. NASA - A Yoعn(?) Pعlsar Shows Its Hand هذا الرابط من موقع وكالة الفضاء الأمريكية الناسا: http://www.nasa.(?)ov/ima(?)es/content/326856main_ima(?)e_1323_946-710.jp(?) وقد بينت صور التقطت من مرصد ناسا المسمى(Chandra x-Ray) كتلة من النجوم النيوترونية, تشكلت على هيئة اليد, تحيط بكتلة نجمية أخرى, وقد وصفت وكالة ناسا هذه اليد بـ(a lar(?)e cosmic hand) أي يد الطبيعة، وهناك مواقع أخرى أجنبية وصفتها بيد الله (hand of (?)od). وقد صرح الخبر كما نقل عن موقع وكالة ناسا الفضائية أنهم ظلوا يراقبون هذه الظاهرة الكونية بواسطة 80 تلسكوب من مختلف أنحاء الأرض من تاريخ 28/ 12/ 2004 إلى 18/ 10/ 2005، والذي يوافق بالتاريخ الهجري من 16 ذي القعدة 1425 إلى 15 رمضان 1426. الصور الملتقطة من المرصد تظهر أنّ هذه اليد تنبسط ممتدة إلى إتجاه الشرق حيث ظهور المهدي (المنقذ والمخلص العالمي)، من الشرق من العراق، وهذا يتوافق تماماً مع الوصف الوارد في الأحاديث الشريفة كما أخبر الأئمة ‡ بأنها تشير إلى المهدي ×. عن الإمام الصادق ×: (وكف يطلع من السماء من المحتوم) ([7]). وعنه ×، قال: (إمارة ذلك اليوم (يوم ظهور القائم المهدي ×) إنّ كفاً من السماء مدلاة ينظر إليها الناس) ([8]). عن الإمام الرضا ×، قال: (يظهر كف من السماء تشير هذا هذا) ([9]). أما الحديث عن بلاد العرب وكيف تخلع أعنتها (حكامها)، فقد شاهد الناس كيف سقطت حكومة مصر، وكيف بدأت الآن الأوجاع التي أخبر عنها الأنبياء والمرسلين والأئمة الأطهار. من علامات الظهور المذكورة في روايات أهل البيت ‡ رواية مطولة، ورد فيها: (خلع العرب أعنتها)، خلع العرب أعنتها كناية عن خروجها عن الطاعة لغيرها تشبيهاً بالفرس الذي خلع عنانه فلا يكون له عنان يقاد به ويمسك، ومنه قولهم خلع فلان عذاره أي أصبح كالفرس المرسل الذي لا عذار في رأسه يفعل ما يشاء ويذهب أين شاء، ومقابله قولهم ملك فلان زمام الأمر أو مقاليده، وغير ذلك. في رواية يعقوب بن السرّاج، قال: (قلت لأبي عبد الله الصادق ×: متى فرج شيعتكم ؟ فقال ×: إذا اختلف ولد العباس (فلان)، ووهن سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصة صيصته، ظهر الشامي (السفياني)، وأقبل اليماني، وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الأمر × من المدينة إلى مكة) ([10]). وقد أخبر عن خلع العرب أعنتها في التوراة والإنجيل، ننقل منها بعض النبؤات والإخبارات الغيبية المتحققة: نبوءة عن مصر نجد بعضها في الأسفار التالية: - سفر إشعياء (الأصحاح 19). - سفر إرميا (الأصحاح 46). - سفر حزقيال (الأصحاح 29-30). - سفر يوئيل (الأصحاح 3). نقرأ شيء مما جاء في سفر إشعياء (الأصحاح 19): 1. نبوءة بشأن مصر: «ها هو الرب قادم إلى مصر يركب سحابة سريعة، فترتجف أوثان مصر في حضرته، وتذوب قلوب المصريين في داخلهم». 2. «وأثير مصريين على مصريين فيتحاربون، ويقوم الواحد على أخيه، والمدينة على المدينة والمملكة على المملكة». 3. «فتذوب أرواح المصريين في داخلهم، وأبطل مشورتهم، فيسألون الأوثان والسحرة وأصحاب التوابع والعرافين». 4 «وأسلط على المصريين مولى قاس، فيسود ملك عنيف عليهم. هذا ما يقوله الرب القدير». ونقرأ في نفس الأصحاح 19 من سفر اشعياء: «23 في ذلك اليوم يمتد طريق من مصر إلى أشور، ومن أشور إلى مصر، فيعبد المصريون والأشوريون الرب معا». «24 في ذلك اليوم يكون إسرائيل ثالث ثلاثة مع مصر وأشور، وبركة في وسط الأرض». «25 فيباركهم الرب القدير قائلا: "مبارك شعبي مصر، وصنعة يدي أشور، وميراثي إسرائيل"». إذن، صنعة يدي اشور - منصب ومرسل من عند الله -، فمن يكون ذلك الرجل الذي يعبد طريق اشور إلى مصر ومن مصر إلى اشور غير ذلك المخلص (المنقذ العالمي) القائم راية للشعوب؟ ولأنّ الله واحد ودينه واحد فلابد أن يتكلم رسله وأنبياءه وأوصياءه بنهج واحد، فاطلالة بسيطة على ما سطره عترة الرسول محمد ض عن أحداث آخر الزمان حول مصر وعن خلع حكام العرب من قبل شعوبها نجد أننا أزاء لوحة واضحة المعالم بأننا في زمن القيامة الصغرى في زمن ظهور المخلص والمنقذ العالمي. وردت عدة أحاديث عن مصر في عصر المخلص والمنقذ العالمي: عن جابر الجعفي، عن الإمام الباقر ×، قال: (يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاث مائة ونيف عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم) ([11]). قال الامام الرضا × عن مصر: (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات) ([12]). وابن صاحب الوصيات هو القائم المخلص راية للشعوب الذي يولد في اشور، ويجمع المختارين من مشارق الأرض ومغاربها. فمن العراق الأخيار، ومن مصر النجباء، ومن الشام الأبدال. سقوط نظام حاكم مصر مذكور بدقة بالغة في الروايات، وفي كتاب (ماذا قال علي × عن آخر الزمان: ص330). قال الامام علي ×: (صاحب مصر علامة العلامات، وآيته عجب لها إمارات, قلبه حسن ورأسه محمد ويغيّر اسم الجد، إن خرج من الحكم فإعلم أنّ المهدي (المنقذ والمخلص العالمي) سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب (الطائرات) أو إئتوه زحفاً وحبواً على الثلج). والحاكم المصري هو محمد حسني مبارك، وقد غير اسم جده سيد، وقد خرج من الحكم، فأين المهدي (المنقذ والمخلص العالمي) ؟ وكما ذكرنا بأنّ دين الله واحد، وكلام رسله واحد، نجد النصوص نفسها في التوراة والإنجيل. قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾([13]). نقرأ في سفر حزقيال (الأصحاح 29): «8 لذلك ها أنا أجلب عليك سيفاً وأستأصل منك الإنسان والحيوان. 9 فتصبح ديار مصر مقفرة خربة، فيدركون أني أنا الرب، لأن فرعون قال: لي النهر وأنا قد صنعته. 10 لذلك ها أنا أنقلب عليك وعلى أنهارك، وأجعل أراضي مصر خرائب متردمة مقفرة، من مجدل إلى أسوان حتى تخوم إثيوبيا». ونقرأ في سفر حزقيال (الأصحاح 30): «3 إن يوم الرب بات وشيكاً؛ يوم الرب قريب، إنه يوم مكفهر بالغيوم، ساعة دينونة للأمم. 4 إذ يجرد سيف على مصر، فيعم الذعر الشديد إثيوبيا، عندما يتهاوى قتلى مصر ويستولى على ثروتها، وتنقض أسسها». ونقرأ في سفر يوئيل (الأصحاح 3): «2 أجمع الأمم كلها وأحضرهم إلى وادي يهوشافاط، وأحاكمهم هناك من أجل شعبي وميراثي إسرائيل، لأنهم شتتوهم بين الشعوب واقتسموا أرضي. 3 وألقوا القرعة على شعبي فقايضوا الزانية بالصبي، وباعوا الصبية لقاء شربة خمر. 4 وَتُصْبِحُ مصر خَرَاباً، وَأَدُومُ قَفْراً مُوْحِشاً لِفَرْطِ مَا أَنْزَلُوهُ مِنْ ظُلْمٍ بِأَبْنَاءِ يَهُوذَا، وَلأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَماً بَرِيئاً فِي دِيَارِهِمْ». هذه النبوءة المتحققة هي إحدى علامات اقتراب القيامة الصغرى التي تحدث عنها يسوع في موعظته على جبل الزيتون: «وبينما يسوع جالس في جبل الزيتون سأله تلامذته على انفراد إخبرنا متى يحدث هذا الخراب وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر فأجابهم يسوع: ستسمعون بالحروب وأخبار الحروب فأياكم أن تفزعوا فهذا لابد منه ولكنها لا تكون هي الآخرة ستقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتحدث مجاعات وزلازل في أماكن كثيرة وهذا كله بدء الاوجاع» [إنجيل متي - الأصحاح 24]. وعلامة مجيء عيسى (يسوع)كما أخبر بها × هو خراب بغداد في هذا الزمان، وقال هي لا تكون الآخرة أي يوم القيامه الكبرى، بل هي يوم القيامة الصغرى، وعودته إلى هذه الأرض وقبله يكون رسوله هو الممهد لمجيئه الثاني. - «للوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس في السماء والقمر لايعطي نوره» [متي 24]. وهذه العلامات الهائلة التي حدثت هي ظهور كتلة في المجرة الشمسية على شكل يد ومذنب سمي مذنب لولين ذو الذنبين، وحدوث الخسوف والكسوف في شهر واحد في سنة واحدة. - «وستظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم ويصيب الأمم في الأرض قلق شديد من ضجيج البحر واضطراب الأمواج ويسقط الناس من الخوف ومن انتظار ما سيحل بالعالم لأن قوات السماء تتزعزع وفي ذلك الحين يرى الناس ابن الإنسان آتياً في سحابه بكل عزة وجلال وإذا بدئت تتم هذه الحوادث قفوا وارفعوا رؤسكم لأن خلاصكم قريب» [لوقا 21]. «وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ» فعلامات المجاعات والأوبئة قد تحققت، فهذه الأوبئة الكثيرة والخطرة التي انتشرت في هذا الزمان، ومنها انفلاونزا الطيور والخنازير، وانفلاونزا الماعز، وجنون البقر، والكوليرا، والايدز. أما الزلازل التي تحدثت عنها النبوءة فهي كثيرة جداً والقادم أكبر وأعظم. ومن يريد التأكد على أنّ الزلازل قادمة إلى العالم بقوة وبكثرة بإمكانه مراقبة زلازل العالم يومياً من خلال الرابط التالي: اللون الأحمر نشاط زلزالي قوي - اضغط على المكان مرة لترى الصورة أكبر، واضغط مرة أخرى على الصورة المكبرة لمعرفة التفاصيل http://www.iris.edع/seismon/ نصيحة المسيح للناس بأن يسهروا ويترقبوا مجيء ابن الإنسان. والسهر أو الترقب لا يكون له معنى إذا كان متعلقاً بأمر أخروي أو بدينونة الناس أو يوم الدينونة التي لن يفلح إنسان في الإفلات منها أو تضييعها، وليس من شك في أنّ التحفيز على الترقب والانتظار يناسب أمراً يمكن تضييعه ومتعلق بهذا العالم. والنصوص أيضاً تبين أنّ مجيء ابن الإنسان ومختاريه سيرافقه إلقاء رجسة الخراب إلى وقيد النار وتأسيس دولة العدل الإلهي، أي المملكة التي يحكم فيها المختارون. وهذا ما توضحه رؤيا أخرى وردت في سفر دانيال، كما يلي: «31 أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَال عَظِيمٍ. هذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ، وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. ... 34 كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35 فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. .... 40 وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلْبَةٌ كَالْحَدِيدِ، لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هؤُلاَءِ. 41 ... 44 وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ» [دانيال: 2]. [إذن، المملكة الرابعة في نص الرؤيا السابق هي نفسها المملكة الحديدية في هذه الرؤيا، والمملكة التي تحل بدلاً منها (مملكة القديسين، أو مملكة العدل الإلهي) ستكون على هذه الأرض: «أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيرًا وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا». وكونه ملأ الأرض كلها يعني انتشاره في كل الأرض. ومملكة الله لم تقم بعد، والظلم لا زال إلى الآن يعمّ الأرض] تفسير رؤيا دانيال نقلاً عما بينه المعزي أحمد الحسن ×. - «وبكرب وحيرة والناس يغشى عليهم من انتظار مايئتي المسكونه» [لوقا 25]. - قال يسوع ×: «انتبهوا لئلا تنشغل قلوبكم بالخمرة والسكر وهموم الدنيا فيباغتكم ذلك اليوم لأنه كالفخ يطبق على سكان الأرض كلهم فأسهروا وصلوا في كل حين حتى تقدروا أن تنجوا من كل ماسيحدث وتقفوا أمام ابن الانسان» [لوقا 21 – 22]. الواضح الجلي الذي قدمه لهم يسوع × وسطرته أناجيلهم حول مجيء ابن الإنسان وحول اقتراب أيام القيامة يوم الرب العظيم، فقد ورد في إنجيل متى، وغيره: «3 وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: "قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا ؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ ؟" 4 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: "انْظُرُوا ! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5 فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 6 وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8 وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9 حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10 وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11 وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12 وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13 وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14 وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى. 15 "فَمَتَى نَظَرْتُمْ "رِجْسَةَ الْخَرَابِ" الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ 16 فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، 17 وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، 18 وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19 وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ! 20 وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ، 21 لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22 وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23 حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا ! أَوْ: هُنَاكَ ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24 لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25 هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26 فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28 لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. 29 "وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31 فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. 32 فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. 34 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. 35 اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. 36 "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. 37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38 لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39 وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 40 حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. 41 اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. 42 "اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. 43 وَاعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 44 لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ. 45 فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ ؟ 46 طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا ! 47 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48 وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. 49 فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى. 50 يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، 51 فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ» [متى: 24، وانظر: مرقس: 13]. إذن، الحديث كله عن الشرق وعن رجسة الخراب الحاصلة في أرض العراق بابل، والذي يخرج من الشرق ومن بابل بالذات هو المخلص والمنقذ العالمي الذي بشر به الأنبياء والمرسلون، وقد بشر به يسوع وأكد بأنّ خروجه من المشرق بعد رجسة الخراب في بابل، فمن يكون ؟ سنعرف الجواب في طيات هذا البحث إن شاء الله. إنّ يسوع ذكر أنّ التبشير بمملكة الله هو الهدف من إرساله إلى بني اسرائيل: «فقال لهم ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله، فإني لهذا قد أرسلت» [لوقا43:4]. قول يسوع: اقترب ملكوت السماوات، يمثل إشارة إلى دولة العدل الإلهي، التي يحكم فيها الصالحون كما سبق القول. والحق أنه لا معنى للقول إنّ الملكوت اقترب غير هذا المعنى، فعالم الملكوت عالم مستقل ومغاير لعالم المادة، وحقيقته تختلف عن حقيقة هذا العالم. فالمقصود إذن هو اقتراب زمن المنقذ أو المخلص، أي اقتراب أهل الملكوت، وهم الشيوخ الأربعة والعشرون كما سبق القول. يقول د. نصـر اللّـه عبد الرحمن أبو طالـب: (والواقع أن الظاهر من الأناجيل الحالية أن قضية التبشير هذه بمملكة الله القادمة وإعداد بني إسرائيل للإيمان بها والانضواء تحت لوائها عند قيامها كانت هي الهدف الأول للمسيح ×، هذا كما يتضح من الأناجيل الحالية. وإن كانت التراجم العربية قد اختارت لفظ ملكوت الله مما يبعدها عن مفهوم المملكة الأرضية، ذلك المعنى البين من خلال ما نناقش من بشارات. إلا أن النسخ غير العربية ما زالت تسميها مملكة الله (kin(?)dom of (?)od) بنفس تسمية دانيال × لها .. ويوافق أكثرية من الباحثين بل ومن المتدينين النصارى - إضافة إلى اليهود - على أن المقصود بمملكة الله هو مملكة أرضية سيقيمها المسيا المنتظر) ([14]). وسنجلي هذا الأمر أكثر بقراءة بعض الأمثال التي ضربها يسوع للملكوت الذي يتحدث عنه: -المثل الأول: «33 اسمعوا مثلاً آخر. كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه إلى كرامين وسافر. 34 ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره. 35 فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً. 36 ثم أرسل أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين. ففعلوا بهم كذلك. 37 فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً يهابون ابني. 38 وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. 39 فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم. وقتلوه. 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. 41 قالوا له. أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها. 42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. 43 لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره. 44 ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه 45 ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم. 46 وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي» [متى: 21, لوقا20: 9- 19]. واضح من هذا المثل أنّ مجيء صاحب بستان العنب سيحدث في هذا العالم المادي، وليس في عالم الآخرة - كما يقول المسيحيون بخصوص الملكوت -، فإنّ إرسال الرسل وقتلهم يتناسب مع هذا العالم، ومثله تسليم البستان إلى كرّامين آخرين. -المثل الثاني: يوضح أنّ العلماء (فقهاء الأديان لكل الطوائف) لا ينصرون المنقذ: «1 وجعل يسوع يكلمهم أيضاً بأمثال قائلاً. 2 يشبه ملكوت السماوات إنساناً ملكاً صنع عرساً لابنه. 3 وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس فلم يريدوا أن يأتوا. 4 فأرسل أيضاً عبيداً آخرين قائلاً قولوا للمدعوين هو ذا غدائي أعددته. ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد. تعالوا إلى العرس. 5 ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد إلى حقله وآخر إلى تجارته. 6 والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم. 7 فلما سمع الملك غضب وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم. 8 ثم قال لعبيده أما العرس فمستعد وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. 9 فاذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس. 10 فخرج أولئك العبيد إلى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم أشراراً وصالحين. فامتلأ العرس من المتكئين. 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس. 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس. فسكت. 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. 14 لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون» [متى: 22]. وهذا المثل يناسب أيضاً مملكة في هذا العالم يمكن أن تستأنف فيها الدعوة ويتحقق الاختبار بعد وقوع العذاب، «فلما سمع الملك غضب وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم»، فلو كان هذا عذاب الآخرة ما كان يمكن أن تعقبه دعوة. ويلاحظ أنّ المثلين كليهما يدلان بقوة على أنّ استبدالاً سيقع، وأنّ بني إسرائيل لن يكونوا هم القادة في دولة العدل الإلهي، أو مملكة الله، وإنّ أمة أخرى ستأخذ مكانهم، وسيأتي تفصيل أكثر إن شاء الله. ولعل هذه النبوءة بأخذ أمة أخرى مكان بني إسرائيل من أهم - إن لم تكن الأهم على الإطلاق - الأسباب التي دفعت اليهود للتفكير بقتل المسيح ×. فقد ورد في إنجيل متى: «45 ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم. 46 وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي» [متى: 21]. وفي لوقا: «19 فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادي عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب. لأنهم عرفوا أنه قال هذا المثل عليهم» [لوقا: 20]. وفي لوقا أيضاً: «5 وإذ كان قوم يقولون عن الهيكل إنه مزين بحجارة حسنة وتحف قال 6 هذه التي ترونها ستأتي أيام لا يترك فيها حجر على حجر لا ينقض. 7 فسألوه قائلين يا معلم متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يصير هذا. 8 فقال انظروا لا تضلوا. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين إني أنا هو والزمان قد قرب. فلا تذهبوا وراءهم. 9 فإذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لأنه لابد أن يكون هذا أولاً. ولكن لا يكون المنتهى سريعاً. 10 ثم قال لهم تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة. 11 وتكون زلازل عظيمة في أماكن ومجاعات وأوبئة. وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء. 12 وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي. 13 فيؤول ذلك لكم شهادة. 14 فضعوا في قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. 15 لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها. 16 وسوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقرباء والأصدقاء. ويقتلون منكم. 17 وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي. 18 ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. 19 بصبركم اقتنوا أنفسكم. 20 ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا أنه قد اقترب خرابها. 21 حينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. والذين في وسطها فليفروا خارجا. والذين في الكور فلا يدخلوها. 22 لأن هذه أيام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب. 23 وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وسخط على هذا الشعب. 24 ويقعون بفم السيف ويسبون إلى جميع الأمم. وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم 25 وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة. البحر والأمواج تضج. 26 والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السماوات تتزعزع. 27 وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير. 28 ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب. 29 وقال لهم مثلاً. أنظروا إلى شجرة التين وكل الأشجار. 30 متى أفرخت تنظرون وتعلمون من أنفسكم أن الصيف قد قرب. 31 هكذا أنتم أيضاً متى رأيتم هذه الأشياء صائرة فاعلموا أن ملكوت الله قريب. 32 الحق أقول لكم إنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل. 33 السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. 34 فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. 35 لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض. 36 اسهروا إذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلا للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الإنسان» [لوقا: 21]. وهذا النص واضح في أنّ مملكة الله التي سيكون عيسى (يسوع) أحد أركانها كما سيأتي ستتحقق في هذا العالم. فالهيكل سينقض والكاذبون الذين سيأتون مدعين أنهم عيسى، وقيام أمة على أمة، والزلازل وغيرها من الأحداث ستقع كلها في هذا العالم، وكذلك مجيء ابن الإنسان. ولنقرأ هذه النص بوضوح: «فسألوه قائلين يا معلم متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يصير هذا»، السؤال عن آخر الأيام عن يوم القيامة، وكان الجواب: «وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء. 12 وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي. 13 فيؤول ذلك لكم شهادة. 14 فضعوا في قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. 15 لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها. 16 وسوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقرباء والأصدقاء. ويقتلون منكم. 17 وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي. 18 ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. 19 بصبركم اقتنوا أنفسكم». ثم أكمل كلامه قائلاً: «هكذا أنتم أيضاً متى رأيتم هذه الأشياء صائرة فاعلموا أن ملكوت الله قريب». والحقيقة اليوم المسيحية منتشرة في كل مكان، فلا يطرد المسيحي ولا يسلمونه للمجامع والسجون من أجل اسم المسيح ×، ولا يسلم الأب ابنه، والأخ أخاه، وغيرها من الأحداث التي لا تشير إلى ما عليه المسيحيين اليوم لا من قريب ولا من بعيد، لأن الكلام عن اقتراب ملكوت الله (دولة العدل الإلهي) يوم الدينونة، فمن هم القلة المستضعفون الذين سيساقون للسجون ويعذبون من أجل اسم المسيح × غير أصحاب وأنصار المنقذ العالمي ؟ -ولنقرأ النص التالي ليتأكد لنا المعنى: «30 وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها. 32 فمن شجرة التين تعلموا المثل. متى صار غصنها رخصاً وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب. 33 هكذا أنتم أيضاً متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب. 34 الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. 35 السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. 36 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده. 37 وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان. 38 لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك 39 ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع. كذلك يكون أيضاً مجئ ابن الإنسان. 40 حينئذ يكون اثنان في الحقل. يؤخذ الواحد ويترك الآخر. 41 اثنتان تطحنان على الرحى. تؤخذ الواحدة وتترك الأخرى 42 اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم» [متى: 24]. فمجيء ابن الإنسان كما يدل هذا النص حدث أرضي - إن صح هذا التعبير - تعيشه قبائل الأرض والتشبيه بأيام نوح × إشارة بليغة لهذا المعنى. أما قوله: «الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله»، فليس معناه أنّ هذه الأحداث ستحصل في زمن حوارييه، فالمسيح × لم يرجع في زمنهم كما هو معلوم، بل يراد منه على الأرجح الإشارة إلى أنّ هذا سيحدث في عمر الأرض. وقوله: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده»، فهو دليل على أنّ المسيح لم يكن يقصد في قوله الأول: «لا يمضي هذا الجيل ..الخ» تحديد زمن معين أو التوقيت لمجيء ابن الإنسان، وعلى مثل هذا يدل قوله: «اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم»، وعلى هذا لا تبقى دلالة متيقنة لقوله الأول سوى أنه أراد الإشارة إلى أنّ الأحداث المروعة التي ذكرها ستبدأ بالحدوث بعد رفعه، وإلى أن يظهر المنقذ. -معرفة الساعة موكل إليه سبحانه: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده» [متي الأصحاح 24 العدد 36]. «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب» [مرقص الأصحاح 13 العدد 32]. الساعة: ﴿عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا﴾([15])، ولذلك تجد الكثير من القساوسة والمبشرين يوقتون ساعة القيامة الصغرى اعتماداً على نبؤات من التوراة والإنجيل، والكثير من المنجمين اليوم الذين أصبحت أبوابهم مفتوحة للتلاعب بالمواقيت والأحداث، وللأسف صوتهم مسموع ليس لعامة الشعب بل لرؤساء العالم. قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا﴾([16]). وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾([17]). وقال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾([18]). قال تعالى: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾([19]). -تذكر أشراط الساعة ويراد منها علائم القيامة: الحوادث التي تتحقق قبل القيامة، وأهمها تقويض أركان النظام السائد في الكون من الحروب (رجسة الخراب في بابل)، وخلع الحكام، والدخان، والتدهور الاقتصادي (المجاعة)، والأمراض، وتحول الأنهار إلى دم (اللون الأحمر)، وغيرها من علامات اقتراب الساعة. لكننا لا يمكن بشكل من الأشكال أن نحدد وقت بعينه من زمان ومكان محددين وجعل مصاديق لتلك الأزمنة والأمكنة مالم نأخذها من النبع الصافي وهم الأنبياء والرسل والأوصياء الذين أمرنا الله بالتمسك بهم والرجوع إليهم. روي في بحار الأنوار: عن سعيد بن جبير، قال: (استقبل أمير المؤمنين × دهقان من دهاقين الفرس، فقال له بعد التهنية: يا أمير المؤمنين، تناحست النجوم الطالعات (بالطالعات)، وتناحست السعود بالنحوس، وإذا كان مثل هذا اليوم وجب علي الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب قد انقلب فيه كوكبان وانقدح من برجك النيران وليس لك الحرب بمكان. فقال أمير المؤمنين ×: ويحك يا دهقان، المنبئ بالآثار، المحذّر من الأقدار، ما قصة صاحب الميزان وقصة صاحب السرطان، وكم المطالع من الأسد، والساعات من (في) المحركات، وكم بين السراري (السواري) والدراري. قال: سأنظر، وأومأ بيده إلى كمّه، وأخرج منه اسطرلاباً ينظر فيه، فتبسم × فقال: أتدري ما حدث البارحة، وقع بيت بالصين، وانفرج برج ماجين، وسقط سور سرانديب، وانهزم بطريق الروم بارمنية، وفقد ديّان اليهود بايلة (بابُلّة)، وهاج النمل بوادي النمل، وهلك ملك افريقية، أكنت عالماً بهذا ؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين ×: البارحة سعد سبعون أالف عالم، وولد في كل عالم سبعون ألفاً، والليلة يموت مثلهم، وهذا منهم. وأومأ بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي لعنه الله، وكان جاسوساً للخوارج في عسكر أمير المؤمنين ×، فظن الملعون أنه يقول خذوه، فأخذ بنفسه فمات. فخرّ الدهقان ساجداً. فقال أميرالمؤمنين ×: ألم أروك من عين التوفيق ؟ قال: بلي يا أمير المؤمنين. فقال: أنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك، أما قولك انقدح من برجك النيران، فكان الواجب أن تحكم به لي لا عليّ، أما نوره وضياؤه فعندي، وأما حريقه ولهبه فذاهب عني، وهذه مسألة عميقة إحسبها إن كنت حاسباً ...) ([20]). وروي في (الصراط المستقيم) في حديث مفصل مع الدهقان: (لما خرج إلى النهروان ... إلى أن قال الدهقان: ما رأيت اعلم منك إلا أنك ما أدركت علم الفلسفة. فقال ×: من صفا مزاجه اعتدلت طبايعه، ومن اعتدلت طبايعه قوي أثر النفس فيه، ومن قوي أثر النفس فيه سما إلى ما يرتقيه، ومن سما إلى ما يرتقيه تخلق بالأخلاق النفسانية وأدرك العلوم اللاهوتية، ومن أدرك العلوم اللاهوتية صار موجوداً بما هو إنسان دون أن يكون موجودا ًبما هو حيوان، ودخل في الباب الملكي الصوري وما له من هذه الغاية مغير. فسجد الدهقان وأسلم) ([21]). فالإمام علي × لما أراد المسير إلى الخوارج قال له بعض أصحابه: (إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم ... ثم أقبل × على الناس فقال: أيها الناس، إياكم وتعلم النجوم، إلا ما يهتدى به في بر أو بحر، فإنه يدعو إلى الكهانة، المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، .... إلى أن قال: سيروا على اسم الله وهونه. ومضى فظفر بمراده صلوات الله عليه) ([22]). فهذه الساعة التي لا يعلم وقتها المسيح × ولم يحدد وقتها بالضبط؛ لأن علمها بيد الله، وهو من يطلع عليها من شاء من رسله، لكن حدد لها معالم وأشراط نحن فيها اليوم وقد اقترب الموعد الحق لظهور المخلص والمنقذ العالمي، وهو من الأمة التي قال عنها عيسى × إنها الأمة التي تعطي أثماره. -ملكوت الله يُعطى لأمة أخرى: تقدم القول إنّ المسيح × ومن قبله يوحنا، بل كثير من أنبياء بني إسرائيل كانوا قد حذروا قومهم من أنّ الملكوت سينتزع منهم، ويُعطى لأمة أخرى، بعد أن فسد بنو إسرائيل وفرطوا بالأمانة الملقاة على عاتقهم، وملئوا الأرض فساداً. «42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. 43 لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره. 44 ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه» [متى: 21]. في هذا النص يخاطب عيسى × رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب اليهودي، قائلاً لهم: إنّ ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة أخرى، فمن هي هذه الأمة ؟ إذا أردنا أن نعرف من هي هذه الأمة علينا الرجوع للنصوص التوراتية والإنجيلية وعلى لسان الأنبياء والمرسلين الذي خاطبهم الإله وحدد لهم سنة وقانوناً إلهياً لا يتغير إلى الأبد، فلنقرأ النصوص ولنتعرف على المنهج الإلهي الذي من خلاله نعرف داعي الحق المنقذ المخلص العالمي حينما يظهر وقد اكتملت علامات ظهوره، فكيف نعرفه ؟؟ بعث الله الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين ليقوم الناس بالقسط، ويأمروا بالعدل، وينشروا الرحمة والشريعة وتعاليم الله سبحانه وتعالى بين الناس، وبما أنّ الرب واحد فأمره إلى رسله واحد. قال داود في مجمع الحاضرين: «أيها الرب إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب آبائنا احفظ إلى الأبد هذه النيات والمقاصد ووجه قلوب شعبك إليك» [أخبار الأيام الأول 28 - 29]. وأمر إبراهيم وإسحاق ويعقوب هو نفسه أمر داود وسليمان وموسى، فقد عهد الله إلى إبراهيم عهداً أبدياً، فقد عهد إلى آدم وأبنائه البارّين الصادقين، فكان هابيل هو البار الذي نازعه على ذلك قايين (قابيل) وقتله، ولكن الله جعلها في نسل ابن آدم الثاني، وهكذا عهد إلى اخنوخ (إدريس) ونوح وصولاً إلى إبراهيم أبي الأنبياء والمرسلين، فقد نص الله على أن يكون العهد بينه وبين نسل إبراهيم إلى الأبد، حيث خاطبه الرب قائلاً في سفر التكوين الأصحاح السابع عشر: «وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً. لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك». فاستلم من بعده إسحاق ويعقوب وصولاً إلى موسى ‡، الذي عبر ببني إسرائيل البحر وكان حقاً حاكماً عليهم، وحكم بهذا الدستور الإلهي، ومن ثم عهد إلى يوشع بن نون، وقد وضع السيف في أعدائه لإعلاء كلمة التوحيد ونشر العدل والإنصاف في ربوع الأرض، وهكذا وصولاً إلى داود وسليمان، وهذا المنهج الإلهي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار لا يسترها حجاب، فنرى هذا المنهج الإلهي واضحاً وبيناً بنصوص قطعية الدلالة، نقرأ منها على سبيل المثال لا الحصر: التثنية - الأصحاح الواحد والثلاثين: «وقال الرب لموسى هوذا أيامك قد قربت لكي تموت. أدع يشوع وقفاً في خيمة الاجتماع لكي أوصيه. فانطلق موسى ويشوع ووقفاً في خيمة الاجتماع 15 فتراءى الرب في الخيمة في عمود سحاب ووقف عمود السحاب على باب الخيمة». التثنية - الأصحاح الثالث والثلاثون: «1 وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته 2 فقال. جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلالاً من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم. 3 فأحب الشعب. جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك». الملوك الأول - الأصحاح الأول: «وقال الملك داود ادع لي صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع. فدخلوا إلى أمام الملك. 33 فقال الملك لهم خذوا معكم عبيد سيدكم وأركبوا سليمان ابني على البغلة التي لي وانزلوا به إلى جيحون 34 وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا على إسرائيل واضربوا بالبوق وقولوا ليجي الملك سليمان. 35 وتصعدون وراءه فيأتي ويجلس على كرسيي وهو يملك عوضا عني وإياه قد أوصيت أن يكون رئيسا على إسرائيل ويهوذا. 36 فأجاب بناياهو بن يهوياداع الملك وقال آمين . هكذا يقول الرب إله سيدي الملك. 37 كما كان الرب مع سيدي الملك كذلك ليكن مع سليمان ويجعل كرسيه أعظم من كرسي سيدي الملك داود». الملوك الأول - الأصحاح الثاني: «1 ولما قربت أيام وفاة داود أوصى سليمان ابنه قائلاً 2 أنا ذاهب في طريق الأرض كلها. فتشدد وكن رجلاً. 3 إحفظ شعائر الرب إلهك إذ تسير في طرقه وتحفظ فرائضه وصاياه وأحكامه وشهاداته كما هو مكتوب في شريعة موسى لكي تفلح في كل ما تفعل وحيثما توجهت. 4 لكي يقيم الرب كلامه الذي تكلم به عني قائلا إذا حفظ بنوك طريقهم وسلكوا أمامي بالأمانة من كل قلوبهم وكل أنفسهم قال لا يعدم لك رجل عن كرسي إسرائيل». وجاءت النبوءات حول جلوس المخلص على كرسي داود، وعندما جاء يسوع (المسيح) وكان استمراراً لهذا المنهج فقد نطق لسانه حقاً وصدقاً، حيث قال: «ما جئت لانقض الناموس والأنبياء بل أكمل»، وهي شهادة حقة لم يلتفت إليها القوم، ولأنّ يسوع لم يجلس على كرسي داود احتاج القوم إلى أن يعللوا ذلك بالمجيء الثاني، ونحن بلا شك لا ننكر المجيء الثاني، واستكمالاً لهذا المنهج وبعد رفع يسوع وحتى مجيئه الثاني لابد من قائد يقود هذه الأمة، فقد كان بطرس هو الوصي على هذه الأمة من بعد رفع المسيح ×، وقد تم ذكره بنص واضح جلي على أنه راعي هذه الأمة. نقرأ في إنجيل متى الأصحاح السادس عشر: «وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات». وأيضاً قال له ارعى غنمي، نقرأ في إنجيل يوحنا الأصحاح الحادي والعشرون: «فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء. قال نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك. قال له ارع خرافي. قال له أيضاً ثانية يا سمعان بن يونا أتحبني. قال له نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك. قال له ارع غنمي». وقال له أيضاً: «قال له ثالثة يا سمعان بن يونا أتحبني. فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة أتحبني فقال له يا رب أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك. قال له يسوع ارع غنمي». فكان هو الراعي والوصي على هذه الأمة من بعده، واستمرت الوصاية وصولاً إلى النبي محمد رسول الله ض، فاستمر المنهج الإلهي من بعده باثنى عشر إمام ومن بعدهم اثنى عشر مهدي، وكان أول المهديين المعزي أحمد × هو من بشر به يسوع، وذكره على أنه هو المخلص والمعزي في يوم الرب أو يوم القيامة الصغرى. - قال موسى إلى شعبه: «احفظوا في قلوبكم كلام الشريعة الذي اعدته إليكم اليوم لتوصوا به بنيكم حتى يحرصوا أن يعملوا بجميع احكامها» [العهد القديم التثنيه 32]. وجاء يسوع مكمل ما أمر به هؤلاء وهو توحيد الله سبحانه والانصياع إلى أوامره. - قال المسيح ×: «لا تضنوا إني جئت لأبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء ما جئت لأبطل بل لأكمل الحق أقوله لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد من الشريعة حتى يتم كل شي» [العهد الجديد متي 5]. فالموصي الحقيقي بتطبيق الشريعة هو الله سبحانه وتعالى، وما وصى به إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وموسى وعيسى (يسوع) هو نفسه الذي وصى به خاتم الأنبياء محمد ض. قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾([23]). ولكن لم تطبق الشريعة الإلهية على مر العصور، وكان أنبياء الله إما مصلوبين مقتولين أو مسجونين مشردين، ووعد الله وعده الحق ليظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركين. دين عيسى المسيح (يسوع) دين إبراهيم × ودين محمد وعلي والحسن والحسين ‡ وأبناءه الطاهرين، أن نعبد الله وحده لا شريك له، وأن نؤمن بكل الكتب السماوية المنزلة، أن نحب بعضنا البعض، وأن نكون إخوة في الدين، أن نحب في الله ونبغض في الله، وأن نطبق أهم ما في الشريعة العدل والرحمة، ويعم السلام على هذه الأرض. وجاء هذا اليوم الذي وعد به الله وهو يوم القيامة الصغرى، وقيام المصلح المنتظر المعزي أحمد الحسن ×, يوم الله الأكبر، اليوم الموعود، الذي يرجع فيه المسيح (يسوع) وإيليا إلى هذه الأرض. وهؤلاء الثلاثة هم من يقيم مملكة السلام على هذه الأرض. مملكة السلام: «ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقظي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أُذنيه بل يقظي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه. فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل مع الشبل ... لا يسوئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر .ويكون في ذلك اليوم أن اصل يسّى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا ...» [سفر اشعيا 11]. نصت البشارات في التوراة بأنّ إيليا سيأتي قبل يوم الرب المخوف العظيم (القيامة الصغرى)، وفي الإنجيل المسيح (يسوع) قبل عودته إلى الأرض في القيامة الصغرى يرسل رسول، وكذلك المسلمين، فقد نص القرآن وروايات أهل البيت ‡ أنّ الإمام المهدي × قبل ظهوره يرسل رسول إلى كل الناس أسمته الروايات بـ (اليماني). وبما أنّ هؤلاء الثلاثة [الإمام المهدي، والمسيح (يسوع)، وإيليا] ربهم واحد، ودينهم واحد، وأمرهم واحد وهو أمر الله لابد أن يكون رسولهم واحد. وها قد ظهر المخلص المنقذ وهو المعزي أحمد الحسن ×، وأثبت دعوته من التوراة والإنجيل والقرآن وروايات أهل البيت ‡ بمئات الأدلة والمعاجز والإخبارات الغيبية. لقد ذكر سفر المزامير أوصاف المنقذ المخلص، وماذا سيحصل على الأرض عند مجيئه، وهي كثيرة، لكن أبرزها: «ليحكم لمساكين الشعب بالحق ويخلص البائسين ويسحق الظالم (...) لأنه ينجي الفقير المستغيث به والمسكين إذ لا معين له. يشفق على الضعفاء والبائسين ويخلص أنفس الفقراء. ويحررهم من الظلم والجور وتُكرَم دماؤهم في عينيه». ولا تحتاج هذه العبارات إلى صعوبة في فهمها، فدولة الله ومملكته أرضية وليست روحية؛ لأن النبوءة تصف أمور أرضية ستتحقق، وستملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. ونحن نقول لكم بأننا في آخر الزمان، ويوم الرب قد اقترب، ولابد من ممهد للمجيء الثاني وهو بشر رسول. يقول القس انطونيوس فكري وهو أحد المفسرين للكتاب المقدس بأنّ هناك ممهداً للسيد المسيح × قبل المجيء الثاني. http://www.arabchعrch.com/commentaries/father_antonios/Matthew/17 يقول: (لاحظ أن الكتبة كان لهم معرفة نظرية بالكتاب ولكن دون روح، فيوحنا أتى كسابق وبروح إيليا فى زهده وتقشفه وشهادته للحق أمام ملوك ولكنهم لم يعرفوه فعيونهم مغلقة. فإيليا قد جاء ليس بحسب الفكر الحرفى، ولكن هناك إعداد تم بواسطة المعمدان (يوحنا) للناس فقداموا توبة إستعداداً لمجىء المسيح الأول، وسيأتي إيليا فعلاً قبل المجىء الثانى لإعداد الناس برد قلوب الآباء على الأبناء "ملاخي الأصحاح الرابع 6 قال لهم أنّ أيليا يأتى أولاً ويرد كل شيء"). ونحن نقول بأنّ إيليا المزمع أن يأتي لأن يوم الرب قد اقترب هو أحمد (يهوذا الثالث عشر ×) وهو الممهد ورسول من المسيح وهو الذي سيظهر في الشرق عند رجسة الخراب بابل (العراق). ملاخي - الأصحاح الرابع 5: «هانذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف». هذه بشارة وإنذار لكل منصف باحث عن الحق والحقيقة فلينظر إليها بعين الباحث المدقق لعله يجد ضالته، ولمن أراد المزيد يتفضل بزيارة مكاتبنا الرسمية المنتشرة في العراق وفي استراليا والسويد وكندا وأمريكا وغيرها من الدول، وليتفضل بزيارة مواقعنا في الأنترنت. والحمد لله رب العالمين.Footers
[1] - مناقب العترة، مائتان وخمسون علامة للطباطبائي: ص130.
[2] - المؤمنون: 71.
[3] - المؤمنون: 70.
[4] - يس: 30.
[5] - الأنعام 116.
[6] - هود: 40.
[7] - بحار الأنوار: ج52 ص233.
[8] - بحار الأنوار: ج52 ص233.
[9] - الغيبة للنعماني: ص133.
[10] - معجم أحاديث الإمام المهدي × - للشيخ الكوراني العاملي: ج5 ص174 – 175، الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي: ج2 ص258.
[11] - الغيبة للطوسي: ص284.
[12] - بشارة الإسلام: ص158.
[13] - النساء: 82.
[14] - تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام ورسوله محمد: ص95.
[15] - الأعراف: 187.
[16] - الأعراف: 187.
[17] - لقمان: 34.
[18] - الأحزاب: 63.
[19] - محمد: 18.
[20] - بحار الأنوار: ج40 ص167.
[21] - الصراط المستقيم - للعاملي: ج1 ص214.
[22] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج11 ص373.
[23] - الشورى: 13.