Subjects

-تقديم

-المقدمة

-تمهيد

-المبحث الأول:

الولاية لله تعالى

-المبحث الثاني:

الأولياء على الخلق محمد وآل محمد ص

-المبحث الثالث:

ولاية المهدي هي الميزان

-المبحث الرابع:

أصناف الناس في عصر ظهور الإمام المهدي ع

-المبحث الخامس:

مقدمات الخروج عن الولاية


Text

إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (77) المهدي وليُّ اللّه تـأليف الشهيد السعيد السيد ضياء الموسوي (رحمه الله تعالى) طبعة مصححة الطبعة الاولى 1432 هـ - 2011 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -تقديم وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. باتت علاقة الناس بالإمام المهدي ع وبالرسول محمد ص وباقي الأئمة لا تتعدى الإدعاء والألفاظ الفارغة، أي لم يبقَ من الدين إلا الاسم كما أخبر الرسول محمد ص، فترى المسلم فارغاً عن إسلاميته والشيعي فارغاً عن شيعيته كذلك، وسبق ذلك انحراف اليهود عن ما جاء به نبي الله موسى ع وانحراف النصارى عن رسالة عيسى ع. فتجد الشيعي مثلاً يعترف بلسانه بأن إمام وحجة الزمان الآن هو الإمام المهدي ع الثاني عشر من أوصياء الرسول محمد ص، ولكن هذا الادعاء فارغ عن محتواه، بل وجوده كعدمه، بل ربما عدمه أفضل من وجوده؛ لأنه يفضي إلى النفاق الذي وصف أنه أشد على الأمة من الكفر. فالحجة والإمام والولي لا يكون الإنسان منطوياً تحت عنوانه إن لم يكن ملازماً له ولو إجمالاً، وبشدة الملازمة وعدمها يتفاضل الموالون، أي أن يكون المأموم مقتدياً بالإمام فلا يعتقد بشيء ولا يفعل شيئاً إن لم يكن موافقاً لما يمليه الإمام المعصوم ع، وأما إن كان الشخص موالياً بالاسم فقط فهذا هو الإيمان اللساني المنسلخ عن العمل والتطبيق، بل وصل الأمر إلى العمل بما يمليه أعداء الإمام المعصوم كما يفعل اليوم فقهاء السوء، كإيمانهم بشرعية الانتخابات والدستور الوضعي والاحتماء بالكافرين المحاربين للإسلام وغير ذلك، في حين أنهم يعلمون بورود مئات النصوص الشرعية التي تنهى عن ذلك نهياً قاطعاً !!! فأمست الولاية للمعصوم مجرد عنوان مشحون بالرياء وحب السمعة غالباً إن لم أقل دائماً! كما هو حال القرآن الكريم الذي أصبح فقط يتلى للبركة ومجالس العزاء، وترك العمل به كدستور إلهي يشجب ويلعن كل الدساتير الوضعية، وبالتالي ترك الناس الثقلين (القرآن والعترة) وانساقوا مع أعداء الله تعالى وأعداء رسله وأنبيائه وأوليائه، فاستحال المجتمع المسلم عموماً والمجتمع الشيعي خصوصاً إلى مجرد مجتمع مسلم أو موالي بالاسم لا غير، وحقيقته وعمله يناقض عنوانه إلا من رحم الله وهم كالكبريت الأحمر، وهذا الحال هو ما أخبر به الرسول محمد ص قبل أكثر من ألف سنة حيث قال: (يأتي على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه، فإذا رأيته لقيته خيراً من أن تجربه، ولو جربته أظهر لك أحوالاً، دينهم دراهمهم، وهمهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، يركعون للرغيف، ويسجدون للدرهم، حيارى سكارى، لا مسلمين ولا نصارى) ([1]). نعم مسلمون بالعنوان فقط ولكن بالعمل هم نصارى، أي تابعين لما يمليه طواغيت النصارى وفكرهم الخبيث المناقض للإسلام، فهم سكارى حيارى. وهذا الكتاب للشهيد السعيد البطل المجاهد السيد ضياء الموسوي (رحمه الله تعالى) يعالج قضية الولاية لله تعالى ولرسوله وللائمة ص وخصوصاً الولاية للإمام المهدي ع، ويتطرق إلى معنى الولاية ولوازمها وما ينبغي للموالي وكيفية خروج الناس عن الولاية، وباختصار. وفي الحقيقة إن السيد الشهيد ضياء الموسوي (رحمه الله) قد أرسل هذا الكتاب إلى اللجنة العلمية لأنصار الإمام المهدي ع قبل استشهاده بكثير، ليتم مراجعته وتدقيقه، ولكن تأخر ذلك بسبب كثرة المشاغل وصعوبة الظروف، وقد شرفني الله تعالى بمراجعته وتدقيقه، وبما أن النسخة لم يتم مراجعتها وتصحيحها فقد وجدت إرباكاً في بعض العبارات فعمدت إلى تصحيحها مع مراعاة عدم تغيير المعنى وكذلك كانت بعض الروايات مذكورة بالمعنى - وتقريباً هي عادة كتب الأنصار هكذا دائماً، ويتم ضبط ومراجعة الأحاديث مع مصادرها من قبل اللجنة العلمية وقبل الإصدار - فاستخرجت الروايات نصاً من مصادرها مع ذكر المصادر في الهامش، وكذلك كتبت بعض التعليقات في الهامش أيضاً. ذكرت ما ذكرت للأمانة العلمية لعدم إمكان عرض الكتاب على مؤلفه بعد التصحيح كما هو المعتاد، فأسأل الله تعالى أن يغفر لي كل قصور أو تقصير، إنه نعم المولى ونعم النصير. فهذا الكتاب هو من ثمار الخطيب الحسيني الشهيد السيد ضياء الموسوي، السيد الذي هو زهرة طاهرة من روضة محمد وآل محمد بأخلاقه وورعه وسلوكه، وسيف قاطع بشجاعته وتضحيته والتي تجسدت عظمتها في يوم شهادته. فسلام عليه حين كتب هذه الأسطر المقدسة، وسلام عليه يوم وقع شهيداً صابراً محتسباً، وسلام عليه وعلى بقية الشهداء السعداء الأبطال، ليوث الوغى وضياء الدجى، الذين لم يبالوا بعدد وعدة الظالمين، وارخصوا أنفسهم ودماءهم الزاكية فداءً لآل محمد ص، هؤلاء الشهداء الذين أقف أمامهم صغيراً حقيراً ملتمساً شفاعتهم عند الله تعالى في الدنيا والآخرة. فالسلام على تلك الأرواح الطاهرة، وسلام على تلك الدماء الزاكية، وسلام على تلك الأجساد المطهرة، سلام لكم من قلب حزين مفجوع على فراقكم، سلام لكم من قلب منفطر اكتوى بنار رحيلكم، سلام لكم دائم بدوام السماوات والأرض، يعز علينا والله فراقكم، ويصعب علينا ارتحالكم، فالعيون عبرى والصدور حرى، ولكن هوَّن ما نزل بنا أنه بعين الله تعالى، وأنكم ارتحلتم إلى ربكم متوجين بتاج الشهادة، فهنيئاً وطوبى لكم هذا الفوز العظيم، ونسأل الله تعالى بحقكم وبحق أسيادنا وأسيادكم محمد وآل محمد أن يلحقنا بكم ويختم لنا بالشهادة على ولاية صاحب العصر والزمان ووصيه السيد أحمد الحسن (عليهما السلام)، فالقلب يحزن والعين تدمع ولا نقول ما يغضب الرب، كما قال رسول الله ص وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد وأشياعهم أي منقلب ينقلبون، والعاقبة للمهدي ع وأنصاره المخلصين. الشيخ ناظم العقيلي 1/ شعبان الخير والبركة / 1429 هـ -المقدمة اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلم تسليماً. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾([2]). الله سبحانه وتعالى يأمر عباده بأن ينظروا ويتفكروا لا أن يغضوا ويغفلوا، ومنذ أن خلق الله الخلق وهم في اختبار وامتحان حتى يميز الخبيث من الطيب، فكان هذا الامتحان والاختبار بالأنبياء والمرسلين وأولياء الله الصالحين ص فوقع الاختبار بهؤلاء اليتامى والمساكين، فمن آوى يتيماً وأطعم مسكيناً فقد نجح في الاختبار, ومن لم يفعل ذلك فقد فشل به. وبعبارة أوضح فمن اتبع نبي أو رسول قومه وسار بسيرته وعمل بمنهجه فقد فاز ونجا، ومن تخلف وخالف فقد خسر وهلك. عباد الله انظروا وتفكروا كما أمركم الله ( ورسوله ص لا كما تأمر الأهواء والأصنام اليوم التي لها ألسن الشياطين، وأمة محمد ص اختبرت بذريته ص فتمسك من تمسك بهم وضل من ضل عنهم ص. واليوم نحن وإياكم قد ابتلانا الله سبحانه بالإمام المهدي وذريته ص لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنا ندعوكم لنصرتهم وخذلان الطاغية السفياني وعملائه من أئمة الضلالة، فإنكم لا ترون معهم إلا عذاب الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب مهين. -تمهيد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾([3]). الحمد لله رب العالمين الذي خلقني فسواني والذي قدرني وهداني، هداني إلى صراط الحق محمد وآل محمد ص. ألا إنهم أول من عبد الله سبحانه، أول من اعترف بوحدانية الله سبحانه، وهم الأدلاء على الله سبحانه، كما قال الإمام الصادق ع: (... فنحن صنائع الله والخلق من بعد صنائع لنا ...) ([4]). فمن أراد الله سبحانه بدأ بهم، فبهم يعبد الله ويعرف سبحانه، بل بهم يرزق الخلائق وتقوم السماوات والأرض، فهم نور الله سبحانه وحلقته التي بينه وبين خلقه وحبله المتين فكانوا أمناءه وأولياءه سبحانه، كما قال الحسين ع: (أعطينا الله ما يريد فأعطانا ما نريد) ([5]). فأعطاهم الله سبحانه نور ولايته وحباهم برسالته، فأصبحوا أولياءه على خلقه أجمعين. ولبيان هذه المنزلة العظيمة التي خص الله بها عباده الصالحين من الأولين والآخرين لابد من الرجوع لهم ص لمعرفة هذه الحقيقة الربانية والمنزلة الإلهية فيكون الكلام في عدة نقاط: الولاية لله سبحانه وتعالى. الأولياء على الخلق أجمعين هم محمد وآله الطيبين الطاهرين ص. الإمام المهدي ع هو المستودع على نور الولاية. ولاية الإمام المهدي ع وولاية ابنه المهدي الأول أحمد الحسن - وهو الممهد لأبيه الإمام محمد بن الحسن ع الذي يخرج قبله - هي الميزان في قبول الأعمال وما يترتب عليها. ونعتمد على كتابة هذه الأسطر وهذه الوريقات إن شاء الله سبحانه وتعالى على وصية رسول الله ص: (أني فرطكم وأنكم واردون عليّ الحوض حوضاً عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء، فيه قدحان عدد نجوم السماء، ألا وإني مخلف فيكم الثقلين، الثقل الأكبر القرآن، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي، هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله ( ما أن تمسكتم بهم لن تضلوا ... الخ) ([6]). حتى لا نتخبط العشواء ولا نقول برأينا فنكون من الهالكين، وحتى لا نزول عن ديننا وهو دين محمد ص وعلي والأئمة من ولده، وهو دين الأنبياء والمرسلين ص. كما قال الصادق ع: (من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما ادخلوه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول) ([7]). اللهم اجعلنا من الثابتين على القول بإمامته، ببسم الله الرحمن الرحيم، فإنه لا ينفع نفساً إِيمانها لم تكن آمنت مِنْ قبل أو كسبت في إِيمانها خيراً، اللهم اجعلنا نكسب مع أحمد الحسن ع الشهادة، يا الله يا الله يا الله. * * * -المبحث الأول: الولاية لله تعالى الولاية بمعناها العام: هي من كانت له السلطة والسيطرة والإحاطة والتعرف بما له من (الملكية على الأشياء، أو بمعنى أخر هي تصرف المالك بما تحت قبضته)، والسلطة والسيطرة والإحاطة التامة على كل الأشياء والتصرف الحقيقي لا يكون إلا لله سبحانه، فتكون الولاية الحقيقية لله سبحانه وتعالى، ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾([8]). وأما بالنسبة لغيره ( فهي اعتبارية كما وضح الإمام علي ع عندما سُئل عن معنى قولهم: (لا حول ولا قوه إلا بالله)، فقال ع: (إنا لا نملك مع الله شيئاً، ولا نملك إلا ما ملكنا، فمتى ملَّكنا ما هو أملك به منا كلفنا ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا) ([9]). فهذا الإمام علي أمير المؤمنين وسيد الموحدين ومن أهل بيت النبوة ولكن لا يملكون مع الله شيئاً إلا ما أعطاهم الله وملَّكهم سبحانه ما شاء أن يملكهم ص، فالملك كل الملك لله وحده لا شريك له. وجاء في كتاب المتشابهات ج1 للسيد أحمد الحسن في تفسير: ﴿أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾([10])، يقول: (إن المعصوم ع هو أقرب مخلوق للإنسان المؤمن، مع ذلك نجد أن الله أقرب من المعصوم ع وأولى من المعصوم بالإنسان أي يحول بين المرء (أي الإنسان) وقلبه (أي المعصوم)) ومن شاء المزيد فليراجع. فلا يقوم موجود إلا بالله، فالكل داخلون في ولاية الله سبحانه، فلا يشذ عنها لا صغير ولا كبير ولا حقير ولا خطير. وقال أمير المؤمنين ع عندما سمع رجلاً يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، (إن قولنا: (إنا لله) إقراراً على أنفسنا بالملك، وقولنا: (وإنا إليه راجعون) إقراراً على أنفسنا بالهلك) ([11]). وخير الكلام ليكون مسك الختام هو دعاء الإمام زين العابدين ع، يقول في دعائه عند الصباح والمساء: (... أصبحنا وأصبحت الأشياء كلها بجملتها لك سماؤها وأرضها وما بثثت في كل واحد منهما ساكنه ومتحركه ومقيمه وشاخصه وما علا في الهواء وما كن تحت الثرى، وأصبحنا في قبضتك يحوينا ملكك وسلطانك وتضمنا مشيئتك ونتصرف عن أمرك ونتقلب في تدبيرك ليس لنا من الأمر إلا ما قضيت ولا من الخير إلا ما أعطيت ...)([12]). * * * -المبحث الثاني: الأولياء على الخلق محمد وآل محمد ص وشاء الله سبحانه أن يواجه خلقه ويظهر في ملكه حتى تعرف المخلوقات بأن لها إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، وهو المسيطر وهو الولي وهو الملك وهو الذي فطرها وهو الذي أوجدها وهو الذي خلقها وهو الذي مَنَّ عليها بفضله وإحسانه فجعلها شيئاً مذكوراً بعد أن لم تكن شيئاً، وكانت إعداماً فقامت بوجوده وظلمة أشرقت بنوره سبحانه. ولكن كيف تكون المواجهة والظهور للخلق ؟ الله سبحانه واجه خلقه بأوليائه محمد وآل محمد ص، وجاء في الحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف)([13])، فعبارة: (خلقت الخلق لكي أُعرف) أي فخلقت محمداً وآل محمد ص لكي أُعرف، فبمحمد وآل محمد يُعرف الله ويُعبد سبحانه. وجاء في الحديث عن المعصوم: (لا تفكروا في ذات الله بل فكروا في خلق الله) ([14])، أي فكروا بمحمد وآل محمد للوصول إلى الله وعبادته سبحانه، وذلك لأن العبد الحقيقي والإنسان الكامل الذي عرف الله المعرفة التامة وأخلص لله وحده لا شريك له هو محمد بن عبد الله ص. وفي الرواية عن علي بن أبي طالب ع: (مررت يوماً برجل .... إلى أن قال - الكلام لرسول الله ص-: نظر الله سبحانه إلى أهل الأرض نظرة واختارني منهم، ثم نظر نظرة فأختار علياً أخي ووزيري ...) ([15]). وهذه النظرة من الله سبحانه وتعالى لم تكن بدون مقدمات من رسول الله ص بل كان هناك منشأ لهذه النظرة والاختيار، وهذا عندما جاء السؤال من الله إلى الخلق (ألست بربكم) فجاء الجواب بالتفاوت من مجموعة، ومجموعة لم تجب. وأول من أجاب هو الرسول محمد ص، وهذا هو الامتحان الأول، فالفائز الأول هو النبي محمد ص, فكانت لهذه النظرة ولهذا الجواب أثر وهو أن الله سبحانه وتعالى خصه بنور ولايته وحباه برسالته فأصبح رسول الله ص المرآة التي تعكس ما موجود في عالم اللاهوت, فكل الخليقة تتعلم من محمد ص سواء كانوا أنبياء مرسلين أو ملائكة مقربين أو أوصياء مطهرين وغيرهم. عن المفضل، قال: قلت لأبي عبد الله ع: كيف كنتم حيث كنتم في الاظلة ؟ فقال: (يا مفضل، كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده، وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا، حتى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم. ثم أنهى علم ذلك إلينا) ([16]). وورد أيضاً مثل هذا المعنى، ما معناه: (فلما سبحنا سبحت الملائكة، ولما قدسنا قدست الملائكة، ولما هللنا هللت الملائكة) ([17]). بآل محمد عرف الصواب وفي أبياتهم نزل الكتاب هم حجج الإله على البرايا بهم و بجدهم لا يستراب والقرآن الكريم يقول: ﴿الم (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾([18]). فهم الكتاب ص الذي لا شك فيه (هدىً للمتقين) فهم هدى لكل من أراد السير إلى الله سبحانه وتعالى فيضيئون له الطريق بضيائهم والنور الذي أنزل معهم. وحتى نعرف كيف أن النبي محمداً ص هو الفائز الأول تعال معي إلى زهادته في هذه الدنيا وكيف كان النبي ص يكره النظر لها ويحقرها ولا يلتفت إلا إلى الله سبحانه، ولنقف مع علي بن أبي طالب عند رسول الله ص لتكون لنا فيه أسوة حسنة. يقول أمير المؤمنين ع: (فتأس بنبيك الأطيب الأطهر ص، فإن فيه أسوة لمن تأسى، وعزاء لمن تعزى، وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه والمقتص لأثره. قضم الدنيا قضماً، ولم يعرها طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، وأخمصهم من الدنيا بطناً، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه، وحقر شيئاً فحقره، وصغر شيئاً فصغره، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله ورسوله وتعظيمنا ما صغر الله ورسوله لكفى به شقاقاً لله ومحادة عن أمر الله. ولقد كان ص يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري ويردف خلفه) ([19]). فبعث الله سبحانه أنبياءه ورسله إلى عباده مبشرين ومنذرين ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾([20]). ليكن في أهل زمانه حجة تثبت به الأرض ويكون أماناً لأهلها، إلى أن ختم بسيدهم محمد ص، وبعد أن ختم رسول الله إرسال الأنبياء فتح إرسال الأئمة ع، وبعبارة أوضح أي إن رسول الله ص (الخاتم للنبوة والفاتح للإمامة) وهذا ما يدل عليه زيارة رسول الله ص: (... الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل ...) ([21]). فكان أول من فتح به نور ولاية محمد ص هو علي بن أبي طالب ع، فكان أعرف الناس وأقربهم وأولاهم بمحمد ص هو علي بن أبي طالب ع بشهادة الله سبحانه في كتابه ورسول الله ص بسنته. قال الله سبحانه: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً﴾([22])، أي إنه علي بن أبي طالب بصريح الآية وبدون تأويل ([23])، ورسول الله ص يقول: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه) ([24]). والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كثيرة بخصوص إثبات الولاية لعلي أمير المؤمنين ع ومن ثم الأئمة ص واحد بعد واحد، وهذا بنص رسول الله ص. وفي رواية أمير المؤمنين ع قال: (... ألستم تعلمون أن الله ( أنزل في سورة الحج: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواشُهَدَاءَعَلَى النَّاسِ﴾([25]). فقام سلمان (رضي الله عنه) عند نزولها فقال: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم ؟ فقال رسول الله ص: عنى الله تعالى بذلك ثلاثة عشر إنساناً، أنا وأخي علياً وأحد عشر من ولده ...) ([26]). بقي أن نعرف أن الإمامة هي عهد ووصية وأمانة من الله إلى نبيه محمد ص كما ورد عن بيت النبوة ص. وجاء في الحديث عن عمر بن الأشعث، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع يقول - ونحن عنده في البيت نحو عشرين رجلاً فأقبل علينا وقال -: (لعلكم ترون أن هذا الأمر في الإمامة إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء ؟ والله إنه لعهد من الله نزل على رسول الله ص إلى رجال مسمين رجل فرجل حتى تنتهي إلى صاحبها) ([27]). وروي عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال: (إن الوصية نزلت من السماء على محمد كتاباً، لم ينزل على محمد صكتاب مختوم إلا الوصية، فقال جبرئيل ع: يا محمد، هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك، فقال رسول الله ص: أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ قال: نجيب الله منهم وذريته، ليرثك علم النبوة ...) ([28]). وجاء عن زرارة، عن أبي جعفر محمد بن علي ع: (سألته عن قول الله (: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾([29])، قال: أمر الله الإمام منا أن يؤدي الإمامة إلى الإمام بعده ليس له أن يزويها عنه، ألا تسمع إلى قوله: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ إنهم الحكام، أولا ترى إنه خاطب بها الحكام ؟) ([30]). إذن نعرف من الروايات الثلاث إن الإمامة ليست باختيار شخص أو أشخاص، أي لا تكون من مبدأ الشورى واختيار الناس، بل هي مبدأ التعيين من الله إلى رسول الله ص، وذلك لأنهم ص أولى الناس بالأنبياء كما جاء عن أمير المؤمنين ع: (إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به)([31])، والسيرة والتاريخ تثبت بأن الأئمة ص أعلم الناس بما جاء به الأنبياء ص من الكتب السماوية وغيرها من مواريث الأنبياء إلى خاتمهم ص الذي جاء بالقرآن، فهم أعلم الناس صغاراً وأعلم الناس كباراً وهم ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث: (العلماء ورثة الأنبياء)([32])، فهم العلماء الذين ورثوا أنبياء الله ص لا غير، وإذا كان هناك شخص يدعي هذه المرتبة فليأتِ بما جاء به موسى وعيسى ومحمد ص باليقين لا بالظن، كما كان أهل البيت ص. قال الصادق ع: (... نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء) ([33]). وقال زين العابدين في الصحيفة السجادية في دعائه في الصلاة على محمد وآل محمد: (اللهم يا من خص محمداً وآله بالكرامة وحباهم بالرسالة وخصهم بالوسيلة وجعلهم ورثة الأنبياء وختم بهم الأوصياء والأئمة) ([34]). إذن فالإمامة هي عهد الله ووصية الله وأمانة الله سبحانه ولا يمكن أن تعطى لجاهل، والله سبحانه يعلم حيث يضع رسالته، فكل إمام معصوم يضع علمه وما ورثه من الذي قبله للذي يليه أي يسلمه ما ورثه من آبائه ص. فأين الذي يقول أعطاني الإمام المهدي من علومه مباشرة بدون توسط شيء ؟ وروي علي بن إبراهيم بإسناده عن فضالة بن أيوب، قال: سُئل الرضا ع عن قول الله (:﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾([35])، فقال ع: (ماؤكم أبوابكم أي الأئمة، والأئمة أبواب الله بينه وبين خلقه، ﴿فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ يعني بعلم الإمام) ([36]). وهذا لا يكون إلا في المهديين وبالخصوص المهدي الأول الذي يخرج قبل الإمام المهدي ع ويدعوا للإمام المهدي ع ويأتي بعلم الإمام المهدي ع وهو السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي ع. وفي الحديث عن أمير المؤمنين: (ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم، بل أين تذهبون يا من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة هذا مثلها فيكم، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو من هذه من ينجو، ويل لمن تخلف عنهم، يعني عن الأئمة ص) ([37]). فالكل نُسأل عن أهل البيت ص، وكل قوم يُسألون عن حجة الله في أرضه وإمامهم ويجب عليهم تتبع خبره والإقتداء بأثره، وجاء في تفسير: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾([38])، روي الطبرسي، عن العياشي بإسناده في حديث طويل، قال: (سأل أبو حنيفة أبا عبد الله ع عن هذه الآية، فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان ؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد. فقال: لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك ؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد ما كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداءً، وبنا هداهم الله للإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي ص وعترته ص) ([39]). إذن فالخوض في شخصية سلوك الإمام المهدي ع هو السير والتوجه نحو معرفة الله سبحانه ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([40])، فبهذا المعنى تكون معرفة الإمام المهدي واجبة مثلها مثل الوضوء بنية الصلاة، فهل تقبل صلاة بلا طهارة ؟ لا تقبل هذه الصلاة الخالية من الوضوء وتكون المشروعية لهذه الصلاة عبثاً وتعباً لا خير فيها، ومن ثم يجب على كل إنسان الوضوء بنفسه (لا تشرك بعبادة ربك أحداً) ([41])، سواء كان هذا الإنسان عالماً أو جاهلاً. فكذلك معرفة الإمام المهدي ع يجب على كل إنسان معرفته بنفسه ويدخل في هذه المعرفة العالم والجاهل أيضاً، وروي: (أن أبا بصير سأل الإمام الباقر ع عن قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾([42]) ما معنى ذلك؟ فقال: معرفة الإمام واجتناب الكبائر، ومن مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهلية. ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم، فمن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر، فكان كمن هو مع القائم في فسطاطه. قال: ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قاتل معه. ثم قال: لا بل - والله - كمن استشهد مع رسول الله ص) ([43]). وهو ع حجته وبينته التي يحتج بها على خلقه ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾([44])، فلينظر الإنسان هل عرف إمام زمانه وحاز عليه حتى يأتي به يوم القيامة ويقدمه حجة وبينة لله سبحانه وتعالى حتى يعفو الله عنه أم لا ؟ وذلك هو الخسران المبين. وروايات أهل البيت صكثيرة بهذا الصدد التي تثبت بأن الإمام حجة الله على خلقه. عن أبي عبد الله إنه قال: (ما زالت الأرض إلا ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله) ([45]). وعن الباقر ع إنه قال: (والله ما ترك الله أرضه منذ قبض الله آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجته على عباده ولا تبقى الأرض بغير حجة لله على عباده) ([46]). وهذه وصية الإمام الباقر ع للشيعة يأمرهم بأن يخاصموا بسورة ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ لإثبات أمر الإمامة بعد الرسول ص، روي العلامة البحراني (قدس سره) عن أبي جعفر ع، قال: (يا معشر الشيعة، خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا (تفلحوا)، فو الله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله ص وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا. يا معشر الشيعة، خاصموا بـ‍ ﴿حم ( وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾([47]) فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله ص. يا معشر الشيعة، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾([48])، قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمد ص ؟ قال: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض، فقال السائل: لا، قال أبو جعفر ع: أرأيت بعيثه أليس نذيره، كما أن رسول الله ص في بعثته من الله ( نذير، فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد إلا وله بعيث نذير، قال: فإن قلت لا فقد ضيع رسول الله ص من في أصلاب الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى إن وجدوا له مفسراً، قال: وما فسره رسول الله ص؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب ع. قال السائل: يا أبا جعفر، كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة ؟ قال: أبى الله أن يعبد إلا سراً حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنه كان رسول الله مع خديجة مستتراً حتى أمر بالإعلان، قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم ؟ قال: أو ما كتم علي بن أبي طالب ع يوم أسلم مع رسول الله ص حتى ظهر أمره ؟ قال: بلى، قال: فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله) ([49]). فيصبح الإمام المهدي صاحب ليلة القدر، فهو ع يعلم ما يدور وما تنتهي إليه الأمور صغيرها و كبيرها خاصها وعامها محكمها ومتشابهها. (.......) ([50]). وكما يعبر عن نفسه ع: (... وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب ...) ([51]). وهناك مفاهيم ثابتة وضروريات مسلمة في الشريعة المقدسة لا يمكن تركها فضلاً عن مخالفتها !!! لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي، ولكن ... ولكن ... !!! ﴿فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾([52])، والكلام عام موجه لكل الديانات بما فيها الدين الإسلامي سواء السنة أو الشيعة. وقد يعترض شيعي على هذا الكلام ويقول أليس نحن الذين نقول بإمامة الأئمة إلى آخرهمص؟! أقول له ما قال رسول الله ص: (... لا تأتوني بأنسابكم، واتوني بأعمالكم ...)([53]). والقرآن يقول: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾([54])، .... فالإيمان مقرون بالعمل، وقد ورد عن بيت العصمة: (الناس كلهم هالكون إلا العالمون، والعالمون كلهم هالكون إلا العاملون، والعاملون كلهم هالكون إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم) ([55]). وكون الإنسان هل هو من أصحاب الحق أو من أصحاب الباطل تابع لاختياره: إما الصراط المستقيم، أو صراط الجحيم، ولكي يميز الإنسان نفسه على أي من الطرفين، ينظر إلى فعله وعمله؛ لأن الذي ينسب نفسه للإسلام يجب عليه أن يتقيد بما جاء به محمد ص, والذي ينسب نفسه للمسيحية يجب عليه أن يتقيد بما جاء به عيسى ع, والذي ينسب نفسه لليهودية يجب عليه أن يتقيد بما جاء به موسى ع, وعلى كل من ينسب نفسه إلى جهة معينة([56]) يجب أن يتقيد بقوانينها وأحكامها، وإذا لم يأتِ بضروريات مذهبه وعقيدته التي هو منسوب إليها - وإن لم يلتفت - فهو خارج عنها. ولكن لو نظرت إلى هؤلاء الأفراد وأصحاب هذه الضروريات أكثرهم - ومنهم أنت الذي تدعي التشيع لأهل البيت ص - يعلقون أعمالهم وأفعالهم وعقولهم بالرجال ويقولون هؤلاء علماء وهؤلاء رجال دين، وهؤلاء أكبرنا سناً وهؤلاء أصحاب لحى طويلة وعمائم كبيرة ! حتى وصل بهم الحال أن يؤلفوا أحاديث مبتدعة من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان بل هو حديث الشيطان (خليها برقبة عالم واطلع منها سالم) ([57])، وغيرها من الأقوال الشيطانية، والأعجب والأغرب من ذلك أنهم يثبتون آيات قرآنية وأحاديث نبوية تخص أهل بيت العصمة ويقولون هي لهم ([58]). وحتى إني جلست مع جماعة وهم ينسبون حديث الثقلين إلى علمائهم ومرجعياتهم الموجودة الآن ويقولون لي: هم أهل البيت الذين أوصى بهم رسول الله ص مع الأئمة الاثني عشر المعصومين !! وبعضهم يقول: إن أصول الفقه هي القرآن (وحاشاه عن ذلك) !! ولا أدري أي كتاب يقرؤون أو أي علم يدرسون ؟! هذا ما ورثه علماء أفلاطون ! فهم متوكلون على علمائهم ومراجعهم في جميع المسائل, وكأنهم ينوبون عنهم بكل فعل، أي إنهم رفعوا التكليف عن أنفسهم وجعلوا هذا المرجع هو الذي يعرف الله عنهم ويعرف الإمام عنهم ويعرف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنهم وكأن لا عقل لهم يميز الحق من الباطل, وهذه مقولة الكفار عندما قالوا إنا وجدنا آباءنا على ملة. ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾([59]). وعندما يأتي العذاب وعندما يأتي سيف قائم آل محمد ص يشمل الجميع؛ لأنهم رضوا بعقر ناقة صالح, ورضوا بقذف إبراهيم ع في النار, ورضوا برمي محمد ص بالحجارة, ورضوا بكسر ضلع الزهراء ع, ورضوا بتكتيف علي ع, ورضوا بسم الحسن ع, وقتل الحسين ع, ورضوا بعزل قائم آل محمد ع عن منصبه الذي نصبه الله له, ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾([60]). * * * -المبحث الثالث: ولاية المهدي هي الميزان بعد أن فرض الله سبحانه طاعة وليه المعصوم ع وألزمهم معرفة خليفة الله في أرضه قال تعالى: ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾([61]). عن النبي ص أنه سُئل ما القلب السليم ؟ فقال: (دين بلا شك وهوى، وعمل بلا سمعة وريا) ([62]). وحتى يقبل عمل الإنسان ويكون نافعاً يوم القيامة الصغرى أو الكبرى يجب أن يكون صاحب عقيدة صحيحة ودين صحيح يقيني لا شك ولا شبهة في هذه العقيدة وهذا الدين، قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ﴾([63]). الإسلام متمثل بمن حمل رسالة الله سبحانه، وهذا رسول الله ص يقول بحق علي بن أبي طالب ع: (برز الإيمان كله إلى الكفر كله) ([64]). وتبين مما تقدم أن الدين الإسلامي متمثل بالإمام المعصوم وهو الآن المهدي ع، فمن اتبع وسلك وأطاع المهدي ع فقد جاء بالقلب السليم أي المعصوم الذي اعتصم بالله سبحانه وتعالى، السليم من آرائه وأهوائه ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾([65]). فيكون قول المهدي ع قول الله، وفعله فعل الله، وحُكم ومُلك المهدي ع هو حُكم الله ومُلك الله سبحانه وتعالى. وروى العياشي بإسناده عن رفاعة بن موسى، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾ قال: (إذا قام القائم ع لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ص) ([66]). فتصبح ولاية الإمام المهدي هي حرم الله الآمن فمن دخلها كان آمناً, وكان في حرم الله, ومن خرج عنها فهو خارج عن حرم الله، فليس له حظ في الإسلام ﴿مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾([67]). قال تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾([68]). وجاء في تفسير هذه الآية عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلاناً وفلاناً، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق ؟ قال: فاستوى أبو عبد الله ع جالساً فأقبل عليَّ كالغضبان، ثم قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله، قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ؟! قال: نعم، لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: ألا تسمع لقول الله (: ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ﴾ يعني [من] ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله، وقال: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾ إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله ( خرجوا بولايتهم [إياه] من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار من الكفار، فـ ﴿أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾)([69]). -المبحث الرابع: أصناف الناس في عصر ظهور الإمام المهدي ع بعد أن يفتتن الناس من الله سبحانه وتعالى بخليفته في أرضه ليصفوا الكدر من الإيمان ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾([70])، تُفتنون كما يفتن الذهب([71]). وقال أمير المؤمنين ع: (لا يقولن أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة؛ لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن ...) ([72]). وهذه سنة جارية من الله سبحانه وتعالى، ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾([73])، ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾([74]). وقصة إبليس (لعنه الله) معروفة والاختبار الذي حصل للملائكة حتى خرج إبليس اللعين وحتى كشف الله سبحانه ما أضمره إبليس من الأنا والتكبر والإعجاب بالنفس. فيصبح لدينا قسمان من الناس: إما مؤمن، أو كافر ولو بالمعاني الدقيقة. ومن الاثنين يخرج اثنين فتصبح أربعة أقسام: 1- مؤمن وثبت على إيمانه: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً﴾([75]). 2- كافر وزاد في كفره: ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ﴾([76]). 3- مؤمن وخرج عن إيمانه ودخل الكفر: (... فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها)([77]). 4- كافر وخرج من كفره ودخل الإيمان: (إذا خرج القائم ع خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر) ([78]). ولإتمام الفائدة لمعرفة هذا التقسيم نقف مع القرآن وروايات أهل البيت ع، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾([79]). ونعمة الله اليوم هو المهدي ع، فمن اختار غير المهدي ع فقد اختار الكفر. وقال الله سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ﴾([80])، وربهم اليوم المهدي ع كما جاء عن أئمة الهدى في تفسير ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾([81])، والرب بمعنى المربي. عن المفضل بن عمر: إنه سمع أبا عبد الله يقول في قوله: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ قال: (رب الأرض يعني إمام الأرض. فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام) ([82]). أو رب بمعنى المربي للخلق على ما يريد الله سبحانه. وروي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ص: (إن علي بن أبي طالب ع وصيي وإمام أمتي ... إلى أن قال ابن عباس: فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة ؟ فقال: أي وربي ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾([83]). يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله علمه مطوي عن عباده فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله ( كفر) ([84]). وليتفكر الإنسان العاقل، فالشك في أمره كفر فكيف الجحود به ونكرانه ؟ وجاء عن رسول الله ص: ( إن الله ( أوحى إليّ ليلة أسري بي .... إلى أن قال الرسول محمد ص عن الله تعالى: ... إني خلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين. يا محمد، لو أن عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحداً لولايتهم أدخلته ناري ...) ([85]). وروي أن الله تعالى قال لموسى ع: (هل عملت لي عملاً قط ؟ قال: (إلهي) صليت لك وصمت وتصدقت (وذكرتك كثيراً). قال الله تبارك وتعالى له: أما الصلاة فلك برهان، والصوم جنة، والصدقة ظل، والزكاة نور، (وذكرك لي قصور)، فأي عمل عملت لي ؟ قال موسى ع: دلني على العمل الذي هو لك ؟ قال: يا موسى، هل واليت لي ولياً (قط أو هل عاديت لي عدوا قط) ؟ فعلم موسى أن أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله)([86]). فانظر حال موسى ع وهو كليم الله، كيف! وهو يطلب العون والهداية من الله سبحانه حتى يدله على عمل يكون لله وليس فيه شيء لنفسه، أي إن الإنسان في حالة ولائه أولياء الله ومعاداة أعداء الله يصل إلى أن يكون هذا العبد كله لله سبحانه، فمع كمال موسى ع خفي عليه هذا العمل إلا بمعونة الله سبحانه وتوفيقه، ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ﴾ ([87]). -المبحث الخامس: مقدمات الخروج عن الولاية للإنسان سعي ومسير ووصول في هذه الحياة الدنيا، فأما أن يكون هذا السعي والمسير يوصلان إلى الطريق الحق، أو بعكسه يكون سعي ومسير ووصول إلى طريق الباطل، فالإنسان بسعيه يختار إما يسعى إلى طريق النور وكلما واصل سيره وبذل جهده يزداد نوراً, فيكون نوراً على نور, أو يسعى إلى طريق الظلمة فإذا استمر في سيره هذا يزداد ظلمة فيكون ظلمات بعضها فوق بعض. قال الله سبحانه عن دليله الذي يأتي به ([88])، وهو دليل رسول الله ص وهو القرآن لأهل القرآن، والإنجيل لأهل الإنجيل، والتوراة لأهل التوراة، قال الله سبحانه: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ ([89]). وأيضاً دليله روايات أهل البيت ص التي وضحت وبيَّنت مسيرة الإمام المهدي ع منذ أن خلق الله الخلق حتى ظهوره وقيامه ع ودولته المباركة، وأيضاً السيرة التاريخية والأخلاقية للإمام المهدي ع. عن الحرث بن المغيرة، قال: قلت لأبي عبد الله ع: (بأي شيء يُعرف الإمام ع ؟ قال: بالسكينة والوقار. قلت: وبأي شيء ؟ قال: وتعرفه بالحلال والحرام وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد، ويكون عنده سلاح رسول الله ص. قلت: أيكون وصياً ابن وصي ؟ قال: لا يكون إلا وصياً وابن وصي) ([90]). بقي أن نعرف ما هي البداية للتمسك والسير على المنهج الصحيح الذي يؤدي إلى الإمام المهدي ع ؟ البداية تكون بروايات آل محمد ص؛ لأنه لا يمكن تأسيس وإخراج مفهوم عقائدي أو غيره وإثباته والعمل به إلا بروايات أهل البيت ص والخضوع لما طرحوه ص، وقد قال جعفر بن محمد الصادق ع: (اعرفوا منازل شيعتنا عندنا على قدر روايتهم عنا وفهمهم منا) ([91]). وأيضاً يقول ع: (كلموا الناس بأحاديثنا فإنها أقرب إلى النفوس) ([92]). وأيضاً يقول ع في حديث طويل: (... من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه ورزقه العز في الناس ...) ([93]). هكذا يكون كلام أهل البيت ص ضياءً ونوراً للإنسان المؤمن يمشي به بين الناس ولا يُخاف عليه من الشيطان (لعنه الله)، فالإنسان الذي لا يستند إلى كلام أهل البيت ويرد كلامهم ص يكون خارجاً عن طاعتهم ص ويكون بذلك من أهل النار. أعاذنا الله سبحانه. وجاء عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: رجل يتولاكم ويبرأ من عدوكم ويحلل حلالكم ويحرم حرامكم ويعلم أن الأمر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم، إلا أنه يقول: إنهم قد اختلفوا فيما بينهم وهم الأئمة القادة، فإذا اجتمعوا على رجل فقالوا: هذا، قلنا: هذا. فقال ع: إن مات على هذا فقد مات ميتة جاهلية) ([94]). وعن الباقر ع: (والله إن أحب أصحابي إليّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله اشمأز منه وجحده وكفّر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا) ([95]).
Footers

[1] - مستدرك الوسائل - للميرزا النوري: ج11 ص379.

[2] - الروم: 42 – 44.

[3] - الأحزاب: 72.

[4] - مشارق أنوار اليقين: ص57.

[5] - لم أعثر على مصدر هذا الحديث ولعل السيد الشهيد المؤلف قد ذكره بالمعنى، والله العالم.

[6] - الغيبة للنعماني: ب2 ص46.

[7] - الغيبة للنعماني: ص28.

[8] - الملك: 1.

[9] - بحار الانوار: ج5 ب7 ص209.

[10] - الانفال: 24.

[11] - نهج البلاغة: ج4 ص22.

[12] - مفتاح الفلاح للبهائي: ص85 – 86.

[13] - شرح الأسماء الحسنى للملا هادي السبزواري: ج1 ص64.

[14] - كشف الخفاء: ج1 ص311, وهو مروي عن رسول الله / ولكن بلفظ (لا تتفكروا في الله ...) وقد روي عن الأئمة / أحاديث كثيرة بهذا المضمون منها:

عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر (: (تكلموا في خلق الله ولا تتكلموا في الله، فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيراً) الكافي: ج1 ص92. ولعل السيد الشهيد (رحمه الله) نقلها بالمعنى عن المعصومين /.

[15] - الغيبة للنعماني: ب4 ص65.

[16] - الكافي: ج1 ص441.

[17] - هناك روايات كثيرة بهذا المعنى وإخترت الرواية الاتية لإحتوائها على معان عظيمة كثيرة وتعمدت أن أذكرها بتمامها رغم طولها: .. عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي ابن أبي طالب /، قال: (قال رسول الله /: ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني، قال علي (: فقلت يا رسول الله، فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال: يا علي، إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. يا علي، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا. يا علي، لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض، فكيف لا تكون أفضل من الملائكة، وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه؛ لأن أول ما خلق الله ( خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا خلق مخلوقون وإنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا، لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وإنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه، فقالوا: لا إله إلا الله، فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة إن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به، فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العز والقوة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته، فقالت الملائكة: الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده، ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا واكراماً. وكان سجودهم لله ( عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه, فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون، وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم قال لي: تقدم يا محمد، فقلت له: يا جبرئيل، أتقدم عليك ؟ فقال: نعم؛ لأن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة. فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد، وتخلف عني، فقلت: يا جبرئيل، في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال: يا محمد، إن انتهاء حدي الذي وضعني الله ( فيه إلى هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله، فزج بي في النور زجة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكة، فنوديت: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت: يا محمد، أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل، فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن اتبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلفت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب، ومن أوصيائي ؟ فنوديت: يا محمد، أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي، فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نوراً، في كل نور سطر أخضر، عليه اسم وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم مهدي أمتي، فقلت: يا رب، هؤلاء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت: يا محمد، هؤلاء أوليائي وأوصيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي، لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأمكننه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له السحاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي ويجتمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة) علل الشرائع: ج1 ص5 – 7.

[18] - البقرة:1 – 2.

[19] - نهج البلاغة: ج2 ص58 – 59.

[20] - الأنعام: 48.

[21] - كامل الزيارات: ص368.

فالائمة ( رسل من الله تعالى بواسطة محمد /، فالرسول محمد / خاتم الإرسال من الله مباشرة، وفاتح الإرسال منه /، ونجد ذلك واضحاً في اشارة من أمير المؤمنين ( في أحد خطبه، حيث قال عن الرسول محمد /: (... الخاتم لما سبق والفاتح لما انغلق) نهج البلاغة: ج1 رقم 27 ص121. أي الفاتح لما انغلق بمحمد / وهو إرسال الرسل، ولكن فتحه عن طريقه؛ لأنه هو الإنسان الكامل، وهو الله في الخلق كما وضح ذلك سيدي ومولاي السيد أحمد الحسن ( - والله العالم -.

[22] - مريم: 50.

[23] - قد نص أهل البيت / على ذلك في روايات منها: عن أبي بصير، عن الصادق ( في خبر: (أن إبراهيم ( كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين, فقال الله تعالى: "ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا * ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا" يعني علي بن أبي طالب () بحار الأنوار: ج35 ص59.

وعن يونس بن عبد الرحمان، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (: (إن قوماً طالبوني باسم أمير المؤمنين ( في كتاب الله (، فقلت لهم من قوله تعالى: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) فقال: صدقت هو هكذا) بحار الأنوار: ج36 ص57.

وعن أبي بصير، عن الصادق (: ("وجعلنا لهم لسان صدق علياً" يعني علياً أمير المؤمنين () بحار الأنوار: ج36 ص59.

وعن القمي في تفسيره: (... "وجعلنا لهم لسان صدق علياً" يعني أمير المؤمنين ( حدثني بذلك أبي، عن الحسن بن علي العسكري () تفسير القمي: ج2 ص51.

وعن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) إنه قال في حق علي (: (... هذا الذي قال الله تعالى فيه: "وجعلنا لهم لسان صدق علياً") مدينة المعاجز: ج1 ص528 – 529.

وعن أبي عبد الله ( في قوله تعالى: "واجعل لي لسان صدق في الآخرين"، قال: (هو علي بن أبي طالب، عرضت ولايته على إبراهيم (. فقال: اللهم اجعله من ذريتي، ففعل الله ذلك) بحار الأنوار: ج36 ص57 – 58.

[24] - الامالي للصدوق: ص184.

[25] - الحج: 77 – 78.

[26] - الغيبة للنعماني: ب4 ص77 – 78.

[27] - الغيبة للنعماني: ب3 ص59.

[28] - الكافي: ج1 ص279.

[29] - النساء: 58.

[30] - الغيبة للنعماني: ب3 ص61.

[31] - نهج البلاغة: ج4 رقم 96 ص21.

[32] - الكافي: ج1 ص32.

[33] - بصائر الدرجات: ب6 ص29.

[34] - الصحيفة السجادية (ابطحي): رقم 13 ص43.

[35] - الملك: 30.

[36] - بحار الأنوار: ج24 ص100.

[37] - الغيبة للنعماني: ب2 ص51.

[38] - التكاثر: 8.

[39] - بحار الأنوار: ج7 ص 258.

[40] - النجم: 3 – 4.

[41] - من كلام الإمام الرضا ( للمأمون عندما رآه وهو يتوضأ وغلامه يصب عليه الماء، وهو المروي في الحديث الآتي: (ودخل الرضا ( يوماً عليه فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء، فقال: "لا تشرك - يا أمير المؤمنين - بعبادة ربك أحداً" فصرف المأمون الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده) الإرشاد: ج2 ص269.

[42] - البقرة: 269.

[43] - بحار الأنوار: ج27 ص126 – 127.

[44] - الاسراء: 71.

[45] - الكافي: ج1 ص178.

[46] - علل الشرائع: ج1 ب153 ص197.

[47] - الدخان: 1 – 3.

[48] - فاطر: 24.

[49] - الكافي: ج1 ص249 – 250.

[50] - هنا كلام اضطررت إلى حذفه لوجود أخطاء مطبعية كثيرة غيرت معناه وأصبح مشوشاً.

[51] - الاحتجاج: ج2 ص281 – 284.

[52] - الروم: 52.

[53] - حياة الإمام الحسين ( - للقرشي: ج1 ص196.

[54] - النجم: 39.

[55] - شرح الرضي على الكافية: ج2 ص129 – 130.

[56] - أي ان اتباع هذه الديانات يجب عليهم اتباع شرائعها الحقة لا المحرفة، فلو عملوا ذلك لإهتدوا إلى الحق ولفازوا بخير الدنيا والآخرة.

[57] - مثل أو قول يردده العامة كثيراً، ولا يستقيم هكذا كلام إلا في حال الإلتجاء إلى المعصومين /.

[58] - أي يقولون بإنطباق هذه الآيات والروايات على الفقهاء الغير معصومين !

[59] - الزخرف: 23.

[60] - الروم: 29.

[61] - الشعراء:88 - 89.

[62] - مستدرك الوسائل: ج1 ص113.

[63] - آل عمران: 19.

[64] - عوالي اللئالي: ج4 ص88.

[65] - الأنبياء: 26 – 27.

[66] - تفسير العياشي: ج1 ص183.

[67] - النساء: 97.

[68] - البقرة: 257.

[69] - الكافي: ج1 ص375 – 376.

[70] - العنكبوت: 2.

[71] - كما روي عن أهل البيت /: عن معمر بن خلاد قال: (سمعت أبا الحسن ( يقول: ﴿ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾، ثم قال لي: ما الفتنة ؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين، فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب) الكافي: ج1 ص370.

[72] - نهج البلاغة: ج4 ص20.

[73] - الأحزاب: 62.

[74] - فاطر: 43.

[75] - الكهف: 13.

[76] - النور: 40.

[77] - الغيبة للطوسي: ص339. وهو مروي عن الإمام الباقر (.

[78] - الغيبة للنعماني: ب21 ص332. وهو مروي عن الإمام الصادق (.

[79] - إبراهيم: 28.

[80] - إبراهيم: 18.

[81] - الزمر: 69.

[82] - تفسير القمي: ج2 ص253.

[83] - آل عمران: 141.

[84] - بحار الأنوار: ج38 ص126 – 127.

[85] - الغيبة للنعماني: ص94 – 95.

[86] - جامع أحاديث الشيعة - للسيد البروجردي: ج 16 ص212.

[87] - البقرة: 256.

[88] - ما زال الكلام عن الإمام المهدي (.

[89] - يونس: 15.

[90] - الغيبة للنعماني: ب13 ص249.

[91] - الغيبة للنعماني: ص29.

[92] - الظاهر أن الرواية نقلت بالمعنى وليس نصاً، وربما تكون مستفادة مما يلي:

عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله ( يقول: (رحم الله عبداً حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء، ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشراً) الكافي: ج8 ص229. وعن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: (سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( يقول: رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له: وكيف يحيى أمركم ؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ...) عيون أخبار الرضا (: ج2 ص275.

[93] - الاختصاص - للشيخ المفيد: ص321.

[94] - الغيبة للنعماني: ب7 ص132 – 133.

[95] - الكافي: ج2ص223.