Subjects

-الإهداء

-المقدمة

-الهدف السامي للإنسان

-تيه بني إسرائيل

-القرآن يحث على التكامل

-التمسك بالثقلين

-الاختيار للَّه أم للناس:

-السعادة من القرآن لا من غيره:

-إن الله مع المحسنين:

-شكر الخالق:


Text

إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (14) السلسلـة الأخلاقية (وقفات أخلاقية) الحلقة الأولى بقلم الشيخ حبيب السعيدي الطبعة الثانية 1432 هـ - 2011 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إلى الكوكب الدري ... إلى خامل الذكر وأمل أهل الذكر ... إلى أصغر أهل البيت سناً، وأخملهم ذكراً، وأوسعهم كفاً ... أهدي هذه الحروف إلى سيدي ومولاي بقية الله في أرضه، وكلي تقصير وأرجو منه القبول. -المقدمة كتبت هذه الحروف البسيطة من باب التذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين, وحسب ما عرفت وقد رأيت من يدس السم في العسل, ويسقي المؤمنين تاركاً القرآن وأهل البيت ص, والمطلوب هو الانطلاق من الثقلين لا غير؛ فإن الغير هو الباطل بعينه وما بعد الحق إلا الضلال المبين. وهذه كلمات يسيرة أرجو من الله تعالى بلطفه الخفي وبأحق وأعز الخلق عليه محمد وآل محمد الطاهرين أن ينفعني بها وينفع إخواني المؤمنين طالبي الحق والفطرة الصحيحة, وبدون تكلف، فقد من كلامه أحلى من العسل وقلبه أمر من الحنظل. أو يعطيك من طرف لسانه حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب, بغض النظر عن الشكل والمظهر الخارجي وهذا هو النفاق بعينه والعياذ بالله تعالى, فأرجو وأطلب من الله أن يكون قولنا وعملنا سواء ولا يكون في القول فضل على العمل وأن يجعلنا مع الصادقين مع محمد وآله الطاهرين. الشيخ حبيب السعيدي 13/ جمادي الأول/ 1425 الحمد لله رب العالمين، مالك الملك، مجري الفلك، مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها، وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. -الهدف السامي للإنسان: خُلق الإنسان من أجل هدف سامٍ وكبير جداً، وهذا الهدف هو معرفة المنعم الحقيقي، والمعرفة هي التي يترتب عليها العمل؛ لأن الإنسان إذا عرف شيئاً بقيمته يسعى إليه بقدر معرفته به. مثلاً إذا كان يعرف مكان كنز من ذهب في موضع كذا، وكنز من قير في موضع كذا، فإذا كان الإنسان طالباً للمال يكون سعيه لكنز الذهب أكثر بكثير من السعي نحو كنز القير؛ لأنه يعرف قيمة الذهب أغلى وأسمى من قيمة القير، فيسعى نحو الذهب بقدر معرفته له. في الحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق) ([1]). وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾([2]). والعبادة لا تكون إلا بالمعرفة. إذن الله ( خلقنا من أجل أن نعرفه، ولهذه المعرفة عدة طرق من المعرفة من خلال النفس: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) ([3]). ومن خلال الآيات الآفاقية: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾([4]). وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ﴾([5]). وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم﴾([6]). وعن أهل بيت العصمة ص إن الصراط الذي أمر الله تعالى به هو أمير المؤمنين ع. وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾([7]). فالمنذر رسول الله ص والهادي هو أمير المؤمنين ع الهادي إلى الصراط المستقيم، والهادي والصراط بعد أمير المؤمنين ع هو الإمام الحسن ع ومن بعده الإمام الحسين ع. فقد ورد عنهم ص ما معناه: (إن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر، فكما جرى على أولنا يجري على آخرنا) ([8]). والصراط في زماننا والهادي وحبل الله المتين هو الإمام القائم ع: ﴿إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾([9]). ذلك الإمام المظلوم المنسي، المنسي، المنسي، الخامل الذكر، ولي الله الأعظم محمد بن الحسن العسكري ع، الذي هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا ويعرفنا بالله تعالى، والله تعالى يقول: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة﴾([10]). فالوسيلة هم آل محمد ص والإمام المهدي ع الآن ممثل الله في الأرض وهو واسطة الفيض الإلهي إلى جميع المخلوقات، ففي الزيارة الجامعة الكبيرة: (السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على المخلصين في طاعة الله، السلام على الأدلاء على الله، السلام على الذين من والاهم فقد وإلى الله, ومن عاداهم فقد عادى الله, ومن عرفهم فقد عرف الله, ومن جهلهم فقد جهل الله, ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله, ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله (). فكل مقطوعة من هذه الزيارة تحتاج إلى وقفة وتدبر. فهذه الصفات كلها متمثلة بسيدنا ومولانا ولي العصر أرواحنا له الفداء. * * * -تيه بني إسرائيل: قال تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه﴾([11]). فإن يونس ع ترك قومه وذهب مغاضباً عدة أيام، وتوعد قومه بنزول العذاب بعد غيابه عنهم، فلما رأوا علامات العذاب أقبلت عليهم تابوا إلى الله وطلبوا نبيهم بصدق, فلم يجدوه، ثم لجأوا لله تعالى وتضرعوا إليه فرفع عنه العذاب وعاد إليهم يونس ع. فانظر إلى الفارق بين أمة يونس وأمة المهدي ع الذي غاب عنهم إمامهم كل هذه المدة. (لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطؤون طريقهم ولا يخطأكم سنة بني إسرائيل) ([12]). فيونس ع غاب أياماً معدودة والإمام المهدي ع غاب مئات السنين، ويونس ع نبي من أنبياء بني إسرائيل وأفضل منه عيسى ع؛ لأنه من أولي العزم الخمسة ص، وعيسى يصلي خلف ولي العصر محمد بن الحسن العسكري ع، وقوم يونس قلة قليلة مائة ألف أو يزيدون، والأمة الإسلامية تزيد على مليار مسلم، وقوم يونس أستاذهم ومعلمهم هو ع، وأمة محمد ص أستاذهم ومعلمهم محمد ص، فعلمهم أكثر من باقي الأمم بفضل محمد وآل محمد ص. ومع كل هذه المفاضلة ألا تعمل هذه الأمة كما عمل قوم يونس ع ويطلبون إمامهم بصدق وإخلاص من أجل الوصول إلى الصراط المستقيم ؟ فالأمة في تيه وضلال وهم لا يشعرون كما أخبر رسول الله ص بذلك ما معناه: (تتيه أمتي كما تاه بنو إسرائيل) ([13]). وبنو إسرائيل تاهوا بسبب عدم طاعتهم لأوامر موسى ع وكان مدة تيههم أربعين سنة، وأمة محمد ص وعلي والمهدي ص كما ترون كم هم تائهون عن إمامهم، وفوق كل هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾([14]). عن يونس بن ضبيان، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (قال رسول الله ص: إن الله ( قال: ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، أبي تفترون أم عليَّ فتجترؤن، فبي حلفت لأمتحنهم بفتنة تترك الحكيم منهم حيراناً) ([15]). روي سعد بن ظريف، عن أبي جعفر الباقر ع قول رسول الله ص: (من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء، ويموت موتة تشبه موتة الشهداء، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن، فليتول علياً وليوالي وليه وليقتدي بالأئمة من بعده، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، اللهم ارزقهم فهمي وعلمي، وويل للمخالفين لهم من أمتي، اللهم لا تنلهم شفاعتي) ([16]). فكل من يسمع هذا الحديث أو يقرأه يقول أنا أتولى علياً والأئمة من بعده ع، فلنقف قليلاً إذا كانت الأمة توالي الإمام المفترض الطاعة، يعني تطيع أوامره ونواهيه، فبذلك تكون الأمة أولياء لله وللإمام ع, وإذا كانوا كذلك أحبهم الله والإمام, وإذا أحبهم الله فهل يحجب عنهم وليه ؟ إذن الأمة لا تستحق أن ترى الإمام وتنتفع بقيادته إلى شاطئ النجاة؛ بسبب الذنوب وعدم الامتثال لأوامر الله تعالى وحجته على خلقه. فعلى الأمة الإسلامية أن تفيق وتنتبه وتطلب إمامها بصدق نية وصفاء سريرة, وتتضرع إلى الله الواحد القهار الرؤوف الرحيم, وبحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة المعصومين والإمام المهدي المظلوم عليهم جميعاً سلام الله، وتطلب من الله تعالى ليلاً ونهاراً، مساءاً وصباحاً، وفي دبر كل صلاة وفي كل وقت. ولكن مع الأسف الشديد على المتدينين فضلاً عن غيرهم يطالبون ويصرخون باستمرار إلى الآن بالانتخابات من أجل قيادتهم، وكأنهم ليس لهم إمام غائب وهو قائدهم الإلهي، ولا يندبونه ويطلبون تعجيل فرجه من الله تعالى، ولا يمهدون له مكانه ومنصبه الذي سلب منه ومن آبائه على مر العصور، ولم يلتفتوا إلى مظلوميته. عن الإمام الصادق ع: (أوصى الله تعالى إلى إبراهيم ع أنه سيولد لسارة، فقالت: (ألد وأنا عجوز) فأوحى إليه إنها ستلد ويعذب أولادها بردها الكلام عليّ. قال: فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون ليخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة, فقال الصادق ع: هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه) ([17]). * * * -القرآن يحث على التكامل: قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾([18]). وقال تعالى: ﴿أََلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً﴾([19]). وقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَأُولُو الْأَلْبَابِ﴾([20]). وبالطبع إن الإنسان خلق من مادة، والمادة بطبعها تخلد إلى الأرض، وبعد أن تخلط الروح مع المادة ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾([21])، تتقيد الروح ولا تكون لها الحرية الكاملة في العلو والرفعة والمعرفة، والإنسان بطبعه وفطرته التي فطره الله عليها يحب الكمال، وهذه غريزة أودعها الله تعالى فيه ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾([22]). وروي عن رسول الله ص: (كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) ([23]). إذن، فعلى الإنسان أن يتفكر في نفسه وفي المخلوقات التي حوله وفي السماوات والأرض، ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾([24]). ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾([25]). ويسأل نفسه ويتساءل مع غيره لماذا هذا الخلق والإيجاد، قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾([26]). وعليه بعد التوكل على الله تعالى أن يُجد بطلب الطرق إلى الوصول إلى الهدف الذي خلق من أجله: (اللهم صلِّ على محمد، واكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيامي فيما خلقتني له) ([27]). وطرق الوصول إلى الله سبحانه وتعالى في الحديث عن أهل بيت العصمة ص (بعدد أنفاس الخلائق)، فإذا كان هذا الكم الهائل من الطرق الموصلة إلى الله فكم نحن عميان، وكم هي الغفلة التي نحن مستغرقون بها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فعلى الإنسان أن يطلب هذه الطرق وهي ليست ببعيدة عنه, ولكن الإنسان هو مبتعد عنها بسبب تلوثه بقاذورات المادة, وتجاهله للروح وعالم الغيب, التي هي أساس وجوده في هذا العالم والعالم الآخر. * * * -التمسك بالثقلين: حث الرسول الأكرم محمد ص وأهل بيته حثاً شديداً على التمسك بالثقلين وهم القرآن والعترة الطاهرة, والعمل بما أمروا به والكف عن ما نهوا عنه، قال رسول الله ص: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) ([28]). وقال مولانا الصادق ع: (الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة) ([29]). وقال الصادق ع: (إنما هلك الناس في المتشابه؛ لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته، فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء فيعرفونهم) ([30]). نفهم من تلك الأحاديث أن أحد الثقلين لا ينفك عن الآخر، فالقرآن من غير الإمام الحجة المعصوم لا يتم نفعه. ففي الحديث ما معناه: (أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) ([31])، وإمام بدون قرآن أيضاً لا يتم نفعه، فهم - أي الثقلين - أيضاً لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله ص. فالأمة إذا ضلت وتاهت وأخذت تتخبط فهي غير متمسكة بالثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة، وإلا إذا كانت متمسكة لما ضلت وافترقت وأصبحت فريسة للأعداء. ومن رحمة الله لهذه الأمة هي رعاية الإمام المهدي ع لها مع عصيانها وتمردها عليه؛ لأنه ع رحمة للناس ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾([32]). صحيح أن هذه الآية تخص الرسول الكريم ص ولكن هم يقولون ما معناه: (إن القرآن يجري على آخرنا كما يجري على أولنا) ([33])، والإمام القائم ع الآن في مقام جده المصطفى ص، ورحمة محمد ص متمثلة في ولده ع والفيوضات الإلهية تأتي عن طريق الإمام المعصوم في كل زمان, ولولاه لما رزقت المخلوقات سواء كانت الأرزاق مادية أو معنوية. ومن الممكن أن تخرج فرع من هذه الرحمة التي عند الإمام ع إلى هذه الأمة كما خرج الأئمة ص من رسول الله ص. وهذا ليس من المستحيل، بل هو من مقتضى الرحمة والعطاء الإلهي الذي يحتاج إلى شكر كثير لله سبحانه وتعالى. فمن الممكن أن يرسل إمامنا الغائب رسولاً قبل قيامه يمهد له, ويبين للناس الصراط المستقيم، وليس شرطاً أن يكون هذا الرسول على ما تحب الناس وتهوى. فقديماً اعترض الناس على رسول الله محمد ص حيث قالت قريش: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾([34]). فانظروا إلى قريش تريد أن تكون هي التي تُعيِّن الرسول, وتريد أن تأتي الرسالة عن طريق رؤسائهم وأغنيائهم ووجهائهم, فسبحان الله التاريخ يعيد نفسه من جديد. قال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾([35]). وهكذا كان بنو إسرائيل يريدون أن يكون النبي الخاتم ص منهم وإلا فلا يتبعونه ولا يوالونه، وهكذا سنن التاريخ وكما أخبر الله تعالى: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾([36]). فقريش العصر الآن يقولون نفس قول قريش الأولى، لماذا لم يرسل الإمام المهدي ع رسولاً من العلماء والمجتهدين, أو المعروفين من أصحاب المناصب الدنيوية التافهة العفنة, وكأنهم لا يقرؤون القرآن حين قال: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾([37]). هذا إذا كان فاسقاً - والعياذ بالله - يأمرنا الله تعالى بعدم تكذيبه بدون تبين وباستعجال، وعلينا أن نتحقق من هذا النبأ. ألا يصنعون كما صنعت الدلفاء بنت أحد رؤساء العشائر العربية عندما أَرسل رسول الله ص جويبر ذلك الرجل الفقير إلى أبي الدلفاء وأمره أن يزوج الدلفاء من جويبر, فأبى أبوها ذلك وكذلك عشيرتها لم تقبل بذلك, وقالوا له: إن رسول الله لا يقبل أن تتزوج بنت كبار القوم من رجل فقير مثلك, فأنت كاذب بادعائك أنك رسول من محمد ص, فاعترضت الدلفاء على أبيها وعشيرتها وقالت لأبيها: إذا كنت شاكاً في صدق الرجل فابعث إلى رسول الله وتأكد من صدقه, فليس من اللائق أن نرد رسول النبي محمد ص من دون تأكد، فذهب أبوها بنفسه للرسول محمد ص وأمره الرسول أن يزوج ابنته الدلفاء من جويبر فامتثل لأمر الرسول محمد ص وتزوجت الدلفاء من جويبر. فإن احترامكم لأي خبر من جهة الإمام المهدي ع هو احترام للإمام نفسه. فهل من الأخلاق مواجهتكم لشخص بالتكذيب والتشنيع عليه, وهو يقول لكم إني رسول من الإمام المهدي إليكم, وبالتالي فهذا الموقف ليس غريباً على من قرأ التاريخ وأحوال الأمم السابقة أو قرأ وصف أهل البيت لحال الناس عند قيام الإمام المهدي ع. عن الإمام الصادق ع: (… ثم يهز الراية (أي الإمام المهدي) فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها، وهي راية رسول الله ص نزل بها جبرائيل يوم بدر …)([38]). فيجب علينا أن نكون أحراراً في معرفة عقيدتنا وأن نسعى في طلب العلم الحقيقي, لا علم القشور والكلمات المزخرفة والرنانة والمختارة للغو، فلننهل من العين الصافية الروية من أجل أن نروي عطش أكبادنا وأرواحنا, ونترك تعلقاتنا الصنمية حتى لا نكون كمن اتخذ إلهه هواه. وإذا تركنا هذا الهوى يعبث بأرواحنا تندثر وتكون مع البهائم وأرذل بكثير: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾([39]). وهل من المعقول أن يعمل العاقل على أن يجعل هذه الروح العالية وهي من عالم الملكوت ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾([40]) التي أودعها الله تعالى عندنا لكي نرقى بها ونصل إلى مصاف الملائكة وأكثر؛ لأن الإنسان له قابليات وطاقات هائلة بفضل من الله تعالى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾([41]). ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾([42]). وقال رسول الله محمد ص ما معناه: (خلق الله الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم، ثم قال تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا﴾([43]). وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف كالملائكة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) ([44]). وما ينسب إلى أمير المؤمنين ع: بني أن من الرجال بهيمة ... في صورة الرجل السميع المبصر فطن بكل رزية في ماله ... وإذا أصيب بـدينـه لم يشعـر ([45]). * * * -الاختيار للَّه أم للناس: يجب على كل صاحب بصيرة أن يحرص على نعمة الفطرة الإلهية ويزكيها لا أن يدسها برذائل الأخلاق، فالله خلقنا لكي نسعد بمعرفتنا له سبحانه وتوحيده التوحيد الحقيقي الذي جاء عن أهل بيت العصمة ص أو من يقوم مقامهم، ولا يجعل هواه هو القائد له، فمعظم رغبات وميول الإنسان حيوانية. قال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوك﴾([46]). فترى أغلب الناس لا يتحملون الحق, أو يتحملونه إذا كان يصدر من جهة هم يحبونها ويوالونها، أما إذا جاءهم الحق من جهة هم يستصغرونها فتراهم لا يقبلون ذلك الحق، ألم يقرأوا قوله تعالى: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾([47]). وقوله تعالى: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾([48]) . وقول أهل البيت ص: (ربما أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبر قسمه) ([49]). وقولهم أيضاً: (إن الله أخفى أولياءه في خلقه، فلا تحتقر أحداً من خلقه عسى أن يكون ولياً من أوليائه) ([50]). وهل من حق الناس أن ينصبوا أولياء الله تعالى أو اختيارهم، فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾([51]). فعلينا أجمع نحن أهل الأنا والحسد والحقد ومختلف الرذائل أن نتطهر من رذائل الأخلاق والتحلي بالأخلاق الحسنة التي اُمرنا بها، وأنَّى يكون ذلك إلا بالعلم والعمل والإخلاص، لا بالخداع والمكر والتظاهر بالتدين, فيكون حالنا حال القبر المزخرف ظاهره وباطنه جيفة، وأن يكون أحدنا إنساناً حقيقياً لا ذئباً ضارياً (هم ذئاب وعليهم ثياب، كلامهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الحنظل). ونحن في هذا الزمان كما ترون كم وكم خُدعنا بأشخاص بعنوان الدين ولا حاجة إلى ذكر مواقفهم, والكل يعرف ذلك ولكن يسدل عليه الستار, وسوف تُسألون عن عدم محاربتكم لهذا الفساد الخفي الجارف, وسوف تُسألون عن كتمان الشهادة يوم الأشهاد. فتراهم يقترفون معظم الرذائل التي لا تحصى ولا يتأدبون بآداب الشريعة المقدسة, بل يجعلون على أعمالهم القبيحة ثوباً وهالة من القدسية, ويجندون لها المئات من عبيدهم العميان عن معرفة الحقيقة التي لا تخفى على كل ذي بصيرة. قال تعالى: ﴿لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾([52]). فلماذا نحرم أنفسنا من بركة وهدى الثقلين ونحن بأمس الحاجة لهما، بل كثير من المسلمين يميلون إلى تقليد الغرب الكافر, فحالنا اليوم مزري ومخزي إلى أبعد الحدود, كالذي بيده الماء وهو يموت عطشاً، فهذه الشريعة بين أيدينا من تراث وعترة وبقية آل محمد, فلماذا لا نشرب من عينها الصافية ومعينها العذب حتى نحيي قلوبنا الميتة، لا أن نأخذ ديننا من أفواه الرجال، فعنهم ص ما معناه: (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من القرآن والسنة زوال الجبال أيسر من زوال دينه) ([53]). فعلينا أن نبحث عن ديننا بأنفسنا لا أن نتكل على الآخرين، وقد جربنا مرات ومرات فظهر زيف الذين يقولون (كيت وكيت) وأخفوا علينا الحق خوفاً على مناصبهم مراكزهم الدينية أو الاجتماعية، مثل الكذب على كثير من العلماء والمؤمنين وأرادوا دفن الحق، ولكن هل يستطيعون؟ لا وألف لا. والآن وبكل وقاحة يكذبون من يلتقي بالإمام المهدي ع: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾([54]). إن لم تصدقوا طوعاً فما بقي لكم إلا السيف, أو أن تؤمنوا تحت ظل السيف فتكونون طلقاء العصر. فإذا جاءكم هذا الرجل - رسول الإمام المهدي السيد أحمد الحسن - بالرحمة والرأفة وأنتم تستهزؤن به فماذا تريدون بعد الرحمة والرأفة، أليس هو العذاب على من كذب ؟ وكذلك سنن الذين من قبلكم. ففي الحديث عن أهل بيت العصمة ع ما معناه في آخر الزمان: (يكذب الصادق ويصدق الكاذب ويقرب الماحل) ([55]). (لا يكون شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل) ([56]). (ترون المعروف منكراً والمنكر معروفاً) ([57]). (تكون الناس كالبهائم) ([58]). (وحتى يكاد لا يرى عاقل) ([59]). وفي الحقيقة الآن من يقول الحق والصدق يتهم بالكفر والسحر والجنون، فكل شيء معروف عند الناس إلا الحق فأنهم يرونه باطلاً !!! والحق عندهم فقط ما يصب في صالحهم ويوافق رغباتهم. فإن أحدهم إذا مرض جسدياً تراه تقوم قيامته ولا يترك طبيباً أو سبيلاً إلا وسلكه؛ من أجل هذا الجسد المادي الذي يتلاشى بعد فترة قليلة، ولا يلتفت إلى روحه وهي مصابة بمرض يفوق بكثير المرض الجسدي. (اللهم إنا نسألك المعافاة في الأديان كما نسألك المعافاة في الأبدان). وهذه الروح باقية دائماً إلا ما شاء الله بعكس الجسد المادي، فما لنا لا نعقل ونقف ونتفكر ونستدرك الموقف قبل فوات الأوان، وما دمنا في فسحة من الأجل، وما زال النَفس يصعد وينزل وأبواب الرحمة الإلهية مفتوحة ليلاً ونهاراً في كل وقت وأوان، وعلينا أن نسرع إلى العلاج والدواء, وهو في كتاب الله تعالى وكلام أهل البيت ص التي تشفي كل مرض وعاهة. عن الرسول محمد ص ما معناه: (إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع وماحل صادق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة) ([60]). فهذا رسول الله ص يحثنا على التمسك بالقرآن لعلمه بالفتن, وأمراض آخر الزمان وانحرافاتهم. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً﴾([61]). * * * -السعادة من القرآن لا من غيره: كثير من الناس قد اغتر بالتطور المادي التافه والدعايات الكاذبة البراقة التي ليس لها حقيقة، والحقيقة الغرب في قمة التطور المادي ولكنهم في قمة المرض النفسي, ولا يجدون لأمراضهم النفسية دواء ولن يجدوا أبداً ما لم يدخلوا في الإسلام المحمدي الصحيح, وقد فعل كثير منهم ذلك. قال رسول الله ص ما معناه: (إن القلوب لتصدأ وجلاؤها القرآن) ([62]). وقال أيضاً: (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) ([63]). فلماذا الأمة الآن قد افترقت واختلفت وأصبحت طرائق وطوائف يكذب بعضها البعض الآخر؛ لأنها وبصراحة تركت وصية الرسول محمد ص بالثقلين وعمل كل حسب مصلحته وهواه. وإلا إذا كانت متمسكة بالقرآن والعترة الطاهرة لما أصبحت بهذه الحالة المبكية. ولربما يسأل سائل ويقول أما ترى الأمة الإسلامية تتلوا القرآن ليلاً ونهاراً وتهتم بطبعه وتحسينه ؟ أقول: ولكن أين العمل به، وكل عمل له ثمار، فأين ثمار العمل بالقرآن, فالبلاد الإسلامية كلها محتلة من كل الجهات في الأرض والسماء والبحر والفكر والسياسة والاقتصاد وكل شيء، ولو عمل المسلمون بما في القرآن لما حل بهم ما حل ولما استذلهم الكفار. ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾([64])، أي العمل بما جاء في القرآن الكريم. (أو ليسلطن عليكم شرار الناس، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم) ([65]). ارجعوا إلى كتاب الله تعالى وتدبروا فيه، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾([66]). والبعض يقول لشدة غبائه وعدم فهمه للقرآن نحن الآن في تطور وتقدم حضاري والقرآن لا يوافق هذا التقدم العلمي. فنقول: إن القرآن حي لا يموت ولكن أنتم الموتى، والقرآن يجري مجرى الشمس والقمر ولا ينقطع ما دامت السماوات والأرض كما ورد عن أهل البيت ص. ثم الذي يسمونه تطوراً قد تسبب في انحدار البشرية نحو الهاوية اللاأخلاقية وتسبب في إثارة آلاف المشاكل الاجتماعية. فدور الرعاية قد امتلأت من أولاد الزنا، والعوائل أمست تقضي كل وقتها في متابعة الأفلام والبرامج الخليعة، فالأخت لا تستحي من أخيها, والأخ لا يغار على أخته, والطفل منذ بداية نموه يفتح عينيه على هذه الفضائح ويتربى عليها ولها. فالحياة السعيدة لا تكون بتقنية الأجهزة وألوان الأطعمة والأشربة، بل بصفاء الروح الإيمانية والسير نحو التكامل الأخلاقي الذي نتيجته عبادة الله العبادة الحقيقية. قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾([67]). لا ليأكلون ويلعبون ويفسقون كما فسق الغرب وفقد أخلاقه، إن كان عنده أخلاق. فالأرض الآن غابة حيوانات، القوي يأكل الضعيف، وأصبح الناس إماماً للقرآن وليس القرآن إمامهم، ويعطفون القرآن على الهوى والرأي كما أخبر بذلك أمير المؤمنين ع، فلا يصلحهم يومئذٍ إلا الإمام المهدي ع حين يقوم بالسيف ويستأصل المنحرفين والمتسترين بالدين الذين فرَّقوا الأمة أحزاباً، كل حزب بما لديهم فرحون، فيعطف بأبي وأمي الهوى والرأي على القرآن، ويصبح القرآن هو الإمام والدستور الوحيد لا غيره من الأصنام البشرية التي لا تضر ولا تنفع، فالسعادة الحقيقية هي تطبيق الأحكام الإلهية. قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾([68]). وقال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾([69]). فالقرآن فيه تبيان كل شيء ودواء كل داء, ولكن كيف ينفع الدواء إذا لم يكن هناك طبيب ماهر قد أتعب نفسه وأخلص لربه في معرفة الداء والدواء، فنحن قد انغمسنا في الرذائل وابتعدنا عن الفضائل واتبعنا أهواءنا وآراءنا وتركنا القرآن وراء ظهورنا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. -إن الله مع المحسنين: الفيوضات الإلهية تصب وتمطر ليل نهار وبدون انقطاع (يا من يعطي من سأله ومن لم يسأله)، ولكن أواني قلوبنا منكوسة، فما علينا إلا أن ننتبه من هذا النوم العميق والسبات الطويل، ونقلب أواني قلوبنا بالشكل الصحيح وننظفها ونطهرها من القاذورات والنجاسات حتى تمتلئ من مطر الفيض الإلهي. قال تعالى: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾([70]). وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾([71]). الظاهر من الآية أمرين أو معنيين؛ الأول: الجهاد الأصغر، وهو جهاد الأعداء دفاعاً عن الدين والأرض والعرض والمال … والمعنى الثاني: الجهاد الأكبر، وهو جهاد النفس وبذل الجهد في محاربة الهوى والرغبة في معصية الله تعالى. ورد عن الإمام الصادق ع أن الجهاد ينقسم إلى فريضة وسنة، ثم قسَّم جهاد الفرض إلى قسمين، فقال: (فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله تعالى، وهو أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض) ([72]). وورد عنهم ص: (إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه) ([73]). إذن مجاهدة النفس هي أعظم الجهاد. وتنص الآية الكريمة على أن جزاء المجاهدين هو الهداية إلى السبل التي توصل إلى صراط الله المستقيم، أي إرشاده إلى طرق الله تعالى وسبله التي لا يعرفها الإنسان ولم يهتد إليها بعد. وقد ورد عن رسول الله ص: (من عمل بما علم علمه الله ما لا يعلم) ([74]). وورد أيضاً: (من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم) ([75]). وورد: (أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده) ([76]). وورد: (من أخلص لله أربعين صباحاً فجّر الله الحكمة من قلبه وجرت على لسانه) ([77]). والثابت أيضاً أن الله يكون مصاحباً لهؤلاء المجاهدين، فكم يكون الإنسان سعيداً إذا صاحبه صديق مخلص وطيب ومؤمن, ويكون أكثر فرحاً إذا كان ذلك الصاحب ولياً من أولياء الله تعالى, وتشتد الفرحة والسرور إذا كانت المصاحبة مع نبي من الأنبياء، فماذا تكون الفرحة إذا كانت المعية (إن الله لمع المحسنين) ألا نحرص على مصاحبة الله تعالى وعدم مفارقته، وهو الخالق المصور الرحمن الرحيم الودود العزيز الحكيم. علينا أن نتفكر ونكثر التفكر والتدبر، ففي التفكر حياة القلوب والقرآن يهتف وينادي: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾([78]). ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً﴾([79]) . ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾([80]). ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾([81]). ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾([82]). وروي عن هشام بن الحكم، قال: (قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع في حديث طويل إلى أن قال: يا هشام، إن لكل شيء دليلاً، ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت) ([83]). وروي أيضاً عن أبي عبد الله ع، قال: (كان أمير المؤمنين ع يقول: نبه بالتفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك (ساجداً)، واتق الله ربك) ([84]). وعن الحسن الصيقل، قال: (سألت أبا عبد الله ع عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر ؟ قال: يمر بالخربة أو بالدار فيقول: أين ساكنوك، أين بانوك، ما لكِ لا تتكلمين) ([85]). وروي عن الرضا ع يقول: (ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله () ([86]). وروي عن رسول الله ص: (أفضلكم منزلة عند الله تعالى أطولكم جوعاً وتفكراً، وأبغضكم إلى الله كل نؤوم أكول) ([87]). وقال ابن عباس: أن قوماً تفكروا في الله تعالى، فقال النبي ص: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله، فإنكم لم تقدروا قدره) ([88]). وعن الصادق ع: (الفكر مرآة الحسنات، وكفارة السيئات، وضياء للقلوب، وفسحة للخلق، وإصابة في صلاح المعاد، واطلاع على العواقب، واستزادة في العلم، وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها) ([89]). * * * -شكر الخالق: رأينا التأكيد على التفكر في خلق الله تعالى والنهي عن التفكر في الله تعالى، فمن خلال التفكر في خلق الله تعالى وخلق هذا الكون الرهيب العجيب والدقيق بمنتهى الدقة التي لا يستطيع أي عالم أو أي تطور أو تقدم بالتقنية أن يعرف هذه الدقة الدقيقة. هذا الكون الواسع جداً والذي تكون هذه الأرض الواسعة بما فيها على قول الفلكيين ذرة بالنسبة لهذا الكون، وكل هذا خلق من أجل بني آدم. (يا ابن آدم، خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من أجلي) ([90]). وكل هذا الكون وهذه المخلوقات صغيرها وكبيرها تنادي بلسان حالها: (خالقنا الله الواحد القهار)، والتفكر في هذه المخلوقات يقدح في ظلمات القلب نور الهداية، وكلما زاد التفكر زاد ذلك النور وزادت المعرفة وتحرك القلب نحو الذكر الحقيقي القلبي، حتى وإن لم يتلفظ الإنسان بلسانه. فلو اجتمعت الخلائق بما عندهم من أحدث الأجهزة التي ينعقون بذكرها وعرضها والتفاخر بها، على أن يخلقوا خلية واحدة أو كرية دم واحدة، التي لا ترى بالعين المجردة، لا يستطيعون ذلك !! فكم يكون عجز الإنسان الحقير وكم تكون قدرة الله سبحانه وتعالى, ثم إذا عرف الإنسان خالقه العظيم جل جلاله فعليه أن يتوجه إليه بكل جوانحه وجوارحه وفي كل الأمور صغيرها وكبيرها، في الشدة والرخاء, وفي الغنى والفقر, والصحة والمرض؛ لأن لولاه لما عاش لحظة واحدة ولا غير ذلك. عن أمير المؤمنين ع: (أقل ما يلزمكم لله أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه) ([91]). والله تعالى يقول: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾([92])، الإحصاء فضلاً عن الشكر. فينبغي أن نستعين بهذه النعم التي جعلها الله تعالى تحت تصرفنا أمانات في أيدينا وفق ما يرضي الله جل جلاله صاحب هذه النعم وخالقها. وقبيح جداً أن يعطيك إنسان أمانة ويقول لك: اعمل بها ما شئت لمنافعك، ولكن أطلب منك طلباً يسيراً وهو أن لا تنجس هذه الأمانة ولا تسيء استخدامها, وسوف أجازيك على ذلك مُجازاة لا نظير لها، ثم تخون ذلك الإنسان وتستعمل أمانته فيما لا يرضى !! وتقابل إحسانه بالإساءة. فينبغي أن نُحاسِب أنفسنا قبل أن نُحاسَب. قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾([93]). وفي الحديث ما مضمونه: (الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب) ([94]). فالكل يحفظ هذه الآية، ومضمون هذه الأحاديث، ولكن من منا يعمل عملاً تطبيقياً وجدانياً صادقاً أمام الله تعالى ؟ فكم نحن بخطر عظيم من المراقبة الإلهية ؟ ونحن ساهون لاهون عما يراد بنا في هذه الدنيا الدنية, والتي كلها امتحانات وعقابات في الصغيرة والكبيرة، في الكلام وفي الصمت، وفي الحركة وفي السكون. فينبغي أن نكون على حذر عن ما يصدر عنا؛ لأن الكرام الكاتبين يكتبون ليلاً ونهاراً ويحصون أعمالنا ويحفضونها ونحن ننساها أو نتناساها. والحمد لله وحده. ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَالاطَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾([95]). الشيخ حبيب السعيدي
Footers

[1] - شرح أصول الكافي - للمازندراني: ج1 ص24.

[2] - الذاريات: 56.

[3] - عوالي اللئالي: ج4 ص102.

[4] - فصلت: 53.

[5] - آل عمران: 190.

[6] - الأنعام: 153.

[7] - الرعد: 7.

[8] - روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر ( أنه قال: (القرآن نزل أثلاثاً: ثلث فينا وفى أحبائنا وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ولكن القرآن يجرى أوله على أخره ما دامت السماوات والأرض ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر) تفسير العياشي: ج1 ص10 ح7.

[9] - آل عمران: 112.

[10] - المائدة: 35.

[11] - الأنبياء: 87.

[12] - بحار الأنوار: ج13 ص180.

[13] - قال رسول الله /: (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل) تفسير العياشي: ج1 ص303.

وقال أمير المؤمنين (: (... لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى [بن عمران] ( ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل) الكافي: ج8 ص66 ح22.

[14] - الكهف: 103 – 104.

[15] - البرهان: ج1 ص274.

[16] - الكافي: ج1 ص208 ح3.

[17] - إلزام الناصب:ج1 ص415، ط1.

[18] - محمد: 24.

[19] - النساء: 82.

[20] - ص: 29.

[21] - الحجر: 29.

[22] - الروم: 30.

[23] - شرح الأخبار - للقاضي المغربي: ج1 ص190.

[24] - آل عمران: 190.

[25] - الجاثية: 13.

[26] - المؤمنون: 115.

[27] - دعاء مكارم الأخلاق – الصحيفة السجادية.

[28] - المسترشد - للطبري: ص559.

[29] - الكافي: ج2 ص603 ح2.

[30] - بحار الأنوار: ج90 ص12.

[31] - فتح القدير - للشوكاني: ج3 ص252

[32] - الأنبياء: 107.

[33] - روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر ( أنه قال: (القرآن نزل أثلاثاً: ثلث فينا وفى أحبائنا وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ولكن القرآن يجرى أوله على أخره ما دامت السماوات والأرض ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر) تفسير العياشي: ج1 ص10 ح7.

[34] - الزخرف: 31.

[35] - البقرة: 87.

[36] - فاطر: 43.

[37] - الحجرات: 6.

[38] - غيبة النعماني: ص320.

[39] - الفرقان: 44.

[40] - الحجر: 29.

[41] - غافر: 64.

[42] - التين: 4.

[43] - الأعراف: 179.

[44] - قال رسول الله /: (وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم لهم قلوب لا يفقهون بها، وله آذان لا يسمعون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف كالملائكة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) بحار الأنوار: ج60 ص292.

[45] - انظر: الأنوار العلوية - للنقدي: ص484.

[46] - الأنعام: 116.

[47] - الأنعام: 124.

[48] - الزخرف: 32.

[49] - قال النبي /: (ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: كل أشعث اغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبر قسمه) التحصين – لابن فهد: ص19.

[50] - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن علي / قال: (إن الله أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئاً من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته، فربما وافق سخطه (معصيته) وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم) وسائل الشيعة (آل البيت): ج1 ص117.

[51] - النساء: 54.

[52] - الحج: 46.

[53] - انظر: وسائل الشيعة (آل البيت): ج27 ص132، وفيه: (قال أمير المؤمنين (: من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل).

[54] - التوبة: 32.

[55] - عن الأصبغ بن نباتة، قال: (سمعت علياً ( يقول: إن بين يدي القائم سنين خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويقرب فيها الماحل) الغيبة - للنعماني: ص286.

[56] - قال أمير المؤمنين ( في حديث: (... ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله تعالى ورسوله ..) الكافي: ج8 ص387.

[57] - انظر: وسائل الشيعة (آل البيت): ج15 ص348.

[58] - انظر: الفتن - لابن حماد: ص26.

[59] - انظر: الملاحم والفتن - لابن طاووس: ص71.

[60] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج15 ص171.

[61] - الإسراء: 82.

[62] - قال رسول الله /: (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل : يا رسول الله فما جلاؤها ؟ قال: قراءة القرآن وذكر الموت) شجرة طوبى: ج2 ص442.

[63] - المسترشد - للطبري: ص559.

[64] - آل عمران: 110.

[65] - عن الإمام علي ( قال: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم) كنز العمال: ج3 ص683.

[66] - محمد: 24.

[67] - الذاريات: 56.

[68] - الأعراف: 96.

[69] - الجن: 16.

[70] - الرعد: 17.

[71] - العنكبوت: 69.

[72] - الكافي: ج5 ص9 ح1.

[73] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج15 ص163.

[74] - ميزان الحكمة - للريشهري: ج3 ص2107.

[75] - بحار الأنوار: ج65 ص363.

[76] - انظر: مستدرك سفينة البحار - للنمازي: ج8 ص305.

[77] - بحار الأنوار: ج67 ص249.

[78] - محمد: 24.

[79] - النساء: 82.

[80] - ص: 29.

[81] - الروم: 8.

[82] - آل عمران: 191.

[83] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج15 ص196.

[84] - الكافي: ج2 ص54 ح1.

[85] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج15 ص197.

[86] - الكافي: ج2 ص55 ح4.

[87] - ميزان الحكمة - للريشهري: ج3 ص2435.

[88] - كشف الخفاء - للعجلوني: ج1 ص311.

[89] - جامع السعادات - للنراقي: ج1 ص161.

[90] - انظر: الفتوحات المكية – لابن عربي: ج1 ص295.

[91] - بحار الأنوار: ج70 ص364.

[92] - النحل: 18.

[93] - الزلزلة: 7 – 8.

[94] - قال الإمام الحسن المجتبى ( لجنادة : (واعلم أن في حلالها حساباً وحرامها عقاباً وفي الشبهات عتاب) كفاية الأثر – الخزاز القمي: ص227.

[95] - البقرة: 286.