Subjects

-الإهداء

-تقديم

-1. الرد على مقدمة الرسالة

1. 1. الرد على اتهام الأنصار

2. 1. الاستخارة والرؤيا وسلاح المكذب بهما

1. 2. 1. الاستخارة في الدين الإلهي

2. 2. 1. الاستخارة في الدين الإلهي كطريق لمعرفة الحجة على الخلق

3. 1. الرؤيا دليل على تشخيص حجة الله في القرآن وفي الروايات

4. 1. شبهة وجوابها: هل القرآن أقر فعل (يعقوب) لأن الرؤيا هي من معصوم (يوسف)

5. 1. إقرار رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنّ الرؤيا طريق إيمان وطريق تشخيص حجة الله

6. 1. سلاح المكذبين بالرؤيا: الاستهزاء أو ادعاء الرؤيا المخالفة كذباً وزوراً.

1. 6. 1. شبهة وجوابها: (تناقض الرؤى) إذا تناقضت رواية شخصين لرؤى يدعون رؤيتها ؟

2. 6. 1. دليل قطعي آخر: (موافقة الرؤى لدليل النص اليقيني):

3. 6. 1. القانون الإلهي لمعرفة حجة الله

4. 6. 1. تطبيق القانون على الإمام أحمد الحسن ع

5. 6. 1. تواتر معنى الوصية

6. 6. 1. محفوفية الوصية بالقرائن

7. 6. 1. كذبة السند

-2. القائم في زمن الظهور (جواب س1)

2.1. الحجج (عليهم السلام) كلهم قائم

2.2. المهدي الأول ع قائم والمهديون عليهم السلام قوام:

-3. دور الإمام المهدي ع ودور المهدي الأول ع في زمن الظهور (جواب س3)

-4. دابة الأرض في زمن الظهور (جواب س4)

1. 4. دابة الأرض إنسان وهو في الرجعة علي ع

2. 4. في زمان الظهور المقدس أيضاً هناك دابة تكلم الناس

3. 4. قيام القائم قبل الرجعة

4. 4. إذن لدابة الأرض مصداقان: في الرجعة هو علي ع، وقبله قيام القائم ع هو المهدي الأول.

5. 4. شبهة وجوابها: (الرجعة قبل أو في زمن الظهور المقدس).

-5. شبهة نقص القرآن (جواب س 5)

1. 5. تنبيه 512. 5. أين قال الإمام ع أنّ هناك نقص في القرآن ؟!

3. 5. شبهة وجوابها: (القول بالتحريف لا يعدو القول بالنقصان ...)

4. 5. مثال من النقصان والزيادة في المصاحف الموجودة حالياً والمقبولة عند المسلمين

5. 5. فتوى السيستاني وفتوى الخامنئي بجواز قراءة القرآن بالقراءات المختلفة

-6. الصيحة أو النداء (جواب س6)

1. 6. أين يكون النداء أو الصيحة، ومن المنادي ؟

2. 6. من الذي يسمع الصيحة، وهل يسمعها كل شخص ؟

1. 2. 6. ما هي هذه السماء إذن التي ليست سماء هذه الأرض ؟

2. 2. 6. شبهة وجوابها: هل كل إنسان سيسمع الصوت ؟

1. 2. 2. 6. لا يوجد دليل على أن كل شخص سيسمع النداء بل الدليل خلافه.

2. 2. 2. 6. الدليل العقلي على استحالة أن يسمع كل شخص النداء.

3. 2. 2. 6. النصوص التي ألفاظها عامة ليست قطعية الدلالة على إرادة العموم الاستغراقي.

4. 2. 2. 6. توجيه النصوص الدالة على العموم

5. 2. 2. 6. رواية فيها بيان أنّ سماع الصوت في الأرض ليس عاماً.

6. 2. 2. 6. مسك الختام وفصل الخطاب.

3. 6. شبهة وجوابها: كيف يكون النداء علامة وحجة إذا لم يسمعه كل شخص ؟

4. 6. مضمون الصيحة من السماء هو: (اسم القائم واسم أبيه ع وكنيته).

5. 6. ما هي الفائدة من النداء، وكيف يمكن أن يعرف القائم بمجرد سماع اسمه ؟

-7. تشخيص السفياني (جواب س7)

-8. حل مسألة رياضية دالة زيتا لريمان (جواب س8)

1. 8. ما هي حجية حل مسألة رياضية أو علمية أكاديمية عموماً ؟

1. 1. 8. تمهيد: (ما الحكمة والهدف من حل مسألة معينة دون غيرها من المسائل؟).

2. 1. 8. كيف سيكون الحل المفترض ؟

3. 1. 8. شبهة: هل حل مسألة علمية مستعصية كمسألة ريمان يعتبر آية ومعجزة؟

2. 8. شبهة: هل يعلم المعصوم ع جميع العلوم الدنيوية اعقدها وابسطها ؟

3. 8. شبهة وجوابها: (حل مسألة علمية يعتبرها من طلبها معجزة ...)

1. 3. 8. هل المعجزة دليل وهل حصولها واجب.

2. 3. 8. المعجزات التي تؤيد الدعوة اليمانية ملزمة للجميع وهي كثيرة وموثقة.

3. 3. 8. المعجزة الشخصية والمعجزة الاقتراحية.

4. 8. الإمام أحمد الحسن ع يطرح مجموعة مواضيع علمية للنقاش والمناظرة.


Text

إصدارات أنصار الإمام المهدي ع / العدد (180) دلائل الصدق ونفض غبار الشك توضيحاً لبعض أدلة الدعوة اليمانية المباركة وتجليتها بنفض غبار بعض الشبهات المثارة الدكتور توفيق المغربي الطبعة الأولى 1434 هـ - 2013 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إليك يا ابن الطاهرين سلام الله عليك وعليهم أجمعين ... إليك يا من ابتلي بشر الطواغيت الذين عرفهم تاريخ البشرية ... وأكبر الظالمين وأدهى الكذابين واعتى العتاة ... -تقديم: بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. صدقت روحي لك الفداء وأنت الصادق ابن الصادقين ص لما قلت: [لقد ابتلي أمير المؤمنين علي ع بمعاوية بن هند (لعنه الله)، وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي أبي علي بن أبي طالب ع، ولكن بسبعين معاوية (لعنه الله)، ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل، والله المستعان على ما يصفون]. لقد حارب معاوية (لعنه الله ) جدك علي بن أبي طالب ع بسلاح الكذب والافتراء والبهتان، حتى صدَّق أهل الشام بأنّ علياً لا يصلي (وحاشاه صلوات الله عليه)، وها هم اليوم سبعون معاوية يكذبون عليك ويتبعهم ألوف كلهم يحاربونك بسلاح الكذب والافتراء والبهتان لما لم يجدوا ما يردون به ما قدمت من أدلة وبراهين ساطعة جلية. إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل. هذه مجموعة أسئلة وشبهات طرحها شخص فارسي باسم "شرفين" من إيران، وترجمها أحد الأنصار حفظه الله، ورغم أنّ أغلبها موهونة وضعيفة وسبق أن رد عليها الإمام أحمد الحسن ع وفصل القول فيها الإخوة الأنصار في ما كتبوه ونشروه، فقد شاء الله أن اكتب هذا الجواب - محاولاً تجنب التفصيل الممل والاختصار المخل -، وقد جمعت فيه ما تفضل به سبحانه وتعالى عليّ أنا العبد الجاهل قليل العلم والعمل ما فهمته من كلام الإمام أحمد الحسن ع وكلام أنصاره العلماء ذوي الفضل والسبق. وأسال الله سبحانه وتعالى أن ينفع به السائل وكل من يصله الجواب، واستغفر الله عن التقصير والقصور، واعتذر لخليفة الله عن كثرة الاعتذار، ولكن هذا حالي وأنت مطّلع عليه وأنا مقر بقصوري وتقصيري. المذنب المقصر: توفيق المغربي نص ترجمة السؤال للعربية: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين. ملاحظة: أصل المشاركة كُتِبَت في المنتدى الفارسي لأنصار الإمام المهدي أتباع الوصي أحمد الحسن عليهما السلام. الاسم: شيرفين البلد: إيران السيد أحمد إسماعيل: منذ فترة وأنا أبحث في أدلتكم. في بداية الأمر كنت معجب بكم ولكن كل ما قرأت ودققت توصلت إلى أنّ هناك أموراً غير واضحة بل غير مقبولة. من ضمنها عملت استخارة بالطريقة التي أشرتم إليها، ومرات عديدة كانت غير جيدة، وكم مرة رأيت رؤيا أنك غير صادق. فترة طويلة كنت متتبع خطوات بعض الأنصار لكني لم أرَ من أغلبهم غير الكذب والتدليس وعدم الالتزام بالتقوى. على كل حال بما أنّ معاملة الأتباع لا أراه دليلاً على صدق أو كذب المدعي، لذلك أريد طرح أسئلة حتى أختم هذا الملف الذي فتحته منذ فترة وأرجو الإجابة. 1- في سيرتك الذاتية أشرت على كم مورد واستنتجت أنّ لفظ القائم يشير على شخصين .... نفترض إنا قبلنا بهذا. أتباعك يخصونك بالقائم الذي يملئ الدنيا قسطاً وعدلاً، وأساساً بعد فترة عرفوك بقائم آل محمد دون غيرك. هل أنت كذلك على هذه العقيدة، أو أنك ترد بعض ما يقولونه الأنصار ؟ 2- بما أني لا اعتقد بالفقهاء ولست من أهل التقليد، لكن هناك مورد لاحظته، وهو: لماذا سهمك الحاد غالباً موجه إلى الفقهاء ولاسيما فقهاء الشيعة، في حال فقهاء السنة إن لم يكونوا أسوأ فهم ليس أفضل أيضاً. والسؤال الأهم: لماذا تعاملكم بالنسبة لآل صهيون متآخي؟ برأيكم أنّ هذه الفئة أي آل صهيون إن لم يسبقوا الفقهاء بالظلم والجور ليسوا أقل منهم كذلك، تعاملكم بالنسبة لهم أليس بعجيب ؟ 3- ما هو السبب الذي أتباعك يحاولونه وهو يصورونك صاحب الدور الرئيسي والأهم؟ وأي دعوة هذه تكون أخذ البيعة للحجة لكن عملياً يصورون دورك الأهم، وبهذا الحال لم يبقَ أي مكان للحجة وحتى أكثر الألقاب يطلقونها عليك. هل عندك علم بهذا أم أنك ترفض هذا القول وتبرئ ممن يقول هذا من أنصارك ؟ 4- أتباعك يعرفونك بأنك أنت دابة الأرض، هل أنت كذلك تعتقد بهذا ؟ 5- أنتم تعتقدون أنّ هناك نقص في القرآن ... هل لكم تبينون لي أي سور من القرآن حذفت لطفاً ؟ 6- بعض أتباعك يقولون إنّ النداء أو الصيحة من السماء تكون باسمك، هل أنت على هذا الاعتقاد أم لك رأي أخر ؟ 7- بما أنك تقول تتواصل مع الإمام ع، هل ممكن أن تعلنون عن اسم السفياني حتى يكون سند على صدق دعواك عند خروجه ؟ 8- هل لك تحل لنا مسألة لم تحل من قبل، بما أنك وصي الإمام ع وتقول إنك أول المهديين وأول المؤمنين و.... إذن نتوقع منك الكثير. السؤال: هل تستطيع حل فرضية زيتا ريمان ؟ ليس لدي أسئلة أخرى. الرجاء لا يجيب على الأسئلة أي من الأنصار على الإطلاق وفقط أريد الإجابة من السيد أحمد إسماعيل. والسلام علی من اتبع الهدی. النص الأصلي للسؤال بالفارسية: نام (مستعار): شروين مکان جغرافيايي: إيران آقای احمد اسماعيل: بنده مدت نسبتا طولانيست که در مورد شما مطالعه کرده ام .. اوايل امر به شما تمايل داشتم أما هرقدر بيشتر مطالعه کردم بيشتر متقاعد شدم که در دعوت شما نکات مبهم و بلکه نپذيرفتنی بسياری وجود دارد .. من جمله اينکه با روش خودتان استخاره کرده ام و بارها در تکذيب شما آمده و يا اينکه چندين بار خواب ديده ام در اينکه شما صادق نيستيد. مدت زيادی انصار شما را مد نظر داشته ام و از بسياری از آنان جز کذب و دروغ پراکنی و بی تقوايی نديده ام .. با اينحال از آنجای يکه رفتار پيروان يک فرد را دليل خوبی برای ارزيابی خود آن فرد نميدانم چند سوال از خود شما دارم تا پرونده اين تحقيق را ببندم و اميدوارم پاسخ انها را به بنده ارائه کنيد. 1- شما در معرفی خودتان به چند حديث اشاره کرده ايد و نتيجه گرفته ايد که لفظ قائم اشاره به دونفر دارد ... بسيار خوب فرض کنيم تا اينجا را پذيرفته ايم ... پيروان شما شما را قائم آل محمد به معنی خاص ميدانند يعنی همان کسيکه شرق و غرب عالم را از عدل و داد پر ميکند و اساسا کم کم فقط شما را قائم آل محمد معرفی ميکنند. آيا خود شما هم بر همين عقيده ايد يا از رفتار برخی از انصار خود بيزاری ميجوييد ؟ 2- با توجه به اينکه بنده به اکثر فقها اعتقادی ندارم و اصولا اهل تقليد نبوده ام اما يک نکته در رفتار شما هست که بسيار توجه بنده را جلب ميکند و آن اينکه چرا پيکان تيز اسلحه شما بيشتر و يا اغلب متوجه فقها و بالاخص فقهای شيعه است در حاليکه علمای اهل سنت بدتر نباشند بهتر نيز نيستند ، و سوال اساسی تر اينکه چرا رفتار شما نسبت به آل صهيون خيلی متعادلتر و دوستانه تر است ؟ به نظرتان با توجه به اينکه اين دسته يعنی آل صهيون در ظلم و ستم از فقها جلوتر نباشند عقب تر نيستند اين برخورد شما عجيب نيست ؟ 3- علت اينکه پيروان شما سعی در پررنگتر نشان دادن شما از حضرت حجت دارند چيست و اين دعوت چگونه دعوتيست که قرار است برای بيعت گرفتن برای حضرت حجت باشد اما عملا انقدر شما را پررنگ نشان ميدهد که عملا جايی برای حضرت حجت باقی نگذاشته و حتی اکثر القاب حضرت حجت را هم بر شما تطبيق ميدهند .. آيا شما از اين موضوع باخبريد و يا اينکه از رفتار برخی از انصار در اينمورد اعلام برائت ميکنيد ؟ 4- پيروان شما شما را دابة الارض معرفی ميکنند ، ايا خود شما هم بر همين باوريد ؟ 5- شما معتقديد از قران کم شده است ... ممکن است يکی از سوره هايی را که معتقديد در قران بوده و حذف شده لطفا ارائه دهيد ؟ 6- برخی از پيروان شما ميگويند ندای اسمانی به نام شما سر داده ميشود ، ايا شما بر اين عقيده ايد يا نظرتان با انها متفاوت است ؟ 7- با توجه به اينکه شما ميفرماييد با حضرت در ارتباطيد ممکن است نام سفيانی را معرفی کنيد تا وقتی خروج کرد سندی بر حقانيت شما باشد ؟ 8- آيا برای شما امکان دارد حل يکی از مسائل حل نشده در علوم را از شما بپرسم چون جانشين امام بايد انقدر علم داشته باشد که علوم مادی بشر در برابر علم او هيچ نيست حتی شخصی مثل اقای رجبعلی خياط که يکی ار عرفای اخير بود و سواد چندانی نداشت هم قادر به حل سوالات سخت الکترو مغناطيس بود با توجه به اينکه شما خود را جانشين امام و اولين مهديين ومقربين ميدانيد پس اينکه از شما توقع داشته باشم بتوانيد سوالات مشکل علوم را پاسخ دهيد توقع بيجايی نيست. سوال اين است آيا قادريد حلی برای فرض زتای ريمان ارائه دهيد ؟ بنده سوال بيشتری ندارم. خواهشمندم هيچکدام از انصار به اين سوالات مطلقا جواب ندهند وفقط خود آقای احمد اسماعيل جواب دهند والسلام علی من اتبع الهدی. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً. سوف أبدأ إن شاء الله بالرد على ما جاء في مقدمة الرسالة لما جاء فيها من شبهات وافتراء، ثم اعرض للأسئلة واحداً بعد الآخر. -1. الرد على مقدمة الرسالة 1. 1. الرد على اتهام الأنصار: قولك: (فترة طويلة كنت متتبع خطوات بعض الأنصار لكني لم أرى من أغلبهم غير الكذب والتدليس وعدم الالتزام بالتقوى. على كل حال بما أنّ معاملة الأتباع لا أراه دليلاً على صدق أو كذب المدعي، لذلك أريد طرح أسئلة حتى أختم هذا الملف الذي فتحته منذ فترة وأرجوا الإجابة). إن كنت تقصد بـ (الأنصار) أنصار الإمام المهدي ع فإننا لم نرَ منهم إلا خيراً، وكثير منهم على أخلاق عالية، وكثير منهم عُباد نُساك يُحيون الليل بالصلاة والنهار بالصيام ولا يعصون الله ولا يرتكبون الفواحش، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله وبأنبيائه ورسله ص جميعاً، وبالكتب السماوية التي جاء بها الأنبياء ص (القرآن والتوراة والإنجيل)، وبالملائكة وبالغيب وبالقيامتين الصغرى والكبرى، يدعون الناس للإيمان وبالله وبحاكمية الله وبوصية رسول الله ص، ويلتزمون بالقرآن وبكلام أهل البيت ص، فإن كان هذا عندك عدم التزام بالتقوى وانحرافاً فكيف يكون الهدى والصراط المستقيم ؟!! وإن كان هذا عندك كذب وتدليس فكيف يكون الصدق ؟!! ثم إنّ معظم هؤلاء الأنصار كانوا من أتباع العلماء ومنهم علماء معروفون، ثم تبيّن لهم الحق فاتبعوه، فهل لمجرد إيمانهم بالحق وبالدليل الذي يرضاه الله يستحقون التشهير بهم بالكذب والبهتان والزور. ثم إذا كنت لا ترى معاملة الاتباع دليلاً على صدق أو كذب من يتبعونه ومع ذلك أوردت ما أوردت من تشهير بالأنصار كذباً وبهتاناً فهذا يدل على السفه ! 2. 1. الاستخارة والرؤيا وسلاح المكذب بهما: 1. 2. 1. الاستخارة في الدين الإلهي: قولك: (... عملت استخارة بالطريقة التي أشرتم إليها ومرات عديدة كانت غير جيدة، ...)، المفروض أنك لو كنت مؤمناً بالاستخارة ومؤمناً بأنك حين تستخير أنك تسأل الله سبحانه وتعالى أن لا تكرر الاستخارة، هذا كتنبيه لبيان حالك، وكذلك لو كنت مؤمناً بالرؤياً، فبما أنك كررت الاستخارة - كما تقول - ورأيت بحسب زعمك رؤى عديدة فلما لم تعمل بما أجابك به الله إن كنت فعلاً سألته ؟! بل والله هو كذب ومفضوح كما سنبينه، وهو سلاح من أسلحة المنكرين للغيب، فتابع وسأبين لك فيما يلي من هذه السطور وبالدليل كيف أنك كذبت قطعاً ويقيناً. الاستخارة هي سؤال الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فلا بد من شروط، ومن هذه الشروط على الأقل: [الأول: إنك لا ترجح في نفسك طرفاً على آخر بل تساوي الأمرين في نفسك. والثاني: أن تكون مستعداً لقبول جواب الله بشكل كامل ولا يوجد في نفسك أي رفض للجواب ولا مناقشة ممكنة لما يأتيك من الجواب. والثالث: أن تقبل الجواب وتعتبره نعمة الله الكبرى عليك إن كلمك الله وأجابك. هذه الأمور الثلاثة كحد أدنى ضرورية لتكون أنت فعلاً قد استخرت الله. أمّا أن يأتي شخص وهو متردّد في قبول جواب الله له ثم يستخير ويعتبر أن ما فعله استخارة، فالحق إنّ مثل هذا الشخص ربما ينعم عليه الله الكريم ويجيبه، ولكن يا له من خزي لهذا وأمثاله وهو لا يرضى أن يستشيره أحد ثم يذهب لخلاف مشورته وكأنه استشاره ليخالف قوله، فكيف يرضى أن يفعل هذا مع الله سبحانه، والله إنّ هذا لأمر عظيم وتجرّأ كبير على الله سبحانه وتعالى، ومع هذا الخبث الصادر من الناس فأنّ الله يعاملهم برأفة ورحمة] ([1]). 2. 2. 1. الاستخارة في الدين الإلهي كطريق لمعرفة الحجة على الخلق: والاستخارة اهتم بها أهل البيت ص أشد الاهتمام، ووجهوا إليها شيعتهم في الروايات الكثيرة جداً، وورد الكثير من الحث عليها، وهذا مثال من النصوص المقدسة: عن أبي عبد الله الصادق ع: (صلِّ ركعتين واستخر الله, فوالله ما استخار الله مسلم إلا خار له ألبتة) ([2]). وعن أبي عبد الله ع، قال: (كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن. ثم قال: ما أبالي إذا استخرت على أي جنبي وقعت) ([3]). ولم يرد عنهم ص نهي عن الاستخارة في معرفة حجة الله ع، فبأي دليل ينكر المعاندون والمخالفون هذا الطريق الذي وجه إليه أهل البيت ص شيعتهم ؟! وهل يجوز عقلاً أنّ الله سبحانه وتعالى يغش من استنصحه ؟! أو أنه سبحانه وتعالى يجيب من يستنصحه في سفره ومعاشه و.. و.. و.. ثم لا يجيبه في معرفة مصداق حجته؟! وهل يجوز أن يغري سبحانه وتعالى عباده بالباطل بحيث يوجههم إلى الاستخارة على لسان حججه ص دون أن ينهاهم عنها في معرفة خليفة الله ؟! حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً. بل قد ورد أنّ صفوان الجمال وهو من كبار الشيعة قطع على إمامة الرضا ع بالاستخارة: عن علي بن معاذ أنه قال: (قلت لصفوان بن يحيى: بأي شيء قطعت على علي (أي علي الرضا ع) ؟ قال: صليت ودعوت الله واستخرت (عليه) وقطعت عليه) ([4]). كما ورد الحث على الاستخارة بالخصوص في أمر المهدي ع عنهم ص كما في الرواية التي ينقلها الشيخ النعماني: عن سليمان بن بلال، قال: (حدثنا جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن أبيه، عن جده عن الحسين بن علي ع، قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع، فقال له: يا أمير المؤمنين، نبئنا بمهديكم هذا ؟ .......... إلى أن قال: ثم رجع إلى صفة المهدي ع فقال: أوسعكم كهفاً، وأكثركم علماً، وأوصلكم رحماً، اللهم فاجعل بعثه خروجاً من الغمة، واجمع به شمل الأمة. فإن خار الله لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له، ولا تجوزن عنه إن هديت إليه، هاه - وأومأ بيده إلى صدره - شوقاً إلى رؤيته) ([5]). 3. 1. الرؤيا دليل على تشخيص حجة الله في القرآن وفي الروايات: قولك: (ومرات عديدة كانت غير جيدة، وكم مرة رأيت رؤيا أنك غير صادق). اعلم أنّ الرؤيا كدليل على تشخيص مصداق عقيدة خلافة الله في الأرض أمر بينه الله سبحانه وتعالى وفي القرآن، فهذا يعقوب ع وهو معصوم يعتبر الرؤيا طريق لمعرفة خليفة الله وحجة الله من بعده ووصيه يوسف ع، وهذا الفعل أي اعتبار الرؤيا طريق لمعرفة خليفة الله أقره القرآن وحث عليه وسماه أحسن القصص، قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾([6]). فلو كان باطلاً قول يعقوب ع: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ لأنكره الله وبيّن بطلانه، بل هو سبحانه وتعالى أقرّه وسماه (أَحْسَنَ الْقَصَصِ). بل إنّ هذا الأمر قد تكرر أيضاً مع الإمام موسى بن جعفر الذي رأى رؤيا نصّت على إمامة الرضا من بعده: عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط، عن الحسين مولى أبي عبد الله، عن أبي الحكم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري، عن يزيد بن سليط الزيدي، قال: (لقينا أبا عبد الله ع في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي أنتم الأئمة المطهرون والموت لا يعرى أحد منه فأحدث إلي شيئاً ألقيه إلى من يخلفني، فقال لي: نعم، هؤلاء ولدي وهذا سيدهم - وأشار إلى ابنه موسى ع - وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ... وقال يزيد: ثم لقيت أبا الحسن يعني موسى بن جعفر ع بعد فقلت له: بأبي أنت وأمي إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك، قال: فقال: كان أبي ع في زمن ليس هذا مثله. قال يزيد: فقلت: من يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله، قال: فضحك، ثم قال: أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت في الظاهر إلى بني فأشركتهم مع ابني علي وأفردته بوصيتي في الباطن، ولقد رأيت رسول الله في المنام وأمير المؤمنين ع معه ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة، فقلت له: ما هذا، فقال: أما العمامة فسلطان الله تعالى (عز وجل)، وأما السيف فعزة الله (عز وجل)، وأما الكتاب فنور الله (عز وجل)، وأما العصا فقوة الله(عز وجل)، وأما الخاتم فجامع هذه الأمور، ثم قال رسول الله ص: والأمر يخرج إلى علي ابنك. قال ثم قال: يا يزيد، إنها وديعة عندك فلا تخبر بها إلا عاقلاً أو عبداً امتحن الله قلبه للإيمان أو صادقاً، ولا تكفر نعم الله تعالى، وإن سئلت عن الشهادة فأدها، فإن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها﴾، وقال الله (عز وجل): ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّه﴾، فقلت: والله ما كنت لأفعل هذا أبداً. قال: ثم قال أبو الحسن ع: ثم وصفه لي رسول الله ص، فقال: علي ابنك الذي ينظر بنور الله ويسمع بتفهيمه وينطق بحكمته يصيب ولا يخطئ ويعلم ولا يجهل وقد ملئ حكماً وعلماً وما أقل مقامك معه، إنما هو شي‏ء كان لم يكن فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك وأفرغ مما أردت فإنك منتقل عنه ومجاور غيره، فاجمع ولدك وأشهد الله عليهم جميعاً وكفى بالله شهيداً. ثم قال: يا يزيد، إني أؤخذ في هذه السنة وعلي ابني سمي علي بن أبي طالب ع وسمي علي بن الحسين ع، أعطي فهم الأول وعلمه ونصره وردائه، وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين فاسأله عما شئت يجيبك إن شاء الله تعالى) ([7]). 4. 1. شبهة وجوابها: هل القرآن أقر فعل (يعقوب) لأن الرؤيا هي من معصوم (يوسف): أما من يقول إنّ رؤيا يوسف ع أو ورؤيا الإمام موسى ع حق لأنهما معصومان فكيف تعديتم إلى رؤيا غير المعصوم ؟ فأقول: إنما احتججنا بفعل المعصوم يعقوب وهو نبي ع أي اعتباره ع الرؤيا طريق لتشخيص خليفة الله وليس بنفس الرؤيا، فالمعصوم لا يخرج الناس من حق ولا يدخلهم في باطل. وكذلك احتججنا بإقرار القرآن لهذا الفعل، حيث قص فعل يعقوب ع واعتباره الرؤيا دليل ومدح هذه القصة في فاتحة السورة، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾، ولو كان باطلاً فمدح هذا الفعل أو على الأقل إهماله والحال هذا يكون إغراءً بالباطل وحاشاه سبحانه أن يغري ويخدع عباده بالباطل، فتبين أنّ فعل يعقوب ع حق ويقين، وهذا أمر محكم في القرآن ولا قيمة ولا اعتبار لأي رأي إن خالف نصاً قرآنياً محكماً بيناً. 5. 1. إقرار رسول الله ص بأنّ الرؤيا طريق إيمان وطريق تشخيص حجة الله: قد أقرّ رسول الله ص الرؤيا كطريق هداية وإيمان، فأقر إيمان خالد بن سعيد بن العاص الأموي (وهو ليس معصوماً) لرؤيا رآها به، والقصة مشهورة عند السنة والشيعة ([8]). وهذه قصته باختصار ينقلها السيد بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجالية: (خالد بن سعيد بن العاص: أبو سعيد نجيب بني أمية، من السابقين الأولين، ومن المتمسكين بولاء أمير المؤمنينع . وكان سبب إسلامه أنه رأى ناراً مؤججة يريد أبوه أن يلقيه فيها، وإذا برسول الله ص قد جذبه إلى نفسه وخلصه من تلك النار. فلما استيقظ وعرف صدق رؤياه خرج إلى النبي ص مبادراً ليعرض عليه إسلامه فلقي أبا بكر، وقص عليه الرؤيا، فأقبل معه أبو بكر حتى أتيا إلى رسول الله ص وأسلما...) ([9]). أيضاً هذه قصة إيمان يهودي رأى النبي موسى ع وشخص له خليفة الله والحجة في زمانه محمد رسول الله ص ينقلها السيد البروجردي والشيخ علي اليزدي الحائري في كتابه إلزام الناصب وغيرهم: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله ص فقال: ... إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران فقال: يا جندل، اسلم على يد محمد خاتم الأنبياء واستمسك بأوصيائه من بعده. فقلت: اسلم ! فلله الحمد أسلمت وهداني بك ...) ([10]). إذن، رسول الله ص يقبل إيمان خالد بن سعيد بن العاص (مع أنه ليس معصوماً)، ويقر رؤيا اليهودي (وهو أيضاً ليس بمعصوم) ولا ينكر عليه، ويبين بهذا الإقرار أنّ الرؤيا حق من الله وطريق هداية وإيمان في الدين الإلهي مفتوح لجميع الخلق، حيث إنّ السكوت عن هذا الأمر لو كان باطلاً يكون فيه إغراء بالباطل وحاشاه صلوات الله عليه وآله أن يدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق. فثبت بذلك أنّ الرؤيا كطريق لمعرفة خليفة الله حق لا مرية فيه. 6. 1. سلاح المكذبين بالرؤيا: الاستهزاء أو ادعاء الرؤيا المخالفة كذباً وزوراً. إذن، فالرؤيا من الله، وخصوصاً التي فيها أحد المعصومين أو القرآن، وقد أقر رسول الله ص أنّ الرؤيا حق من الله وكلام تكلم به الرب سبحانه عند عبده كما ورد عن أمير المؤمنين ع، قال: (رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده) ([11]). الذين لا يؤمنون بالرؤيا وبطرق الغيب عموماً يلجؤون إلى أسلوب الاستهزاء والاستخفاف أو إلى ادعاء رؤيا مخالفة ! 1. 6. 1. شبهة وجوابها: (تناقض الرؤى) إذا تناقضت رواية شخصين لرؤى يدعون رؤيتها ؟ إذا تناقضت رواية شخصين لرؤى يدعون رؤيتها؛ فإما تكون إحدى الرؤى أو كلاهما كاذبة، أو أن يكون أحد الأشخاص أو كلاهما كذاب ! وبما أنّ الأنصار الذين يروون الرؤى بأحقية الدعوة اليمانية قد فاق عددهم المئات وفاقت عدد رؤاهم الآلاف، ويمتنع عقلاً اجتماعهم على الكذب، وذلك لأنهم من بلدان مختلفة ومن خلفيات عقائدية مختلفة. إذن، لا يبقى إلا أن يكون هذا الشخص الذي يقول أنه رأى رؤيا ضد الدعوة كذاب؛ لأن قوله يناقض حقيقة يقينية وهي رؤى متواترة يمتنع تواطؤ رواتها على الكذب. 2. 6. 1. دليل قطعي آخر: (موافقة الرؤى لدليل النص اليقيني): مضافاً إلى هذا فإنّ رؤى الأنصار دليل؛ لأنها موافقة للدليل اليقيني غير القابل للنقض، وهو النص التشخيصي العاصم من الضلال لمن تمسك به. وأما روايتك للرؤى التي تدعي أنت أنك رأيتها ففضلاً عن كونها فاقدة لشروط الحجية لأنها كما قدمنا رواية شخص مقابل المتواتر اليقيني إذا عرضناها على الدليل اليقيني هي تناقضه، وبالتالي تكون كذباً قطعاً. فما ليس بحجة لا يعارض الحجة، وما تكاذب مع الصدق والحق واليقين هو كذب قطعاً. ولا باس أن نتعرض ولو بشيء من الاختصار إلى الدليل اليقيني الذي يقدمه الإمام أحمد الحسن ع، ونعرض للقانون الإلهي الذي يعرف به حجة الله. 3. 6. 1. القانون الإلهي لمعرفة حجة الله: قد ثبت أنّ قانون معرفة الحجج ص هو النص والعلم والدعوة لحاكمية الله بالدليل القطعي من القرآن الكريم: فتعيين خليفة الله والنص عليه في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾([12]). ثم إنّ النص الإلهي على آدم ع تحول إلى الوصية لعلة وجود الخليفة السابق الذي ينص بأمر الله على من يكون من بعده. والعلم وكون الخليفة هو الأعلم في قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾([13]). ورفع راية البيعة لله أو حاكمية الله تجده في الأمر من الله بطاعة هذا الخليفة في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾([14])، أي أنّ حاكمية الله وملك الله في أرضه يتحقق من خلال طاعة خليفة الله في أرضه، فكل خليفة يحمل هذه الراية (البيعة لله أو حاكمية الله أو الملك لله) مقابل راية حاكمية الناس واختيار الناس والديمقراطية. وتجد تفصيلاً لهذا القانون فيما بينه الإمام أحمد الحسن ع وبالدليل في كتبه المنشورة بالموقع، ومنها كتاب الاضاءات من دعوات المرسلين، فراجعه. 4. 6. 1. تطبيق القانون على الإمام أحمد الحسن ع: الإمام أحمد الحسن ع احتج بالقانون الإلهي لمعرفة حجج الله، فاحتج بالنص التشخيصي وهو وصية رسول الله محمد ص التي وصفها بأنها عاصمة من الضلال لمن تمسك بها إلى يوم القيامة. ومن نقل الوصية عن الرسول محمد ص هم آل محمد ص: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ع، قال: (قال رسول الله ص - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً، سماك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام. فذلك اثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين (وفي مصادر: أول المهديين) له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) ([15]). هذا وقد ثبت صحة صدور الوصية بالتواتر والقرائن. 5. 6. 1. تواتر معنى الوصية: أما التواتر فقد وردت روايات كثيرة أنّ بعد القائم ع مهديين ص، منها: - عن أبي عبد الله ع: (إنّ منا بعد القائم ع اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع) ([16]). - عن أبي عبد الله ع، قال: (سألته عن الأئمة بعد النبي ص فقال: نعم، كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الإمام بعد النبي صلوات الله عليه وأهل بيته، ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن علي، ثم إمامكم اليوم، من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله ورسوله، ...... فقال لي: إنما ذكرت هذا لتكون من شهداء الله في الأرض، إنّ منا بعد الرسول ص سبعة أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم سابعهم القائم إن شاء له [إن شاء الله له] إنّ الله عزيز حكيم، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء وهو العزيز الحكيم، ثم بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين. ....) ([17]). - عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله ع أنه قال: (يا أبا حمزة، إنّ منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ع) ([18]). - عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك ع أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) ([19]). وهؤلاء الاثنا عشر مهدياً هم حجج وأوصياء مفترضو الطاعة وإن كانوا ليسوا كالأئمة من آل محمد عليهم صلوات الله فهم أئمة هدى ومهديون. - عن حبة العرني، قال: (خرج أمير المؤمنين ع إلى الحيرة فقال: لتصلن هذه بهذه - وأومى بيده إلى الكوفة والحيرة - حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم (عجل الله تعالى فرجه)؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً...) ([20]). - وفي الدعاء المروي عن الرضا ع لصاحب الأمر: (... اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلَدِهِ وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه، وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها وعزيزها وذليلها ........... اللهم صلّ على ولاة عهده والأئمة من بعده ...) ([21]). - وفي الصلاة المروية عن الإمام المهدي ع: (... وصلّ على وليك وولاة عهدك، والأئمة من ولده، ومدّ في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنياً وآخرة) ([22]). والروايات كثيرة لست بصدد استقصائها، وإنما ذكرت بعضها للحجة، وقد جمع عشرات منها الشيخ ناظم العقيلي (حفظه الله) في كتاب: (الأربعون حديثاً في المهديين)، وهو منشور بموقع أنصار الإمام المهدي ع، وإلا فليراجع من يطلب الحق كتب الحديث ويطلع بنفسه ليجزم بتواتر الروايات التي تنصّ على الحجج بعد الأئمة الاثني عشر من آل محمد ص. 6. 6. 1. محفوفية الوصية بالقرائن: قد ثبت أيضاً محفوفية الوصية بقرائن عديدة كلها تفيد الجزم بصدورها وصحة معناها، ويوجد كتاب للشيخ ناظم ([23]) أثبت فيه عدداً من القرائن بالتفصيل، ومن أراد فليطلع عليه، ولكن اذكر هنا وباختصار قرينة واحدة كافية للعلم بصدور الوصية ولقطع الأعذار عن كل معاند متكبر: أولاً: الوصية هي كتاب أملاه رسول الله ص على علي ع عندما حضره الموت، ونقل الشيخ الطوسي (رحمه الله) الرواية الوحيدة لهذا الكتاب ولم ينقل أحد غيره وصية رسول الله ص عند وفاته. فلا يوجد لدى كل المسلمين سنة وشيعة وصية رسول الله ص عند حضور الموت، والتي أمر بها الله سبحانه وتعالى، وفي القرآن: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾([24]). فمن يردها سواء من السنة أم الشيعة يتهم رسول الله محمداً ص بمخالفة القرآن وحاشاه ص من أن يخالف قول الله سبحانه. وهذه الوصية من رسول الله ص هي خلاصة رسالته وما يحفظ الدين بعده، وهي مهيمنة على كل وصاياه ص؛ لأنها في آخر لحظات حياته. ثانياً: وصف رسول الله ص هذه الوصية بأنه كتاب يعصم الأمة من الضلال إلى يوم القيامة لمن تسمك به، فمن لا يقبل هذه الوصية يتهم رسول الله ص بالتقصير في كتابة هذا الكتاب المهم والذي يعصم الأمة من الضلال بعد أن كانت عنده فرصة لأيام قبل وفاته يوم الاثنين ليكتبه؛ لأنه لا توجد غير رواية الشيخ الطوسي لوصية أو كتاب عند الوفاة وحاشا الرسول ص من التقصير. فإذا ثبت هذا وعلمنا أنّ الرسول ص يقيناً كتب هذا الكتاب ولا يجوز تركه فلا يبقى إلا قبول هذه الوصية الوحيدة اليتيمة، ومن لا يقبلها مع إقراره بكتابة الكتاب العاصم للأمة من الضلال فهو يتهم الله سبحانه وتعالى (وحاشاه) بعدم حفظ هذا الكتاب، وهذا التضييع لا يكون إلا عن عجز أو إهمال أو عبث !! وإلا فما فائدة كتابة هذا الكتاب ووصفه بأنه عاصم للأمة من الضلال لمن تمسك به، وأؤكد (كتاب للأمة) أي أنه ليس وصية خاصة ثم يكون هذا الكتاب غير منقول ولا يطلع عليه الناس أو أنه نقل ولكنه ضاع فلم يصل إليهم ؟!!! فهل يجوز لمؤمن أن ينسب إلى الله العجز أو الإهمال أو العبث تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ؟! وهذه بعض الروايات من كتب السنة والشيعة يصف فيها رسول الله ص الوصية بأنها كتاب عاصم: في كتب السنة: عن ابن عباس، قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً. فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي نزاع، فقالوا: ما شأنه ؟ أهجر، استفهموه، فذهبوا يردون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه. وأوصاهم بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها) ([25]). عن ابن عباس، قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله ص: ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إنّ رسول الله يهجر) ([26]). في كتب الشيعة: عن سليم بن قيس الهلالي، قال: (سمعت سلمان يقول: سمعت علياً ع بعد ما قال ذلك الرجل (عمر) ما قال وغضب رسول الله ص ودفع الكتف: ألا نسأل رسول الله ص عن الذي كان أراد أن يكتبه في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ......) ([27]). عن سليم بن قيس الهلالي: (قال الإمام علي ع لطلحة: ألست قد شهدت رسول الله ص حين دعا بالكتف ليكتب فيها مالا تضل الأمة ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال: "إن نبي الله يهجر" فغضب رسول الله ص .......) ([28]). عن سليم بن قيس: (إنّ علياً ع قال لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين والأنصار بمناقبهم وفضائلهم: يا طلحة، أ ليس قد شهدت رسول الله ص حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال إن رسول الله يهجر فغضب رسول الله ص وتركها ؟ قال: بلى قد شهدته) ([29]). 7. 6. 1. كذبة السند: ومع ذلك كله وبعد عجز الفقهاء عن الرد على الدليل القطعي اليقيني بصحة صدور الوصية حاول هؤلاء مدعوا العلم خداع الناس، وقالوا لهم إنّ سند الوصية ضعيف، رغم أنّ رواية الوصية متواترة ومحفوفة بالقرائن العديدة التي تفيد القطع بصدورها ولا تدخل في التقسيم الرباعي أصلاً. وللفائدة سأنقل لك فقرات فيها بيان صحة سند الوصية، وهي مأخوذة من جواب للإمام أحمد الحسن ع على سؤال وجهه له شخص يبحث في الدعوة من خلال الفايسبوك وهو الآن مؤمن والحمد لله: [... أيضاّ من أكاذيبهم (أي الفقهاء) أنهم يقولون للناس إنّ رواة الوصية مجهولون، وبهذا فالوصية ضعيفة السند. ومع أننا أثبتنا لهم صحة صدور الوصية بالتواتر والقرائن، وفصّل لهم الأنصار هذا الأمر وبينوا أنّ الوصية لا تدخل في التقسيم الرباعي لتوصف بالضعف، ومع أنّ علم الرجال الذي يتبجحون به كذبة كبيرة يخدعون بها الناس، فهم أصلاً لا توجد عندهم مادة رجالية معتبرة وكافية، ولكن تنزلاً معهم ولكي لا تمر كذبتهم على الناس المظلومين المخدوعين فقد بينا لهم أنّ الوصية سندها صحيح، وأنه يكفي شهادة الشيخ الطوسي رحمه الله لرواتها بأنهم من الخاصة أي الشيعة الامامية، وأنتم تعتمدون على قول الطوسي في الرجال فما عدا مما بدا، لماذا أصبح قول الطوسي في الرجال هنا لا قيمة له عندكم، أم أنّ الهوى صرعكم وما عادت الحقيقة تعنيكم بشيء ؟! وعموماً هذا سؤال وجه لي قبل فترة وأجبت عليه وأنقل لك السؤال وجوابه: (س/ الأخ جعفر الشبيب يسأل عن معنى قول الإمام ع في أنّ رواية الوصية وصلت بسند صحيح. أبو زينب. ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين سلم تسليماً. قبل الجواب لابد من التنبيه أنّ الحجة لا يحتاج لمناهج وضعية منحرفة عن الحق ليثبت الحق، وإنما رحمة بالناس يحتج على بعض المنحرفين بمنهجهم ويناقشه ويبين وهنه والقول الصحيح من السقيم ويلزمهم لعلهم يرجعون إلى الحق. الرواية إذا كان رواتها شيعة عدولاً أو صادقين فهي صحيحة السند عندهم. إذن، لصحة السند يكفي أن نثبت أنّ: الرواة شيعة، صادقون. ويكفي لثبوت أنّ رواة الوصية شيعة أنّ الشيخ الطوسي روى الوصية ضمن روايات الخاصة، أي أنّ الشيخ الطوسي يعتبر رواتها من الخاصة (الشيعة)، فقد قال الطوسي في الغيبة: (فأما ما روي من جهة الخاصة فأكثر من أن يحصى، غير أنا نذكر طرفاً منها ..) ([30]). ثم بعد سرد روايات الخاصة ومنها الوصية علق قائلاً: (أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة يروونها على وجه التواتر خلفاً عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجودة في كتب الإمامية في النصوص على أمير المؤمنين ع والطريقة واحدة) ([31]). ويمكن مراجعة كتاب انتصاراً للوصية للشيخ ناظم حفظه الله في إثبات أنّ رواة الوصية شيعة بالتفصيل. أما الحكم بصدق الرواة أفراداً - ونحن يكفينا الصدق - فلا نحتاج فيه غير أنه لم يثبت بدليل شرعي أنّ أحدهم مقدوح فيه، فالمؤمن صادق فيما يقول حتى يثبت كذبه بدليل شرعي. فهم لا يقولون أنّ المؤمن كاذب حتى يثبت صدقه، ومن يقول هذا فكلامه يعني أنه يفسق أتباعه ويعتبرهم كذابين حتى يثبت كل فرد منهم صدقه بدليل ؟! أما من يقول منهم أنّ المؤمن مجهول الحال ظاهراً حتى يثبت صدقه، ويريدون أنه لا يعرف حاله الظاهري صادق أو كاذب إلا بدليل شرعي، فقولهم هذا مخالف للقرآن ولمنهج الرسول وسماعه من المؤمنين وتصديقه للمؤمنين دون أن يفحص عن أكثر من إيمانهم، والآية القرآنية التي تبين سيرة الرسول في هذا الأمر واضحة جلية. قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي أنّ المعترضين على فعل رسول الله محمد ص قولهم كقول هؤلاء بمجهولية حال المؤمن وعدم الاعتماد على قوله حتى يثبت أنه صادق بدليل، فهم ينتقدون الرسول محمداً ص لسماعه وتصديقه كلام أي مؤمن ﴿وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ أي أنّ محمداً ص يسمع لكل مؤمن ويصدقه فيما يقول ولا يقول أنّ المؤمن مجهول الحال أو كاذب حتى يثبت صدقه، بل عند الرسول كما في الآية المؤمن صادق حتى يثبت كذبه: ﴿قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. ﴿.. وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾: أي يصدق المؤمنين، وهذا الحكم القرآني بصدق المؤمن ظاهراً وليس بمجهولية حاله كما يدعون. يكفينا حيث إنّ رواة الوصية شيعة مؤمنين، والمؤمن صادق ظاهراً كما في القرآن، وبهذا فرواة الوصية شيعة صادقون ظاهراً، وهذا يثبت صحة سندها لمن يلتزمون بمسألة السند وتصحيحه ويعتمدون ويعولون عليها، أما مسألة باطن المؤمن وكونه صادق أو كاذب على الحقيقة فهذه مسألة لم يكلف الله بها الناس ولا يعلمها غير رب الأرباب العالم بالبواطن ومن يشاء أن يعلمه. اعتقد ما تقدم كاف، ولكن للزيادة أضف أنّ قولهم بأنّ المؤمن كاذب ظاهراً حتى يثبت صدقه أو مجهول الحال ظاهراً حتى يثبت صدقه مخالف لسماحة شريعة الإسلام، ويلزم منه تعطيل المحاكم الشرعية والقضاء والإيقاعات والعقود في كثير من الأحيان، حيث لا تستطيع التوصل إلى شاهد على الزواج والطلاق والمرافعات إلا بشق الأنفس، هذا إن حصل تسامح في شرط ثبوت العدالة والصدق عندهم، وإلا فلا تثبت عدالة أحد إلا عند الفاحص والمدقق نفسه بناءً على قولهم بأنّ العدالة والصدق لا تثبت إلا بالفحص والتدقيق، فالفاحص والمدقق نفسه يحتاج من يشهد له بالعدالة والصدق لتقبل شهادته عند غيره بحق شخص آخر، وهكذا، فالأمر يتسلسل ويبطل، فلا يمكن أن يثبت بهذا الطريق عدالة أحد إلا من شهد له حجة من حجج الله ثبتت حجيته بالدليل أو تثبت للفاحص نفسه فقط، ولا يمكن أن يفحص القاضي الشرعي عدالة كل الناس بنفسه، إذن تعطلت الشهادة عند القضاة في الإسلام. إذن، فقولهم بمجهولية حال المؤمن يجعل من العسير تحصيل الشهادات في المحاكم وما شابه من قضايا العقود والإيقاعات، فقولهم باطل ومخالف لسيرة الرسول محمد ص والأئمة ص وللإسلام وسماحته وللقرآن ويسر أحكامه. وأضف أنّ قولهم بمجهولية حال المؤمن يلزم منه عدم الاعتماد على سوق المؤمنين فضلاً عن سوق المسلمين، بينما الروايات اعتبرت الاعتماد على سوق المسلمين جائزاً، وفقهاؤهم يفتون بهذا، أي أنّ الروايات عن الأئمة ص اعتبرت المسلم صادقاً في قوله بذكاة السمك والذبائح وما شابه، فما بالك بالمؤمن ؟!!! إذن، فالصحيح أن نحكم بصدق المؤمن حتى يأتي دليل قطعي على كذبه. أما من يصرون بعد هذا البيان على أنّ المؤمن مجهول الحال أو فاسق حتى تثبت عدالته أو صدقه فهذا شأنهم وهو عناد وتحكم بلا دليل، بل الدليل قائم على أنّ المؤمن صادق ويصدق في قوله، وليسمع أتباعهم قولهم وليعرفوا أنهم فسقة ونكرات مجهولي الحال وغير صادقين عند فقهاء الضلال، حتى وإن أثبتوا أنهم مؤمنون حيث يُلزمهم فقهاء الضلال أن يثبت كل فرد منهم عدالته والتي لا يمكن ثبوتها على طريقتهم بدليل منطقي صحيح، حيث لو قالوا تثبت عدالة الشخص بشهادة عدول أو عدلين له فهؤلاء العدول يحتاجون لشهادة أيضاً، وهكذا يتسلسل الأمر ويبطل. وفوق كل ما تقدم فهؤلاء الذين يتبجحون بعلم الرجال ليس لديهم مادة رجالية أصلاً في الجرح والتعديل تغطي عدداً معتداً به من صحابة محمد وآل محمد ص ليحق لهم أن يتكلموا في الجرح والتعديل، فهم أصلاً فاقدون لمادة الجرح والتعديل المعتد بها، حيث هناك مئات الآلاف من صحابة الرسول والأئمة ص وليس لديهم في كتب رجال المتقدمين سوى ذكر عدد قليل جداً من هؤلاء، وإذا كان الحال هذا فأي رواية لا تعجب بعضهم ولا توافق أهواءهم يمكنهم ردها بسهولة بحجة أنّ هذا الراوي مجهول الحال أو لم يذكر في كتب رجال المتقدمين، في حين أنّ الأكثرية لم يذكروا، وفي حين أنّ الحقيقة التي لا يعلمها عامة الناس أنّ هؤلاء أصلاً ليس لديهم مادة توثيق معتد بها منطقياً يتحاكمون لها. ومن يريد التفصيل أكثر يمكنه الرجوع إلى ما فصله شيخ ناظم حفظه الله في هذا الأمر. والحمد لله رب العالمين). إذن، وفقك الله نحن أثبتنا حجتنا بالدليل الشرعي والعقلي وهي منشورة في الكتب وآخرها كتاب الوصية المقدسة، ولا يوجد عندهم رد غير الكذب وغير حرفة العاجز وهي الطعن في سند الوصية المتواترة والمقرونة، وفوق هذا فإنّ سندها قد صححه الطوسي بوصفه رجالها بأنهم خاصة، وهم وكل العلماء المتأخرين عيال على أقوال الطوسي في الرجال، وليس لهم رد قول الطوسي في الرجال بناءً على قول المتأخرين وإلا لنسف حتى الفتات الذي بين أيديهم ويسمونه علم رجال، فحقيقة قول المتأخرين في الرجال أنه والعدم سواء طالما أنه مجرد قول خال من الدليل الشرعي. هم عاجزون عن إعطاء دليل شرعي أو عقلي على عقيدة التقليد عندهم والتي يبنون عليها دينهم المرجعي، فلا توجد عندهم آية قرآنية محكمة الدلالة ولا رواية قطعية الصدور قطعية الدلالة، ولا يوجد عندهم دليل عقلي تام، فقاعدة وجوب الرجوع إلى العالم التي يقدمونها لا تنطبق عليهم؛ لأنهم في أحسن أحوالهم يقدمون ظناً، فهم ظانون، والحقيقة أنهم في بعض الأحيان لا يقدمون غير أوهام، مثل أحكام الصلاة في المناطق القريبة من القطب، بل إنّ بعض هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مراجع لا يفهمون ما يقال لهم، ففي حين إننا نطالبهم بدليل على عقيدتهم في وجوب تقليد غير المعصوم نجدهم يقدمون دليلهم على أنه الرجوع إلى المتخصص، وهذا القول في أحسن أحواله يعني الجواز وليس الوجوب، وحتى الجواز فيه نقاش، ومعنى تقديمهم هذا القول كدليل عقلي أنهم إما لا يفهمون ما نقول لهم، أو أنهم يقرون بأنّ عقيدتهم بدعة وباطلة وبلا دليل وتنازلوا عن عقيدة الوجوب بعد أن بينا بطلانها لهم إلى عقيدة الجواز أو الاستحباب، وإذا كان الأمر كذلك فعليهم أن يعلنوا تنازلهم عن عقيدتهم الباطلة وانتقالهم من الوجوب إلى الجواز لكي ننقل نقاشنا معهم إلى هذا المقام ونناقش عقيدتهم الجديدة. بربك كيف لعاقل يخاف الآخرة أن يترك هذه الحقيقة التي يقدمها له أحمد الحسن ويتمسك بأوهام وجهالات يقدمها من يسمون أنفسهم مراجع، والله أنا أشفق على حال هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مراجع وما هم فيه من ضعف وركة وعجز عن الدفاع عن عقيدتهم التي انهارت بفضل الله وتوفيقه لنا، وادعوهم أن يراجعوا أنفسهم، فكلنا للموت سائرون، وسنسأل ويُسألون، ولا اعتقد أنّ المناصب والزعامة الدينية تستحق كل هذا العناء وأن يبيعوا لأجلها آخرتهم ويختاروا طريق الضلال عن علم ويضللون الناس ويبوءوا بغضب الله ونقمته، فليتقوا الله في الناس المساكين الذين يضلونهم ويبعدونهم عن الحق بأكاذيب وأوهام لا حقيقة لها ولا دليل عليها مثل كذبة عقيدتهم في وجوب تقليد غير المعصوم....]. واحتج بالعلم وانفرد برفع راية البيعة لله والدعوة لحاكمية الله فانطبق عليه قانون معرفة الحجة، وبالتالي فمن يرفض الدعوة فعليه أن ينقض الدليل وخصوصاً النص، وأما رؤى الأنصار بأحقية الدعوة فهي كما قدمت متواترة بل تفوق حد التواتر بكثير جداً، وهي موافقة للدليل القطعي اليقيني. وبالنتيجة: من يقول إنه رأى رؤيا مخالفة فهو يقيناً وحتماً كاذب مفضوح الكذب. ج س2/ الموقف من الفقهاء ومن الصهاينة: أما قولك: (2- بما أني لا اعتقد بالفقهاء ولست من أهل التقليد، لكن هناك مورد لاحظته وهو: أن لماذا سهمك الحاد غالباً موجه إلى الفقهاء ولاسيما فقهاء الشيعة، في حال فقهاء السنة إن لم يكونوا أسوأ فهم ليس أفضل أيضاً). اعلم أنه لا يوجد بيننا وبين أي أحد عداوة شخصية والكل مدعو للإيمان بدعوة الحق والبحث في أدلة الإمام أحمد الحسن ع، وهو يمد يده لجميع الإنسانية بحق وصدق .. واعلم أيضاً أنّ هناك عدداً من طلبة الحوزة ومنهم من هو مجتهد أو ما يقرب منه آمنوا والتحقوا بالركب المبارك، كالسيد الطاهر حسن الحمامي، وقبل أيام قليلة أرسل مرجع معروف عند الشيعة رسالة للإمام أحمد الحسن ع يخبره فيها أنه يبحث في الدعوة بكل جد، نسأل الله أن يوفقه لمعرفة الحق ولإعلان إيمانه. فالكلام الذي يوجهه الإمام أحمد الحسن ع للعلماء غير العاملين أو من يسمون أنفسهم (مراجع) هو موجه خاصة لمن يحاربون الحق وليس خطاباً عاماً. وأما فقهاء الشيعة منهم خاصة فتوجيه الخطاب لهم أكثر من سواهم إنما هو لسبب كونهم أقرب إلى الحق واعلم بما وصى به محمد وآل محمد ص .. ولا يعني هذا أنّ غيرهم من علماء وفقهاء الأديان الذين ينصبون أنفسهم أئمة يقتدى بهم ويقلدهم العوام أفضل حالاً أو أقل سوءاً !! ولكن أود أن أسالك واسأل كل عاقل من الذي سهمه حاد وموجه إلى الآخر ؟!!! هل هو الإمام أحمد الحسن ع الذي يدعو الفقهاء للحوار العلمي والمناظرة، أو من يرد عليه بالكذب والتسقيط والافتراء واعتقال الأنصار واضطهادهم ؟!!! أما قولك: (والسؤال الأهم: لماذا تعاملكم بالنسبة لآل صهيون متآخي ؟ برأيكم إن هذه الفئة أي آل صهيون إن لم يسبقوا الفقهاء بالظلم والجور ليسوا أقل منهم كذلك، تعاملكم بالنسبة لهم أليس بعجيب ؟). من هو الذي يؤاخي الصهاينة ؟!!! الذي يدافع عن دين الله سبحانه وتعالى وعن وصية رسول الله ص ووصايا الأنبياء والمرسلين ص، والذي يجاهد الأمريكان الكفرة المحتلين ويوجب جهادهم وقتالهم، والذي يقرّ حاكمية الله ولا يقبل إلا المعصوم والقرآن، والذي يلزم القرآن والرسول والأئمة ص شعاراً ودثاراً ولا يتعدّاهم بقول أو فعل، والذي يطلب النصرة والبيعة للإمام المهدي ع ويهيئ له أنصاره، والذي يدعو للزهد في هذه الدنيا الدنيئة والالتفات إلى الآخرة والسعي لها والذي ... والذي ...؟ أم الذي يداهن الأمريكان الكفرة، والذي يقرّ الديمقراطية وحاكمية الناس والانتخابات، والذي يقرّ الدستور الذي يضعه الناس والذي ... والذي ... ؟!!! الإمام أحمد الحسن ع يواجه كل باطل ولا يداهن أحداً، وقد ردّ على العقائد الباطلة للمسيحيين واليهود والوهابية عبدة هبل، وهو يرد الآن على الملحدين في كتابه الذي سيصدر قريباً (وهم الإلحاد) ووو .... وردّ على العقائد الباطلة التي ادخلها فقهاء الشيعة للمذهب الحق كعقيدة وجوب تقليد غير المعصوم، وحاكمية الناس، وووو ... قال ع: [... احتججت بوصية رسول الله محمد ص التي وصفها بأنها عاصمة من الضلال، وقد أثبتنا صحة صدورها، وأثبتنا حتمية انطباقها على مدعيها ليتحقق الغرض منها، وبين يديك جوابان بينت فيهما الحجة وجمعهما وعلق عليهما الشيخ الطاهر علاء السالم حفظه الله، ومخالفنا إضافة إلى أنه ليس لديه دليل شرعي ولا عقلي على ما يدعيه من عقيدة وجوب تقليد غير المعصوم فهو عاجز عن رد الدليل القطعي الذي أتيت به، فلا حجة أمام الله لمن يتبع باطلهم الذي يقدمونه بلا دليل شرعي ولا عقلي ويترك حقنا وديننا الإلهي الحق، دين الأنبياء ومحمد وآل محمد ص الذي قدمنا عليه دليلاً شرعياً قطعياً. ومن يسمون أنفسهم آيات ومراجع هربوا من مواجهتي ومناظرتي مباشرة، وقد كنت في النجف في حي النصر وكان بابي مفتوحاً ليلاً ونهاراً واستقبل أي شخص، وقد قدمت لهم عرضاً للمناظرة المباشرة، وأعلنت عن استعدادي للمناظرة في أي مكان يختارونه هم حتى وإن كان مكاتبهم، وانتظرت سنوات دون نتيجة، ثم لما وجدوا أنهم عاجزون أخذوا يحركون القوات الموالية لهم لمحاولة اغتيالي أو اعتقالي، وهجموا على مكتب الدعوة قرب الإمام علي ع، واعتقلوا مجموعة من المؤمنين بدون ذنب فقط لأن المراجع افتضح جهلهم وعجزهم عن مواجهة العلم الذي طرحه أحمد الحسن، ففعلوا كل هذا ليهربوا من المناظرة العلنية؛ لأنها كانت ستبين خواءهم العقائدي وكذبة دينهم المرجعي المبني على عقيدة وجوب تقليد غير المعصوم. ولما اضطروني بقوة السلاح إلى الاعتزال في بيتي في أطراف النجف لم أغلق باب المناظرة، بل فتحت باباً آخر وهو مفتوح لهم إلى هذا اليوم، حيث قمت بنشر العقيدة الحق في كتب وطلبت منهم الرد عليها وإجراء مناظرة كتابية، ولكنهم أيضاً أحجموا إلى يومك هذا كما ترى. وأخيراً صدر قبل أيام كتاب الوصية المقدسة وفيه جوابان بينت فيهما صدور الوصية وقطعية دلالتها على مصداقها عندما يدعيها، فلنترك كل ما مضى وليردوا على هذين الجوابين، وأنا ادعوهم أن يردوا رداً علمياً له قيمة، وليستعين مراجع النجف بمراجع قم وليردوا ولتبدأ مناظرة كتابية بيني وبينهم، وأنا أقول لك مقدماً إنهم لن يردوا؛ لأنهم أصلاً حرضوا قوات للهجوم على المكتب وإغلاقه وعلى داري في النجف والسبب الوحيد فقط هو ليهربوا من المناظرة فكيف انتظر منهم اليوم أن يردوا، اللهم هناك سبيل وحيد ربما يأتي بنتيجة وهو أن تحثوهم وتضطروهم أنتم إلى الرد. وإذا كانوا لا يريدون المناظرة في الجوابين المتقدمين وفيما نعتقده نحن فلتبدأ مناظرة كتابية بيني وبينهم في عقيدتهم في وجوب تقليد غير المعصوم. أما صغارهم من خطباء ومدعي الاجتهاد وما شابه فقد تعبت ألسنة وأقلام شيوخ أنصار الإمام المهدي وهم يطلبون من هؤلاء المناظرة العلنية على الفضائيات لتتبين العقيدة الحق للناس وهم يتهربون، وكل مرة يخرجون بحجة لتبرير هروبهم من مناظرة أنصار الإمام المهدي ع، وليتهم هربوا من مناظرة الأنصار وصمتوا، لا بل أخذوا يكذبون لخداع الناس. فمثلاً الكوراني والمركز التابع للسيستاني يقولون إنّ اسم أحد آبائي (كاطع)، ويكرر الاسم في الفضائيات ويقول: (ابن كويطع)، وهذا ينم عن خفة الرجل، وإلا فكيف يصدر من رجل معمم وكبير بالعمر هذا الكذب وبهذا السلوك المبتذل. مع أنّ اسمي في السجلات الرسمية في العراق هو أحمد إسماعيل صالح حسين سلمان ولا يوجد أي اسم كاطع أو قاطع، فمن أين جاء الكوراني باسم كاطع ؟ هذه إذن كذبة من سلسلة كذبات مركز السيستاني والكوراني ! ومحاولة رخيصة منهم للكذب على الناس وخداعهم والتنابز بالألقاب كأنهم لم يقرأوا القرآن وهو ينهى عن هذا الخلق السيئ حتى وإن كان اللقب صحيحاً فكيف وأنا لا يوجد في آبائي اسم (قاطع) وليس هذا لقبي أبداً، اعتقد أنّ الكذب وهذه التصرفات لا تليق بصبي أهوج وهم كبار في السن ولحاهم بيضاء ويرتدون العمائم، فمشين أن يكونوا بهذه الخفة ويصدر منهم الكذب والافتراء والتنابز بالألقاب بهذه الصورة الفجة. قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾([32]). وفي وسائل‏الشيعة ج21 ص400 باب كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَبَّادٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ الرِّضَا ع، أَنَّهُ أَنْشَدَ ثَلَاثَ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَذَكَرَهَا، قَالَ: وَقَلِيلاً مَا كَانَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا ؟ قَالَ: لِعِرَاقِيٍّ لَكُمْ. قُلْتُ: أَنْشَدَنِيهِ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ لِنَفْسِهِ. فَقَالَ: هَاتِ اسْمَهُ وَدَعْ عَنْكَ هَذَا، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: "وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ" وَلَعَلَّ الرَّجُلَ يَكْرَهُ هَذَا). ولكن هل انتهى الأمر هنا ؟ لا، فقد قال الكوراني إنّ أحمد الحسن صهيوني، ودليله على هذا الاتهام أنّ أحمد الحسن يدافع عن النجمة السداسية، ويقول إنها من مواريث الأنبياء. ومع أنّ النجمة السداسية وجدت في الآثار السومرية وهي أقدم حضارة عرفتها الأرض، وقبل أن يولد موسى بن عمران ع، وقبل أن يوجد شيء اسمه اليهود، ولكن الكوراني يصرّ على أنّ النجمة السداسية من مختصات الصهاينة فقط لا غير ومن يدافع عنها أو يبين حقيقتها ويقول إنها من مواريث الأنبياء فهو صهيوني. إذن، فعلى طريقة الكوراني في الاستدلال فإنّ حوزة النجف، وحكومة العراق الحالية، وحكومة محافظة كربلاء الحالية، وإدارة متحف الإمام الحسين ع في كربلاء كلهم يتهمهم الكوراني أنهم صهاينة؛ لأنه تم استنساخ صندوق فاطمة الزهراء (عليها السلام) المزين بنجمة سداسية كبيرة والموجود في متحف في تركيا، ووضعت النسخة في متحف الإمام الحسين ع في كربلاء في العراق وبعلم حوزة النجف، بل الكوراني بقياسه هذا يتهم الرسول محمداً وفاطمة الزهراء أنهم صهاينة، حيث إنّ فاطمة (عليها السلام) كانت تضع هذا الصندوق المنسوب لها وعليه النجمة السداسية في بيتها المفتوح على مسجد رسول الله محمد في المدينة المنورة، أي إنّ النجمة السداسية كانت موجودة في المسجد النبوي. فكما ترى أصلحك الله أنهم يردون على دعوة الحق بالكذب والافتراء، وكل عاقل يحكم أن الذي يضطر للكذب متعمداً للرد على دعوة مخالفه فهو يقر بفعله هذا أنه عاجز عن الرد العلمي، لهذا اختار طريق الكذب....]. وأيضاً من تقول أنت إنّ السيف حاد عليهم، انظر ماذا فعلوا قبل أيام قليلة، وكيف كان ردهم على الإمام أحمد الحسن ع. قال ع: [... قبل فترة وصلتنا رسالة أرسلها أحد المراجع المشهورين لدى الشيعة عموماً وفي حوزتي النجف وقم خصوصاً، وهو جزاه الله خيراً قال: إنه الآن يدرس الدعوة بدقة وتفصيل ويرجو أن يصل إلى الحق، أسأل الله أن يوفقه ويسدد خطاه، فقد تقدم خطوات إلى الله، وحارب الأنا والدنيا والشيطان ولن يترك الله مثله إن شاء الله، نسأل الله أن يختم له بخير، ويفيض عليه القوة والثبات ليعلن إيمانه إن وفقه الله للإيمان، وأسأل الله أن يباركه ويرحمه برحمته وهو أرحم الراحمين هو وليي وهو يتولى الصالحين. أقول هذا لكي يعرف الجميع أنّ كلامي السابق والآتي غير موجه لمثل هذا المرجع وفقه الله أو الذين لا يحاربون دعوة الحق، وإنما كلامنا موجه إلى المراجع والعلماء غير العاملين الذين يحاربون الحق وهم مصرون على ما هم فيه من باطل، حتى بعد أن بينا لهم بطلانه بنقض تام هم عاجزون عن رده. قبل أيام قدمت طلباً لمناظرة المراجع وطلبت منهم أن يثبتوا عقيدة وجوب تقليد غير المعصوم التي يعتقدونها بعد أن نقضتها لهم بنقض تام، وطلبت منهم الرد على دليل دعوتنا المهدوية الذي نشر في كتاب الوصية المقدسة، ومن ثم توسعت وطرحت عليهم بعض الأسئلة العلمية المتعلقة بإثبات وجود الله وانتظرت جوابهم لتبدأ مناظرة علمية بيني وبينهم ولنرى وترى الناس ما يحسنون، وللأسف بالأمس وصلني رد المراجع وهو اعتقال السيد الطاهر حسن الحمامي ابن المرجع الراحل محمد علي الحمامي رحمه الله، والشيخ الجليل كاظم الناصري في النجف الاشرف، ولم يشفع لسيد حسن الحمامي عندهم كون أبيه مرجعاً من أشهر مراجع الشيعة وجده من فقهاء الشيعة المشهورين، ولم يشفع لسيد حسن الحمامي أنه كان إماماً لصلاة الجماعة التي تقام في ضريح الإمام علي ع، ولم يشفع لسيد حسن الحمامي أنه من فقهاء الشيعة وكان له (براني) ([33]) مفتوح لتدريس علوم الحوزة وإعالة الفقراء وطلبة الحوزة مقابل ضريح الإمام علي ع، ولم يشفع لسيد حسن الحمامي كبر سنه ومرضه. هكذا يعتقل هذا السيد الجليل الطاهر مرة بعد أخرى فقط لأنه آمن بأنّ أحمد الحسن حق، وإلا فما هو ذنب سيد حسن الحمامي وهو يعيل الفقراء ولا يعتدي على أحد، هل تطلبونه بذنب ليودع في السجن بين فترة وأخرى، والله سيكون عما قريب عاراً كبيراً على رؤوسكم هذا الذي تفعلونه مع السيد الطاهر حسن الحمامي. انظروا أيها الناس، أيها المنصفون، ماذا أقدم وكيف يرد الذين يسمون أنفسهم مراجع، أنا أقدم العلم والمعرفة التي قدمها آبائي الصالحين ص الأئمة، ومن يسمون أنفسهم (مراجع) يقدمون الجهل ويعتمدون على تجهيل الناس. وردهم عليَّ كرد كل الطواغيت على الأنبياء والمرسلين وآبائي الأئمة ص سجن وقتل: ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾([34]). فموسى بن جعفر ع قضى في السجن؛ لأن عمائم بني العباس كانت عاجزة عن رد دليله وعلمه، فلم يجدوا بداً من سجنه وقتله ليتخلصوا من الحرج الذي هم فيه، هل بقي في مشابهة أمري لآبائي الأئمة لبس على من يطلب الحقيقة ؟! للأسف، جهل الناس أجلس علياً ع خمس وعشرين سنة في بيته وكانت حصته خمس سنوات مُرّة هاجت فيها كل شياطين الإنس والجن لقتاله، وسب ثمانين سنة على المنابر التي تساوي الفضائيات الدينية الآن، ولكن بالنتيجة جاء جيل وقرأ أقوال علي ع وفهم الحقيقة وبصقوا على قبر معاوية. هؤلاء اليوم يراهنون على أن تكون حصة أحمد الحسن كحصة علي ع، ولكن هل يأمنون أن يأتي جيل يقرأ ما سطره أحمد الحسن ويفهم الحقيقة ويبصق على قبورهم، هذا إن بقيت لهم قبور ؟!] ([35]). وبعدها بأيام اعتقلوا أنصاراً آخرين بدون أي تهمة ولا ذنب إلا أنهم مؤمنين بالإمام أحمد الحسن ع !! فمن الذي سهمه حاد وموجه للمقابل، ومن المؤاخي والمقتفي سيرة وسياسة الصهاينة ؟!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله. -2. القائم في زمن الظهور (جواب س1): أما قولك: (1- في سيرتك الذاتية أشرت على كم مورد واستنتجت أن لفظ القائم يشير على شخصين .... نفترض إنا قبلنا بهذا. أتباعك يخصونك بالقائم الذي يملئ الدنيا قسطاً وعدلاً، وأساساً بعد فترة عرفوك بقائم آل محمد دون غيرك. هل أنت كذلك على هذه العقيدة أو أنك ترد بعض ما يقولونه الأنصار ؟). أولاً: ادعاؤك أنّ الأنصار يخصون الإمام أحمد الحسن ع بالقائم دون غيره هو مجرد افتراء ولم تعطي مصدراً لاتهامك، فهلا دللتنا على كتاب من كتب أنصار الإمام المهدي ع المنشورة يوجد فيه ما افتريته علينا ونسبته للأنصار ؟!!! ثانياً: عقيدتنا هي أنّ لفظ (القائم) هو بعد محمد ص صفة يتصف بها كل آل محمد ص وليست خاصة بواحد منهم ص، وفي زمن القيام المقدس هناك حجتان مفترضا الطاعة؛ الإمام المهدي محمد بن الحسن ع ووصيه ورسوله المهدي الأول اليماني الموعود أحمد الحسن ع. 2.1. الحجج (عليهم السلام) كلهم قائم: وإليك بعض الروايات وهي كثيرة جداً تبين لك أنّ الحجج من آل محمد ص كلهم قائم بحجة وقائم بالحق وقائم بأمر الله وقائم بأمر من قبله من الحجج ص: عن أبي جعفر ع، قال للحكم: (يا حكم، كلنا قائم بأمر الله. قلت: فأنت المهدي؟ قال: كلنا نهدي إلى الله. قلت: فأنت صاحب السيف ؟ قال: كلنا صاحب السيف ووارث السيف. قلت: فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟ فقال: يا حكم، كيف أكون أنا وقد بلغت خمساً وأربعين [سنة] ؟ وإنّ صاحب هذا الأمر أقرب عهداً باللبن مني وأخف على ظهر الدابة) ([36]). عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن القائم فقال: (كلنا قائم بأمر الله، واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان) ([37]). عن عبد الله بن سنان، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: "يوم ندعو كل أناس بإمامهم"، قال: إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه) ([38]). عن الإمام الرضا ع في حديث طويل ذكر فيه فضائل وخصائص الإمام، قال: (... مضطلع مفروض الطاعة، قائم بأمر الله، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله .....) ([39]). روى الشيخ الصدوق عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السلام في حديث لقاء الخضر ع بأمير المؤمنين ع: (......... فقال الرجل (أي الخضر ع): أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّ محمداً رسول الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته (بعده) - وأشار (بيده) إلى أمير المؤمنين ع - ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن ع - وأشهد أنّ الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملا الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)([40]). عن يونس بن عبد الرحمن، قال: (دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله، أنت القائم بالحق ؟ فقال: أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله عز وجل ويملاها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون. ثم قال: طوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، ثم طوبى لهم، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة) ([41]). عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: (قلت لمحمد بن علي بن موسى ص: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقال ع: يا أبا القاسم، ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل، وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملاها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله ص وكنيه .......) ([42]). عن كميل بن زياد، قال: (أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بيدي فأخرجني إلى ظهر الكوفة ........ إلى أن قال: اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة (إما) ظاهر مشهور أو خافٍ مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم ذا وأين أولئك، أولئك والله الأقلون عدداً، والاعظمون خطراً، بهم يحفظ الله حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ....) ([43]). عن أمير المؤمنين ع، قال: (وإنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه) ([44]). والقوام جمع (قائم) ([45]) الذي هو من يقوم بأمر الله ويقوم بالحجة ويقوم بأمر من قبله من الحجج ص. وعن أبي عبد الله ع، قال: (.. ونحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه ..) ([46]). وعن أبي جعفر ع، أنه قال لقتادة: (ويحك يا قتادة إنّ الله جل وعز خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه) ([47]). كانت هذه إحدى عشرة رواية عنهم ص - ويوجد غيرها - تبين أنهم ص كلهم قوام وكل واحد منهم قائم. 2.2. المهدي الأول ع قائم والمهديون (عليهم السلام) قوام: كما أنهم ص سموا ص المهديين ص بالقوام: عن ابن قولويه، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله الرازي الجاموراني، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن أبيه سيف، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر ع، قال: (قلت له: إي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله (عز وجل) وحرم رسوله ص، فقال: الكوفة يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين) ([48]). فمن يكون هؤلاء القوام سلام الله عليهم غير المهديين الاثني عشر الذين يأتون بعد الأئمة الاثني عشر كما في وصية رسول الله ص، وكما في الروايات عنهم ص، وكما تقدم ذكر بعضها: عن أبي عبد الله ع: (إنّ منا بعد القائم ع اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع) ([49]). ومن يكون هؤلاء القوام غير الاثني عشر إماماً عدلاً الذين يصلون في المسجد الذي يبنيه الإمام المهدي ع بالكوفة بعد قيامه، كما قال أمير المؤمنين ع: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع، قال: (وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله تعالى فرجه؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً) ([50]). وإن كان ما تقدم يكفي ولكن لزيادة تأكيد إليك بعض الروايات ويوجد غيرها الكثير تبين لك أنّ لفظ القائم في زمن القيام المقدس جاء في روايات أهل البيت ص للإشارة إلى علامة من علامات الظهور، أي إنّ المقصود بها هو المهدي الأول ع ويماني آل محمد ع الموجود قبل ظهور الإمام محمد بن الحسن ع. عن أبي عبد الله ع: (اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم ...) ([51]). عن أبي حمزة الثمالي، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: إنّ أبا جعفر ع كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم. فقال أبو عبد الله ع: واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم ...) ([52]). وأكيد أنّ العلامة شيء وما تدل عليه شيء آخر، والإمام هنا ع بصدد بيان العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي ع، فمن هو القائم الذي خروجه من المحتوم وهو علامة للإمام المهدي ع غير المهدي الأول اليماني ع ؟ وفي إصدارات أنصار الإمام المهدي ع تفصيل كافٍ وافٍ لمن أراد الزيادة. -3. دور الإمام المهدي ع ودور المهدي الأول ع في زمن الظهور (جواب س3): أما قولك: (ما هو السبب الذي أتباعك يحاولونه وهو يصورونك صاحب الدور الرئيسي والأهم ؟ وأي دعوة هذه تكون أخذ البيعة للحجة لكن عملياً يصورون دورك الأهم وبهذا الحال لم يبقى أي مكان للحجة وحتى أكثر الألقاب يطلقونها عليك. هل عندك علم بهذا أم أنك ترفض هذا القول وتبرئ ممن يقول هذا من أنصارك ؟). الإمام أحمد الحسن ع وصي ورسول الإمام المهدي ع، وهو الممهد له والقائم بأمره، وهو صاحب الدور الرئيسي في التمهيد لدولة العدل الإلهي، والابتلاء في زمن الظهور يكون به ع، وهذا الأمر بينته الكثير من الروايات. ولا يعني هذا إلغاء دور الإمام المهدي ع، بل إنّ الإمام أحمد الحسن ع رسول من الإمام المهدي ع. وللتمثيل أقول: هل لما يرسل الله سبحانه وتعالى رسولاً يعني هذا إلغاء لله سبحانه والعياذ بالله ؟! ولما يقبض ملك الموت الأرواح يلغى بذلك دور الله سبحانه، أو الملائكة الموكلين من ملك الموت لما يقبضون الأرواح هل بهذا يلغى دور ملك الموت ؟! قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾([53]). وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ﴾([54]). وقال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾([55]). وقال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾([56]). وفي كل الأحوال إذا قام الإمام أحمد الحسن ع بأمر إلهي وهو رسول ووصي الإمام المهدي محمد بن الحسن ع فهو أمر الإمام المهدي ع والفعل منسوب إليه ع والفاعل الحقيقي هو الله. أما الألقاب فوضّح لنا ما هي هذه الألقاب التي نطلقها على الإمام أحمد الحسن ع وغير موجودة أصلاً في القرآن وفي الروايات عن الطاهرين ص ؟ والألقاب الإلهية يخبر بمصداقها معصوم وصادق عن الله، وقد ثبت أنّ الإمام أحمد الحسن ع حجة ومعصوم، فإذا قال فقوله حجة ودليل قطعي يقيني، وقد ذكرت أنت إلى الآن واحداً منها وهو القائم، وتبين كما سبق بأنه لفظ يتصف به كل آل محمد ص ويتصف به المهدي الأول في الروايات. نعم، هناك ألقاب خاصة بآل محمد ص أخذها بدون دليل من ليس منهم، ومنها: (أهل الذكر)، و (آية الله)، و (آية الله العظمى) والتي انتحلها فقهاء آخر الزمان والعلماء غير العاملين دونما أن تنكروا عليهم، فسبحان الله !! -4. دابة الأرض في زمن الظهور (جواب س4): قولك: (أتباعك يعرفونك بأنك أنت دابة الأرض، هل أنت كذلك تعتقد بهذا ؟). قال تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾([57]). في كتاب المتشابهات الجزء الرابع للإمام أحمد الحسن جواب عن السؤال رقم 145 بيّن فيه ع أنّ: أ. الدابة إنسان. ب. مصداق الدابة في الرجعة علي ع. ج. قبل الرجعة في زمن قيام القائم ع يوجد أيضاً دابة كما في الروايات عنهم ص د. الدابة في زمن القيام المقدس من العلامات. هـ. وسبب تبكيت الدابة للناس وهو عدم إيمانهم بالآيات وهي الرؤيا والكشف. وبالإضافة إلى جواب الإمام ع يوجد تفصيل في كتاب الأستاذ أحمد حطاب (طالع المشرق ودابة الأرض)، ولكي لا يخلوا هذا الكتيب أيضاً من الفائدة إن شاء الله لا بأس أن نسلط الضوء على النقاط التي بينها الإمام ع ولو باختصار. وقبل ذلك أقول: قد سبق وإن ذكرت أنّ الألقاب أو الأسماء أو الصفات المذكورة في القرآن أو في الروايات عنهم ص إنما نعرف مصاديقها بإخبار من الله والصادقين وهم المعصومينص، وقد ثبت أنّ الإمام أحمد الحسن ع صادق مخبر عن الله؛ لأنه حجة بالدليل، فقوله حجة، وهذا يكفي للرد، ولكن ولزيادة بيان ودفعاً لما يمكن أن يثار من شبهات سوف أفصل قليلاً القول: 1. 4. دابة الأرض إنسان وهو في الرجعة علي ع: توجد روايات كثيرة عن أهل البيت ص بينوا فيها أنّ الدابة في هذه الآية إنسان: قال رجل لأبي عبد اللّه ع: (بلغني أنّ العامة يقرؤون هذه الآية هكذا: (تَكلمهم) أي تجرحهم، فقال ع: كلمهم الله في نار جهنم ما نزلت إلا تُكلمهم من الكلام) ([58]). وعن أبي عبد الله ع: (إنّ النبي ص قال لعلي ع: يا دابة الله) ([59]). عن علي ع، قال: (أنا دابة الأرض) ([60]). وعنه ع أنه قال: (أنا باب المقام، وحجة الخصام، ودابة الأرض..) ([61]). عن أبي جعفر ع: (أي شيء يقول الناس في هذه الآية: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾، فقال: هو أمير المؤمنين ع) ([62]). وعن الرضا ع في قوله تعالى: ﴿أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾، قال ع: (علي ع) ([63]). إذن، (دابة الأرض) في الآية إنسان، وهو علي ع في الرجعة. 2. 4. في زمان الظهور المقدس أيضاً هناك دابة تكلم الناس: ولكن توجد روايات أخرى فيها أنّ الدابة في زمن قيام القائم، وهذه أمثلة منها: - عن النبي ص في حديث دابة الأرض تخرج قبل خروج السفياني الذي يحكم ثمانية أشهر ثم بعد ذلك يظهر القائم ع: (في العشرين بعد ستمائة الجرح والقتل وتمتلئ الأرض ظلماً وجوراً، وفي العشرين بعدها يقع موت العلماء ... وفي التسعين تخرج دابة الأرض ومعها عصا آدم وخاتم سليمان ...) ([64]). - وعن أمير المؤمنين ع في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾([65])، قال ع: (وما يتدبرونها حق تدبرها، ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان، قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام من قوم من قريش، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة يوم) ([66]). - وعن أبي جعفر ع في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً﴾([67])، (وسيريكم في آخر الزمان آيات، منها دابة الأرض، والدجال، ونزول عيسى بن مريم، وطلوع الشمس من مغربها) ([68]). - وعن أبي عبد الله ع: (سأله رجل: متى يكون خروج القائم ع ؟ فقال ع: إذا شاء من له الخلق والأمر. قال: فله علامة قبل ذلك ؟ قال ع: نعم، علامات شتى، خروج دابة الأرض من المشرق ودابة من المغرب، وفتنة تضل أهل الزوراء "أي بغداد" ...) ([69]). - وعن الإمام الصادق ع: (... ثم تظهر دابة الأرض بين الركن والمقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن، وفي وجه الكافر كافر، ثم يظهر السفياني ويسير بجيشه إلى العراق ...) ([70]). - وعن الإمام المهدي ع: (سأله علي بن إبراهيم بن مهزيار: .. متى يا بن رسول الله؟ (أي القيام)، فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان ...) ([71]). والروايات كثيرة تبين أنّ هناك دابة تكلم الناس في زمن قيام القائم ع وهو قبل الرجعة كما ورد عنهم ص. 3. 4. قيام القائم قبل الرجعة: إنّ قيام القائم ع أول أيام الله عز وجل غير يوم الرجعة، بل هو قبله كما روي عنهم ص: عن أبي جعفر ع، قال: (أيام الله عز وجل ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة) ([72]). عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام، قال: (أيام الله عز وجل ثلاثة، يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة) ([73]). ويوجد كتاب عن الرجعة للإمام أحمد الحسن ع ([74]). 4. 4. إذن لدابة الأرض مصداقان: في الرجعة هو علي ع، وقبله قيام القائم ع هو المهدي الأول. وبالتالي فدابة الأرض التي تكلم الناس قبل القيام المقدس أيضاً إنسان، وهذا الإنسان به يفصل بين الحق والباطل، ويميز المؤمن من الكافر، أي إنه حجة معصوم وذو ولاية إلهية، ولا يوجد في زمن الظهور المبارك وقبل قيام الإمام المهدي محمد بن الحسن ع حق إلا في رجل واحد، وهو اليماني والمهدي الأول، فهو مصداق الدابة في الآية في هذا الزمان. وقد فصل القول في المسألة الأستاذ أحمد حطاب (حفظه الله) في كتاب (دابة الأرض وطالع المشرق)، وهو موجود على موقع أنصار الإمام المهدي ع فراجعه. وعلى أي حال فوصف (دابة الأرض) في زمن القيام المقدس لا يمكن أن يكشف عن مصداقه إلا حجة معصوم ع، والحجج في زمن القيام وقبل دولة العدل الإلهي هم اثنان فقط: الإمام المهدي محمد بن الحسن ع، وقبل ظهوره المهدي الأول أحمد الحسن ع، فمتى ما أخبر أحدهما بالمصداق فهو هو؛ لأن قول المعصوم حجة كما قدمت مراراً وتكراراً. بقيت شبهة وسنوردها هنا ونجيب عليها إن شاء الله. 5. 4. شبهة وجوابها: (الرجعة قبل أو في زمن الظهور المقدس). يوجد فهم خاطئ مشهور بين الفقهاء وأتباعهم، وهو أنّ الرجعة تكون في زمن القيام المقدس، ومنشأ هذا الوهم هو بعض الروايات المتشابهة التي يمثل فيها للرجعة بإحياء (صاحب الحمار)، أو التي يمثلون فيها القائم ع بعلي ع، أو أنصاره بأصحاب الكهف وبعض الشيعة الماضين كسلمان ومالك الاشتر وغيرهم. ورغم أنّ الإمام أحمد الحسن ع قد بيّن بكل وضوح أنّ الرجعة في عالم آخر غير هذا العالم الجسماني وأنها بعد القيام المقدس في ما نشره، ويمكن مراجعة كتاب (الرجعة ثالث أيام الله الكبرى) بما لا يبقى معه شك، فقد بيّن أيضاً أنه لا مجال للإشكال على دعوة الحق حتى بالتنزل إلى ذلك الفهم الخاطئ. وباختصار شديد أقول: أولاً: هل يوجد مانع أن يكون لفظ (الرجعة أو الكرة) له مصاديق عديدة وفي عوالم متعددة وأوقات متعددة ؟! والجواب أنه لا يوجد مانع، ولا دليل على حصر لفظ الرجعة في الرجعة بعد انقضاء ملك المهديين ص، وهذا كافٍ لرد الشبهة. إذا تبيّن هذا فأقول: ثانياً: يوجد في الروايات دليل على أنّ الرجعة رجعتان، وأنّ الأولى هي بالمثل كما بينه الإمام أحمد الحسن ع: [الرجعة رجعتان: رجعة في قيام القائم بمَثَلِهم، ورجعة في عالم الرجعة الأولى بأنفسهم وبأجساد تناسب ذلك العالم بعد أن ينسيهم الله حالهم والامتحان الأول والثاني ...] ([75]). وبالتالي فالروايات التي تذكر علي ع أو محمد ص في زمن القائم ع المقصود منها هو من يمثل محمد ص وعلي ع وهو القائم ع، وكذلك الروايات التي تذكر رجوع مالك الاشتر مثلاً وما شابهها فليس المقصود منها نفسه، بل نظيره من أنصار وأصحاب الإمام ع ويقف مواقف مالك ويحمل مواصفات مالك الاشتر. وقد تقدم مثال من القرآن في توفي الأنفس من الله ومن عزرائيل ومن الملائكة المؤتمرين بأمره ولا تعارض، وكذلك في مواضع أخرى من القرآن وفي رواياتهم ص. واكتفي بهذه الرواية، ومن أراد المزيد فليراجع (كتاب التوحيد)، و (كتاب مع العبد الصالح)، و (كتاب الرجعة ثالث أيام الله الكبرى)، و (المتشابهات) للإمام أحمد الحسن ع، وأيضاً (كتاب دابة الأرض وطالع المشرق) للأستاذ أحمد حطاب وغيره من إصدارات أنصار الإمام المهدي ع. عن عباية الأسدي: (أنّ أمير المؤمنين ع قال: لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه. قال: قلت له: يا أمير المؤمنين، كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني) ([76]). -5. شبهة نقص القرآن (جواب س 5): أما قولك: (أنتم تعتقدون أنّ هناك نقص في القرآن ... هل لكم تبينون لي أي سور من القران حذفت لطفاً ؟). جواب الشبهة في نقاط: 1. 5. تنبيه: أولاً وفقط كتنبيه قبل الرد أقول: حكم صاحب السؤال أنّ النقص - إن وجد أو قال به أحد - لابد أن يكون سورة كاملة أو مجموعة (سور) على حد تعبيره. ألا يكفي مثلاً وجود اختلاف على مستوى الحرف الواحد أو مجموعة حروف أو كلمة واحدة أو كلمات متفرقة أو مجتمعة للقول بالنقصان أو الزيادة نسبياً ؟! 2. 5. أين قال الإمام ع أنّ هناك نقص في القرآن ؟! لا يوجد في كلام الإمام أحمد الحسن ع ما أشار إليه صاحب الشبهة على أنه عقيدة وقول صريح منه ع، بل الموجود هو أنّ كثيراً من العلماء وكبار الفقهاء الأصوليين الشيعة يقولون بالتحريف ويصرحون به، وأيضاً علماء من السنة وفي كتبهم وفيما رووه وصح عندهم. والموجود هو أنّ بعض العلماء القائلين بالتحريف علل ذلك بمخالفة القرآن للقواعد الوضعية من نحو وبلاغة وما شابه كما سيأتي في كلام الآخوند الخراساني وكلام المشكيني. أما الإمام أحمد الحسن ع فما قاله هو أنّ هناك قراءة لأهل بيت النبي ص، وقال لكم فقط اعتبروا قراءة أهل البيت كالقراءات السبعة الأخرى المقبولة عندكم. 3. 5. شبهة وجوابها: (القول بالتحريف لا يعدو القول بالنقصان أو بتغيير بعض الكلمات اعتماداً على الروايات التي وردت عن المعصومين (عليهم السلام) وعن بعض الصحابة): لعل منشأ الشبهة ([77]) عند صاحب الأسئلة هو النص المتشابه على جاهله الذي جاء في كتاب للإمام أحمد الحسن ع، وهو كتاب العجل الذي كتبه ع في بداية الدعوة المباركة وفي فترة الدعوة السرية تمهيداً لإعلان الدعوة المباركة وتنبيهاً للأمة وللعلماء وطلبة العلم إلى الأخطاء التي وقعوا فيها والتي يمكن أن تجعلهم معادين للمهدي ع إذا ظهر، وبيّن فيه مسألة العجل والسامري التي تتكرر مع كل الدعوات الإلهية، وانحراف الأمم بعد غيبة الحجة عليها لفترة، وبيّن انحراف الأمة الإسلامية بعد النبي ص وبعد غيبة الإمام ع، ثم سلط فيه الضوء على العمل الإصلاحي الذي يقوم به المهدي ع عند ظهوره، ثم بدأ بمسألة تحريف القرآن عند السنة والشيعة وما وقع فيها من خلاف بين المسلمين عموماً سنة وشيعة، فطرح أدلة الفريقين وناقشها، كما ناقش مسائل أخرى انحرفت فيها الأمة عن الحق كمسألة التشريع بدليل العقل وطرح أدلة القائلين بالدليل العقلي في التشريع والقائلين بالتوقف عند النصوص وناقشها وغيرها. وننقل هنا موضع الشبهة من كلام الإمام ع، وهو نص أورده ع بعد أن ناقش أدلة الفريقين، قال ع: [والخلاصة: إنّ القول بالتحريف لا يعدو القول بالنقصان أو بتغيير بعض الكلمات اعتماداً على الروايات التي وردت عن المعصومين ص وعن بعض الصحابة. وكلاهما - أي النقصان وتغير بعض الكلمات - لا يقدح بكون الذي بين أيدينا قرآناً، حيث إنّ القول بالنقصان يعني أنّ الذي بين أيدينا بعض القرآن، فلا إشكال في أنّه من الله سبحانه. أمّا القول بتغير بعض الكلمات مثل: (أمة بـ أئمة)، و (اجعلنا بـ اجعل لنا)، و (طلح بـ طلع)، فهو شبيه بالقول بالقراءات السبعة أو العشر التي لاقت القبول من جميع المسلمين اليوم، وهم لا يخطّئون من يقرأ بأي منها مع اختلاف بعض الكلمات من قراءة إلى أخرى، سواء باللفظ أو بالمعنى]. فالإمام ع في هذا النص لم يثبت ولم ينفي النقص ولكن فقط رد الإشكال المطروح على قراءة أهل البيت ص وعلى رواياتهم ص، وذلك أنّ ما في الروايات عنهم ص لا يعدو القول بنقصان بعض الكلمات أو تغييرها ! وكلا الأمرين موجود في الواقع ولا ينكرونه، إذ أنّ هناك قراءات عديدة مقبولة للقرآن لا أقل السبعة منها المشهورة وبينها اختلاف: زيادة أو نقصان (نسبياً)، وتغيير بعض الكلمات، ومع ذلك لا أحد يقدح في القرآن بسبب هذه الزيادات أو النقصان بين مصحف (أو قراءة) ومصحف آخر (أو قراءة أخرى). فالإمام ع كان يدافع عن قراءة أهل البيت ص وينبه الشيعة خاصة والمسلمين عامة لكي لا يقعوا في الخطأ ويحاربوا المهدي ع الذي إذا جاء سيقرأ بقراءة جده رسول الله ص وقراءة آبائه الأئمة ص ويتأولون عليه القرآن كما جاء في الروايات عنهم ص. وسبحان الله ما حذر الله سبحانه وتعالى أو خلفاؤه ص من شيء إلا ووقع فيه الناس، فبعد إعلان الدعوة وقع ما حذر منه الإمام أحمد الحسن ع، وكمثال على ذلك لما قرأ ع بقراءة آبائه ص سورة القدر أقاموا الدنيا وأقعدوها. وللفائدة سأنقل كلامه ع والذي جاء بعد كتاب العجل بسنين، وبعد أن تحققت محاربة هؤلاء المدعين العلم والدفاع عن الدين للمهدي ع وسأله شيخ علاء السالم (حفظه الله) حينها، وهذا جوابه ليستفيد منه من يطلب الحق وينتبه الذي لا زال غافلاً وتقطع حجة المعاند. قال ع: [هم يقولون إنّ أحمد الحسن يقول بقراءة (بكل أمر)، وهذا يخالف النسخة الموجودة المكتوبة الآن، وكل من يخالف النسخة المكتوبة اليوم باطل، أليس كذلك ؟ إذن، بحسب هذا الاستدلال منهم يكون فقهاء الشيعة الأصوليون كلهم باطل؛ لأنهم يقولون بأعظم من هذا، فقط اذهب إلى كتبهم الفقهية ولن أقول البحث؛ لأنه مليء بالقول بالقراءات وهذا يرجح هذه القراءة وذاك يرجح تلك القراءة، بل اذهب إلى كتب الفتوى في القراءة من كتاب الصلاة عندهم ستجد أنهم يقولون بأنّ سور القرآن (112) وليس (114)، ويقولون بزيادة بسملتين، إذن فهم يبطلون أنفسهم؛ لأنهم خالفوا النسخة المكتوبة، هذا أولاً. ثانياً: عندك كتاب كفاية الأصول وتعليق المشكيني عليه؛ لأن هذه النسخة يدرسونها في حوزة النجف ويعملون بتعليقتها. يوجد كلام في الكفاية عن حجية ظاهر القرآن، هل مرّ عليك سابقاً ؟ هل قرأت كلام صاحب الكتاب وتعليق المشكيني عن مسألة تحريف القرآن؟ اقرأه ستجد أن صاحب الكتاب يرجح التحريف، والمشكيني يؤكد التحريف بالاعتبار والأخبار. والأخبار معروفة، والاعتبار يقصد به الخلل في البلاغة والانقطاع في الكلام والخلل في النحو .. الخ. فهؤلاء علماؤهم وكبار فقهائهم الأصوليون يقولون بالتحريف ويصرحون به، أما نحن فقد قلنا لهم فقط اعتبروا قراءة أهل البيت ص كالقراءات السبعة الأخرى المقبولة عندكم، فما هي المشكلة ؟! والله، قلت لوهابي يوماً: اعتبروا قراءة أهل البيت كالقراءات السبعة الأخرى التي تقرأونها، فسكت ولم يرد وقبل قولي، فما بال هؤلاء ؟! مع أنّ هذا الوهابي كان يقول إنّ أهل البيت يقولون بتحريف القرآن ويحتج، ولكن هؤلاء أعماهم الحسد فلا يكادون يفقهون قولاً] ([78]). فوا عجباه لشيعة آخر الزمان كيف ينكرون على آل محمد ص قراءتهم مع كثرة الروايات عنهم ص التي يحثون فيها شيعتهم على أن يقرؤوا القرآن كما يقرؤه الناس (أي بالقراءات السبع وغيرها الموجودة في زمنهم) إلى أن يظهر القائم ع فيقرأ بقراءة أهل البيت ص ! ويا عجباه كيف لا تنكرون على فقهاء الشيعة وعلمائهم وكثير منهم يقول بالتحريف ويصرح به ويستندون في ذلك إلى قواعد وضعية كمخالفة القرآن للنحو، أو مخالفة ما جعلوه من قواعد البلاغة بزعمهم ! وا عجباه ولا ينقضي عجبي، وكيف أعجب وقد أخبرونا بوقوع ذلك منذ قرون، أم كيف لا أعجب وقد حذرونا من الوقوع في ذلك !! كيف تقبلون ويقبل علماؤكم وفقهاؤكم ويقبل جميع المسلمين قراءات القرآن نقلها أشخاص غير معصومين (بل ومقدوح في وثاقتهم، أو لا أقل في وثاقة عدد منهم ([79])) وبين قراءاتهم والمصاحف المطبوعة بها اختلافات زيادة ونقصان وتغيير كلمات وحركات يلزم منها اختلاف في الرسم والمعنى والأحكام والعقائد ولا تقبلون قراءة أهل بيت نبيكم ص، مع أنكم تعلمون يقيناً وقطعاً أنهم الثقل الثاني الذي لا يفارق القرآن ولا يفارقه بنص من رسول الله ص ثبت عند جميع المسلمين. [... وسببها أي القراءات السبعة: إنهم بعد جمع عثمان الناس على مصحف واحد - أي رسم واحد - وليس قراءة واحدة؛ لأنه لم يكن فيه تنقيط ولا حركات ولا همز، قرؤوا الرسم بصور متعددة بحسب ما يتصور كل قارئ فكثرت القراءات، وكان في العهد الأموي أنّ السلطة الأموية وحّدت الناس على قراءة القراء المعتبرين عند الناس وعند السلطة، ورفضوا أن ينسخ أو يقرأ المصحف - بالنقط والحركات والهمز - بالقراءات الأخرى، فقبلوا سبعاً ورفضوا الأخرى، ولديك تاريخ القرآن، فاحتجوا عليهم بالكتب وما موجود عندهم وما كتب في كتب تاريخ القرآن. والقراءات السبعة كلها كانت شائعة في زمن الأئمة ص ويكتب بها جميعاً المصحف ويقرأ بها جميعاً، فقول الإمام ع: اقرؤوا كما يقرأ الناس، يعني: بالقراءة التي يقرأ بها الناس وهي سبع قراءات أو أكثر وليس واحدة، وإلى اليوم من لديه معرفة بالقراءات السبعة يقرأ بها جميعاً مثل عبد الباسط، فهو يقرأ بالقراءات السبعة وإذا وصل إلى كلمة فيها قراءتين أو ثلاث يقرأها أكثر من مرة وكل مرة بقراءة] ([80]). انتهى. 4. 5. مثال من النقصان والزيادة في المصاحف الموجودة حالياً والمقبولة عند المسلمين: كثير من الناس مع الأسف (والأرجح أنّ صاحب الشبهة أو السؤال منهم) لا يعرفون أنّ هناك قراءات ومصاحف مطبوعة للقرآن الكريم مختلفة في النطق وفي الرسم وفي المعاني، وبينها من الاختلافات ما يلزم منه اختلاف في العقيدة، ومنها يلزم منه اختلاف في الأحكام، بل وبين بعضها زيادة ونقصان في كلمات وحروف وهذا ما يهمنا هنا، فالقراءات المقبولة هي على الأقل سبعة لدى المسلمين جميعاً سنة وشيعة، بل إنّ العلماء السنة والشيعة يقبلون أكثر من السبعة. وسأعطي هنا مثالاً واحداً ومن أراد التفصيل فليراجع كتب القراءات وكتب تاريخ القرآن: المصحف المنتشر في بلاد الشرق (كالعراق وإيران) بكثرة هو المصحف بقراءة (حفص عن عاصم) إحدى القراءات السبعة، وفيه الآية (24) من سورة الحديد هكذا تقرأ وتكتب: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾([81]). بينما في قراءتي نافع وابن عامر نفس الآية المطبوعة (في مصحف ورش) تقرأ وتكتب بنقص كلمة (هو) هكذا: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾. إذن، فمصحف ورش المطبوع والمنتشر في المغرب العربي ناقص كلمة (هو) نسبة إلى مصحف حفص المنتشر أكثر في الشرق !! أو يمكنك أن تعكس الأمر وتقول: إنّ مصحف حفص يزيد على الأقل في هذه الآية بكلمة (هو) نسبة إلى مصحف ورش !! فأيهما القرآن مصحف ورش أو مصحف حفص ؟! وأيهما فيه زيادة وأيهما فيه نقصان؟! وهناك نقص وزيادة كثيرة جداً واختلافات عديدة ولكني لست بصدد استقصاءها هنا وفيما تقدم كفاية ([82]). أما إن أردت التفصيل فراجع إصدارات أنصار الإمام المهدي ع، وحتى كتب علماء القراءات سنة أو شيعة. 5. 5. فتوى السيستاني وفتوى الخامنئي بجواز قراءة القرآن بالقراءات المختلفة: فتوى السيستاني: هذا نص فتوى السيستاني بجواز قراءة القرآن ليس فقط بحسب القراءات السبع بل بمطلق ما يوافق النهج العربي: (الأنسب أن تكون القراءة على طبق المتعارف من القراءات السبع وإن كان الأقوى كفاية القراءة على النهج العربي وإن كانت مخالفة لها في حركة بنية أو إعراب ...) ([83]). فتوى الخامنئي بصحة قراءة القرآن بروايات غير رواية حفص عن عاصم: أنقل فيما يلي نص الخبر كما نشرته وكالة الأنباء القرآنية العالمية (ايكنا) بطهران في موقعها على الشبكة، وفيه فتوى الخامنئي بصحة القراءة بغير قراءة حفص عن عاصم: (الثلاثاء ۲۸/ حزيران/ ۲۰۱۱، ۸:4۲، رقم الخبر: 816386 - دراسة الأحكام الفقهية حول القرآن الكريم/ مكتب قائد الثورة الإسلامية رداً على ايكنا: قراءة القرآن بروايات غير رواية حفص عن عاصم صحيح. طهران - ايكنا: أكد مكتب قائد الثورة الإسلامية في إيران، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي جواز تلاوة القرآن الكريم بروايات غير رواية حفص عن عاصم. وأفادت وكالة الأنباء القرآنية العالمية (ايكنا) أنه جاء ذلك رداً على استفتاء وكالة ايكنا للأنباء حول صحة تلاوة قراء الشيعة للقرآن الكريم بروايات غير رواية حفص عن عاصم. ويعتبر موضوع اختلاف القراءات من المواضيع التي يوجد حولها أسئلة متعددة بين قراء القرآن الكريم من ضمنها هل يعتبر تلاوة القرآن الكريم بهذه القراءات المختلفة صحيح من الناحية الشرعية. وفيما يلي نص الاستفتاء: "وهل تعتبر تلاوة قراء الشيعة للقرآن الكريم بروايات غير رواية حفص عن عاصم صحيح ؟". وفيما يلي جواب مكتب قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي على هذا الاستفتاء: إنّ هذا الأمر صحيح. http://ca.iqna.ir/ar/news_detail.php?ProdID=816386). -6. الصيحة أو النداء (جواب س6): قولك: (بعض أتباعك يقولون إنّ النداء أو الصيحة من السماء تكون باسمك، هل أنت على هذا الاعتقاد أم لك رأي آخر ؟). لو كنتم تقرؤون القرآن لوجدتم حالكم وحال الإمام أحمد الحسن ع فيه، ولو اطلعتم على روايات أهل البيت ص لوجدتموهم ص قد والله وصفوا قائمهم ع وشيعته وما يلقون منكم !! نجيب إن شاء الله على الأسئلة التالية: - أين يكون النداء أو الصيحة ومن المنادي ؟ - من الذي يسمع النداء ؟ - ما هو مضمون النداء ؟ - ما هي الحكمة والفائدة من النداء ؟ ثم نخلص إلى النتيجة بـ: إنّ النداء باسم المهدي الأول في الرؤيا والكشف. إنّ الروايات عنهم ص كثيرة جداً بينت أنّ الصيحة أو النداء هو باسم القائم ع، وقد فصل القول في هذا الموضوع كل من الأستاذ أحمد حطاب حفظه الله في كتابه (فصل الخطاب)، وكذلك الشيخ علاء السالم حفظه الله في كتابه (المعترضون على خلفاء الله)، غير أننا نذكر هنا بعض النصوص مع بيان مختصر لدلالتها في نقاط: 1. 6. أين يكون النداء أو الصيحة، ومن المنادي ؟ الصيحتان أو النداءان: هناك صيحتان ترافقان دعوة القائم ع، وهما صيحة جبرائيل وصيحة إبليس، أو صيحة الحق وصيحة الباطل التي تليها. فكل صيحة حق تتبعها صيحة باطل، فكما يسمع الناس بدعوة الحق وداعي الحق لابد أن يمروا بالامتحان ويسمعوا من شياطين الإنس والجن الشبهات التي يريدوا أن يغطوا بها الحق ويضلوا بها الخلق عن الصراط المستقيم. صيحة جبرائيل من السماء وصيحة إبليس من الأرض: فرّق أهل البيت ص بكل حكمة بين مكان الصيحتين، وبينوا ص أنّ صيحة جبرائيل ع من السماء وصيحة إبليس (لعنه الله) من الأرض. عن أبي عبد الله ع أنه قال: (ينادي مناد من السماء أول النهار ..... ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض) ([84]). وعن أبي جعفر محمد بن علي ع: (صوت من السماء وهو صوت جبرائيل [باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه]، والصوت الثاني من الأرض وهو صوت إبليس اللعين...) ([85]). شبهة وجوابها: (السماء لا يمكن أن تكون هي سماء هذه الأرض). ربما يقول أحد: إنّ المقصود بالسماء التي منها صيحة جبرائيل ع سماء هذه الأرض، وإنّ الصوت مسموع من كل أهل الأرض ؟ والجواب في نقاط: - إنّ الصوت في هذا العالم المادي، وهو طاقة ميكانيكية يحتاج إلى مادة كثيفة لينتقل فيها من خلال موجات حاملة لها، ويمكن للصوت أن ينتقل في أي وسط تتوفر فيه كثافة كافية ([86])، ومن الواضح بأنّ المقصود بالصوت الثاني هنا هو الصوت الذي ينتقل في الهواء وليس صوت صادر من الماء وينتقل فيه أو صادر من مادة صلبة وينتقل فيها، بل وقد ورد التصريح بذلك عنهم ص: عن أبي عبد الله ع، عن أبيه ع أنه قال: (... فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ..... فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي ....) ([87]). إذن، (صوت إبليس) هو من الأرض وفي الهواء، فلو كانت صيحة جبرائيل ع مادية وفي سماء هذا العالم المادي، فإما أن تكون داخل الغلاف المحيط بالأرض، أو في الفضاء الخارجي. الاحتمال الأول: إنّ صيحة جبرائيل ع في الهواء، فيعني أنّ الصيحة الأولى أيضاً من الأرض؛ لأن الهواء منها، فإبليس أيضاً يصعد في الهواء إلى أن يتوارى عن أهل الأرض !! (... فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي ....) ([88]). فلماذا فرق أهل البيت ص في الروايات بين الصوتين، وما الحكمة في هذا التفريق لو كانا كلاهما في الهواء ومن الأرض ؟! ومن يقول بهذا القول ينسب السفه إليهم ص وحاشاهم صلوات الله عليهم وهم الحكماء الناطقين عن الحكيم المطلق سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. الاحتمال الثاني: إنّ صوت جبرائيل ع هو صوت مادي مسموع صادر من سماء هذا العالم الجسماني التي تقع خارج الهواء، ولا بأس أن نبيّن ولو باختصار استحالة هذا الأمر، ولنقطع عذر المعاندين وندفع الوهم لدى من كان جاهلاً بفيزياء الصوت وقانون انتقاله. أقول: إنّ فضاء هذه السماء التي نحن فيها أو الفضاء الخارجي (خارج الهواء) لا يمكن أن ينقل الموجات الصوتية الميكانيكية، وذلك أنه باستثناء الأجرام السماوية، فالفضاء ورغم أنه ليس فراغاً مطلقاً لا يحتوي على مادة كثيفة بما يكفي لإحداث اضطراب فيها ثم اهتزازات تنقل تلك الطاقة الميكانيكية كموجات صوتية إلى الأرض، ولذلك فحتى الانفجارات الكبيرة التي تحدث في الشمس لا يصل منها حسيس مسموع، بل ما يصل هو موجات كهرومغناطيسية؛ لأنها لا تحتاج إلى حامل خارجي للطاقة. إذن، لكي يكون صوت من السماء مسموع في هذه الأرض لابد أن يكون في الهواء، وقد تقدم استحالة أن تكون صيحة جبرائيل في الهواء؛ لأن هذا يعني أنها من الأرض أيضاً فتكون هي وصيحة إبليس كلاهما من الأرض وفي الهواء. وبالنتيجة: فالمقصود بالسماء التي تكون منها صيحة جبرائيل ع لا يمكن أن يكون سماء هذه الأرض، وبالتالي فالصوت ليس صوتاً مادياً. وذلك قول الإمام أحمد الحسن ع: [لو كانت صيحة جبرائيل في سماء هذه الأرض لكان كلا الصيحتين من الأرض وفي الهواء] ([89]). الموافق والمحكم لقول آبائه الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. 2. 6. من الذي يسمع الصيحة، وهل يسمعها كل شخص ؟ 1. 2. 6. ما هي هذه السماء إذن التي ليست سماء هذه الأرض ؟ - جبرائيل ع ملك، وهو روح، وليس جسداً مادياً، وعالم جبرائيل ع هو عالم الملكوت. إذن، الصيحة أو النداء في الملكوت، أي أنّ الصوت هو صوت ملكوتي وليس صوتاً مادياً. فالذين يسمعون أو لنقل (يدركون الصوت الملكوتي) هم الذين لهم وجود في الأرواح الملائكة وأرواح بني آدم ([90]). - لكن ما يهمنا هو إدراك الإنسان لهذا الصوت الملكوتي وهو موجود في هذا العالم الجسماني المادي، فليس كل ما تدركه روح الإنسان في الملكوت ينتبه له أو يفهمه في عالم المادة، بل أنّ أكثر الناس غافلون عن ذلك؛ لأنهم محجوبون بالجسد المادي وبحجاب المادة المنغمسين فيها. بلى، من كان روحه متعلق بالملكوت غير غافل عنه يسمع في الملكوت ولا يحجبه جسده المادي كما كان علي ع أمير المؤمنين يمشي في الكوفة ويكلم الأرواح، فمن كان هكذا يدرك صيحة جبرائيل ع مباشرة، وأيضاً يمكن أن يدركها من خلال الكشف أو الرؤيا الصادقة والتي فيها ما يدل على صدقها وكونها من الملكوت كاحتوائها على كلمات الله (القرآن) والمعصومين ص الذين لا يتمثل بهم الشيطان. قال الإمام أحمد الحسن ع: [كما هو واضح في الروايات أنّ جبرائيل ع يصيح في السماء يعني في الملكوت ......... الصيحة لجبرائيل ع، وجبرائيل ملك فصيحته في عالمه وهو عالم الملكوت، يصيح بملك الرؤيا وملك الرؤيا يصيح بملائكة الرؤيا التابعين له والذين يأتمرون بأمره ويرون الناس الرؤيات، وكذلك يصيح جبرائيل في السماء فيسمع الأرواح] ([91]). 2. 2. 6. شبهة وجوابها: هل كل إنسان سيسمع الصوت ؟ ربما قال بعض المعاندين أو من يجهل حقيقة الأمر: سلمنا أنّ الصيحة في عالم الملكوت، ولكن لابد أن يسمعها كل الناس كما جاء في الروايات. رد الشبهة في نقاط: 1. 2. 2. 6. لا يوجد دليل على أن كل شخص سيسمع النداء بل الدليل خلافه. لا يوجد دليل على أنّ الصيحة أو الصوت يسمعه ويدركه كل فرد في هذا العالم المادي، بل الدليل على عكسه، وذلك لما قدمنا أنّ الصيحة في عالم الملكوت والصوت فيه ليس صوتاً مادياً ينتقل في الهواء، ولا تحكمه قوانين هذا العالم المادي، ولكي يصل ذلك (الصوت الملكوتي) إلى الأرض لابد أن تكون أرواح الناس مستقبلة من الملكوت، إما مباشرة أو بإرسال الملائكة إنزالها عليهم. قال تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا﴾([92])، أي إنّ الملائكة وهي كائنات طاهرة مقدسة لا تتنزل إلا على النفوس الطاهرة المقدسة، وإذا نزلت على غيرها فعادة تتنزل بالعذاب والصيحة، هنا هي لتبليغ رسالة وللدعوة إلى القائم ع والتعريف به وبحقه وليست صيحة عذاب ([93]). فمن يتمسك بهذا القول بدون دليل فإنما هو فقط يعاند ولا يطلب الحق والحقيقة، فلا يلتفت إلى كلامه ولا قيمة علمية له. 2. 2. 2. 6. الدليل العقلي على استحالة أن يسمع كل شخص النداء. لقد تقدم بيان أنّ الصيحة ليست صوتاً مادياً، فكيف يكون صوتاً ظاهرياً وهو يحتاج أن ينتقل في الهواء وتسمعه مجموعة من الناس في الهواء، فضلاً على أن يسمعه كل فرد في هذه الأرض، فهذا يستوجب معجزة خارقة على الأقل لثلاثة قوانين فيزيائية: أ. اهتزازات صوتية بدون مصدر جسمي مادي. ب. انتشار صوت مادي في هواء كل الأرض. ج. تلون الموجات الصوتية بخاصيات هواء المتلقي بحسب لغته. وهذه ستكون معجزة قاهرة، ولو أنها حصلت لما كان هناك مجال للشك فيها، ولم يبقَ مجال للامتحان بالصيحة الثانية والتي هي من الأرض، فلكي يكون هناك امتحان لا بد أن يأتي إبليس (لعنه الله) بمثلها فتكون صيحته منشئاً للتردد، ولكي يبقى مجال للامتحان كما بينت الروايات، فهل يقول أحد بأنّ الله سبحانه وتعالى يجري على يد إبليس معجزة قاهرة وهو يدعي باطلاً ؟!!! إذن، يستحيل عقلاً أن يسمع كل شخص في الأرض صيحة جبرائيل ع. 3. 2. 2. 6. النصوص التي ألفاظها عامة ليست قطعية الدلالة على إرادة العموم الاستغراقي. أما من يتمسك بما ورد في النصوص عنهم ص، مثل قولهم: (فيؤمن أهل الأرض جميعاً للصوت الأول)، أو (يسمعه كل قوم بلسانهم) ([94])، ويريد منه العموم والاستغراق فهو كمن يحاول حجب نور الشمس بقشة، وذلك لأنه ليس للعموم المستغرق لفظ يخصه، أي أنّ ألفاظ العموم كلها تحتمل الخصوص، ودليل ذلك من القرآن وهو كلام الله ومن كلام الأئمة ص ومن كلام أصحاب اللغة وكلام كبار فقهاء الشيعة. قال تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾([95]). فالخطاب بظاهره عام، والمراد منه خاص، وبَنِي إِسْرائيلَ هم أولاد يعقوب ع، وهم الأسباط، وهم إنما فضلهم على عالم أزمانهم بأشياء خصهم بها، وأما في غير ذلك فالمراد من الأسباط هنا الأوصياء ص، ولا يعقل أن يفضل الكافر منهم على العالمين بل وحتى الأوصياء من بني يعقوب النبي ع ليسوا مفضلين على آل محمد ص. وقال تعالى: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾([96])، عنى سبحانه بلقيس وهي مع هذا لم تؤت أشياء كثيرة مما فضل الله تعالى به الرجال على النساء. وقال تعالى: ﴿... رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ....﴾([97])، وقد تركت الريح أشياء كثيرة لم تدمرها. وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾([98])، وقد عنى سبحانه وتعالى دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها وهو أكيد ليس كل شيء بالتأكيد. والآيات كثيرة، وأما كلامهم ص فأيضاً فيه محكم ومتشابه، وعام يراد به خاص، وخاص يراد به عام، وهكذا ككلام الله سبحانه وتعالى. والروايات كثيرة جداً بعضها: روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار: عن الإمام الصادق ع أنه قال: (وسألوه (أي أمير المؤمنين ع) صلوات الله عليه عن الخاص والعام في كتاب الله تعالى، فقال: إنّ من كتاب الله تعالى آيات لفظها الخصوص والعموم، ومنه آيات لفظها لفظ الخاص ومعناه عام، ومن ذلك لفظ عام يريد به الله تعالى العموم وكذلك الخاص أيضاً. فأما ما ظاهره العموم ومعناه الخصوص فقوله عز وجل: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾([99]). فهذا اللفظ يحتمل العموم ومعناه الخصوص؛ لأنه تعالى إنما فضلهم على عالم أزمانهم بأشياء خصهم بها، مثل المن والسلوى، والعيون التي فجرها لهم من الحجر، وأشباه ذلك، ومثله قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾([100]). أراد الله تعالى أنه فضلهم على عالمي زمانهم، وكقوله تعالى: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾([101]). يعني سبحانه بلقيس وهي مع هذا لم تؤت أشياء كثيرة مما فضل الله تعالى به الرجال على النساء، ومثل قوله تعالى: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا﴾([102])، يعني الريح وقد تركت أشياء كثيرة لم تدمرها. ومثل قوله عز وجل: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾([103])، أراد سبحانه بعض الناس ...) ([104]). وفي تفسير علي بن إبراهيم عن أبي حمزة، قال: (سألت أبا جعفر ع عن قول الله: "فلما نسوا ما ذكروا به" يعني فلما تركوا ولاية علي بن أبي طالب ع وقد أمروا به "فتحنا عليهم أبواب كل شيء" يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها ...) ([105]). والروايات كثيرة بهذا المعنى، فمن أرادها فليراجع كتب التفسير والحديث. وأما أقوال العلماء والفقهاء فيمكن الرجوع على سبيل المثال لا الاستقصاء إلى أقوال الشيخ المفيد في الفصول المختارة ([106])، وكذلك التذكرة بأصول الفقه ([107])، والسيد المرتضى في كتابه الذريعة ([108])، والشيخ الطوسي ([109]). 4. 2. 2. 6. توجيه النصوص الدالة على العموم: إذا تنزلنا وقلنا إنّ الألفاظ الواردة في النصوص عنهم ص مثل قولهم: (كل أهل الأرض)، أو (كل قوم بلسانهم) تعني العموم المستغرق، فلا يمكن القطع بأنّ كل شخص يسمع في الأرض الصوت من السماء، وذلك بإعطاء فهم ممكن، وهذا الفهم الذي سنقدمه - من باب التنزل - مقبول جداً، ويمكن من خلاله الجمع بينه وبين ما أثبتناه بالدليل. وهو على النحو التالي: كل إنسان له روح ونفس فهو له وجود في الملكوت، وبالتالي فكل إنسان يسمع الصيحة في الملكوت أي روحه تسمع الصيحة، ولكن ليس كل من سمعت روحه في الملكوت سيتذكر في هذا العالم المادي، بل أغلب الناس غافلون عما سمعوه، ومثله في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾([110])، ([111]). وقال تعالى : ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾([112]). فإدراك النفس أو الروح حقيقة في عالم الملكوت لا يلزم منه حتماً إدراك الإنسان لتلك الحقائق في هذا العالم الجسماني وهو محجوب بالجسد المادي، وعموماً ما أردنا بيانه هو فهم صحيح - لا أقل مقبول - للجمع بين الروايات بعد التنزل إلى أنّ المقصود من الروايات هو سماع كل الناس صيحة جبرائيل ع التي هي في الملكوت. 5. 2. 2. 6. رواية فيها بيان أنّ سماع الصوت في الأرض ليس عاماً. وإن كان في ما تقدم كفاية لمن يطلب الحق ولكن لا بأس من الإشارة إلى أمر آخر، وهو واضح وجلي في الدرة من آل محمد ص، والتي نقلناها سابقاً، حيث حكى الإمام الصادق ع قول أبيه ع: (... فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء...) ([113]). فانتبه إلى قوله ع: (إذا سمعوا الصوت من السماء)، فالإيمان إذن مشروط بسماع الصوت من السماء، ولو كان كل أهل الأرض يسمعون الصوت لقال ع: (... لما يسمعون الصوت ...)، أو لقال ع: (... حين يسمعون الصوت ...) !! 6. 2. 2. 6. مسك الختام وفصل الخطاب. قال الإمام أحمد الحسن ع: [صيحة جبرائيل لما ضرب ابن مُلجَم الإمام علي ع لم يسمعها كل الناس، ولو سمعها كل الناس لنقلها جميعهم، فلو كانت في هذا العالم المادي لسمعها كل الناس، فما المانع لسماعهم لها لو كانت في هذا العالم، وهذه الصيحة نظير صيحة جبرائيل في زمن الظهور الموعود] ([114]). أي إنّ الصوت لا يكون مادياً حتى لو افترضنا أنّ سماعه ينحصر في مكان معين مثلاً، وذلك لأنه بمجرد أن يسمع الصوت المادي واحد في مكان ما يلزم منه أن يسمعه كل الموجودين في ذلك المكان، كما هو حال كل الأصوات المادية. 3. 6. شبهة وجوابها: كيف يكون النداء علامة وحجة إذا لم يسمعه كل شخص ؟ الشبهة: إذا كان النداء والصوت لا يسمعه كل شخص فكيف يكون علامة لظهور المهدي ع، وما هو دليل حجيته ؟!! جواب الشبهة: يكفي أن يسمعه مجموعة يستحيل عقلاً أن يتواطؤوا على الكذب وينقلوه للناس، فإذا تواترت رواية أشخاص مختلفي اللسان والبلاد والخلفيات العقائدية التي ينتمون لها، واتفقت روايتهم لنداء ملكوتي باسم رجل واسم أبيه، وأنه هو صاحب الأمر أو القائم أو المهدي أو الأمير، ثبتت حجية النداء، وتحقق بذلك المقصود من روايات أهل البيت ص. وللتوضيح أقول: لو جاء عدد من الأشخاص في زمن واحد تقريباً لم يسبق لهم أبداً أن التقوا، ومن بلدان مختلفة تبعد بآلاف الكيلومترات عن بعضها، وألسنتهم مختلفة، مثلاً واحد منهم (عربي من العراق)، و(ثاني عربي من مصر )، و(ثالث فارسي)، و(رابع تركي)، وهكذا (أمريكي)، و(فرنسي)، و(ألماني)، و(اسباني)، و(سويدي)، و(روسي)، ودياناتهم مختلفة (يهودي ومسيحي وشيعي وسني ووهابي). وأخبروك أنّ كل واحد منهم رأى رؤيا أو رؤى فيها قرآن أو ملائكة وأنبياء وأئمة ص يخبرونه فيها أنّ رجلاً اسمه فلان ابن فلان حق، فيكون قطعاً هذا نداء ملكوتي سمعه هؤلاء الأشخاص. ثم إنهم نقلوا هذه الأخبار لأقوامهم وللناس كل بلسانه، وهكذا تناقل الناس كل بلسانه ولغته هذا الأمر، وأيدته روايات أخرى من أشخاص آخرين، إلى أن بلغوا العشرات، ثم تواصل الأمر هكذا وذاع صيتهم في كل أنحاء الأرض. ثم إنك عرضت روايتهم على النصوص الصحيحة ووجدتها موافقة لها، فحتماً يكون هذا نداء ملكوتي للعالم كله، كل قوم بلسانهم، وسيؤمن به إذا سمعه من يؤمن بالرؤيا والكشف وبالغيب ([115]). 4. 6. مضمون الصيحة من السماء هو: (اسم القائم واسم أبيه ع وكنيته). الآن وقد تبين مصدر الصيحة، وأين تكون، وكيف تكون، يمكن الجواب على سؤالك الاستنكاري، ويكفي استنطاق الروايات المقدسة عنهم ص لمعرفة أنّ المراد من الصيحة هو تعريف بصاحب الأمر والقائم ع من خلال التعريف باسمه واسم أبيه، وبالتالي يمكنك أن تعرف أنّ المقصود هو شخص مخفي عن الناس أمره وليس معلناً عنه كما هو الحال بالنسبة للإمام المهدي محمد بن الحسن ع أرواحنا له الفداء. وإليك بعض من هذه الروايات التي تصف هذا القائم وصاحب الأمر وأنه ينادى باسمه وباسم أبيه للتعريف به: عن أبي عبد الله ع أنه قال: (أما إنّ النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين. فقلت: فأين هو أصلحك الله ؟ فقال: في "طسم تلك آيات الكتاب المبين"، قوله: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين". قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير) ([116]). عن أبي عبد الله ع أنه قال: (ينادي باسم القائم، فيؤتى وهو خلف المقام فيقال له: قد نودي باسمك فما تنتظر ؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع) ([117]). عن أبي جعفر ع أنه قال: (إنّ المنادي ينادي: إنّ المهدي [من آل محمد] فلان بن فلان باسمه واسم أبيه، فينادي الشيطان: "إن فلاناً وشيعته على الحق - يعني رجلاً من بني أمية -") ([118]). عن زرارة بن أعين، قال: (سمعت أبا عبد الله ع يقول: ينادي مناد من السماء: "إنّ فلاناً هو الأمير"، وينادي مناد: "إنّ علياً وشيعته هم الفائزون". قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا ؟ فقال: إنّ الشيطان ينادي: إنّ فلاناً وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية. قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب ؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون) ([119]). عن أبي عبد الله ع إنه قال: (إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء: ألا إنّ الأمر لفلان بن فلان ففي مَ: القتال ؟) ([120]). عن أبي عبد الله ع إنه قال: (لا يكون هذا الأمر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء: ألا إنّ فلاناً صاحب الأمر، فعلى ما القتال) ([121]). وعن أبي عبد الله ع: (يشمل الناس موت وقتل حتى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم فينادي مناد صادق من شدة القتال فيم القتل والقتال ؟ صاحبكم فلان) ([122]). ويكفي هذا القدر لمن يطلب الحق وإن كانت الروايات كثيرة جداً. 5. 6. ما هي الفائدة من النداء، وكيف يمكن أن يعرف القائم بمجرد سماع اسمه ؟ قد تبين مما سبق أنّ النداء الذي من السماء هو باسم القائم ع واسم أبيه، وهو لبيان حقه ع، وبه يعرف صلوات الله عليه. عن ابن أبي يعفور، قال: (قال لي أبو عبد الله ع: امسك بيدك هلاك الفلاني، وخروج السفياني، وقتل النفس، وجيش الخسف والصوت. قلت: وما الصوت هو المنادي ؟ فقال ع: نعم، وبه يعرف صاحب هذا الأمر) ([123]). فلو كان المقصود بالقائم ع هنا هو الإمام المهدي محمد بن الحسن والذي يعرف اسمه القاصي والداني فكيف إذن سيعرف الناس شخصه بمجرد سماع الاسم واسم الأب والكنية أو النسب ؟! يعني لو نادى مناد من السماء (المهدي هو محمد بن الحسن)، أو جاءنا عدداً من الأشخاص يقولون إنهم سمعوا هذا النداء، وتحققت شروط صدقهم كما قدمنا، فيكون الإشكال هو: كيف سيعرف الناس من هو المقصود بهذا الاسم الموجود أصلاً في الكتب بما يفوق التواتر ومنذ قرون ؟! ومن سيشير على المصداق لصاحب الحق ؟! فلا أقل يجب أن يدعي شخص أنه هو محمد بن الحسن ويكون فعلاً اسمه محمد واسم أبيه الحسن، وهو معروف عند الناس، فهل ينطبق هذا الأمر على من كان في غيبة منذ قرون وعلى أبيه ع الذي توفي منذ القرن الثالث هجري ؟؟؟ فلو كان الاسم هو (محمد بن الحسن) لما استفيد منه سوى أنّ الإمام الثاني عشر الذي تقول به الشيعة حق، وهذا الأمر ثابت بالدليل النقلي القطعي منذ قرون ولا يحتاج إلى نداء لإثباته في زمن يحتاج الناس فيه لمعرفة المصداق الخارجي في زمانهم ويكون دليلاً على أحقية صاحب الاسم لما يظهر ويقوم بالأمر !! تبين إذن أنّ المراد ليس المناداة باسم (محمد بن الحسن) سلام الله عليه، وتبين أيضاً أنّ المقصود هو شخص ظاهر معروف كي يكون الاسم دالاً عليه ومعروفاً به، أي إنه صاحب دعوة سابقة على النداء أو مزامنة له ليكون النداء باسمه دليلاً على حقه وأحقيته ع وصدق دعواه، فيحتج عليهم بذلك النداء وبما جاء من النص عليه في الكتب والروايات. عن مالك الجهني، قال: (قلت لأبي جعفر ع: إنّا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس، فقال: لا والله لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه) ([124]). فصاحب الأمر إذن هو الذي يحتج على الناس باسمه لا العكس، ومعلوم أنّ أهم الصفات وأولها هي الاسم. عن المفضل: (... يا مولاي، فكيف يدري ظهور المهدي ع وإنّ إليه التسليم ؟ قال ع: يا مفضل، يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره ويظهر أمره وينادي باسمه وكنيته ونسبه، ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به، على أنه قد قصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه وقلنا سمي جده رسول الله ص وكنيته لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسماً ولا كنية ولا نسباً، والله ليتحقق الإيضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعض، كل ذلك للزوم الحجة عليهم، ثم يظهره كما وعد به جده ص في قوله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾) ([125]). لماذا ينادى باسمه وكنيته ونسبه وما الفائدة في ذلك ؟! وكيف سيكون ذلك للزوم الحجة عليهم ؟! ومجرد الاسم لا يلزم منه إلا كون الإمام الثاني عشر هو محمد بن الحسن والنداء هكذا لا يلزم منه إلا علامة عن زمن الظهور !! وإلا فكيف يعرف الناس الشخص (أي المصداق في الخارج) بمجرد النداء بالاسم لو كان المقصود (محمد بن الحسن ع) وهو كان في غيبة ؟ أو كيف يتحققون من نسبه ولا أحد من آبائه ص موجود بين أظهر الناس ؟؟ ومن سيشير إليه ويبين شخصه للناس؟؟ فلو كان الأمر متعلقاً فقط بإثبات أنّ الإمام المهدي ع اسمه محمد بن الحسن ع، أو للإعلان في زمن الظهور لكان لهذا الفهم مجال للقبول، ولكن الأمر يتعلق بمعرفة مصداق في الخارج، ولا يعقل أن يكون الاسم دالاً على شخص غير معروف بذلك الاسم مسبقاً وقبل الادعاء. فالاسم واسم الأب والكنية هي صفات تدل على أحقية الموصوف المعروف بها بلا جدال، أي لابد أن يكون هذا الشخص موجوداً ومعروفاً باسمه واسم أبيه وكنيته ثم يدعي أنه هو المهدي أو القائم أو الأمير ووو ...الخ، فيأتي النداء لتصديقه عند ادعائه أو بعده. بالنتيجة: النداء هو بـ (اسم رجل معروف بشخصه وظاهر بين الناس عينه) ومخفي عنهم أنه اسم القائم بالحق المقصود من النصوص. وذلك لأن المشهور والمعلن عند من ينتظرون الإمام المهدي ع أنّ اسم القائم هو محمد بن الحسن ع عند الشيعة، وأنّ اسمه يواطئ اسم النبي ص واسم أبيه اسم أبي النبي ص عند السنة. فهل يوجد في زمن الظهور حجة معصوم مفترض الطاعة يصدق عليه عنوان القائم - وقد تقدم أنها صفة لكل حجج الله - غير الإمام المهدي محمد بن الحسن ع، ويكون ظاهراً معروفاً بشخصه بين الناس، ويكون للنداء فائدة بالتعريف بحقه وأمره ؟ أو لنطرح السؤال هكذا: هل ذكرت النصوص أنّ هناك اسماً يخفى على الناس لقائم بالحق غير الاسم المعلن لهم والمشهور على ألسنتهم ؟! نعم، إنه القائم بالحق أول المهديين الاثني عشر أوصياء الإمام المهدي ع في وصية رسول الله ص، التي نقلها الصادق ع عن آبائه ص، وقد تقدم نصها بالكامل: (... أول المهديين، له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي، وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين). وأحمد الموصوف أنه أول المؤمنين موجود في زمن الظهور، وهو حجة معصوم، ويصدق عليه صفة (القائم)، وهو صاحب الاسم المخفي عن الناس. عن الباقر ع أنه قال: (له اسمان - أي للقائم - اسم يخفى واسم يعلن، فأمّا الذي يخفى فأحمد، وأمّا الذي يعلن فمحمد) ([126]). وهو الذي سماه الصادق ع في أصحاب القائم ع الذين من البصرة: (... ومن البصرة ... أحمد ...) ([127])، لأن البصرة قد بيّن أمير المؤمنين ع أنّ أول أصحاب الإمام المهدي ع (أي أول المؤمنين به في زمن الظهور)، منها: (... ألا وإنّ أولهم من البصرة ...) ([128]). وميزه الباقر ع بأوصاف جسدية غير أوصاف الإمام المهدي ع، فقال: (... ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز وبوجهه أثر، رحم الله موسى) ([129]). وهو الأمير والقائد الذي اسمه شعار كنوز الطالقان والرايات المشرقية الواجب النهوض إليه ونصرته، عن الباقر ع: (إنّ لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: أحمد، أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) ([130]). وهو يماني آل محمد الموعود الذي يدعو إلى الحق والملتوي عليه من أهل النار كما في الروايات عنهم ص، الذي ينادى باسمه وبصوت ليس من أنس ولا جان (أي صوت جبرائيل ع والملائكة ص). في كتاب الملاحم والفتن: (قال: أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) ([131]). وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني: (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه، فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتاً ما قال إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني) ([132]). والروايات كثيرة جداً وسيطول بنا المقال إن أردنا استقصاءها في هذا المقام، وقد بينها الإمام أحمد الحسن ع وفصل الأنصار وفقهم الله الاستدلال بها، ومن أرادها فليراجعها، وإنما ذكرنا طرفاً منها لكي لا يخلوا الجواب من توضيح، ولعل السائل أو من يصله الكتيب ينتفع بما أوردناه، والحمد لله كما هو أهله. -7. تشخيص السفياني (جواب س7): قولك: (بما أنك تقول تتواصل مع الإمام ع، هل ممكن أن تعلنون عن اسم السفياني حتى يكون سند على صدق دعواك عند خروجه ؟). لنفترض أنه قد حدد لك اسماً، فما هو الضابط الذي ستميز به السفياني إذا خرج ؟؟! أليس أنك ستعرفه بمحاربته للحق ؟! فبمعرفة الحق يعرف كل باطل؛ لأنه يحارب الحق، لكن بمعرفة الباطل لا تنجو؛ لأن الباطل يمكن أن يحارب باطلاً آخر. فتبين لك أن لا طريق لمعرفة الحق بالباطل، بل الباطل يعرف بمخالفته الحق. يقول الإمام أحمد الحسن ع في كتاب الجهاد باب الجنة: [فليس كل من يصدم بالظلمة هو النور بل ربما كان ظلمة أيضاً، ولكن كل من يصطدم بالنور هو ظلمة، لذا فلابد أن نبحث ونعرف النور وبه نعرف الظلمات] ([133]). نحن نعرف أنّ هناك طريقاً من الله سبحانه وتعالى لمعرفة صاحب الحق، وكل من ليس مع الحق فهو باطل سواء كان سفياني أو غيره، وأنتم لم تكلفوا الإيمان بالسفياني وغيره، بل كلفتم الإيمان بالحجج ص، فمن عرف الحجة ع لا يضره شيء وكفي مؤنة البحث. وفي الكافي: عن الإمام علي ع: (... واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول ص فتداويتم من العمى والصم والبكم، وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق، ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ([134]). وطالع المشرق هو نفسه المهدي الأول واليماني الموعود أحمد الحسن ع، ومن أراد زيادة تفصيل فليطلع على كتاب (طالع المشرق ودابة الأرض) للأستاذ أحمد حطاب (حفظه الله)، وهو من إصدارات أنصار الإمام المهدي ع ومنشور بالموقع الرسمي. والسفياني كما في روايات آل محمد ص هو امتحان للناس، وبه ابتلاء، فهو إمام ضلال له أتباع وجيش يحارب الحق، فهل آمنت أن لا تكون أنت السفياني أو من السفيانيين مثلاً؟! خصوصاً بمعرفة أنّ الظاهر من الروايات أنّ السفياني يمكن أن يكون له عدة مصاديق. أما صدق الدعوة فقد ثبت بالأدلة التي بينها الإمام أحمد الحسن ع وخصوصاً الوصية المقدسة العاصمة من الضلال لمن تمسك بها. وقد كتب الإمام أحمد الحسن ع في صفحته على (الفيسبوك) تحذيراً من السفيانيين، وبيّن مصداقاً من مصاديق الراية السفيانية المرفوعة اليوم: [بمناسبة: معركة صفين، دخول سبايا آل محمد إلى الشام، مايحدث اليوم في سوريا. أكرر دعوتي مرة أخرى وأوجهها للمسلميين في كل مكان وبالخصوص في العراق للالتفاف حول راية الحق المهدوية لمواجهة ذباحي القاعدة السفيانيين، الذين تجمعوا في سوريا وبدعم من الحكومة الأمريكية وأذنابها، ويعتبرون العراق خطوتهم الثانية] ([135]). -8. حل مسألة رياضية دالة زيتا لريمان (جواب س8): قال السائل: (هل لك تحل لنا مسألة لم تحل من قبل، بما أنك وصي الإمام ع وتقول أنك أول المهديين وأول المؤمنين و .... إذن نتوقع منك الكثير. السؤال: هل تستطيع حل فرضية زيتا ريمان ؟). والجواب إن شاء الله في نقاط نجعلها بصورة فقرات: 1. 8. ما هي حجية حل مسألة رياضية أو علمية أكاديمية عموماً ؟ 1. 1. 8. تمهيد: (ما الحكمة والهدف من حل مسألة معينة دون غيرها من المسائل؟). قبل المناقشة أقول: لا بد أن نقف على الحكمة من الطلب أو السؤال، فأقول: لماذا بالضبط مشكلة من الرياضيات ؟ ثم من الرياضيات لماذا اخترت مشكلة دالة زيتا ريمان، فيوجد الكثير من المسائل في الرياضيات بدون حل، فلماذا مثلاً هذه وليس مشكلة أخرى من بين مشاكل هيلبارت المطروحة ؟! فهذه المسألة (أي توزيع أصفار دالة زيتا) هي الثامنة من مسائل هيلبارت الثلاثة وعشرين! ثم هل كل هؤلاء العلماء الذين أعطوا حلولاً للمسائل المستعصية ومن بينها عدد من مسائل هيلببارت يعتبرون معصومين وحججاً مفترضي الطاعة، أو صادقين في كل ما اخبروا عنه ؟! ([136]) إذن، لوجب عليك الخروج عن الدين الإسلامي، بل وعن كل الأديان؛ لأن كثيراً منهم إما ليسوا مسلمين أو ملحدين ولا يؤمنون بوجود إله !! 2. 1. 8. كيف سيكون الحل المفترض ؟ مسألة ريمان مسألة أكاديمية، وللجواب عنها لابد من تقديم برهان خاضع للنقد والتفنيد العلمي كي يتأكد العلماء من صحة الدليل المقدم (أو الدليل على نقض الفرضية)، وبالتالي فلا وجه للاستدلال ببرهان رياضي في مسألة رياضية على مسألة العصمة أو الصدق في ادعاء مقام إلهي إلا أن يقال إنّ الأمر آية ومعجزة، وهذا ما سنناقشه في ما يلي وفي نقاط. 3. 1. 8. شبهة: هل حل مسألة علمية مستعصية كمسألة ريمان يعتبر آية ومعجزة؟ ربما قيل إنّ علماء الرياضيات عجزوا عن حل مسألة ريمان، إذن فحلها آية ومعجز. أقول: أولاً: علماء الرياضيات لا يقرون لك بأنّ حل مسألة ريمان أو أي مسألة علمية أكاديمية هي أمر معجز، فضلاً على أن يقروا لك بأنّ من يأتي بحله هو مؤيد من الله كيف وكثير منهم ملحد ولا يؤمن بوجود إله، ومن هؤلاء الملحدين من حل مسائل علمية معقدة جداً. ثانياً: من بين الثلاث وعشرين مسألة صعبة (مسائل هيلبارت) تم حل أو البت في أكثر من عشرة منها، وبقي عدد منها مطروحاً، وقد عجز إلى الآن العلماء عن حله، مضافاً إلى مسائل أخرى في الرياضيات مطروحة لا تقل أهمية أو صعوبة، فلا خصوصية لمسألة ريمان !! ثالثاً: لو تنزلنا وقلنا إنّ حل مسألة ريمان معجزة لبعض علماء الرياضيات، ثم لو افترضنا أنّ الإمام ع أعطى حلاً، فالفيزيائيون أيضاً عندهم مسائل تعجزهم إلى الآن، بل ربما تعتبر أصعب وأهم من مسألة ريمان، وكذلك علماء البيوليوجيا وعلماء الطب وووو وهكذا، أي إنّ المطلوب سيكون هو الإحاطة بجميع العلوم الدنيوية المعقدة، وطبعاً هذا لن يقنع الذين لا يفهمون تلك العلوم المعقدة فسيطلبون أيضاً حل مسائل في علوم أقل تعقيداً، مثلاً يجب أن يعجز الاقتصاديين والسياسيين وعلماء النفس واللغويين (كلهم) و... و... و... وإلا فسيكون حل مسألة معينة من مجال علمي معين مدعاة للريبة والشك أكثر من كونه دليلاً على صدق المدعي. بالنتيجة: لا يمكن اعتبار حل مسألة علمية أكاديمية معينة دليلاً على أحقية حجة من حجج الله ص، لا يمكن اعتبار حل المسائل العلمية إعجازاً إلهياً إلا أن يكون بالإحاطة بجميع العلوم من اعقدها إلى ابسطها. وهذا هو جواب السؤال الذي طرحناه ابتداءً، وإن كان في هذا كفاية لبيان سفه طلب السائل ولكن سنفصل القول لعل الله ينفع بهذه الكلمات بفضله ومنه - الإخوة أنصار الإمام المهدي وكل طالب حق. فنسأل هذا السؤال ونعنون له فقرة: 2. 8. شبهة: هل يعلم المعصوم ع جميع العلوم الدنيوية اعقدها وابسطها ؟ يجب التفريق بين علم المعصوم ع الذي هو صفة ملازمة ويعرف بها وبين العلم الذي يحتاج إليه المعصوم عند الضرورة للقيام بمهمته كخليفة الله وحاكم ومدافع عن دين الله وعن رسله وكتبه ووو... الخ. وفيما يلي سؤال وجوابه من الإمام أحمد الحسن ع كما نقله الشيخ علاء السالم في درس العقائد للمرحلة الأولى من الحوزة المهدوية الانترنيتية: [س/ هناك مسألة بخصوص علم المعصوم ربما هي موضع شبهة على كثير من الأنصار، يعني مثلاً هل المعصوم يعلم بكل شيء .. أو هو مقتصر على جهة معينة من العلم ؟ ج/ كل العلوم .. من أعقد علم دنيوي إلى أبسط علم دنيوي، ولكن هذه معجزة ولا تكون دون سبب وبسفاهة .. طبعاً إضافة إلى العلم الواجب وهو علم الأديان لابد أن تكون كل العلوم، وإلا فكيف يقود وكيف يرد عندما يحتاج الرد الإحاطة بالعلوم. عند الضرورة لابد أن يعلم، مثلاً: لو حكم لابد أن يعلم بالاقتصاد، وأمور أخرى ... الخ، ولكن هذه أمور معجزة يعني ليس هو يعلم منذ ولد في هذا العالم الجسماني بل يعلمه الله عند الضرورة، تماماً كالعصى التي أصبحت أفعى] ([137]). ولمن يعتقد أنّ الإحاطة بجميع العلوم صفة يعرف بها المعصوم ع أقول: إنّ هذه عقيدة، والعقائد لا بد فيها من دليل يقيني وهو مفقود، بل إنّ الدليل من القرآن والروايات والعقل والواقع على خلاف ذلك، بل ولا يوجد حتى عالم أو فقيه من فقهاء العقائد المعتد بقولهم يقول بهذه العقيدة الباطلة. قال تعالى: ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾([138]). وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾([139]). وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾([140]). فالأصل أنّ الحجة في هذا العالم الجسماني كسواه من الناس، ففي مسألة المعرفة بالعلوم الدنيوية فهو في هذا العالم الجسماني لا يمكن أن يعرف العلوم الأخرى إلا بالاكتساب كسواه من الناس ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾، وإلا فبالمعجزة، وهذا الأصل لا يمكن الخروج عنه إلا بدليل قطعي يقيني وهو مفقود. وفي سيرة الأنبياء في القرآن وفيما ما ورد عنهم ص روايات كثيرة (لا يسع المجال لذكرها، ومن أراد فليراجع بحث في العصمة للدكتور عبد الرزاق الديراوي حفظه الله) لمن تدبرها خلاف هذا القول الباطل. فالحجج ص كانوا يتعلمون الحرف ليعالجوا معاشهم ويكتسبوا رزقهم، ولو كانوا يحيطون بكل العلوم فما الحاجة للتعلم عند الحرفيين، فهذا عيسى ع وهو معصوم ومن أولي العزم كان يتعلم النجارة عند يوسف النجار، والنبي ص كان يسافر مع قريش وعمه أبي طالب ع ليتعلم التجارة وهي كالنجارة أسهل بكثير من الرياضيات والفيزياء وغير ذلك من العلوم الأكاديمية. وإنّ الإمام الحسن ع كان له مؤدب (أي معلم) يتعلم عنده الكتابة كما في قصة الأعرابي الذي جاء يسأل خليفة رسول الله ص عن مسألة بيض النعام، الذي أخذه وهو خارج للحج، فوجهه أمير المؤمنين إلى الحسن ع وهو بين يدي المعلم. عن أبي عبد الله ع: (.... فقال أمير المؤمنين: أجل يا أعرابي عليك بالصبي الذي بين يدي معلمه ومؤدبه صاحب الرواية فإنه ابني الحسن فاسأله فإنه يفتيك. قال الأعرابي: .... تأمرني أن أسأل الصبي الذي بين يدي معلمه لا يفصل بين الخير والشر ؟ فقال أمير المؤمنين ع: يا أعرابي، لا تقل ما ليس لك به علم واسأل الصبي فإنه يفتيك. فقام الأعرابي إلى الحسن ع وقلمه في يده يخط في الصحيفة ومؤدبه يقول: أحسنت أحسن الله إليك يا حسن ....) ([141]). وكذلك الإمام محمد الجواد ع كان يتعلم على يدي مؤدب. عن محمد بن قتيبة، عن مؤدب كان لأبي جعفر ع، قال: (إنه كان بين يدي يوماً يقرأ في اللوح إذ رمى اللوح من يده وقام فزعاً وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله، مات أبي ع"..... واستعرضني بآي القرآن إن شئت سأفسر لك وتحفظه .....) ([142]). وغير ذلك من الروايات، فهل كانوا ص يضيعون وقتهم وهم يعلمون بهذه العلوم وحاشاهم صلوات الله عليهم من العبث أو السفه ! ولو كان علي ع والحسن ع والحسين ع يعلمون الطب (وهو أقل تعقيداً من الرياضيات) فلماذا استدعوا طبيباً ليفحص الجرح الذي أحدثه اللعين ابن ملجم في رأس أمير المؤمنين ع ؟ فاستدعاؤهم الطبيب وهم يعلمون الطب ومعصومون يكون مجانباً للحكمة وحاشاهم من ذلك ! وما حاجة النبي محمد ص لاستئجار خدمة رجل يدله على الطريق لما يريد المدينة أو السفر لمكان ما ؟ ثم لو كان الحجج ص يعلمون كل العلوم على نحو الملازمة (أي إنهم في كل حين وبدون ضرورة لذلك يعلمونها) لكان ذلك أكبر معجزة بل معجزة قاهرة، فما حاجة النبي موسى ع لعصى تتحول أفعى، وما حاجة علماء العقائد لنقل حادثة در شاة أم معبد كمعجزة من معجزات نبينا محمد ص و... و... و... الخ. فلو كان المعصومون ص يعلمون كل هذه العلوم لكانوا احتجوا بها ووصلنا ذلك عن طريق التواتر، ولو كانت هذه العقيدة موجودة لدونها واعتنى بها علماء وفقهاء المذهب الحق، بل هم رحمهم الله نقلوا إجماع الطائفة المحقة على أنها عقيدة الغلاة، ولم يوجب العلماء حتى حصول المعجزة لمعرفة صدق المدعي مقام الحجية. وسأكتفي بنقل بعض أقوال العلماء الأوائل رحمهم الله من باب الأمانة؛ لأني ذكرتهم لا من باب الاحتجاج، فقول العالم يحتج له ولا يحتج به عندنا: قال الشيخ المفيد رداً على إشكال إتباع النبي موسى ع الخضر: (... وليس من شرط الأنبياء ص أن يحيطوا بكل علم، ولا أن يقفوا على باطن كل ظاهر. وقد كان نبينا محمد ص وآله أفضل النبيين وأعلم المرسلين ولم يكن محيطاً بعلم النجوم ولا متعرضاً لذلك ولا يتأتى منه قول الشعر ولا ينبغي له. وكان أمياً بنص التنزيل ولم يتعاط معرفة الصنائع، ولما أراد المدينة استأجر دليلاً على سنن الطريق، وكان يسأل عن الأخبار ويخفى عليه منها ما لم يأت به إليه صادق من الناس ...) ([143]). كما نقل إجماع الشيعة على عقيدته في عدم اشتراط الإحاطة بالعلوم والصنائع ونسبها للغلاة في أوائل المقالات ([144]). وقال الشريف المرتضى: (معاذ الله أن نوجب للإمام من العلوم إلا ما تقتضيه ولايته، وأسند إليه من الأحكام الشرعية ....... لا يجب أن يعلم الإمام بالحرف والمهن والصناعات، وما إلى ذاك ممّا لا تعلق له بالشريعة. إنّ هذه يرجع فيها إلى أربابها، وإن الإمام يجب أن يعلم الأحكام، ويستقل بعلمه بها، ولا يحتاج إلى غيره في معرفتها، لأنّه ولي إقامتها، وتنفيذها) ([145]). 3. 8. شبهة وجوابها: (حل مسألة علمية يعتبرها من طلبها معجزة وأنه سيؤمن إن أتى به الإمام إحمد الحسن ع). ربما يقال إنّ حل مسألة علمية من نوع الذي اقترحه السائل (أي فرضية ريمان) يعتبرها هو معجزة، وأنه سيؤمن إن أتى به الإمام أحمد الحسن ع. الجواب في نقاط: 1. 3. 8. هل المعجزة دليل وهل حصولها واجب. المعجزة دليل في الدعوات الإلهية ولكن ليست واجبة، أي إنها يمكن أن تحصل ويمكن أن لا تحصل، ومتى ما حصلت معجزة كانت حجة على كل من بلغته سواء شهدها أو نقلت له بطريق صحيح. 2. 3. 8. المعجزات التي تؤيد الدعوة اليمانية ملزمة للجميع وهي كثيرة وموثقة. قد تقدم بيان عدم الملازمة بين العصمة وصدق الدعوة وبين الجواب عن كل مسألة علمية أو الإحاطة بكل العلوم، وتقدم أيضاً بيان سفه الطلب الوارد في السؤال. ولكن إذا كان الأمر متوقفاً على المعجزة للإيمان فالدعوة المباركة تؤيدها آيات ومعجزات كثيرة، ومنها ما هو موثق بالصوت والصورة، ونقلتها قنوات فضائية، ويمكن الاطلاع عليها كما في الحلقة الخاصة من برنامج (بين الناس) (بتاريخ 31/ يناير/ 2012) على القناة الفضائية (الديار). - ومنها: معجزة إحياء طفل ميت اسمه (علي سعدون) الذي سقط في النهر، وكان والد الطفل من قبل غير مؤمن بالدعوة، وسبق منه أن طلب معجزة من الله ليعرف أحقية الدعوة المباركة، فأحيى الله سبحانه الطفل بعد ساعات من موته، وبعد أن تيقن الأطباء من وفاته. وفي موقع القناة يوجد التسجيل كامل وتفصيل أكثر للقصة، وهي موثقة بالصوت والصورة، وهذه المعجزة يتناقلها الناس في العراق وكثيرون يؤمنون لما تنقل لهم. - ومنها: معجزة إبراء مريضة بالسرطان، وهي مدرّسة، وهي الآن قد شفيت تماماً، وقصتها باختصار: هي أنّ والدة المدرّسة بعد أن رأت معجزة الطفل الذي أحيي في قناة الديار بكت وتوسلت بأحمد الحسن ع، ورأت رؤيا بالإمام أحمد الحسن ع يخبرها أن ابنتها ستشفى، وبالفعل تحقق ذلك وشفيت ابنتها، وهذه المعجزة يشهد عليها أهل المدرّسة وهم بالعشرات، والذين لم يكونوا قبل المعجزة مؤمنين بالدعوة المباركة. - ومنها: آيتان كان طلبهما علي الكوراني مباشرة على فضائية الكوثر في برنامج (المهدي الموعود)، وهما إهلاك شارون، وأن يمنع (أي الكوراني) من الظهور في برنامجه، وفعلاً تحققتا واعترف بذلك بنفسه كما في التوثيق المنشور بموقع أنصار الإمام المهدي ع. - ومنها: هلاك الخطيب المشهور علي الشكري الذي قام بجولة في مساجد العراق وتعرض للإمام أحمد الحسن ع بالإساءة والتكذيب، ثم أنهى جولته في مسجد الابلة بالبصرة، حيث طلب شهادة الله فلم يمهله الله سوى أيام قليلة حتى هلك. ومنها آيات وإخبارات غيبية كثيرة جداً، وقد جمع الأنصار شيئاً يسيراً منها في بعض الكتب، ويمكن مراجعتها بالموقع الرسمي. والنتيجة: إنّ الآيات التي تؤيد الإمام أحمد الحسن ع كثيرة جداً، ومنها مقطوع بصحته ونقله، فهي ملزمة للجميع وبدون استثناء، والحمد لله رب العالمين. 3. 3. 8. المعجزة الشخصية والمعجزة الاقتراحية. قد تبين أنّ الحجج ص يُعرفون بقانون إلهي واجب وكافي لبيان حقهم ص، وأما المعجزة فهي إن حصلت فبرحمة من الله سبحانه وتعالى وفضل منه ليهتدي بها بعض من غفلوا عن الحق، وقد تبين أيضاً أنه متى ما حصلت وتأكد الإنسان من حصولها كانت حجة عليه ومن بلغته. أما من يطلب المعجزة أو الآية الشخصية فلا يخلوا حاله من أحد أمرين: أولاً: إما أنه يطلبها من الله سبحانه وتعالى ولا يشترط فيها أي شيء سوى أن يتحنن عليه ويرحمه ويرزقه الهداية بأي آية يختارها هو سبحانه، وهذا لا إشكال فيه، وقد وجه الإمام أحمد الحسن ع من يطلبون الحق أن يسألوا الله سبحانه وتعالى أن يريهم الحق كما أراه لغيرهم، سواء عن طريق الرؤيا أو الكشف أو آية غيبية يقررها هو سبحانه، وهناك أعمال وأدعية بينها الإمام ع، ويمكن الاستعانة بها لهذا الغرض. ثانياً: إما أنّ الشخص (كالسائل) يقترح نوع المعجزة وتفاصيلها ويدعي أنّ الحجة لابد أن يأتي بها ويشترط كيف تكون المعجزة ومتى تكون ووو .. الخ، ومثل هذا الشخص قد بيّن الله سبحانه وتعالى سفه طلبه ورد على طلبه. قال تعالى: ﴿وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾([146]). وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾([147]). فهؤلاء الذين رد عليهم الله سبحانه وتعالى بيّن حالهم وبيّن ما يطلبون، فهم يفرضون حصول الآية ويشترطونها، وهو سبحانه رد عليهم بكل وضوح: ﴿... قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾، فالمرسل (النذير المبين) لا يشترط في تصديقه أن يأتي بالآية، وليس هو من يقرر أن يأتي بالآية بل هي بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ﴾ إن شاء أجراها وإن لم يشاء لم يجرها. إذن، الآيات ليست شرطاً في معرفة صاحب الحق، وإلا فما معنى قوله: ﴿وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ لو كانت شرطاً ملازماً لكل حجة مرسل ؟؟!! وهؤلاء الذين حكى الله سبحانه حالهم وقولهم يدعون أنهم إن حصلت الآية سيؤمنون بها قطعاً ﴿وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾، أي إنهم يصورون الآية التي يجب أن يأتي بها المرسل إما قاهرة على الإيمان، أو أنهم يحددون نوع الآية التي ستجعلهم يؤمنون، وهذا التحديد أيضاً نوع من القهر، ففي كلتا الحالتين هم يطلبون ما يقهرهم على الإيمان ويلجؤهم إليه. فرد عليهم سبحانه وتعالى وبيّن لهم أنّ الآية حتى إن حصلت - مع أنها ليست شرطاً لتبين من أحقية الدعوة - فهي لن تكون كما هم يفرضونها ويشترطونها، ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ أي لن تكون قاهرة على الإيمان، وبيّن سبحانه وتعالى أنّ الآية فيها لبس، وهذا الأمر هو الموافق للقرآن والحكمة، وإلا فالمعجزة القاهرة والتي لا تبقي مساحة للغيب وللامتحان إن حصلت فلن يقبل معها الإيمان، مثل المعجزة التي عاينها فرعون وآمن بعد أن رأى ولمس بيده ماء البحر الذي كان كالطود العظيم !! فهؤلاء في الحقيقة يطلبون آية على هواهم أو أنهم يشخصون الآية وكيفيتها ووقتها و.. و.. و.. ولذلك هم جازمون أنه إذا أتى بها المرسل سيؤمنون وهم جازمون بذلك ﴿وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾ فرد قولهم سبحانه وتعالى إنّ الآيات بيد الله، وهو يأتي بها كيفما يشاء، وإنّ الأمر يبقى معه مساحة للإيمان أو الكفر، وأما غير ذلك فيكون مجانباً للحكمة وللقرآن. 4. 8. الإمام أحمد الحسن ع يطرح مجموعة مواضيع علمية للنقاش والمناظرة. بالإضافة إلى الكم الهائل من العلوم والمعارف التي طرحها الإمام أحمد الحسن ع واعجز بها كل علماء وفقهاء الأديان المسلمين - شيعة وسنة - والمسيحيين واليهود، وقبل أيام قليلة طرح الإمام ع وعلى صفحته الشخصية بالفيسبوك مجموعة من المواضيع العلمية المرتبطة بأحدث وأعقد النظريات العلمية، لكن ليس لأجل النظريات العلمية في حد ذاتها بل لحكمة وهدف إلهي، وهو الدفاع عن الدين الإلهي من الإلحاد الذي ينظر له عدد من العلماء الأكاديميين، وكذلك لبيان الخواء العلمي لفقهاء وعلماء الأديان وعجزهم عن الدفاع عن الدين الإلهي. قال الإمام أحمد الحسن ع: [سأحاول أن أطرح مواضيع علمية مرتبطة بالخلق وبإثبات وجود إله أو عدمه. هذه المواضيع العلمية مهمة، وما أجده في الساحة العلمية أنّ الإلحاد منتصر علمياً وبفارق كبير جداً على من يدعون تمثيل الأديان، فهؤلاء الذين يسمونهم علماء سواء المسلمين الشيعة والسنة والوهابية أم المسيحيين أم اليهود يردون على مواضيع علمية دون فهم ما يطرحه علماء علم الأحياء التطوري وغيرهم أصلاً، فهم كمن أساء سمعاً فأساء إجابة، ولهذا فقد كتبت كتاباً هو مكتمل الآن تقريباً، وناقشت فيه أهم النظريات العلمية المثبتة تجريبياً أو رياضياً ونظرياً، وإن شاء الله سوف أنشره عندما أجد أنّ هناك من هم مؤهلين معرفياً لفهم ما كتبت؛ لأنه يحتاج اطلاعاً لا بأس به على علوم مثل الجيولوجيا التاريخية (أو تاريخ الأرض)، والتاريخ القديم والاركيولوجي (علم الآثار)، وعلم الأحياء التطوري، والفيزياء النظرية، والكوزمولوجي (علم الكون)، والانثروبولوجي، وعلم الهندسة الجينية، والطب، والفلسفة، وغيرها. أسئلة للنقاش: ما هي آراء علماء (الشيعة - السنة)، الوهابية، والمسيحيين بنظريتي النشوء والارتقاء أو كما يعرفها عامة الناس بنظرية التطور أو نظرية دارون ؟ وما هو رد منكرها العلمي عليها ؟ وما هو طريق إثبات وجود إله ضمن حدود الحياة الأرضية لمن يقبلون نظرية التطور ؟ ما هو رأيهم بنظرية الجينة الأنانية ؟ ما هو رأيهم بمجال هيغز وبوزون هيغز والذي يعتبر مسؤولاً عن اكتساب جسيمات المادة في هذا الكون كتلتها المادية، والذي أكتشف أخيراً بتجربة مصادم الهادرونات الكبير؟ ما هو رأيهم بنظرية الأغشية أو نظرية (ام) ووجود أكثر من أربعة أبعاد في هذا الكون، أحد عشر بعداً حتى الآن ؟ ما هو رأيهم بما طرحه بروفسور ستيفن هوكنج أخيراً عن أصل الكون وبدايته وإنّ نظرية (ام) ونظرية الكم كافيتين لتفسير ظهور الكون من العدم، وأنه لا يحتاج ظهور الكون من العدم غير وجود قانون الجاذبية فقط المتوفر منذ البداية حسب نظرية كل شيء أو نظرية (ام)، وأنّ الكون ممكن أن يظهر دون حاجة لفرض وجود إله ؟ ما هو رأيهم بما يقوله علماء الفيزياء بأنّ مجموع الطاقة الموجبة والمادة مع الطاقة السالبة والمادة المظلمة (أو المادة المضادة) في الكون المادي يساوي صفر ؟ متى عاش آدم في هذه الأرض، ولا أريد منهم تاريخاً دقيقاً بل إجمالياً، أي مثلاً يقولون عشرات آلاف أو مئات آلاف أو ملايين السنين. أين وقع طوفان نوح ؟ متى وقع طوفان نوح، ولا أريد منهم تاريخاً دقيقاً بل إجمالياً، أي مثلاً يقولون عشرات آلاف أو مئات آلاف أو ملايين السنين. وكيف وقع، وكيف كان الموج كالجبال كما ذكر في القرآن ؟ هل شمل الطوفان كل الأرض ؟ هل هلك كل الأحياء على الأرض بطوفان نوح ؟ وإذا كان جوابهم أنه شمل كل الأرض وهلكت كل الكائنات الحية أو على الأقل الحيوانات على الأرض فما هو تعليلهم لوجود حيوانات الجزر المعزولة فيها فقط، مثل جرابيات استراليا، وحيوان الفوساfossa في مدغشقر، وكثير غيرها ؟ هذه الأسئلة العلمية مرتبطة بإثبات أو إنكار وجود الله، ولهذا فعلى من يدعون تمثيل الأديان إجابتها كلها بأجوبة متوافقة مع العلم الحديث وليس أجوبة روائية أو نصوص دينية ظنية الصدور أو الدلالة ومتعارضة مع الواقع المثبت علمياً بشكل قاطع، كحقائق التاريخ الجيولوجي للأرض وما تحتويه طبقاتها، فهكذا نصوص دينية إما أنها غير صحيحة، أو أن تؤول لأنها تعارض حقائق علمية ثابتة. إذن، المطلوب من فقهاء الأديان إجابات علمية على الأسئلة أعلاه، وأعتقد أنهم عاجزون تماماً عن طرح أي إجابة علمية ذات قيمة، بل كل ما اطلعت عليه وجدته عبارة عن فهم خاطئ للمسائل العلمية وردهم على فهمهم الخاطئ، أي إنهم مثلاً يفرضون أنّ نظرية التطور تقول كذا، ويردون على هذا القول ويعتبرون أنفسهم قد ردوا على نظرية التطور في حين أنهم يردون على قولهم وفهمهم الخاطئ لنظرية التطور وليس على ما تقوله نظرية التطور حقيقة. ما اعتقده أنّ هذه المرحلة التي نعيشها اليوم وما هو مطروح في هذه المواضيع العلمية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالدين وبإثبات وجود الله سبحانه أكبر بكثير من هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء الأديان. وكتابات وأقوال فقهاء الشيعة والسنة والمسيحيين التي اطلعت عليها هي كتابات وأقوال ساذجة صالحة للتسويق المحلي فقط، ولخداع بعض أتباعهم المخدرين والراضين بالجهل لا أكثر، ولا يمكن أن تقنع ردودهم شخصاً مطلعاً بشكل جيد على علم الأحياء التطويري وعلم الجينات والفيزياء مثلاً، بل سينظر لهم على أنهم سذج وجهال وكذابون لا أكثر. وإن شاء الله سأناقش لكم بعض أقوالهم وكتاباتهم في هذه الصفحة لتطلعوا بأنفسكم على مستواهم العلمي وما يحسنون، وستعلمون لماذا هم لا يجدون طريقاً علمياً لمواجهة أحمد الحسن فيلجئون إلى الكذب والافتراء أو الاستعانة بقوات عسكرية موالية لهم للهجوم على مكتب أحمد الحسن في النجف، أو الهجوم على بيت أحمد الحسن بقوات عسكرية ضخمة، فالسبب الآن سيتوضح لكم بجلاء، وهو أنّ وجود أحمد الحسن ظاهراً بين الناس يفضحهم ويبيّن جهلهم. وسأريكم إن شاء الله في هذه الصفحة خوائهم العلمي والفكري. وما أتمناه من المتعلمين هو أن يتعبوا أنفسهم قليلاً معي ويتعلموا ويقرؤوا، فوالله أنه يؤلمنا أن يقعوا ضحية لماكر يستغل جهلهم بمسألة علمية أو دينية معينة فيبعدهم عن الحق كما هو حاصل اليوم عندما خدعهم فقهاء الضلال بكذبة وجوب تقليد غير المعصوم. ومن يتبنى رأياً معيناً من آراءهم فليأتي به هنا وإن شاء الله سأطلع على ما يكتب وأتفاعل معه في كتاباتي. وفيما يخصني فهذه الأسئلة وأكثر منها بكثير أجبتها في كتاب (وهم الإلحاد)، وإن شاء الله سأقوم بنشره قريباً، والذي يحوي أيضاً على ما يمكن أن يسمى مناظرة علمية مع بروفسور ريتشارد دوكنز، الذي يعتبر من أكبر علماء الأحياء التطويرية المعاصرين، وبروفسور ستيفن هوكنج وهو من أكبر علماء الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية ومتخصص في علم الكون وله نظرية مثبتة في اشعاع الثقوب السوداء. أنتظر رد المراجع على هذه الأسئلة كلها لتبدأ مناظرة بيني وبينهم فيها إذا كانوا رافضين للمواضيع التي طرحتها عليهم سابقاً، وأقترح عليهم أن يستعينوا بأساتذة جامعيين لفهم هذه المواضيع والمصطلحات لكي لا يتعبوني في المناظرة] ([148]). وأيضاً وضع أطروحات ونظريات لتفسير نصوص التاريخ القديم والتي تعود حتى إلى السومريين ونقض على العلماء اعتبارهم أو أطروحتهم بأنّ الدين هو نتاج أنساني صرف، ويمكن الاطلاع على صفحته الشخصية لزيادة تفصيل. وختاماً أقول: إنّ الإمام أحمد الحسن ع جاء بأدلة تجعل أمره أوضح من الشمس في رابعة النهار، وهي كأدلة الأنبياء والأوصياء ص، ولا يوجد نقض علمي واحد على أي من أدلته ع، وكل ما قدمه المخالفون هو: - إما الصمت المخزي والدال على العجز والانهزام. - وإما إلقاء الشبهات والكذب والتشهير كما هو حال السائل الذي رددنا عليه في هذا الكتيب ورد عليها الأنصار في عدد من كتبهم المنشورة ومن أرادها فليطلبها. - وإما القتل والسجن والاضطهاد. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين. توفيق المغربي ربيع الأول 1434 هـ
Footers

[1] - الإمام أحمد الحسن ـ الجواب المنير: ج3 سؤال رقم 236.

[2] - الشيخ الكليني ـ الكافي: ج3 ص470 باب صلاة الاستخارة.

[3] - وسائل الشيعة - الشيخ الحر العاملي: ج8 ص66 – 67.

[4] - كتاب الغيبة - الشيخ الطوسي: ص61.

[5] - كتاب الغيبة - الشيخ النعماني: ص212 – 214.

[6] - يوسف: 3 – 6.

[7] - عيون أخبار الرضا (: ج1 ص34 – 35.

[8] ـ راجع مثلاً الطبقات لابن سعد: ج4 ص94، والفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم: ج2 ص325.

[9] ـ الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم: ج2 ص325.

[10] ـ بحار الأنوار - العلامة المجلسي: ج36 ص304 – 305، جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي: ج14 ص565، إلزام الناصب - الشيخ اليزدي الحائري: ص175، ونقلها أيضاً صاحب مكيال المكارم، ومصادر أخرى.

[11] - بحار الأنوار: ج58 ص210.

[12] - البقرة: 30.

[13] - البقرة: 31.

[14] - الحجر: 29.

[15] - كتاب الغيبة - الشيخ الطوسي: ص151.

[16] - منتخب الأنوار المضيئة: ص353 – 354، مختصر بصائر الدرجات: ص49، بحار الأنوار: ج53 ص148.

[17] ـ الأصول الستة عشر - أصل محمد بن المثنى الحضرمي: ص90 – 91.

[18] ـ كتاب الغيبة ـ الشيخ الطوسي: ص478.

[19] - كمال الدين وتمام النعمة: ص358.

[20] ـ تهذيب الأحكام - للشيخ الطوسي: ج3 ص253.

[21] - مصباح المتهجد: ص409، جمال الأسبوع: ص307.

[22] - كتاب الغيبة - الطوسي: ص281 ح238.

[23] ـ دفاعاً عن الوصية ـ الشيخ ناظم العقيلي، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[24] - البقرة: 180.

[25] - صحيح البخاري: ج1 ص4168.

[26] - صحيح مسلم - كتاب الوصية.

[27] - كتاب سليم بن قيس: ص398.

[28] - كتاب سليم بن قيس: ص211.

[29] - كتاب الغيبة - للنعماني: ص81.

[30] - كتاب الغيبة - الشيخ الطوسي: ص137.

[31] - كتاب الغيبة - الشيخ الطوسي: ص156.

[32] - الحجرات: 11.

[33] - مكان لاستقبال الضيوف.

[34] - الأعراف: 127 – 128.

[35] - الإمام أحمد الحسن ( - الصفحة الشخصية بالفيسبوك.

[36] ـ الشيخ الكليني ـ الكافي باب (إنّ الأئمة (عليهم السلام) كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه).

[37] ـ المصدر السابق.

[38] ـ المصدر السابق.

[39] ـ الكافي ـ الكشيخ الكليني: ج1 ص202، الامالي ـ الشيخ الصدوق: ص778، وفي كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني: ص229، وغيرها من المصادر.

[40] ـ كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق: ص313 – 315.

[41] ـ كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق: ص361.

[42] ـ كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق: ص377 – 378.

[43] ـ كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق: ص290 – 291.

[44] - نهج البلاغة: ج2 ص40 – 41.

[45] - (قائم) يجمع على عدة وجوه أحدها (قوام)، كما قال العلامة المجلسي: (القوام جمع قائم ككفار وكافر) بحار الأنوار: ج56 ص230.

[46] - بصائر الدرجات - للصفار: ص538.

[47] - الكافي: ج6 ص256.

[48] - كامل الزيارات - لجعفر بن محمد بن قولويه: ص76.

[49] - منتخب الأنوار المضيئة: ص353 – 354، مختصر بصائر الدرجات: ص49، بحار الأنوار: ج53 ص148.

[50] - تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي: ج3 ص253 – 254.

[51] - الكافي - الشيخ الكليني: ج8 ص310 – 484.

[52] - كتاب الغيبة - الشيخ الطوسي: ص435.

[53] - الزمر: 42.

[54] - النحل: 70.

[55] - السجدة: 11.

[56] - الأنفال: 50.

[57] - النمل: 82 – 83.

[58] - بحار الأنوار: ج53 ص53.

[59] ـ مختصر بصائر الدرجات: ص43.

[60] - بحار الأنوار: ج39 ص243.

[61] - بحار الأنوار: ج41 ص5.

[62] - بحار الأنوار: ج52 ح112 باب الرجعة ص39.

[63] - العديد من الروايات تشير إلى أنّ دابة الأرض هو علي بن أبي طالب ( وفي الرجعة. بحار الأنوار: ج53 ص53، ومدينة المعاجز - للبحراني: ج3 ص90، وغير ذلك.

[64] - جامع الأخبار: ص135.

[65] - النمل: 82.

[66] - كتاب الغيبة - النعماني: ص259.

[67] - الأنعام: 37.

[68] - تفسير القمي: ج1 ص198.

[69] - بحار الأنوار: ج83 ص62.

[70] - الرجعة - للأسترآبادي: ص100.

[71] - بشارة الإسلام: ص236.

[72] - الخصال - الشيخ الصدوق: ص108.

[73] - معاني الأخبار - الشيخ الصدوق: ص365 – 366.

[74] - كتاب الرجعة ثالث أيام الله الكبرى - السيد احمد الحسن (، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[75] - كتاب الرجعة ثالث أيام الله الكبرى - للإمام أحمد الحسن (.

[76] بحار الأنوار: ج53 ص59 – 60.

[77] ـ عموماً هي شبهة واردة وقد استخرت الله أن أطرحها وأبين الحق فيها راجياً من الله أن يستفيد منها الأنصار والباحث عن الحق بفضل الله ومنه.

[78] - كتاب مع العبد الصالح، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[79] ـ ترجمة القراء السبع كما أوردها الشيخ علاء السالم حفظه الله عن السيد الخوئي : (1- عبد الله بن عامر: .. كان يزعم أنه من حمير، وكان يغمز في نسبه .. ولد سنة ثمان من الهجرة، وتوفي سنة 118. 2- عبد الله بن كثير: .. فارسي الأصل، وقال الحافظ أبو العلاء الهمداني: إنه ليس بمشهور عندنا، ولد بمكة سنة 45 وتوفي سنة 120. 3- عاصم الكوفي: هو ابن أبي النجود.. قال العجلي: .. وكان عثمانياً .. مات سنة 128. 4- أبو عمرو البصري: .. قيل إنه من فارس .. وكان يلقن الناس بالجامع الأموي .. ولد سنة 68 ومات سنة 154. 5- حمزة الكوفي: هو ابن حبيب بن عمارة .. وقال سفيان الثوري: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض .. ولد سنة 80 وتوفي سنة 156. 6- نافع المدني: هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. قال ابن الجزري: "أصله من أصبهان" مات سنة 169.. اختلف فيه أحمد ويحيى، فقال أحمد: منكر الحديث، وقال يحيى: ثقة. 7- الكسائي: هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي، مولاهم من أولاد الفرس .. قال أبو عبيد في كتاب القراءات: " كان الكسائي: يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضاً. علم الرشيد، ثم علم ولده الأمين .. مات سنة 189) السيد الخوئي ـ البيان: ص126.

[80] - كتاب مع العبد الصالح، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[81] - الحديد: 24.

[82] ـ للتفصيل أكثر راجع كتاب (ماذا جرى على القرآن وقراءة أهل البيت عليهم السلام) ـ الجزء الأول ـ بقلم شيخ علاء السالم.

[83] - المسائل المنتخبة: ص121 مسألة 267.

[84] ـ كتاب الغيبة - الشيخ الطوسي: ص435.

[85] ـ كتاب الغيبة - الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني: ص254.

[86] ـ الصوت يمكن أن ينتقل ليس فقط في الهواء أو الغازات بل أيضاً في السوائل والمواد الصلبة.

[87] ـ كتاب الغيبة - الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني: ص260 – 261.

[88] ـ كتاب الغيبة - الشيخ النعماني: ص260 – 261.

[89] - فصل الخطاب - أحمد حطاب: ج1 ص80، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[90] ـ لأن كل إنسان روحه أو نفسه في الملكوت التي هي حقيقته. (راجع ما كتبه الامام أحمد الحسن ( بخصوص السماوات والعوالم في عدة من كتبه، منها: "المتشابهات"، و"الجواب المنير"، و "شيء من تفسير سورة الفاتحة"، وغيرها).

[91] - فصل الخطاب - أحمد حطاب: ج1 ص80، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[92] - الإسراء: 95.

[93] ـ راجع تفسير الإمام أحمد الحسن ( للآية الكريمة ـ المتشابهات: ج3 سؤال رقم 103.

[94] ـ عن زرارة، قال: (قلت لأبي عبد الله (: النداء حق ؟ قال: إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم) الغيبة – الشيخ النعماني: ص283.

[95] - البقرة: 47.

[96] - النمل: 23.

[97] - الأحقاف: 24 – 25.

[98] - الأنعام: 44.

[99] - البقرة: 47.

[100] - آل عمران: 33.

[101] - النمل: 23.

[102] - الأحقاف: 24 – 25.

[103] - البقرة: 199.

[104] - بحار الأنوار: ج90 ص23.

[105] - تفسير القمي: ج1 ص200.

[106] - (... العموم لا صيغة له عندنا ...) الفصول المختارة ـ الشيخ المفيد: ص152.

[107] - (... وكل لفظ أفاد من الجمع ما دون استيعاب الجنس فهو عام في الحقيقة، خاص بالإضافة كقوله عز وجل: "فتحنا عليهم أبواب كل شيء" ولم يفتح عليهم أبواب الجنان ولا أبواب النار. وقوله: "ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا" وإنما أراد بعض الجبال. وكقول القائل: جاءنا فلان بكل عجيبة، والأمثال في ذلك كثيرة، وهو كله عام في اللفظ، خاص بقصوره عن الاستيعاب) التذكرة بأصول الفقه - للشيخ المفيد: ص34.

[108] - (فصل في ذكر الدلالة على أنه ليس للعموم المستغرق لفظ يخصه واشتراك هذه الألفاظ التي يدعى فيها الاستغراق. الذي يدل على ذلك أن كل لفظة يدعون أنها للاستغراق تستعمل تارة في الخصوص، وأخرى في العموم، ألا ترى أن القائل إذا قال: من دخل داري أهنته أو أكرمته، لا يراد به إلا الخصوص، وقلما يراد به العموم، ويقول: لقيت العلماء، وقصدت الشرفاء، وهو يريد العموم تارة، والخصوص أخرى، وهذا معلوم ضرورة، مما لا يقع في مثله خلاف، والظاهر من استعمال اللفظة في شيئين أنها مشتركة فيهما، وموضوعة لهما، إلا أن يوافقونا، أو يدلونا بدليل قاطع على أنهم باستعمالها في أحدهما متجوزون، وهذه الجملة تقتضي اشتراك هذه الألفاظ، واحتمالها العموم والخصوص، وهو الذي اعتمدناه) الذريعة (أصول فقه) - للسيد المرتضى: ج1 ص201 – 202.

[109] - (... أن العموم لا صيغة له على مذهب كثير من أصحابنا ...) الاقتصاد - للشيخ الطوسي: ص128.

[110] - الأعراف: 172.

[111] ـ راجع تفسير الإمام أحمد الحسن ( لتفسير الآية ـ المتشابهات: ج2 سؤال رقم 63.

[112] - الحشر: 19.

[113] ـ كتاب الغيبة - الشيخ النعماني: ص260 – 261.

[114] - فصل الخطاب - أحمد حطاب: ج1 ص80، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[115] ـ في الواقع تحقق هذا الأمر في دعوة قائم آل محمد ( المهدي الأول السيد أحمد الحسن (، والرؤى والكشف بالآلاف يرويها مئات الناس من أجناس ولغات وبلدان مختلفة كلها تشهد بأنّ أحمد الحسن ابن الإمام المهدي وأنه حق !!

[116] - كتاب الغيبة - النعماني: ص271.

[117] - المصدر نفسه.

[118] - كتاب الغيبة - النعماني: ص272.

[119] - المصدر نفسه.

[120] - كتاب الغيبة - النعماني: ص274.

[121] - مكيال المكارم - محمد تقي الاصفهاني: ج2 ص174.

[122] - كتاب الغيبة - النعماني: ص275.

[123] - كتاب الغيبة - النعماني: ص266.

[124] ـ كتاب الغيبة - النعماني: ص321.

[125] ـ مختصر بصائر الدرجات: ص179 – 180.

[126] - كمال الدين وتمام النعمة: ص653.

[127] - بشارة الإسلام : ص181.

[128] - بشارة الإسلام : ص148.

[129] - كتاب الغيبة - النعماني: ص215.

[130] - منتخب الأنوار المضيئة : ص343.

[131] - الملاحم والفتن - للسيد ابن طاووس الحسني: ص27.

[132] - الملاحم والفتن: ص80.

[133] - كتاب الجهاد باب الجنة - السيد أحمد الحسن (، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.

[134] الكافي: ج 8 ص63 – 66.

[135] - راجع الصفحة الشخصية للإمام أحمد الحسن ( على الفيسبوك.

[136] - هل جيلفوند Gelfond، أو شنايدرSchneider، أو ماتياسيفيك Matiyasevich، أو فلاديمير ارنولد Vladimir Arnold، أو ماياسوشي ناكاطا Masayoshi Nagata ووو... وغيرهم ممن حل أحد مشاكل هيلبارت أصبحوا بذلك معصومين وحجج مفترضي الطاعة ؟!

[137] - جواب للإمام أحمد الحسن ( نقله الشيخ علاء السالم في درس مادة العقائد للحوزة المهدوية ـ بتاريخ 09/ 09/ 2012 http://vb.al-mehdyoon.org/showthread.php?t=13150

[138] - إبراهيم: 10 – 11.

[139] - الكهف: 110.

[140] - الفرقان: 10.

[141] - الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي: ص187 – 189، وعنه مستدرك الوسائل - الميرزا النوري: ج9 ص266 – 271.

[142] - الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي: ص509 – 510، وموسوعة الإمام الجواد ( - السيد الحسيني القزويني: ج1 ص75 – 76.

[143] - المسائل العكبرية - الشيخ المفيد: ص34.

[144] - أوائل المقالات - الشيخ المفيد: ص67.

[145] - الشافي - الشريف المرتضى: ص188 – 189.

[146] - الأنعام: 109.

[147] - العنكبوت: 50.

[148] - راجع الصفحة الشخصية للإمام ( على الفيسبوك.

https://www.facebook.com/Ahmed.Alhasan.10313