Subjects

-الإهداء

-المقدمة

-الكِـبـر:

-لماذا فشل إبليس وبلعم والسامري (لعنهم الله):

-النفاق:

-المنافق أخطر أم الكافر:

-ما للكبر والنفاق من أثر في قبول الرواية:

-كلماتٌ من التوراة:

-أهل العراق .. ومرضا الكِبر والنفاق:

-مَن قَتَلَ الحُسين ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

-هل للكبر والنفاق علاقة بقضية الإمام المهدي ع عند ظهوره ؟

-كيفية انتهاء هذين الداءين من المجتمع العراقي:


Text

إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (48) مجتمعنا بين الكبر والنفاق بقلـم الشهيد السعيد أنمار حمزة المهدي الطبعة الثانية 1433 هـ - 2012 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إلى سيدتي التي هام قلبي فيها .. إلى سيدتي التي مازالت بإذن الله تلهمني معانيها .. إلى الكريمة أم أبيها .. إلى الحبيبة .. إلى الطيبة .. إلى الأم الحنونة سيدة نساء العالمين.. زهراء آل محمد (عليها السلام) أهدي ثواب هذه الكلمات سائلاً الله عز وجل كمال عفوه وقبوله ورضاه. -المقدمة الحمد لله الذي يجيبني حين أناديه، ويستر عليَ كل عورة وأنا أعصيه، ويعظم النعمة عليَ فلا أجازيه، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، سبحان الله إن كان وعد ربي لمفعولاً، ولن يخلف الله وعده وسيجزي الله الشاكرين، وسيجزي الله المتواضعين وسيجزي الله المخلصين. وصلي يا ربِ على محمد وآله الميامين وسلم تسليماً. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ( فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً﴾([1]). وقال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾([2]). إن من الأمراض الخطيرة التي تصيب النفس البشرية فتردي بها إلى مهاوي الرذيلة والضلال والحياد عن طريق السداد في الحياة الدنيا، ومن ثم إلى مثوى جهنم وبئس المهاد في الدار الآخرة، هما مرضا (الكبر والنفاق)، وهما خصلتان مذمومتان تعتريان ابن آدم باختياره فيتقوقع بهما ويحجب نفسه عن خدمة نفسه بضمان السعادة الأبدية لها سعادة الدارين. فأما سعادة الدنيا فإشراق الأنوار وتسديد الجبار ونصرة الأطهار، وأما سعادة الآخرة .. فلا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فيا أيها المسكين، لا تبخل على نفسك وتظلمها، فإن أشد الظلم ظلم الإنسان لنفسه، وليت شعري كيف لا يكون ظالماً لنفسه من تجلببَ برداء الكبر أو النفاق حتى أُصيب قلبه وأصيبت نفسهُ بدائهما أو أحدهما. وفي هذا الكتيب بحثٌ بسيط لبعض ما جاء في ذم المتكبرين والمنافقين وما جنوه وسيجنوه إلى أنفسهم عن طريق الآيات وروايات محمد وآل محمد صلوات الله عليه وعلى آله الميامين، وربط البحث بقضية الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض)، وكذلك استعراض بسيط لبعض طرق معالجة النفس من هذين الداءين، نسأل الله أن يعصمنا منهما ومن كل مرض إنه نعم الطبيب وهو ربي نعم المولى ونعم النصير. -الكِـبـر: الكبر: هو حالة ٌ تعرو النفس تدعو إلى مجاوزة الحد في إعظامها واحتقار الغير، وبعبارة أوضح: هو استعظام النفس ورؤية قدرها فوق قدر الغير. ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾([3]). أو قل: هو عزة وتعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير واعتقاد المزية والرجحان عليه، فهو يستدعي متكبراً عليه وبه ينفصل عن العُجب، إذ العجب مجرد استعظام النفس دون اعتبار رؤيتها فوق الغير، فالعجب سبب الكِبر والكِبر من نتائجه، والكبر هو خُلق الباطن يقتضي أعمالاً في الظاهر هي ثمراته. (ما أضمر أحدكم شيئاً إلا وأظهره الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه) ([4])، وتسمى تلك الأعمال تكبراً. علاوةً على ذلك فهو داءٌ عضال في النفوس المتدنية يجلبه ابن آدم لنفسه بسبب ضيق دائرة نظره إلى نفسه، عندما يرى فيها فضيلة ليست عند غيره (ولعلّه هو يحسبها فضيلة وليست في واقعها فضيلة) متناسياً النظر إلى نقائص نفسه وكمالات الغير. ولهذا الداء عوارض مرضية نفسية كثيرة وتفرعات، بحيث يوقع صاحبه في الكثير من الرذائل المستهجنة، كالاغترار بالظلم وعدم الاحتفاء بحقوق الغير والحقد والحسد وعدم الانقياد للحق ([5]). وكيف ينقاد إلى الحق وقد طُبع على قلبه بما جناه على نفسه، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾([6]). وقال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾([7]). وإليك أيها القارئ العزيز - أعاذك الله وأعاذنا من هذا الداء ومن كل داء - بعض ما روي عن الرسول وآل بيته (صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين وسلم تسليماً) في ذم الكِبر وما يجنيه صاحبه منه في الدنيا والآخرة. قال رسول الله ص: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبر)([8]). وقال ص: (قال الله: الكِبَر ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما ألقيه في جهنم) ([9]). وقال ص: (لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم من العذاب) ([10]). أقول (وأنا أقل القائلين): إشارة رسول الله ص إلى العذاب مطلقة وليست مقيدة. وهذا واضح لمن تتبع سيرة الجبابرة. (وما أصبحوا جبابرة إلا بعد أن تكبروا، فالتجبر نتيجة التكبر). فالمتتبع لسيرتهم لا يجد أحداً منهم نجا من العذاب (الدنيوي أو الأخروي)، ففي الدنيا هو معذب في الباطن؛ لأنه غير مطمئن، ومن أين يأتيه الاطمئنان وقد فقد مصدره ومنبعه وإن تظاهر به (أي بالاطمئنان) إلا أنه في واقعه معذب من الداخل، وكذلك لا ينجو هذا المغفل من عذاب الله وانتقامه (الدنيوي المادي) وإن أمهله قليلاً، وبذلك يكون مخزياً وتلعنه الأجيال تلو الأجيال. وأما في الآخرة فيكفي قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾([11]). وعن أبي عبد الله ع إنه قال: (لا يطمعن ذو كبر في الثناء الحسن) ([12]). وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله ع، قال: سمعته يقول: (إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه) ([13]). وقال أمير المؤمنين ع: (شر آفات العقل الكبر) ([14]). وعن الإمام الباقر ع: (ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا ونقص من عقله مثل ذلك، قل أو كثر) ([15]). وهذا تأكيد من الإمام علي ع والإمام الباقر ع على أن الكبر من أعظم الحجب التي تسدل على العقل فتؤدي إلى ظُلمته، وهذا ما نلمسه يقيناً في الواقع الخارجي. وروي عن آل محمد ص إن عيسى بن مريم ع قال: (كما إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا - المكان المرتفع - كذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر ...) ([16]). وقال الإمام الصادق ع: (إن في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له (سقر) شكا إلى الله شدة حره، وسأله أن يأذن له أن يتنفس، فتنفس فاحرق جهنم) ([17]). وقال ع: (إن المتكبرين يُجعلون في صورة الذر، يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب) ([18]). وسُئل الإمام الصادق ع عن أدنى الإلحاد، فقال ع: (إن الكبر أدناه) ([19]). وهنا إشارة واضحة من الإمام الصادق ع على أن الكبر درجة من درجات الإلحاد أعاذنا الله من شر الإلحاد ودرجاته ومصاديقه. * * * -لماذا فشل إبليس وبلعم والسامري (لعنهم الله): لا يخفى لمتتبع سيرة هؤلاء ما كان لهم في بادئ الأمر من حبوةٍ ورقي، فإبليس ارتقى بعبادة الله ( حتى صار طاووس الملائكة، وبلعم ارتقى حتى حاز وعرف الاسم الأعظم (أو جزء منه) وكانت تكتب تحته أثنا عشر ألف محبرة، ورأى من آيات ربه الكبرى، ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾([20]). أما السامري فيكفي قوله تعالى حكاية عن السامري، قال تعالى: ﴿قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي﴾([21]). فالذي قبض قبضةً السامري، والمقصود بأثر الرسول هنا هو أثر جبرائيل ع. سبحان الله، فقد كُشفت له حُجب الملكوت حتى أصبح يرى ملائكة الله المقربين ويقتفي آثارهم. (فما حدا مما بدا) ؟!!! هو الداء العضال هو الذي لطالما عُصيَ به الرحمن .. هو التكبر على الانصياع والخضوع لأمر الله في أوليائه، فأما إبليس (لعنه الله) فأبى أن يسجد لآدم ع. وأما بلعم (لعنه الله) فحسد موسى ع، ومن أين أتى الحسد إلا من الكبر، فلأنه رأى نفسه خيراً من موسى ع خالف موسى ع (كما أن الحسد يتفرع من النفاق أيضاً وستأتي الإشارة إلى ذلك في موضوع النفاق). وأما السامري (لعنه الله) فلأنه حسد هارون؛ لأنه رأى نفسه أيضاً خيراً من هارون وأحق باستخلاف بني إسرائيل من بعد موسى ع (عندما ذهب إلى ميقات ربه)، فصنع لهم العجل وقذف فيه أثر جبريل ع فأصبح له خوار فقال لهم هذا ربكم قد تجلى، فأضلهم عن علم. أقول: إن الله حكيم وهو رب الحكمة، فلماذا يقص لنا قصص هؤلاء، فهم من زمن قد ولى ومضى، أيريد الله أن يعلمنا معلومات تاريخية لنتكلم بها، ولنُترف أفكارنا أم لنعتبر بها، ولأن الله سبحانه يعلم أن في كل جيل: إبليس، وبلعم، والسامري. فتأمل. * * * -النفاق: النفاق: مرضٌ من الأمراض الباطنية الخطيرة مفاده إظهار شيء للمقابل مخالف لما تحتويه السريرة من شكٍ أو شركٍ أو حسد أو حقدٍ أو كيد ..الخ، ولهذا الداء آثار سلبية تردي بالنفس إلى أبعد دركات الظلمة في جميع العوالم، أما في الآخرة فيكفي ما روي عنهم ص (ما معناه): (إن لجهنم سبع دركات، والمنافقين في الدركة السابعة). ولولا أنهم كانوا في هذه الدنيا في الدرك الأسفل من الظلمات لما أمسوا في آخرتهم في الدرك الأسفل من النار. والمُراجع للقرآن الكريم يلاحظ ما وصف به الله سبحانه حال المنافقين من الانحطاط والخزي والعار والشنار في دنياهم والعذاب المهين في أُخراهم، قال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾([22]). فظاهر الآية واضح لكل متأمل، فبعضهم أولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف؛ لأنهم منكوسوا الفطرة، لا بأصل الخلقة وإنما بما جنوه على أنفسهم وبما نسوا الله فالنتيجة أن نساهم الله، ومن نساه الله أوكله إلى نفسه، ومن وكِلَ إلى نفسه طرفة عين فقد هوى وأضل وغوى، ولذلك في الدعاء عن آل محمد ص: (اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني) ([23]). إنّ المنافقين هم الفاسقون، أي نعم هذا تأكيد من الكمال المطلق بأن صفتهم العامة والواقعية هي الفسق الباطني الذي يُحاول المنافقون إخفاءه. قال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([24]). فهؤلاء المرضى اتخذوا أيمانهم جُنة أي وقاية لهم يتظاهرون بالإيمان لما يجلب لهم الإيمان من احترام وتقدير، أو مكانة اجتماعية، أو حبوة عند فلان من الناس، فإن بان الخلاف أي عدم حصول المبتغى تكشفت السرائر عما تحتويه من الدعائر، فصدوا عن سبيل الله وكيف لا يصدون عن سبيل الله والناس تحسبهم أتقياء أُمناء فيأخذون بكلامهم ويقتدون بأفعالهم فلا يزيدونهم إلا قربة من الشيطان وبعداً عن الرحمن، وإذا ظهر من يدعو إلى الرحمن كذبوه بسفسطتهم وكلماتهم التي يحسبها الجاهل ماء وهي سراب. قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾([25]). وإليك أيها القارئ - أعاذك الله من كل نفاق - بعض ما روي بخصوص هذا الداء. قال رسول الله ص: (من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة) ([26]). وقال ص: (يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعاً لسانه في قفاه وآخر من قدامه يلتهبان ناراً حتى يلتهبان خده، ...) ([27]). وقال أمير المؤمنين ع في أحد خطبه: (... أُوصيكم عباد الله، وأُحذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون، والزالون المزلون، يتلونون ألواناً، ويفتنون افتناناً، ويعمدونكم بكل عماد، ويرصدونكم (يسدونكم) بكل مرصاد، قلوبهم دويةٌ وصفاحهم نقيةٌ، يمشون الخفاء ويدبون الضراء. وصفهم دواء وقلولهم شقاء، وفعلهم الداء العياء، حسدة الرخاء، ومؤكدوا (مولدوا) البلاء، ومقنطوا الرجاء ...) ([28]). وعن علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن حماد رفعه قال: قال الله تبارك وتعالى لعيسى ع: (يا عيسى، ليكن لسانك في السر والعلانية لساناً واحداً، وكذلك قلبك، إني أحذرك نفسك، وكفى بي خبيراً، لا يصلح لسانان في فمٍ واحد، ولا سيفان في غمد واحد، ولا قلبان في صدرٍ واحد، وكذلك الأذهان) ([29]). وقال الإمام علي ع: (نفاق المرء من ذلٍّ يجده في نفسه) ([30]). وهذا يدل على أن النفاق بصورةٍ عامة دليل على الضعف والحقارة والذلة الموجودة في باطن الشخص، قال الباقرع: (بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً، إن أُعطي حَسده، وإن أُبتلي خذله) ([31]). وهنا إشارة واضحة من إمامٍ معصوم باقرٍ لعلوم الأكوان أنه يتفرع من النفاق الحسد والخذلان. * * * -المنافق أخطر أم الكافر: بلا شك أن المنافق أكثر خطراً من الكافر، وذلك لأن الكافر واضح بيّن الكفر معروف العداء، أما المنافق فهو مستبطنٌ للعداء (والعداء على مراتب أكيداً وكُلاً بحسبه). قال رسول الله ص: (إني لا أتخوف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً، أما المؤمن فيحجره إيمانه، وأما المشرك فيقمعه كفره، ولكن أتخوف عليكم منافقاً عالم اللسان ..) ([32]). فالمنافق ظاهرهُ بديع، وباطنه شنيع. يخدع الآخرين بحسن كلامه ومظهره. قال تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾([33]). وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾([34]). ولكن ليعلم هؤلاء المرضى بأنهم إن استطاعوا خداع الناس فإنهم لا ولن يستطيعوا خداع أولياء الله وأصحاب البصيرة الذين يرون بنور الله ويَرون الناس على حقائقهم الملكوتية، وليعلم هؤلاء بأنه مهما أخفوا في بواطنهم من سوء فإن الله مبديه. قال تعالى: ﴿يحذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ﴾([35]). فليحذر من يخفي شيئاً في باطنه مخالف لظاهره، فالحذر كل الحذر؛ لأن الله مخرجه ومبديه بكلماته المباركة التي علمها أولياءه، ومخرجه ومبديه للناس بموقفٍ مُعين يضطر فيه المنافق إلى كشف سريرته من حيث يشعر أو لا يشعر. فتأمل وارجع إلى القرآن الكريم لتعرف المواقف التي أُجبر بها المنافقون للبوح بسرائرهم لساناً وعملاً. * * * -ما للكبر والنفاق من أثر في قبول الرواية: من دون شك أن للكبر والنفاق الأثر الكبير في نسبية قبول الرواية عن آل محمد ص أو ردها وتكذيبها من شخص لشخص آخر، فكلما ازدادت نسبة هذين المرضين في نفس الإنسان كلما أزداد رداً على أولياء الله ص وكلماتهم، والعكس بالعكس. أما لو خلى باطن المرء منهما تجده محباً لسماع ما يروى عنهم ص، وتجده لا يرد ما يروى عنهم حتى وإن لم يكن متأكداً من صدور الحديث عنهم ص، لا أنه لا يرده حتى يتأكد من المصادر. ولعمري إن الذي طهر باطنه من هذين الداءين الخطرين فهو أكيداً طاهر الباطن من غيرهما؛ لأن من أستطاع أن يخلص نفسه من أعظم داءين (ومنهما يتفرع الكثير من الداء) فهو قادر بعون الله ( أن يجد لغيرهما في نفسه الدواء، وإذا أصبح الإنسان طاهر الباطن فو الذي برء النسمة وفلق الحبة لا يحتاج الرجوع إلى المصادر ليعرف هل أن هذا الكلام الذي سمعه صادر حقاً عن آل محمد؛ لأنه سيعلم في باطنه هل هو منهم أم لا، فقد ورد عنهم ص بما معناه: (إن كلامنا تميل له قلوب شيعتنا). واستقراء بسيط للمجتمع كفيل بأن يُلهمك أيها القارئ الفطن هذا المعنى ..... واعلم: بأن المتكبر يقبل من الرواية ما تشتهي نفسه والمنافق لا يقبلها، وإذا أخذها فلا يأخذ منها إلا ما يوافق جبنه ومصالحه، ويؤولها على ما تشتهى رغباته. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ([36]) يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾([37]). وقال تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾([38]). وقد ورد عنه ع أن هذه من صفات المنافق .. وليعلم الفطن اللبيب أن من في قلبه كبراً أو نفاقاً فما له من المعرفة بآل محمد وأوليائهم وروايتهم نصيب، اللهم إلا القشور والظن. ﴿وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً﴾([39]). وأحب أن أقول لذوي الطهارة والعقول أن مما يندى له الجبين أن طلاب الحوزة وعلمائهم يقرون ويعترفون أن ما يتوصلون إليه من المعرفة بالأحكام الشرعية هي معرفة ظنية بنسبة (95%)، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عدم ارتباطهم بالله سبحانه وعدم مسهم لكتابه الصامت والناطق، وأنى لهم ذلك والله يقول: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾([40]). فافهم جزاك الله خيراً. * * * -كلماتٌ من التوراة: ورد في الكتاب المقدس (العهد القديم) سفر يوشع ص76 موضوع (طمأنينة باطلة): (... لا تعتمد على مكاسب الظلم فهي لا تنفعك في يوم الهلاك لا تتقلب مع كل ريح ([41]) وفي كل طريق لا تسلك بل كن ثابتاً في اعتقادك وفي كلامك صادقا ً كن حاضراً دائماً للاستماع ومتأنياً في الجواب جاوب إن كنت تعرف والأفضل فاسكت في الكلام كرامةٌ أو مذلةٌ ولسان الإنسان خطر عليه إياك أن تدعى نماماً وبلسانك مخادعاً فكما يُلحق العار بالسارق تلحق المذمة بصاحب اللسانين لا تكن مسيئاً في كبيرةٍ أو صغيرةٍ ولا تنقلب من صديق إلى عدو قبيح السمعة يرث الخزي والعار وكذلك صاحب اللسانين لا تستسلم لأهوائك فتُمزق نفسك كثورٍ هائج وتلتهم أوراقك وتتلف ثمارك فتبقى أنت كالشجرة اليابسة). وورد في نفس السِفر ص82 موضوع (الكبرياء): (لا تنقم على أحدٍ وفي كبرياء أبداً لا تتصرف الكبرياء مكروهة عند الرب والناس وكذلك ارتكاب الظلم تنتقل الممالك من اُمةٍ إلى أمةٍ بسبب المظالم والكبرياء والطمع لماذا الكبرياء والإنسان تراب ورماد ؟ بل حتى في الحياة يفسُدُ جسدُهُ المرض الطويل يهزأ بالطبيب، والملك اليوم، في غدٍ يموت والإنسان حين يموت يرث الحشرات والوحوش والدود مصدر الكبرياء الابتعاد عن الله ابتعاد القلب عن الخالق فالكبرياء مصدرها الخطيئة والمتمسك بها يفيضُ رجساً الرب يهدم عروش الحكام ومكانهم يجلس الودعاء الربُ يقتلع الأمم المتعجرفة ومكانها يغرس الأمم المتواضعة الرب يقلب بلدان الأمم ويهدمها إلى أساس الأرض ومن الناس من يُبعِدُهُم ويبيدهم ومن الأرض يمحو ذكرهم الكبرياء لم تُخلق للإنسان، ولا الغضب لبشر مولود من يستحق التكريم؟ البشر من يستحق التكريم ؟ الذين يخافون الله ومن يستحق الاحتقار ؟ البشر ومن يستحق الاحتقار ؟ الذين يخالفون الوصايا (أي وصايا الحجة على الخلق ومنها وصايا موسى وعيسى (عليهما السلام) ومنها وصايا خير الخلق محمد وآله الطاهرين ص فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ...) كما يكرم الإخوة كبيرهم يُكرم الرب الذين يخافونه مخافة الرب عزةٌ للغني والرفيع والفقير على السواء لا تجوز إهانة الفقير العاقل ولا يليق تكريم الرجل الخاطئ الحكام والقضاة والوجهاء يستحقون التكريم لكن لا أحد منهم أعظم ممن يخاف الرب العبد الحكيم يخدمه الأحرار ومن كان عاقلاً لا يتذمر لا تتقاعس عن القيام بعملك واتضع أمام الصعاب من يعمل وهو في رخاء، خير ممن يتباهى ويعوزه الخبز تواضع يا بني ولا تعتد بنفسك وأعط لها من القيمة ما تستحق المسيءُ إلى نفسه من يبرره ؟ والذي يهين نفسه من يحترمه ؟.....). * * * -أهل العراق .. ومرضا الكِبر والنفاق: المجتمعات بصورةٍ عامة لا تخلو من صفات سلبية وأمراض كثيرة، بعضها مشترك بين جميع المجتمعات وبعضها غير مشترك، وبعضها مشترك ولكن نجده متفشياً أو قل موجوداً بكثرة في بعضها وبقلة في البعض الآخر، والمُلاحظ عند مراجعة تاريخ العراق نجد أن هناك مرضين لا يكادان ينفكان من هذا المجتمع في جيلٍ من الأجيال. ألا وهما (الكِبر والنفاق). وهذا لا يعني عدم وجود أمراض أُخرى ولكن المعنى هو شيوع هذين المرضين وعدم انفكاكهما من أبناء هذا البلد. وسبحان الله والحمد لله على إي حال كم وكم لاقى أولياء الله ( في هذا البلد ممن لوثوا فطرتهم ونفوسهم بهذين الداءين، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر ما لاقاه وعاناه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع منهم، وخير شاهد على ذلك كلامه سلام الله عليه، وإليك أيها القارئ بعضُ كلامه ع. قال أمير الهدى ع مخاطباً أهل العراق: (... وأعظكم بالموعظةِ البالغة فتتفرقون عنها، وأحضكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر قولي حتى أراكم متفرقين أيادي سبا ([42]) ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم ... أيها القوم الشاهدة أبدانهم، الغائبةُ عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أُمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشام ([43]) يعصي الله وهم يطيعونه .. يا أهل الكوفة، منيتُ منكم بثلاث وأثنين ! صمٌ ذَوو أسماع، وبكمٌ ذَوو كلام، وعميٌ ذَوو أبصار. لا أحرار صدقٍ عند اللقاء، ولا إخوان ثقةٍ عند البلاء ! تَرِبت أيديكم ! يا أشباه الإبل غاب عنها رُعاتها ! كُلما جُمِعت من جانبٍ تفرقت من آخر ...) ([44]). وقال ع في إحدى خطبه الشريفة: (فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يُرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَونَ ولا تَغزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارةُ القيظ أمهلنا ينسلخ عنا الحر، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قُلتم هذه صِبارَةُ القُر أمهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فراراً من الحر والقُر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر ..) ([45]). وليت شعري ما عُصي ابن أبي طالب وما خذله أهل العراق إلا من حَسيكة الكِبر والنفاق. ولو تأملنا تأملاً بسيطاً في تأريخنا وواقعنا المعاش حالياً لعلمنا وعن يقين (بتوفيق الله) أنه ما ظهر مصلحٌ قط أو ولي يدعو إلى سبيل الرحمن في العراق إلا وأجابِوه بالتكذيب والخذلان من أهل العراق إلا نادراً، وما كان ذلك إلا لما تحتويه سرائر ونفوس أبناء هذا البلد من كِبر ونفاق وآثارهما. نسأل الله العلي القدير الرحمن الرحيم صاحب اللطف الكبير أن يُطهر أبناء هذا البلد من كل مرض إنه نعمَ الطبيب ولا يُغير الله ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم. * * * -مَن قَتَلَ الحُسين ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! قتلته نفوس مُلئت كِبراً ونفاقاً. قتله يزيد (لعنه الله)؛ لأنه تكبر على الخضوع لأمر الله وأمر رسوله ص باستخلاف وتمكين آل محمد الحكم والقيادة ... قتله شبت بن ربعي، المجتهد العالم التارك لعلمه ... قتله شريح القاضي، قاضي قضاة الكوفة وأشباههما؛ لأنهم أفتوا بقتله وهم يعلمون وعن يقين أنه هو الحق ولاحق غيره، وسبق وأن بايعوه من قبل ولكن لما اشتد الوطيس ظهرت حسيكة النفاق فخذلوه ويا ليتهم خذلوه ولم ينصروه، لا بل أفتوا ليزيد المخمور وجوزوا بقتل الإمام ع، وما كان ذلك إلا خوفاً من يزيد (لعنه الله) وحسداً للحسين ع؛ لأنه إن وِلِيَ دفة الحكم فسوف تنهدم مرجعياتهم وعروشهم التي ضمنها لهم يزيد (شارب الخمر قاتل النفس المحترمة). واعلم أيها القارئ: إن أشد الحسد الحسد بين العلماء، كما أخبر بذلك الرسول محمد سيد الأنبياء. فهم خافوا وطأة يزيد؛ لأنهم منافقون، وحسدوا الحسين؛ لأنهم منافقون، والناس تحسبهم عباداً صالحين مصلحين .. قتله أهل الكوفة، فبعد أن بعثوا إليه آلاف الرسائل خذلوه عند قيامه ونصروا شبث بن ربعي وشريح القاضي وعلماء الضلالة (غير العاملين الذين يصمتون دهراً وينطقون كفراً). فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ لأنهم كأسيادهم، والأعمى إن قاده أعمى وقع الاثنان في حفره كما قال عيسى بن مريم (عليهما السلام)، والمنافق إن قاده منافق وقع الاثنان في التيهان، وحسبهم جهنم يصلونها وبئس الورد المورود. * * * -هل للكبر والنفاق علاقة بقضية الإمام المهدي ع عند ظهوره ؟ من دون تردد وتشكيك إن هناك علاقة وعلاقة قوية، ولكن هذه العلاقة ليست ودية بطبيعة الحال بل هي العلاقة التي لا تنفك مع نبيٍ من الأنبياء أو وليٍ أو وصي، علاقة التكذيب والخذلان، ويكفي الرجوع إلى سنة الأولين لنلاحظ ما عاناه حملة الرسالة الإلهية من أعدائهم حملة الكبِر والنفاق. وبما أن التاريخ يعيد نفسه وهذه سنة الله (ولن تجد لسنة الله تحويلاً) (ولن تجد لسنه الله تبديلاً) ففي كل عصر موسى القائم بأمر الله، وفرعون المتكبر على أمر الله، والسامري وبلعم بن باعوراء علماء النفاق الحسدة. فيكفي من خلال القاعدة التي وضعها الله سبحانه في القرآن الكريم والتي نطقها قرآنه الناطق رسول الإنسانية البشير النذير محمد ص حيث قال: (يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) ([46]). قال تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ﴾([47]). نستنتج بأن الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) إذا ظهر أمره وبانت رسله تكبر المتكبرون عن الانصياع لأمره ع، وظهرت سرائر أشباه السامري وبلعم وشبثٍ وشريح بالتكذيب والخذلان .. ولعل قائلاً يقول إن هذا استنتاج !!!! ولعلك مخطئ فيه. فأقول: يكفي بحد ذاته هذا الاستنتاج؛ لأنه مأخوذ من قاعدة شهد بها القرآن الصامت ونطق بها القرآن الناطق، وليس استنتاجاً أو استنباطاً من قواعد يقول عنها القوم أنها عقلية وضعتها العقول الناقصة أو مفاهيم أُصولية جعلها القوم خيراً من كتاب الله ( وسنة نبيه ص، ولكني لا أكتفي بهذا الجواب فأنقل لك أيها القارئ بعض ما روي عن أهل البيت ص فيما سيلاقيه الإمام ع من حملة الكبر والنفاق ولاسيما في بلد العراق. عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما أستقبله رسول الله ص من جُهال الجاهلية، فقلت: وكيف ذلك ؟ قال: إن رسول الله ص أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأولون عليه كتاب الله ويحتج عليه به، ثم قال ع: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر) ([48]). ولم أجد تعليقاً شافياً على هذه الرواية كما وجدته في كتاب العجل (للسيد أحمد الحسن)، وأنقله نصاً ولا أجرؤ أن أضيف عليه، وكيف لي أن أضيفَ على كلماتٍ هي رشحةُ فيض من إمامٍ معصوم علمها مبعوثاً مجهولاً في الأرض معروفاً في السماء طوبى له وحُسن مآب، وسيعلم أهل الأرض جميعاً عما قريب ماذا يعني (أحمد الحسن). ولا أقول من هو أحمد الحسن؛ لأنه لا يتسنى لهم حتى من بعد الندامة معرفة حقيقته الطاهرة، ولكنهم سينزفون الحسرات ويعضوا أصابع الندامة لخذلانهم إياه، وإنَّ غداً لناظره لقريب إن شاء الله تعالى. ولعل التعليق طويل ولكني سأذكر منه طرفاً ومن أراد المزيد فليراجع كتاب (العجل) [49]التعليق: (الذين يتأولون عليه القرآن ليس عامة الناس قطعاً، ولكن هؤلاء علماء غير عاملين يظنون أنهم بتحصيلهم للقواعد الاستقرائية والعقلية قد أحاطوا بالعلم كله، فهم لا يرون شيء من العلم عند من سواهم، وهذا التكبر يمنعهم من الانقياد للإمام المعصوم ع وقبول علومه الإلهية، فيردون عليه ويتأولون القرآن عليه ويتهمونه بالسحر والجنون، التهمتان اللتان لا تكادان تفارقان نبي من الأنبياء ص، ومن هنا فإن عِلم الإمام ع وحده لا يعالج فتنة هؤلاء العلماء غير العاملين؛ لأنهم لا يسلمون له ولا يقبلون علومه كما هو واضح في الرواية، فيكون العلاج هو فضح هؤلاء العلماء غير العاملين على رؤوس الأشهاد وبين عامة الناس كما فعل رسول الله ص وعيسى ع مع علماء اليهود. وعندما يرى الناس عدالة الإمام ع سواء في الأُمور المالية كقسمة أموال الصدقات بين الفقراء بالسوية وزهده ع في ملبسه ومأكله ومشربه أم باهتمامه بأحوال المجتمع الإسلامي وإخلاصه في العمل لله سبحانه، ثم يقارن الناس سيرة هذا الإمام العادل المهدي ع بسيرة أُولئك العلماء غير العاملين، فهم على سبيل المثال يأتيهم مسكين أطفاله جياع ثيابهم ممزقه يطلب منهم دراهم ليسد رمقه فيقولون له إئتنا بمُعَرِف لكي نعطيك، بربكم هل سمعتم أو قرأتم أن محمداً ص أو علياً ع أو أحد الأئمة قال لفقير إئتني بمعرف لكي أعطيك ؟! ثم أين هم هؤلاء المُعَرفين ؟ وكم هم ؟ ومن أين لهذا المسكين بأحدهم؟! والحال أن طلبة الحوزة العلمية يحتاجون إلى سلسة معَرفين، بل إن المتقي من طلبة الحوزة لا يهتدي إلى سبيل ليُعَرف نفسه عندهم؛ لأن معظم المعرفين متكبرين وفسقة ومستأثرين، ومن اتصل بهم بأموال الصدقات والضلالة لا تجتمع مع الهدى فلا يهتدي في الغالب إلى هؤلاء المعرفين إلا متملق أو خسيس طالب دنيا والطيور على أشكالها تقع، فبربك كيف أمسى الخسيس الوضيع يُعَرف التقي الشريف، وكيف أمسى الذئب راعياً للغنم، وكيف أمسى ابن آوى المؤتمن، وكيف أمسى الجاهل السفيه يُعَرف العالم الفقيه ؟! أألله أذن لكم بهذا أم على الله تفترون ؟! بربكم هذه هي سيرة السجاد ع الذي كان يحمل الطعام في ظلام الليل ويدسه تحت رأس الموالف والمخالف، أم هي سيرة محمد ص والأئمة ص الذين كانوا يعطون حتى المؤلفة قلوبهم وكانوا يرحمون الفقراء واليتامى، وربما سقطت الدمعة من عيني علي ع قبل أن تسقط من عين أرمله أو يتيم، وربما خرجت الزفرة والحسرة من صدر محمد ص قبل صدر الفقير، كان محمد ص وعلي ع والأئمة يجوعون ليشبع الفقراء، ويعطون البعيد قبل القريب، لقد أنتشر الإسلام بأخلاق هؤلاء القادة العظام لا بالمصطلحات الفلسفية .....) انتهى. وروي عن أبي عبد الله ع أنه قال: (إذا خرج القائم ع خرج من هذا الأمر من كان يُظن أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر) ([50]). وهذا يدل على خروج كثير من الشخصيات التي يظنها الناس أنها تنصر الإمام ع من نصرته، ودخول الكثير ممن لا خلاق لهم (كم تصفهم روايات أُخرى) وممن لا يتصفون بالتدين في نصرة الإمام المهدي ع بعدما مَن الله عليهم بالهداية لمعرفة الإمام والتمهيد له ونصرته عند قيامه. والمتمعن في هذه الرواية وكل الروايات التي تشير إلى محاربتهم وخذلانهم للإمام ع. هؤلاء الذين يظنهم الناس أن فيهم خيراً وأنهم ينصرون الإمام ع إنما يفهم من خذلانهم إياه ما كانت تحتويه سرائرهم من ظُلمةٍ مخفيه بظاهرٍ براق، وبما أن هؤلاء قد خالفت سرائرهم علانيتهم فهم منافقون أكيداً وحاشا لله وهو العادل الرحمن الرحيم من أن يرزقَ قوماً سوء العاقبة إلا بما اجترحوا على أنفسهم وبما كانت تحويه سرائرهم من أمراضٍ كانت مخفية على قومٍ لا يعلمون، أو قل قوم يتجاهلون. وعن أبي عبد الله ع، قال: (إن أمير المؤمنين ع لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها: ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه ص، والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سباقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا، والله ماكتمتُ وسمة، ولا كذبتُ كذبة، ولقد نبئتُ بهذا المقام وهذا اليوم) ([51])، ([52]). ولا يخفى على اللبيب وعلى غير اللبيب ما عاناه الرسول ص في بداية ظهوره وإشعاع نوره من حملة الكبر والنفاق، وهنا شهادة من أمير المؤمنين وإمام العارفين ع بأن الهيئة تُعاد نفسها والبلية تعاد هي هي عند ظهوره (مكن الله له في الأرض)، ولكن ليعلم كل من في نفسه كبر أو نفاق ولم يطهر نفسه منهما ولم يعد العدة لنصرة ولي الله قبل قيامه ولم يجتهد في معرفة أولياءه والممهدين له ليعلم أنه مقتول عند قيامه (مكن الله له في الأرض). في حديثٍ عن بشر النبال، قال: (قلت لأبي جعفر (الإمام الباقر) ع: إنهم يقولون إن الإمام المهدي ع لو قام لاستقامت له الأمور عفواً، ولا يهريق محجمة دم. فقال: كلا والذي نفسي بيده، لو استقامت لأحد لاستقامت لرسول الله ص حين أُدميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده، حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق. ثم مسح جبهته) ([53]). وأخرج الشيخ في الغيبة بسنده عن أبي بصير، عن أبي جعفر ع، قال: (إذا قام القائم ع دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة حتى يبلغ أساسها ويصيرها عريشاً كعريش موسى، وتكون المساجد كلها جماء لا شرف لها كما كانت على عهد رسول الله ص، ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً، ويهدم كل مسجد على الطريق، ويسد كل كوة إلى الطريق، وكل جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق، ويأمر الله الفلك في زمانه فيبطئ في دوره حتى يكون اليوم في أيامه كعشرة من أيامكم، والشهر كعشرة أشهر، والسنة كعشر سنين من سنيكم. ثم لا يلبث إلا قليلاً حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة عشرة آلاف، شعارهم: يا عثمان يا عثمان، فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه، فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد، ثم يتوجه إلى كابل شاه، وهي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها، ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره، ويبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب) ([54]). سبعين قبيلة من قبائل العرب. ويشير سماحة السيد الصدر (قدس سره) إلى سببية كثرة القتل، فيقول: (... ولكننا إن لاحظنا المقتولين في هذه الحملة وجدناها موجه ضد أولئك الفاشلين في التمحيص الذي كان جزءاً رئيسياً من التخطيط العام لما قبل الظهور. فكل من تطرف نتيجة للتمحيص إلى طرف الباطل يكون الآن مقتولاً لا محالة، ولذا نسمع من هذه الأخبار أنه ع يقتل أعداء الله، ويقتل كل منافق مرتاب، وأنه لا يستتيب أحداً، وأنه يقتل قوماً يرفضون ثورته ويقولون له أرجع لا حاجه لنا ببني فاطمة، وكل هؤلاء هم الفاشلون في التمحيص السابق على الظهور، ولا تنفع هذا الفاشل توبته بين يدي المهدي ع ولا يستتيبه أي لا يطلب منه التوبة ولا يسمعها منه. وقد سبق أن سمعنا عن الإمام المهدي ع نفسه أنه قال فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة، ولا تنجيه من عقابنا ندم على حوبة. ولعل هذا المقصود من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً .. ﴾) ([55]). * * * -كيفية انتهاء هذين الداءين من المجتمع العراقي: يتم ذلك انطلاقاً من مبدأ لو أن كل امرئٍ طَهر نفسه لطهر المجتمع، وهذا شيء واضح؛ لأن المجتمع ما هو إلا عبارة عن مجموعة أفراد. فعلى كل فرد منا أن يسعى من أجل تطهير نفسه ومعالجتها من هذين الداءين، كما أننا لا نتأخر إذا أُصيبت أجسامنا المادية بمرض معين حتى لو كان بسيطاً فترانا لا نتأخر في مراجعة الطبيب وأخذ العلاج المناسب، فما لنا لا نبخل على أجسامنا ونبخل على أنفسنا، وإن حقائقنا في نفوسنا لا في أجسامنا، وصدق أمير المؤمنين في قوله: يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ فكل إنسان يسعى أن يعالج جسمه ولا يسعى لمعالجة نفسه فليعلم أنه قد نزل نفسه إلى مرتبة البهائم وأضل سبيلاً ﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾([56])، وذلك هو الخسران المبين أن يحوّل ابن آدم نفسه إلى بهيمة وهو الذي خلقه الله إنساناً وفضله على كثير من خلقه تفضيلاً .. وأود أن أنقل إليك أيها القارئ الحبيب بعض القواعد العامة أو قل الخطوط العريضة في كيفية التخلص من هذين الداءين: التفكر دائماً في سنن الأولين وما جناه الذين تلبسوا بالكبر والنفاق على أنفسهم من خزي في الدنيا وعذابٍ في الآخرة، وقبالهم ننظر ما جناه المتواضعون والمخلصون من عزٍ في الدنيا ونعيم في الآخرة. مراجعة الكُتب الأخلاقية والتَمعن جيداً في ما ورد عن أهل بيت العصمة ومعدن الرحمة من ذم ونهي، ومعالجة لمرضي الكِبر والنفاق، والتمعن جيداً فيما ورد عنهم ص من أمرٍ ومدحٍ وثناء لملكتي التواضع والإخلاص. هنالك طرق عملية للتخلص من هكذا أمراض وردت في بعض الكتب الأخلاقية: كجامع السعادات للشيخ (محمد مهدي النراقي)، ولاسيما فيما يخص مرض الكبر فأنصح بقراءتها وممارسة تطبيقها. محاسبة النفس في اليوم ولو مرة واحدة قبل النوم كما ورد عنهم ص، ويستحسن التذكر فيما عمِلتَه، فإن كان فيه كبر أو نفاق فالاستغفار والتوبة، وإذا لم تجد فالحمد والثناء، وفي كلا الحالتين أنت لا تزداد إلا طهارة ورقياً. فإن لم تستطع ففي كل يوميين، فإن لم تستطع فبالأسبوع مرة تجلس مع نفسك وتحاسبها على أعمالها خلال هذا الأسبوع. تذكر الموت دائماً واعلم إنه لن ينفع كِبر أو نفاق، وإنما الذي ينفع في الدنيا والآخرة هو تواضع، فالتواضع للآخرين وقبول نصائحهم والإخلاص لرب الأرباب هو العز بعينه، فمن تواضع لله رفعه كما ورد عنهم ص. وحاول أن تُعَلم نفسك أن تفعل أشياء ترضي الله تجعلها بينك وبينه سبحانه. تجنب الأسباب المؤدية لهما، كالعُجب بالنفس فهو من مقدمات الكبر، وتجنب الكذب؛ لأنه من مقدمات النفاق. قال رسول الله ص: (الكذب يؤدي إلى النفاق) ([57]). وكذلك من الأسباب والأمراض التي تؤدي إلى النفاق (المراء والخصومة)، والمراء: هو المراوغة على الآخرين في الكلام بحيث يسعى صاحبه إلى إظهار أخطاء المقابل لإحراجه أمام الآخرين وليُثبت أمام الآخرين مدى جدارته أو علمه. قال رسول الله ص: (إياكم والمراء والخصومة فإنهما يميتان قلوب الإخوان وينبتان في القلب النفاق) ([58]). وهكذا فإن تجنُب الأسباب والابتعاد عنها تنجيك من شرها (لأنها بطبيعة حالها أمراض باطنية أيضاً)، وكذلك تنجيك من شر نتائجها (الكبر والنفاق). المداومة على ذكر الله سبحانه، فذكره سبحانه شفاء، وتلاوة آياته والمداومة على الدعاء بالأدعية الواردة عن الأئمة ص، فلها الأثر البالغ في صقل النفوس وتطهيرها، هذا إذا كان الدعاء مصحوباً بشيء من الحضور القلبي. هذا وأستغفر الله ربي لي ولإخوتي الأنصار ولك أيها القارئ الكريم، وأسأل الله سبحانه بحرمة وحق ومظلومية آل محمد ص أن يجعلنا من عباده الطاهرين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الميامين وسلم تسليماً. أقل الأنصار أنمار حمزة المهدي
Footers

[1] - نوح: 5 – 7.

[2] - المنافقون: 1.

[3] - ص: 75 – 76.

[4] - بحار الأنوار: ج65 ص316.

[5] - مستل من كتاب طب الأئمة وكتاب جامع السعادات بتصرف.

[6] - غافر: 35.

[7] - الأعراف: 146.

[8] - جامع السعادات: ج1 ص302.

[9] - جامع السعادات: ج1 ص302.

[10] - جامع السعادات: ج1 ص302.

[11] - النحل: 29.

[12] - بحار الأنوار: ج70 ص234.

[13] - الكافي: ج2 ص122 ح2.

[14] - مستدرك الوسائل: ج12 ص29.

[15] - بحار الأنوار: ج75 ص186.

[16] - بحار الأنوار: ج14 ص307.

[17] - جامع السعادات: ج1 ص303.

[18] - مستدرك سفينة البحار - للنمازي: ج9 ص13.

[19] - الكافي: ج2 ص309 ح1.

[20] - الأعراف: 175.

[21] - طه: 96.

[22] - التوبة: 67.

[23] - الصحيفة السجادية: ص145، دعاء رقم (75)..

[24] - المنافقون: 2.

[25] - المنافقون: 4.

[26] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج12 ص259.

[27] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج12 ص258.

[28] - بحار الأنوار: ج69 ص177.

[29] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج12 ص258.

[30] - ميزان الحكمة - للريشهري: ج4 ص3338.

[31] - الكافي: ج2 ص343 ح2

[32] - ميزان الحكمة - للريشهري: ج4 ص3341.

[33] - البقرة: 14 – 15.

[34] - البقرة: 204.

[35] - التوبة: 64.

[36] - الراسخون في العلم هم آل محمد  خاصة كما ورد عنهم في عشرات الروايات.

[37] - آل عمران: 7.

[38] - البقرة: 85.

[39] - النجم: 28.

[40] - الواقعة: 79.

[41] - التقلب مع كل ريح من صفات المنافق

[42] - قالوا: إن (سبا) هو أبو عرب اليمن، كان له عشرة أولاد، جعل منهم ستة يميناً وأربعة شمالاً ثم تفرق الأولاد شر التفرق.

[43] - أي: معاوية (لعنه الله).

[44] - نهج البلاغة: ص142 - خطبة (97)، تحقيق صبحي الصالح.

[45] - نهج البلاغة: ص70 - خطبة (27)، تحقيق صبحي الصالح.

[46] - عيون أخبار الرضا (: ج2 ص218.

[47] - الانشقاق: 19.

[48] - غيبة النعماني: ص308.

[49] - للسيد أحمد الحسن، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[50] - غيبة النعماني: ص332.

[51] - وهو يوم ظهوره وسطوع نوره.

[52] - الكافي: ج1 ص369 ح1.

[53] - غيبة النعماني: ص294.

[54] - الغيبة - الشيخ الطوسي: ص475.

[55] - تاريخ ما بعد الظهور: ص398.

[56] - الأعراف: 179.

[57] - عيون الحكم والمواعظ - الليثي الواسطي: ص29.

[58] - الكافي: ج2 ص300 ح1.