Subjects
-الإهداء
-مقدمة
-الأدلة على وجود الذرية للإمام المهدي ع
-الإضاءة الأولى: ذرية الإمام المهدي ع
-الإضاءة الثانية: روايات الذرية بلا معارض
-الإضاءة الثالثة: ابن الإمام المهدي ع
-الإضاءة الرابعة: الإنذار قبل العذاب
-الإضاءة الخامسة: يخرج رجل قبل المهدي
-الإضاءة السادسة: طالع المشرق
Text
إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (17) الرد الحاسم على منكري ذرية القائم بقلم الشيخ ناظم العقيلي الطبعة الثانية 1433 هـ - 2012 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إلى ذرية الإمام المهدي وسلالة الأئمة الطاهرين ... إلى الإثنى عشر المهديين المقربين ... إلى أولهم خليفة ووصي الإمام المهدي ... إلى أحمد ... إلى محمد ... إلى المهدي ... إلى كل ممهد لدولة الحق ... أهدي هذا الجهد المتواضع سائلاً الله تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه تعالى. -مقدمة الحمد لله رب العالمين، مالك الملك، مجري الفلك، مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين. الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها، وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. كثر لغو وتخبط الجهلاء في نفي وجود ذرية للإمام المهدي ع ولا أدري ما هو الدافع لهذا النفي، وما الدليل عليه، قال تعالى: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾([1]). فالزواج والذرية من سنن الله تعالى في خلقه، ومن أخلاق الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين ص وأكد الله تعالى ورسوله ص على استحبابه الأكيد. فهل هؤلاء الذين ينفون الزواج والذرية عن الإمام المهدي ع أولى بتطبيق الشريعة من الإمام المهدي ع حيث يحرمون ذلك على الإمام المهدي ع ويجوزونه لبقية الناس ولأنفسهم. إضافة على ذلك لا يوجد نص صريح يدل على نفي الذرية عن الإمام المهدي ع، بل العكس هو الصحيح، فقد نطقت العديد من الروايات بوجود ذرية للإمام المهدي ع ﴿فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾([2]). ربما يعزى سبب نفي ذرية الإمام المهدي ع إلى سببين: الأول: هو الجهل، وأن هؤلاء الجهلاء لا هَمّ لهم إلا التكذيب لكل شيء لم يطلعوا عليه وهذا هو الجهل المركب بعينه، حيث أنهم لا يعلمون شيئاً ويدعون إنهم على علم وإطلاع على سيرة أهل البيت ص. قال تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾([3]) . الثاني: هو أن هؤلاء الذين ينفون الزواج والذرية عن الإمام المهدي ع عندهم شك وشبهة بأصل وجود الإمام المهدي ع حياً يرزق خلال كل هذه السنين الطويلة، قال تعالى: ﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون﴾([4]). فقد جاء عن الأئمة ص في تفسير هذه الآية إن الأمد أمد الغيبة وأيامها. وقال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾([5]). وقال تعالى في ذم المكذبين للرسل والأنبياء: ﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ( أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾([6]). فلو كانوا متيقنين بوجود الإمام المهدي ع وحياته فلماذا ينفون الزواج والذرية عنه ع وهو الأولى بتطبيق سنة الله تعالى، والتي من أهمها الزواج والذرية الصالحة. ومن أجل إنارة الطريق أمام الناس في هذا الموضوع توكلت على الله تعالى في كتابة هذه الوريقات المتواضعة لإثبات الذرية للإمام المهدي ع عن طريق روايات أهل البيت ص وأدعيتهم وآراء العلماء المحققين في هذا الموضوع. فإذا ثبت وجود الذرية للإمام المهدي ع يندفع الإشكال الذي وجه إلى السيد أحمد الحسن رسول الإمام المهدي ع لتصريحه بالانتساب إلى الإمام المهدي ع، وبالتالي ينطبق كلام الله تعالى على هؤلاء الجهلاء الذين ينفون الذرية عن الإمام المهدي ع. قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾([7]). نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل البسيط خالصاً لوجهه تعالى وأن يرزقنا حسن العاقبة بنصرة الإمام المهدي ع والاستشهاد بين يديه إنه سميع مجيب. -الأدلة على وجود الذرية للإمام المهدي ع ذكر الميرزا النوري في النجم الثاقب إثنى عشر دليلاً على وجود الذرية للإمام المهدي ع، وسوف نذكرها جميعاً مع إضافة بقية الأدلة التي وفقنا الله تعالى إلى معرفتها: الدليل الأول: روى الشيخ النعماني (تلميذ ثقة الإسلام الكليني) في كتاب الغيبة، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسندين معتبرين: عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، أحدهما تطول حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحداً من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) ([8]). الدليل الثاني: روى الشيخ الطوسي وجماعة بأسانيد متعددة: عن يعقوب بن الضراب الأصفهاني: (أنه حج في سنة إحدى وثمانون ومائتين، فنزل بمكة في سوق الليل بدار تسمى دار خديجة، وفيها عجوز كانت واسطة بين الشيعة وإمام العصر ع - والقصة طويلة - وذكر في آخرها أنه ع أرسل إليها دفتراً وكان مكتوباً فيه صلوات على رسول الله وباقي الأئمة وعليه (صلوات الله عليه)، وأمره إذا أردت أن تصلي عليهم فصلي عليهم هكذا، وهو طويل، وفي موضع منه: "اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه"، وفي أخره هكذا: "اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن الرضا، والحسين المصفى، وجميع الأوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى، والحبل المتين والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخرة إنك على كل شيء قدير"). الدليل الثالث: في زيارته المخصوصة التي تقرأ في يوم الجمعة، ونقل السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (جمال الأسبوع): (صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين)، وفي موضع آخر منها: (صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة)، وفي أخرها قال: (صلوات الله عليك وعلى آل بيتك الطاهرين). الدليل الرابع: ونقل في آخر كتاب (مزار) بحار الأنوار عن كتاب (مجموع الدعوات) لهارون موسى التلعكبري: (سلاماً وصلاة طويلة من رسول الله واحد واحد من الأئمة، وبعد ذكر السلام والصلاة على الحجة ع ذكر سلاماً وصلاة خاصة على ولاة عهد الحجة ع وعلى الأئمة من ولده ودعى لهم، "السلام على ولاة عهده، والأئمة من ولده، اللهم صل عليهم، وبلغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعز نصرهم، وتمم لهم ما أسندت من أمرهم، واجعلنا لهم أعواناً، وعلى دينك أنصاراً، فإنهم معادن كلماتك، وخزان علمك، وأركان توحيدك، ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخلصاءك من عبادك، وصفوتك من خلقك، وأوليائك وسلائل أولياءك وصفوة أولاد أصفياءك، وبلغهم منا التحية والسلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته"). الدليل الخامس: نقل السيد ابن طاووس (رحمه الله) وغيره زيارة له ع كان في إحدى فقراتها هذا الدعاء بعد صلاة تلك الزيارة: (اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه...). الدليل السادس: قصة الجزيرة الخضراء. الدليل السابع: نقل الشيخ الكفعمي في مصباحه: أن زوجته ع هي إحدى بنات أبي لهب (أي من ذريته). الدليل الثامن: روى السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب (عمل شهر رمضان): عن أبي قرة دعاء: (لابد أن يقرأ في جميع الأيام لحفظ وجود الإمام الحجة ع ... ومن فقرات هذا الدعاء: "وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين"). الدليل التاسع: روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الإمام الصادق ع خبراً ذكر فيه بعض من وصية رسول الله لأمير المؤمنين ع في الليلة التي كانت فيها وفاته، ومنها أنه قال: (فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين... الخ)، أي إذا حضرت الوفاة الإمام المهدي ع فليسلمها إلى ابنه أول المهديين. الدليل العاشر: قال الشيخ الكفعمي في مصباحه: روى يونس ابن عبد الرحمن، عن الرضا ع أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر عبهذا الدعاء: (اللهم ادفع عن وليك... الخ)، وأنه ذكر في آخره: (اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده...)، إلى آخر ما تقدم قريباً منه، وقال في الحاشية: (... أي صل عليه أولاً ثم عليهم ثانياً، من بعد أن تصلي عليه، ويريد بالأئمة من بعده أولاده ص؛ لأنهم علماء أشراف، والعالم إمام من اقتدى به، ويدل على ذلك قوله: (والأئمة من ولده) في الدعاء المروي عن الإمام المهدي ع). الدليل الحادي عشر: المروي في مزار محمد بن المشهدي: عن الإمام الصادق ع أنه قال لأبي بصير: (كأني أرى نزول القائم ع في مسجد السهلة بأهله وعياله...). الدليل الثاني عشر: نقل العلامة المجلسي في مجلد الصلاة من البحار في أعمال صبح يوم الجمعة عن أصل قديم من مؤلفات قدمائنا دعاءاً طويلاً يقرأ بعد صلاة الفجر، ومن فقرات الدعاء للإمام الحجة ع هناك هو: (اللهم كن لوليك في خلقك ولياً وحافظا وقائداً وناصراً، حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه منها طويلاً، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين...)، ولم يصل خبر يعارض هذه الأخبار إلا حديث رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شعبان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز، قال: دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ع فقال له: (أنت إمام ؟ قال: نعم. فقال له: أني سمعت جدك جعفر بن محمد ع يقول لا يكون الإمام إلا وله عقب. فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟ ! ليس هكذا قال جعفر ع إنما قال جعفر ع: لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي ع فإنه لا عقب له. فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول). وقال السيد محمد الحسيني الملقب بالمير لوحي تلميذ المحقق الداماد في كفاية المهتدي بعد أن ذكر هذا الخبر: (وفق في رياض المؤمنين بأن هذا خبر مدينة الشيعة والجزيرة الخضراء والبحر الأبيض الذي ذكر فيه أن لصاحب الزمان ع عدة أولاد هذا أقل اعتبار بالنسبة إلى هذا الحديث الصحيح، ومن أراد الإطلاع على ذلك فليراجع الكتاب المذكور)، وقد نقل هذا الخبر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة أن مقصود الإمام ع من أنه لا ولد له أي أن لا يكون له ولد يكون إماماً يعني أنه خاتم الأوصياء وليس له ولد إمام، أو أن الذي يرجع عليه الحسين بن علي ع ليس له ولد فلا يعارض الأخبار المذكورة والله العالم)، إلى هنا انتهى كلام الميرزا النوري (رحمه الله). ولا يخفى على القارئ اللبيب أن حل الشيخ الطوسي للتعارض المزبور لم يكشف القناع عن التعارض، بل بقي الإشكال مبهماً، وسوف أتعرض لحل هذا الإشكال في الإضاءة الثانية من هذا البحث إن شاء الله تعالى حلاً شافياً بيّناً بعونه تعالى. أما بعد بقي عليَّ أن أضيف بعض الأدلة على وجود الذرية للإمام المهدي ع التي وفقني الله تعالى للعثور عليها، وسوف نكمل تسلسل أدلة الميرزا النوري (رحمه الله تعالى) والتي أوصلها إلى اثني عشر دليلاً. الدليل الثالث عشر: ذكر الشيخ عباس القمي (رحمه الله) في مفاتيح الجنان في الدعاء لصاحب الزمان ع ص616 وتسلسله بعد دعاء العهد الشريف، وجاء في أحد فقراته: (اللهم أعطه في نفسه وأهله ووَلَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقربه عينه وتسربه نفسه...). وهذا الدعاء يخص بالذكر ولد واحد للإمام المهدي ع وبعده يخص الذرية بالذكر مما يدل على أن لهذا الولد مقام خاص. وسوف يأتي التعليق على هذا الموضوع في الإضاءة الثالثة من هذا البحث إن شاء الله تعالى. الدليل الرابع عشر: قول الإمام المهدي ع في خطبته بين الركن والمقام عند قيامه: (... فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا ودفعنا عن حقنا ...) ([9])، وهذا إعلان وبيان من الإمام المهدي ع في أول قيامه بأنه طرد من داره وأبناءه بسبب مطاردة الظالمين له، والبحث عن آثاره ع في كل مكان وزمان. والفقرة: (وطردنا من ديارنا وأبنائنا) يكون انطباقها على الإمام المهدي ع أكثر من انطباقها على آبائه ص؛ لأن الأئمة ص وإن ظلموا واغتصب حقهم إلا أن أغلبهم عاشوا مع أولادهم وفي ديارهم، وحتى وإن قلنا بأن هذه الفقرة عامة لكل الأئمة ص فهي تشمل الإمام المهدي ع؛ لأنه منهم ولأنه صاحب الكلام، فالكلام يصدق عليه أولاً ثم على غيره من الأئمة ثانياً. الدليل الخامس عشر: جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويل جاء في أحد فقراته بعدما يذكر بعض الوقائع التي تسبق قيام الإمام المهدي ع: (... فعندها يظهر ابن المهدي ع...) ([10]). وهذا يدل صراحة على أن قبل قيام الإمام المهدي ع يظهر ابن الإمام المهدي ع، وهذا الابن هو الذي أُكد عليه في أدعية أهل البيت ص وأول المهديين من أولاد الإمام المهدي عكما نصت عليه الأخبار. ومن الممكن أن يكون هو المقصود بالمهدي في الخبر الذي أخرجه الشيخ الطوسي، وهو: (ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي، ثم يخرج من بعد ذلك) ([11]). فالمقصود بالمهدي في هذه الرواية ليس الإمام المهدي ع؛ لأن الإمام المهدي ع يكون خروجه وقيامه بعد السفياني بستة أشهر على أقل تقدير، وخروج السفياني قبله، وعلامة من علامات قرب قيام الإمام المهدي ع، إذن فالمهدي المذكور في الرواية - الذي يظهر قبل السفياني ثم يختفي عند قيام السفياني ثم يظهر بعد ذلك - هو ابن الإمام المهدي عوهو أول المهديين وأول أنصار الإمام المهدي عكما وصفته الأخبار الصحيحة عن أهل البيت ص، وسوف يأتي تفصيل ذلك في الإضاءة الخامسة من هذا البحث إن شاء الله تعالى فتمعن في ذلك واقتبس منه يرحمك الله تعالى. الدليل السادس عشر: عن داود بن كثير الرقي، قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر ع عن صاحب هذا الأمر، قال ع: (هو الطريد، الوحيد، الغريب، الغائب عن أهله، الموتور بأبيه ع) ([12]). فإن معنى الأهل وإن كان يدل على الأب وألام وغيرهم، ولكن يدل أيضاً على الزوجة والأولاد بل هو أقرب لذلك من بقية المعاني. فتبقى دلالتها على الزوجة والأولاد محتملة وممكنة ولا يمكن الاستدلال على خلافها، فيمكن أن يكون هذا الحديث قرينة مؤيدة لبقية الأدلة التي تثبت الذرية للإمام المهدي ع في عصر الغيبة الكبرى. الدليل السابع عشر: نقل الشيخ الحائري في إلزام الناصب: (في حديث جم الفوائد كثير العوائد حسن السبك جعلتها فاكهة من فرع هذه الشجرة المباركة، وذلك هو الحديث الوارد في تأويل سورة القدر والعصر في شأن أولي الأمر ص، عن السيد الثقة الجليل الفقيه السيد نعمة الله الجزائري (رحمه الله) في بعض مؤلفاته عن ابن عباس، قال: لما صارت الخلافة إلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب ع، فلما كان في اليوم الثالث أقبل رجل في ثياب خضر ووقف على باب المسجد، وكان الأمير صلوات الله وسلامه عليه جالساً في المسجد والناس حوله يميناً وشمالاً، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة - إلى أن سأله عن سورة القدر والإمام علي ع يجيب، إلى إن وصل إلى هذا الموضوع - ... وأما قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ﴾، فإنه لما بعث الله محمد ص ومعه تابوت من دّر أبيض له اثنا عشر باباً، فيه رق أبيض، فيه أسامي الإثنا عشر، فعرضه على رسول الله ص وأمره عن ربه أن الحق لهم وهم أنوار. قال: ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ قال: أنا وأولادي: الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم أجمعين، وبعدهم أتباعهم وشيعتنا المقرون بولايتنا المنكرون لولاية أعدائنا. وقوله: ﴿مِّن كُلِّ أَمْرٍ ( سَلَامٌ﴾([13])، من كل من في السماوات ومن في الأرض علينا صباحاً ومساءاً إلى يوم القيامة، هي نور ذريتي، تستضاء بنا الدنيا حتى مطلع الفجر عنا إلى يوم القيامة...) ([14]). وهذه الرواية تشير على استمرار التنزيل في ليلة القدر على أتباع وشيعة أهل البيت ص المقرون بولاية أهل البيت ص، وهؤلاء الشيعة هم الأولياء المهديين من ذرية الإمام المهدي ع الذين يتولون قيادة الأمة بعد أبيهم ص، والدليل إلى ذلك الرواية الآتية: عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد ع: يا ابن رسول الله ص، سمعت من أبيك ع أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً. فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً، ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا...)([15]). فوصفهم الإمام ع في هذه الرواية بنفس الوصف الذي وصفهم به في الرواية السابقة: (وبعدهم - أي بعد الأئمة المعصومين - أتباعهم وشيعتنا المقرون بنا المنكرون لولاية أعدائنا). فإن ما عليه الاعتقاد بأن الحكم سيستمر بعد الإمام المهدي ع لمدة طويلة ففي هذه الفترة على من يكون تنزل الملائكة في ليلة القدر ؟ فلا يمكن حمل معنى الرواية الأولى إلا على ذرية الإمام المهدي ع. وأما من يقول أن نزول الملائكة في ليلة القدر بعد الإمام المهدي ع يكون على الأئمة المعصومين في الرجعة !! فأقول: أولاً: أني قد أثبت في هذا البحث إن روايات الذرية متعددة وصحيحة السند وتفيد الاعتقاد بحكمهم بعد الإمام المهدي ع، وأما رجعة الأئمة فتكون بعد ذرية الإمام المهدي ع الإثنا عشر المهديين. وثانياً: إن الرواية الأولى: (وبعدهم أتباعهم وشيعتنا المقرون بولايتنا...)، لو كانت تقصد رجوع الأئمة للحياة لوصفتهم بأنهم من الأئمة وليس من الأتباع، وهذا واضح لا يحتاج إلى كثير من البيان. الدليل الثامن عشر: عن أبي الحسن الرضا ع: (كأني برايات من مصر مقبلات، خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات، فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات) ([16]). فدلالة هذه الرواية واضحة على إن قبل قيام القائم تهدى الرايات (أي تبايع) إلى ابن صاحب الوصيات، وصاحب الوصيات هو وارث الأئمة المعصومين وخاتمهم ومن انتهت إليه الوصية، وهو الإمام محمد ابن الحسن العسكري صاحب الزمان ع، وهو المستحفظ من آل محمد ص. والرواية تنص على أن الرايات تهدى إلى ابن صاحب الوصيات أي ابن الإمام المهدي ع. فيتحصل لدينا إن هناك ابن للإمام المهدي ع موجود قبل قيامه ع ويقوم بدور التمهيد لوالده الإمام المهدي ع. وهذه الرواية والرواية التي في الدليل السابق تعضد روايات الإثنا عشر المهديين من ذرية الإمام المهدي ع. الدليل التاسع عشر: ورد ذكر ذرية الإمام المهدي ع في (دعاء يوم الثالث من شعبان) يوم ولادة الإمام الحسين ع. عن أبي القاسم ابن علاء الهمداني وكيل الإمام العسكري ع، إن الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خَلَون من شعبان فصمه وأدع بهذا الدعاء: (اللهم أني أسألك بحق المولود بهذا اليوم ... قتيل العبرة، وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتلِه إن الأئمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثار، ويرضوا الجبار، ويكونوا خير أنصار، صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار...) ([17]). وصريح هذا الدعاء بأن الأئمة من نسل الإمام الحسين ع والأوصياء بعد الإمام المهدي ع من عترة الإمام الحسين ع عن طريق الإمام المهدي ع، وهذا الدعاء أيضاً يعضد روايات المهديين بعد القائم ع. الدليل العشرون: وهو مدح الإمام الحسن العسكري ع لأسباطه من ذرية القائم ع: عن المجلسي، قال: وجد بخط الإمام أبي محمد العسكري ع على ظهر الكتاب: (قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، وذرنا سبع طرائق بأعلام الفتوة والهداية، ونحن ليوث الوغى وغياث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد في الآجل، أسباطنا خلفاء الدين القويم، ومصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم...) ([18]). وهنا أشار الإمام الحسن العسكري إلى أسباطه (أسباطنا خلفاء الدين القويم)، والسبط ابن الابن، ولا يوجد ابن للإمام الحسن العسكري ع غير الإمام المهدي ع، فتعين أن يكون هؤلاء الأسباط من ذرية الإمام المهدي ع وخلفاءه في الأمة. وأيضاً هذا الخبر يعضد روايات ذرية الإمام المهدي ع الذين يحكمون بعده ع. الحصيلة: يتحصل مما تقدم من الأخبار بأن الإمام المهدي ع متزوج وله ذرية، وهم الذين يتكفلون قيادة الأمة بعد وفاته ع، وهم المعبر عنهم في الروايات (المهديين أو المقربين) ولهم مقام رفيع، وهم أئمة يتولون إمامة الأمة الإسلامية بعد وفاة الإمام المهدي ع، وهذا المعنى مقطوع بصحته من خلال تقصي الأخبار التي تشير وتؤكد على ذلك، فإنها جميعاً تفيد هذا النص أو مضمونه، وهذا كاف للاستدلال على وجود الذرية للإمام المهدي ع، هذا من باب إثبات الذرية عموماً من دون التعرض إلى هل أنها قبل قيام الإمام ع أم بعد قيامه ع. ومن البديهي أن ثبوت الذرية للإمام المهدي ع بعد القيام ضروري الثبوت؛ لأن بانتفائه ينتفي أصل الموضوع الذي نطقت به جملة من الأخبار. بقي أن نثبت وجود الذرية للإمام المهدي ع قبل قيامه الشريف، وهذا المعنى يستفاد من الدليل الأول، والدليل السادس، والدليل السابع، والدليل الحادي عشر، والدليل الرابع عشر، والخامس عشر، والسادس عشر، والثامن عشر، من الأدلة السابقة فراجع. إضافة إلى أن باقي الأدلة تحتمل ذلك احتمالاً كبيراً غير أنها تفتقر إلى النص على الوقت فقط مع أنها لا تنص على نفي الذرية للإمام ع قبل قيامه، وسوف أتعرض لإثبات الذرية للإمام المهدي ع في عصر ما قبل القيام في الإضاءة الأولى من هذا البحث إن شاء الله تعالى. * * * -الإضاءة الأولى: ذرية الإمام المهدي ع القائلين بعدم وجود ذرية للإمام المهدي ع قولهم مفتقر إلى الدليل الشرعي والعقلي. فأما الدليل الشرعي فلا توجد أي رواية تنفي وجود الذرية للإمام المهدي ع سواء قبل القيام أم بعد القيام، سوى رواية واحدة توهم البعض إنها تنفي الذرية عن الإمام المهدي ع وسوف نناقشها في الإضاءة الثانية إن شاء الله تعالى. وإضافة إلى عدم وجود أي رواية تنفي الذرية فهناك الكثير من الروايات التي تؤكد على وجود الذرية للإمام المهدي ع قبل وبعد القيام المبارك، فلا أدري لماذا كل هذا الميل لنفي الذرية عن الإمام المهدي ع، والأصل في الخلق وجودها، وقد أكد الشارع على استحبابها الأكيد. وأما من ناحية الدليل العقلي، فلا مورد عقلي ينفي أن يكون الإمام المهدي ع متزوجاً وله ذرية في وقت من الأوقات أو دائماً إلا إذا كان الزواج أو الذرية يتسبب في كشف شخصه للأعداء أو خرق عنوان الغيبة التي اختارها له الله (، وبرأيي القاصر أن هذه القيود والشروط التي توضع لجواز وجود الزوجة والذرية للإمام المهدي ع لا مبرر لها، وتطويل بلا طائل؛ لأنه إذا ثبت عن طريق الروايات وجود الذرية للإمام المهدي ع فهو أعلم وأحكم في كيفية ستر شخصه وكتمان سره عن الأعداء والحفاظ على عنوان غيبته ع، فلماذا نكلف أنفسنا ونضع القيود والحلول، فهل هذه الأمور حضرت عند عقولنا القاصرة وغابت عن الإمام المهدي ع وحاشاه وهو صاحب العقل الكامل المعصوم، فمن الممكن أن يختار الإمام المهدي ع زوجة صالحة تكتم سره عن الناس وحتى عن ذريته إن أراد ذلك، هذا إذا قلنا باطلاع الزوجة ومعرفتها لشخصيته الحقيقية. وأما إذا كانت الزوجة لا تعرف شخصية الإمام الحقيقية فالأمر يكون أسهل من سابقه، حيث يكون شخص الإمام مبهماً حتى على زوجته. وقد قلت بأن الإمام ع أدرى من غيره في تدبير أمره فلا داعي أن نكلف أنفسنا ما لا يخصنا ونجعل زواج الإمام المهدي ع في غيبته من المستحيل !! ويحسن بنا الآن أن نعرج على الموسوعة المهدية لنطلع على رأي السيد الصدر في هذا الموضوع. يقول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) في الغيبة الكبرى: (وأما على الأطروحة الثانية: أطروحة خفاء العنوان فكل هذا الكلام الذي رأيناه يكون بدون موضوع. فإن المهدي ع وإن كان من المتعذر عليه إيجاد الزواج بصفته الحقيقية لما قلناه من عدم وجود المرأة الخاصة المأمونة بالنحو المطلوب ولكن زواجه بصفته فرداً عادياً في المجتمع أو بشخصيته الثانية ممكن ومن أيسر الأمور بحيث لا تتطلع الزوجة على حقيقته طوال عمرها، فإن بدء التشكيك يغزو ذهن المرأة في بعض تصرفاته أو عدم ظهور الكبر عليه بمرور الزمان ... أمكن للمهدي ع أن يخطط تخطيطاً بسيطاً لطلاقها وإبعادها عن نفسه وقد مرة أخرى ... وهكذا. وإذا أمكن زواجه أمكن القول بتحققه، وإن الإمام المهدي ع متزوج في غيبته الكبرى بالفعل، وذلك لأن فيه تطبيقاً للسنة المؤكدة في الإسلام والأوامر الكثيرة في الزواج والحث العظيم عليه والنهي عن تركه، والمهدي أولى أن يتبع سنة الإسلام، وخاصة إذا قلنا بأن المعصوم لا يترك المستحب ولا يفعل المكروه مهما أمكن، والتزمنا بعصمة المهدي ع كما هو الصحيح. فيتعين أن يكون متزوجاً بعد أن توصلنا إلى إمكان زواجه وعدم منافاته مع احتجابه، وإذا سرنا مع هذا التصور أمكن أن نتصور له في كل جيل أو في أكثر الأجيال ذرية متجددة تتكاثر بمرور الزمن ولكنها تجهل بالمرة بأنها من نسل الإمام المهدي ع؛ لأنه لا يكشف حقيقته أمام زوجته وأولاده الصلبيين فكيف بالأجيال المتأخرة من ذريته) ([19]). وللسيد الصدر (قدس سره) كلام طويل في مناقشة الروايات التي تثبت الذرية للإمام المهدي ع، مرة تقويةً وأخرى تضعيفاً، وسوف أقتصر على ما يؤيد بحثي هذا، تجنباً للإطالة. يذكر السيد الصدر (قدس سره) ثلاثة وجوه لرواية الشيخ الطوسي: (... لا يطلع على موضعه من ولده ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره) الوجه الأول والثالث يضعف السيد القول بوجود الذرية للإمام المهدي ع، وأما الوجه الثاني فيقول السيد الصدر: (إنه على تقدير الاعتراف بوجود كلمة الولد في الرواية فإنها لا تكاد تدل على أمر زائد على ما اقتضته القواعد على الأطروحة الثانية (خفاء العنوان)، فإنه يمكن أن يكون للإمام المهدي ع ذرية لا تعرف حقيقة أبيها بمقدار لا يصل إلى انكشاف أمره وذيوع سره كما سبق أن عرفنا، أو يكون المهدي ع قد حصل في بعض الأجيال على زوجة موثوقة عرفت حقيقته وصانت سره وسترته عن ذريته، أما وجود ولد أو ذرية يعاشرونه ويعرفونه فهو منفي بنص الرواية كما هو منفي بمقتضى القواعد) ([20]). وأما قصة الجزيرة الخضراء فللسيد الصدر (قدس سره) كلام طويل في تضعيفها وعدم الاستدلال بها ولكن له تعليقه تخص المقام، نذكرها للفائدة: (وبالجملة يكفي في صدق هاتين الروايتين [روايتا الجزيرة الخضراء] وقوع الزواج للمهدي ع مرة واحدة خلال الأجيال وهو مما لم تنفه القواعد العامة كما هو معلوم. إذن فلم نجد من الروايات ما يصلح للاستدلال به على مضمون زائد على ما عرفناه في القواعد العامة) ([21]). والمتدبر في كلام السيد الصدر (قدس سره) يخرج بنتيجة مضمونها: (إذا كان وجود الذرية والزوجة للإمام المهدي ع يشكل خطراً على كشف شخصيته وشيوع سره أمام الناس، فهذا مخالف للقواعد العامة ولا يمكن حصوله، أما إذا كان وجود الزوجة والذرية لا تشكل خطراً على الإمام ع ولا يكون سبباً في كشف سره فإنه أمر سهل ويمكن الاستدلال عليه؛ لأنه غير مخالف للقواعد العامة و تؤيده الأخبار) ([22]). وقد أشرت سابقاً على أنه إذا استفدنا وجود الزوجة والذرية له ع من مجموع الروايات فالإمام المهدي ع هو أعلم وأحرص على مراعاة القواعد العامة وهو متمكن بقدرة الله تعالى من تدبير أموره من الزواج والذرية مع مراعاة عدم انكشاف أمره وتعرضه للخطر من الأعداء. عن الإمام الصادق ع أنه قال لأبي بصير: (كأني أرى نزول القائم ع في مسجد السهلة بأهله وعياله...) ([23]). قول الإمام المهدي ع في خطبته بين الركن والمقام حين قيامه المبارك: (... فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا ودفعنا عن حقنا...) ([24]). قصة الجزيرة الخضراء: ومن أراد معرفة القائلين بصحتها من العلماء فليراجع تعليقة السيد ياسين الموسوي في النجم الثاقب الجزء الثاني ص172 في الهامش رقم3، وقصة الجزيرة الخضراء موجودة في النجم الثاقب ج2 ص172، وقد نقلها (21) عالماً من علماء الشيعة، منهم: السيد نور الله التستري في مجالس المؤمنين ج1 ص78، والشيخ علي الحائري في إلزام الناصب ج2 ص85، والمقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة ص729، والفيض الكاشاني في نوادر الأخبار ص300، والشهيد الأول محمد بن مكي، والسيد هاشم البحراني في تبصرة الوالي في من رأى القائم المهدي ع، ومنهم العلامة الميرزا الرضا الأصفهاني في تفسير الأئمة لهداية الأمة، ومنهم الحر العاملي في إثبات الهداة ج7 ص371، ومنهم المحقق الكركي، ومنهم الأستاذ الأكبر مؤسس المدرسة الأصولية الوحيد البهبهاني في بحث صلاة الجمعة ص221، وعبد الله شبّر في جلاء العيون، ومنهم السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات والمقامات في الفوائد الرجالية ج3 ص136، وغيرهم من كبار العلماء الذين ذكروا قصة الجزيرة الخضراء والتي هي مسكن لأولاد الإمام المهدي ع وشيعتهم ولا يطلع عليها أحد إلا ما شاء الله تعالى. ونقل هؤلاء العلماء الأجلاء لهذه القصة يؤيد صحتها وواقعيتها، وإذا ثبتت فإنها أكبر دليل على وجود الذرية للإمام المهدي ع في عصر الغيبة الكبرى. وغير هذا الكثير من الأدلة التي تؤكد على وجود الذرية للإمام المهدي ع في عصر الغيبة الكبرى وذكرها لا يناسب هذا البحث المختصر. * * * -الإضاءة الثانية: روايات الذرية بلا معارض ذكر الميرزا النوري صاحب النجم الثاقب الرواية الوحيدة التي توهّم البعض أنها تعارض الروايات الكثيرة التي تؤكد على وجود الذرية للإمام المهدي ع في عصر الغيبة الكبرى أو بعدها، وذكر الميرزا النوري حلاً للتعارض نسبه إلى الشيخ الطوسي، وقد وعدتُ بحل هذا التعارض حلاً لا يبقى بعده غموض بعونه تعالى، والرواية هي: عن الحسن بن علي الخراز، قال: (دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ع فقال له: أنت الإمام ؟ قال نعم. فقال له: أني سمعت جدك جعفر بن محمد يقول لا يكون الإمام إلا وله عقب. فقال: أنسيتَ يا شيخُ، أو تناسيت ؟! ليس هكذا قال جعفر، إنما قال جعفر ع: لا يكون الإمام إلا وله عقب، إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي فإنه لا عقب له ؟ فقال له: صدقتَ جعلتُ فداك هكذا سمعتُ جدك يقول) ([25]). وقد توهم البعض أن هذه الرواية تنفي الذرية عن الإمام المهدي ع لتوهمهم أن المقصود من الإمام الذي ليس له عقب المذكور في الرواية هو الإمام المهدي ع، وهذا فهم سقيم وغير صائب. فالإمام الذي ليس له عقب والذي يخرج عليه الحسين ع هو آخر المهديين الذين يحكمون بعد الإمام المهدي ع والذين هم من ذريته ع. عن الإمام الصادق ع أنه قال: (إن منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين)([26]). عن أبي عبد الله ع، عن آبائه ص، عن أمير المؤمنين ع، قال: (قال رسول الله ص: ... وليسلمها الحسن (أي العسكري) إلى أبنه (م ح م د) المستحفظ من آل محمد ص فذلك إثنى عشر إماماً، ثم يكون من بعده إثنى عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي، وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) ([27]). وما ورد في الدعاء للإمام المهدي ع: (وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده ومد في أعمارهم ...) ([28]). وهؤلاء المهديون من ذرية الإمام المهدي ع يحكمون بعد موت المهدي ع وآخرهم لا يكون له عقب أي ذرية؛ لأن الإمام الحسين ع يخرج عليه (أي في الرجعة). عن جابر الجعفي، قال: (سمعت أبا جعفر ع يقول: والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة، يزداد تسعاً، قلت: متى يكون ذلك ؟ قال: بعد القائم، قلت: وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال: تسعة عشر سنة، ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين ع ودماء أصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح) ([29]). فيمكن أن يكون الضمير في (موته) عائداً على الإمام المهديع ؛ لأنه موضوع كلام الإمام الصادق ع. وفي رواية ثانية: (ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا وهو الحسين ع فيطلب بدمه ودم أصحابه فيسبي ويقتل حتى يخرج السفاح وهو أمير المؤمنين ع) ([30]). ويستفاد من هاتين الروايتين أن الذي يخرج عليه الحسين ع والذي يحكم ثلاثمائة وتسع سنين بعد الإمام المهدي ع هو آخر المهديين من أولاد الإمام المهدي ع، وهو الذي لا عقب له، ويخرج عليه الحسين بن علي في الرجعة. فالقول بأن الإمام المهدي ع هو المقصود من تلك الرواية وأنه لا عقب له غير سديد؛ لمخالفته جملة من الروايات الصحيحة، ولعدم وجود رواية تنص عليه فيضرب به عرض الجدار، وبهذا يحل التعارض ويتبين أن الاختلاف ناشئ من سوء فهم للروايات؛ لأن البعض توهم أن المقصود بالإمام الذي لا عقب له هو الإمام المهدي ع، وقد تبين مما سبق خلاف ذلك وأن المقصود منه آخر المهديين الذين يحكمون بعد الإمام المهدي ع. فلا تبقى أي رواية تنفي الذرية عن الإمام المهدي ع، وتبقى الروايات التي تثبت الذرية بلا معارض أصلاً، وبهذا أيضاً ينحل الاختلاف الواقع بين الباحثين، فالبعض منهم يذهب إلى أن الحكم بعد المهدي ع للإثني عشر المهديين من ذرية الإمام ع، والبعض الآخر يذهب إلى أن الحكم بعد الإمام المهدي عللأئمة المعصومين صفي رجعتهم إلى الحياة الدنيا في الرجعة. والصواب ما أيدته الروايات عن أهل البيت ص هو أن الحكم بعد الإمام المهدي ع للإثني عشر المهديين من ذرية الإمام المهدي عوبعدهم تكون الرجعة، والله أعلم وأحكم، ولله الحمد وله المنة. (وهذا الكلام مستفاد من السيد أحمد الحسن). * * * -الإضاءة الثالثة: ابن الإمام المهدي ع ورد في الأخبار التي تؤكد على وجود الذرية للإمام المهدي ع التأكيد على أحد أبنائه وتمييزه عن بقية الذرية، وأنه أول المؤمنين بالإمام المهدي ع وأول أنصاره وأول المهديين الذين يحكمون بعد الإمام المهدي ع، وأن أحد أسماءه (أحمد)، وتشير بعض الروايات إلى أنه يقوم بالتمهيد للإمام المهدي ع قبل قيامه وقتل أعداء آل محمد ص. وينبغي أن نعمل مقارنة بين بعض المقدمات حتى نخرج بنتيجة مقبولة ويمكن التعويل عليها دون غيرها. المقدمة الأولى: إن أول أنصار الإمام المهدي عمن البصرة، واسمه أحمد: عن أمير المؤمنين ع في خبر طويل: (... ألا إن أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال ...) ([31]). عن الإمام الصادق ع في خبر طويل سمى به أصحاب القائم ع: (... ومن البصرة عبد الرحمن بن الاعطف بن سعد وأحمد ومليح وحماد ...) ([32]). المقدمة الثانية: يحكم بعد الإمام المهدي عإثنى عشر مهدياً من ذريته وأن أولهم له ثلاث أسامي أحدها أحمد، وتصفه الرواية الآتية بأنه أول المؤمنين، وهذه الأولوية في الإيمان لابد أن تكون في تصديق الإمام المهدي عونصرته في أول ظهوره وقبل كل أحد. وإلا إذا كان هذا الولد يأتي بعد قيام الإمام المهدي وليس قبله كما يقوله البعض فإنه لا يصدق عليه أول المؤمنين؛ لأن قبله عدد غير قليل قد آمنوا بالله وبالإمام المهدي ع، وعلى أقل تقدير فإن قبله الثلاث مائة والثلاثة عشر أو النقباء الإثنا عشر، فهم موجودون قبل قيام القائم. إذن لابد أن يكون ذلك الولد موجود قبل قيام الإمام المهدي ع ليصدق عليه أول المؤمنين بالإمام المهدي ع وأول الأنصار. عن أبي عبد الله ع، عن آبائه ص، عن أمير المؤمنين ع، قال: (قال رسول الله ص: في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ع: يا أبا الحسن، احضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي إثنى عشر إماماً من بعدهم إثنى عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً، [وساق الحديث إلى أن قال:] وليسلمها الحسن عإلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد، فذلك إثنى عشر إماماً، ثم يكون من بعده إثنى عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي، وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) ([33]). وذكر الميرزا النوري صاحب النجم الثاقب أنّ سند هذا الحديث معتبر وقد ذكره الشيخ الطوسي في الغيبة أيضاً. الخبر الذي مر سابقاً عن سطيح الكاهن والذي ينص على وجود ولد للإمام المهدي قبل قيامه: (... فعندما يظهر ابن المهدي ...). وعن أبي الحسن الرضا ع: (كأني برايات من مصر مقبلات، خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات، فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات) ([34]). ومن المقدمة الأولى والثانية يمكننا أن نخرج بهذه النتيجة، وهي: أن أول أنصار الإمام المهدي ع من البصرة، واسمه أحمد، وهو من ذرية الإمام المهدي ع، وهو أول المؤمنين بدعوة الإمام المهدي ع، وأول الممهدين الذين يقودون الأمة بعد وفاة الإمام المهدي ع. عن نعيم بن حماد، عن علي ع: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر... الحديث) ([35]). وفي الرواية: (ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أصحاب الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المشرق والمغرب الآمن كرامة الحجة بن الحسن ع)([36]). جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن البحار: عن أبي عبد الله ع: (... يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرحاً أبداً مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقضي ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لآل محمد برجل منا أهل البيت، يسير بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله أني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا ... ذو الخال والشامتين، العادل الحافظ لما استودع، يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) ([37])، فإن معنى (منا أهل البيت) أي من ذرية الإمام المهدي عبالخصوص. وسوف يأتي بيان ذلك في الإضاءة الرابعة والخامسة إن شاء الله تعالى. * * * -الإضاءة الرابعة: الإنذار قبل العذاب جاء في الروايات بأن قيام الإمام المهدي ع عذاب ونقمة على الكافرين والمنحرفين الفاسقين الذين فشلوا في الغربلة والتحميص في عصر الغيبة الكبرى، وأيضاً إنه ع لا يعرف الشفقة واللين والمسايسة مع أعداء الله ورسوله ص، فلا يعطيهم إلا السيف والموت تحت ضل السيف، وبعض الروايات تصف قيام الإمام المهدي عبالساعة والقيامة الصغرى، وسنة الله ( قبل العذاب والانتقام وجود الإنذار لإقامة الحجة على العباد. قال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾([38]). وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾([39])، وسنة الله في الأمم السابقة لا تخطأ أمة محمد ص. عن الرسول محمد ص ما معناه: (سيكون في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، وحذو القذة بالقذة) ([40])، فلابد من الإنذار قبل وقوع يوم الحساب والعذاب والنقمة على المنحرفين، جرياً على سنة الله تعالى، وإليك أيها القارئ الأخبار التي تدل على أن قيام الإمام المهدي ععذاب ونقمة ولا يستعمل الليِّن أبداً حتى يرضى الله تعالى: ذكر القائم ع عند أبي الحسن الرضا، فقال: (أنتم اليوم أرخى بالاً منكم يومئذٍ، قالوا: وكيف؟ قال: لو قد خرج قائمنا ع لم يكن إلا العلق والعرق والنوم على السروج..) ([41]). عن أبي جعفر ع: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه، مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم)([42]). أقول: إن هذا الحديث وغيره يؤكد على أن الإمام المهدي ع لا يعطي الناس إلا السيف والموت تحت ظل السيف، وهذا هو العذاب بعينه الذي لابد أن يسبق بإنذار يكون فرصة أخيرة للمنحرفين تبعاً لسنة الله تعالى. قال أبو جعفر ع: (يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحداً، ولا تأخذه بالله لومة لائم) ([43]). عن أبي عبد الله ع أنه قال: (ما تستعجلون بخروج القائم ... وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف) ([44]). والروايات التي تؤكد هذا المعنى متواترة عند السنة والشيعة وعليها الاعتقاد، وبذلك يثبت أن قيام الإمام المهدي ع هو العذاب الشديد على المنحرفين الفاشلين في الامتحان الإلهي في عصر الغيبة الكبرى، وهم أكثر المجتمع، فلابد من إقامة الحجة على هؤلاء بإرسال رسل مبشرين ومنذرين بقرب قيام الإمام المهدي ع. قال تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾([45]). وقال تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾([46]). وقال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾([47]). -الإضاءة الخامسة: يخرج رجل قبل المهدي بعد ما سمعناه في الإضاءة الرابعة ننتقل إلى الاطلاع على الروايات التي تنص على مجيء ممهدين قبل قيام الإمام المهدي ع، يمهدون له سلطانه، ويجمعون له النصرة، ويكونون مبشرين ومنذرين حتى لا تكون للناس حجة من بعد هؤلاء الرسل، ولكيلا يعتذون بأن لو جاءهم منذر لآمنوا ونصروه: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ( قَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً﴾([48]). نعم فلان وما أدراك ما فلان، هذا الذي يضل الناس عن إتباع الرسل، فيا يا ترى كيف يتمكن من إضلال الناس، فلا رأي لمن لا يطاع، هذا والحر تكفيه الإشارة. وبعد هذا كله نتطرق إلى ذكر بعض الروايات التي تؤكد على مجيء ممهدين قبل قيام الإمام المهدي ع والروايات وإن كانت تختلف أحياناً في المتن ولكنها تتفق على معنى واحد وهو قيام ممهد أو ممهدين قبل قيام الإمام المهدي ع وهذا كاف لإثبات المطلوب. ذكر السيد الصدر نقلاً عن الحاوي للسيوطي عن نعيم بن حماد، عن أمير المؤمنين، قال: (إذا بعث السفياني فخسف بهم في البيداء ... ويخرج رجل من قبله (أي المهدي) من أهل بيت بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر) ([49]). نقلت الحديث على حاله للأمانة العلمية وإلا ففيه تصحيف، فبدل (من أهل بيت) موجود في الأصل (من أهل بيته)، ويراجع للتأكد من ذلك كتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس (رحمه الله)، وكتاب الممهدون للكوراني ص110. وقد علق السيد الصدر (قدس سره) على هذا الحديث بقوله: (إن الخبر الذي رويناه عن السيوطي، والذي يصرح بأن رجل من قبل المهدي هو الذي يمارس القتل الكثير لا المهدي نفسه. وهذا المضمون إن فهمناه بمدلوله العام كان صحيحاً، فإن الذي يقوم بالقتل هم أصحاب الإمام وليس الإمام نفسه، وإن نسب إلى الإمام باعتباره منطلقاً عن أمره وتخطيطه كما نقول: فتح الأمير المدينة، ولا دليل على أن الإمام يقتل بيده شخصاً أصلاً. وأما إذا فهمنا هذا الخبر بمدلوله الخاص بمعنى أن رجلاً معيناً هو الذي يعينه المهدي ع للقيام بهذه الحملة وليس المهدي نفسه، فهذا وإن كان محتملاً فيحتاج إلى تعيين مسؤول عن كل مهمة بعينها، فلعله يعين رجلاً يكون مسؤولاً عن قتل المنحرفين غير أن هذا المضمون لا يثبت؛ لعدم قابلية هذا الخبر وحده للإثبات التاريخي) ([50]). أقول: ربما يثبت حتى المدلول الخاص لهذا الخبر بعد ملاحظة الروايات الآتية والتمعن فيها فإنها تودي إلى معنى واحد وهو خروج رجل أو رجال قبل قيام الإمام المهدي عيمارسون قتل المنحرفين؛ تمهيداً لنصرة الإمام المهدي ع، وهي تعضد الخبر الذي ذكره السيد الصدر (قدس سره) مما يقوي دلالتها التاريخية. وقد أشار السيد الشهيد الصدر (قدس سره) إلى هذا المعنى في غير موضع: (... إذ على أي حال يستطيع - أي الإمام المهدي ع - القيام بالعمل المناسب عند الحاجة إما بنفسه أو بواسطة خاصته، بالشكل الذي يستطيع أن يحول بين الشر وبين وقوعه) ([51]). وأشار السيد الصدر (قدس سره) أيضاً إلى وجود عدد كبير من المخلصين يلتقون بالإمام في عصر الغيبة الكبرى، بقوله: (هناك في العالم - طبقاً للتصور الإمامي لفكرة المهدي ع - عدد غير قليل من الناس يعرف المهدي بشخصه ولا يحتاج إلى إقامة المعجزة للتعرف عليه؛ لأنه رآه خلال غيبته مرة أو مرات. وهم كل الأفراد المخلصين من الدرجة الأولى وبعض الأفراد المخلصين من الدرجة الثانية ... وقد كان هؤلاء هم وسائطه إلى الناس - بشكل وآخر - خلال غيبته وسيكونوا لنا بأنفسهم رادة الحق والعدل واللسان الناطق والسيف الضارب بين يدي قائدهم المهدي ع. فمن الممكن - بغض النظر عن أي شيء آخر- أن يكون هؤلاء هم الشاهد الصادق في تعريف قائدهم إلى الناس، ريثما يثبت من مجموع أعماله وأقواله صدقه وعظمة أهدافه ومعه لا حاجة إلى إقامة المعجزة) ([52]). جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن البحار، عن أبي عبد الله ع: (... قال: الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الأرض بلا إمام عادل. قلت له: جعلت فداك فاخبرني بما استرح له، قال: يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرحاً أبداً ما دام لولد بني فلان مُلك، حتى ينقضي ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لآل محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله أني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا ... ذو الخال والشامتين، العادل الحافظ لما استودع، يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) ([53]). عن ثوبان أنه قال: قال رسول الله ص: (إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة المهدي) ([54]). والمقصود من خليفة المهدي في الرواية السابقة أي وصيه الذي يمارس الحكم بعده، وهذا ينطبق على أول المهديين الذي يحكم بعد الإمام المهدي عوالذي أحد أسماءه أحمد كما وصفته الروايات، والله أعلم. عن علي بن الحسين: (... ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يظهر بعد ذلك...) ([55]). ولا يخفى على القارئ الفطن أن هذا الحديث الذي أخرجه الشيخ الطوسي مخالف لما هو ثابت ومتواتر عن طريق أهل البيت ص من أن السفياني يخرج قبل قيام الإمام المهدي ع ومدة حكمه ستة أشهر أو ثمانية أشهر ثم يقتله الإمام عند قيامه. أما هذا الحديث فإنه يصرح بأنه عند ظهور السفياني يكون الإمام المهدي ظاهراً ثم يختفي عند ظهور السفياني ثم يظهر بعد ذلك. والمخرج من هذا التعارض كما قدمتُ هو أن المهدي المذكور في هذه الرواية ليس هو الإمام محمد بن الحسن العسكري المهدي ع، بل هو أول المهديين وأول المؤمنين المقربين كما أشارت إليه بعض الروايات الصحيحة، وبالخصوص وصية الرسول محمد ص لعلي ع والتي أخرجها الشيخ الطوسي في الغيبة ص107، والميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 هي رواية صحيحة السند باعتراف الميرزا النوري والسيد الشهيد الصدر (قدس سره) في تاريخ ما بعد الظهورص640-650، ولا توجد رواية واحدة تنفي وجود الذرية للإمام المهدي ع، فلابد أن يكون أول المهديين هو ابن الإمام المهدي ع ومولود قبل قيام الإمام ع وهو الذي يمهد للإمام ع، وخصوصاً إذا لاحظنا ما أشارت إليه رواية (المهديين الإثنا عشر) بأن أولهم أحد أسماءه أحمد وهو أول المؤمنين، فالأظهر أنه أول المؤمنين في تصديق الإمام المهدي ع في دعوته ونصرته، وأيضاً إذا لاحظنا الروايات التي تذكر الرجل الذي يخرج قبل المهدي عندما تصفه: (أتاح الله برجل منا أهل البيت)، أو (من أهل بيت الإمام المهدي ع) وكل هذا يدل على أن الرجل الذي يخرج قبل الإمام المهدي ع هو من ذريته، هذا إذا أعرضنا عن التأول والتأويل لا يُصار إليه إلا عند الضرورة، ولا ضرورة في المقام. وإلى هذا المعنى أشار السيد الصدر (قدس سره) في تاريخ ما بعد الظهور: (نعم، أجابت بعض الأخبار على ذلك، قال أحدها: (أن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً)، والمفهوم من قوله منا إنهم من نسل أهل البيت ص إجمالاً، وقال الخبر الآخر: (فليسلمها إلى ابنه أول المهديين)، وهو دال على أن الولي الأول ابن المهدي ع نفسه. ولم يذكر الأولياء الذين بعده، ويقول أحد الأدعية: (وولاة عهدك و الأئمة من ولدك)، فلو اعتبرنا كل هذه الأخبار قابلة للإثبات مستقلة لفهمها أن هؤلاء الأولياء هم من نسل أهل البيت ص، ولا يراد بأهل البيت ص في لغة الأخبار إلا الأئمة المعصومين. وحيث لا يحتمل أن يكونوا من نسل إمام غير المهدي ع باعتبار بعد المسافة الزمنية، إذن فهم من أولاد الإمام المهدي ع نفسه، وهذا افتراض واضح تعضده بعض هذه الأخبار ولا تنفيه الأخبار الأخرى) ([56]). أخرج السيد ابن طاووس عن نعيم بن حماد: (... يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية حتى لا يبقى منهم إلا اليسير، لا يقتل غيرهم، ثم يخرج رجل من بني أمية يقتل بكل رجل اثنين حتى لا يبقى إلا النساء، ثم يخرج المهدي عليه أفضل الصلاة والسلام وعجل الله فرجه) ([57]). وأخرج السيد ابن طاووس أيضاً عن نعيم بن حماد: (... ثم يملك رجل أسمر يملئها عدلاً، ثم يسر إلى المهدي ويؤدي إليه الطاعة ويقاتل عنه) ([58]). عن أبي جعفر ع: (يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال، ويأتي من خراسان برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم) ([59]). عن أبي جعفر ع: (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعثت إليه بالبيعة) ([60]). قال رسول الله ص: (تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس، ثم يمكثون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجل من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق ويؤدون الطاعة للمهدي) ([61]). وغير هذه الروايات الكثير عرضنا عن ذكرها لمراعاة الاختصار، وكلها تدل وتجمع على معنى واحد وهو خروج رجل أو رجال قبل قيام الإمام المهدي ع يمهدون للإمام ع ويهيئون له النصرة. وبغض النظر عن كل شيء لا يمكن تجاهل هذه الروايات والإعراض عنها فإنها تتحدث عن مصير الأمة الإسلامية، بل البشرية، وتمس تكليف كل مسلم. فيجب النظر إليها بعين الاعتبار ولو من باب دفع الضرر المحتمل على أقل تقدير. ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾([62]). * * * -الإضاءة السادسة: طالع المشرق أكدت كثير من الأخبار عن الأئمة ص على ظهور ممهدين للإمام ع، وأكدت أيضاً على ضرورة نصرتهم ولو حبواً على الثلج وحرمة الالتواء عليهم ومعاداتهم، حتى وصف أحدهم وهو اليماني بأن المتخلف عنه من أهل النار وإنه يدعو إلى الحق - أي إلى الإمام المهدي ع -، وركزت الأخبار على صاحب الرايات السود أو الخرساني، وتصفه أحد الروايات بأنه خليفة المهدي ع، وقد مر ذكر هذه الرواية في الإضاءة الخامسة، فراجع. ووصفه أمير المؤمنين ع بطالع المشرق، وأنه يسير بمنهاج الرسول ص، وأنه ينقذ الناس من العمى والحيرة والضلالة، وأن إتباعه يغني الناس مؤنة طلب الإمام المهدي ع؛ لأنه هو الذي يسلم البيعة والراية له ع. عن الإمام الصادق ع في خطبة طويلة لأمير المؤمنين ع: (... واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج الرسول ص، وتداويتم من العمى والصم والبكم، وكفيتم مؤنة الطلب والتعسف، ونبذتم الثقل الفاح من الأعناق، ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم وأعتسف وأخذ ما ليس له ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾) ([63]). ويمكن استفادة هذا المعنى أيضاً من أحد فقرات دعاء الندبة للإمام المهدي ع: (صل اللهم بيننا وبينه وصلة تودي إلى مرافقة سلفه...) ([64]). فإن من أوضح معاني الوصلة هو الاتصال بالإمام المهدي ع عن طريق أحد المهديين الذين وعدونا بهم الأئمة صفي الأخبار الصادرة عنهم صوالموصوفون بأنهم من أهل البيت ص، وأيضاً وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بأنهم أولي بأس شديد. قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾([65]). عن الصادق ع في قوله: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾، قال ع: (قتل علي وطعن الحسن، و ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ قتل الحسين، ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا﴾ فإذا جاء نصر دم الحسين، ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ﴾ قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم، لا يدعون وتراً لآل محمد إلا حرَّقوة، ﴿وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾ قبل قيام القائم...) ([66]). فهؤلاء الرجال أولي بأس شديد يظهرون قبل قيام القائم ع ويأخذون بثار الإمام الحسين ع، فلابد أن يكونوا متصلين بالإمام المهدي ع حتى يكون فعلهم منتسباً إليه ع؛ لأن ثأر الحسين عالذي يأخذ به هو الإمام المهدي ع سواء بنفسه أو بواسطة أنصاره وأعوانه. وأيضاً هناك إشارة إلى المهديين أو الدعاة إلى آل محمد في دعاء العهد الشريف: (اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً، فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرداً قناتي، ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي...) ([67]). فبعد سماع الروايات المتعددة التي تؤكد على وجود دعاة ومهديين للإمام المهدي ع قبل قيامه ع، يمكن أن يكون هذا الداعي (ملبياً دعوة الداعي) هو أحد المهديين يدعو إلى آل محمد أي إلى الإمام المهدي ع وترك الدعوة إلى العناوين الشخصية التي أمست نتائجها تفرقة المجتمع إلى طوائف يلعن بعضها البعض الآخر، وكلٌ يعمل لمصلحته الشخصية فقط، كما هو الحال المُعاش حالياً. وأشارت بعض الأخبار إلى هذا المعنى. عن عمار بن ياسر أنه قال: (... ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد ص...) ([68]). وأيضاً عن عمار بن ياسر أنه قال: (دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، فألزموا الأرض وكفوا حتى تروى قادتها...) ([69]). وغير هذه الأخبار الكثير مما تقدم ذكره في هذا البحث ومما لم نذكره وكلها تحث على إجابة هؤلاء الدعاة الذين يدعون لآل محمد ص قبل قيام القائم ولو حبواً على الثلج، وحرمة التخلف عنهم أو محاربتهم، فمن المحتمل جداً أن يكون المقصود من الدعاء (ملبياً دعوة الداعي) هو استجابة لدعوة الداعي إلى آل محمد ص، أو بالأحرى الممهد للإمام ع، وهذا الكلام إذا تنزلنا عنه فنقول أنه احتمال ولا يمكن الاستدلال على خلافه؛ لأنه إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال. ويجب أن نحتاط كل الاحتياط عن الوقوع في ورطة معاداة أهل البيت ص من حيث نعلم أو لا نعلم لقول أمير المؤمنين علكميل بن زياد: (يا كميل، احتط لدينك) ([70]). وينبغي أن لا نتفاجئ عندما يظهر أمر الإمام المهدي عفي شبهة، فقد ورد عنهم ص: (يظهر أمره في شبهة ليستبين) ([71])، و (أن أمرنا بغتة) ([72]) فالحذر الحذر، والورع الورع. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين. الشيخ ناظم العقيلي 24/ جمادي الثاني/ 1425هـ . قFooters
[1] - البقرة: 111.
[2] - يونس: 35.
[3] - يونس: 39.
[4] - الحديد: 16.
[5] - يوسف: 106.
[6] - ص: 6 – 9.
[7] - يونس: 35.
[8] - النجم الثاقب: ج2 ص69.
[9] - الغيبة للنعماني: ص290، ما بعد الظهور للسيد الصدر(قدس سره): ص222.
[10] - بشارة الإسلام: ص157.
[11] - الغيبة: ص294.
[12] - كمال الدين: ج2 ص394.
[13] - القدر: 4 – 5.
[14] - إلزام الناصب: ج1 ص106.
[15] - بحار الأنوار: ج53 ص145.
[16] - الإرشاد للمفيد: ص250، بشارة الإسلام: ص158.
[17] - مفاتيح الجنان: ص222، ضياء الصالحين: ص31، مصباح الكفعمي: دعاء الثالث من شعبان.
[18] - بشارة الإسلام: باب12ص168.
[19] - الغيبة الكبرى: ص62.
[20] - الغيبة الكبرى: ص65.
[21] - الغيبة الكبرى: ص66.
[22] - الغيبة الكبرى: ص66.
[23] - النجم الثاقب: ج2 ص72.
[24] - الغيبة للنعماني: ص290، ما بعد الظهور للسيد الصدر(قدس سره): ص222.
[25] - النجم الثاقب: ج2 ص73، غيبة الطوسي: ص224.
[26] - بحار الأنوار: ج52 ص148، البرهان: ج3 ص310، الغيبة: ص385.
[27] - بحار الأنوار: ج53 ص145، الغيبة للطوسي: ص150.
[28] - الغيبة للطوسي: ص280، النجم الثاقب: ج2 ص70، بحار الأنوار: ج2 ص14.
[29] - الغيبة للطوسي: ص478.
[30] - الغيبة للطوسي: ص309.
[31] - بشارة الإسلام: ص148.
[32] - بشارة الإسلام: ص181.
[33] - بحار الأنوار: ج53 ص150، النجم الثاقب: ج2 ص41.
[34] - الإرشاد للمفيد: ص250، بشارة الإسلام: ص158.
[35] - ما بعد الظهور للسيد الصدر: ص480.
[36] - إلزام الناصب: ج2 ص158.
[37] - بشارة الإسلام: ص118.
[38] - الإسراء: 15.
[39] - الأحزاب: 62.
[40] - قال رسول الله : (يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) عيون أخبار الرضا (: ج1 ص218.
[41] - غيبة النعماني: ص296.
[42] - غيبة النعماني: ص238.
[43] - غيبة النعماني: ص238.
[44] - غيبة النعماني: ص239.
[45] - النساء: 165.
[46] - الأعراف: 63.
[47] - الإسراء: 15.
[48] - الفرقان: 27 – 29.
[49] - ما بعد الظهور: ص408.
[50] - ما بعد الظهور: ص411.
[51] - الغيبة الكبرى: ص152.
[52] - ما بعد الظهور: ص234.
[53] - بشارة الإسلام: ص118.
[54] - بشارة الإسلام: ص236.
[55] - غيبة الطوسي: ص294.
[56] - ما بعد الظهور: ص650.
[57] - الملاحم والفتن: ص43.
[58] - الملاحم والفتن: ص39.
[59] - الملاحم والفتن: ص38.
[60] - الملاحم والفتن: ص40.
[61] - الملاحم والفتن: 40.
[62] - الإسراء: 72.
[63] - بشارة الإسلام: 52.
[64] - مفاتيح الجنان: ص613.
[65] - الإسراء: 4 – 6.
[66] - كتاب القرآن يتحدث عن الإمام المهدي: ص46.
[67] - مفاتيح الجنان: ص615.
[68] - الغيبة للطوسي: ص202.
[69] - الغيبة للطوسي: ص292.
[70] - انظر: ميزان الحكمة: ج1 ص706.
[71] - انظر: بحار الأنوار: ج53 ص3.
[72] - إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: ج1 ص408.