Subjects
-الإهداء
-المقدمــــة
-أمــة واحدة
-علامات القيامة الصغرى (كما دونها العهدين الجديد والقديم)
-علامات القيامة الصغرى
كما ذكرها القرآن الكريم وروايات آل محمد (عليهم السلام)
-المعزي رسول عيسى هو المسيح المنتظر
-من هو القائد العام المذخور للقيامة الصغرى
-المعزي من المشرق من العراق ومن أهل البصرة بالخصوص
-المعزي وصي وليس بنبي
-المعزي اسمه أحمد وعبد الله
ويلقب بالقائم واليماني والأسد في الكتاب المقدس
-الإمام المهدي محمد بن الحسن ع
ورسوله المهدي الأول أحمد الحسن ع في بشارات السماء
-المعزي يُعرف بوصايا الأنبياء والعلم
-المعزي هو الذي يفتح أبواب السماء والملكوت
-من هم أعداء المعزي في آخر الزمان
-السر العظيم
-المسيح الدجال هو الدجال الأكبر
-معنى الدجل والدجال
-كلمة أخيرة
Text
إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (172) الدعوة اليمانية في وصايا الأنبياء والكتب السماوية تأليف ماجد الزيدي الطبعة الأولى 1433 هـ - 2012 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إلى شهداء أنصار الإمام المهدي ع ... الذي شهدوا أن لا إله إلا الله بدمائهم الطاهرة ... إلى الأمة الوسط حقاً وصدقاً ..﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.. أرجو أن أنال شفاعتكم يوم القيامة. -المقدمــــة اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ( سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى ( وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ( الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ( ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ( صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾([1]). كما كان رسول الله محمد ص والإمام علي ع مذكورين في الكتب السماوية الأولى وبشارات السماء على لسان الأنبياء والمرسلين والأولياء ص، يكون قائم آل محمد ومهديهم ع، فهو البشارة التي من أجلها بعث الله كل الرسالات الإلهية؛ لأنه الحاكم يوم الدين والمقيم العدل الذي يثبت أركان دولة العدل الإلهي، الدولة المنتظرة التي يكون فيها الحاكم منصّباً من الله والدستور مشرّعاً من الله. وتعتبر هذه الدولة ثمرة دماء الأنبياء المرسلين والأوصياء المرسلين، وقد جاءكم مقيمها وفاتح أسرارها يد الله وسيفه القاطع وحجرها الدامغ أحمد الحسن ع، الموصوف بالمعزي في الإنجيل، واليماني في روايات آل محمد، والمهدي الذي يولد في آخر الزمان عند أهل السنة، فمن قبله بقبول الحق فاز وسعد ومن رفضه ضل وهلك ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ﴾([2]). أفيقوا يرحمكم الله. -أمــة واحدة بعث الله الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين ليقوِّم الناس بالقسط ويأمروا بالعدل وينشروا الرحمة والشريعة وتعاليم الله سبحانه وتعالى بين الناس، وبما أنّ الرب واحد فأمره إلى رسله واحد. - قال داود في مجمع الحاضرين: (18 يا رب إله إبراهيم وإسحق وإسرائيل آبائنا احفظ هذه إلى الأبد في تصور أفكار قلوب شعبك واعد قلوبهم نحوك * 19 وأما سليمان ابني فأعطه قلباً كاملاً ليحفظ وصاياك شهاداتك وفرائضك وليعمل الجميع وليبني الهيكل الذي هيات له) ([3]). وأمر إبراهيم وإسحاق ويعقوب هو نفسه أمر داود وسليمان وموسى. - (45 ولما فرغ موسى من مخاطبة جميع إسرائيل بكل هذه الكلمات * 46 قال لهم وجهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم لكي توصوا بها أولادكم ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة) ([4]). وجاء عيسى مكملاً ما أمر به هؤلاء ص، وهو توحيد الله سبحانه والانصياع إلى أوامره. - قال عيسى ع: (17 لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل * 18 فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل * 19 فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السماوات وأما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات) ([5]). - فالموصي الحقيقي بتطبيق الشريعة هو الله سبحانه وتعالى، وما وصى به إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وموسى وعيسى هو نفسه الذي وصى به خاتم الأنبياء محمداً ص. قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾([6]). ولكن لم تطبق الشريعة الإلهية على مر العصور، وكان أنبياء الله إما مصلوبين مقتولين، أو مسجونين مشرّدين، ووعد الله ووعده الحق ليظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون. دين موسى وعيسى ودين إبراهيم ص ودين محمد وعلي والحسن والحسين ص أن نعبد الله وحده لا شريك له، وأن نؤمن بكل الكتب السماوية المنزلة. أن نحب بعضنا البعض، وأن نكون إخوة في الدين، أن نحب في الله ونبغض في الله، وأن نطبق أهم ما في الشريعة العدل والرحمة، ويعم السلام على هذه الأرض. وجاء هذا اليوم الذي وعد به الله، وهو يوم القيامة الصغرى وقيام الإمام المهدي ع المصلح المنتظر، يوم الله الأكبر، اليوم الموعود، الذي يرجع فيه عيسى وإيليا إلى هذه الأرض. وهؤلاء الثلاثة هم من يقيم مملكة السلام على هذه الأرض. مملكة السلام (ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أُذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه. فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل مع الشبل ... لا يسوئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر. ويكون في ذلك اليوم أنّ أصل يسّى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجداً ...) ([7]). نصّت البشارات في الإنجيل والتوراة على أنّ عيسى قبل عودته إلى الأرض في القيامة الصغرى يرسل رسولاً أسمته الأناجيل بـ (المعزي)، وكذلك نص القران وروايات أهل البيت ص على أنّ الإمام المهدي ع قبل ظهوره يرسل رسولاً إلى كل الناس أسمته الروايات بـ (اليماني). إنّ مقتضى الحكمة الالهية أن العذاب يسبق برسالة الهية، قال تعالى: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً﴾([8])، ومن هذا العذاب هو الدخان كما وعد الله سبحانة في كتابة القرآن: ﴿بلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُون﴾([9])، وبين يدي هذا العذاب رسول يأتي الناس وهو المهدي الأول والمعزي أحمد الحسن ع. وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر ع، في قوله: ﴿هُو الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ﴾، قال: (هو الدخان والصيحة) ([10])، فهذا العذاب يكشف قبل يوم القيامة بسبب إيمان الناس بهذا الرسول والداعي إلى الحق أحمد الحسن ع. . عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه قال: (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومى بيده إلى ناحية ذي طوى - حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم هاهنا فيقولون: نحو من أربعين رجلاً فيقول: كيف أنتم ولو رأيتم صاحبكم فيقولون: والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة فيشيرون إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها ...) ([11]). وهذا المولى هو نفسه رسول الإمام المهدي أحمد الحسن اليماني ع؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم أي الإمام المهدي ع. فقد ورد في الرواية عن الباقر ع: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ([12]). وبما أنّ هؤلاء الثلاثة (الإمام المهدي وعيسى وإيليا) ربهم واحد ودينهم واحد وأمرهم واحد وهو أمر الله، لابد أن يكون رسولهم واحداً. وها قد ظهر رسولهم المعزي وهو المهدي الأول أحمد الحسن ع، وأثبت دعوته من الإنجيل والتوراة والقرآن وروايات أهل البيت ص بمئات الأدلة والمعاجز والاخبارات الغيبية، وفي هذا الكتاب غيض من فيض وقليل من كثير لإثبات هذه الدعوة اليمانية الحقة. ملاحظة: قبل الدخول في أدلة الدعوة المباركة يجب إثبات أنّ هذا الزمان هو يوم القيامة الصغرى وعودة عيسى وإيليا والإمام المهدي إلى هذه الأرض، وقبل عودتهم أرسلوا رسولهم المعزي إلى كافة الناس. * * * -علامات القيامة الصغرى (كما دونها العهدين الجديد والقديم) نصّت البشارات أنّ كل علامات القيامة الصغرى ستكون في المشرق، وبالخصوص في أرض العراق أو بابل كما تسمى في الكتاب المقدس، وما خراب بابل التي كانت عاصمة العراق آنذاك أو بغداد في هذا الزمان إلا علامة واضحة على القيامة الصغرى. (22 فأقوم عليهم يقول رب الجنود واقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب * 23 وأجعلها ميراثاً للقنفذ واجام مياه واكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود * 24 قد حلف رب الجنود قائلاً أنه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت) ([13]). وقد تم قضاء الله وحلفه وخربت بغداد (بابل) على يد الأمريكان. - (1 ثم بعد هذا رأيت ملاكاً آخر نازلاً من السماء له سلطان عظيم واستنارت الأرض من بهائه. 2 وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلاً سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكناً لشياطين ومحرساً لكل روح نجس ومحرساً لكل طائر نجس وممقوت (أي الطائرات الحربية الأمريكية). 3 أنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم وملوك الأرض زنوا معها وتجار الأرض استغنوا من وفرة نعيمها. 4 ثم سمعت صوتاً آخر من السماء قائلاً اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها. 5 لأنّ خطاياها لحقت السماء وتذكر الله آثامها. 6 جازوها كما هي أيضاً جازتكم وضاعفوا لها ضعفاً نظير أعمالها. في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفاً. 7 بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذاباً وحزناً. لأنها تقول في قلبها أنا جالسة ملكة، ولست أرملة ولن أرى حزناً. 8 من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأنّ الرب الإله الذي يدينها قوي. 9 وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها. 10 واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين ويل ويل. المدينة العظيمة بابل المدينة القوية. لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك. 11 ويبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأنّ بضائعهم لا يشتريها أحد في ما بعد. 12 بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز وكل عود ثيني، وكل إناء من العاج، وكل إناء من أثمن الخشب والنحاس والحديد والمرمر. 13 وقرفة وبخوراً وطيباً ولباناً وخمراً وزيتاً وسميذاً وحنطة وبهائم وغنماً وخيلاً ومركبات وأجساداً ونفوس الناس. 14 وذهب عنك جنى شهوة نفسك، وذهب عنك كل ما هو مشحم وبهي، ولن تجديه في ما بعد. 15 تجار هذه الأشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون 16 ويقولون ويل ويل. المدينة العظيمة المتسربلة ببز وأرجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر كريم ولؤلؤ. 17 لأنه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا. وكل ربّان وكل الجماعة في السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من بعيد. 18 وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها قائلين أية مدينة مثل المدينة العظيمة. 19 وألقوا تراباً على رؤوسهم وصرخوا باكين ونائحين قائلين ويل ويل. المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لأنها في ساعة واحدة خربت. 20 افرحي لها أيتها السماء والرسل القديسون والأنبياء لأنّ الرب قد دانها دينونتكم 21 ورفع ملاك واحد قوي حجراً كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة، ولن توجد في ما بعد. 22 وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع فيك في ما بعد. وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد. وصوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد. 23 ونور سراج لن يضئ فيك في ما بعد. وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد. لأن تجارك كانوا عظماء الأرض. إذ بسحرك ضلّت جميع الأمم. 24 وفيها وجد دم أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض) ([14]). وبابل تشير إلى العراق؛ لأنّ بابل كانت عاصمة العراق في ذلك الزمن, فكل الملاحم والفتن تجري في العراق وعلى أرض العراق. في الوقت الذي يكون فيه خراب بغداد علامة على القيامة الصغرى في الشرق ستكون أرجاء الأرض الأخرى مشتعلة بالحروب، فثارت أمة على أمة، حرب في العراق، وحرب في اليمن، وفي السودان، وفي كوريا، وفي الصومال، وفي فلسطين، وفي لبنان، وفي أفغانستان، وليبيا، وتونس، ومصر، وسوريا، وهذه الحروب ربما هي ليست كل ما سيقع وإنما هي البداية فقط. أما الزلازل فهي أكثر من أن تحصى، حتى إنّ وكالة ناسا الفضائية تقول: إنّ عام 2006 - 2007 هي أكثر أعوام هذا القرن كوارث، حيث شهدت الأرض من الزلازل والفيضانات الكثير، وزلزال توسنامي في ديسمبر 2004 خير دليل على ذلك الذي راح ضحيته أكثر من ربع مليون إنسان ([15])، وزلزال الصين وفرنسا. حتى إنّ العراق الذي يكون خارج دائرة الزلازل أصابه الكثير، ومنها ثلاث هزات خفيفة إحداها على حدود محافظة الكوت ([16]). (32 هكذا قال رب الجنود هوذا الشر يخرج من أمة إلى أمة وينهض نوء عظيم من أطراف الأرض * 33 وتكون قتلى الرب في ذلك اليوم من إقصاء الأرض إلى إقصاء الأرض) ([17]). وأمريكا هي العدو الذي أكل وداس كل الممالك على هذه الأرض في الشرق الأوسط وفي العراق بالخصوص، فقد وصل عدد القتلى في العراق وحده عددا كبيراً جداً. (وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر .... وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لأنه لا بد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد * 7 لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن * 8 ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع) ([18]). وعلامة مجيء عيسى كما أخبر بها هو ع خراب بغداد في هذا الزمان، وقال ع هي لا تكون الآخرة أي يوم القيامة الكبرى، بل هي يوم القيامة الصغرى، وعودته إلى هذه الأرض وقبله يكون رسوله المعزي. ومن العلامات المتحققة الأخرى هي الأوبئة الكثيرة والخطرة التي انتشرت في هذا الزمان، ومنها أنفلونزا الطيور والخنازير، وأنفلونزا الماعز وجنون البقر والكوليرا والايدز. - (9 فإذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لأنه لا بد أن يكون هذا أولاً ولكن لا يكون المنتهى سريعاً * 10 ثم قال لهم تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة * 11 وتكون زلازل عظيمة في أماكن ومجاعات وأوبئة وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء) ([19]). (وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع * 30 وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء) ([20]). ومن العلامات التي ظهرت في السماء تبيّن اقتراب رجوع ابن الإنسان يسوع المسيح ع هو ظهور كتلة من النجوم تشكلت كهيئة يد إنسان في السماء، رصدتها وكالة ناسا الفضائية ([21]) وقد أدهشتهم الصورة بعد تصويرها، وكذلك ظهور مذنب لولين ذو الذنبين ([22]) الذي يعد كعلامة تشاؤم لدى الكثير من الناس إذا اقترب هذا المذنب من الأرض. (25 وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الأرض كرب أمم بحيرة البحر والأمواج تضطرب 26 والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأنّ قوات السماوات تتزعزع * 27 وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابة بقوة ومجد كثير * 28 ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأنّ نجاتكم تقترب) ([23]). ارفعوا رؤوسكم وانتبهوا ربما الآتي أعظم، فما حصل في جزيرة سومطرة واليابان عندما ارتفعت أمواج البحر كالجبال وبدأت تجرف أمامها كل شيء حتى أكبر البنايات لم تصمد على قوتها هذا كله من علامات ظهور المعزي أحمد الحسن ع رسول عيسى، الذي حذر الناس من عدم طاعتة في بيان 13 رجب قبل أشهر من هذه الكارثة، وبعد أشهر من هذا الإعلان أهلك الله ربع مليون إنسان على جزيرة سومطرة فقط. (والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة) ([24]). أيها النصارى واليهود، ما وعد به الرب إشعيا وأرميا وعيسى ص قد حدث، فانتبهوا ولا تنشغلوا بالدنيا عن خدمة ونصرة رسوله المعزي أحمد الحسن ع، الذي جاءكم لكي يخلصكم ويطهركم. (31 هكذا أنتم أيضاً متى رأيتم هذه الأشياء صائرة فاعلموا أنّ ملكوت الله قريب * 32 الحق أقول لكم أنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل * 33 السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول * 34 فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة * 35 لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض * 36 اسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون و تقفوا قدام ابن الإنسان) ([25]). * * * -علامات القيامة الصغرى كما ذكرها القرآن الكريم وروايات آل محمد (عليهم السلام) العراق في المشرق، ورسول عيسى ع هو رسول الإمام المهدي ع، فالعلامات هي نفسها وذاتها التي خطت في التوراة والإنجيل، هي أيضاً ذكرت على لسان رسول الله محمد ص وأهل بيته ص، وأعطيكم من رواياتهم والقرآن الشاهد على ذلك. العذاب سنة الله في أرضه على خلقه بعد تكذيبهم للرسالات الإلهية ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾([26])، فمن كذبوا واستكبروا ينذرهم الله بالعذاب لعلهم يرجعون إلى الرشد والصواب والحق إذا ضاقت بهم الأرض. ووعد الله سبحانه قوم آخر الزمان انه يأخذهم بالعذاب بسبب الفساد الذي يصلون إليه لعلهم ينتبهون لاستقبال المنقذ المصلح الذي يقيم دولة العدل الإلهي على هذه الأرض ومن هذا العذاب هو الجوع ونقص الأموال والثمرات وكمثال عليه أهل العراق أصابهم القحط والجوع ستة عشر سنة بسبب الحصار الاقتصادي عليهم من قبل أمريكا قال تعالى ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. عن محمد بن إبراهيم النعماني- المعروف بابن زينب- قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: (إن قدام [قيام] القائم علامات، بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين. قلت: وما هي؟ قال: فذلك قول الله عز وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. قال: )لَنَبْلُوَنَّكُمْ) يعني المؤمنين )بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم )وَالْجُوعِ) بغلاء أسعارهم )وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ) فساد التجارات وقلة الفضل فيها )وَالْأَنْفُسِ) موت ذريع )وَالثَّمَراتِ) قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار )وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) عند ذلك بخروج القائم ع) ([27]). والاختلاف والفرقة والحقد بين المجتمعات الإسلامية خير دليل على إننا في زمن ظهور المنقذ المصلح فأهل القبلة هم المسلمون والآن يكفر بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضا بل الوهابيون لعنهم الله الآن يقتلون من يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله مع العلم أنه لا يجوز حتى قتل الكتابي المعاهد فهؤلاء قد خرجوا من دين الله سبحانه ومن المسلمين الآن الشيعة في العراق حتى وصل الاختلاف بهم إلى قتل بعضهم بعضاً حتى نشبت بينهم معارك ضارية في البصرة والناصرية وبغداد وغيرها من المدن العراقية، قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾([28]). وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله: ﴿هُو الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ﴾. قال: (هو الدخان والصيحة (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) وهو الخسف (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) وهو اختلاف في الدين، وطعن بعضكم على بعض (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) وهو أن يقتل بعضكم بعضاً، فكل هذا في أهل القبلة، يقول الله: (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُو الْحَقُّ) يعني القرآن، كذبت به قريش. ثم قال: وقوله تعالى: (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) يقول: لكل نبأ حقيقة (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ثم قال: (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) يعني كي يفقهوا. وقوله تعالى: (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوالْحَقُّ) يعني القرآن، كذبت به قريش (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرّ) أي لكل خبر وقت (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ([29]). - قال رسول الله محمد ص: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الآكلة على قصعتها. قال: قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن. قال: قلنا: وما الوهن ؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت) ([30]). وظاهرة تداعي الأمم على المسلمين واضحة الان، فقد اجتمع من كل حدب وصوب حوالي أكثر من 100 دولة بقيادة الولايات الأمريكية المتحدة لغزو العراق وغزو أفغانستان والتدخل في اليمن وغيرها من البلدان الاسلامية بل المسلمين الان من ارذل الامم وتلسط عليهم الطواغيت بسبب تفرقهم عن الثقلين القران الكريم وعترة رسول الله المعصومة المبينة للقران كما قال رسول الله أني مخلف بكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وهكذا نص متواتر في كتب المسلمين جميعا شيعة وسنة. - وعنه صلوات الله عليه وآله، قال: (إذا استثارت عليكم الروم والترك، وجهزت الجيوش) ([31]). والروم هم الأمريكان والأوربيون وأمريكا مصداقها الاكبر لأنها هي من تقود العالم الغربي الآن كما كانت روما تقود العالم في وقتها وأمريكا التي جهزت الجيوش واجتاحت العراق من شماله إلى جنوبه بمساندة عشرات الدول الغربية والشرقية. - وعنه صلوات الله عليه، قال: (والذي نفسي بيده ليلين أمتي قوم إذا تكلموا قتلوهم، وإذا سكتوا استباحوهم، وليستأثرن بفيهم، وليطئن حرمتهم، وليسفكن دمائهم) ([32]). وما حصل بالأمة الإسلامية من تفرقة وقتل وتشريد وسرقة أموال المسلمين حتى قتل أبو بكر مالك بن نويرة واحرق فجاءة السلمي حياً، وقتل عمر بن الخطاب فاطمة وأحرق بيتها وعثمان يخالف رسول الله ص ويؤوي المرتدين والذين طردهم الرسول خارج المدينة في حياته. إنه أرجع الحكم بن العاص إلى المدينة بعد أن نفاه رسول الله ص وممانعة الشيخين عن إرجاعه، وأعطاه مائة ألف درهم وكذا الحال بالنسبة إلى مروان، فقد أعاده مع والده، وزوجه من ابنته أم أبان، ثم اتخذه وزيراً ومنحه هدايا كثيرة منها خمس إفريقية. بل إنه بذر مقدرات المسلمين على اقربائه واتخذ أحد المرتدين وزيراً له وقسم ما أتى به أبو موسى الأشعري من أموال العراق على أهله وأقاربه من بني أمية، وعندما تولّى معاوية بن أبي سفيان فعل الكثير من المعاصي ومنها انه قتل أصحاب رسول الله ص فقتل عمار بن ياسر وقتل أبا ذر وقتل مالك الاشتر وأمر بحرق محمد بن أبي بكر وبعدها ختم ولايته بمعصية كبرى عندما ولى ابنه الفاسق يزيد على رقاب المسلمين وقد فعل ما فعل من انتهاك الكعبة وإحراقها وقتل ابن الزبير فيها وهو متعلق على استارها وقتل ذرية رسول الله الحسين ابن فاطمة وابن علي أبي طالب وابن رسول الله وحمل رأسه ورؤوس أصحابه على الرماح وسبى بنات رسول الله ص الى الشام وتوالى تنصيب الناس خلفاء الجور واحداً بعد واحد إلى أن وصل بنا اليوم الأمر أن يتسلّط علينا شر خلق الله الأمريكان وهذا كله بسبب مخالفتنا لحاكمية الله وتنصيب الله ووصية رسول الله التي ذكر فيها اثنا عشر إماماً واثنا عشر مهدياً فهل نتعظ الآن. - وعن أمير المؤمنين علي ع، قال عن وقت ظهور الإمام المهدي ع: (سيحيط بالزوراء بغداد علج من بني قنطورا بأشرار قد سلبت الرحمة عن قلوبهم، فيذبحون الأبناء ويستحيون النساء، وويل للزوراء "بغداد" من بني قنطورا) ([33]). - عن المفضل بن عمر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، قال المفضل: (يا سيدي، فالزوراء التي تكون في بغداد ما يكون حالها في ذلك الزمان ؟ فقال: تكون محل عذاب الله وغضبه، والويل لها من الرايات الصفر ومن الرايات التي تسير إليها في قريب وبعيد، والله لينزلن من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم ... فالويل لمن اتخذ بها مسكناً ...) ([34]). ولحكمة الرب سبحانه جعل آيات وعلامات القيامة الصغرى هي العذاب، لكي تتعظ الناس وتنتبه لصوت داعي الحق الجديد رسول الإمام المهدي يماني الهدى أحمد الحسن (عليهما السلام). - قال الباقر ع: (لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتن وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك) ([35]). - وعن رسول الله ص، قال: (أبشركم في المهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل) ([36]). - وعن أمير المؤمنين علي ع، قال: (بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض، فأما الموت الأحمر فبالسيف، وأما الموت الأبيض فبالطاعون) ([37]). - وعن بدر بن خليل الأسدي، قال: (كنت عند أبي جعفر الباقر ع فذكر آيتين تكونان قبل القائم لم تكونا منذ أن أهبط الله آدم أبداً، وذلك أنّ الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره) ([38]). فهل يريد الناس أن تجيء أخبار سماوية بأوضح من هذا البيان، فما دلت عليه البشارات قبل آلاف السنين هي نفسها كما دونها رسول الله ص وأهل بيته ص، وكلها قد تحققت، فالأمراض ضجت بعددها الصحافة وشاشات التلفاز، والزلازل على كثرتها أقلقت حتى وكالة ناسا الفضائية. قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾([39]). -المعزي رسول عيسى هو المسيح المنتظر إنّ كلمة المسيح ليست اسماً شخصياً، بل هي صفة تطلق على من مسحه الله بروح القدس، وهذه الصفة هي الشهرة العالمية لنبي الله عيسى ع. (يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأنّ الله كان معه) ([40]). وهذه الصفة لم تكن خاصة بعيسى ع دون غيره، بل كانت تتخذ مدلولاً عاما لكل من مسحه الله بروح القدس، ومن هنا كان يلقب بهذه الصفة داود وشاؤل (عليهما السلام). (21 فأجاب ابيشاي ابن صروية وقال ألا يقتل شمعي لأجل هذا لأنه سب مسيح الرب * فقال داود ما لي ولكم يا بني صروية) ([41]). (4 فقام داود وقطع طرف جبة شاول سراً * 5 وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول * 6 فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هو) ([42]). (10 وكذا قال داود لا أمد يدي إلى سيدي لأنه مسيح الرب هو) ([43]). وبهذا يتضح أنّ صفة المسيح لا تختص بعيسى بن مريم وحده دون غيره، بل يمكن أن تنطبق على كل من مسحه الله بروح القدس، وأما ما تسالمت عليه الديانات اليهودية والنصرانية والإسلامية في ظهور المسيح المنتظر في آخر الزمان فهو لا يدل على أنّ المسيح المنتظر هو عيسى بن مريم، بل إنّ المسيح المنتظر هو شخصية ممهدة يظهر قبل نزول عيسى إلى هذه الأرض. وهذه الشخصية هو القائد العام لليوم الموعود والقيامة الصغرى، وهو المصلح المنتظر عند كل الديانات الذي يرسله عيسى وإيليا قبل رجوعهم إلى الأرض، وهذا ما أكدت عليه الأناجيل. (25 فقال قوم من أهل أورشليم أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه * 26 وها هو يتكلم جهاراً ولا يقولون له شيئاً ألعل الرؤساء عرفوا يقيناً أنّ هذا هو المسيح حقاً * 27 ولكن هذا نعلم من أين هو وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو) ([44]). وهذا ما اختلط على الناس؛ لأنّ كل الأنبياء كانوا يبشرون بهذا المسيح المنتظر الذي يقيم مملكة السلام في آخر الزمان، رغم أنّ الأنبياء بشروا بيسوع المسيح ع ولكنه ليس المسيح المنتظر الذي يأتي في القيامة الصغرى؛ لأنه سيكون من نسل داود ع من جهة الأم، لأنّ نرجس (عليها السلام) والدة الإمام المهدي ع من نسل داود ع. (40 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي * 41 آخرون قالوا هذا هو المسيح وآخرون قالوا ألعل المسيح من الجليل يأتي * 42 ألم يقل الكتاب أنه من نسل داود) ([45]). مع العلم أنّ عيسى بن مريم هو المسيح ع، ولكن ليس المسيح المنتظر المذخور للقيامة الصغرى الذي بشرت به الكتب المقدسة (القرآن والإنجيل والتوراة والزبور)، بل إنّ عيسى المسيح هو من يرسل هذا القائد المسيح المنتظر الذي ظهر في هذا الزمان، ولإثبات ذلك يجب تسليط الضوء على كل وصايا الأنبياء والمرسلين التي تشير إلى ذكر اسمه وصفته ونسبه وسكنه. * * * -من هو القائد العام المذخور للقيامة الصغرى لا تتضمن الأناجيل أنّ القائد العام المذخور لليوم الموعود هو يسوع ع، وإنما نسبت الأمر إلى قائد معين أسمته الأناجيل بـ (المعزي) و (العبد الأمين)، وهو ليس عيسى أو يسوع على أي حال؛ لأنّ الأناجيل تطلق على يسوع لقب ابن الله وابن الإنسان، فلا يكون المعزي إلا القائد الواقعي للقيامة الصغرى بأمر عيسى وإيليا وعلى الناس نصرته. المعزي هو رسول عيسى ع أحمد الحسن: كما كان قبل خروج عيسى ممهدون له كنبي الله يحيى ع لابد له قبل عودته إلى هذه الأرض من ممهد ينذر الناس ويعدهم، ولذلك بشّر يسوع حواريه أنه سوف يرسل لهم رسولاً في آخر الزمان ليكونوا مستعدين لنصرته، أسمته الأناجيل بـ (المعزي). - (وأما الآن فأنا ماضٍ للذي أرسلني، وليس أحد منكم يسألني أين تمضي، ولكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكن أقول لكم الحق أنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أُرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة، وعلى بر، وعلى دينونة. أما على خطيئة: فـ "لأنهم لا يؤمنون بي"، وأما على بر: فـ "لأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً"، وأما على دينونة: فـ "لأن رئيس هذا العالم" قد دين. إنّ لي أمور كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك "روح الحق" فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) ([46]). والمعزي هو رسول عيسى ع إلى النصارى في آخر الزمان، وهو القائد العام المذخور للقيامة الصغرى التي تبدأ من المشرق تمهيداً لرجوع عيسى وإيليا إلى هذه الأرض، فالمعزي يبكت العالم كله ولا يستثني أحداً، أي هو مبلغ برسالة قد كُلّف بها من يسوع. الكثير ممن يقول أنّ المعزي هو إله وليس إنساناً، يستندون بذلك إلى تأويلات للنص قد اخطأوا بها، بسبب عدم تفسير النص بالنص والذهاب إلى التخرصات العقلية، وسيتم مناقشتها بصورة سريعة ومبسطة: يقول الكاثوليك: وهم أتباع الكنيسة الكاثوليكية العامة ، وهي أعرق وأكبر الطوائف النصرانية ومركزها في روما وجمهورها في أوروبا عموماً وهم يعتقدون بزعمهم أن روح القدس (المعزي) إله منبثق عن الإله المطلق ويستندون على ذلك بمتشابهات وردت في الكتب المقدسة وضعوا لها تفسيراً بتخرصاتهم العقلية لا أساس لها من الصحة وسيتم مناقشتها بنقاط. تقول هذه الطائفة إن المعزي يحل في قلوب من اتبع يسوع ع ويعلمهم ويبكتهم، وهذا القول شرك بالله سبحانه وتعالى فالإله المطلق لا يمكن ان يتجزأ او يحل في عالم من عوالم الخلق لأنة نور لا ظلمة فيه وكل عوالم الخلق نور مشوب بظلمة . علماً أنه لا يتطلب أن يكون المعلم إلهاً بالضرورة، فالله يعلّم الخلق من خلال رسله وأنبيائه وأوليائه، واللاهوت المطلق ليس بذي هيئة وجسم لكي يتكلم وينطق، فالمعزي يتكلم، فهو ناطق، فلا بد أن يكون مخلوقاً؛ لأنه ذو هيئة وجسم، بل إنه يبكت كل العالم وليس فقط من آمن بعيسى ع: (ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة، وعلى بر، وعلى دينونة). أولاً: القول أنّ المعزي روح فقط فهو اله حسب زعمهم كما ورد في الأناجيل، وهذا خطأ أيضاً؛ لأنّ الله سبحانه ليس روحاً، لأن الروح مخلوقه، وهو سبحانه نور لا ظلمة فيه، فالروح وإن كانت عظيمة ولكنها مخلوقة، وربما توهم البعض أنّ الله نسب الروح إلى نفسه؛ لأنها جزء منه أو مفصولة عنه، وهذا فهم مغلوط؛ لأنّ الله واحد لا يتجزأ. وأما سبب ما ورد في القرآن والكتاب المقدس قوله تعالى من روحنا، وغيرها، فهو لتكريمها وتبيان فضلها، كما نسب الله إلى نفسه البيت الحرام وقال لإبراهيم وإسماعيل: ﴿طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ﴾([47])، وكذلك عيسى ع يبيّن أنّ الأنبياء والمرسلين هم أرواح، والمعزي منهم. (أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ) ([48]). ثانياً: (وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)، هذا النص الذي كثيراً ما يحتج به النصارى على أنّ المعزي ليس بإنسان؛ لأنه يمكث معنا إلى الأبد. وأقول: ربما هم لم يتدبروا النص جيداً، بل إنّ النص يبيّن أنّ المعزي إنسان، والدليل على ذلك هو: 1- النص يقول معزياً آخر، دلالة على وجود غيره، فكيف يكون آخر إن لم يكن أحداً قبله، فهل الإله متعدد ؟ 2- الأمر الآخر يبيّن أنّ المعزي وسيط وليس إله؛ لأنه يقول سأرسل لكم المعزي كما كان هو رسولا من الله ووسيطاً بين الله والخلق. 3- القرائن الأخرى تبيّن أنّ المعزي هو رسول يسوع ع يبيّن الحق ويشهد للحق ويبكت الخاطئ. ومن هذه القرائن: قد بشر إشعيا قبل عيسى ع في العهد القديم في بشرى الخلاص بالمعزي: (1 روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالإطلاق * 2 لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لأعزي كل النائحين) ([49]). وقال عيسى ع: (لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام (أي العلم والمعرفة والحكمة) في حينه طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا) ([50]). فمن هذا العبد الحكيم الذي يعلم كل الناس ويبكتهم على الخطأ غير رسول عيسى ع المعزي أحمد الحسن ع. العهد القديم: سفر ملاخي/ الأصحاح الثالث/ آية رقم 1: (هأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هو ذا يأتي ...). إنجيل مرقس الأصحاح الأول: (... 2 كما هو مكتوب في الأنبياء. ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. 3 صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. 4 كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ...). إنجيل لوقا الأصحاح السابع: (... بل ماذا خرجتم لتنظروا. أنبياً. نعم أقول لكم وأفضل من نبي. 27 هذا هو الذي كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. 28 لأني أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان. ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه ...). وهذا الملاك الذي يرسل قبل عودة يسوع ع هو نفسه المعزي، فكل البشارات تتكلم عن رجل واحد؛ لأنّ الله واحد فلا بد أن يكون الحق واحد، وهذا الحق هو حجة الله المعزي. * * * -المعزي من المشرق من العراق ومن أهل البصرة بالخصوص نصّت البشارات في العهد القديم والجديد أنّ كل إرهاصات القيامة الصغرى وعودة عيسى ستكون في المشرق في العراق بالخصوص، أو بابل كما كانت تعرف قديماً، وما خراب بابل (بغداد) في القيامة الصغرى إلا علامة واضحة على ظهور المعزي رسول عيسى ع؛ لأنه كما كان ظهور عيسى في المشرق فلا بد من عودته في المشرق وقبله رسوله المعزي ع. - (22 فأقوم عليهم يقول رب الجنود واقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب * 23 واجعلها ميراثاً للقنفذ واجام مياه واكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود * 24 قد حلف رب الجنود قائلاً أنه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت) ([51]). وخراب بغداد أو كما تسمى بابل قديماً على يد الأمريكان ستكون علامة واضحة لكل النصارى للاستعداد لنصرة المعزي الذي سيكون ظاهراً في العراق؛ لأنها الأمة التي سيولد فيها ويعيش كل ملاحمها، وما ورد في العهد القديم والجديد يؤيد هذا الأمر. - (لأنّ مجيء ابن الإنسان سيكون مثل البرق الذي يلمع من المشرق ويضيء في المغرب) ([52])، تجد عيسى ع يعبر عن بداية ظهور ابن الإنسان من المشرق إلى المغرب، والمشرق نسبةً إلى مكان عيسى ع في ذلك الزمان يكون العراق. - ((يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون وعندما يضرب بالبوق تسمعون) ([53]). بشر الله سبحانه عبيده الأنبياء بصوت بوق الملائكة في آخر الزمان وبلغهم بإنذار الناس والاستعداد لسماع هذا الصوت العظيم الأتي من السماء ببشرى عظيمة ان السيد المسيح المنتظر المقيم العدل قد جاء وقت خروجه (فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ) ([54]). (ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: «قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ) ([55]). وهذا البوق ينسب لله سبحانه في الأناجيل لأنه من وحي الله سبحانه لعبادة عن طريق الرؤى في المنام والكشف في اليقظة بنصرة المعزي احمد المسيح المنتظر وهذا الوحي يكون عن طريق ملائكة الرؤى التي تأتمر بأمر رئيس الملائكة وهو جبرائيل ع. (لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ) ([56]). وهذه الراية التي ترفع على جبل صهيون هي راية الخروف القائم بالحق رسول عيسى: (ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ) ([57]). وستكون بداية خروجها من المشرق للانتقام من أعداء الله ومبغضيه ومن مدينة يجري فيها الفرات كما أخبر عنها الكتاب المقدس. (10 فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم لأنّ للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات) ([58]). (وَيُرَى الرَّبُّ فَوْقَهُمْ، وَسَهْمُهُ يَخْرُجُ كَالْبَرْقِ، وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يَنْفُخُ فِي الْبُوقِ وَيَسِيرُ فِي زَوَابعِ الْجَنُوبِ) ([59]). والمهدي الأول أحمد الحسن ع من المشرق، ومن دولة فيها يجري الفرات وهي العراق، وبهذا قد ثبت السكن. * * * -المعزي وصي وليس بنبي من يقوم بثورة الإصلاح العالمية لابد أن يكون على درجة عالية من الورع والتقوى والإخلاص والعلم، ولا يحصل العبد على هذه الصفات إلا إذا مسحه الله بروح القدس وروح الطهارة، ومما عرفنا مما سبق أنّ المعزي رسول عيسى ع أيضاً يمسحه الله بروح القدس والطهارة، ولا يمسح الله أحداً بروح القدس إلا أن يكون نبياً أو وصياً، وقد عرفنا أنّ المعزي هو رسول عيسى، فلم يبقَ إلا أن يكون رسول عيسى ع المعزي هو وصي من الأوصياء وحجة الله على هذه الأرض. - (اسمعوا لتحيا نفوسكم أعاهدكم عهداً أبدياً عهد رحمتي الصادق لداود جعلته رقيباً للأمم وقائد ووصياً عليهم يدعو شعوباً لا يعرفهم وتتبعه أمم لا تعرفه الرب قدوس إسرائيل إله وهو الذي مجده) ([60]). وعهد الله لنبيه داود ع أنّ المعزي القائد المصلح من ذريته؛ لأنّ نرجس والدة الإمام المهدي محمد بن الحسن ع من ذرية داود، والمهدي الأول أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي ومن ذرية نرجس (عليها السلام) أيضاً. وهو وصي من أوصياء رسول الله ص المنصوص عليهم في وصيته ساعة وفاته. - عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ص، قال: (قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ع: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله ع وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيّهم وميتهم وعلى نسائي، فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك إثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) ([61]). وفي الوصية المهدي الأول أحمد الحسن ع هو أول أنصار الإمام المهدي ع، وهو رسوله إلى الناس جميعاً، وبما أنّ الإمام المهدي وعيسى أمرهم واحد وإلههم واحد، فالمهدي الأول هو أيضاً أول أنصار عيسى ع في القيامة الصغرى، وهو رسوله وحامل بشرى الخلاص إلى أهل الأرض. وقد نص على أوصياء محمد ص في الكثير من النصوص الإسلامية وكذلك ذكروا في الإنجيل والتوراة، وخص المهدي الأول المعزي أحمد الحسن ع بالذكر الخاص. - (بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء والصوت الأول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلاً: اصعد إلى هنا فأريك ما لا بد أن يصير بعد هذا. 2 وللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس. 3 وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد. 4 وحول العرش أربعة وعشرون عرشاً. ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخاً جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب. 5 ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات ...) ([62]). - (1 ورأيت على يمين الجالس على العرش سفراً مكتوباً من داخل ومن وراء مختوماً بسبعة ختوم. 2 ورأيت ملاكاً قوياً ينادي بصوت عظيم من هو مستحق أن يفتح السفر ويفك ختومه. 3 فلم يستطع أحد في السماء ولا على الأرض ولا تحت الأرض أن يفتح السفر ولا أن ينظر إليه. 4 فصرت أنا أبكي كثيراً لأنه لم يوجد أحد مستحقاً أن يفتح السفر ويقرأه ولا أن ينظر إليه. 5 فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك. هو ذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة 6 ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض. 7 فأتى وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش. 8 ولما أخذ السفر خرّت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخاً أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوة بخوراً هي صلوات القديسين. 9 وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة 10 وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة فسنملك على الأرض. 11 ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف 12 قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. 13 وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة. للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين. 14 وكانت الحيوانات الأربعة تقول آمين. والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين)([63]). والخروف القائم هو المهدي الأول أحمد الحسن المذكور في وصية رسول الله محمد ص، وهو جالس على كرسي العرش في الملكوت، والعرش هو الإمامة والوصاية. والمهدي الأول وصي ابن أوصياء والد أوصياء يملكون عرش الله على هذه الأرض بالعدل. - (عرش آبائك سيكون لبنيك تقيمهم رؤساء في كل الأرض سأذكر اسمك جيلاً بعد جيل فتحمدك الشعوب مدى الدهور) ([64]). رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 2: (بلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ). وشاء الله أن يكون هذا الوصي رسول عيسى ع من أمة أخرى. - كما قال عيسى ع: (لذلك أقول لكم إنّ ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل أثماره) ([65]). - وقال عيسى ع: (لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام (أي العلم والمعرفة والحكمة) في حينه طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا) ([66]). وهذا العبد الأمين الحكيم هو المهدي الأول أحمد الحسن ع الذي جاء بالعلم من الله؛ ليعمدكم به، لتطهر نفوسكم وأبدانكم. وهنا يثبت المنزلة أنّ المعزي من ذرية رسول الله محمد ص وهو إمام مفترض الطاعة. * * * -المعزي اسمه أحمد وعبد الله ويلقب بالقائم واليماني والأسد في الكتاب المقدس في وصية رسول الله محمد ص أنّ رسول الإمام المهدي ع اسمه أحمد وعبد الله، فلابد أن يكون المعزي يحمل هذه الأسماء في بشارات السماء وكذلك في الروايات الأخرى عن آل محمد إنه يلقب بالقائم، فلا بد أن يكون له هذا اللقب في الكتب المقدسة. - (قال الرب لإشعيا: عبد الرب عبدي الذي أسانده والذي اخترته ورضيت به وجعلت روحي عليه فيأتي للأمم بالعدل حتى يقيم العدل في الأرض فشريعته رجاء للشعوب أنا الرب دعوتك في صدق وأخذتك بيدي وحفظتك جعلتك عهداً للشعوب ونور لهداية الأمم تخرج الأسرى من السجون أنا الرب وهذا اسمي لا أعطي لآخر مجدي ولا للأصنام تسبيحي ما مضى مضى فأخبركم بما يأتي) ([67]). وهنا بشّر الرب أنّ اسم مقيم العدل على هذه الأرض وعهد الشعوب في القيامة الصغرى اسمه عبد الرب، وعبد الرب هو عبد الله، وهنا يثبت اسم عبد الله، ويكون الهادي للأمم أي المهدي كما ورد في وصية رسول الله ص، وستكون شريعته رجاء لشعوب الأرض وهو عهد الله الذي جعله عهد الشعوب على لسان داود ع كما ورد في مزمور خمسة وأربعين، وهو هادي الأمم أي المهدي الأول أحمد ع الذي اختاره الله، والأصنام هم علماء السوء الذين حاربوا المعزي ع عندما ظهر بينهم وقتلوا أنصاره وشردوهم وهدموا دور عبادته وأحرقوا كتبهم وقد سجنوا الكثير من أنصاره. أما أسم أحمد فقد أشارت له البشارات في مواضع كثيرة، ومنها: (إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم بارقليط - معزياً - آخر ليمكث معكم إلى الأبد) ([68]). الفارقليط، بارقليط، باراكليطوس، بيركلوطوس، هذه النعوت التي جاءت في الكتاب المقدس كلها تعني (أحمد). (لكني أقول لكم إنه من الخير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي "الفارقليط"). وكلمة "المعزي" أصلها منقول عن الكلمة اليونانية (باراقلي طوس) المحرفة عن الكلمة (بيرقلوطوس) التي تعني أحمد. وكلمة البراقليطوس تعني في الترجمة اليونانية أحمد، وهي إشارة للمعزي أحمد؛ لأنه رسول من يسوع المسيح ع، وما جاء في القرآن يؤكد ذلك، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾([69]). والوحي الإلهي في القرآن بين المدلول الرئيسي لمعنى كلمة (البراقليطوس)؛ لأنّ المدلول الحرفي لترجمة الكلمة يكون إما أحمد أو محمد، وبما أنّ المعزي رسول من يسوع فهو حتماً يقصد المهدي الأول أحمد الحسن ع؛ لأنّ محمد رسول الله وليس من يسوع. مع العلم أنّ اسم بريقيلوطس لم يطلق على أي يوناني قبل ظهور الإسلام، وكذا أنّ اسم أحمد لم يطلق على رجل قبل ظهور الإسلام دلالة واضحة على ترابط البشارة بالاسم. وأحمد قام بأمر الله وبأمر يسوع المسيح ع؛ ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً. - (ويكون في ذلك اليوم أنّ أصل يسّى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجداً) ([70]). - (سيظهر فرع من أصل يسى يقوم ليسود الأمم وعليه يكون رجاء الشعوب) ([71]). إنّ رسول عيسى المعزي اسمه أحمد وعبد الله ويلقب بالقائم، وهو وصي من أوصياء رسول الله الأربعة والعشرين المذكورين في الإنجيل في رؤيا يوحنا اللاهوتي، والفرع الذي من أصل يسّى هو المهدي الأول أحمد الحسن ع؛ لأنّ نرجس والدة الإمام المهدي محمد بن الحسن هي من ذرية داود. والمهدي الأول أحمد الحسن ع جاء ليخدم الناس؛ لأنه ملك جالس على عرش الله، والملك إما أن يكون خادم أو يكون سارق، فهو خادم لكل الناس؛ لأنه ملك وإمام منصب من الله عليكم، وهو الأسد الذي وصفه أرميا في العهد القديم. - (طلع الأسد من عرينه ها هو قاهر الأمم) ([72]). - (... هو ذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة 6 ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح ...) ([73]). فقد استخدم أرميا ويوحنا هذا الاسم تلميحاً لا تصريحاً، وسيادة الأسد للأمم لأنه يحقق رجاء الشعوب، ولا يختلف ما جاء من السماء على لسان كل الرسل. وبهذا تبين أنّ رسول عيسى المعزي اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، وهو القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وهو وصي من الأوصياء الأربعة والعشرين المذكورين في وصية رسول الله ص وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي، وهو أول من يلتقي بالإمام المهدي ع وعيسى وإيليا، وها قد ظهر بينكم فمن تخلف عن نصرته فهو من أهل النار على أي مذهب أو دين كان. وهاهو (الخروف القائم المذبوح) قد جاء، فمن شاء أن يغسل ثيابه بدمه فليفعل ليطهر ويتقدس ويكون له نصيب في ملكوت السماوات وليرى في ملكوت السماوات. لقب المهدي الأول أحمد الحسن ع باليماني في روايات آل محمد ص وكذلك هذه الصفة ثابتة له في بشارات السماء. (فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله * 2 اهتموا بما فوق لا بما على الأرض) ([74]). ويمين الله هو حجره الدامغ الذي يهلك به أعداءه في هذا الزمان اليماني أحمد الحسن ع، ويسوع يجلس على يمين الله أي هو ينزل ناصراً لدين الله مع اليماني في مملكة السلام في هذا الزمان. (34 من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا) ([75]). والذي يدين هو الأعظم؛ لأنه فدى المسيح بروحه وحمل الصليب، وهو المعزي أحمد الحسن، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي السفر المكتوب على يمين الجالس على العرش لا يفك رموزه ويعمل به إلا الأسد، وهو يماني آل محمد ص الوصي من أوصياء محمد ص الأربعة والعشرين. (1 ورأيت على يمين الجالس على العرش سفراً مكتوباً من داخل ومن وراء مختوماً بسبعة ختوم. 2 ورأيت ملاكاً قوياً ينادي بصوت عظيم من هو مستحق أن يفتح السفر ويفك ختومه. 3 فلم يستطع أحد في السماء ولا على الأرض ولا تحت الأرض أن يفتح السفر ولا أن ينظر إليه. 4 فصرت أنا أبكي كثيراً لأنه لم يوجد أحد مستحقاً أن يفتح السفر ويقرأه ولا أن ينظر إليه. 5 فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك. هو ذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة). وهنا يثبت الاسم والصفة. * * * -الإمام المهدي محمد بن الحسن ع ورسوله المهدي الأول أحمد الحسن ع في بشارات السماء الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله نبي الإسلام صلوات الله عليهم أجمعين، ولد من تلك الطاهرة الزكية نرجس حفيدة قيصر الروم التي يرجع نسبها إلى نبي الله داود ع، وكانت ولادته في الخامس عشر من شعبان من سنة 255 هجري قمري، وولد قبل وفاة أبيه بخمس سنين. وكانت ولادته خفية كولادة موسى بن عمران بأمر الله سبحانه، وسيحكم في القيامة الصغرى على هذه الأرض مع عيسى وإيليا (عليهما السلام)، وقد نصّت البشارات في العهد القديم والجديد على ولادة هذا الرجل الصالح قبل آلاف السنين لتكون هذه البشارات وصايا من الأنبياء والمرسلين إلى أهل الأرض للإيمان بهذا المولود المبارك. - (وظهرت في السماء آية أخرى تنين عظيم أحمر كالنار له سبع رؤس وعشرة قرون على كل رأس تاج فجر بذنبه ثلثي نجوم السماء وألقاها على الأرض ووقف التنين أمام المرأة وهي تتوجع ليبتلع طفلها حيث تلده فولدت ولداً ذكراً وهو الذي سيحكم الأمم كلها بعصا من حديد ولكن ولدها اختطف إلى الله وإلى عرشه) ([76]). والطواغيت هم الذين صبغوا الأرض بدماء النجوم من السادة العلويين من ذرية رسول الله ص، والمرأة الطاهرة هي نرجس (عليها السلام) التي ولدت الإمام المهدي محمد بن الحسن ع الذي رفعته ملائكة الله إلى السماء بعد ولادته؛ ليحفظ من الطواغيت. (9 كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة * 10 نهر نار جرى وخرج من قدامه ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه فجلس الدين وفتحت الأسفار) ([77]). وهذا الشيخ الجالس على العرش هو الإمام المهدي محمد بن الحسن ع أحد الشيوخ الأربعة والعشرين في رؤيا يوحنا اللاهوتي، وتشير البشارة أنه طاعن في السن إشارة إلى طول عمره الذي بلغ إلى حد الآن ما يقارب 1170 سنة. وسوف تخدمه ألوف وألوف في مملكته، وسوف يفتح الأسفار، ويحكم بين أهل القرآن بقرآنهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل التوراة بتوراتهم. (13 كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه * 14 فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض) ([78]). وابن الإنسان هو عيسى ع، ودانيال يقول بمثل ابن الإنسان أي رجل شبيه ابن الإنسان عيسى وهو المعزي المهدي الأول أحمد الحسن ع المذكور في وصية رسول الله ص أنه أول المؤمنين بظهوره، وأول أنصاره المقربين من 313 رجل، وسيكون سلطانه سلطاناً أبدياً من بعد أبيه محمد بن الحسن ع له وذريته المهديين ص. - (عرش آبائك سيكون لبنيك تقيمهم رؤساء في الأرض سأذكر اسمك جيلاً بعد جيل فتحمدك الشعوب مدى الدهور) ([79]). * * * -المعزي يُعرف بوصايا الأنبياء والعلم هذه البشارات المقدسة التي ذكرتها في الصفحات السابقة كلها وصايا الأنبياء والمرسلين السابقين بهذا المنقذ المصلح أحمد الحسن ع، المعزي الذي يرفع العزاء لكل الأنبياء والمرسلين ويرد لهم المظالم ويطبق شريعة الرب التي جاءوا بها على هذه الأرض، ليشرق نور العدل والرحمة من جديد بعد أن عمّ الظلم لفترات طويلة جداً. ها قد أتى المعزي أحمد الحسن ليرفع راية الأمم، من له أذنان فليسمع العلم والحكمة التي جاء بها. ليثبت عن صدق دعوته واتصاله بيسوع ع؛ لأنه لا ينطق من نفسه، بل يتكلم بكلمات عيسى وحكمته، فالكتاب يقول: (من كان منكم حكيماً عليماً فليبرهن عن حكمته ووداعته بحسن أدبه) ([80]). - قال عيسى ع: (وأما الآن فأنا ماضٍ للذي أرسلني، وليس أحد منكم يسألني أين تمضي، ولكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكن أقول لكم الحق أنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أُرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة، وعلى بر، وعلى دينونة. أما على خطيئة: فـ (لأنهم لا يؤمنون بي)، وأما على بر: فـ (لأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً)، وأما على دينونة: فـ (لأن رئيس هذا العالم) قد دين. إنّ لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك (روح الحق) فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به) ([81]). وهذه الأمثال للحاضرين عند يسوع وإلى جميع الناس في هذا الزمان، وها هو العبد الأمين الذي أقامه الله ليعطي كل العالم العلم في حينه ليطهرهم من الخطايا. - قال عيسى ع: (لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان (أي عيسى) فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام "أي العلم والمعرفة والحكمة" في حينه طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا)([82]). هذا العبد الأمين الحكيم هو المعزي أحمد الحسن ع. - وعن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق ع، قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) ([83]). وما جاء به المهدي الأول المعزي أحمد الحسن من علم عظيم يكفي لمن يطلب الحقيقية، فقد احتج على أهل القرآن بقرآنهم، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلى أهل التوراة بتوراتهم. ولست بصدد استقصاء كل علمه فهو كثير ومن أراد الاطلاع عليه مراجعة مواقع الانترنيت التابعة لأنصاره ([84]) والمكاتب المنتشرة بالعراق وبعض الدول العربية ليطلع على هذا العلم الغزير. ولكن لابد أن أعرج على شيء بسيط من علمه، فقد تحدى كافة علماء المسلمين للمناظرة العلنية بالقرآن الكريم ولم يستجب منهم أحد، وعندها أنزل علمه إلى الساحة، وتحدى الكل بالرد عليه أو يبين به ولو خطأ بسيطاً، وهو عبارة عن أربعة أجزاء من تفسير متشابهات القران وأحاديث آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، وكذلك شيء من تفسير سورة الفاتحة، ، ورحلة موسى إلى مجمع البحرين، وكتاب النبوة الخاتمة، والكثير منها. أما علمه بالإنجيل والتوراة فتشهد قدرته العالية للإجابة على أي سؤال من الكتاب المقدس مهما كان عظيماً عند الناس، وقد أجاب على كثير من أسئلة بعض الإخوة النصارى عبر الانترنيت، وسوف أنقل لكم بعض هذه الأسئلة. (س/ بسم الأب والابن وروح القدس. ما هي مضامين دعوتك، وما أهدافها ؟ reta . jorj/ امرأة مسيحية، 2005 ج/ قال عيسى ع: (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله)، وأنا عبد الله أقول لكم: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى. فدعوتي كدعوة نوح ع وكدعوة إبراهيم ع وكدعوة موسى ع وكدعوة عيسى ع وكدعوة محمد ص. أن ينتشر التوحيد على كل بقعة في هذه الأرض، هدف الأنبياء والأوصياء هو هدفي، وأبيّن التوراة والإنجيل والقرآن، وما اختلفتم فيه، وأبيّن انحراف علماء اليهود والنصارى والمسلمين وخروجهم عن الشريعة الإلهية، ومخالفتهم لوصايا الأنبياء ص. إرادتي هي إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته. أن لا يريد أهل الأرض إلا ما يريده الله سبحانه وتعالى، أن تمتلئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، أن يشبع الجياع ولا يبقى الفقراء في العراء، أن يفرح الأيتام بعد حزنهم الطويل، وتجد الأرامل ما يسد حاجتها المادية بعز وكرامة، .... أن .... وأن .... أن يطبق أهم ما في الشريعة العدل والرحمة والصدق. وأرجو أن تبيني لي اعتقادَكِ بعيسى بن مريم (عليهما السلام) بكل صراحة، وأن تؤيدي اعتقادَكِ بآيات من الإنجيل لكي يتسنى لي بيان الحق لكِ، ولكل من يطلب الحق، ويخاف القيامتين الصغرى والكبرى، ويخاف المعاد ويخاف الله سبحانه وتعالى. أحمد الحسن س/ بسم الأب. كيف تقولون أنّ النبي عيسى يظهر في آخر الزمان ويصلي خلف الذي تقولون أنه ليس نبي واسمه محمد المهدي، أليس هذا عجيب ؟!!! وكيف يصلي نبي خلف رجل ليس بنبي ؟ reta . jorj ج/ أيتها الأخت، إنّ صلاة نبي الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) خلف الإمام المهدي ع تحتمل أمرين: الأول: أن يكون الامام المهدي ع أفضل من نبي الله عيسى ع، وطبعاً لا يكون الامام المهدي ع أفضل إلا إذا كان له مقام النبوة. وفي هذه الحالة لا يوجد موضع للإشكال الذي طرحتِهِ. وحتى لو كنت أعتقد بهذا فإني سأطرح الاحتمال الثاني وأجيب عليه. الثاني: أن يكون عيسى ع أفضل من المهدي ع، وفي هذه الحالة يكون للإشكال الذي طرحتهِ موضع في دائرة البحث عن الحق والحقيقة. والجواب موجود في كتابَيْ التوراة والإنجيل، أو العهدين القديم والجديد، كما هو موجود في القرآن. فمن التوراة (أو العهد القديم) أختار لكِ قصة شاؤول (أو طالوت) وداود (عليهما السلام)، فداود ع نبي من أنبياء الله وأفضل من طالوت، ومع ذلك كان داود في بداية الأمر جندي في جيش طالوت ع ويأتمر بأمره، وتابع له لأن طالوت ع (أو شاؤول) ملك معين بأمر الله سبحانه وتعالى. فداود ع قتل جالوت (أو جليات) لعنه الله في الوقت الذي كان فيه داود ع جندي من جنود طالوت. إقرأي صموئيل الأول - أصحاح 17 في التوراة، وقصة طالوت في القرآن الكريم. أما من الإنجيل (أو العهد الجديد)، فأختار لكِ قصة عيسى ع ويحيى ع (أو يوحنا)، فعيسى ع أفضل من يحيى ع ومع ذلك جاء عيسى ع ليعتمد من يوحنا أو يحيى ع مع أنّ هذا الأمر يمثل التقديس والتطهير والتزكية، وفي هذا المقام مثَّل يحيى ع (أو يوحنا) حجة الله على عيسى ع، جاء في إنجيل متي الأصحاح الثالث: (حينئذٍ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه ولكن يوحنا منعه قائلاً أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ. فأجاب يسوع وقال له اسمع الآن هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر حينئذٍ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وأتيا عليه .....) ([85]). وفي كلا الحالين كان كل من داود وعيسى (عليهما السلام) أفضل من يحيى وطالوت (عليهما السلام). والحمد لله وحده. أحمد الحسن س/ تحية طيبة إلى السيد أحمد الحسن .... السلام عليكم. وصلتني جميع أجوبتك وأنا شاكرة وممتنة لاهتمامك بي ... ولكن حيرني شيء مهم، وهو أنك تريد معرفة مستواي الدراسي والديني، وأنت القائل: (أنا أعرف بالإنجيل من أهله والتوراة وقرآنكم ... الخ). فكيف لا يعلمك إمامك بمن أنا ومستواي الدراسي لكي تثبت لأمثالي حقيقة ما تقول، فما هو الجواب ؟؟؟ مع فائق تقديري وحبي واحترامي، فليرعاك الرب ويحرسك. reta . jorj/ امرأة مسيحية ج/ (وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به، قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده). وهل كان من ينظر إلى موسى ع يجهل أنّ في يمينه عصى، فكيف بالله سبحانه، فلماذا سأله ما تلك بيمينك يا موسى. أحمد الحسن س/ ممكن أن تكون هناك قوى تسيطر على القوى الواهمة في اللاشعور عندك تبث لك هذا الإحساس ؟ reta . jorj ج/ قال عيسى ع: (الذي من الله يسمع كلام الله لذلك أنتم لستم تسمعون لأنكم لستم من الله. فأجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسناً أنك سامري وبك شيطان. أجاب يسوع، أنا ليس بي شيطان ولكني أكرم أبي وأنتم تهينونني لست أطلب مجدي يوجد من يطلب ويدين، الحق الحق أقول لكم إنّ أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد) ([86]). أحمد الحسن س/ تحيه طيبة. سيدي، هل تعلم بساعة موتك بواسطتك إمامك ؟ reta . jorj ج/ أعرف علامات وآيات إذا رأيتها علمت باقتراب ساعة رجوعي إلى الله سبحانه وتعالى. أحمد الحسن س/ إلى السيد المحترم أحمد الحسن. تحيه طيبة .. ما المواصفات التي أهلتك لهذه المهمة، أو لنقل ماهية المواصفات التي ميزتك عن باقي أبناء الشيعة، لكي يختارك مهديكم لسفارته ؟؟؟ وشكراً. ريتا reta . jorj ج/ عندما كلّم الله موسى ع قال له: إذا جئت للمناجاة فأصحب معك من تكون خيراً منه. فجعل موسى ع لا يعترض أحد إلا وهو لا يجترئ أن يقول إني خير منه، فنزل عن الناس وشرع في أصناف الحيوانات حتى مرّ بكلب أجرب، فقال: أصحبُ هذا. فجعل في عنقه حبلاً ثم مر به، فلما كان في بعض الطريق نظر موسى ع إلى الكلب، وقال له: لا أعلم بأي لسان تسبح الله فكيف أكون خيراً منك، ثم إنّ موسى ع أطلق الكلب وذهب إلى المناجاة. فقال الرب: يا موسى، أين ما أمرتك به ؟ فقال موسى ع: يا رب، لم أجده. فقال الرب: يا ابن عمران، لولا أنك أطلقت الكلب لمحوت اسمك من ديوان النبوة. وأنا العبد الحقير لا يخطر في بالي أني خير من كلب أجرب، بل أراني ذنب عظيم يقف بين يدي رب رؤوف رحيم) انتهى. وهذا القليل مما نقلته لكم لكي لا أطيل، ومن أراد المزيد عليه مراجعة كتاب وصي ورسول الإمام المهدي ع في التوراة والإنجيل والقرآن، وكتاب رسالة الهداية. * * * -المعزي هو الذي يفتح أبواب السماء والملكوت أخبر عيسى ع أنّ المعزي الآتي في القيامة الصغرى سوف تشهد له ملائكة السماء وملكوت الله على صدق دعوته، وسوف ينادي جبرائيل ع في السماء باسمه وصفته ونسبه، وجبرائيل ملك فصيحته في عالمه وهو عالم الملكوت يصيح بملك الرؤيا، وملك الرؤيا يصيح بملائكة الرؤيا التابعين له والذين يأتمرون بأمره ويرون الناس الرؤيات، وكذلك يصيح جبرائيل في السماء فيسمع الأرواح. وتجد ذلك واضحاً في كتب السماء، ففي القرآن الكريم أشار الله سبحانه إلى انفتاح صفحة السماء في آخر الزمان: قال تعالى: ﴿وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ﴾([87]). وقال تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً﴾([88]). وقال تعالى: ﴿وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ﴾([89]). وقال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ﴾([90]). وقال تعالى ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ﴾([91]). وآل محمد ص أشاروا إلى ذلك أيضاً: - عن أبي عبد الله ع أنه قال: (أما أنّ النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين. فقلت: فأين هو أصلحك الله؟ فقال: في (طسم* تلك آيات الكتاب المبين) قوله: ﴿إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾([92])، قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير) ([93]). - عن أبي جعفر الباقر ع: (قبل خروج القائم ع صوت من السماء وهو صوت جبرائيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه) ([94]). - عن أبي جعفر الباقر ع، قال: (ينادي منادٍ من السماء باسم القائم فيسمع من في المشرق والمغرب) ([95]). - عن الصادق ع، قال: (كأني بهم أسر ما يكونون وقد نودوا نداء يسمعه من بُعد كما يسمعها من قرب) ([96]). - عن الباقر ع، قال: (وينادي مناد من السماء في أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم) ([97]). - وفي كتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس الحسني ص27، قال: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني). - وفي الكتاب المقدس ورد في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي (4: 15): (فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين لأنّ الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة "أي جبرائيل"). - وفي إنجيل متي (الأصحاح 24): (فيرسل الله ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربعة الرياح). - وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: (ثم رأيت ملاكاً آخر طائراً في وسط السماء مع بشارة أبديه، يبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وكل قبيلة ولسان (أي لغة) وشعب قائلاً بصوت عظيم خافوا الله وأعطوه مجداً لأنه قد جاء ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه). ونجد الكتاب المقدس يشير إلى نفس المعنى الذي ورد عن أهل البيت ص، ومثال ذلك تجد الصوت هو لرئيس الملائكة وهو جبرائيل، والصوت للساكنين على الأرض لكل قبيلة وبكل لسان أي لغة كما ورد عن الإمام محمد الباقر ع إنّ النداء لكل قوم بلسانهم والذي يؤمن بهذا الصوت سينجو لأنها تكفيه. (وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ،) ([98]). فقد صوّر لنا الله في كتبه المقدسة وعلى لسان أوليائه أنّ النداء يتردد في آفاق السماء، لا هو من فوق الأرض ولا من تحتها ولا من الأمام ولا من الخلف، ولا هو من اليمين ولا من الشمال، ولا هو صوت إنسان، ولا صوت جان، يوقظ النائم فيصبح وكأنّ على رأسه الطير من عظم ما سمع ورأى أي الرؤيا والكشف، والرؤيا يفهمها العربي والغربي فيصدق عليها أنها بكل لسان. وما يحصل الآن هو وحي عظيم، فكثير من الناس من شتى البلدان والملل والمذاهب والديانات رأوا وسمعوا في الملكوت ما يشهد على صدق دعوة المعزي أحمد الحسن ع، فتجد بعض النصارى آمنوا بهذه الدعوة بعد أن رأوا عيسى ع أو مريم أو أحد الأنبياء والمرسلين ص في الملكوت، شهدوا لهم على صدق هذه الدعوة، ومن المسلمين كذلك مَن رأوا رسول الله محمد ص أو فاطمة الزهراء (عليها السلام) أو أحد الأئمة ص يشهدون لهم على صدق هذه الدعوة، فطوبى لمن أتى إلى عرس الخروف القائم المعزي أحمد الحسن ع، وطوبى لمن آمن به وتطهر من دنس الدنيا بملكوت الله؛ لأنه كعريس دعا مختاريه إلى المائدة التي نزلت من السماء وهو العلم. - (1 وجعل يسوع يكلمهم أيضاً بأمثال قائلاً. 2 يشبه ملكوت السموات إنساناً ملكاً صنع عرساً لابنه. 3 وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس فلم يريدوا أن يأتوا. 4 فأرسل أيضاً عبيداً آخرين قائلاً قولوا للمدعوين هو ذا غدائي أعددته. ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد. تعالوا إلى العرس. 5 ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد إلى حقله وآخر إلى تجارته. 6 والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم. 7 فلما سمع الملك غضب وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم. 8 ثم قال لعبيده أما العريس فمستعد وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. 9 فاذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس. 10 فخرج أولئك العبيد إلى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم أشراراً وصالحين. فامتلأ العرس من المتكئين. 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس. 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس. فسكت. 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. 14 لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون ...) ([99]). * * * -من هم أعداء المعزي في آخر الزمان كما كان خروج عيسى ع يكون خروج رسوله المعزي، فالحقيقة أنّ عيسى ع لم يخرج في قوم يعبدون الأصنام، بل خرج في قوم يعبدون علماء فاسدين يحرمون الحلال ويحللون الحرام بأهوائهم، فهم أربابٌ من دون الله، فانبرى عيسى يبكت علماء اليهود الفاسدين ساعة بالنصيحة وساعة بالحكمة والكلمة الطيبة وساعة ينهرهم ويزجرهم، فكان العدو الرئيسي لعيسى هم علماء اليهود غير العاملين. وفي هذا الزمان أيضاً كان العدو الرئيسي لرسول عيسى ع المعزي أحمد الحسن هم علماء السوء غير العاملين وأتباعهم العميان، قال عيسى ع: (هل يقدر اعمى أن يقود أعمى ؟ أما يسقط الاثنان في حفرة ) ([100]). فانبرى المعزي أحمد ع يصلح حال هؤلاء العلماء الفاسدين كما كان عيسى ع إلا أنهم عندما لم يجدوا رداً على كلامه وحكمته غير المطالبة بقتله وتسليمه إلى الرومان في هذا الزمان وهم الأمريكان، وعندما لم يقدروا على ذلك قتلوا أنصاره وهدموا دور عبادته، وهؤلاء هم فقهاء السوء في العراق رفضوا المعزي رسول الإمام المهدي ورسول عيسى ع؛ لأنهم يدعون أنهم آلهة من دون الله. (لا يخدعكم أحد بشكل من الأشكال فيوم الرب لا يجيء إلا بعد أن يسود الكفر ويظهر رجل المعصية ابن الهلاك والعدو الذي يرفع نفسه فوق كل ما يدعوه الناس إلهاً أو معبوداً فيجلس في هيكل الله ويحاول أن يثبت أنه إله) ([101]). (1 كما سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً * 2 وسيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق * 3 وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس * 4 ......... لأنه كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم) ([102]). (2 لتذكروا الأقوال التي قالها سابقاً الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلص * 3 عالمين هذا أولاً إنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم * 4 وقائلين أين هو موعد مجيئه) ([103]). وفي (الكافي: ج8 ص37): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ يُسَمَّوْنَ بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَ هِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَ إِلَيْهِمْ تَعُودُ). وجاء في (بيان الائمة ص: ج3 ص 99): (... إذا خرج الامام المهدي فليس له عدو مبين الا الفقهاء خاصة، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ....). وهؤلاء هم معلمو الشريعة الفاسدون الذي حذر الناس منهم رسول الله ص ويسوع ع قبل آلاف السنين الذين يصدون عن وصية رسول الله المقدسة. - (إياكم ومعلمي الشريعة يرغبون في المشي بالثياب الطويلة ويحبون التحيات في الساحات ومكان الصدارة في المجامع ومقاعد الشرف في الولائم يأكلون بيوت الأرامل وهم يظهرون أنهم يطيلون الصلاة هؤلاء ينالهم أشد العقاب) ([104]). وأشد أعداء المعزي في الشرق أيضاً هو السفياني (لعنه الله)، الذي سيجيش الجيوش لمحاربة المعزي رسول عيسى في العراق. - (11 ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب. 12 وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. 13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله ....) ([105]). وهذا الذي يركب الفرس في هذه الرؤيا هو المهدي الأول المعزي أحمد الحسن ع. (11 ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب * 12 وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو * 13 ....... ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء * 16 ....... ورأيت الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليصنعوا حرباً مع الجالس على الفرس ومع جنده * 20 فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضلّ الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت * 21 والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم) ([106]). (6 لذلك ها أيام تأتي يقول الرب ولا يدعى بعد هذا الموضع توفة ولا وادي ابن هنوم بل وادي القتل * 7 وانقض مشورة يهوذا وأورشليم في هذا الموضع واجعلهم يسقطون بالسيف أمام أعدائهم وبيد طالبي نفوسهم واجعل جثثهم أكلاً لطيور السماء ولوحوش الأرض) ([107]). والوحش هو الدجال الأكبر أمريكا، وملوك الأرض سيجتمعون لمقاتلة المعزي ع ولكنّ الله سيبيدهم إلى وقيد النار. وتجد ما يطابق المعنى في قول الإمام جعفر الصادق ع عندما يتكلم عن السفياني (لعنه الله) وجنده: (إنّ لله مأدبه في قرقيسيا، يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين) ([108]). -السر العظيم - قال الكتاب المقدس: (أكتب إليك هذه الرسالة راجياً أن أجي إليك بعد قليل فإذا أبطأت فعليك أن تعرف كيف تتصرف في بيت الله أي كنيسة الله الحي عمود الحق ودعامته ولا خلاف أن سر التقوى عظيم : الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح شاهدته الملائكة كان بشارة للأمم آمن به العلم ورفعه الله في المجد) ([109]). وسر التقوى عظيم الذي كان في قلب عيسى ع، والذي لم يكشف في حينه، وهذا السر هو: هل أنّ الذي كان على الصليب هو يسوع الناصري ع أم هو الرجل المختار الطاهر الذي نزل من السماء وتشبه بجسد يسوع ع وحمل الصليب ومرارة القتل ليكون كبش الفداء الذي أخذ إلى الصلب كخروف ساكت سيق إلى الصلب ؟ الحقيقة أنّ سر السر الذي أشارت له البشارات أنّ الذي حمل على الصليب هو غير عيسى ع، بل هو رجل آخر حمل الصليب وفدى يسوع ع بنفسه. نعم، كان هذا السر مغلقاً فلم يعرف أحد من هو الذي صلب. والأمر الآخر الذي لم يستطع أحد من ادراك هذا السر أنّ أصحاب عيسى الحواريين كانوا يعرفون أنّ عيسى ع سيبقى حيًا إلى حين القيامة الصغرى، فمن يا ترى هذا الذي صلب ؟ (فأجابه الجمع نحن سمعنا من الناموس أنّ المسيح يبقى إلى الأبد فكيف تقول أنت أنه ينبغي أن يرتفع ابن الإنسان من هو هذا) ([110]). فالمسيح يبقى للأبد وهو نفسه ابن الإنسان يسوع الناصري الذي رُفع ولم يصلب. - فقال يسوع: (ما كان هذا الصوت لأجلي بل لأجلكم اليوم دينونة هذا العالم واليوم يطرد سيد هذا العالم وأنا متى ارتفعت من هذه الأرض جذبت إليّ الناس أجمعين) ([111]). وهذا الارتفاع هو البقاء على قيد الحياة لحين ظهور المعزي في القيامة الصغرى ليهب للعالم كله الحياة الأبدية، وبيّن يسوع ع هذا الأمر في أول أقواله أنه لا يذوق الموت أو الصلب أبداً لحين ظهور ابن الإنسان. - (سيجيء ابن الإنسان في مجد أبيه مع ملائكته فيجازي كل واحد حسب أعماله الحق أقول لكم في الحاضرين هنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا مجيء ابن الإنسان في ملكوته)([112]). ورسول عيسى المعزي في هذا الزمان استحق أن يكون هو المعزي لكل الأنبياء؛ لأنه فدى عيسى بنفسه وحمل الصليب، وهو الخروف القائم الذي صلب من أجل يسوع ع فخلصها. وهذا السر الذي لم يعرفه حتى أقرب أصحاب عيسى ع، وهذه الحقيقة التي لم تكشف حتى أتى المعزي أحمد الحسن ع وبيّن السر وأظهر المستور وعرّف الناس بنفسه في القيامة الصغرى. (أيجيء أحد بسراج ليضعه تحت المكيال أو تحت السرير أما يضعه على مكان مرتفع ؟ فما من خفي إلا وسيظهر وما من مكتوم إلا سيعلن من كان له أذنان تسمعان فليسمع) ([113]). وهذا السر المكتوم قد كشفه المعزي رسول عيسى ع في هذا الزمان المهدي الأول أحمد الحسن ع. س/ إلى السيد أحمد الحسن ع .. ما هي قصة عيسى ع، وكيف شبه لهم بقوله تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً﴾([114]). ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين. عيسى ع في الليلة التي رفع فيها واعد حوارييه، فحضروا عنده، إلا يهوذا الذي دل علماء اليهود على عيسى ع، فقد ذهب إلى المرجع الأعلى لليهود وقايضه على تسليم عيسى ع لهم. وكان بعد منتصف الليل أن نام الحواريون، وبقي عيسى ع، فرفعه الله وأنزل (شبيهه الذي صلب وقتل)، فكان درعاً له وفداء، وهذا الشبيه هو من (الأوصياء من آل محمد ص)، صلب وقتل وتحمل العذاب لأجل قضية الإمام المهدي ع. وعيسى ع لم يُصلب ولم يُقتل، بل رُفع فنجاه الله من أيدي اليهود وعلمائهم الضالين المضلين (لعنهم الله)، قال تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾. وفي الرواية في تفسير علي بن إبراهيم، عن أبي جعفر ع، قال: (إنّ عيسى ع وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا عند المساء، و هم إثنا عشر رجلاً فأدخلهم بيتاً ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال: إنّ الله رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي ؟ قال شاب منهم: أنا يا روح الله، قال: فأنت هُوَ ذا .... ثم قال ع: إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى ع من ليلتهم ... وأخذوا الشاب الذي أُلقي عليه شبح عيسى ع فقتل وصلب) ([115]). جاءوا من الحواريين هم (أحد عشر)، فيهوذا لم يأتي، بل ذهب إلى علماء اليهود ليسلم عيسى ع، وهذا من المتواترات التي لا تنكر، فالثاني عشر الذي جاء أو قل الذي نزل من السماء هو الوصي من آل محمد ص، الذي صُلِبَ وقـُتِلَ، بعد أن شُبـِهَ بصورة عيسى ع. وكانت آخر كلمات هذا الوصي عند صلبه هي: (إيليا، إيليا، لما شبقتني)، وفي إنجيل متى: (... صرخ يسوع بصوت عظيم إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي، إلهي لماذا تركتني. فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا، قالوا: إنه ينادي إيليا ... وأما الباقون فقالوا أترك لنرى هل يأتي إيليا يخلصه. فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت ...) ([116]) انتهى. والحقيقة أنّ ترجمة الكلمات التي قالها هكذا: (يا علي، يا علي، لماذا أنزلتني)، والنصارى يترجمونها هكذا: (إلهي، إلهي، لماذا تركتني) كما تبيّن لك من النص السابق من الإنجيل. والإنزال أو الإلقاء في الأرض من السماء قريب من الترك. ولم يقل هذا الوصي هذه الكلمات جهلاً منه بسبب الإنزال، أو اعتراضاً على أمر الله سبحانه وتعالى، بل هي سؤال يستبطن جوابه، وجهه إلى الناس: أي افهموا واعرفوا لماذا نزلتُ، ولماذا صلبتُ، ولماذا قتلتُ، لكي لا تفشلوا في الامتحان مرة أخرى إذا أعيد نفس السؤال، فإذا رأيتم الرومان (أو أشباههم) يحتلون الأرض، وعلماء اليهود (أو أشباههم) يداهنونهم، فسأكون في تلك الأرض فهذه سنة الله التي تتكرر، فخذوا عبرتكم وانصروني إذا جئت ولا تشاركوا مرة أخرى في صلبي وقتلي. كان يريد أن يقول في جواب السؤال (البيَّن لكل عاقل نقي الفطرة): صُلبتُ وتحملتُ العذاب وإهانات علماء اليهود، وقُتلتُ لأجل القيامة الصغرى، قيامة الإمام المهدي ع ودولة الحق والعدل الإلهي على هذه الأرض. وهذا الوصي عندما سأله علماء اليهود والحاكم الروماني: هل أنت مَلِك اليهود ؟ كان يجيب: أنت قلت، أو هم يقولون، أو أنتم تقولون، ولم يقل نعم، جواب غريب على من يجهل الحقيقة، ولكنه الآن توضح. فلم يقل: نعم؛ لأنه ليس هو مَلِك اليهود، بل عيسى ع الذي رفعه الله، وهو الشبيه الذي نزل ليُصلب ويُقتل بدلاً عن عيسى ع. وهذا نص جوابه - بعد أن ألُقِيَ عليه القبض - من الإنجيل: (فأجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح. قال له يسوع: أنت قلت...) ([117]). (... فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً أ أنت مَلِك اليهود. فقال له يسوع: أنت تقول ...) ([118]). (... فسأله بيلاطس أنت ملك اليهود فأجاب وقال له أنت تقول ...) ([119]). (... فقال الجميع أ فأنت المسيح فقال لهم أنتم تقولون أني أنا هو ...) ([120]). (... 33 ثم دخل بيلاطس أيضاً إلى دار الولاية ودعا يسوع، وقال له أنت ملك اليهود. 34 أجابه يسوع أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني. 35 أجابه بيلاطس أ لعلي أنا يهودي. أُمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ. ماذا فعلت. 36 أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسَلَّم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا. 37 فقال له بيلاطس أ فأنت إذا مَلِك. أجاب يسوع أنت تقول إني ملك. لهذا قد ولدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق ...) ([121]). وفي هذا النص الأخير بيَّنَ الوصي أنه ليس من أهل الأرض في ذلك الزمان، بل نزل إليها لإنجاز مهمة وهي فداء عيسى ع، حيث ترى أنّ هذا الوصي يقول: (مملكتي ليست من هذا العالم)، (ولكن الآن ليست مملكتي من هنا)، (ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق). عن رسول الله ص، قال: (ينزل عيسى بن مريم ع عند انفجار الصبح مابين مهرودين وهما ثوبان أصفران من الزعفران، أبيض الجسم، أصهب الرأس، أفرق الشعر، كأن رأسه يقطر دهناً، بيده حربة، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويهلك الدجال، ويقبض أموال القائم، ويمشي خلفه أهل الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن ع) ([122]). وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع: (... ويعود دار الملك إلى الزوراء وتصير الأمور شورى من غلب على شيء فعله، فعند ذلك خروج السفياني، فيركب في الأرض تسعة أشهر يسومهم سوء العذاب، فويل لمصر وويل للزوراء وويل للكوفة والويل لواسط، كأني أنظر إلى واسط وما فيها مخبر يخبر وعند ذلك خروج السفياني، ويقل الطعام ويقحط الناس، ويقل المطر فلا أرض تنبت ولا سماء تنزل، ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد عيسى بن مريم ...) ([123]). وتوجد أحاديث كثيرة تدل على أنّ عيسى ع لم يُصلب ولم يُقتل، بل الذي صُلب وقُتل هو شبيه عيسى ع. عن أبي عبد الله ع، قال: (رفع عيسى بن مريم ع بمدرعة من صوف من غزل مريم (عليها السلام) ومن خياطة مريم، فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى بن مريم الق عنك زينة الدنيا) ([124]). وعن الرضا ع، قال: (ما شُبِهَ أمر أحد من أنبياء الله وحججه ص للناس إلا أمر عيسى بن مريم ع وحده؛ لأنه رُفع من الأرض حياً وقُبض روحه بين السماء والأرض، ثم رُفع إلى السماء ورد إليه روحه، وذلك قوله عز وجل: ﴿إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ﴾([125])) ([126]). وعن النبي ص، قال: (عيسى ع لم يمت وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة) ([127]). والتَفِتْ إلى أنّ عيسى نبي مرسل وقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يُعفى ويُصرف عنه الصلب والعذاب والقتل، والله سبحانه وتعالى لا يرد دعاء نبي مرسل، فالله استجاب له ورفعه وأُنزل الوصي الذي صُلب وقُتل بدلاً عنه، وفي الإنجيل عدة نصوص فيها دعاء عيسى ع بأن يُصرف عنه الصلب والقتل. وهي: (... ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ...) ([128]). (... ثم تقدم قليلاً وخرّ على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن * وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك فاجز عني هذه الكأس ...) ([129]). (... وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى * قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تُجز عني هذه الكأس ...) ([130]). وفي التوراة سفر إشعيا، وفي الإنجيل أعمال الرسل الإصحاح الثامن هذا النص: (... مثل شاة سيق إلى الذبح، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه ...). وكل الأنبياء والأوصياء المرسلين تكلموا، لم يذهب أحد منهم صامت إلى الذبح، بل هم أُرسلوا ليتكلموا ويُبكتوا ويعضوا الناس، وعيسى ع بالخصوص كم بَكَّتَ العلماء والناس، وكم وعظهم فلا يَصدِقُ عليه أنه ذهب إلى الذبح صامت. بل هذا الذي ذهب إلى الذبح صامت هو الوصي: (شبيه عيسى) الذي صُلب وقُتل دون أن يتكلم، أو يطلب من الله أن يُصرف عنه العذاب والصلب والقتل، ودون أن يتكلم مع الناس. بل إذا ألحوا عليه وسألوه بإلحاح من أنت، هل أنت المسيح، لم يكن يجيبهم إلا بكلمة أنت قلت. وهكذا ذهب إلى العذاب والصلب والقتل صامتاً راضياً بأمر الله، منفذاً لما أُنزل له، وهو أن يُصلب ويُقتل بدلاً من عيسى ع. ولأنه أصلاً لم يكن وقته قد حان ليُرسل ويُبلغ الناس ويتكلم معهم، ذهب هكذا: مثل شاة سيق إلى الذبح، مثل خروف صامت أمام الذي يجزره، هكذا لم يفتح فاه. ارجوا أن يستفيد كل مؤمن يريد معرفة الحقيقة من هذا الموقف، فهذا الإنسان نزل إلى الأرض، وصُلب وقُتل ولا أحد يعرفه، لم يطلب أن يُذكر أو أن يُعرف، نزل صامتاً، وصُلب صامتاً، وقُتل صامتاً، وصعد إلى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا) ([131]) انتهى كلام المعزي ع. اسمعوا فتحيا نفوسكم، ها هو المعزي أحمد الحسن ع قد أتى من جديد، وقديماً أسلمتموه إلى قيصر والرومان ليصلب، فهل يا ترى سيحمل صليبه من جديد، أم تقبلوه باسم يسوع المسيح ع؛ لأنه فدى حبيبكم عيسى روح الله ع بحياته، ليهب لكم الخلاص من الذنوب في هذه الحياة الدنيا. (اهتفي ورنمي يا جميع خرائب أورشليم لأن الرب عزى شعبه وافتدى أورشليم كشف عن ذراعه المقدسة على عيون الأمم جميعاً فرأت جميع أطراف الأرض خلاص إلهنا) ([132]). * * * -المسيح الدجال هو الدجال الأكبر - عن رسول الله ص، قال: (ما من نبي إلا وأنذر قومه الدجال الأعور الكذاب) ([133]). - وأخرج ابن ماجة في سننه الجزء الثاني في أبواب الفتن فتنة الدجال: عن أبي إمامة الباهلي، قال: (خطبنا رسول الله ص، فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال، وحذرناه، فكان من قوله: أنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال، وإنّ الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة). - وعنه صلوات الله عليه أيضاً، قال: (أيها الناس، ما بعث الله نبياً إلا وقد أنذر قومه الدجال، وأنّ الله قد أخره إلى يومكم هذا، فمهما تشابه عليكم في أمره فإنّ ربكم ليس بأعور) ([134]). - المسحاء الدجالون: (يا أبنائي الصغار جاءت الساعة الأخيرة سمعتم أنّ مسيحاً دجالاً سيجيء وهنا الآن كثيراً من المسحاء الدجالين ومن هذا نعرف أنّ الساعة الأخيرة جاءت خرجوا من بيننا وما كانوا منا فلوا كانوا منا لبقوا معنا ولكنهم خرجوا ليتضح أنهم ما كانوا كلهم منا)([135]). ومن علامات الساعة وظهور المعزي هو خروج المسيح الدجال، وهنا أشار الكتاب إلى أنّ المسيح الدجال يدعي أنه على دين عيسى ع، وهو كاذب مموه. - (ولولا أنّ الرب جعل تلك الأيام قصيرة لما نجى أحد من البشر ولكن من أجل خاصته الذي اختارهم قصر تلك الأيام فإذا قال لكم أحد هذا هو المسيح هنا أو هاهو هنا فلا تصدقوه فسيظهر مسحاء دجالون وأنبياء كذابون يعملون آيات ومعجزات ولو أمكناهم لضلوا الذين اختارهم الله فكونوا أنتم على حذر ها أنا أنبأتكم بكل شيء) ([136]). حذرنا الرب سبحانه في مواضع عدة من فتنة الدجال في آخر الزمان، وقد حذر منها كل نبي من قبل، فقد روي عن رسول الله محمد ص: (إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ... وإن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة)، وما كان رسول الله محمد ص ليحذرنا من شيء من دون تبيان لمواصفاته. وقد وردت لنا أوصاف عجيبة غريبة تحتار فيها العقول لدرجة أنّ بعضهم رد الأخبار التي نصّت عليه واعتبرها غير موثوق بها ومدخولة وفيها مبالغة، والبعض قال أنه قد يكون هو نفسه السفياني ... مع أنّ الدجال ورد ذكره في أحاديث الرسول الأكرم ص وأمير المؤمنين ع والباقر ع والصادق ع، وكذلك عند اليهود والنصارى في كتبهم: (تسالونيكي الثانية، وإنجيل يوحنا). وهذا التواتر نفسه يدل على تأكيد صحة خبر الدجال ولابد أنه ليس بالسفياني. * * * -معنى الدجل والدجال الدجل: (دَجَلَ الرَّجُلُ: كَذَبَ، مَوَّهَ، اِدَّعَى) .. والدجال مموه كذّاب يلبس الحق بالباطل والباطل بالحق، ويزيف الأمور، ويضخم ما يحب تضخيمه، ويسفه ما يحب تسفيهه، ويقلب الأمور حتى يضل الناس عن معرفة الحقيقة. أعتقد من هذا التعريف استطعنا أن نقرب لكم من واقع الناس شيئاً بسيطاً. - روي عن النبي ص أنه قال عن الدجال: (أيها الناس ما بعث الله عز وجل نبياً الا وقد أنذر قومه الدجال وان الله عز وجل قد أخره الى يومکم هذا فمهما تشابه عليکم من أمره فإن ربکم ليس بأعور، إنه يخرج على حمار عرض ما بين تشابه أذنيه ميل يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء، أکثر اتباعه اليهود والنساء والاعراب يدخل آفاق الارض کلها إلا مکة ولابتيها والمدينة ولابتيها) ([137]). وأجهزة الإعلام هي أحد أسلحة الدجال في هذا الزمان. (الإعلام والصحافة): وقد بلغ من كذب الصحافة والإعلام ودجلهم أنّ الناس لا يصدقونهم ويقولون (كلام جرايد)، ولكنها مع ذلك لها الدور الأكبر في تزييف الحقائق وبثّ الفتن والنعرات الطائفية والعرقية والسياسية، فالناس يصدقونهم من حيث لا يعلمون، وإذا كان الماركسيون يرون أنّ الدين هو أفيون الشعوب فأنتم ترون الان الاعلام التلفزيوني من افلام ومسلسلات متهتكة تجعل الحرام حلالا في نظر الشباب حتى ان مسلسل تركي اسمه الحب الممنوع يجعل من الزنى بالمحرمات امراً مشروع في نظر الناس اذاً الاعلام اليوم أفيون الشعوب وله الدور الأكبر في تخدير الناس وجعلهم يعيشون في عالم من الخيالات، إلى جانب بث سمومهم الفكرية من خلالها فيقلبون الأمور ويجعلون المنكر معروفاً والمعروف منكراً. - قال أمير المؤمنين علي ع في الدجال إن (أكثر أتباعه اليهود أصحاب الطيالسة الخضر، وأولاد الزنا، والنساء، والأعراب) ([138]). وأكثر قنوات الإعلام المرئية والمسموعة الفضائية والمحلية التي تبث روح الانحلال والفساد الأخلاقي نجد خلفها اليهود. وتجد ما يطابق المعنى في كل الأقوال، ولاحظ أنّ جميع الروايات سواء المنقولة من المسلمين أو غيرهم من الديانات الأخرى تصوّر أنّ الدجال أكثر أتباعه من اليهود. وهؤلاء اليهود هم مَن أدخل الفساد على الأديان السماوية، وشجع الكثير من النساء على التعري، والرجال على التخنث، وشرب الخمور، وأكل الحرام، وركوب العظائم من المحرمات، وشرب المخدرات، فهم من مهد إلى الدجال. (الدجال ينزل الغيث): وفي قناة Discovery تقريراً يتحدث عن الأمطار الصناعية التي تحدثها بلورات معينة ترش عن طريق الطائرات في السحب، فتنزل الأمطار seedin(?)، ويتحدث عن مخاوف العلماء من هذه الأمطار الصناعية وأثرها على البيئة على المدى البعيد. - عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته، وإنه قال لي: ما يضرك منه ؟ قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: بل هو أهون على الله من ذلك ([139]). وجبل الخبز ونهر الماء هو الاقتصاد الأمريكي الضخم الذي يسيطر على قوت الشعوب، فلا يوجد بلد على الأرض الآن إسلامي أو غير إسلامي إلا وهو يتعامل بالدولار الأمريكي ويربط عملته فيه، ولا توجد قرية عامرة في الأرض إلا ورؤوس الأموال الأمريكية تتحكم فيها وتستعبد رجالها ونساءها لذلك الأمر. - أخرج الصدوق من خبر الدجال أنه: (ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والانس والشياطين. يقول:"إليًّ أوليائي، أنا الذي خلق فسوى وقدّر فهدى، أناربكم الأعلى) ([140]). ص - (الدجال بين يديه جبل من دخان)، - (ويَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ) ([141]). الدجال أول ما يرده سنام، وهو جبل مشرف على البصرة. A ع.S. military convoy enters Iraq from Kعwait at Safwan border crossin(?) Friday Dec. 10, 2004. (AP Photo/Nabil Al-Jعrani) دخول القوات الأمريكية العراق 10 ديسمبر 2004 من الكويت من صفوان، من سنام جبل مشرف على البصرة. (الدجال يعيث فساداً يميناً وشمالاً): وهل يخفى على أحد ما فعلته أمريكا من دمار في العراق وأفغانستان ولبنان والصومال، ومن قبل في فيتنام وبيرو وكوبا واليابان وغيرها، وهل يخفى على أحد أنه لا توجد حرب أو قلاقل في أي مكان في العالم إلا وأمريكا مشتركة فيها بصورة علنية أو بأخرى خفية، أو أنها هي من أعطت الضوء الأخضر لهذه الفوضى، أو كانت السبب في إثارة الفتن. (يعيث فساداً يميناً وشمالاً): هل هناك داع لأضع صور الدمار والجثث المقطعة من الأطفال والنساء والأبرياء ؟؟ هل هناك داع لأضع صور التعذيب في سجون أبو غريب وغوانتانامو ؟؟ هل هناك داع لأضع صور الخمور والمخدرات والأفلام الإباحية التي أدخلتها القوات الأمريكية للعراق أول ورودهم إليه ؟؟ وهل، وهل ؟؟ هذا وما خفي كان أعظم. فالرئيس الأمريكي بوش من المسيحيين المتدينين - بحسب ما يفهم هو من التدين - وقد صرح في خطاباته بأنّ الحرب التي يخوضها ضد الإسلام حرب صليبية، بل صرح علناً أنّ ما دفعه لحرب العراق رؤيا رأى فيها الرب (السيد المسيح) يأمره باحتلال العراق، فهو المسيح الدجال كما وصف في الإنجيل يخرج من بيننا وهو ليس منا. - المسحاء الدجالون: (يا أبنائي الصغار جاءت الساعة الأخيرة سمعتم أنّ مسيحاً دجالاً سيجيء وهنا الآن كثيراً من المسحاء الدجالين ومن هذا نعرف أنّ الساعة الأخيرة جاءت خرجوا من بيننا وما كانوا منا فلوا كانوا منا لبقوا معنا ولكنهم خرجوا ليتضح أنهم ما كانوا كلهم منا)([142]). وأكثر من هذا كان يدعي في بعض ما صدر عنه أنه مأمور من قبل الرب بتأديب شعب الخطيئة في بابل ! والعبارة الأخيرة مقتبسة من الإنجيل، وهي واحدة من علامات ظهور المصلح المنتظر. وأما أنّ الدجال أعور فلأنه لا يرى إلا بعين المصلحة المادية، وإن ادعى ما ادعى، ومعلوم أنّ السياسة الأمريكية لا تحسب حساباً لأي شيء عدا مصالحها المادية. وأما جبل الخبز فهو تعبير رمزي عن القوة الاقتصادية، وحالة الرفاه المادي التي تستخف بها أتباعها، وجبل النار قوتها الحربية التي تخيف بها الحكومات التي نسيت أن لا قوة إلا بالله. إنه فتنة الدجال أو أحد أهم مصاديق هذه الفتنة - ولعل الصراع الطائفي مصداق مهم آخر من مصاديق فتنة الدجال (أمريكا) - هي الديمقراطية، أو حاكمية الناس (أو قل اختيار الناس للحاكم). فأمريكا ترى الديمقراطية الحلقة الأخيرة في سلسلة التطور السياسي البشري، ونهاية التأريخ فيما يتعلق بطبيعة أنظمة الحكم، والحق أنّ الديمقراطية لا تختلف كثيراً عن الديكتاتورية، بل إنهما من حيث الجوهر حقيقة واحدة، إذ النظامان كلاهما قائمان على فكرة استبعاد السماء من معادلة اختيار الحاكم، والنظامان كلاهما يقفان على الضد، أو حتى النقيض من مبدأ التنصيب الإلهي للحاكم. (وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ، وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلاً لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ) ([143]). فهو يجبر اليهود أن يقبلوه مسيحهم المنتظر، وهو دجال كافر بما جاء به عيسى ع؛ لأنه من العلمانيين الذين يستبعدون السماء عن اختيار الحاكم. وهذا الدجال هو من قاد أمريكا الوحش الحديدي الذي أكل وداس كل الممالك على هذه الأرض. - (بعد هذا كنت أرى في رؤى الليل وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد جداً وله أسنان من حديد كبيرة. أكل وسحق وداس الباقي برجليه. وكان مخالف لكل الحيوانات الذين قبله. وله عشرة قرون * كنت متأملاً بالقرون وإذا بقرن آخر صغير طلع بينها وقلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم * كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة * نهر نار جرى وخرج من قدامه. ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه. فجلس الدين وفتحت الأسفار) ([144]). وهذا الوحش سوف تكون نهايته على يد المعزي رسول عيسى ع إلى وقيد النار. - (أنت أيها الملك كنت تنتظر وإذا بتمثال عظيم ...... كنت تنظر إلى أنه قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه التي من حديد وخزف فسحقهما فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان أما الحجر الذي ضرب التمثال صار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها .....) ([145]). فهذا الحجر الذي يقضي على مملكة الطاغوت والدجال في هذه الأرض هو المعزي رسول من الإمام المهدي ع ومن عيسى وإيليا والخضر ص. -كلمة أخيرة قال عيسى ع: (الذي من الله يسمع كلام الله لذلك أنتم لستم تسمعون لأنكم لستم من الله فأجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسناً أنك سامري وبك شيطان.أجاب يسوع، أنا ليس بي شيطان ولكني أكرم أبي وأنتم تهينونني لست أطلب مجدي يوجد من يطلب ويدين، الحق الحق أقول لكم إن أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد) ([146]). فالذي من الله يسمع كلام الله، فالمعزي جاء لا ليخدمه الناس بل جاء ليخدم الناس، من كان له أذنان فليسمع، ها هو المعزي جاءكم باسم الإمام المهدي وعيسى وإيليا ص، فمن يقبله يقبل هؤلاء ومن لم يقبله فهو ليس من الله بل ابن الشيطان. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. خادمكم ماجد الزيدي الذي يسألكم الدعاءFooters
[1] - الأعلى: 9 – 19.
[2] - الأنبياء: 1.
[3] - اخبار اليوم الأول: أصحاح 29.
[4] - العهد القديم: التثنية 32.
[5] - متى: الأصحاح 5.
[6] - الشورى: 13.
[7] - سفر إشعيا: 11.
[8] - الاسراء: 15.
[9] - الدخان: 10 – 16.
[10] - تفسير القمي: ج1 ص202.
[11] - غيبة النعماني: ص187.
[12] - غيبة النعماني: ص264.
[13] - إشعيا: الأصحاح 14.
[14] - يوحنا: الأصحاح 18.
[15] - اذاعت الخبر مواقع عالميه كرويترز الاخبارية وفرانس بريس ومونت كارلو وهذا قولهم مع رابط موقعهم ((وكان زلزال قوته 9.15 درجة ومركزه على بعد حوالي 600 كيلومتر شمال غربي بادانج قد تسبب في أمواج مد عاتية (تسونامي) في 2004 أسفرت عن سقوط 232 ألف قتيل في انحاء مختلفة من اندونيسيا وفي تايلاند وسريلانكا والهند ودول أخرى على المحيط الهندي. وكالة رويترز من موقع وكالة رويترتز ومونت كارلو:
http://www.france24.com/ar/20091001-indonesia-earthquake-thousands-feared-dead-sumatra-quake-rescue
[16] - هذا المصدر جريدة الصباح العراقية جريدة رسمية وهذا موقعها:
http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=23209
[17] - أرميا: الأصحاح 25.
[18] - متى: الأصحاح 24.
[19] - لوقا: 21.
[20] - متى: الأصحاح 24.
[21] - هذا الخبر من موقع وكالة ناسا الفضائية وهذا يوتوب الخبر http://www.youtube.com/watch?v=imaoaVWr8ZY&feature=related
[22] - وهذا رابط الخبر http://science.nasa.gov/science-news/science-at-nasa/2009/04feb_greencomet/
[23] - لوقا: الأصحاح 21.
[24] - لوقا: الإصحاح 21.
[25] - لوقا: الإصحاح 21.
[26] - الاسراء: 15.
[27] - معجم رجال الحديث: ج2 ص355 و359.
[28] - الانعام: 65.
[29] - تفسير القمي: ج1 ص202.
[30] - معجم أحاديث الإمام المهدي ( - الشيخ علي الكوراني: ج1 ص78.
[31] - بحار الأنوار: ج52 ص208.
[32] - منتخب الأثر: ص433.
[33] - يوم الخلاص: ص421.
[34] - بشارة الإسلام: ص143.
[35] - بحار الأنوار: ج55 ص231.
[36] - بحار الأنوار: ج51 ص74.
[37] - غيبة النعماني: ص286.
[38] - غيبة النعماني: ص280.
[39] - فصلت: 53.
[40] - سفر اعمال الرسل 10: 38.
[41] - صاموئيل الثاني الأصحاح 19.
[42] - صاموئيل الأول أصحاح 24.
[43] - صاموئيل الأول 24.
[44] - يوحنا: الأصحاح 7.
[45] - يوحنا: الأصحاح 7.
[46] - يوحنا: الأصحاح 16.
[47] - البقرة: 125.
[48] - رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 1.
[49] - إشعيا: الأصحاح 61.
[50] - متي: الأصحاح 24.
[51] - إشعيا: الأصحاح 14.
[52] - متى: الأصحاح 24.
[53] - إشعيا: 18.
[54] - سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 10: 7.
[55] - سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 11: 15.
[56] - رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 16.
[57] - سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 1.
[58] - سفر أرميا 46: 10.
[59] - سفر زكريا 9: 14.
[60] - إشعيا: الأصحاح 55.
[61] - غيبة الطوسي: ص107 – 108.
[62] - يوحنا اللاهوتي: 4.
[63] - يوحنا اللاهوتي: 5.
[64] - مزمور 45: فقره 17.
[65] - متى: الإصحاح 21.
[66] - متي: الإصحاح 24.
[67] - إشعيا: الأصحاح 42.
[68] - إنجيل يوحنا: الأصحاح 14.
[69] - الصف: 6.
[70] - التوراة الأصحاح 11.
[71] - رسالة رومه 15 فقرة 12.
[72] - أرميا: 4.
[73] - يوحنا: الإصحاح 5.
[74] - رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى: الإصحاح 3.
[75] - رسالة بولس الرسول إلى أهل روميه: الإصحاح 8.
[76] - يوحنا اللاهوتي: 12.
[77] - دانيال: الأصحاح 7.
[78] - دانيال: الأصحاح 7.
[79] - مزمور: 45.
[80] - الحكمة السماوية يعقوب: الأصحاح 3.
[81] - إنجيل يوحنا: الأصحاح 16.
[82] - متى: الأصحاح 24.
[83] - بحار الأنوار: ج52 ص ٣٣٦.
[84] - www.almahdyoon.org .. الموقع الرسمي لانصار الامام المهدي ( -ـ كل ما تحتاجه عن دعوة الامام أحمد الحسن (.
[85] - متى: الاصحاح الثالث (13 – 16).
[86] - إنجيل يوحنا: الإصحاح 8.
[87] - المرسلات: 9.
[88] - النبأ: 19.
[89] - التكوير: 11.
[90] - الانفطار: 1.
[91] - الانشقاق: 1.
[92] - الشعراء: 4.
[93] - غيبة النعماني: ص271.
[94] - غيبة النعماني: ص263.
[95] - غيبة النعماني: ص262.
[96] - غيبة النعماني: ص74.
[97] - يوم الخلاص: ص463.
[98] - رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 19.
[99] -أنجيل متى: 21.
[100] - إنجيل لوقا 6: 39.
[101] - رسالة تسالونيكي الثانية: الإصحاح 2.
[102] - رسالة بطرس الثانية: الإصحاح 2.
[103] - رسالة بطرس الثانية: الإصحاح 3.
[104] - لوقا: الإصحاح 20.
[105] - رؤيا يوحنا: 19.
[106] - رؤيا يوحنا اللاهوتي: الإصحاح 19.
[107] - أرميا: أصحاح 19.
[108] - غيبة النعماني: ص148.
[109] - تيموثاوس الأولى: الإصحاح 3.
[110] - يوحنا: الإصحاح 12.
[111] - يوحنا: الإصحاح 12.
[112] - متى الأصحاح 16 – 17.
[113] - مرقس الأصحاح الرابع.
[114] - النساء: 157.
[115] - تفسير القمي: ج1 ص103، بحار الأنوار: ج14 ص336 – 337، قصص الأنبياء للجزائري: ص473.
[116] - إنجيل متى: أصحاح 27.
[117] - إنجيل متى: إصحاح26.
[118] - إنجيل متى: إصحاح 27.
[119] - إنجيل مرقس: إصحاح 15.
[120] - إنجيل لوقا: إصحاح 22.
[121] - إنجيل يوحنا: إصحاح 18.
[122] - غاية المرام - السيد هاشم البحراني: ج7 ص92.
[123] - الملاحم والفتن - السيد بن طاووس الحسني: ص134.
[124] - بحار الأنوار: ج14 ص338.
[125] - آل عمران: 55.
[126] - قصص الأنبياء - للجزائري: ص474، نقلاً عن عيون الأخبار.
[127] - بحار الأنوار: ج14 ص344.
[128] - متى: 26.
[129] - مرقس: 14.
[130] - لوقا: 22.
[131] - المتشابهات - السيد أحمد الحسن (: ج4 سؤال 179.
[132] - إشعيا: الإصحاح 52.
[133] - منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر: ص661.
[134] - بشارة الإسلام: ص15.
[135] - يوحنا الأولى: الأصحاح ا2.
[136] - مرقس: الأصحاح 13.
[137] - کمال الدين وتمام النعمة: ص489.
[138] - کمال الدين وتمام النعمة: ص526.
[139] - البخاري - كتاب الفتن: 13/ 89.
[140] - كمال الدين وتمام النعمة - المخطوط: ج2 ص526.
[141] - سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 13
[142] - يوحنا الأولى: الأصحاح 2.
[143] - سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: 13.
[144] - دانيال: الإصحاح 7.
[145] - سفر دانيال: الإصحاح 2.
[146] - إنجيل يوحنا: الإصحاح 8.