Subjects

-الإهداء

-المقدمة

-وجود الإمام المهدي ع

-معرفة الإمام المهدي ع

-الصراط المستقيم

-تعيين الحق

-بيان الحق

-عصر الجاهلية

-عصرنا الحالي وأعداء الإمام المهدي ع:

-1- هل توجد عندنا عبادة الأوثان ونحن لا نشعر ؟

-2- يحللون ويحرمون حسب الظن والرأي:

-3- الإسلام غريب:

-الحرب ضد الإمام المهدي ع


Text

إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (18) الطريق إلى الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) بقلم الشيخ محمد الحريشاوي نسخة مصححة الطبعة الثانية 1432 هـ - 2011 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إلى محمد المصطفى ص .. إلى علي المرتضى ع .. إلى فاطمة الزهراء ص .. إلى الحسن المجتبى ع .. إلى الحسين الشهيد بكربلاء ع .. اللهم أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وتقبل مني هذا القليل بأحسن القبول. -المقدمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾([1]). اكتب هذه الكلمات البسيطة لأبين بعض حقيقة الطريق إلى الإمام المهدي ع من خلال كلام أهل البيت ص. وكلامهم حقيقة واضحة من الله تعالى؛ لأن كلامهم ليس كلام شخص عادي, ولا ظن ولا رأي بل ينطقون عن الله تعالى، فهم القرآن الناطق, والحق المبين من الله. ومن أحسن قولاً من قولهم، وأي كلام أفضل من القرآن وحديث أهل البيت ص, استسقي منه وأسقيكم وأبين لكم من خلال كلامهم ص الطريق إلى الإمام المهدي ع مستعين بالله تعالى, وبأهل البيت الأطهار ص, وبالأنبياء والمرسلين والأولياء والأوصياء, أن يحفظوني من زلات اللسان وارتكاب الخطيئة والتمسك والثبات على نهج محمد وآل محمد. وصلَّ اللهم على محمد وآل محمد, وعجل قيام قائم آل محمد واجعلنا من أنصاره وأعوانه واحشرنا معه في الدنيا والآخرة بمحمد وآل محمد، والحمد لله رب العالمين. ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾([2]). الشيخ محمد الحريشاوي 20/ جمادي الأول/ 1425 اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الأوصياء المرضين، وصلِّ على جميع أنبيائك ورسلك بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وصلِّ على أرواحهم وأجسادهم، اللهم بارك على محمد وآل محمد، وبارك لنا في يومنا هذا الذي فضلته وكرمته وشرفته وعظمت قدرهُ. اللهم بارك لي في ما أنعمت به عليّ حتى لا أشكر أحداً غيرك، ووسع عليّ في رزقي يا ذا الجلال والإكرام, اللهم وما فقدت من شيء فلا تفقدني عونك عليه، حتى لا أتكلف ما احتاج إليه. يا ذا الجلال والإكرام، يا مقلب القلوب والأبصار، يا مدبر الليل والنهار، يا محول الحول والأحوال، حول حالنا إلى أحسن حال، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين. -وجود الإمام المهدي ع بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾([3]). من الاعتقاد المؤكد أن الإمام المهدي ع موجود بيننا. وورد عن العترة الأطهار ص يظهر بعد الغيبة الطويلة ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. قال الله تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾([4])، أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمة الضلالة. وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع في معنى قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾([5])، قال: (اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم المنتظر) ([6]). وقال أمير المؤمنين ع: (لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه) ([7]). ولا أحد – من الموالين - ينكر وجود الإمام المهدي ع والكثير من الناس يقولون أثناء الدعاء: (اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن في هذه الساعة … الخ)، ويقولون: (اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه) والزيارات المخصوصة بالإمام ع، وكل هذه واردة عن أهل البيت ص، من هنا نسلم جميعاً بأن الإمام المهدي ع موجود ولابد أن يظهر بعد الغيبة الطويلة كما ورد عن أهل البيت ص ليحكم بحاكمية الله في أرضه. * * * -معرفة الإمام المهدي ع بعدما سلمنا بأن الإمام موجود ولا تخلو الأرض من حجة. فيجب علينا أن نتفكر بكيفية معرفة هذا الإمام الذي يمثل الحق المبين لله سبحانه. ونسأل أنفسنا هل هناك طريق كافٍ وقطعي لمعرفة الإمام ع يحسن السير عليه. إذا قلنا هناك علامات حتمية جاءت عن أهل البيت ص مثل: خروج اليماني والسفياني والخراساني، والصيحة في شهر رمضان، وقتل النفس الزكية بين الركن والمقام، والخسف بالبيداء، وهناك علامات كثيرة غير حتمية وتحقق الكثير منها. أقول: هذه العلامات ليست الدليل القطعي لمعرفة الإمام ع، بل نحن نحتاج دليلاً قطعياً فوق تلك العلامات؛ لأننا لا نعرف من هو اليماني ومن هو السفياني ومن هو الخرساني، ولا نعرف من هو النفس الزكية الذي يقتل بين الركن والمقام، وكذلك العلامات الباقية، إذن لابد أن يكون هناك من يُؤوِّل الرواية تأويلها الصحيح الصائب راجعاً بتأويله إلى القرآن والسنة الصحيحة. ومن المعلوم أن تأويل القرآن لا يفهمه إلا الراسخون في العلم، والراسخون في العلم هم أهل بيت النبي ص، وكل التفاسير الموجودة الآن هي تفاسير ظنية ([8]), أما التفسير الحق فلا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، إذن ليس من الحكمة الإلهية أن يترك العباد من غير حجة تقام عليهم، فلا بد من وجود ممهد من الإمام المهدي ع ودليل الممهد أن يأتي بالقرآن؛ لأنه قلنا سابقاً لا يُؤوِلَه إلا الراسخون في العلم، فإذا كان هذا الممهد متصلاً بالإمام فلا بد أن يُعرَف من تأويل القرآن وروايات أهل البيت ص. عن أبي عبد الله ع، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ع، قال: (قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي :عيا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، انه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً, ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً, فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن ع إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد ص فذلك اثنا عشر إماماً, ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً, فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد, والاسم الثالث المهدي, وهو أول المؤمنين) ([9]). وعن الصادق ع أنه قال: (إن منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع)([10]). وفي البحار: (قلت للصادق جعفر بن محمد ع: يا بن رسول الله، سمعت من أبيك ع أنه قال يكون من بعد القائم اثنا عشر مهدياً، فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً, ولم يقل اثنا عشر إماماً, ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا)([11]). وعن أمير المؤمنين ع في خبر طويل فقال ع: (... ألا وإن أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال ...) ([12]). وعن الصادق ع في خبر طويل سمى به أصحاب القائم ع: (... ومن البصرة ... أحمد...) ([13]). وعن الإمام الباقر ع أنه قال: (له – أي القائم - اسمان؛ اسم يخفى واسم يعلن, فأما الذي يخفى فأحمد, وأما الذي يعلن فمحمد) ([14]). وعن الباقر :ع (مشرف الحاجبين، غاير العينين، بوجهه أثر) ([15]). وقال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾([16]). إذن، لابد أن يكون هناك من يتصل بأهل العلم وهم العترة ص، وفي يومنا هذا الإمام الحجة بن الحسن المهدي ع والمتصل من البديهي أن يأخذ من المعصوم العلم .. وإلا فلا، ومن خالفَ ما جاء به القرآن والعترة ص فهو هالك وضال وكافر كما في الرواية. عن عبد الرحمن، قال لأبي الحسن ع: بما أوحى الله ؟ فقال: (يا يونس، لا تكون مبتدعاً، من نظر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيه ضل، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر) ([17]). وعن علي ع، قال: (قال رسول الله ص: تتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية والباقون هالكون، والناجون الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم ولا يعملون برأيهم فأولئك ما عليهم من سبيل) ([18]). وقال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾([19]). وعن رسول الله ص، قال: (وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا) ([20]). والأدلة القرآنية والروائية في هذا المجال كثيرة، أختصر على بعض منها: عن الإمام الرضا ع، قال: (شيعتنا المسلّمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا) ([21]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل) ([22]). وعن أبي عبد الله ع، قال: (ما أحد أحب إليّ منكم، إن الناس سلكوا سبلاً شتى، منهم من أخذ بهواه، ومنهم من أخذ برأيه، وإنكم أخذتم بأمر له أصل) ([23]). وعن أبي جعفر ع، قال: (ليس عند أحد من حق ولا صواب. ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج من عندنا أهل البيت، وإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطأ منهم والصواب من علي ع) ([24]). إذن لا تكونوا في شك وريب من ذلك فتصبحوا نادمين وتتبعوا أهواء أنفسكم كما فعل الذين سبقوكم من قبل، قال الله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ﴾([25]). وقال الله سبحانه: ﴿وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾([26]). * * * -الصراط المستقيم قال الله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾([27]). لكل زمان صراط مستقيم. والصراط المستقيم هو طريق الحق المحض الخالي من متعلقات الصراط الباطل. قال الله تعالى: ﴿وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾([28]). والحق المحض الخالص هم محمد ص وعلي ع والعترة ص، وهم الصراط المستقيم إلى الله تعالى، أي أنهم هم صراط الله إلى الله. ولكل صراط مستقيم يكون له سبيل، إذا كان صراط الله المستقيم هم محمد وعلي والعترة ص فمن يكون السبيل المستقيم إلى محمد وآل محمد، فلا بد أن يكون هناك سبيل مستقيم إلى محمد وآل محمد يؤدي إلى معرفة محمد وآل محمد، وهذه المعرفة لا تكون من حيث الاسم والعاطفة والمظهر، بل معرفة الحق المحض من هؤلاء الأطهار الذين فضلهم الله تعالى على العالمين. وبعدما عرفنا أن الصراط المستقيم الموصل إلى معرفة الله تعالى هم أهل البيت ص، وفي زماننا الحالي الصراط المستقيم لمعرفة الله هو الإمام المهدي ع، وقلنا سابقاً لكل صراط مستقيم لا بد أن يكون له سبيل مستقيم, وعرفنا أن معرفة الله متعلقة بالصراط المستقيم وهو الإمام المهدي ع, ومعرفة الإمام المهدي أيضاً متعلقة بالسبيل المستقيم، إذن لا بد من وجود ممهد يتصل مع الصراط المستقيم وهو الإمام المهدي ع؛ لأنه الحق المحض من الله تعالى، والحق المحض موجود وهو القرآن الكريم، فإذا كان ذلك الممهد حقه من القرآن فيجب البحث عنه خلال الناس، وإذا كان مخالفاً للقرآن فهذا ليس بممهد. إذن نستنتج من الكلام أن الله تعالى موجود والإمام المهدي ع موجود والممهد إلى الإمام أيضاً موجود. لكن الاختلاف والشبهة هي كيفية معرفة الله تعالى، وإذا عرفت الله عرفت رسول الإمام المهدي، وإذا عرفت الرسول عرفت الإمام المهدي ع. وبعدما عرفنا أن معرفة الله تعالى ومعرفة الإمام المهدي ع ومعرفة الرسول الذي من الإمام المهدي ع كل معرفتهم متعلقة بالصراط المستقيم، وإذا أردنا معرفة الصراط المستقيم نتبع الخطوات التالية. -تعيين الحق الحق معيّن من الله تعالى لا يحتاج إلى تعييّن، بل يحتاج إلى كشف وتبييّن. قال الله تعالى: ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً﴾([29]). إذن الحق المعين من الله سبحانه وتعالى هو القرآن الكريم والعترة ص، وهم القرآن الناطق في العباد، واسأل سؤالاً: هل القرآن والعترة هم الحق أم لا ؟ فإن قلتم هم الحق، فلماذا تختلفون في دينكم ؟ وتقولون لا حق في زماننا ! أقول لكم: الحق معين من الله تعالى، وكلامكم أن لا حق اليوم هذا اعتراض على الله تعالى، فإن لم يكن هناك حق معين من الله إذن على ماذا يحاسبكم الله ؟ وعلى ماذا يعاقبكم ؟ وعلى ماذا يدخل منكم الجنة والنار؟ لا يا أيها القائل، الحق موجود ومعين من الله وهو القرآن والعترة الأطهار ص لكن التقصير من الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله، الذين لا يتبعون القرآن والسنة حتى أنهم أخفوا الحق وأماتوه عند الناس. عن رسول الله ص، قال: (سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق, ولا أظهر من الباطل، ولا أظهر من الكذب على الله ورسوله, وليس عند ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب - القرآن - إذا تُليَ حق تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه, ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف, ولا أعرف من المنكر) ([30]). وعن الصادق ع، قال: (... فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء، ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشر ظاهراً لا ينهى عنه ويعذر أصحابه ...) ([31]). وبعد ما بيّنا الحق وهو القرآن والعترة ص، فيجب أن نتبع ما قاله القرآن ونمتثل إلى ما أمرونا به العترة ص وننتهي عما نهونا عنه. عن رسول الله ص، قال: (إنكم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك, وسيأتي عليكم زمان من عمل بعُشر ما أمر به نجا) ([32]). وكلام رسول الله ص دليل على أنه لا يوجد الآن أي عمل وفق ما أمروا به أهل البيت ص ولو كان عُشراً لنجا الناس من التفرقة والفتن. -بيان الحق: بعد ما عرفنا أن الحق معين من الله فيجب علينا بيانه، ولا نفهم من بيانه إلا بعد دراسة عصر الجاهلية وسيرة الأنبياء والمرسلين وما دار بينهم وبين أقوامهم. وهنا نجري مختصر بسيط لعصر الجاهلية ونقارنه مع عصرنا الحالي، وهل نحن الآن نعيش في عصر الجاهلية ولا نشعر به ولا ننتبه له ؟؟ -عصر الجاهلية: لماذا كانوا يتخذون عبادة الأوثان؛ لأنهم يعتقدون بوجود إله، لذلك أخذوا لهم إلهاً حسب ظنهم وآراء كبارهم، ولم يعرفوا الله الخالق الحقيقي، لذلك بعث الله إليهم أنبياء ورسلاً؛ لأجل معرفة الله تعالى. وقال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً﴾([33])، وكثير من الآيات على هذا المنوال. كانوا يحللون ويحرمون حسب ظنونهم وآرائهم، وكانوا يقيمون الحفلات والطبول ويعرضون الأزياء ويجلبون الراقصات ولم تكن عندهم عفة ولا شرف ولا يتناهون عن شرب الخمور، كان الذي يملك أموالاً طائلة يُحترم ويُقدر ويُقدس أما الفقير فمحتقر ذليل، وكان حكمهم حكم الرغبة والشهوات واللذة والمتعة والترف من حيث رغبات أنفسهم، كانوا مملوكين لا أحرار، منهم تملكهم الأوثان، ومنهم من تملكه أولاده وزوجته، ومنهم من تملكه الأموال … الخ. وأمور كثيرة في عصر الجاهلية لا يسع لي المجال أن أذكرها فيجب على الباحث عن الحق أن يطالع عصر الجاهلية ويقارنه مع عصرنا الحالي مطابقاً إلى أقوال أهل البيت ص والقرآن الكريم ومن هم أعداء الأنبياء والرسل. -عصرنا الحالي وأعداء الإمام المهدي ع: -1- هل توجد عندنا عبادة الأوثان ونحن لا نشعر ؟ عن الإمام الباقر ع قال: (يتغير أهل الزمان حتى يعيدوا الأوثان، ويبتلى المؤمنون، وتولد الشكوك في القلوب، وتخلع ربقة الدين من الأعناق) ([34]). وعن أبي بصير، عن الصادق ع، قال: (قلت له ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾([35])، فقال ع: آما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم, ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم, ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً, فعبدوهم من حيث لا يشعرون) ([36]). إذن، عبادة الأوثان موجودة. ونلاحظ في زماننا هذا ليس الدين هو المهم, بل المهم أن نعيش ونكسب الأموال وبغض النظر عن مصدرها سواء كانت حلالاً أو حراماً, المهم اسمها دنانير، ونلاحظ المنافسة موجودة في الدنيا دون الآخرة, وكأن الناس عندهم سباق على أن يعمروا دنياهم، ويصبح أحدهم خيراً من الآخر، نسوا الله تعالى حتى أنساهم أنفسهم حتى لا يقتفي الناس أثر نبي ولا يعتقدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب !! إذن عدو الإمام المهدي ع هم عبدة الأوثان. وهنا يرد سؤال: من هم الأوثان ؟ ويمكن القول بوضوح إن الأوثان هم الذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العلم وهو القرآن, ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، والذين قلوبهم كقلوب الذئاب، وأمر من الصبر. عن رسول الله ص، قال: (قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل للذين يتفقهون لغير الدين, ويتعلمون لغير العمل, ويطلبون الدنيا لغير الآخرة, يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب, ألسنتهم أحلى من العسل, وأعمالهم أمر من الصبر, إياي يخادعون وبي يستهزءون, لأتيحن لهم فتنة تذر الحكيم حيراناً) ([37]). فهل سألنا أنفسنا: لماذا ابتلاهم الله تعالى بفتنة تجعل الحليم حيراناً ؟ والجواب: لأنهم تركوا القانون الإلهي واتبعوا قانون أنفسهم, وبما أنهم تركوا القانون الإلهي لذلك امتحنهم الله بفتنة تذر الحليم حيراناً، وحتى قانون أنفسهم لو أنهم خالفوه عوقبوا، فكيف والمخالفة لقانون الله تعالى. وعن رسول الله ص، قال: (الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل: يا رسول الله، وما دخولهم في الدنيا ؟ قال ص: إتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم عن دينكم)([38]). وعن رسول الله ص، قال: (العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسول فاحذروهم) ([39]). إذن، رجل الدين أي العالم بأمور الدين يجب عليه أن يعمل بقانون الله سبحانه لا بقانون آراء الناس، وحسب ما يعبرون ويقولون: نريد الشعب أن يعبر عن رأيه. وهنا أسأل سؤالاً: إذا كان رأي الشعب مخالفاً لقانون الله، ماذا تفعلون وأنتم كعلماء وأمناء للرسل ؟ هل تخالفون قانون الله وتتبعون أهواء وآراء الناس، أليست هذه هي الخيانة لرسول الله ؟ ومن خان رسول الله فقد خان الله، ومن خان الرسول وخان الله إلى جهنم وبئس المصير. عن رسول الله ص، قال: (شرار العلماء الذين يأتون الأمراء، وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء) ([40]). وعن رسول الله ص، قال: (سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد برء، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع أبعده الله ...) ([41]). وعن رسول الله ص، قال: (أكمل الناس عقلاً أخوفهم لله وأطوعهم له، وأنقص الناس عقلاً أخوفهم للسلطان وأطوعهم له) ([42]). قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾([43]). -2- يحللون ويحرمون حسب الظن والرأي: قال الله تعالى: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ... قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا﴾([44]). من الواضح إن التشريع متعلق بالعلماء وهم الذين يفتون الناس بالحلال والحرام، فيجب علينا الانتباه إلى هذا التشريع هل هو من عند الله أو من عند غير الله، وكيف نعرف تشريعهم، إذا كان منطبقاً مع التشريع الإسلامي فهو من الله؛ لأنهم أخذوه من القرآن والعترة ص، إذا كان تشريعهم مخالفاً للقرآن والسنة، فليس هذا بتشريع، بل هذا هو تشريع الظن والرأي بصفة الاجتهاد, لذلك ترى التفرقة بين المجتهدين وترى رأي المجتهد فلان يختلف عن فلان، لماذا؟! فدين الله لا خلاف فيه، ولكن التفرقة سببها هو عدم الأخذ بكلام الله وهو القرآن والعترة الأطهار ص؛ لأنهم لو كانوا يشرعون من القرآن والسنة, لما اختلفوا بينهم؛ لأن القرآن واحد والسنة واحدة ودين الله واحد والإسلام واحد. عن الإمام الصادق ع، قال: (من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم) ([45]). وعن الرضا ع، قال: (شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا) ([46]). وعن أبي عبد الله ع، قال: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾([47])، فقال: (أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلال فعبدوهم من حيث لا يشعرون) ([48]). وعن أبي جعفر ع، قال: (من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان) ([49]). عن أبي محمد العسكري ع في قول الله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾([50])، قال: هذه الآية لقوم من اليهود، إلى أن قال: وقال رجل للصادق ع: إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علماءهم فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علماءهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ إلى أن قال: فقال ع: بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة وتسوية من جهة. أما من حيث الاستواء, فإن الله ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم، وأما من حيث افترقوا فإن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح وأكل الحرام والرشا وتغير الأحكام وأخطروا بقلوبهم إلى أن من فعل ذلك فهو فاسق, لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمهم. وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علماءهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على الدنيا وحرامها, فمن قلد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد؛ لفسق علماءهم، فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم. فإن من ركب من الفضائح والفواحش مراكب علماء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئاً ولا كرامة, وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم, ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم، وآخرون يتعمدون الكذب علينا الحديث)([51]). وعلق على هذه الرواية بعض العلماء الأجلاء، قائلاً: التقليد المرخص فيه هنا إنما هو قبول الرواية لا قبول الرأي والاجتهاد والظن، وهذا واضح لا خلاف فيه. وعن الإمام الصادق ع، قال: (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلةِ الناس أشد مما استقبله رسول الله ص من الجاهلية, فقيل له: كيف ذلك ؟ فقال: إن رسول الله ص أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة, وإن قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأولون عليه كتاب الله، ويحتج عليه به ويقاتلونه عليه، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر) ([52]). أي يستقبلون القائم حسب الظن والرأي بكتاب الله، تلك الآراء المختلفة التي لا تغني من الحق شيئاً. ومن كلام ابن عربي: (أعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الاجتهاد لما يرونه يحكم خلاف ما ذهب إليه أئمتهم, ولولا أن السيف بيده لأفتوا بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطيعونه ويخافون, فيقبلون حكمه من غير إيمان بل يضمرون خلافه ..) ([53]). وعن جعفر بن محمد ع، قال: (يا نعمان، إياك والقياس فإن أبي حدثني عن آبائه أن رسول الله ص قال: من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار، فإن أول من قاس إبليس، حيث قال خلقتني من نار وخلقته من طين، فدع الرأي والقياس وما قال قوم ليس له في دين الله برهان، فإن دين الله لم يوضع بآراء ومقاييس) ([54]). إذن الدين الحقيقي هو دين الله أي كلام الله الموجود بين أيدينا، فلماذا تأخذون دينكم من أفواه الرجال، وأمير المؤمنين ع يقول: (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال, ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة, زالت الجبال ولم يزل). وكيف تتبعون أهل الرأي والظن وهم أشد أعداء الإمام المهدي ع، وأمير المؤمنين ع يقول: (... وينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلموا فتعساً لهم ولأتباعهم، أوَ كان الدين ناقصاً فتمموه, أم كان به عوجاً فقوموه، أم هَمَّ الناس بالخلاف فأطاعوه, أم أمرهم بالصواب فعصوه, أم هَمَّ المختار فيما أوحي إليه فذكروه, أم الدين لم يكتمل على عهده فكملوه, أم جاء نبياً بعده فاتبعوه ...) ([55]). وعن الباقر ع، قال: (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه) ([56]). وعن رسول الله ص، قال: (لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم، ولا عدواً يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم، وإن عصوهم قتلوهم) ([57]). وعن سول الله ص عن طلبة العلم في آخر الزمان قال: (يتفقه أقوام لغير الله وطلباً للدنيا والرئاسة، يوجه القرآن على الأهواء ويصير الدين بالرأي) ([58]). وعن رسول الله ص قال: (يكون في أمتي فزعة فيصير الناس إلى علمائهم فإذا هم قردة وخنزير) ([59]). إذا كان الحق واحداً من الله سبحانه فلماذا تتفرقون في دينكم والتفرقة دليل على التباس الحق، فإذا كان الفقهاء ملتبساً عليهم الحق فكيف لكم إتباعهم وهم يغيرون الحق عن جهته ويحرفون الكلام عن موضعه ويبدلون الحق بالباطل, وأنتم تعرفون ذلك وتقولون هذه مصلحة الدين, والعالم أعلم بالمصلحة يحللون الحرام ويحرمون الحلال وتقولون مصلحة الدين ؟ يقبلون الباطل وينكرون الحق وتقولون مصلحة الدين ؟ إلى متى تبقون لا تفقهون من الحق شيئاً، تنكرون كلام القرآن وكلام أهل البيت الأطهار ص وتتبعون كلام الرجال، وفي الينابيع ورد: (إذا خرج القائم ع فليس له عدوٍ مبين إلا الفقهاء خاصة، وهو والسيف أخوان) ([60]). وفي الفتوحات المكية قال: (يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام، يعز الإسلام به بعد ذله ويحيى بعد موته، يضع الجزية ويدع إلى الله بالسيف، فمن أبى قُتل ومن نازعه خذل، يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله يحكم به, يرفع المذاهب من الأرض, فلا يبق إلا الدين الخالص, أعداؤه الفقهاء أهل الاجتهاد؛ لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم، فيدخلون كرهاً تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه, يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم, يبايعه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق, عن شهود وكشف وتعريف إلهي) ([61]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (فقهائهم يفتون بما يشتهون وقضاتهم يقولون ما لا يعملون, وأكثرهم بالزور يشهدون, من كان عنده دراهم كان موقراً مرفوعاً, وإن كان مقلاً فهو عندهم موضوع) ([62]). وعن الصادق ع قال في تأويل قوله تعالى: (﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾([63])، يعني خروج القائم، فإذا ظهر لم يقبل توبة المخالف) ([64]). وقال أمير المؤمنين ع تعليقاً على هذه الآية، قال: (فعند ذلك ترفع التوبة، فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل) ([65]). وعن الصادق ع، قال: (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، ما يأخذ منها السيف، وما يستعجلون بخروج القائم ؟ والله ما لباسه إلا الغليظ، وما طعامه إلا الشعير الجشب، وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف) ([66]). إذن، عند قيام القائم ترفع التوبة فلا توبة تقبل، فاحذروا وكونوا باحثين عن الحق المحض الخالص من الله وإلى الله تعالى وهم العترة والقرآن الكريم, ولا تأخذكم في دينكم العاطفة والمظاهر في الشخصيات, وتتبعون أهواء أنفسكم، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. -3- الإسلام غريب: كان الإسلام في عصر الجاهلية موجوداً، ومتمثلاً بالأديان السماوية السابقة, لكن كل منهم يعرف الإسلام حسب رأيه وهوى نفسه, وكل شيء مخالف لأهواء أنفسهم يعتبرونه ليس من الإسلام، لذلك ترى الإسلام موجوداً في عصر الجاهلية لكن تنقصهم المعرفة الحقيقة للإسلام, وبما أنهم يتبعون أهواء أنفسهم ويعملون برأيهم, فكان الإسلام بينهم غريباً وأتباعه غرباء لذلك ترى الأنبياء والرسل عانوا من أقوامهم معاناة شديدة. عن رسول الله ص، قال: (إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء) ([67]). إذن من الواضح في زماننا أننا نعيش في عصر الجاهلية؛ لأن الإسلام اليوم غريب كما كان غريباً في عصر الجاهلية, فكل واحد من زعماء الدين حسب ما يعبرون آخذٌ بالإسلام, ويظن كل واحد منهم بإسلامه أنه على حق وغيره باطل !!! وعن رسول الله ص، قال: (يأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه, ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس عنه, مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى, فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) ([68]). وعن رسول الله ص، قال: (يأتي على أمتي زمان لا يبقى مع الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله تعالى - له للإمام المهدي عجل الله فرجه - بالخروج، فيظهر الله الإسلام به ويجدده، طوبى لمن أحبه وتبعه، والويل لمن أبغضه وخالفه) ([69]). وعن رسول الله ص، قال: (يأتي على أمتي زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر) ([70]). وعن أمير المؤمنين ع قال يصف أهل آخر الزمان: (مساجدهم يومئذ عامرة من البني، خراب من الهدى, سكانها وعمارها شر أهل الأرض, منهم تخرج الفتنة وإليهم تأوي الخطيئة, يردون من شذ عنها فيها ويسوقون من تأخر عنها, يقول الله تعالى: فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة أترك الحليم فيها حيران) ([71]). وترى زماننا الآن مساجدهم عامرة وتراها مبنية بأحدث البناء ويعطون مبالغ طائلة لبناء مسجد حتى يكون فيها ذكره لا ذكر الله تعالى, ويتنافسون على الزخرفة والعمارة حتى يقول الناس إن مسجد فلان أفضل من مسجد فلان, إذن أين مساجد الله التي فيها كلمة لا اله إلا الله الحقيقية, للأسف مساجدهم خالية من الهدى، والدليل على ذلك أن كل مسجد فيه إسلام غير إسلام المسجد الآخر, كل مسجد له إسلام خاص ودين خاص وشريعة خاصة، مع العلم كلهم ينسبون أنفسهم إلى دين واحد وشريعة واحدة وإسلام واحد، إذا كنتم هكذا لماذا تختلفون، ورسول الله ص يقول عنكم إنكم شر أهل الأرض، منكم تخرج الفتنة وإليكم تأوي الخطيئة, مالكم تعملون بأهوائكم والصادق ع يقول: (ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء) ([72]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان، وتضيع حقوق الرحمن، ويتغنى بالقرآن) ([73]). أليس في زماننا هذا الأمر للصبيان وضاعت حقوق الرحمن؟؟!! فأيُّ حقٍّ بقي للرحمن والإمام الباقر ع يقول: (يقل الورع، ويكثر الطمع، ويُرى المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله, والكاذب يكذب ولا يرد عليه كذبه, والفاسق يمتدح بالفسق لا يرد عليه قوله) ([74]). وعن الإمام الصادق ع، قال: (… ورأيت المؤمن محزوناً محتقراً ذليلاً، ورأيت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت الناس يقتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل، ورأيت الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأي وعطل كتاب الله وأحكامه، ورأيت الليل لا يستحيى به من الجراءة على الله، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد) ([75]). * * * -الحرب ضد الإمام المهدي ع انظر إلى حال زماننا هذا نلحظ أن الكثير من الناس يحاربون الإمام المهدي من حيث لا يشعرون. عن رسول الله ص، قال: (يأتي على الناس زمان همهم بطونهم، وشرفهم متاعهم، وقبلتهم نساءهم، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم، أولئك شر الخلق لا خلاق لهم عند الله)([76]). وعنه ص، قال: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً, يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل) ([77]). وعنه ص، قال: (إذا كثر الجور والفساد وظهر المنكر وأمرت أمتك به ونهي عن المعروف وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ([78]). وعنه ص، قال: (وغار الصدق، وفاض الكذب, واستعملت المودة باللسان, وتشاجر الناس بالقلوب, وصار الفسوق نسباً والعفاف عجباً, ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوباً) ([79]). وعنه ص، قال: (يكون هلاك الرجل على يد أبويه, فإن لم يكن له أبوان فعلى يد زوجته وولده, فأن لم يكن له زوجة وولد فعلى يد قرابته وجيرانه … ويعيرونه - أي الرجل - بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق حتى يوردوه موارد الهلكة) ([80]). وعنه ص، قال: (يفتري الولد على أبيه، ويدعو على والديه، ويفرح بموتهما)([81]). وعنه ص، قال: (يحسد الرجل أخاه، ويسب أباه، ويتعامل الشركاء بالخيانة)([82]). وعن الإمام الصادق ع، قال: (ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهراً ليس له مانع) ([83]). كما يرى حال زماننا حيث أصبح الناس اليوم بواسطة جهاز (الستلايت) يستطيعون أن يتفرجوا على فساد العلم كله في ساعة واحدة !! وعن رسول الله ص، قال: (تقسم أموال ذوي القربى تقسم بالزور، ويتقامر عليها، وتشرب بها الخمور)([84])، وهي أموال الخمس. وعن رسول الله ص، قال: (لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع, لو أن أحدهم دخل في جحر ضب لدخلتم فيه, وحتى أن أحدهم لو جامع امرأته في الطريق لفعلتموه) ([85]). وقال الإمام الصادق ع: (ورأيت الآمر بالمعروف ذليلاً، والفاسق فيما لا يحب الله قوياً محموداً)([86]). وعن الباقر ع، قال: (.. سيخرجون أقوام من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه ..) ([87]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (ويكون أهل ذلك الزمان وجوه جميلة وضمائر ردية، من رآهم أعجبوه، ومن عاملهم ظلموه) ([88]). وعن ابن عباس، أنه قال: (يبعث الله المهدي بعد إياس وحتى يقول الناس: لا مهدي ...) ([89]). وعن رسول الله ص، قال: (... وذلك – يعني خروج القائم - حين تغير البلاد، وضعف العباد، والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم منهم ...) ([90]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (... ويطيع الرجل زوجته ويعصي والديه ويجفوهما ويسعى في هلاك أخيه وترفع أصوات الفجار ...) ([91]). وعنه ص، قال: (لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل)([92]). وعنه ص، قال: (كيف بكم إذا فسد نساءكم, وفسق شبانكم، ولم تأمروا بالمعروف بل أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، وإذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً, فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله ؟ فقال: نعم، وشر من ذلك ...) ([93]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة - وهو شر الأزمنة - نسوة كاشفات عاريات، متبرجات من الدين، داخلات في الفتن، مائلات إلى الشهوات، مسرعات إلى اللذات، مستحلات للمحرمات، في جهنم خالدات [داخلات]) ([94]). وعن رسول الله ص، قال: (سألت أخي جبرائيل: أتنزل بعد إلى الدنيا ؟ قال: نعم، أنزل عشر مرات وأرفع جواهر الأرض، قلت: وما ترفع ؟ قال: في المرة الأولى أرفع البركة من الأرض، وفي المرة الثانية أرفع الشفقة من قلوب العباد، وفي المرة الثالثة أرفع الحياء من النساء، وفي المرة الرابعة أرفع العدل من أولي الأمر، وفي المرة الخامسة أرفع المحبة من قلوب الخلائق، وفي المرة السادسة أرفع الصبر من الفقراء، وفي المرة السابعة أرفع السخاوة من الأغنياء، وفي المرة الثامنة أرفع العلم من العلماء، وفي المرة التاسعة أرفع القرآن من المصاحف ومن قلوب القراء، وفي المرة العاشرة أرفع الإيمان من قلوب أهل الإيمان) ([95]). لو سألنا أنفسنا لماذا الله يأمر جبرائيل أن ينزل إلى الأرض بعد رسول الله ص عشر مرات ويرفع جواهر الأرض ..؟ لأن لكل شيء قانوناً، ولكل قانون حكم خاص به، ويكون هذا الحكم إما من عند أنفسهم وأهوائهم أو من عند الله سبحانه. والحكم الحقيقي هو حكم الله، والله سبحانه يحكم حسب قانونه العادل، فإذا كان العمل خلاف القانون الإلهي تكون العقوبة من الله تعالى، ولذلك ترى الله يأمر جبرائيل ليرفع جواهر الأرض بسبب مخالفة القانون الإلهي. وقال الله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾([96]). إذن إذا أردنا الوصول إلى الإمام المهدي ع ومعرفته فيجب علينا أن نقطع الحبال والسلاسل التي ربطتنا بالدنيا من شهوات النفس، وكل إنسان اليوم مملوك وهو لا يشعر، فإذا أردنا الإمام بصدق فعلينا الخلاص من ذل عبودية الهوى وعبادة الشخصيات وترك الشهوات والرغبات المادية، ونعمل بقانون الله تعالى وهو القرآن والعترة ص، فمن تمسك بهما لن يضل أبداً، ومن تركهما ضل عن طريق الله تعالى، لا نأخذ إلا بالكتاب والعترة الأطهار ص؛ لأنهم باب النجاة والطريق المستقيم إلى الله تعالى، وإذا ادعى مدع دعوة حق إلى الله وجاءنا بالقرآن والعترة ص فيجب علينا البحث عن حقيقة هذا المدعي، فإذا كان كلامه من القرآن فهو صادق، وإذا كان كلامه خارج عن القرآن والعترة فليس من أهل الحق؛ لأننا نعرف أن الحق الحقيقي المثبت والمعين من الله تعالى هو القرآن والعترة ص. قال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾([97]). وقال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾([98]). وقال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾([99]). وقال الله تعالى: ﴿كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ﴾([100]). وقال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ( ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً﴾([101]). والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين. الشيخ محمد الحريشاوي 20/ جمادي الأول/ 1425 هـ
Footers

[1] - النور: 21.

[2] - مريم:36.

[3] - النمل: 64 – 65.

[4] - الحديد: 17.

[5] - آل عمران: 200.

[6] - الغيبة - للنعماني: 34.

[7] - الغيبة - للنعماني: 35.

[8] - طبعاً باستثناء الموسوعات الحديثية المروية عن أهل البيت  في هذا الموضوع.

[9] - بحار الأنوار: ج53 ص148، البرهان: ج3 ص310، الغيبة للطوسي: ص385.

[10] - بحار الأنوار: ج53 ص148، البرهان: ج3 ص310، الغيبة للطوسي: ص385.

[11] - كمال الدين: ج2 ص358.

[12] - بشارة الإسلام: ص148.

[13] - بشارة الإسلام: ص181.

[14] - كمال الدين: ج2 باب 57 ص653.

[15] - إلزام الناصب: ج1 ص417.

[16] - البقرة: 129.

[17] - الكافي: ج1 ص56.

[18] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص31.

[19] - الحشر: 7.

[20] - كفاية الأثر للخزاز: ص162 – 163.

[21] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص83.

[22] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص95.

[23] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص31.

[24] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص46.

[25] - البقرة: 17.

[26] - الحديد:16.

[27] - الفاتحة: 6 – 7.

[28] - البقرة: 42.

[29] - الفرقان: 33.

[30] - ينابيع المودة: ج3 ص106.

[31] - الكافي: ج8 ص37 – 38.

[32] - كنز الفوائد - الكراجكي: ص97.

[33] - الفرقان: 60.

[34] - يوم الخلاص ص425.

[35] - التوبة: 31.

[36] - البرهان في تفسير القرآن: ج10 ص120، أصول الكافي: ج1 ص73.

[37] - بحار الأنوار: ج1 ص224.

[38] - الكافي: ج1 ص46.

[39] - إيقاظ العلماء وتيه الأمراء: ص61.

[40] - المحجة البيضاء: ج1 ص144.

[41] - بحار الأنوار: ج74 ص155.

[42] - بحار الأنوار: ج77 ص154.

[43] - الأنعام: 116.

[44] - الأعراف: 38.

[45] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص25.

[46] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص84.

[47] - التوبة: 31.

[48] - الكافي: ج1 ص53.

[49] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص91.

[50] - البقرة: 79.

[51] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص95.

[52] - بحار الأنوار: ج52 ص361.

[53] - عصر الظهور: ص370 – 371.

[54] - وسائل الشيعة: ج18 ص29.

[55] - إلزام الناصب: ج1 ص108.

[56] - وسائل الشيعة (الإسلامية): ج18 ص9.

[57] - إلزام الناصب: ج1 ص196.

[58] - بحار الأنوار: ج52 ص257.

[59] - الدر المنثور للسيوطي: ج6 ص62.

[60] - ينابيع المودة: ج3 ص215.

[61] - بشارة الإسلام: ص297.

[62] - بشارة الإسلام: ص77.

[63] - الأنعام: 158.

[64] - بحار الأنوار: ج52 ص149.

[65] - إلزام الناصب: ج2 ص117،

[66] - غيبة النعماني: ص239.

[67] - بحار الأنوار: ج52 ص191.

[68] - بحار الأنوار: ج52 ص190.

[69] - ينابيع المودة: ج3 ص100.

[70] - الغيبة - للنعماني: ص173.

[71] - بحار الأنوار: ج52 ص259.

[72] - إلزام الناصب: ج2 ص126.

[73] - دلائل الإمامة - للطبري: ص473.

[74] - بشارة الإسلام: ص23.

[75] - إلزام الناصب: ج2 ص125.

[76] - منتخب الأثر: ص438.

[77] - مجمع الزوائد - للهيثمي: ج7 ص301.

[78] - انظر: إلزام الناصب: ج1 ص187.

[79] - نهج البلاغة - محمد عبده: ج1 ص209.

[80] - منتخب الأثر: ص437.

[81] - بحار الأنوار: ج52 ص259.

[82] - بشارة الإسلام: ص23.

[83] - الكافي: ج8 ص37 - 42.

[84] - المصدر السابق ص37 – 41.

[85] - بحار الأنوار: ج53 ص140.

[86] - بحار الأنوار: ج52 ص256.

[87] - اختيار معرفة الرجال: ج1 ص275.

[88] - إلزام الناصب ج2 ص161.

[89] - الملاحم والفتن: ص50.

[90] - الأمالي - الشيخ الطوسي: ص351 – 352.

[91] - إلزام الناصب: ج2 ص162.

[92] - ميزان الحكمة للريشهري: ج2 ص1408.

[93] - بحار الأنوار: ج52 ص181.

[94] - من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق: ج3 ص390.

[95] - مئتان وخمسون علامة / العلامة 28 ص92 – 93.

[96] - يس: 60 – 61.

[97] - الحشر: 7.

[98] - البقرة: 121.

[99] - البقرة: 214.

[100] - المائدة:0 7.

[101] - الكهف: 103 – 106.