Subjects

-المقدمة

-الحديث الأول:

-الحديث الثاني:

-الحديث الثالث:

-الحديث الرابع:

-الحديث الخامس:

-الحديث السادس:

-الحديث السابع:

-الحديث الثامن:

-الحديث التاسع:

-الحديث العاشر:

-الحديث الحادي عشر:

-الحديث الثاني عشر:

-الحديث الثالث عشر:

-الحديث الرابع عشر:

-الحديث الخامس عشر:

-الحديث السادس عشر:

-الحديث السابع عشر:

-الحديث الثامن عشر:

-الحديث التاسع عشر:

-الحديث العشرون:

-الحديث الحادي والعشرون:

-الحديث الثاني والعشرون:

-الحديث الثالث والعشرون:

-الحديث الرابع والعشرون:

-الحديث الخامس والعشرون:

-الحديث السادس والعشرون:

-الحديث السابع والعشرون:

-الحديث الثامن والعشرون:

-الحديث التاسع والعشرون:

-الحديث الثلاثون:

-الحديث الحادي والثلاثون:

-الحديث الثاني والثلاثون:

-الحديث الثالث والثلاثون:

-الحديث الرابع والثلاثون:

-الحديث الخامس والثلاثون:

-الحديث السادس والثلاثون:

-الحديث السابع والثلاثون:

-الحديث الثامن والثلاثون:

-الحديث التاسع والثلاثون:

-الحديث الأربعون:


Text

إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (124) الأربعــون حـديـثاً في المهديين وذرية القائم ع تأليف الشيخ ناظم العقيلي الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -المقدمة الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. عن رسول الله ص: (من حفظ من أمتي أربعين حديثاً مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً) ([1]). وعن أبي عبد الله ع قال: (من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً) ([2]). وعن ابن عباس، عن النبي ص، قال: (من حفظ من أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة) ([3]). وعن الحسين بن علي ص، قال: (إن رسول الله ص أوصى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وكان فيما أوصى به أن قال له: يا علي، من حفظ من أمتي أربعين حديثاً يطلب بذلك وجه الله ( والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ...) ([4]). امتثالاً لما تحث عليه هذه الأحاديث الشريفة، وطلباً لرضا الله تعالى، في جمع وحفظ أحاديث العترة الطاهرة، وخصوصاً عدد (أربعين حديثاً)، لما لهذا العدد من سر عظيم، عزمت على كتابة أربعين حديثاً، وأملي في الله ( أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعلها ذخراً لكاتبها الحقير في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وقد اخترت موضوع (المهديين وذرية الإمام المهدي ع)، لما لهذا الموضوع من أهمية عظيمة، لتعلقه بموضوع الإمامة والخلافة الإلهية على الأرض، هذه الخلافة والإمامة التي يترتب عليها رضا الله تعالى وسخطه، والجنة والنار، فقد قال الصادق ع: (المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا) ([5]). ويزداد بيان هذا الموضوع أهمية وعظمة، عندما نسمع كثيراً من فقهاء آخر الزمان، وكثيراً من أتباعهم ومن ينسج على منوالهم، عندما نسمعهم يبالغون في إنكار الإمامة بعد الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، أو حصر الإمامة في الاثني عشر إماماً فقط، متجاهلين ومتغافلين عن النصوص الشرعية المتواترة معنىً في إثبات وجود أئمة وحجج أوصياء بعد وفاة الإمام محمد بن الحسن العسكري (روحي له الفداء)، وكأنهم لم يسمعوا الأحاديث التي تشدد النكير على من ينكر إمامة إمام منصب من الله تعالى، أذكر أحدها الآن: الشيخ الكليني بسنده عن الإمام الصادق ع، أنه قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً) ([6]). فعلى الأقل ينبغي لهؤلاء أن يسلكوا طريق الورع والاحتياط، وأن لا ينكروا إمامة المهديين، وإن لم يعتقدوا بهم على نحو الجزم، كما فعل بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين، فعدم الاعتقاد لا يعني الإنكار ضرورة، فقد يكون الإنسان غير معتقد بشيء ولكنه غير منكر له، بل يَحتمل وقوعه ووجوده ويُجوِّزه، أو يُرجِع علمه إلى الله تعالى. فتجدهم يحتاطون في دفع الضرر المحتمل في ما يرجع إلى دنياهم، ويتهورون في ما يرجع إلى آخرتهم وعاقبتهم، وهذا يرجع إلى قلة نسبة الورع ومخافة الله في نفوسهم، كالواقفة الذين باعوا آخرتهم بثمن بخس من حطام الدنيا، والآن هؤلاء الفقهاء وأتباعهم يريدون إعادة الواقفة في آخر الزمان، بإنكار إمامة عترة صاحب العصر والزمان ع وأوصيائه، وإضلال الناس والضحك على ذقونهم، من أجل الجاه والمنصب والأتباع والأموال. فلا يوجد دليل شرعي يحصر الإمامة في اثني عشر إماماً، بل الأدلة الشرعية متواترة على استمرار الإمامة بعد الإمام المهدي ع في ذريته المهديين الاثني عشر، نعم توجد روايات كثيرة تنص على أن الإمام المهدي خاتم الأئمة أو الأوصياء، ولكنها لا تعني أنه خاتم مطلق الإمامة، بل خاتم الإمامة في مقام خاص وهو مقام إمامة الاثني عشر ص من علي بن أبي طالب، وانتهاء بمحمد بن الحسن العسكري ع، كما أن علي بن أبي طالب ع قد وصف بأنه خاتم الوصيين، مع أننا على يقين بأن ذريته الحجج كلهم أوصياء، ومنه نعرف أنه خاتم الأوصياء في مقام خاص أو بلحاظ معين لا مطلقاً. ثم إن النصوص المصرِّحة بإمامة ذرية الإمام المهدي ع حاكمة لا محكومة، أي إنها مفسرة وموضِّحة لبقية الروايات التي ربما يتوهم منها حصر الإمامة بالاثني عشر ص؛ لأنها صريحة ونص في المطلوب وغير قابلة للتأويل المقبول، بينما ما يقابلها ليست نصاً في المطلوب، وعلى أقل تقدير قابلة للتأويل ولجمعها مع روايات المهديين. ولا يتوهم أحد بأني أريد أن أنفي مسألة إمامة اثني عشر إماماً أبداً، فهذا العدد مؤكد عليه في روايات متواترة، ونص عليه الرسول محمد ص حتى في وصيته عند الموت، وهو من المسلمات عند كل متبع لأهل البيت ص، ولكن الإشكال هو حصر الإمامة فقط في هؤلاء الإثني عشر ص، والقول بعدم وجود إمام بعد صاحب الزمان ع، فهذا القول يعتبر اجتهاداً بل عناداً في قبال النص الشرعي الصريح. ولذلك نجد كثيراً من العلماء قال بجواز أو ثبوت استمرار الإمامة بعد الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، ولو كانت مسألة حصر الإمامة بالأئمة الإثني عشر بديهية ومن ضروريات المذهب لما خالفها هكذا علماء. ومن القائلين بجواز أو ثبوت إمامة بعد صاحب الزمان ع: 1- الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة ص77، قال: (إن عدد الأئمة ص اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماماً اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر ع بعده). وكلام الشيخ الصدوق (رحمه الله) صريح في أنه لا يعتقد بانحصار الإمامة بالأئمة الإثني عشر ص، بدليل قوله: (ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة)، أي إن الأمر عند الشيخ الصدوق بعد صاحب الزمان ع مردد بين تنصيب إمام أو قيام القيامة، إذن هو يُجوِّز تعدي الإمامة عدد الإثني عشر، ولا قطع عنده على انحصار الإمامة بالإثني عشر ص، وإذا لم يوجد قطع فلا توجد عقيدة بهذا الانحصار بالذات. 2- الشيخ المفيد في الإرشاد ج2 ص387، قال: (وليس بعد دولة القائم ع لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك، ولم ترد به على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي هذه الأمة ع إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء، والله أعلم بما يكون، وهو ولي التوفيق للصواب، وإياه نسأل العصمة من الضلال، ونستهدي به إلى سبيل الرشاد...). ولا يخفى أن الشيخ المفيد رحمه الله في كلامه هذا يبين أنه لا يقطع بأن الإمامة ستنتهي بموت صاحب الزمان ع بل يمكن أن يقوم بالأمر ولده من بعده كما جاءت به الرواية، وكذلك لا يجزم بذلك، إذن فلا توجد عقيدة عند الشيخ المفيد بانحصار الإمامة بالإثني عشر ص، لعدم وجود الجزم والقطع بذلك، والأمر مردد عنده بين أمرين؛ قيام ولد الإمام المهدي ع بعده، أو قيام القيامة بعد مضي صاحب الزمان ع بأربعين يوماً. ثم إن قول الرسول ص: (... ولا يكون انتهاء دولته إلا قبل القيامة بأربعين يوماً) ([7])، لا يعارض حكم المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، لأن الرواية قالت (انتهاء دولته)، ولم تقل انتهاء عمره أو حياته، ودولة الإمام المهدي ع غير مقتصرة على حياته ع، بل تستمر بقيادة ولده المهديين دهراً طويلاً، فحكم المهديين هو حكم أبيهم الإمام المهدي ع، كما أن حكم الأئمة الاثني عشر هو حكم رسول الله ص، فهم جميعاً يصدرون عن مشكاة واحدة، فالمراد هو أن لا تكون دولة لغير آل محمد ع بعد قيام الإمام المهدي ع والى يوم القيامة، ولا يخفى أن المهديين هم من آل محمد ع، وهم عترة القائم ع، ويدل على ذلك الحديث الآتي: عن رسول الله ص: (... فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا. دولتنا آخر الدول، يكون مكان كل يوم يومين ومكان كل سنة سنتين. ومنا من ولدي من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) ([8]). فقوله ص: (فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا دولتنا آخر الدول)، يعني أن جميع الدول التي قبل قيام القائم ع ستزول وتنتهي، ثم لا يكون بعد دولة القائم دولة لغير أهل البيت ع، بل دولة أهل البيت ع التي يؤسسها القائم ع، هي آخر الدول، وتبقى الى قيام القيامة. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: (دولتنا آخر الدول، ولن يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل: (والعاقبة للمتقين) ) ([9]). 3- الشيخ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى ج2 ص295، قال: (وجاءت الرواية الصحيحة: بأنه ليس بعد دولة القائم ع دولة لأحد، إلا ما روي من قيام ولده إن شاء الله تعالى ذلك، ولم ترد به الرواية على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنه لن يمضى ع من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً، يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة، والله أعلم). وهو قريب من كلام الشيخ المفيد، وهو واضح في تردد الشيخ الطبرسي وعدم جزمه بانتهاء الإمامة عند موت صاحب العصر والزمان ع. 4- ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة ج3 ص266، قال: (وليس بعد دولة القائم ع لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والبتات وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي الأئمة ع إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج والمرج وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم بما يكون وهو ولي التوفيق للصواب وإياه نسأل العصمة من الضلال ونستهدي به إلى سبيل الرشاد). وهو نفس كلام الشيخ المفيد تقريباً، ويجري عليه ما قلته هناك. 5- الشريف المرتضى في رسائله ج3 ص145 – 146، قال: (إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن (عليهما السلام) زوال التكليف، بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً، ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة. ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة؛ لأن الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الإثني عشر، ونبينه بياناً شافياً، إذ هو موضع الخلاف والحاجة. ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالاثني عشرية؛ لأن هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة اثني عشر إماماً. وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب، فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا). وكلام الشريف المرتضي غني عن البيان، في كونه لا يقطع ولا يعتقد بانتهاء الإمامة بموت صاحب الزمان ع، بل ميله إلى ترجيح كون أئمة بعده واضح من كلامه (رحمه الله). 6- الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدرك سفينة البحار ج10 ص516 – 517، قال: (... إكمال الدين: عن أبي بصير، قال: "قلت للصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه: يا بن رسول الله، سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثني عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثني عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا". أقول: هذا مبين للمراد من رواية أبي حمزة ورواية منتخب البصائر ولا إشكال فيه وغيرهما مما دل على أن بعد الإمام القائم ع اثني عشر مهدياً، وأنهم المهديون من أوصياء القائم والقوام بأمره كي لا يخلو الزمان من الحجة). والشيخ النمازي هنا ليس فقط يُجوِّز تعدي الإمامة عدد الاثني عشر، بل يقول إن هذا لا إشكال فيه، كي لا يخلو الزمان من حجة. 7- الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص73، قال بعد أن ساق اثني عشر دليلاً على ذرية الإمام المهدي ع: (... ولم يصل خبر يعارض هذه الأخبار إلّا حديث رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شاذان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز، قال: "دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ع، فقال له: أنت إمام ؟ قال: نعم. فقال له: إني سمعت جدّك جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب. فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟! ليس هكذا قال جعفر ع، إنما قال جعفرع: لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه لا عقب له. فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدّك يقول". ... وقد نقل هذا الخبر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة إن مقصود الإمام ع من أنه لا ولد له، أي أن لا يكون له ولد يكون إماماً يعني أنّه ع خاتم الأوصياء وليس له ولد إمام. أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد. فلا يعارض الأخبار المذكورة والله العالم). وأقل ما يقال في كلام الميرزا النوري، إنه يقول بجواز تعدي الإمامة عدد الاثني عشر، بل من اطلع على كل كلامه في النجم الثاقب، يجزم بأن الميرزا النوري يعتقد بإمامة المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، وإنما التجأ هنا إلى الترديد؛ لأنه في مقام الرد على الاستدلال بهذا الحديث على أن الإمام المهدي ع لا ذرية له، ومع ذلك قال: (... أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد)، أي إن الإمام الحسين ع يرجع على أحد المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، وهذا المهدي ليس له ولد. 8- السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) فقد نُقل عنه في كتاب (المجتمع الفرعوني) والذي هو عبارة عن تقرير محاضرات ألقاها الشهيد الصدر، قال: (... فالمهدي ع سوف يدمر كل أسباب الفساد والانحراف وعلى رأسها الظلم الفرعوني والجور ويؤسس مجتمع القسط والعدل ويرسم له مناهجه في جميع مجالات الحياة الإنسانية، ثم يأتي بعده أثني عشر خليفة يسيرون في الناس وفق تلك المناهج التي وضعت تحت إشراف الحجة المهدي ع، وخلال فترة ولاية الاثني عشر خليفة يكون المجتمع في سير حثيث نحو التكامل والرقي ويكون الإنسان بمستوى من العلم والأخلاق ما لا يحتاج إلى رقيب غير الله تعالى، وعند ذلك يتحقق البلاغ بوراثة الصالحين الأرض. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾) ([10]). 9- الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في تاريخ ما بعد الظهور ص779 ج3 من موسوعة الإمام المهدي ع قال: (وأما قوله - يقصد الطبرسي -: وأكثر الروايات أنه لن يمضي من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً ... فهذه الروايات سنسمعها، ومؤداها أن الحجة سيرفع - أي يموت - قبل القيامة بأربعين يوماً. وسنرى أنه ليس المراد بالحجة شخص الإمام المهدي بل شخص آخر، قد يوجد بعد زمان المهدي ع بدهر طويل. ... وأما من زاوية كفاية روايات الأولياء للإثبات التاريخي، فهو واضح طبقاً لمنهجنا في هذا التاريخ؛ لأنها متكثرة ومتعاضدة وذات مدلول متشابه إلى حد بعيد. ... ونحن حين نجد أن أخبار الرجعة غير قابلة للإثبات، كما عرفنا، ونجد أن أخبار الأولياء قابلة للإثبات، كما سمعنا، لا محيص لنا من الأخذ بمدلول أخبار الأولياء بطبيعة الحال). 10- الشيخ علي الكوراني في المعجم الموضوعي، فصل (يماني كعب يكون بعد المهدي ع ويبيد قريش)، قال: (أما أحاديث مصادرنا فتدل على أن الدولة الإلهية الموعودة تمتد قروناً على يد المهدي ع ثم على يد المهديين من أبنائه، وأن لله تعالى برنامج في تطوير الحياة على الأرض، ورجعة النبي ص والأئمة ص إلى الحياة الدنيا في زيارة أو يحكمون مدداً طويلة. وأن نزول عيسى يكون في زمن المهدي ع ويبقى مدة غير طويلة ويتوفى، وأن الدجال يخرج في زمن المهدي ع فيعالج ضلالته ويقتله) ([11]). إذن فالترويج إلى أن عقيدة اتباع أهل البيت ص مستقرة على حصر الإمامة في اثني عشر إماماً، لا صحة لها، وهذه أقوال العلماء من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين شاهدة على ذلك، فضلاً عن النصوص الشرعية التي تنص وتشير إلى ذرية الإمام المهدي ع وإمامتهم وخلافتهم بعد أبيهم الحجة بن الحسن ع. وأنبه على أن هذه النصوص تفوق الأربعين حديثاً بكثير، ولكني اقتصرت على ما عنونتُ أربعين حديثاً تبركاً بهذا العدد الذي نصت عليه الروايات كما تقدم، وسأدرج تحت الأربعين حديثاً أحاديث أخرى تنص أو تشير إلى موضوع البحث، ومن الله العون والتوفيق. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. ناظم العقيلي ليلة الجمعة: 18/ جمادى الأولى/ 1432 هـ 22/ 4/ 2011 م -الحديث الأول: الشيخ الطوسي ([12]): أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنينع، قال: (قال رسول الله ص- في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ص. فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) ([13]). قد بسطت القول عن هذه الوصية المقدسة متناً وسنداً في كتاب (الوصية والوصي أحمد الحسن ع)، و(دفاعاً عن الوصية)، و(انتصاراً للوصية)، فمن شاء الإحاطة فعليه بتلك الكتب. وأكتفي هنا بقولي: إن هذا الحديث الشريف، صريح الدلالة بوجود اثني عشر مهدياً بعد خاتم الأئمة الاثني عشر؛ محمد بن الحسن العسكري ع، (يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً). وأيضاً الحديث صريح بوجود الذرية للإمام المهدي ع، وإن أول المهديين (أحمد) هو ابن الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، (ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين). ولا يخفى أن جميع المهديين الاثني عشر هم من ذرية الإمام المهدي ع وليس أولهم فقط، وسيأتي ذكر الروايات التي تدل على ذلك، مع أنه من الثوابت عند أهل البيت ص التي لا يناقش فيها، وذلك لأن الإمامة مستمرة في ذرية الإمام الحسين ع إلى يوم القيامة، لا تخرج إلى أخ أو عم أو خال، وقد وصلت الإمامة إلى إمام الزمان والحجة على الإنس والجان؛ محمد بن الحسن العسكري ع، والحديث السابق (الوصية) ينص على أن الإمامة من بعده إلى ابنه أحمد أول المهديين، فلابد أن يكون المهدي الثاني من ذرية أحمد المهدي، وهكذا أبداً. فقد أخرج الشيخ الكليني بسنده عن أبي عبد الله ع، أنه قال: (لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبداً، إنما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ﴾([14])، فلا تكون بعد علي بن الحسين ع إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب) ([15]). وأخرج أيضاً بسنده عن أبي عبد الله ع أنه قال: (لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب) ([16]). وقد يكون تكرار كلمة (الأعقاب) في الروايتين السابقتين إشارة إلى أعقاب الأئمة وأعقاب المهديين، (في الأعقاب وأعقاب الأعقاب)، أي في أعقاب الأئمة، وأعقاب المهديين الذين هم من أعقاب الأئمة ص. -الحديث الثاني: السيد بهاء الدين النجفي في كتابه منتخب الأنوار المضيئة ([17])، قال: ومما جاز لي روايته أيضاً عن أحمد بن محمد الأيادي ([18])، يرفعه إلى علي بن عقبة ([19])، عن أبيه ([20])، عن أبي عبد الله ع: (إن منا بعد القائم ع اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع) ([21]). وهذه الرواية نفس معنى رواية الوصية، من حيث إثبات اثنا عشر إماماً، واثنا عشر مهدياً؛ لأنها تنص على أن بعد القائم ع اثنا عشر مهدياً، أي بعد الأئمة الاثني عشر يكون اثني عشر مهدياً، وكونهم من ذرية الإمام الحسين ع تأكيداً للأصل الثابت وهو أن الإمامة في ذرية الحسين ع إلى يوم القيامة، وبما أن الإمامة وصلت إلى الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، إذن فهي تستمر في ذريته من بعده. ولعل التأكيد على أن المهديين من ذرية الحسين ع هو تعويض له مما جرى عليه من قتل وتمثيل وهتك حرماته ع في عاشوراء، وهذا ما ينص عليه الدعاء في الثالث من شعبان، يوم مولد الإمام الحسين ع: (... المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته...)، كما سيأتي ذكره. -الحديث الثالث: أخرج القاضي النعمان المغربي ([22])، عن علي بن الحسين ع، أنه قال: (يقوم القائم منا - يعني المهدي - ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً - يعني من الأئمة من ذريته -) ([23]). وأيضاً هذه الرواية تؤيد رواية الوصية المقدسة، وتشترك معها في النص على اثني عشر مهدياً بعد الإمام المهدي ع، وبالتالي ثبت اثنا عشر إماماً، واثنا عشر مهدياً. -الحديث الرابع: الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ([24])، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ([25])، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي ([26])، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي([27])، عن علي بن أبي حمزة ([28])، عن أبي بصير ([29])، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك ع أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) ([30]). وربما يظن من يجهل الحقيقة بأن الإمام الصادق ع هنا قد نفى الإمامة عن المهديين ص.. والحقيقة أنه إنما أكد على أن أبيه الإمام الباقر قال: (اثنا عشر مهدياً) ولم يقل اثنا عشر إماماً، ونفي أن الإمام الباقر ع قال: (اثنا عشر إماماً) لا يعني نفي الإمامة عن المهديين.. ولكلام الأئمة ص غايات وحكم نجهلها نحن .. وهم القائلون بأنهم يتكلمون على سبعين وجهاً، ولكل وجه لهم منه المخرج. فقد يكون الإمام الصادق ع تكلم تقية لحضور بعض من يُتقى من إشاعته وعدم كتمانه؛ لأن أمر المهديين ص قد تكتم عليه الأئمة ص ولم يبوحوا به إلا في مناسبات ولمن يأمنون جانبه .. وقد يكون نفي الإمامة عن المهديين إنما هو بمعناها الأكمل كما في الأئمة الاثني عشر، حيث أن مقام إمامة الأئمة الاثني عشر أعظم من مقام إمامة المهديين الاثني عشر، فأراد الإمام الصادق ع التحفظ على ذلك؛ لأنه لم يحن وقته، وربما العقول آنذاك غير مؤهلة لحمله واستيعابه. والنص على إمامة المهديين قد تكفله الأئمة ص في أخبارهم وأدعيتهم - كما سيأتي - فحتى لو تنزلنا وقلنا بأن الرواية أعلاه، متشابهة وقد توحي إلى نفي الإمامة عن المهديين، ولكنها تبقى مفتقرة إلى النص على ذلك؛ أي لا نص فيها على نفي الإمامة صراحة، وبذلك تكون الأخبار التي تنص على إمامة المهديين ص حاكمة عليها ومفسِّرة لها، فلا مندوحة عن الأخذ بالأخبار التي تنص على إمامة المهديين ص. وقد روي عن الرضا ع، أنه قال: (من رد متشابه القرآن إلى محكمة هدى إلى صراط مستقيم، ثم قال: إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا) ([31]). ومما تقدم يتضح لنا معنى الروايات التي تنص على أن الإمام المهدي ع خاتم أو آخر الأئمة أو الخلفاء أو الأوصياء، بمعنى أنه ع خاتم مقام الإمامة والخلافة والوصاية الخاص بالأئمة الاثني عشر، ولا يعني أن لا إمامة ولا خلافة ولا وصاية بعده ع. فأمير المؤمنين ع وصف بأنه خاتم الوصيين، في عدة روايات: عن علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب ع، قال: (قال رسول ص: يا علي، ما سألت ربي شيئاً إلا سألت لك مثله غير إنه قال لا نبوة بعدك، أنت خاتم النبيين وعلي خاتم الوصيين) ([32]). وعن رسول الله ص: (أنا خاتم النبيين، وعلي خاتم الوصيين) ([33]). وعن أبي الطفيل، قال: خطب الحسن بن علي (عليهما السلام) بعد وفاة علي ع وذكر أمير المؤمنين ع فقال: (خاتم الوصيين، وصي خاتم الأنبياء، وأمير الصديقين والشهداء والصالحين) ([34]). وعن حكيم بن جبير، قال: خطب علي ع فقال في أثناء خطبته: (أنا عبد الله، وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلا كذاب، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيدة نساء هذه الأمة، وأنا خاتم الوصيين) ([35]). وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله ص: (أنا خاتم النبيين، وأنت يا علي خاتم الوصيين إلى يوم الدين) ([36]). وروي في مخاطبة أصحاب الكهف لأمير المؤمنين ع: (... قالوا: يا خليفة رسول الله ... إننا فتية آمنا بربنا وزادهم الله هدى، وليس معنا إذن أن نرد السلام، إلا على نبي أو وصي نبي، وأنت وصي خاتم النبيين، وأنت خاتم الأوصياء ...) ([37]). فهل يمكن لأحد أن يزعم أن هذه الروايات تدل على أنه لا وصي بعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ؟! فإن قيل: إن معنى ختم أمير المؤمنين ع للأوصياء، بمعنى خاتم أوصياء الأنبياء. أقول: هذا خلاف الوجدان، والثابت المتسالم عليه عند أتباع أهل البيت ص من أن جميع الأئمة الاثني عشر هم أوصياء خاتم الأنبياء ص، والروايات متواترة بذلك، انتخب منها الروايتين الآتيتين: الشيخ الكليني: محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن صباح الأزرق، عن أبي بصير، قال: (قلت لأبي جعفر ع: إن رجلاً من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام، فغضب أبو جعفر ع، ثم قال: أفلا قلت له ؟ قال: قلت: لا والله ما دريت ما أقول، قال: أفلا قلت له: إن رسول الله ص أوصى إلى علي والحسن والحسين فلما مضى علي ع أوصى إلى الحسن والحسين ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك، وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال: أنا وصي مثلك من رسول الله ص ومن أبي ولم يكن ليفعل ذلك، قال الله (: ﴿وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾([38]) هي فينا وفي أبنائنا) ([39]). فهذه الرواية تنص على أن الحسنين (عليهما السلام) أوصياء للرسول محمد ص كأبيهم علي بن أبي طالب ع، بل الرواية تنص أيضاً على أن الرسول ص أوصى للحسنين كما أوصى لعلي ع. الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: (كنت جالساً بين يدي رسول الله ص في مرضته التي قبض فيها، فدخلت فاطمة ص فلما رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها، فقال لها رسول الله ص: ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت: يا رسول الله، أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك، فاغرورقت عينا رسول الله بالبكاء، ثم قال: يا فاطمة، أما علمت إنا أهل بيت اختار الله ( لنا الآخرة على الدنيا وأنه حتم الفناء على جميع خلقه، وأن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبياً، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانية فاختار منها زوجك، وأوحى إليّ أن أزوجك إياه وأتخذه ولياً ووزيراً وأن أجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحق بي من أهلي، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك وولديك، فأنت سيدة نساء أهل الجنة، وابناك حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة، كلهم هادون مهديون، وأول الأوصياء بعدي أخي علي، ثم حسن، ثم حسين، ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي، وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أبي إبراهيم ...) ([40]). وهذه الرواية تنص على أن الأئمة من ذرية علي ع إلى يوم القيامة، جميعهم أوصياء للرسول ص، فكيف يقال بأن علياً ع خاتم أوصياء النبيين ؟! وقد يتبين من الرواية السابقة شيء من الفرق بين مقام إمامة الأئمة الاثني عشر وبين مقام إمامة المهديين الاثني عشر، بقول الرسول ص: (وأول الأوصياء بعدي أخي علي، ثم حسن، ثم حسين، ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي، وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أبي إبراهيم)، أي إن هؤلاء الأئمة الاثني عشر في نفس درجة الرسول محمد ص، والمهديون الاثنا عشر أدنى منهم. واعلم أن درجة الرسول محمد ص تسمى (الوسيلة) ولها ألف مرقاة، ما بين مرقاة إلى مرقاة عدو الفرس الجواد مائة عام، كما روي عن أهل البيت ص ([41])، وهذا يعني أن لدرجة الوسيلة ألف مقام، وليس مقاماً واحداً أو مقامين. ثم إن التفاوت ليس موجوداً في مقام مطلق الإمامة فحسب، بل التفاوت موجود حتى في مقام الأئمة الاثني عشر، فأمير المؤمنين ع أفضل من الحسنين (عليهما السلام)، والحسن ع أفضل من الحسين ع، والحسين أفضل من التسعة المعصومين من ذريته، والإمام المهدي ع أفضل من آبائه الثمانية من ذرية الإمام الحسين ع. فكما أن أمير المؤمنين ع خاتم الأوصياء بمقام ما، فقد يكون الحسين ع أيضاً خاتم الأوصياء بمقام ما، والحسن العسكري كذلك، وكل هذا في داخل إطار مقام إمامة الأئمة الاثني عشر، الذي فتح بأمير المؤمنين ع وختم بالحجة بن الحسن ع، وبعد هذا المقام مقام آخر، يفتح بأول المهديين (أحمد) ويختم بالمهدي الثاني عشر من ذرية الإمام المهدي ع. فإن قيل: إن معنى ختم أمير المؤمنين ع للأوصياء، بمعنى أنه خاتم للأوصياء الذي يأتون مباشرة بعد الأنبياء ! أقول: الروايات التي تنص على أن أمير المؤمنين ع خاتم الأوصياء ظاهرة في عموم الختم لكل الأوصياء الذين قبله، مع أن فيهم أوصياء غير مباشرين للأنبياء، كأوصياء نبي الله عيسى ع، فهل أن أمير المؤمنين ع ليس خاتماً لهكذا أوصياء ؟! ثم من أين هذا التخصيص الذي يفتقر إلى المخصص ؟! وحتى لو قبلنا هذا التعليل، فهو يعني أن أمير المؤمنين ع وصف بـ (خاتم الوصيين)، بلحاظ معين، ولجهة اختصاص يشترك معه بها الأوصياء الذين قبله، ويفتقر لها الأوصياء الذين يأتون بعده، وهذا عين جوابنا عن مسألة ختم الإمامة بالحجة بن الحسن ع، أي إنه خاتم الأئمة بلحاظ معين وجهة اختصاص يشترك معه بها الأئمة الذين سبقوه، ويفتقر لها الأئمة الذين يأتون بعده. وكما اننا لم نعلم على وجه الجزم واليقين علة كون أمير المؤمنين ع خاتماً للأوصياء، وإن علمنا أنه خاتم لوصاية من مقام خاص، فكذلك لا يتحتم علينا أن نبين على نحو الجزم واليقين علة كون الإمام المهدي ع خاتماً للأئمة والأوصياء، نعم نجزم أن ذلك كان لمقام خاص بالأئمة الاثني عشر، يفتقر له الأوصياء والأئمة المهديون الاثنا عشر من ذرية الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع. وكما قدمت؛ قد يكون الفرق بين مقام إمامة الأئمة الاثني عشر، وبين مقام إمامة المهديين الاثني عشر هو كون الأئمة في نفس مقام رسول الله من درجة الوسيلة التي هي ألف مرقاة، وهم ص في ذروتها، ويتلوهم المهديون الاثني عشر ص، وأيضاً يختص الأئمة الاثني عشر بأنهم عاشوا في دولة الظلم والتي وصفها الأئمة بـ (الليل)، بينما المهديون يعيشون في دولة العدل، والتي وصفها الأئمة بـ (النهار)، وقد وردت الإشارة إلى الأئمة والمهديين بهذا المعنى في الروايتين الآتيتين: الشيخ النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثنا الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن المفضل بن عمر، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: ما معنى قول الله (: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً﴾([42]) ؟ قال لي: إن الله خلق السنة اثني عشر شهراً، وجعل الليل اثنتي عشرة ساعة، وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة، ومنا اثني عشر محدثاً، وكان أمير المؤمنين ع ساعة من تلك الساعات) ([43]). الشيخ النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن ابن سنان، عن أبي السائب، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): (الليل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، والشهور اثنا عشر شهراً، والأئمة ص اثنا عشر إماماً، والنقباء اثنا عشر نقيباً، وإن علياً ساعة من اثنتي عشرة ساعة، وهو قول الله (: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً﴾) ([44]). فعلي بن أبي طالب ع ساعة من اثنتي عشر ساعة، أي ساعة من ساعات الليل الاثنتي عشرة، التي ترمز للأئمة الاثني عشر الذين عاشوا في دولة الظلم، وساعات النهار الاثنتي عشرة ترمز للنقباء الاثني عشر (المهديين)، الذين يعيشون في دولة النهار؛ دولة العدل والمساواة. وقد يكون الإمام المهدي ع خاتماً للأئمة الذين كل واحد منهم من صلب السابق مباشرة، وبعده سيكون أئمة ولكن ليس من صلبه المباشر، الى غير ذلك من الوجوه الممكنة. وعوداً على رواية الباب، نقف على قوله ع: (ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا)، فهي لا تعني أن هؤلاء المهديين ليسو بأئمة، فوصف (الشيعة) وصف عظيم وُصِف به نبي الله إبراهيم ع..، وقد نص الله تعالى على إمامته، وكذلك وُصِف به الحسن والحسين (عليهما السلام).. فكونهم من شيعة أهل البيت ص لا يتناقض مع كونهم أئمة.. فالحسن والحسين كانا من شيعة أمير المؤمنين وهم أيضاً أئمة وحجج ص. عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: (قوله (: ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ﴾([45])، أي إن إبراهيم ع من شيعة النبي ص، فهو من شيعة علي، وكل من كان من شيعة علي فهو من شيعة النبي صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الطيبين) ([46]). وقال الإمام الرضا ع لأشخاص ادعوا أنهم من شيعة علي ع: (ويحكم إنما شيعته الحسن والحسين وأبو ذر وسلمان والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره، ولم يركبوا شيئاً من فنون زواجره، فأما أنتم إذا قلتم إنكم شيعته، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون مقصرون في كثير من الفرائض، متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتقون حيث لا يجب التقية، وتتركون التقية حيث لابد من التقية، فلو قلتم إنكم موالوه ومحبوه، والموالون لأوليائه، والمعادون لأعدائه، لم أنكره من قولكم ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها إن لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلا أن تتدارككم رحمة من ربكم)([47]). -الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في التهذيب: عنه (محمد بن أحمد بن يحيى) ([48])، عن محمد بن الحسين ([49])، عن محمد بن إسماعيل ([50])، عن صالح بن عقبة ([51])، عن عمرو بن أبي المقدام ([52])، عن أبيه ([53])، عن حبة العرني ([54])، قال: (خرج أمير المؤمنين ع إلى الحيرة فقال: لتصلن هذه بهذه - وأومى بيده إلى الكوفة والحيرة - حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم (عجل الله تعالى فرجه)؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً، قلت: يا أمير المؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ ؟! قال: تبنى له أربع مساجد، مسجد الكوفة أصغرها، وهذا، ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب - وأومى بيده نحو البصريين والغريين- ) ([55]). الرواية تنص على أن هذا المسجد يُبنى في آخر الزمان، أي في عهد الإمام المهدي ع، وبهذا يتضح أن الأئمة الاثني عشر الذين يُصلون في هذا المسجد هم المهديون الاثني عشر الذين نص عليهم رسول الله ص في وصيته وكذلك نص عليهم الأئمة ص في رواياتهم وأدعيتهم المباركة. وأولهم خليفة القائم، وهو أول المهديين (أحمد) كما تنص عليه وصية رسول الله ص. -الحديث السادس: أصل محمد بن المثنى الحضرمي ([56])، ([57]) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ([58])، عن ذريح المحاربي ([59])، عن أبي عبد الله ع، قال: سألته عن الأئمة بعد النبي ص فقال: (نعم، كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الإمام بعد النبي صلوات الله عليه وأهل بيته، ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن علي، ثم إمامكم اليوم، من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله ورسوله، قال: ثم قلت: أنت اليوم جعلني الله فداك ؟ فأعدتها عليه ثلاث مرات، قال: إني إنما حدثتك بهذا لتكون من شهداء الله في الأرض، إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً إلا علمه نبيه صلوات الله عليه، ثم إنه بعث إليه جبرئيل أن يشهد لعلي بالولاية في حياته يسميه أمير المؤمنين، فدعا نبي الله تسعة رهط فقال: إنما أدعوكم لتكونوا من شهداء الله أقمتم أم كتمتم، ثم قال: قم يا أبا بكر فسلم على علي أمير المؤمنين، قال: عن أمر الله وأمر رسوله نسميه أمير المؤمنين ؟ فقال: نعم، فقال: فسلم عليه، ثم قال: يا عمر، قم فسلم على أمير المؤمنين، فقال: عن أمر الله ورسوله سميته أمير المؤمنين ؟ فقال: نعم، ثم قال للمقداد بن الأسود: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم على علي ولم يقل كما قالا، ثم قال لأبي ذر الغفاري، قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم قال لحذيفة: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم قال لعبد الله بن مسعود: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم قال لبريدة الأسلمي: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام وسلم، وكان بريدة أصغر القوم، ثم قال رسول الله ص: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء أقمتم أم كتمتم. فأمر أبو بكر على الناس وبريدة غايب بالشام فلما قدم بريدة أتى أبا بكر وهو في مجلسه فقال: يا أبا بكر، هل نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين نسميه بها واجباً من الله ورسوله ؟ قال: يا بريدة، إنك غبت وشهدنا وإن الله يحدث الأمر بعد الأمر ولم يكن الله ليجمع لأهل هذا البيت النبوة والملك. فقال لي: إنما ذكرت هذا لتكون من شهداء الله في الأرض، إن منا بعد الرسول ص سبعة أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم سابعهم القائم إن شاء له [إن شاء الله له] إن الله عزيز حكيم، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء وهو العزيز الحكيم، ثم بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين. فقلت: من السابع جعلني الله فداك أمرك على الرأس والعين، قال: قلت ثلث مرات قال: ثم بعدي إمامكم وقائمكم إن شاء الله، إن أبي ونعم الأب كان قال رحمة الله عليه كان يقول: لو وجدت ثلاثة رهط فاستودعهم العلم وهم أهل ذلك حدثت بما لا يحتاج إلى نظر في حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيمة، إن حديثنا صعب لا يؤمن به إلا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. ثم قال: والله إن منا لخزان الله في الأرض وخزانه في السماء لسنا بخزان على ذهب ولا على فضة، وإن منا لحملة العرش يوم القيمة محمد وعلي والحسن والحسين ومن شاء الله أربعة أخر من شاء الله أن يكونوا) ([60]). محل الشاهد من هذه الرواية قوله ع: (إن منا بعد الرسول ص سبعة أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم سابعهم القائم إن شاء له [إن شاء الله له] إن الله عزيز حكيم، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء وهو العزيز الحكيم، ثم بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين)، والرواية واضحة الدلالة على أن بعد الإمام المهدي ع مهديون من ولد الحسين ع، وهي من هذا الجانب تتفق مع الروايات السابقة والآتية، التي تنص أو تشير إلى ذلك. ولكن يبقى أمر لا بأس في بيانه، وهو: قوله ع: (إن منا بعد الرسول ص سبعة أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم سابعهم القائم)، فقد يكون المعنى هنا؛ إن بعد الإمام الصادق ع سبعة أئمة سابعهم القائم ع، فالأئمة الذين بعد الإمام الصادق ع هم أيضاً بعد الرسول محمد ص، وليس بالضرورة أن تكون البعدية هنا بعدية مباشرة بعد الرسول محمد ص؛ لأن الروايات متواترة على أن الأئمة بعد الرسول محمد ص اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم المهديون من ذرية الإمام المهدي ع، وليسو سبعة فقط، فالرواية من هذا الجانب محكومة بغيرها من الروايات المتواترة، وقد يكون الإمام الصادق ع أراد التأكيد على إمامة الأئمة السبعة من بعده؛ لأنهم سيأتون بالمستقبل، ولم ترتكز عند الشيعة إمامتهم، أو لدحض ضلال الواقفة بأن الإمامة تنتهي عند الإمام الكاظم ع، وأما إمامة الصادق ع وآبائه ص فهي ثابتة عند الشيعة وقد عاشوا أيامهما، وأصبحت من الماضي. بل قد يكون قول الإمام الصادق (منا) يقصد بها نفسه، أي مني بعد كونهم من الرسول ص، كما تؤيده الرواية الآتية: عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله ع: (على رأس السابع منا الفرج) ([61]). أي على رأس السابع من ذرية الإمام الصادق ع يكون الفرج، وهو قيام القائم ع، كما هو مشهور في الروايات، وهذا ما رد به الشيخ الطوسي على الواقفة عند احتجاجهم بهذه الرواية، حيث قال: (يحتمل أن يكون السابع منه؛ لأنه الظاهر من قوله "منا" إشارة إلى نفسه، وكذلك نقول السابع منه [هو] القائم [بالأمر]. وليس في الخبر "السابع من أولنا" وإذا احتمل ما قلناه، سقطت المعارضة به) ([62]). ولكن إذا كان المعنى هو السابع من الإمام الصادق ع؛ أي من ذريته، فلا يكون السابع هو الإمام المهدي ع، بل هو المهدي الأول (أحمد) من ذرية الإمام المهدي ع، وكذلك قول الإمام الصادق ع: (إن منا بعد الرسول ص سبعة أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم سابعهم القائم)، فالإمام المهدي الحجة بن الحسن ع هو السادس من ذرية الإمام الصادق ع، والسابع يكون هو المهدي الأول (أحمد) ع. ولذلك قال ع: (ثم بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين)؛ لأن المقصود من القائم هنا ليس الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري ع، ولو كان هو المقصود لقال إن من بعده اثنا عشر مهدياً، كما نصت على ذلك وصية الرسول محمد ص، وغيرها من الروايات. كما يمكن أن يكون هؤلاء الأئمة السبعة غير متسلسلين، وتم التأكيد على إمامتهم لأمور تتعلق بحياتهم والظروف التي تمر بهم، كما سمي الإمام جعفر ع بالصادق، مع أنهم جميعاً صادقون، وموسى ع بالكاظم، مع أنهم جميعاً كاظمون، وهكذا بقية الأئمة ص، وكما خُص أربعة من الأئمة بوصفهم بالأشهر الحرم، كما في الرواية الآتية: عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر ع عن تأويل قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾، قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: (يا جابر أما السنة فهي جدي رسول الله ص، وشهورها اثنا عشر شهراً، فهو أمير المؤمنين (و) إلي وإلى ابني جعفر، وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، وإلى ابنه الحسن، وإلى ابنه محمد الهادي المهدي، اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه. والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم، أربعة منهم يخرجون باسم واحد: علي أمير المؤمنين، وأبي علي بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد ص، فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم ﴿ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾ أي: قولوا بهم جميعاً تهتدوا) ([63]). وفي الرواية الآتية أيضاً ذكر الأئمة السبعة ولكن لا دليل على تسلسلهم: عن سماعة قال: قال أبو الحسن ع: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ قال: (لم يعط الأنبياء إلا محمد ص وهم السبعة الأئمة الذين يدور عليهم الفلك، والقرآن العظيم محمد ص) ([64]). وعن يونس بن عبد الرحمن، عمن رفعه قال: سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ قال: (إن ظاهرها الحمد، وباطنها ولد الولد، والسابع منها القائم ع) ([65]). وعن القاسم بن عروة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ قال: (سبعة أئمة والقائم) ([66]). وعلى أي حال، فنحن لا يهمنا الآن بيان معنى الأئمة السبعة على نحو الجزم، ويكفينا طرح أي وجه ممكن، ولكن ما يهمنا هو أن الرواية تنص على المهديين ع بعد القائم ع. -الحديث السابع: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ([67]): محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ([68])، عن أبيه ([69])، عن محمد بن عبد الحميد ومحمد بن عيسى ([70])، عن محمد بن الفضيل ([71])، عن أبي حمزة ([72])، عن أبي عبد الله ع في حديث طويل أنه قال: (يا أبا حمزة، إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ع) ([73]). والمقصود بالقائم في هذه الرواية هو أول المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، فهو الذي بعده أحد عشر مهدياً - كما تقدم في الرواية السابقة -، وأما الإمام المهدي ع فبعده اثنا عشر مهدياً، ولا تعارض بين الروايات؛ حيث يصح تسمية كل واحد من ذرية الإمام المهدي ع بالقائم، بعد ملاحظة قول الإمام الصادق ع عنهم في الرواية التي يبين فيها فضل الكوفة: (وفيها يكون قائمه والقوام من بعده)، فهم قوام بعد القائم على أمر الأمة. فكل واحد من المهديين ص قائم ومهدي وإمام وحجة مفترض الطاعة. -الحديث الثامن: ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن كعب الأحبار، قال: (هم اثنا عشر، فإذا كان عند انقضائهم فيجعل مكان اثني عشر اثنا عشر مثلهم، وكذلك وعد الله هذه الأمة فقرأ: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾([74])، وكذلك فعل ببني إسرائيل) ([75]). هذا الخبر وإن لم يُسند إلى الرسول محمد ص، ولكنه موافق لما أسند إليه ص، ولما أسند إلى أهل بيته ص، كما تقدم وسيأتي؛ من النص على أن بعد الأئمة الاثني عشر اثنا عشر وصياً من آل محمد ص، وهذه قرينة على أن الخبر مسموع عن النبي محمد ص، وإنه صحيح وغير مكذوب، وأقل ما يقال فيه إنه مؤيد للموضوع الذي نتكلم عنه، وينص على اثني عشر وصياً بعد الإمام الثاني عشر من آل محمد ص. وقد أخرجه الشيخ الصدوق بسنده عن كعب الأحبار، في الخصال باللفظ التالي: ورد في الخصال والعيون، واللفظ كما في الخصال: عن كعب الأحبار، قال في الخلفاء: (هم اثنا عشر، فإذا كان عند انقضائهم وأتى طبقة صالحة مد الله لهم في العمر، كذلك وعد الله هذه الأمة ثم قرأ: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾، قال: وكذلك فعل الله ببني إسرائيل، وليست بعزيز أن تجمع هذه الأمة يوماً أو نصف يوم ﴿وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾([76]))([77]). -الحديث التاسع: القاضي النعمان المغربي، قال: ومن رواية يحيى بن السلام، يرفعه إلى عبد الله بن عمر، أنه قال: (ابشروا فيوشك أيام الجبارين أن تنقطع، ثم يكون بعدهم الجابر الذي يجبر الله به أمة محمد ص، المهدي، ثم المنصور، ثم عدد أئمة مهديين) ([78]). وهذا الخبر أيضاً لم يسنده عبد الله بن عمر إلى رسول الله ص، ولكنه أيضاً موافق لما روي عن رسول الله ص، وما روي عن أهل بيته ص، ولأنه من الإخبار بالغيب وما ستؤول إليه الخلافة في آخر الزمان الذي لا يُعرف إلا عن طريق المعصوم عادة؛ لأنه ليس موضوعاً للاجتهاد والرأي. والخبر كما لا يخفى ينص على أن بعد الإمام المهدي ع عدة أئمة مهديين. -الحديث العاشر: الشيخ الطوسي ([79]) بأسانيده عن يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا ع كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا: (اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ... اللهم، أعطه في نفسه وأهله وَوَلَدِهِ وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها وعزيزها وذليلها ... اللهم، صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك وخالصتك من عبادك وصفوتك من خلقك وأولياؤك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد نبيك والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته) ([80]). تقدم في وصية رسول الله ص ليلة وفاته النص على المهديين، وإنهم من ذرية الإمام المهدي ع، وكذلك تقدم في الروايات السابقة التأكيد والنص عليهم بعد الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، وكما أن الرسول محمداً ص وأهل بيته ص لم ينسوا المهديين في أحاديثهم، كذلك لم ينسوهم في أدعيتهم، والتوسل إلى الله تعالى في الصلاة عليهم والحفظ والتمكين لهم، في جملة دعائهم لعموم أهل البيت ص، كما في الدعاء الشريف أعلاه، وكما سيأتي في الأدعية الآتية، وهذا يدل على عظيم اهتمام الأئمة بهؤلاء الأوصياء الأطهار وتعظيم شأنهم. وهذا الدعاء يخص فيه الإمام الرضا ع ولداً واحداً بالدعاء من بين ذرية الإمام المهدي ع: (اللهم، أعطه في نفسه وأهله وَوَلَدِهِ وذريته وأمته وجميع رعيته)، وهذا يدل على عظيم شأن لهذا الولد المبارك، وهذا يذكرنا بما خص به رسول الله ص وصي الإمام المهدي ع الأول من دون بقية المهديين ص. وكذلك ينص الإمام الرضا في دعائه على وجود الذرية للإمام المهدي ع، ثم ينص على إمامة الأئمة بعد الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع (المهديين): (اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده). ثم يبين الإمام الرضا ع فضل ومقام هؤلاء الأوصياء بقوله: (وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك وخالصتك من عبادك وصفوتك من خلقك وأولياؤك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد نبيك والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته). -الحديث الحادي عشر: الشيخ الطوسي ([81]) بسنده عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في ذكر قصة طويلة واستلام دفتر فيه دعاء وصلوات وصله عن الإمام المهديع وفيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله ... (إلى قوله ع بعد أن صلى على جميع الأئمة الاثني عشر إلى الإمام المهدي ع): اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه، وبلغه أفضل ما أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير ... (إلى قوله ع): وصلَّ على وليك وولاة عهدك [عهده] والأئمة من ولده ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير) ([82]). وهذا الدعاء مشابه لدعاء الإمام الرضا ع ومعضود به، وهو مؤيد وقرينة على صحة مضمون وصية الرسول ص، وإن أوصياءه اثنا عشر إماماً، واثنا عشر مهدياً من ذرية الإمام المهدي ع، بدليل أن الإمام المهدي ع أمر الضراب أن يصلي على الرسول وعلى أوصيائه بأسمائهم وعلى وفق النسخة التي أعطاها له، كما جاء في نص الرواية وقصة استلام الضراب لهذا الدعاء عن طريق المرأة العجوز التي كانت تلتقي بالإمام المهدي ع وهي واسطة بينه وبين بعض شيعته: (... ثم قالت: يقول لك - أي الإمام المهدي ع -: إذا صليت على نبيك كيف تصلي؟ فقلت: أقول: اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. فقالت: لا، إذا صليت فصل عليهم كلهم وسمهم. فقلت: نعم، فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير فقالت: يقول لك: إذا صليت على النبي فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة...). والنسخة التي أعطاها له هي دعاء وصلاة على الرسول محمد ص وعلى أمير المؤمنين ع وعلى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ص وعلى الحسن والحسين (عليهما السلام) وهكذا إمام بعد إمام حتى وصل إلى الإمام المهدي ع، وبعد الدعاء والصلاة عليه قال: (وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير). ويفهم من هذا أن ذرية الإمام المهدي ع - المهديين - هم أوصياء للرسول محمد ص، ومأمور بالصلاة عليهم بعد الأئمة ص، وهم أئمة بنص كلام الإمام المهدي ع في دعائه هذا (والأئمة من ولده). -الحديث الثاني عشر: الشيخ الصدوق: عن الإمام الجواد ع، أنه قال: (إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد نبياً، وبعلي ولياً، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي ابن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة بن الحسن بن عليَّ أئمة، اللهم وليك الحجة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، وامدد له في عمره، واجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك وأره ما يحب وتقر به عينه في نفسه وفي ذريته وأهله وماله وفي شيعته وفي عدوه، وأرهم منه ما يحذرون، وأره فيهم ما يحب وتقر به عينه، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين) ([83]). وهنا الإمام الجواد ع يدعو للإمام المهدي ع أن يقر الله عينه في نفسه وفي ذريته ...، وهذا يؤكد ويؤيد الأدعية والروايات السابقة والآتية في إثبات الذرية للإمام المهدي ع، ولا يخفى أن أشرف مصاديق ذرية الإمام المهدي ع هم المهديون الأئمة الأوصياء من ذريته، فيكون هذا الدعاء يخصهم أولاً ويعم سائر الذرية ثانياً، ومن المنصوص عليه أن هذا الدعاء هو تعقيب يقرأ بعد كل صلاة فريضة، فأين يتاه بهؤلاء الذين ينكرون ذرية الإمام المهدي ع الأوصياء، رغم أن الأئمة ص حثوا على الدعاء لهم في دبر كل صلاة واجبة، وفي كل حين كما في أدعية أخرى. -الحديث الثالث عشر: السيد ابن طاووس، قال: وقد اخترنا ما ذكره ابن أبي قرة ([84]) في كتابه ([85])، فقال بإسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال ([86])، عن محمد بن عيسى بن عبيد ([87])، بإسناده عن الصالحين ص ([88])، قال: وكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً وعلى كل حال، والشهر كله، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله عليهم السلام: (وكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً، وعلى كل حال، والشهر كله وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله عليهم السلام: اللهم كن لوليك القائم بأمرك، محمد بن الحسن المهدي عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام، في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً ومؤيداً، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طولاً وعرضاً، وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين ...) ([89]). ويأتي هذا الدعاء المقدس ليؤكد النصوص التي تنص على إمامة المهديين من ذرية الإمام المهدي ع: (وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين)، ويدل على أن المهديين من ذرية الإمام المهدي ع سيرثون الأرض بعد أبيهم ع، ويكونون أئمة وحججاً لله على الناس. -الحديث الرابع عشر: العلامة المجلسي - في دعاء طويل - قال: من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا: (... اللهم كن لوليك في خلقك ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه منها طولاً، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين، واجمع له شمله، وأكمل له أمره، وأصلح له رعيته، وثبت ركنه، وافرغ الصبر منك عليه حتى ينتقم فيشتفى ويشفي حزازات قلوب نغلة، وحرارات صدور وغرة، وحسرات أنفس ترحة، من دماء مسفوكة، وأرحام مقطوعة [وطاعة] مجهولة، قد أحسنت إليه البلاء، ووسعت عليه الآلاء، وأتممت عليه النعماء، في حسن الحفظ منك له ...) ([90]). وهذا الدعاء مشابه للذي سبقه، في النص على وراثة المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، وكونهم أئمة وخلفاء لله في الأرض. -الحديث الخامس عشر: قال الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص70: الرابع: نقل في آخر كتاب (مزار) بحار الأنوار عن كتاب (مجموع الدعوات) لهارون بن موسى التلعكبري سلاماً وصلاة طويلة لرسول الله وواحد واحد من الأئمة صلوات الله عليهم، وبعد ذكر سلام وصلاة على الحجة ع ذكر سلاماً وصلاةً على ولاة عهد الحجة ع وعلى الأئمة من ولده ودعا لهم: (السلام على ولاة عهده، والأئمة من ولده، اللهم صلّ عليهم وبلّغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعزّ نصرهم، وتمم لهم ما أسندت من أمرك، واجعلنا لهم أعواناً، وعلى دينك أنصاراً، فإنّهم معادن كلماتك، وخزائن علمك، وأركان توحيدك، ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخلصائك من عبادك، وصفوتك من خلقك، وأوليائك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد أصفيائك، وبلّغهم منّا التحيّة والسلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته) ([91]). نجد هذا الدعاء وغيره يبالغ في التأكيد على الأئمة من ذرية الإمام المهدي ع، ووصفهم بصفات جليلة لا توجد إلا في الحجج والمصطفين من أوصياء الرسول محمد ص: (وأعزّ نصرهم وتمم لهم ما أسندت من أمرك)، (فإنّهم معادن كلماتك)، (وخزائن علمك)، (وأركان توحيدك)، (ودعائم دينك)، (وولاة أمرك)، (وخلصائك من عبادك)، (وصفوتك من خلقك)، (وأوليائك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد أصفيائك). فهلّا يرعوي عن غيه من ينكر هؤلاء الأئمة الأطهار، ألا يخاف الواحد القهار ؟! ألا يتعظون بقول الإمام الصادق ع: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً) ([92]). -الحديث السادس عشر: جاء في كتاب فقه الرضا ع ([93]): الدعاء في الوتر وما يقال فيه: وهذا مما نداوم به نحن معاشر أهل البيت ص ([94]): (... اللهم صل عليه وعلى آله من آل طه ويس، واخصص وليك، ووصي نبيك، وأخا رسولك، ووزيره، وولي عهده، إمام المتقين، وخاتم الوصيين لخاتم النبيين محمد ص، وابنته البتول، وعلى سيدي شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، وعلى الأئمة الراشدين المهديين السالفين الماضين، وعلى النقباء الأتقياء البررة الأئمة الفاضلين الباقين، وعلى بقيتك في أرضك، القائم بالحق في اليوم الموعود، وعلى الفاضلين المهديين الأمناء الخزنة) ([95]). والدعاء واضح وصريح في ذكر المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، حيث ذكر الإمام الرضا ع أولاً الأئمة الماضين قبله، ثم الأئمة الباقين بعده، ثم القائم المنتظر ع، ثم أردف بذكر المهديين ص ووصفهم بأنهم الأمناء الخزنة. -الحديث السابع عشر: العلامة المجلسي، قال في أحد زيارات الإمام المهدي ع: (... ثم صلِّ صلاة الزيارة وقد تقدم بيانها في الزيارة الأولى فإذا فرغت منها فقل: اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته، الهادين المهديين، العلماء الصادقين الأوصياء المرضيين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفائك في أرضك، فهم الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغذيتهم بحكمتك، وغشيتهم برحمتك، وزينتهم بنعمتك، وألبستهم من نورك ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك. اللهم صلِّ على محمد وعليهم صلاة زاكية نامية، كثيرة طيبة دائمة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك. اللهم صلِّ على وليك المحيي لسنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك. اللهم أعز نصره، وامدد في عمره، وزين الأرض بطول بقائه، اللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين، اللهم أعطه في نفسه وذريته، وشيعته ورعيته، وخاصته وعامته، ومن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير. ثم ادع الله بما أحببت)([96]). وهذه الزيارة صريحة في النص على ذرية الإمام المهدي ع والدعاء لهم، كما تكرر ذلك في كثير من الأدعية. -الحديث الثامن عشر: القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار ج2 ص42: عن النبي ص، أنه ذكر المهدي ع، وما يجريه الله ( من الخيرات والفتح على يديه. فقيل له: يا رسول الله كل هذا يجمعه الله له ؟ قال: (نعم. وما لم يكن منه في حياته وأيامه هو كائن في أيام الأئمة من بعده من ذريته). الحديث الشريف صريح في النص على الأئمة من ذرية الإمام المهدي ع، وفيه نص على أن كثيراً من الأمور التي ذكرتها الروايات بأنها تكون على يد الإمام المهدي ع ستكون على يد المهديين من ذريته ع، وهذا الأمر يُفسر ويُحكم لنا كثيراً من التعارض الظاهري بين الروايات التي تتكلم عن أحوال وأفعال الإمام المهدي ع، فليس من الضروري أن تكون جميعها منطبقة ومتحققة في شخص أو زمن القائم الحجة بن الحسن ع، بل قد تكون في شخص وزمن المهديين الاثني عشر من ذريته، ونُسبت إلى الإمام المهدي ع من باب إذا قلنا لكم في الرجل منا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك، كما تقدم في الرواية عن أهل البيت ص. -الحديث التاسع عشر: ابن قولويه ([97]): حدثني أبي ([98])، عن سعد بن عبد الله ([99])، عن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله الرازي الجاموراني ([100])، عن الحسين بن سيف بن عميرة ([101])، عن أبيه سيف ([102])، عن أبي بكر الحضرمي ([103])، عن أبي جعفر ع، قال: قلت له: إي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله ( وحرم رسوله ص، فقال: (الكوفة يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين) ([104]). قرأنا الروايات السابقة التي تصف ذرية القائم ع بـ (المهديين)، و(الأئمة)، و(وولاة العهد)، ونقرأ في هذه الرواية وصفهم بـ (القوّام)، والقوام جمع (قائم) ([105]) الذي هو من يقوم بأمر الدين والإمامة وقيادة الناس والمحافظة عليهم وإصلاح شؤونهم. فكما ثبت مما سبق أن أوصياء محمد بن الحسن العسكري ع يشاركونه بصفة (المهدي)، فهو المهدي وهم المهديون، يثبت الآن أنهم أيضاً يشاركونه بصفة (القائم)، فهو القائم وهم القوام، وكل واحد منهم يوصف بـ (القائم)، و(المهدي). وهؤلاء القوام بعد المهدي ع، هم أنفسهم الأئمة الاثنا عشر العدول الذين يصلون في المسجد الذي يبنيه الإمام المهدي ع بالكوفة بعد قيامه، كما قال أمير المؤمنين ع: (وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله تعالى فرجه؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً). فكما أن الأئمة ص قوام الله على خلقه، كذلك المهديون من ذرية الإمام المهدي ع، كما في الروايات الآتية التي تشمل جميع أوصياء الرسول ص إلى يوم القيامة. عن أمير المؤمنين ع، أنه قال: (وإنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه) ([106]). وعن أبي عبد الله ع، أنه قال: (.. ونحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه...) ([107]). وعن أبي جعفر ع، أنه قال لقتادة: (ويحك يا قتادة إن الله جل وعز خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه) ([108]). -الحديث العشرون: الشيخ الطوسي بسنده عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) ([109]). والرواية صريحة الدلالة على وجود ذرية للإمام المهدي ع في زمن الغيبة الكبرى، وقد أكدت الرواية على أن موضع سكن الإمام المهدي ع لا يطلع عليه شخص من ولده ولا من غيره إلا المولى الذي يلي أمره. فإن قيل: روى هذه الرواية الشيخ النعماني في الغيبة ولكن بلفظ: (لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره)، فلا تصلح هذه الرواية للاستدلال على ذرية القائم ع. أقول: اللفظ الذي أثبته الشيخ الطوسي في غيبته، لا يتطرق إليه احتمال التصحيف أو التحريف، بخلاف النص الموجود الآن في غيبة الشيخ النعماني، والمؤيدات على وقوع التصحيف أو التحريف في نسخة غيبة النعماني الآن، هي: 1- لقد استدل الميرزا النوري بهذه الرواية على وجود ذرية الإمام المهدي ع في كتابه النجم الثاقب، ونسبها إلى الشيخ النعماني والطوسي في غيبتيهما، حيث قال: (... روى الشيخ النعماني تلميذ ثقة الإسلام الكليني في كتاب الغيبة، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسندين معتبرين عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: "إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطّلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره"). فيبعد أن يتوهم أو يغفل الميرزا النوري وخصوصاً في مورد الاستدلال، فكل باحث في موضوع معين، يكون همه من كل نص ينقله ما يناسب ويؤيد موضوعه، وما يؤيد بحث الميرزا النوري هو كلمة (من ولده) في الرواية أعلاه، فيبعد أن لا يلاحظه في رواية النعماني، وهذا ما يجعلنا نشكك في الطبعة أو النسخة الموجودة الآن. 2- وليس الميرزا النوري وحده من نقل هذه الرواية عن غيبة النعماني بلفظ الشيخ الطوسي (من ولده)، بل سبقه العلامة المجلسي في بحار الأنوار، فبعد أن نقل رواية الشيخ الطوسي، قال: (الغيبة للنعماني: الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ع، وحدثنا القاسم بن محمد ابن الحسين بن حازم، عن عبيس بن هشام، عن ابن جبلة، عن ابن المستنير، عن المفضل، عنه ع مثله) ([110])، أي مثل لفظ رواية الشيخ الطوسي سواء. وقال في موضع آخر: (ومما يؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ والنعماني في كتابي الغيبة عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: "إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما يطول، حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده، ولا غيره إلا الذي [يلي] أمره") ([111]). 3- وقد روى هذه الرواية بلفظ الشيخ الطوسي أيضاً السيد بهاء الدين النجفي في منتخب الأنوار المضيئة، حيث قال: (ومما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد (رحمه الله)، يرفعه إلى المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: "إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، تطول إحداهما حتى يقول بعضهم مات، وبعضهم ذهب، حتى لا يبقي امرؤ من أصحابه إلا نفر يسير. لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره") ([112]). فالعلامة المجلسي والميرزا النوري عندهما نسخ خطية للأصول والكتب الحديثية كغيبة النعماني وأمثاله، وهم هنا ينقلون هذه الرواية عن غيبة النعماني بلفظ (من ولده)، فلعل النسخ التي عندهم كانت بهذا اللفظ الذي يخالف النسخة المنشورة الآن، وبهذا يكون متن غيبة النعماني مشكوك فيه، فلا يصلح لمعارضة متن غيبة الشيخ الطوسي الذي لا خلاف ولا شك في سلامته، وأقل ما يقال إن متن غيبة الشيخ الطوسي أرجح من متن غيبة الشيخ النعماني. وكذلك موافقة صاحب منتخب الأنوار المضيئة لمتن الشيخ الطوسي يعتبر مؤيداً آخر. -الحديث الحادي والعشرون: كتاب التمحيص ([113]): عن المفضل، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال الله (: افترضت على عبادي عشرة فرائض، إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي وأبحتهم جناني. أولها: معرفتي. والثانية: معرفة رسولي إلى خلقي، والإقرار به، والتصديق له. والثالثة: معرفة أوليائي وأنهم الحجج على خلقي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، وهم العلم فيما بيني وبين خلقي، ومن أنكرهم أصليته [أدخلته] ناري وضاعفت عليه عذابي. والرابعة: معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي، وهم قوام قسطي. والخامسة: معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم. والسادسة: معرفة عدوي إبليس وما كان من ذاته وأعوانه. والسابعة: قبول أمري والتصديق لرسلي. والثامنة: كتمان سري وسر أوليائي. والتاسعة: تعظيم أهل صفوتي والقبول عنهم والرد إليهم فيما اختلفتم فيه حتى يخرج الشرع [الشرح] منهم. والعاشرة: أن يكون هو وأخوه في الدين شرعاً سواء، فإذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي وآمنتهم من الفزع الأكبر وكانوا عندي في عليين) ([114]). وهذا الحديث القدسي الشريف فيه ما فيه من الأسرار الإلهية العظيمة، ونختصر على تأكيد ما يخص موضوع البحث، وهو الإشارة إلى مقام المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، فقد عرفنا مما تقدم أن مقام المهديين ص يأتي بعد مقام الأئمة الاثني عشر، ويؤيد ذلك أن محمداً وآل محمد ص عندما يذكرون المهديين مع الأئمة يخصونهم باسم (المهديين)، بل تجد هذا التأكيد في أغلب موارد ذكر أوصياء القائم الحجة بن الحسن ع، وهذا يدلنا على أن مقام المهديين ص مقام آخر غير مقام الأئمة الاثني عشر ص، ولكن هذا لا ينفي إمامة المهديين ص بمعنى أنهم حجج الله على خلقه معصومون مطهرون، وقد تقدم بيان ذلك. وكون المهديون يأتون في المقام التالي لمقام الأئمة الاثني عشر، يعني أنهم هم المقصودون بالفريضة الرابعة في قول الله تعالى: (والرابعة: معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي، وهم قوام قسطي)؛ لأنهم أفضل الخلق بعد الأئمة الاثني عشر، وقد وصفوا بـ (القوام) في قول الإمام الباقر ع في وصفه للكوفة: (وفيها يكون قائمه والقوام من بعده). ومما يؤكد ذلك أكثر أن قوام قسط الله في الحديث القدسي الشريف، الناس مكلفة بمعرفتهم من دون ذكر تكليفهم باتباع أحد أو تصديقه، وهذه صفة الحجج الأوصياء؛ لأنهم أغنياء عن الناس، وكل الناس تفتقر إليهم، بينما الحديث القدسي عندما ذكر القوام بفضل الأئمة والمهديين ص في الفريضة الخامسة، قال عنهم: (والخامسة: معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم)، فجعلهم تابعين لمن قبلهم من الحجج، مصدقين لهم، وهذا يعني أنهم محجوجون لا حجج، وتابعون لا متبوعون، وهذه (الفريضة الخامسة) تشمل كل أبواب الأئمة وأوليائهم الذين حملوا الدين وأوصلوه للناس. فبعد مقام الإلوهية، في هذا الحديث القدسي، يكون مقام النبي محمد ص ثانياً، ومقام الأئمة الاثني عشر ثالثاً، ثم مقام المهديين الاثني عشر (قوام قسط الله) رابعاً، ولعل تسميتهم بـ (قوام القسط)؛ لأن على أيديهم سيتم تطبيق قسط الله وعدله على العباد وفي كافة البلاد، وبعهدهم سيتم تطبيق الوعد الإلهي بملء الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً في دولة العدل الإلهي المنتظرة المرتقبة. ولعلهم هم المقصودون بـ (جيوب النور) في الرواية الآتية: الشيخ الصدوق بسنده عن الحسن بن محبوب، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، قال: قال لي: (لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حرى وحران، وكل حزين ولهفان، ثم قال ع: بأبي وأمي سمي جدي ص وشبيهي وشبيه موسى بن عمران ع، عليه جيوب ([115]) النور، يتوقد [تتوقد] من شعاع ضياء القدس، يحزن لموته أهل الأرض والسماء، كم من حرى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسف حران حزين عند فقدان الماء المعين، كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين) ([116]). فقوله ع: (عليه جيوب النور، يتوقد [تتوقد] من شعاع ضياء القدس)، هو إشارة رمزية إلى المهديين ص (معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي، وهم قوام قسطي)، فالجيوب التي على الإمام المهدي ع تتوقد من ضياء القدس، وقوام القسط أقيموا من ضياء القدس، والجيوب جمع جيب، وهي فتحة القميص أو الثوب (الياقة)، التي تكون عادة على الصدر أو قريبة منه، فلعله إشارة إلى أن علم الإمام المهدي ع وهداه ينتشر عن طريق قوام قسط الله المهديين ص، كما أن علم رسول الله ص انتشر عن طريق الأئمة الاثني عشر من ذريته. وقد جاءت هذه الرواية في مصدر آخر بلفظ (جلابيب) بدل (جيوب)، وهما متقاربان بالنسبة لمعنى الثياب، فالذرية بمثابة الثوب للإنسان يحكي عن ذوقه ونظافته واتزانه، وخصوصاً الذرية المؤمنة التي يتعدى دورها الجانب الدنيوي إلى الآخرة، وبالأخص الذرية الأوصياء للأنبياء والأئمة ص، فهم يرثون آباءهم ويكونون الحاكين عنهم في حياتهم وبعد مماتهم. وهذه الرواية قد تردد وتحير في معناها العلامة المجلسي في بحار الأنوار، حيث قال: (قوله ع: "عليه جيوب النور" لعل المعنى أن جيوب الأشخاص النورانية من كمل المؤمنين والملائكة المقربين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن على غيبته وحيرة الناس فيه وإنما ذلك لنور إيمانهم الساطع من شموس عوالم القدس، ويحتمل أن يكون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة إلى النور والتي يسطع منها أنوار فيضه وفضله تعالى والحاصل أن عليه صلوات الله عليه أثواب قدسية وخلع ربانية تتقد من جيوبها أنوار فضله وهدايته تعالى، ويؤيده ما مر في رواية محمد بن الحنفية عن النبي ص "جلابيب النور"، ويحتمل أن يكون على تعليلية أي ببركة هدايته وفيضه ع يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم والمعارف الربانية) ([117]). واعترف الشيخ الكوراني أن قوله ع: (عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس)، من الجواهر المكنونة التي لا يمكن معرفة حقيقة معناها، حيث قال: (... لكن وصف الإمام المهدي ع أبلغ من ذلك: "عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس!"، ومع ذلك فلا نستطيع أن نعرف حقيقة جلابيب النور على نبي الله عيسى، وجيوب النور على الإمام المهديع ! إن أحاديث أهل البيت ص جواهر مكنونة، لم نعرف إلى الآن كنوزها في معرفة الله تعالى، ومعرفة وسائط فيضه وعطائه ص ! ونيل هذه الكنوز أمر صعب، لا يحصل بالبحث والتعمق الفكري كما هو الحال في بقية العلوم، بل هو عطاء يختص به الله من يشاء من عباده)([118]). -الحديث الثاني والعشرون: الراوندي في قصص الأنبياء، بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع، قال: قال لي: (يا أبا محمد، كأني أرى نزول القائم ع في مسجد السهلة بأهله وعياله. قلت: يكون منزله جعلت فداك ؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن ع، وما بعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن) ([119])، ([120]). وهذه الرواية تثبت الأهل والعيال للإمام المهدي ع عند أول نزوله مسجد السهلة، أي في بداية قيامه المقدس، ولا يخفى أن قوله ع: (بأهله وعياله) منصرف إلى الزوجة والذرية، وخصوصاً إذا علمنا أن الإمام المهدي ع حينئذٍ ليس له أب ولا أم ولا أخ ولا أخت...الخ، فيكون المصداق للأهل والعيال هو الزوجة والأولاد. -الحديث الثالث والعشرون: الشيخ الطوسي: الفضل بن شاذان، عن عثمان بن عيسى ([121])، عن صالح بن أبي الأسود([122])، عن أبي عبد الله ع، قال: ذكر مسجد السهلة فقال: (أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله)([123]). وأهل الإمام المهدي ع في هذه الرواية تشمل زوجته وذريته، بعد ملاحظة ما تقدم في الرواية السابقة، فالمشهور إطلاق الأهل على الزوجة والذرية والوالدين والإخوة والأخوات، وبخصوص الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، لا يُتوقع له عند قيامه المقدس إلا الزوجة والذرية. والتأكيد على أهل الإمام المهدي ع ورد في غير هذه الروايات أيضاً، بل ذكر الشيخ الكفعمي في المصباح أنّ زوجة الإمام المهدي ع هي: (من بنات أبي الشيب) ([124])، ونقل ذلك عنه الميرزا النوري في النجم الثاقب ولكن قال من بنات أبي لهب، أي من ذريته، وهذا نص كلامه: (السابع: نقل الشيخ الكفعمي في مصباحه أنّ زوجته ع هي إحدى بنات أبي لهب)([125]). ولا يهمنا الآن تحديد نسب زوجة الإمام المهدي ع، إنما يهمنا أنه متزوج في غيبته، كما ذكر ذلك الشيخ الكفعمي، ولا يخفى أن هذا الأمر ليس خاضعاً للاجتهاد والرأي، حتى يمكن أن يقال بأن الشيخ الكفعمي رجم بالغيب، بل هذا الأمر لا يثبت إلا بالإخبار، ولابد أن الشيخ الكفعمي قد اطلع على ما لم يصل إلينا أو ما لم نطلع عليه، لأن عالماً ورعاً ثقة مثل الشيخ الكفعمي لا يمكن أن ينص على وجود الزوجة للإمام المهدي ع بدون دليل، وخصوصاً أنه ذكر ذلك بدون الإشارة إلى أنه احتمال أو قول مرجوح ..، بل ذكره على نحو ذكر زوجات بقية الأئمة ص. وبخصوص عدد أولاد الإمام المهدي ع، قال الشيخ الكفعمي: (علم ذلك عند الله) ([126])، ولم ينفِ وجود الذرية للإمام المهدي ع في غيبته، بل أرجع عددهم الى علم الله تعالى، وهو طبعاً كذلك، ما لم يُخبِر به أهله. -الحديث الرابع والعشرون: جاء في رواية المفضل بن عمر عن الصادق ع في أمر القائم ع: (... قال المفضل: فما يصنع بأهل مكة ؟ قال: يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلاً من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة ...) ([127]). وهذه الرواية تنص على أن الإمام المهدي ع في بداية قيامه الشريف، يستخلف على أهل مكة رجلاً من أهل بيته، وأهل بيت الإمام المهدي ع هم عترته، وهذا يدل على أن ذرية الإمام المهدي موجودون في أول قيام الإمام المهدي ع، كرجال صالحين للقيادة والولاية، وطبعاً لابد أن يكونوا مولودين قبل قيامه المقدس. وعن علي بن الحسين عليهما السلام في ذكر القائم ع في خبر طويل قال: (فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيقول: يا عبد الله ما يجلسك ههنا ؟ فيقول: يا عبد الله إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر قال: فيضحك فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل قال: فيأخذ بيده ويصافحه، ويسلم عليه، ويقول له: قم ويجيئه بفرس يقال له البراق فيركبه ثم يأتي إلى جبل رضوى، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها. قال: فيقوم رجل منه فينادي أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله ص، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه، فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله ، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله ...) ([128]). وقوله ع: (فيقوم رجل منه)، أي من الإمام المهدي ع، يعني من ذريته، وهذا المعنى بيِّن خصوصاً إذا قارنا هذه الرواية مع بقية الروايات، وما سطرته في التعليق عليها. -الحديث الخامس والعشرون: الشيخ الطوسي: خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد ع أن مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه. وادع فيه بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها، ولما يطأ لابتيها، قتيل العبرة، وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثار، ويرضوا الجبار، ويكونوا خير أنصار، صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار ... واجعلنا ممن يسلم لأمره، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره وعلى جميع أوصيائه وأهل أصفيائه الممدودين منك بالعدد الاثني عشر النجوم الزهر والحجج على جميع البشر...) ([129]). فهذا الكلام لا يمكن حمله على غير ذرية الإمام المهدي ع؛ لأن الإمام العسكري ع قال: (والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته)، أي إن الأوصياء بعد الإمام المهدي وغيبته هم من ذرية الإمام الحسين ع، وهم من ذرية القائم ع آخر التسعة من ذرية الحسين ع، فكلمة (بعد قائمهم وغيبته) دليل قاطع على أن المقصود هم ذرية الإمام المهدي ع الأوصياء المهديون ص ([130]). -الحديث السادس والعشرون: الشيخ علي اليزدي الحائري في إلزام الناصب قال: عن السيد الثقة الجليل الفقيه السيد نعمة الله الجزائري (رحمه الله) في بعض مؤلفاته، عن ابن عباس - في حديث طويل عن أمير المؤمنينع -: (... قال له: صدقت سل عما بدا لك، قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾، قال ع: نعم يا بيهس قد سألت عنه غيري، قال: لا كرامة لهم وهذا علم لا يعلمه إلا نبي أو وصي. قال ع: أما قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ فنور أنزل على الدنيا. قال: كيف أنزل ؟ قال ع: لما استوى الرب على العرش أراد أن يستضيء ضوء بنورنا وإن نورنا من نوره، فأمر الله النور أن ينطق فنطق حول العرش فعلمت الملائكة بذلك فخروا له سجداً لحلاوة كلام نورنا، فلذلك سميت القدر فإنها لنا ولمن يتولانا، وليس لغيرنا فيه نصيب فكان نورنا عند العرش نامياً صباحاً، والملائكة يسلمون علينا، فلما أن خلق الله آدم رفع رأسه فنظر إلى نورنا فقال آدم: إلهي وسيدي منذ كم نورهم تحت عرشك ؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا آدم، من قبل أن خلقتك وخلقت السماوات والأرض والجبال والبحار والجنة والنار بأربعة وعشرين ألف عام وأنت في بعض أنوارهم، فلما أن هبط آدم ع إلى الدنيا كانت الدنيا مظلمة، فقال آدم ع: بإذن ربهم. أتدري أي إذن كان ؟ قال: لا. قال: أنزل الله تعالى إلى جبرائيل يا رب بحق محمد وعلي إلا رددت عليّ النور الذي كان لي، فأهبطه الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فكان آدم يستضئ بنورنا، فلذلك سمى ليلة القدر، فلما بقي آدم ع في الدنيا وعاش فيها أربعمائة سنة أنزل الله عليه تابوتاً من نور له اثنا عشر باباً، لكل باب وصي قائم يسير بسيرة الأنبياء. قال: يا رب من هؤلاء ؟ قال الله (: يا آدم، أول الأنبياء أنت، والثاني نوح، والثالث إبراهيم، والرابع موسى، والخامس عيسى، والسادس محمد خاتم الأنبياء. وأما الأوصياء أولهم شيث ابنك، والثاني سام بن نوح، والثالث إسماعيل بن إبراهيم، والرابع يوشع بن نون، والخامس شمعون الصفا، والسادس علي بن أبي طالب ع، وآخرهم القائم من ولد محمد الذي أظهر به ديني على الدين كله ولو كره المشركون. قال: فسلم آدم التابوت إلى شيث وقبض آدم، فلذلك قال الله تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾([131])، وإن نورنا أنزله الله إلى الدنيا حتى يستضئ بنورنا المؤمنون ويعمى الكافرون. وأما قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ﴾ فإنه لما بعث الله محمد ص ومعه تابوت من در أبيض له اثنا عشر باباً، فيه رق أبيض فيه أسامي الاثني عشر فعرضه على رسول الله ص وأمره عن ربه أن الحق لهم وهم أنوار. قال: ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ قال: أنا وأولادي الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم أجمعين، وبعدهم أتباعنا وشيعتنا، المقرون بولايتنا، المنكرون لولاية أعدائنا. وقوله: ﴿مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ﴾ من كل من في السماوات ومن في الأرض علينا صباحاً ومساء إلى يوم القيامة، هي نور ذريتي، تستضاء بنا الدنيا حتى مطلع الفجر عنا إلى يوم القيامة) ([132]). وهذه الرواية تشير إلى استمرار التنزيل في ليلة القدر على أتباع وشيعة أهل البيت ص المقرّون بولاية أهل البيت ص، وهؤلاء الشيعة هم الأولياء المهديون من ذرية الإمام المهدي ع، الذين يتولون قيادة الأمة بعد أبيهم ع، والدليل إلى ذلك الرواية الآتية: عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد ع: يا ابن رسول الله ص، سمعت من أبيك ع أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً. فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا و معرفة حقنا ...). فوصفهم الإمام ع في هذه الرواية بنفس الوصف الذي وصفوا به في الرواية السابقة: (وبعدهم - أي بعد الأئمة المعصومين - اتباعهم وشيعتنا المقرون بنا المنكرون لولاية أعدائنا). فإن ما عليه الاعتقاد هو أن الحكم سيستمر بعد الإمام المهدي ع لمدة طويلة، ففي هذه الفترة على من يكون تنزل الملائكة في ليلة القدر ؟ فلا يمكن حمل معنى الرواية الأولى إلا على ذرية الإمام المهدي ع ([133])، الذين تقدم وصفهم في الروايات بـ (الأئمة)، و(القوّام). -الحديث السابع والعشرون: العلامة المجلسي قال: أقول وجدت في أدعية عرفة من كتاب الإقبال زيارة جامعة للبعيد مروية عن الصادق ع ينبغي زيارتهم ص بها في كل يوم (وفيه يقول ع): (... السلام عليك يا مولاي يا حجة بن الحسن صاحب الزمان صلى الله عليك وعلى عترتك الطاهرة الطيبة. يا موالي، كونوا شفعائي في حط وزري وخطاياي، آمنت بالله وبما أنزل إليكم، وأتوالى آخركم بما أتوالى أولكم، وبرئت من الجبت والطاغوت واللات والعزى. يا موالي، أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وعدو لمن عاداكم وولي لمن والاكم إلى يوم القيامة، ولعن الله ظالميكم وغاصبيكم، ولعن الله أشياعهم وأتباعهم وأهل مذهبهم، وأبرأ إلى الله وإليكم منهم) ([134]). الدعاء ينص على السلام على عترة الإمام المهدي ع، وعترة الرجل هم ذريته وأهل بيته، ومن جمع هذا الدعاء مع بقية الأدعية والروايات التي تنص على ذرية الإمام المهدي ع، يتبين أن عترة الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع هم المهديون الاثنا عشر من ذريته. -الحديث الثامن والعشرون: السيد ابن طاووس، قال: يوم الجمعة، وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه، وهو اليوم الذي يظهر فيه عجل الله فرجه، أقول متمثلاً وأشير إليهم صلوات الله عليهم: محبكم وإن قبضت حياتي وزائركم وإن عقرت ركابي (السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك يا عين الله في خلقه، السلام عليك يا نور الله الذي يهتدي به المهتدون ويفرج به عن المؤمنين، السلام عليك أيها المهذب الخائف، السلام عليك أيها الولي الناصح، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليك يا عين الحياة، السلام عليك صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين، السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الأمر، السلام عليك يا مولاي أنا مولاك، عارف بأولك وآخرك، أتقرب إلى الله بك وبآل بيتك، وانتظر ظهورك وظهور الحق على يديك، واسأل الله أن يصلى على محمد وآل محمد وأن يجعلني من المنتظرين لك والتابعين والناصرين لك على أعدائك والمستشهدين بين يديك في جملة أوليائك، يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يدك وقتل الكافرين بسيفك، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك، وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام ومأمور بالضيافة والإجارة، فأضفني وأجرني، صلوات الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين) ([135]). قال الميرزا النوري في استدلاله على وجود الذرية للإمام المهدي ع، في النجم الثاقب ج2 ص70: (الثالث: في زيارته المخصوصة التي تقرأ في يوم الجمعة، ونقل السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (جمال الأسبوع): "صلّى الله عليك وعلى آل بيتك الطيّبين الطاهرين" وفي موضع آخر منها: "صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة". وفي آخرها قال: "صلوات الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين") انتهى. فـ (آل) و (أهل) بيت الإمام المهدي ع، هم ذريته المهديون الأوصياء الحجج، كما تقدم بيانه. والرواية الآتية ظاهرة بذكر قبيلة تكون من ذرية الإمام المهدي ع: قال الحسين بن حمدان الخصيبي: ومما أتى في الحديث الصحيح، عن رسول الله: أنه كان جالس في محرابه ووجهه كدارةِ البدر في وقت الاكتمال وكانت محدقة من حوله الأنصار والمهاجرون، ومن آمن في نبوته. فقال زيد بن حارثة، وسعد بن مالك: يا رسول الله، سمعناك بالأمس تأتي بذكر الحسين بن علي، وأبيه أمير المؤمنين. فقال ص: (فسوف يظهر من قبائل ولدي الحسين ونسله إمام يقال له الإمام محمد بن الحسن بن علي، وسوف تظهر قبيلة من نسله لا يحصى عددهم؛ وفي أيديهم السيوف المضريّة والخوذ الدّاودية، والثياب العدنانية؛ وهم يقيمون في نصرة ولدي الحسين كأنهم معنا وكأني أنظر إليهم يقدمون في سكك الكوفة بشعارهم مكللة ويأخذون بثارات الحسين بن علي، وأبيه أمير المؤمنين)([136]). فقوله ص: (وسوف تظهر قبيلة من نسله لا يحصى عددهم)، راجع على الإمام محمد بن الحسن المهدي ع، ولعل قوله ص: (لا يحصى عددهم)، إشارة الى جهل الناس بنسبهم في غيبة الإمام المهدي ع، لسرِّية وخفاء الإمام المهدي ع وما يتعلق به، تماشياً مع الهدف من الغيبة والحفاظ على هويتها، وإلا كيف تكون هناك قبيلة لا يحصى عددها، وخصوصاً في الأزمان المتأخرة ؟! والله العالم. -الحديث التاسع والعشرون: السيوطي في العرف الوردي بالسند عن سالم بن أبي الجعد ([137])، قال: (يكون المهدي إحدى وعشرين سنة, أو اثنين وعشرين سنة, ثم يكون آخر من بعده وهو صالح أربع عشرة سنة, ثم يكون آخر من بعده وهو صالح تسع سنين) ([138]). وهذا الخبر يؤكد على أن بعد الإمام المهدي ع أئمة وحجج، وهم المهديون كما بيَّنته الروايات المتكاثرة، ولا يضر هذا الخبر عدم إسناده إلى الرسول محمد ص، بعد موافقته للروايات، وكونه من الإخبار عما يكون في آخر الزمان الذي يعتمد فيه على السماع عادة. وقال القاضي النعمان المغربي، قال: ومن رواية الدغشي، يرفعه إلى أبي الحارث، أنه قال: (يكون المهدي وسبعة من بعده من ولده كلهم صالح لم ير مثلهم) ([139]). وهذا الخبر أيضاً يؤكد على وجود أئمة وحجج بعد الإمام محمد بن الحسن العسكري ع، على نحو ما تقدم في الخبر السابق، إلا أن هذا الخبر ينص على أنهم من ولده، وذكر الخبر لعدد (سبعة) لا يدل على الحصر، بل لعل هؤلاء السبعة لهم خصوصية ما، كما يشير إليه الخبر بقوله: (لم ير مثلهم). -الحديث الثلاثون: الشيخ الطوسي في الغيبة: الفضل بن شاذان، عن إسماعيل بن عياش ([140])، عن الأعمش ([141])، عن أبي وائل ([142])، عن حذيفة بن اليمان ([143])، قال: سمعت رسول الله ص وذكر المهدي فقال: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها) ([144]). تقدم أن الحجج من ذرية الإمام المهدي ع يوصف كل واحد منهم بـ (المهدي) و(القائم)، وبملاحظة ذلك نعرف أن (المهدي) في الرواية السابقة هو غير محمد بن الحسن العسكري ع، بدليل أننا لو قارنّا بين الأسماء الواردة في وصية رسول الله ص لأول المهديين من ذرية الإمام المهدي ع (أحمد)، لوجدناها نفس الأسماء الواردة في هذه الرواية. مما يثبت أنه نفسه أحمد وصي الإمام المهدي ع: (له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي). (اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها). ومن هذه الرواية وغيرها يتضح أن وصي الإمام المهدي ع له دور كبير وعظيم قبل قيام الإمام المهدي ع، وقد فصلت الكلام بهذا الموضوع في كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود الحلقة الأولى. وروى السيد ابن طاووس عن كتاب الملاحم للبطائني ([145])، قال: وهذا ما ذكره بلفظه من نسخة عتيقة بخزانة مشهد الكاظم ع، وهذا ما رويناه ورأينا عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع قال: (قال: الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الأرض بلا إمام عادل، قال: قلت له: جعلت فداك، فأخبرني بما أستريح إليه، قال: يا أبا محمد، ليس يرى أمة محمد ص فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد رجلاً منا أهل البيت، يسير بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين، القائم العادل الحافظ لما استودع يملأها قسطاً وعدلاً كما ملأها الفجار جوراً) ([146]). فقوله ع: (فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد رجلاً منا أهل البيت، يسير بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه)، يدل على وجود رجل من أهل البيت ص قبل قيام الإمام المهدي ع، وكونه من أهل البيت ص، ينبغي أن يكون من أهل بيت الإمام المهدي ع، أي من ذريته بل من الأوصياء لا مطلق الذرية والانتساب إلى أهل البيت ص، ويتأكد هذا المعنى إن جمعنا هذه الرواية مع الروايات التي تشير إلى ذلك، كرواية الوصية التي تنص على أن وصي الإمام المهدي ع الأول (هو أول المؤمنين)، وقد بيَّنت في كتاب (الوصية والوصي) أن معنى هذا أنه أول المؤمنين بالإمام المهدي ع في زمان ظهوره وقيامه المقدس، وكذلك الرواية المتقدمة التي تقول: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها)، حيث أن هذا المهدي الذي يبايع بين الركن والمقام هو نفس المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي ع، وخصوصاً بعد مقارنة أسمائه في هذه الرواية وفي رواية الوصية المقدسة، فكلاهما ذكرت له ثلاثة أسماء: (أحمد وعبد الله والمهدي). وأيضاً يؤيد ذلك الرواية الآتية، التي تنص على أن (ابن صاحب الوصيات) يكون موجوداً قبل قيام الإمام المهدي ع، وسيأتي بيان من هو صاحب الوصيات، ومن هو ابنه. وأيضاً يؤيد ذلك ما رواه حذلم بن بشير، عن زين العادين ع: الشيخ الطوسي: وروى حذلم بن بشير، قال: قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام): (صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟ فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له: عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك) ([147]). (والرواية واضحة الدلالة على أن المهدي ع موجود وظاهر قبل خروج السفياني من الوادي اليابس، في حين أن الروايات متواترة على أن السفياني علامة من علامات قيام الإمام المهدي ع وإنه يخرج قبله بشهور عديدة، إذن فمن هو هذا المهدي الظاهر قبل خروج السفياني ؟ ولا أظن أن الجواب بات صعباً بعد معرفتنا أن هناك ممهداً من ذرية الإمام المهدي ع، وهو من أهل البيت ص، وأيضاً يوصف بـ "المهدي") ([148]). وعن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله ص: (منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي، فأما القائم فتأتيه الخلافة لم يهراق فيها محجمة من دم، وأما المنصور فلا تدركه راية، وأما السفاح فهو يسفح المال والدم، وأما المهدي يملؤها عدلاً كما ملت ظلماً) ([149]). وما يهمنا من هذا الحديث هو أنه ينص على شخصيتين: (القائم والمهدي)، وكلاهما غير الآخر، ولكل منهم مهمة تختلف عن الآخر، فالقائم تأتيه الخلافة من دون أن يهرق محجمة دم، والظاهر انصرافه إلى الحجة بن الحسن العسكري ع، وأما المهدي هنا، فقد يصدق على المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي ع، الذي يتكفل مهمة التمهيد لأبيه، وخوض المعارك والملاحم، وقتل المفسدين، بأمر أبيه ع. -الحديث الحادي والثلاثون: نعيم بن حماد المروزي، بسنده عن أمير المؤمنين ع، أنه قال: (إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل، ويتوجه إلى بيت المقدس. فلا يبلغه حتى يموت) ([150]). (وهذه الرواية تتحفنا بشيء جديد وهو أن هذا الرجل المشرقي، من أهل بيت الإمام المهدي ع، ونحن نعلم أن الإمام المهدي ع ليس له أهل بيتٍ في عصر الظهور إلا أن يكونوا من ذريته، فلا مناص من القول بأن هذا الرجل هو من ذرية الإمام المهدي ع، والرواية تبين أنه هو الممهد الرئيسي المشرقي صاحب الملاحم ... بل إن كل الروايات التي تصف هذا الممهد بأنه من آل محمد أو من أهل البيت ص لابد أن يكون معناها أنه من ذرية الإمام المهدي ع ومن الأوصياء بالخصوص؛ لأن (أهل البيت) لا تصدق على كل من انتسب إلى أمير المؤمنين ع، وخصوصاً عندما نلاحظ صفاته ومهمته الواردة في الروايات، ومن المعلوم أن آخر الأئمة الاثني عشر هو الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، وهذا الرجل غيره؛ لأن الرواية تقول بأنه يخرج قبله ومن أهل بيته، وإذا رجعنا إلى وصية الرسول محمد ص عند وفاته وغيرها من الروايات لا نجد مصداقًا لهذا الرجل إلا المهدي الأول (أحمد) من ذرية الإمام المهدي ع والذي وصفه رسول الله ص بأنه أول المؤمنين، وأنه وصيه وأول المهديين ص) ([151]). -الحديث الثاني والثلاثون: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام ([152])، عن جابر الجعفي، قال: (سمعت أبا جعفر ع يقول: والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً. قلت: متى يكون ذلك ؟ قال: بعد القائم ع. قلت: وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال: تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين ع ودماء أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح) ([153]). الرواية تخبر عن ملك رجل من أهل البيت (309) سنة، بعد موت الإمام المهدي ع، وقد ثبت أن الملك والخلافة والإمامة بعد الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، ستكون في ذريته المهديين الاثني عشر ص، إذن لابد أن يكون هذا الرجل الذي يملك (309) سنة، هو أحد المهديين من ذرية الإمام المهدي ع. وقد روى الشيخ النعماني هذه الرواية بسند صحيح عن جابر بن يزيد الجعفي، هكذا: عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: (سمعت أبا جعفر محمد بن علي ع يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة وثلاث عشرة سنة ويزداد تسعاً، قال: فقلت له: ومتى يكون ذلك ؟ قال: بعد موت القائم ع. قلت له: وكم يقوم القائم ع في عالمه حتى يموت ؟ فقال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته) ([154]). والدليل على أن هذا الرجل هو أحد المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، الرواية الآتية: الشيخ الطوسي بسنده عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر ع: (إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد ص، يسير بسيرة سليمان بن داود، تمام الخبر) ([155]). فهذه الرواية تنص على أن القائم ع يملك (309) سنة، وهو نفس الرجل الذي يملك (309) سنة بعد موت الإمام المهدي ع، وهو من ذرية الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، وأما الإمام الحجة بن الحسن ع، فأكثر الروايات تنص على أنه يملك تسعة عشر سنة، أو سبع سنين تعادل سبعين سنة من سنيننا. ولا ننسى قول أبي عبد الله ع: (... فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك) ([156]). -الحديث الثالث والثلاثون: الشيخ المفيد ([157]): الفضل بن شاذان ([158])، عن معمر بن خلاد ([159])، عن أبي الحسن ع، قال: (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات) ([160]). ولابد أولاً من معرفة الوصيات وصاحبها أولاً حتى نعرف ابنه. فأقول: الوصيات هي جمع وصية، وكذلك يأتي الجمع: وصايا، والمراد هنا بالوصيات هي وصايا الأنبياء ووصية الرسول محمد ص ووصايا الأئمة الطاهرين ومواريثهم ص، فإن وصايا الأنبياء ورثها الرسول محمد ص وورَّثها لعلي ع، ويرثها إمام عن إمام إلى أن وصلت إلى الإمام المهدي ع، فهي الآن مستحفظة عند الإمام المهدي ع؛ لأنه الإمام والحجة على الخلق أجمعين. ويدل على ذلك ما يلي: عن درست بن أبي منصور أنه سأل أبا الحسن الأول ع: (أكان رسول الله ص محجوجاً بأبي طالب ؟ فقال: لا، ولكنه كان مستودعاً للوصايا فدفعها إليه ص، قال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به ؟ فقال: لو كان محجوجاً به ما دفع إليه الوصية، قال: فقلت: فما كان حال أبي طالب ؟ قال: أقر بالنبي وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه) ([161]). وعن أمير المؤمنين ع، قال: (إن رسول الله ص علمني ألف باب من الحلال والحرام ومما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة كل يوم يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب حتى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب) ([162]). وقال سلمان المحمدي ع: (... ألا وإن عند علي بن أبي طالب ع المنايا والبلايا، وميراث الوصايا، وفصل الخطاب...) ([163]). وفي أحد رسائل أمير المؤمنين ع إلى معاوية (لعنه الله): (... أفغير الله يا معاوية تبغى رباً أم غير كتابه كتاباً ... أم غير الحكم تبغى حكماً أو غير المستحفظ منا تبغى إماماً الإمامة لإبراهيم وذريته والمؤمنون تبع لهم...) ([164]). وقال أمير المؤمنين (ع): (... ولقد أعطيت الست، علم المنايا، والبلايا، والوصايا، وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس) ([165]). ومن ألقاب زين العابدين ع: (... ووصي الوصيين، وخازن وصايا المرسلين ...) ([166]). إذن فالأئمة عندهم علم الوصايا وهم المستحفظون والخزان لها، ولذلك نجد الإمام المهدي ع قد وصفه الرسول محمد ص في وصيته السابقة الذكر بـ (المستحفظ من آل محمد): (... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ص ...). وأيضا وصفه الإمام الصادق ع بـ (الحافظ لما استودع): (... الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) ([167]). ومما تقدم يتضح لنا أن صاحب الوصيات هو الإمام المهدي ع، فيكون معنى (ابن صاحب الوصيات) هو ابن الإمام المهدي ع، وهذا الابن تهدى إليه الرايات أي تبايع وتطيع([168]). -الحديث الرابع والثلاثون: قصة الجزيرة الخضراء ([169]): وهي الجزيرة التي يعيش فيها أولاد الإمام المهدي ع وشيعتهم، وخبر هذه الجزيرة طويل قد رواه واعتبره عدة علماء ([170])، وهذه القصة تثبت الذرية للإمام المهدي ع، في فترة الغيبة الكبرى، وأن لهم مدينة بل مدن عديدة. قال السيد ابن طاووس عن هذه القصة: (ووجدت رواية متصلة الإسناد بأن للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحار على غاية عظيمة من صفات الأبرار)([171]). وقال المدقق الأردبيلي: (حكاية غريبة ورواية عجيبة قلمّا طرقت أذناً، وهي في كتاب الأربعين تصنيف أحد كبار المصنفين وأعاظم المجتهدين من علماء أمة سيد المرسلين وخدمة أمير المؤمنين ع صلوات الله عليهما، ولأنها لم تصل إلّا إلى قليل، فمع طولها نزيّن هذه الأوراق بنقلها، فبها تقر عيون سائر المؤمنين، روى العالم العامل المتقي الفاضل محمد بن علي العلوي الحسيني بسنده المتصل إلى أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري) ([172]). وقال المير محمد لوحي المعاصر للعلامة المجلسي في كتاب (كفاية المهتدي في معرفة المهدي)، عن خبر الجزيرة الخضراء: (وهو من الأخبار المعتبرة النادرة التي ذكر فيها مدينة الشيعة والجزيرة الخضراء والبحر الأبيض والتي تقول إنّ لصاحب الزمان ع عدّة أولاد، وقد وفقنا مع هذا الحديث الصحيح في كتاب رياض المؤمنين) ([173]). ويقول العالم الجليل والحبر النبيل الشيخ أسد الله الكاظميني في أوّل المقابيس في ضمن توصيفه فضائل المحقق صاحب الشرائع: (... رئيس العلماء، حكيم الفقهاء، شمس الفضلاء، بدر العرفاء، المنوّه باسمه وعلمه في قصّة الجزيرة الخضراء ... الخ) ([174]). واعتبار الكاظميني ذكر اسم المحقق الحلي في قصة الجزيرة الخضراء مدحاً له، يعني أنه يعتبر هذه القصة صحيحة ومعتبرة، ولذلك استدل بمضمونها. وقال الشهيد الثالث القاضي نور الله (رحمه الله) في كتاب مجالس المؤمنين: (... ويقوم هناك ويفعل يقيناً بما يلزم كلّ أمر يراه صواباً بمقتضى المصلحة الدينية، كما يستفاد ذلك من قصّة البحر الأبيض والجزيرة الخضراء المشهورة) ([175]). وقال الميرزا النوري معلقاً على كلام الشهيد الثالث القاضي نور الله: (ويظهر من هذا الكلام الشريف إنّ هذه القصة كانت معروفة ومشهورة عند تلك الطبقة، ويحتمل أنّهم قد حصلوا عليها بسند آخر ...) ([176]). وقد أطال الميرزا النوري (رحمه الله) في إثبات هذه القصة، والاعتماد عليها، راجع النجم الثاقب ج2 ص172 – 214، الحكاية السابعة والثلاثون. -الحديث الخامس والثلاثون: الشيخ النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الأربعة، عن ابن محبوب. وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني أبو جعفر، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: وحدثني محمد بن عمران، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: وحدثنا علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، جميعاً، عن الحسن بن محبوب، قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر - عن قيام القائم ع بين الركن والمقام -: (... ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغ الشاهد منكم الغائب، وأسألكم بحق الله وبحق رسوله وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى) ([177]). (وهذا إعلان وبيان من الإمام المهدي ع في أول قيامه بأنه طرد من داره وأبنائه بسبب مطاردة الظالمين له، والبحث عن آثاره ع في كل مكان وزمان. والفقرة (وطردنا من ديارنا وأبنائنا) يكون انطباقها على الإمام المهدي ع أكثر من انطباقها على آبائه ص؛ لأن الأئمة ص وإن ظلموا واغتصب حقهم إلا أن أغلبهم عاشوا مع أولادهم وفي ديارهم، وحتى وإن قلنا بأن هذه الفقرة عامة لكل الأئمة ص فهي تشمل الإمام المهدي ع؛ لأنه منهم، ولأنه صاحب الكلام، فالكلام يصدق عليه أولاً ثم على غيره من الأئمة) ([178]). بل من تأمل ما قبل وما بعد قوله: (وطردنا من ديارنا وأبنائنا)، يجد الإمام المهدي ع يتكلم عن نفسه بالذات. وجاء في قصة لقاء الحاج علي البغدادي مع الإمام المهدي ع: (... ثم بلغنا متسعاً من الطريق يواجه مدينة الكاظمين ع محاطاً بالبساتين من الجانبين وكان شطر من هذه الجادة يقع على يمين القادم من بغداد، ملكاً لبعض الأيتام من السادة، وقد اغتصبته الحكومة فجعلته جزءاً من الطريق العام، فكان الورع التقي من أهالي بغداد والكاظمية يحذر المسير في هذا الشطر من الجادة، فرأيت صاحبي هذا - يقصد الإمام المهدي ع - لا يأبى الجري عليه، فقلت له: سيدي هذا الموضع ملك لبعض الأيتام من السادة، ولا ينبغي التصرف فيه، فأجاب: هو لجدي أمير المؤمنين ع وذريته وأولادنا، ويحل التصرف فيه لموالينا...) ([179]). فقول الإمام المهدي ع: (هو لجدي أمير المؤمنين ع وذريته وأولادنا)، واضح منه أنه يقصد خصوص أولاده وذريته ص، بدليل أن قوله: (هو لجدي أمير المؤمنين ع وذريته)، يشمل كل ذرية أمير المؤمنين ع إلى يوم القيامة، فيعتبر قوله بعد ذلك (وأولادنا)، تخصيصاً لذريته ص بالذكر عن عموم ذرية أمير المؤمنين ع. -الحديث السادس والثلاثون: سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي في حديث طويل، عن رسول الله ص: (... فقال رسول الله ص: أخي علي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر هذان أفضل أمتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا - وأشار رسول الله ص بيده إلى الحسين ع - منهم المهدي. والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول. إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا...)([180]). في هذا الحديث الشريف ينص الرسول محمد ص على أن المهدي ع من الأوصياء من ذرية الحسين ع، والمهدي في هذا الحديث لا يمكن أن يكون الحجة بن الحسن الإمام الثاني عشر؛ لأن الرسول ص يقول عنه: (والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول)، وهذا يعني أن والد المهدي ع أفضل منه، بينما الروايات مستفيضة على أن الإمام محمد بن الحسن المهدي ع أفضل من أبيه الحسن بن علي العسكري ع، أذكر بعضها: الشيخ النعماني بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه ص، قال: قال رسول الله ص: (إن الله ( اختار من كل شيء شيئاً، اختار من الأرض مكة، واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الأنعام إناثها، ومن الغنم الضأن، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعلياً من بني هاشم، واختار مني ومن علي الحسن والحسين، وتكملة اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم) ([181]). وعن أبي بصير، عن أبي جعفر ع، قال: (يكون منا تسعة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم، وهو أفضلهم) ([182]). وعن سلمان الفارسي، قال: كنا مع رسول الله ص والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه، إذ تفرس في وجهه وقال: (يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة، وأنت إمام بن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم) ([183]). إذن، لابد أن يكون المهدي ع الذي أبوه أفضل منه، غير المهدي الحجة بن الحسن ع، أي يكون أحد المهديين الاثني عشر من ذرية الإمام المهدي ع، وهو منطبق على المهدي الأول أحمد، بقرينة قول الرسول ص: (الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول)، أي الحجة بن الحسن ع خير من المهدي الأول من ذريته؛ لأنه إمامه، والمهدي الأول وصي الحجة بن الحسن ع. وهذا من الجواهر المكنونة لأهل البيت ص، نثروها في طيات كلامهم إلى وقت معلوم. -الحديث السابع والثلاثون: سليم بن قيس: عن سلمان المحمدي، عن رسول الله ص في حديث طويل: (... ثم ضرب بيده على الحسين ع فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به ...) ([184]). والمهدي في هذا الحديث أيضاً لا ينطبق على الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، بدليل قول الرسول ص عن المهدي ع: (أبوه الذي يليه إمام وصي عالم)، وطبعاً لا يوجد والد يلي أبنه في الوجود، فيبقى أن المهدي ع أبوه يليه في الظهور، كما هو حال الإمام المهدي ع ووصيه أحمد، فالروايات تشير إلى أن المهدي الأول يكون ظاهراً قبل أبيه الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، فيكون المهدي الذي يليه أبوه هو المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي ع. ويؤكد ذلك قول الرسول ص في نفس الحديث: (أبوه أفضل منه)، فقد تقدم في الحديث السابق أن الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع أفضل من أبيه، وليس العكس، فيبقى الحديث منطبقاً على المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي ع، والذي سماه الرسول ص في وصيته بـ (أحمد). -الحديث الثامن والثلاثون: الشيخ الطوسي: محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن الحسن بن علي الخزاز، قال: (دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ع فقال له: أنت إمام ؟ قال: نعم، فقال له: إني سمعت جدك جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب. فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفر ع، إنما قال جعفر ع: لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنه لا عقب له، فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول) ([185])، ([186]). هذه الرواية تصرح وبوضوح تام بأن الإمام الذي تكون بعده الرجعة هو إمام لا عقب له.. أي لا توجد له ذرية... وقد تقدم أن الإمام المهدي ع له ذرية أئمة وحجج. إذن فهذا الإمام الذي تكون بعده الرجعة لا يمكن أن يكون هو الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري ع، وبما أنه لا يوجد من ينطبق عليه وصف (الإمام) بعد الإمام المهدي ع غير المهديين من ذريته ص .. إذن فهو أحد المهديين من ذرية الإمام المهدي ع وبالتحديد آخر المهديين أي المهدي الثاني عشر .. حيث ينتهي حكم المهديين الذين أخبر عنهم رسول الله ص والأئمة ص إنهم يحكمون بعد الإمام المهدي ع .. وبعد ذلك تبدأ الرجعة برجوع الحسين ع على المهدي الثاني عشر الذي لا عقب له. إذن فهذه الرواية الشريفة تحكم الأمر إحكاماً تاماً بأن الرجعة لا تكون إلا بعد حكم المهديين الاثني عشر من ذرية الإمام المهدي ع، الموصوفين بأنهم أئمة بعد أبيهم ص. -الحديث التاسع والثلاثون: الشيخ الصدوق: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن الهمداني [محمد بن أحمد بن علي الهمداني]، قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي ابن موسى الرضا ع، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب ص، قال: قال رسول الله ص - في حديث طويل -: (... وإنه لما عرج بي إلى السماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم قال: تقدم يا محمد، فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال: نعم؛ لأن الله تبارك وتعالى اسمه فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر، فلما انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل ع: تقدم يا محمد وتخلف عني، فقلت: يا جبرئيل، في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال: يا محمد، إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله ( لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله، فزخ بي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله ( من ملكوته، فنوديت: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت: يا محمد، أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد، وعليّ فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي، لمن تبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتك أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي ؟ فنوديت: يا محمد، (إن) أوصياءك المكتوبون على ساق العرش، فنظرت - وأنا بين يدي ربي - إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي، فقلت: يا رب، أهؤلاء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت: يا محمد، هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك. وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له الرقاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة...) ([187]). تقدم بيان أن دولة الإمام المهدي ع سوف تستمر من بعده بقيادة المهديين من ذريته ع، وفي هذا الحديث القدسي يقول الله جل جلاله عن الإمام المهدي ع: (ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة)، أي سيديم ملك الإمام المهدي ع بالمهديين من ذريته، ويداول الأيام بينهم ص إلى يوم القيامة، فأولياء الله بعد الحجة بن الحسن ع هم المهديون الاثني عشر من ذريته. -الحديث الأربعون: رويت عدة روايات صحيحة تدل بوضوح على أن الأوصياء بعد رسول الله ص اثنا عشر إماماً ووصياً من ذرية علي بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام)، أي إنهم مع علي ع يكون عددهم ثلاثة عشر وصياً وإماماً، وهي تدل على عد المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي ع مع آبائه الأئمة الاثني عشر، لخصوصية فيه، كما يستفاد من بعض الروايات. وسأذكر هذه الروايات تباعاً وبدون تعليق: الرواية الأولى: الشيخ الكليني: محمد بن يحيى ([188])، عن محمد بن أحمد ([189])، عن محمد بن الحسين ([190])، عن أبي سعيد العصفوري ([191])، عن عمرو بن ثابت ([192])، عن أبي الجاورد ([193])، عن أبي جعفر ع، قال: (قال رسول الله ص: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا) ([194]). الرواية الثانية: الشيخ الكليني: أبو علي الأشعري ([195])، عن الحسن بن عبيد الله ([196])، عن الحسن بن موسى الخشاب ([197])، عن علي بن سماعة ([198])، عن علي بن الحسن بن رباط ([199])، عن ابن أذينة ([200])، عن زرارة ([201]) قال: سمعت أبا جعفر ع يقول: (الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله ص وولد علي بن أبي طالب ع، فرسول الله ص وعلي ع هما الوالدان) ([202]). الرواية الثالثة: الشيخ الكليني: محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد الخشاب، عن ابن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: (سمعت أبا جعفر ع يقول: الاثنا عشر الإمام من آل محمد ص كلهم محدث من رسول الله ص ومن ولد علي، ورسول الله وعلي (عليهما السلام) هما الوالدان، فقال علي بن راشد وكان أخا علي بن الحسين لأمه وأنكر ذلك فصرر أبو جعفر ع وقال: أما إن ابن أمك كان أحدهم) ([203]). الرواية الرابعة: الشيخ الكليني: محمد بن يحيى ([204])، عن محمد بن الحسين ([205])، عن ابن محبوب([206])، عن أبي الجارود ([207])، عن أبي جعفر ع، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخلت على فاطمة ص وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ع، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي) ([208])، ([209]). الرواية الخامسة: الشيخ الكليني ([210]): محمد بن يحيى ([211])، عن محمد بن الحسين ([212])، عن مسعدة بن زياد ([213])، عن أبي عبد الله ع. ومحمد بن الحسين ([214])، عن إبراهيم، عن أبي يحيى المدائني [إبراهيم بن أبي يحيى المدائني] ([215])، عن أبي هارون العبدي ([216])، عن أبي سعيد الخدري ([217])، قال: (كنت حاضراً لما هلك أبو بكر واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب وتزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر فقال له: يا عمر، إني جئتك أريد الإسلام فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه، قال: فقال له عمر: إني لست هناك لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه وهو ذاك - فأومأ إلى علي ع - فقال له اليهودي: يا عمر، إن كان هذا كما تقول فمالك ولبيعة الناس وإنما ذاك أعلمكم ! فزبره عمر، ثم إن اليهودي قام إلى علي ع فقال له: أنت كما ذكر عمر ؟ فقال: وما قال عمر ؟ فأخبره، قال: فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء أريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم فأعلم أنكم في دعواكم خير الأمم وأعلمها صادقون ومع ذلك أدخل في دينكم الإسلام، فقال أمير المؤمنين ع: نعم، أنا كما ذكر لك عمر، سل عما بدا لك أخبرك به إن شاء الله. قال: أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة، فقال له علي ع: يا يهودي، ولم لم تقل: أخبرني عن سبع، فقال له اليهودي: إنك إن أخبرتني بالثلاث، سألتك عن البقية وإلا كففت، فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأولى الناس بالناس، فقال له: سل عما بدا لك يا يهودي، قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض ؟ وأول شجرة غرست على وجه الأرض ؟ وأول عين نبعت على وجه الأرض ؟ فأخبره أمير المؤمنين ع، ثم قال له اليهودي: أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين ع: إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني، وأما منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم، لا يشركهم فيها أحد) ([218]). الرواية السادسة: الخزاز في كفاية الأثر: حدثني محمد بن وهبان البصري، قال: حدثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحوي، قال: حدثني جدي إسحاق بن البهلول ابن حسان، قال: حدثني طلحة بن زيد الرقي، عن الزبير بن عطا، عن عمير بن هاني العيسى، عن جنادة بن أبي أميد، قال: (دخلت على الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية (لعنه الله)، فقلت: يا مولاي، ما لك لا تعالج نفسك ؟ فقال: يا عبد الله، بماذا أعالج الموت ؟ قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم التفت إليّ وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله ص، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي ع وفاطمة ص، ما منا إلا مسموم أو مقتول) ([219]). الرواية السابعة: الخزاز القمي: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله رحمه الله، قال: حدثنا رجا بن يحيى أبو الحسين المعرباني الكاتب، قال: حدثني محمد بن جلاد بسر من رأى أبو بكر الباهلي، قال: حدثنا معاد ابن معاد، قال: حدثنا ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس ابن مالك، قال: (سألت رسول الله ص عن حواري عيسى، فقال: كانوا من صفوته وخيرته، وكانوا اثني عشر مجردين مكنسين في نصرة الله ورسوله لا رهو فيهم ولا ضعف ولا شك، كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاد وجد وعناء. قلت: فمن حواريك يا رسول الله ؟ فقال: الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، هم حواري وأنصار ديني، عليهم من الله التحية والسلام) ([220]). الرواية الثامنة: الخصيبي، قال: وروي بهذه الإسناد عن الصادق ع، عن أبيه الباقر ع، قال: (دخل سلمان الفارسي ع، والمقداد بن الأسود الكندي، وأبو ذر جندب الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وخزيمة بن ثابت، وأبو الطفيل عامر على النبي ص فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم ... (إلى قوله): فكان عمي وأبي إذا جلسا في ملأ من الناس ناجى نوري من صلب أبي نور علي من صلب أبيه إلى أن خرجنا من صلبي أبوينا وبطني أمينا ولقد علم جبريل ع في وقت ولادة علي وهو يقول: هذا أول ظهور نبوتك وإعلان وحيك وكشف رسالتك، إذ أيدك الله بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك علي بن أبي طالب، فقمت مبادراً فوجدت فاطمة ابنة أسد أم علي بن أبي طالب وقد جاءها المخاض فوجدتها بين النساء والقوابل من حولها، فقال حبيبي جبرائيل: سجف بينها وبين النساء سجافاً، فإذا وضعت علياً فتلقه بيدك اليمنى، ففعلت ما أمرني به ومددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا بعلي ماثلاً على يدي واضعاً يده اليمنى في أذنه يؤذن ويقيم بالحنفية ويشهد بوحدانية الله ( وبرسالتي. ثم أشار إليّ فقال: يا رسول الله، إقرأ، قلت: اقرأ، والذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله على آدم وابنه شيث فتلاها من أول حرف إلى آخر حرف حتى لو حضر شيث لأقر بأنه أقرأ لها منه، ثم تلا صحف نوح حتى لو حضر نوح لأقر أنه اقرأ لها منه، ثم تلا صحف إبراهيم حتى لو حضر إبراهيم لأقر أنه اقرأ لها منه، ثم تلا زبور داود حتى لو حضر داود لأقر أنه أقرأ لها منه، ثم تلا توراة موسى حتى لو حضر موسى لأقر أنه أقرأ، ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر عيسى لأقر بأنه اقرأ لها منه، ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء ثم عاد إلى طفولتيه. وهكذا سبيل الاثني عشر إماماً من ولده يفعلون في ولادتهم مثله) ([221]). الرواية التاسعة: عن الأصبغ بن نباتة، قال: (أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته ينكت في الأرض، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك مفكراً تنكت في الأرض ؟ أرغبة منك فيها ؟ قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا قط، ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. قلت: يا مولاي، فكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال: ستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين. فقلت: وإن هذا الأمر لكائن ؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة، قال: قلت: ثم ما يكون بعد ذلك ؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات) ([222]). ومن المعلوم أن الحادي عشر من الأئمة من ولد أمير المؤمنين ع، هو الإمام محمد بن الحسن العسكري ع، فيكون المولود الذي من ظهره هو المهدي الأول من ذريته ص. وذكر ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب: ج3 ص45، في المقارنة بين نبي الله موسى ع وأمير المؤمنين ع: (وكان لموسى اثنا عشر سبطاً، ولعلي اثنا عشر إماماً). وذكر أيضاً في ج3 ص42، في المقارنة بين نبي الله يعقوب ع وبين أمير المؤمنين ع: (وكان ليعقوب اثنا عشر ولداً منهم مطيع ومنهم عاص، ولعلي اثنا عشر ولداً كلهم معصومون مطهرون) . والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلمك تسليماً. مـلحـق بعد أن سردتُ الروايات والأخبار المتواترة التي انصبت على إثبات الذرية الطاهرة للإمام المهدي ع، نصاً وإشارة، نأتي الآن إلى تسليط الضوء على روايتين استدل بهما بعض من ابتلى بالبلادة على نفي ذرية الإمام المهدي ع، أو الحجج المهديين من ذريته ع. الرواية الأولى: الشيخ الطوسي: أخبرني جماعة، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن المطلب رحمه الله، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن بحر بن سهل الشيباني الرهني، قال: أخبرنا علي بن الحارث، عن سعد بن المنصور الجواشني، قال: أخبرنا أحمد بن علي البديلي، قال: أخبرني أبي، عن سدير الصيرفي، قال: (دخلت أنا والمفضل بن عمر وداود بن كثير الرقي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا الصادق ع فرأيناه جالساً على التراب، وعليه مسح خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغير في عارضيه، وأبلى الدمع محجريه، وهو يقول: "[سيدي] غيبتك نفت رقادي، وضيقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي. سيدي، غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفشا من صدري". قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة، أو حلت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله عينيك يا بن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك، وتستمطر عبرتك ؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ قال: فزفر الصادق ع زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد منها خوفه فقال: ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا والمنايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمداً والأئمة من بعده ص، وتأملت فيه مولد قائمنا ع وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين (من) بعده في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينه، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله (: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) يعني الولاية، فأخذتني الرقة، واستولت عليّ الأحزان. فقلنا: يا بن رسول الله، كرمنا وفضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك ؟ قال: إن الله تعالى ذكره أدار في القائم منا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرسل، قدر مولده تقدير مولد موسى ع، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى ع، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح ع، وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح - أعني الخضر ع - دليلاً على عمره. فقلنا: أكشف لنا يا بن رسول الله ص عن وجوه هذه المعاني. قال: أما مولد موسى ع فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده، أمر بإحضار الكهنة، فدلوا على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل، فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرون ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى ع بحفظ الله تعالى إياه. كذلك بنو أمية وبنو العباس لما أن وقفوا على أن [به] زوال مملكة الأمراء والجبابرة منهم على يدي القائم منا، ناصبونا للعداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله ص وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم ع، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. وأما غيبة عيسى ع فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله ( بقوله: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). كذلك غيبة القائم فإن الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يقول: إنه لم يولد، وقائل يفتري بقوله: إنه ولد ومات، وقائل يكفر بقوله: إن حادي عشرنا كان عقيماً، وقائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً [وما عدا] ([223])، وقائل يعصي الله بدعواه: إن روح القائم ع ينطق في هيكل غيره) ([224]). ومناقشة هذه الرواية من جهتين؛ السند والدلالة: المناقشة من جهة السند: الرواية ضعيفة السند جداً بكل من: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن المطلب ([225])، ومحمد بن بحر الرهني ([226])، وعلي بن الحارث ([227])، وسعد بن منصور الجواشني ([228])، وأحمد بن علي البديلي ([229])، وعلي البديلي ([230]). فالرواية ساقطة عن الاستدلال، على منهج القوم، ولا يمكن رتقها بحال. وقد روى الشيخ الصدوق هذه الرواية عن محمد بن علي حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ([231])، عن أبي العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، عن أحمد بن طاهر (القمي)، ثم محمد بن بحر وبقية سند الشيخ الطوسي سواء. وطريق الشيخ الصدوق الى محمد بن بحر الرهني ضعيف بـ (أحمد بن عيسى الوشاء ([232])، وأحمد بن طاهر ([233]))، ثم بقية سند الشيخ الطوسي الضعيف جداً. المناقشة من جهة المتن والدلالة: وفيها نقاط: النقطة الأولى: إن كلام الإمام الصادق ع منصب على الذين ينكرون وجود الإمام المهدي ع وإمامته وبقاءه ... فقوله ع: (... وقائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً ...)، أي إنه يقول بالثالث عشر فصاعداً مع القول بموت الإمام المهدي ع في الغيبة الصغرى أو الكبرى، وليس مجرد القول بذرية أو خلفاء للإمام المهدي ع، يكونون خلفاء له بعد قيامه المقدس، وأولهم يكون ممهداً له ع. والدليل على ذلك أن الإمام ع يتكلم عن غيبة الإمام المهدي ع، وارتداد الناس وانحرافهم عنه، فالممنوع هنا هو القول بموت الإمام المهدي ع في الغيبة، وتنصيب حجة ثالث عشر بعده، وهذا القول يعني أن الإمام المهدي ع لم يبقَ حياً إلى أن يظهر ويقوم ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كما نطقت بذلك عشرات أو مئات الروايات، وأما القول بأن هناك أوصياء للإمام المهدي ع مع الاعتقاد بوجود الإمام المهدي حياً إلى أن يؤسس دولة العدل الإلهي فهذا لم تنفه هذه الرواية، بل نصَّت وأشارت إلى هذا المعنى عشرات الروايات، أي نطقت عشرات الروايات بوجود المهديين من ذرية الإمام المهدي ع. إذن فالرواية تتحدث عن موضوع غير موضوع أوصياء الإمام المهدي ع، أي إنها تتحدث عن عقيدة الذين يقولون بموت الإمام المهدي ع في غيبته ويعتقدون بإمام ثالث عشر، أي إن الاعتقاد الباطل ليس هو الإيمان بوجود أوصياء للإمام المهدي ع، بل هو الإيمان بالأوصياء زائداً القول بموت الإمام المهدي ع في غيبته، وهذا خارج تخصصاً - أي موضوعاً - عن موضوع الاعتقاد بالأوصياء الاثني عشر من ذرية الإمام المهدي ع؛ لأننا نعتقد بهم ولكن نعتقد بإمامة الإمام المهدي ع في الغيبة الكبرى وإنه الحجة الأصل إلى أن يقوم فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ... فنحن لا نقول بموت الإمام المهدي ع في غيبته حتى تنطبق علينا هذه الرواية ... فأين هذا من ذاك ؟!! وفي الحقيقة أن الذين يعترضون علينا بهذه الرواية هم في غاية الجهل والوهم. ويدل على ما قلته أيضاً أن الأقاويل الباطلة التي ذكرها الإمام الصادق ع كلها تعني القول بعدم وجود الإمام المهدي ع أو وفاته ... فانظر إلى الأقوال التي وردت في الرواية: (فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد)، أي إنهم يقولون بعدم ولادة الإمام المهدي ع أصلاً. (وقائل يقول إنه ولد ومات)، وهؤلاء أيضاً يقولون بعدم وجود الإمام المهدي ع في غيبته. (وقائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيماً)، أي إن الإمام الحسن العسكري كان عقيماً ولم ينجب الإمام المهدي ع، والنتيجة أيضاً عدم وجود الإمام المهدي ع في غيبته. (وقائل يمرق بقوله أنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً)، وهنا أيضاً يعني أن الإمامة تعدت إلى ثالث عشر وهكذا، أي النتيجة أيضاً إنكار وجود وإمامة الإمام المهدي ع في غيبته، فالرواية كلها منصبَّة على من ينكرون الإمام المهدي ع في غيبته. (وقائل يعصي الله ( بقوله إن روح القائم ع ينطق في هيكل غيره) وهذا أيضاً يعني أن روح القائم حلت أو تنطق في بدن غيره، وهذا القول أيضاً باطل ويعني أن الحجة غير الإمام المهدي ع أي إن الحجة الذي تنطق روح القائم به. النقطة الثانية: ثم إن هذه الرواية في بعض الكتب جاءت بلفظ: (وقائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثالث عشر وما عدا)، وهذا يعني أن الإمامة في غيبة القائم ع لم تنتقل منه إلى ثالث عشر، وأكيد أن الذي يقول بأن الإمامة تعدت إلى غير الإمام المهدي ع، وإنه مات في غيبته فهو مارق. فقوله: (وما عدا) أي إن الإمامة ما زالت منوطة بالإمام المهدي ع في غيبته وإنه الحجة الأصل على الخلائق، وطبعاً هذا لا يعني نفي الوصي أو الإمام بعده ع؛ لأن القول بالوصي لا يعني أن الإمامة انتقلت أو تعدت منه إلى وصيه، فقد كان علي بن أبي طالب ع وصياً للرسول محمد ص في حياته، ولم يقل أحد بأن الحجية على الخلق تعدت الى الإمام علي ع، إلا بعد موت رسول الله ص، وهكذا الحسن والحسين فهما أوصياء للإمام علي ع في حياته، ولكن هذا لا يعني تعدي الإمامة من الإمام علي ع إليهما، إلا من بعد وفاة الإمام علي ع، وهكذا بقية الأئمة ص، فقد كان أوصياؤهم موجودين ولكن هذا لا يعني بتعدي الإمامة والحجية من السابق إلى اللاحق، إلا بعد وفاة السابق. واعتقد أن هذا الأمر من الواضحات المستغنية عن الشرح والتفصيل. فنحن الآن لا نقول بأن الإمامة انتقلت وتعدت من الإمام المهدي ع إلى أوصيائه المهديين ص، بل نقول إن الحجة على كل الخلق هو الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، وإن حجية المهديين المطلقة ستكون بعد وفاة الإمام المهدي ع. فمن المعلوم أن الحسين ع كان وصياً وإماماً في زمن الرسول محمد ص وفي زمن الإمام علي ع وفي زمن الإمام الحسن ع، لقول الرسول محمد ص ما معناه: (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا)، ولكن القول بإمامة الحسين لا يعني انتقال الحجية على الخلق من الرسول محمد أو من الإمام علي أو من الإمام الحسن ص إلى الإمام الحسين ع، بل لم تنتقل الحجية إلا في حالتين فقط؛ إما أن تكون بعد وفاتهم ص، أو عندما يُكلَف الإمام الحسين ع كنائب ورسول عن الرسول محمد ص أو عن الإمام علي ع أو عن الإمام الحسنع. ومن المعلوم أيضاً أن علي بن أبي طالب ع كان حجة في زمن الرسول محمد ص وذلك عند غياب الرسول ص أو عندما يكلفه في أمر معين كإرساله إلى أهل اليمن. ولكن هذا لا يعني تعدي أو انتقال الحجية من الرسول محمد ص إلى الإمام علي ع كلياً، بل هي على نحو النيابة. ولا تنتقل كلياً إلا بعد وفاة الرسول محمد ص. النقطة الثالثة: بعد إثبات ضعف هذه الرواية سنداً، وقصورها دلالة، فلا يمكن أبداً أن تُعارض الروايات والأدعية الصحيحة الصريحة بإمامة وحجية المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، والتي مرَّ ذكرها فيما تقدم من هذا البحث. النقطة الرابعة: ثم إن الفرقة التي قالت بأن الإمام المهدي ع قد مات وانتقلت الإمامة إلى ولده، قد انقرضت منذ زمن بعيد أي إنها تقريباً كانت بعد الغيبة الصغرى مباشرة، وقد نص الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة ص228) بأن هذه الفرقة قد انقرضت وانتهت في بداية الغيبة. فيكون كلام الإمام الصادق ع قد تحقق وهو ناظر الى هذه الفرقة التي تعتقد بموت الإمام المهدي ع وانتقال الإمامة إلى ابنه في عصر الغيبة، ولا علاقة لكلام الإمام الصادق ع بنفي ذرية أو أوصياء الإمام المهدي ع. والى هذا الحد اعتقد أن الأمر أصبح واضحاً كوضوح الشمس في وضح النهار. الرواية الثانية: الحسين بن حمدان الخصيبي، قال: وعنه ([234])، عن محمد بن علي، عن محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله بن أبي خدان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع، يقول: (إياكم التبويه [والتنويه]، والله ليغيبن مهديكم سنين من دهركم يطول عليكم وتقولون أي وليت ولعل وكيف وتمحصه الشكوك في أنفسكم حتى يقال مات وهلك ويأتي وأين سلك، ولتدمعن عليه أعين المؤمنين، ولتتكفؤون كما تتكفا السفن في أمواج البحر ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه بيوم الذر وكتب بقلبه الإيمان وأيده بروح منه، وليرفعن له اثنتا عشرة راية مشبهة لا يدرون أمرها ما تصنع، قال المفضل: فبكيت وقلت: كيف يصنع أولياؤكم ؟ فنظر إلى الشمس دخلت في الصفة قال: يا مفضل، ترى هذه الشمس ؟ قلت: نعم، قال: والله أمرنا أنور وأبين منها، وليقال المهدي في غيبته مات، ويقولون بالولد منه وأكثرهم يجحد ولادته وكونه وظهوره أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والرسل والناس أجمعين) ([235]). ومناقشة هذه الرواية أيضاً من جهتين؛ سنداً ومتناً: المناقشة من جهة السند: فالرواية ضعيفة السند بكل من: الحسين بن حمدان الخصيبي ([236])، وموسى بن محمد ([237])، ومحمد بن علي ([238])، ومحمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله بن أبي خدان ([239])، والمفضل بن عمر([240]). فالسند من بدايته إلى نهايته بين مجهول ومنصوص على ضعفه، فالرواية من هذه الجهة لا اعتبار لها على منهج القوم. المناقشة من جهة المتن، وتكون في نقطتين: النقطة الأولى: رُويتْ هذه الرواية في المصادر المعتمدة بدون زيادة: (قلت: نعم، قال والله أمرنا أنور وأبين منها وليقال المهدي في غيبته مات ويقولون بالولد منه وأكثرهم يجحد ولادته وكونه وظهوره أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والرسل والناس أجمعين). وهذه الزيادة انفرد بها الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية الكبرى. والكتب المتسالم على اعتبارها، جاءت الرواية فيها من قوله ع: (إياكم والتنويه) وتختم بقوله ع: (والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)، ولا توجد فيها زيادة: (قلت: نعم، قال: والله أمرنا أنور وأبين منها وليقال المهدي في غيبته مات ويقولون بالولد منه وأكثرهم يجحد ولادته وكونه وظهوره أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والرسل والناس أجمعين). والمصادر التي روتها بدون تلك الزيادة هي: الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي: ص125 – 126، والكافي للشيخ الكليني: ج1 ص336، وكمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص347، كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص153 – 154، كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص154، دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي): ص532 – 533، الغيبة للشيخ الطوسي: ص337 – 338 ح 285، وغيرها. إذن فهي زيادة غريبة، وغير موجودة في جميع الكتب المعتبرة، وهذا موهن لاعتبار هذه الزيادة. النقطة الثانية: قوله ع: (وليقال المهدي في غيبته مات ويقولون بالولد منه وأكثرهم يجحد ولادته وكونه وظهوره أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والرسل والناس أجمعين)، فالقول بالولد للإمام المهدي ع - حسب هذه الرواية - يتوقع على نحوين: النحو الأول: القول بوجود ذرية له بالفعل أو بالقوة، وهذا لا تدل عليه الرواية صراحة - كما سيأتي -، أضف إلى ذلك أن هناك روايات كثيرة تنص على ذرية الإمام المهدي ع، فكيف تُترك عدة روايات صريحة، ويُعتقد برواية مبهمة ؟! النحو الثاني: القول بإمامة ابن للإمام المهدي ع، وهذا يتوقع على وجهين: الوجه الأول: القول بإمامة ابن الإمام المهدي ع بعد قيامه المقدس وبعد وفاته ع، وهذا لا يمكن أن يكون معنىً للرواية؛ لأن الرواية لا تصرح بذلك وهو وجه بعيد، هذا أولاً، وثانياً تقدمت روايات كثيرة تنص على إمامة وحجية ووصاية المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، فكيف ترد كل هذه الروايات والنصوص برواية متشابهة في أحسن أحوالها ؟! الوجه الثاني: إمامة الابن مع القول بموت الإمام المهدي ع في غيبته، وانتقال الإمامة إلى ابنه، وهذا هو المعنى الصحيح للرواية بقرينة السياق والقرائن الخارجية، (وليقال المهدي في غيبته مات ويقولون بالولد منه وأكثرهم يجحد ولادته وكونه وظهوره أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والرسل والناس أجمعين)، فالرواية تتكلم عن افتراق الناس بعد غيبة الإمام المهدي ع وضلالهم، فمنهم من ينكر ولادته، ومنهم من يقول إنه مات في غيبته وانتقلت الإمامة إلى ابنه، فمعنى (يقولون) أي يعتقدون، وهذا شائع في كلام العرب كثيراً، وكمثال أذكر هذه الرواية: الشيخ الكليني: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، قال: (كان عبد الله بن هليل يقول بعبد الله فصار إلى العسكر فرجع عن ذلك، فسألته عن سبب رجوعه، فقال: إني عرضت لأبي الحسن ع أن أسأله عن ذلك، فوافقني في طريق ضيق، فمال نحوي حتى إذا حاذاني، أقبل نحوي بشيء من فيه، فوقع على صدري، فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب: ما كان هنالك، ولا كذلك) ([241]). فقوله: (كان عبد الله بن هليل يقول بعبد الله) أي كان عبد الله بن هليل يعتقد بإمامة عبد الله الأفطح بن الإمام الصادق ع. فقوله ع: (وليقال المهدي في غيبته مات ويقولون بالولد منه)، واضح الدلالة على أن المسألة هي القول بموت الإمام المهدي ع في غيبته وانتقال الإمامة إلى ابنه، ولا علاقة للرواية بالقول بالذرية للإمام المهدي ع في أي وقت ما دام لا يقترن بالقول بموت الإمام المهدي ع في غيبته، وكذلك لا علاقة لها بوجود أئمة وحجج من ذرية الإمام المهدي ع بعد قيامه المقدس ووفاته. وكون هذا التفسير هو الصحيح، أو الأرجح، أو حتى لو كان مجرد وجه ممكن، فهو ينسف كل محاولة استدلال على خلافه، وكما يقال: (إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال)، وتبقى الروايات والأخبار التي تنص وتشير إلى ذرية الإمام المهدي ع وإمامتهم بدون معارض أصلاً. * * *
Footers

[1] - الخصال - للشيخ الصدوق: ص541.

[2] - الكافي: ج1 ص49.

[3] - الخصال - للشيخ الصدوق: ص541 – 542.

[4] - الخصال - للشيخ الصدوق: ص543.

[5] - الاعتقادات في دين الإمامية - للشيخ الصدوق: ص104.

[6] - الكافي: ج1 ص373.

[7] - كتاب سليم بن قيس الهلالي، تحقيق محمد باقر الأنصاري، ص478.

[8] - كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص427.

[9] - الغيبة للشيخ الطوسي ص 472 – 473.

[10] - المجتمع الفرعوني: ص175 الباب الرابع الفصل الثالث.

[11] - برنامج الكتروني، إصدار مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (.

[12] - لقد فصلت القول في الكلام عن سند الوصية في كتاب انتصاراً للوصية، ودفاعاً عن الوصية، والوصية والوصي أحمد الحسن، ويكفيني هنا أن أقول: إن الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص71، حكم باعتبار سند رواية الوصية، حيث قال عند استدلاله على ثبوت الذرية للإمام المهدي (: (روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الإمام الصادق ( خبراً ذكرت فيه بعض وصايا رسول الله / لأمير المؤمنين ( في الليلة التي كانت فيها وفاته، ومن فقراتها إنه قال: "فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين... إلى آخره").

والميرزا النوري من كبار العلماء وله باع طويل في علم الحديث والرجال، فلا يمكن أن يكون متهاوناً في اصدار الاحكام بدون علم ودراية، وهكذا شهادة من هكذا عالم متفق على علمه وتقواه، تختصر الكلام وتكفي في المقام.

فنحن عندما نتتبع أحوال رجال سند رواية ما، الهدف منه هو لنعرف هل هو معتبر ويعتمد عليه في تصحيح أو توثيق أو تحسين الرواية أم لا، وعندما نعرف من خبير ما أن السند معتبر، يكون تتبع رجال السند تحصيل حاصل وتطويل بلا طائل؛ لأن الغرض من تتبع أحوال رجال السند متحقق مسبقاً، وهو المطلوب والمراد.

وأيضاً ينظم إلى حكم الميرزا النوري، منهج العلامة الحلي في توثيق أو الاعتماد على الرواة، فكما بيَّن المحقق الخوئي في أكثر من مورد في معجمه، أن منهج العلامة الحلي هو الاعتماد على كل راوٍ شيعي لم يرد فيه مدح أو ذم، ورجال سند رواية الوصية قد شهد الشيخ الطوسي أنهم شيعة إمامية، عندما ذكرها مع الروايات التي قال عنها بأنها مروية عن طرق الخاصة - أي الشيعة - إذن فهم على منهج العلامة الحلي كلهم معتمد عليهم حتى إن قلنا بأنهم لم يرد فيهم أي مدح؛ لأنهم جميعاً لم يرد فيهم ذم أبداً.

وينظم أيضاً الى حكم الميرزا النوري، ما أفاده الشيخ علي النمازي الشاهرودي، من اعتبار الوصية دليلاً على حسن رواتها وكمال عقيدتهم، كما صرَّح بذلك عند ترجمة بعض رجال سند الوصية المقدسة.

وتفصيل كل هذه الأمور مع المصادر مدون في كتاب انتصاراً للوصية، وكذلك ترجمة كل واحد من رجال رواية الوصية، فمن شاء الاحاطة فليراجع.

[13] - الغيبة للشيخ الطوسي: ص150.

[14] - الأنفال: 75.

[15] - الكافي: ج1 ص285 – 286.

[16] - الكافي: ج1 ص286.

[17] - كتاب (منتخب الأنوار المضيئة)، هو منتخب ومختصر لكتاب (الانوار المضيئة) لمؤلفه السيد بهاء الدين النجفي، وهذا الكتاب يعد من الأصول المعتمدة، وقد اعتمد عليه العلامة المجلسي في بحار الانوار، وغيره من العلماء، كما يظهر من الحسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات، حيث نقل نفس هذه الرواية عن مؤلف (الانوار المضيئة).

والسيد بهاء الدين النجفي وغيره يروون عن كتاب أحمد بن محمد الأيادي وهو كتاب في غيبة الإمام المهدي ( واسمه (الشفاء والجلاء)، وقد وصف الشيخ الطوسي هذا الكتاب بـ (الحسن) وقد نقل منه في كتاب الغيبة، إذن فهذه الرواية موثقة في كتاب معتمد من كتب المتقدمين، وكذلك الايادي ينقل عن الثقة علي بن عقبة وهو أيضاً صاحب كتاب، وابن عقبة يروي عن أبيه، وأبيه أيضاً صاحب كتاب، فلا يضر عدم معرفة الواسطة بين الايادي وابن عقبة، لاعتماد ثقاة وكبار المذهب على كتابه والنقل منه واستحسانه، وكذلك لوجود روايات صحيحة اخرى بنفس نص أو مضمون هذه الرواية.

[18] - هو أبو العباس - أو أبو علي - أحمد بن علي الرازي الخضيب الأيادي، ذكره النجاشي ص97، برقم240، قائلاً: (أحمد بن علي أبو العباس الرازي الخضيب الأيادي، قال أصحابنا: لم يكن بذاك، وقيل: فيه غلو وترفع، وله كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة، وكتاب الفرائض، وكتاب الآداب. أخبرنا محمد بن محمد عن محمد بن أحمد بن داود عنه بكتبه) انتهى.

وذكره الشيخ الطوسي الفهرست ص 76، برقم 91، قائلاً: (أحمد بن علي الخضيب الأيادي، يكنى أبا العباس، وقيل: أبا علي الرازي، لم يكن بذلك الثقة في الحديث ومتهم بالغلو. وله كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة حسن، كتاب الفرائض، كتاب الآداب، أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله، عن محمد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التلعكبري، جميعا عنه) انتهى.

أقول: لا يخفى إن النجاشي لم يجزم بضعف الرجل وغلوه، بل نسبه إلى القيل، وهذا اشارة إلى عدم جزمه بما نسبوه إليه.

وتهمة الغلو عند القميين وغيرهم لا يمكن أن يُعتمد عليها وقد تكلمت عنها في تحقيق رواية (والقوام من بعده) بل هي ربما في الغالب مدح لمن يُتهم بها؛ لأن القميين وغيرهم كانوا يعدون الراوي غال وضعيفاً بالحديث بمجرد أن يروي فضائل وكرامات أهل البيت (عليهم السلام) التي كانوا يرونها باجتهادهم غلواً، وقد فصَّل القول في هذا الموضوع عدة من أكابر العلماء منهم الوحيد البهبهاني وغيره.

فلا يمكن أن يُعتمد على تضعيفهم حتى يُعلم سبب اتهامهم بالغلو والضعف، ويثبت ذلك بطريق معتمد.

وقد وصفه السيد بهاء الدين النجفي في منتخب الأنوار المضيئة ص250، بـ (الثقة)، في أحد أسانيد رواياته، قائلاً: (...عن الثقة أحمد بن محمد الأيادي (رحمه الله)، يرفعه إلى محمد بن صالح الهمداني - أحد الوكلاء المذكورين - قال: كتبت إلى صاحب الزمان (...) انتهى.

وقد نقل محقق (منتخب الأنوار المضيئة) في الهامش رقم 1 للصفحة 30، أن مؤلف (الانوار المضيئة) وصفه بـ (الشيخ الفقيه) ونسب إليه كتاب (الشفاء والجلاء)، وهذا نص الكلام: (... أحمد بن محمد الأيادي الذي يروي عنه في مواضع عديدة من هذا الكتاب، وعبر عنه في الأنوار المضيئة (مخطوط) - باب الإمامة، الفصل 2، ضمن ب 8 - بالشيخ الفقيه أحمد بن محمد الأيادي مصنف كتاب الشفاء والجلاء) انتهى. فلا ينبغي الشك في وثاقة الرجل، على الأقل في هكذا روايات، والتي تدل على حسن عقيدته وموالاته.

[19] - وثقه النجاشي ص271، برقم 710، قائلاً: (علي بن عقبة بن خالد الأسدي أبو الحسن مولى، كوفي، ثقة ثقة، روى عن أبي عبد الله (. له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن تسنيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحجال، عن علي بن عقبة بكتابه. ولأبيه عقبة كتاب أيضاً ذكره سعد) انتهى.

[20] - ذكره النجاشي ص299، برقم814 قائلاً: (عقبة بن خالد الأسدي كوفي، روى عن أبي عبد الله (. له كتاب، أخبرنا الحسين قال: حدثنا محمد بن علي بن تمام، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن علي بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد بالكتاب) انتهى.

وذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج5 ص247 – 248، برقم 9432 قائلاً: (عقبة بن خالد: من أصحاب الصادق (. روى في تفسير العياشي سورة يونس ص125، عنه عن أبي عبد الله ( ما يفيد مدحه وجلالته، وجد ج6 ص186 و 185، وكمبا ج3 ص142 و 132، وكذا في شئ ج2 ص206 سورة الرعد. وله كتاب رواه الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن ابنه علي بن عقبة، عن أبيه به. وترحم عليه الصادق (. كمبا ج7 ص379، وجد ج27 ص103. و ذكر في السفينة ما يفيد حسنه وكماله. وتقدم في ترجمة عثمان بن عمران قول الصادق ( له ولعثمان و المعلى: مرحباً ! مرحباً بكم ! وجوه تحبنا ونحبهم. جعلكم الله معنا في الدنيا والآخرة - الخ. وروى الكليني في الصحيح على الأصح قول الصادق ( له: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه) انتهى.

وروى الكشي له رواية مادحة تدل على حسن عقيدته وموالاته، حيث قال: (حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الوشاء، قال: حدثنا علي بن عقبة، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله (: إن لنا خادماً لا تعرف ما نحن عليه، فإذا أذنبت ذنباً وأرادت أن تحلف بيمين قالت: لا وحق الذي إذا ذكرتموه بكيتم، قال: فقال: رحمكم الله من أهل البيت) اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج2 ص634.

وروى الشيخ الكليني ما يدل على عظم منزلة عقبة بن خالد: عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى وعثمان بن عمران على أبي عبد الله ( فلما رآنا قال: (مرحباً مرحباً بكم وجوه تحبنا ونحبها جعلكم الله معنا في الدنيا والآخرة...) الكافي: ج4 ص34.

أقول: وحسبك بكلام أهل البيت (عليهم السلام) مزكياً وموثقاً. وقد وقع عقبة بن خالد هو وابنه في إسناد تفسير القمي ج1 ص27 في تفسير البسملة.

[21] - منتخب الأنوار المضيئة: ص353 – 354، مختصر بصائر الدرجات: ص49، بحار الأنوار: ج53 ص148.

[22] - ترجم له الحر العاملي في أمل الآمل ج2 ص335 – 336 برقم 1034، حيث قال: (أبو حنيفة النعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن حيوان. أحد الأئمة الفضلاء المشار إليهم، ذكره الأمير المختار المسبحي في تاريخ فقال: كان من [أهل العلم و] الفقه والدين والنبل ما لا مزيد عليه، وله عدة تصانيف منها كتاب [اختلاف] أصول المذاهب وغيره - انتهى. وكان مالكي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الإمامية، وصنف كتاب ابتداء الدعوة للعبيديين، وكتاب الاخبار في الفقه، وكتاب الاختصار في الفقه أيضاً. وقال ابن زولاق في كتاب أخبار [قضاة] مصر في ترجمة أبي الحسن علي بن النعمان المذكور: وكان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل من أهل القرآن والعلم بمعانيه، وعالماً بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر الفحل والمعرفة بأحوال الناس مع عقل وإنصاف، وألف لأهل البيت من الكتب آلاف الأوراق بأحسن تأليف وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتاباً حسناً، وله ردود على المخالفين، له رد على أبي حنيفة ومالك وعلى الشافعي [وعلي ابن سريج]، كتاب اختلاف الفقهاء وينتصر لأهل البيت (عليهم السلام)، وله القصيدة [الفقهية] لقبها بالمنتخبة. وكان أبو حنيفة المذكور ملازما صحبة المعز [أبي] تميم [معد] ابن المنصور [المقدم ذكره، و] لما وصل من أفريقية إلى الديار المصرية كان معه، [ولم تطل مدته] ومات [في مستهل رجب] سنة 363 بمصر ذكر ذلك كله ابن خلكان).

وترجم له السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية ج4 ص5 – 14، قائلاً: (نعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر. وقد كان في بدء أمره مالكياً، ثم انتقل إلى مذهب الإمامية وصنف على طريق الشيعة كتباً، منها: كتاب (دعائم الاسلام) وله فيه وفي غيره ردود على فقهاء العامة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم. وذكر صاحب (تاريخ مصر) عن القاضي نعمان: "أنه كان من العلم والفقه والدين والنبل على مالا مزيد عليه، وكتاب (الدعائم) كتاب حسن جيد، يصدق ما قد قيل فيه، إلا أنه لم يرو فيه عمن بعد الصادق ( من الأئمة (عليهم السلام) خوفاً من الخلفاء الإسماعيلية حيث كان قاضياً منصوباً من قبلهم بمصر، لكنه قد أبدى - من وراء ستر التقية - حقيقة مذهبه بما لا يخفى على اللبيب).

وقد أطال الميرزا النوري في تفصيل القول فيه وفي كتابه (دعائم الإسلام)، والثناء عليه واثبات إماميته، راجع خاتمة المستدرك: ج1 ص128 – 159.

[23] - شرح الأخبار - للقاضي النعمان المغربي: ج3 ص400.

[24] - قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج5 ص300، برقم 9673: (علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق أبو القاسم: هو من مشائخ الصدوق. قد أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضياً ومترحماً عليه، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ومحمد بن هارون الصوفي وغيرهما. منها في العيون ج1 ص13 و 59 و 114 و 119 و 126 و 133 و 138. وفي ص145 عنه، عن محمد بن يعقوب الكليني. وعن غيره في ص225 و 250 و 258 و 313. وغير ذلك كثير. وكذا في المعاني ص6 و 15، والعلل ص2 و 14 – 16 و 29 و 30 و 64 و 80 و 95 وغيره. وغير ذلك من كتبه تركناه اختصاراً. وفي إكمال الدين باب 26 ص 303 ح 13، وباب 31 وباب 32: علي بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران. فيتحد مع الآتي. وقد يعبر عنه بعلي بن أحمد بن موسى الدقاق. وبعلي بن أحمد الدقاق والكل واحد) انتهى.

وذكره الخوئي معجم رجال الحديث ج12 ص277 – 278، برقم 7915 قائلاً: (علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق: أبو القاسم، من مشايخ الصدوق، ذكره مترضياً عليه. العيون: الجزء 1، الباب 28، الحديث 86) انتهى.

وقال الميرزا النوري في خاتمة المستدرك ج4 ص192: (أما علي فهو الدقاق الذي أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضياً، فهو من مشايخه الذين يجري عليهم ما يجري على إخوانهم من مشايخ الإجازة) انتهى.

[25] - وثقه النجاشي في رجاله ص373، برقم 1020، قائلاً: (محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي أبو الحسين الكوفي، ساكن الري. يقال له محمد بن أبي عبد الله، كان ثقة، صحيح الحديث، إلا أنه روى عن الضعفاء. وكان يقول بالجبر والتشبيه - وكان أبوه وجها روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى -. له كتاب الجبر والاستطاعة. أخبرنا أبو العباس بن نوح، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي بجميع كتبه، قال: ومات أبو الحسين محمد بن جعفر ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الاولى سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة. وقال ابن نوح: حدثنا أبو الحسن بن داود قال: حدثنا أحمد بن حمدان القزويني عنه بجميع كتبه) انتهى.

ووثقه ابو الهدى الكلباسي في سماء المقال في علم الرجال ج1 ص252: (محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي، أبو الحسين الكوفي، ساكن الري، يقال له: محمد بن أبي عبد الله، كان ثقة، صحيح الحديث، إلا أنه يروي عن الضعفاء، وكان يقول بالجبر والتشبيه ). وأما ذكره (من القول بالجبر والتشبيه) فالظاهر أنه غير وجيه، والظاهر أنه من الأجلة كما هو على الخبير غير ستير. ولقد أجاد جدنا السيد العلامة، في استظهاره أنه من الثقات، والأجلاء المعتمدين) انتهى.

[26] - قال الخوئي في معجم رجال الحديث ج20 ص65، برقم 12847، ورقم 12848: (موسى بن عمران: روى عن الحسين بن يزيد، وروى عنه موسى بن عمران. تفسير القمي: سورة النحل، في تفسير قوله تعالى: (أمر ربي ألا تعبدوا إلا إياه). وروى عن الحسين بن يزيد النوفلي... إلى قوله: أقول: هذا متحد مع من بعده. (12848) - موسى بن عمران النخعي: روى عن الحسين بن يزيد، وروى عنه محمد بن أبي عبد الله الكوفي. كامل الزيارات: الباب، في الدلالة على قبر أمير المؤمنين (، الحديث 7. وروى عن الحسين بن يزيد عمه، وروى عنه محمد بن أبي عبد الله الاسدي. مشيخة الفقيه: في طريقه إلى يحيى بن عباد المكي. وروى عنه محمد بن أبي عبد الله الكوفي. الفقيه: الجزء 4، باب الوصية من لدن آدم (...) انتهى كلام الخوئي.

أقول: إن وقوع الراوي في إسناد تفسير القمي دليل على وثاقته، لشهادة علي بن ابراهيم القمي بأنه روى تفسيره عن الثقاة فقط، وهذه القرينة اعتمد عليها المحقق الخوئي في توثيق الرواة الذين لم يرد توثيقهم في كتب الرجال.

وكذلك وقوع الراوي في اسناد كتاب كامل الزيارت لابن قولوية يعتبر دليلاً على وثاقته؛ لانه شهد بأنه روى الكتاب عن الثقاة، وهذه القرينة أيضاً اعتمد عليها المحقق الخوئي في معجمه.

قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج8 ص20 – 21، برقم 15344: (موسى بن عبد الله النخعي: هكذا في التهذيب باب الزيارة الجامعة ص33 عن الصدوق بإسناده، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عنه قال: قلت لعلي بن محمد الهادي صلوات الله عليهما: علمني يا بن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم. فقال ( - إلى آخره الزيارة الجامعة الكبيرة المشهورة. ومثل ذلك في الفقيه عنه، عنه. ورواه في العيون بإسناده، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن موسى بن عمران النخعي قال: قلت لعلي بن محمد الهادي ( - الخ. وموسى بن عبد الله النخعي متحد مع ابن عمران النخعي وأحدهما اسم جده. وقال العلامة المج في البحار بعد شرحه لهذه الزيارة: وإنما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلاً، وإن لم أستوف حقها حذراً من الإطالة؛ لأنها أصح الزيارات سنداً، وأعمها مورداً، وأفصحها لفظاً، وأبلغها معنى، وأعلاها شأناً. وذكرت في كتاب (مقام قرآن وعترت) ما يتعلق بصحة هذه الزيارة) انتهى.

وايضا في مستدركات علم رجال الحديث ج 8 ص 25 – 26، برقم 15368: (موسى بن عمران النخعي: روى محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي، عنه، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، الحديث النبوي الصادقي: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات الله وسلامه عليهم. هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي. المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر.... إلى قوله: وروى البرمكي، عنه، عن الإمام الهادي ( الزيارة الجامعة، كما في العيون. وتقدم الكلام فيه في موسى بن عبد الله. وروى الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن جعفر، عنه، عن النوفلي (يعني عمه)، عن عتيبة بياع القصب، عن مولانا الصادق (، حديث اشتياق الجنة لأحباء علي ( وتغيظ النار لأعدائه.... إلى قوله: وسائر رواياته الدالة على حسنه وكماله في بشا ص 197. وك: عنه، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن سالم حديث غيبة نوح) انتهى.

[27] - ذكره النجاشي ص38، برقم 77، قائلاً: (الحسين بن يزيد بن محمد بن عبد الملك النوفلي نوفل النخع مولاهم كوفي أبو عبد الله. كان شاعرا أديبا وسكن الري ومات بها، وقال قوم من القميين إنه غلا في آخر عمره والله أعلم، وما رأينا له رواية تدل على هذا. له كتاب التقية، أخبرنا ابن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميرى، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي به، وله كتاب السنة) انتهى.

وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ص114، برقم 234، قائلاً: (الحسين بن يزيد النوفلي. له كتاب، اخبرنا به عدة من اصحابنا، عن ابي المفضل، عن ابن بطة، عن احمد بن ابي عبد الله، عنه) انتهى.

ووثقه الخوئي في معجم رجال الحديث - ج7 ص122، برقم 3715، قائلاً: (الحسين بن يزيد:... وروى عنه إبراهيم بن هاشم. كامل الزيارات: الباب 30، في دعاء الحمام ولعنها على قاتل الحسين (، الحديث 1. وروى عن إسماعيل بن مسلم، وروى عنه موسى بن عمران. تفسير القمي: سورة النحل، في تفسير قوله تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والاحسان"...) انتهى.

وقال الخوئي في معجم رجال الحديث في مورد آخر في تصحيح أحد طرق الشيخ الطوسي ج4 ص23: (... وكيف كان، فطريق الشيخ كطريق الصدوق إليه صحيح، وإن كان فيهما الحسين بن يزيد النوفلي، لانه ثقة على الاظهر؛ لأنه وقع في إسناد علي بن إبراهيم بن هاشم في التفسير: على ما يأتي، ويأتي طريق الصدوق إليه في إسماعيل بن مسلم) انتهى.

[28] - أقول: كون علي بن أبي حمزة من الواقفة لا يمنع من الاعتماد على ما يرويه إذا كان من الثقاة في النقل، وهذا هو المشهور بين القوم، ولذلك وثقه الشيخ الطوسي في العدة وغيره من العلماء:

قال الشيخ الطوسي في عدة الأصول (ط . ق) ج1 ص381: (ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية مثل عبد الله بن بكير وغيره، وأخبار الواقفة مثل سماعة بن مهران، وعلي بن أبى حمزة، وعثمان بن عيسى، ومن بعد هؤلاء بما رواه بنو فضال وبنو سماعة والطاطريون وغيرهم، فيما لم يكن عندهم فيه خلافه) انتهى.

وقال المحقق الحلي في المعتبر ج1 ص94: (لا يقال: علي بن حمزة واقفي، وعمار فطحي، فلا يعمل بروايتهما لأنا نقول: الوجه الذي لأجله عمل برواية الثقة قبول الاصحاب، وانضمام القرينة؛ لأنه لولا ذلك لمنع العقل من العمل بخبر الثقة، إذ لا وثوق بقوله، وهذا المعنى موجود هنا، فإن الأصحاب عملوا برواية هؤلاء كما عملوا هناك، ولو قيل: فقد رد رواية كل واحد منهما في بعض المواضع، قلنا: كما ردوا رواية الثقة في بعض المواضع متعللين بأنه خبر واحد، وإلا فاعتبر كتب الأصحاب فانك تراها مملؤة من رواية علي المذكور، وعمار، على أنا لم نر من فقهائنا من رد هاتين الروايتين، بل عمل المفتين منهم بمضمونها) انتهى.

أقول: إضافة الى وقوع علي بن أبي حمزة في إسناد تفسير القمي الذي شهد مؤلفه بوثاقة جميع رواته. وقد وثقه الميرزا النوري بكلام طويل في خاتمة المستدرك ج4 ص464 وما بعدها، فراجع.

[29] - ثقة بالاتفاق، وهو يحيى بن القاسم الأسدي، ومن أشكل باشتراك غيره معه بكنية (أبي بصير)، فيجيبه المحقق الخوئي بقوله: (... ولكنا ذكرنا في ترجمة يحيى بن القاسم، أن أبا بصير عندما أطلق، فالمراد به هو: يحيى بن أبي القاسم، وعلى تقدير الاغماض فالأمر يتردد بينه وبين ليث بن البختري المرادي، الثقة، فلا أثر للتردد، وأما غيرهما فليس بمعروف بهذه الكنية، بل لم يوجد مورد يطلق فيه أبو بصير، ويراد به غير هذين) معجم رجال الحديث ج22 ص52.

وأيضاً يجيبه الشيخ علي النمازي الشاهرودي بقوله: (... فتعين أن إطلاق أبي بصير في روايات الباقرين صلوات الله عليهما منصرف إلى الثاني والثالث والرابع وكلهم ثقات أجلاء) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 ص 341.

[30] - كمال الدين وتمام النعمة: ص 358.

[31] - عيون أخبار الرضا (: ج2 ص261.

[32] - عيون أخبار الرضا (: ج1 ص78، بحار الأنوار: ج39 ص36.

[33] - عيون أخبار الرضا (: ج1 ص79.

[34] - الأمالي - للشيخ الطوسي: ص269 – 270.

[35] - كتاب الأربعين - لمحمد طاهر القمي الشيرازي: ص66.

[36] - أهمية الحديث عند الشيعة - للشيخ آقا مجتبي العراقى: ص249.

[37] - الروضة في فضائل أمير المؤمنين - لشاذان بن جبرئيل القمي: ص205.

[38] - الأنفال: 75.

[39] - الكافي: ج1 ص291 – 292.

[40] - كمال الدين وتمام النعمة: ص262 – 263.

[41] - قال أمير المؤمنين ( في خطبة الوسيلة: (... أيها الناس إن الله تعالى وعد نبيه محمداً / الوسيلة، ووعده الحق ولن يخلف الله وعده، ألا وإن الوسيلة على درج الجنة وذروة ذوائب الزلفة ونهاية غاية الأمنية، لها ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام وهو ما بين مرقاة درة إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة، إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر، إلى مرقاة يلنجوج، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة غمام، إلى مرقاة هواء، إلى مرقاة نور قد أنافت على كل الجنان ورسول الله / يومئذ قاعد عليها، مرتد بريطتين: ريطة من رحمة الله، وريطة من نور الله، عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة، قد أشرق بنوره الموقف، وأنا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته، وعليّ ريطتان: ريطة من أرجوان النور، وريطة من كافور، والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي، وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيماننا وقد تجللهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بهت بأنوارنا وعجب من ضيائنا وجلالتنا...) الكافي: ج8 ص24 – 25.

[42] - الفرقان: 11.

[43] - كتاب الغيبة - للنعماني: ص86 – 87.

[44] - كتاب الغيبة - للنعماني: ص87.

[45] - الصافات: 83.

[46] -  تأويل الآيات - لشرف الدين الحسيني: ج2 ص495.

[47] - بحار الأنوار: ج65 ص158.

[48] - ترجم له النجاشي في رجاله ص221 – 222، برقم 622، قائلاً: (محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي، جليل القدر، كثير الرواية...).

ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج6 ص445 – 446، برقم 12627 قائلاً: (محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي أبو جعفر: كان ثقة في الحديث بالاتفاق، جليل القدر، كثير الرواية. ولا غمز فيه...).

[49] - هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وثقه النجاشي في رجاله ص334، برقم 897. ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست ص215، برقم 607.

[50] - هو محمد بن إسماعيل بن بزيغ، وثقه النجاشي في رجاله ص330، برقم 893. ووثقه الشيخ الطوسي في رجاله ص364، برقم 5393.

[51] - وثقه المحقق الخوئي في معجم رجال الحديث ج10 ص84 – 85، برقم 5842.

[52] - ذكره النجاشي ص290، برقم 777 قائلاً: (عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد مولى بني عجل، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام). له كتاب لطيف، أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسين بن تمام، عن محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت به) انتهى.

ورويت رواية في حقه تدل على علو مقامه وحسن موالاته لأهل البيت (عليهم السلام): الكشي: حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن الحسين، عن أحمد ابن الحسن الميثمي، عن أبي العرندس الكندي، عن رجل من قريش قال: (كنا بفناء الكعبة وأبو عبد الله ( قاعد، فقيل له: ما أكثر الحاج ! فقال (: ما أقل الحاج ! فمر عمرو بن أبي المقدام، فقال: هذا من الحاج) اختيار معرفة الرجال - للشيخ الطوسي: ج2 ص690.

وذكره العلامة في القسم الاول من خلاصة الأقوال ص212، قائلاً: (عمرو بن أبي المقدام. روى الكشي باسناد متصل إلى أبي العرندس، عن رجل من قريش أن الصادق ( قال عنه: هذا أمير الحاج، وهذه الرواية من المرجحات...) انتهى.

وذكر توثيقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج6 ص23، برقم 10721 قائلاً: (عمرو بن أبي المقدام:..... وبالجملة عمرو هذا من أصحاب الصادق (. وروى كش أنه قيل للصادق (: ما أكثر الحاج ! فقال: ما أقل الحاج ! فمر عمرو بن أبي المقدام فقال: هذا من الحاج. والمحدث النوري والمامقاني اختارا وثاقته محتجين بأمور ذكراها. منها: رواية الأجلاء ذكراهم سبعة عشر. ونقلاً توثيقه عن ابن الغضائري. وذكره العلامة في المعتمدين. وكذا الصدوق في مشيخة يه. وعده النجاشي من أصحاب السجاد والباقر والصادق صلوات الله عليهم قال: وله كتاب لطيف) انتهى.

أضف إلى ذلك أنه وقع في إسناد تفسير القمي وكامل الزيارات، - الذين اعتبرهما الخوئي دليلاً على وثاقة الرواة - راجع ترجمة عمرو بن ابي المقدام في معجم رجال الحديث ج14 ص80 – 81، برقم 8863.

[53] - هو ثابت بن هرمز، ويسمى أيضاً ثابت الحذاء وثابت الحداد، روي أنه من البترية، ولكن هناك رواية أو أكثر تدل على رجوعه عن ذلك وقد ذكرها بعض العلماء للدلالة على رجوعه إلى الحق، كالشيخ المحمودي في نهج السعادة ج8 ص86 – 88، والوحيد البهبهاني في كتاب (تعليقة على منهج المقال) ص101، والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ج4 ص19.

وعلى أي حال فانتحال المذاهب الفاسدة لا يستلزم عدم الوثاقة في النقل كما هو المشهور المنصور لدى القوم، فهم يعتمدون على ما ينقله الواقفية والفطحية وغيرهم ما داموا ثقاة في النقل.

ذكره النجاشي ص116 – 117، برقم 298 قائلاً: (ثابت بن هرمز أبو المقدام الحداد. روى نسخة عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، رواها عنه ابنه عمرو بن ثابت، قال ابن نوح: حدثنا علي بن الحسين بن سفيان، قال: حدثنا علي بن العباس بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهما السلام) انتهى.

وذكره الخوئي معجم رجال الحديث ج4 ص307، برقم 1983 قائلاً: (ثابت الحذاء: = ثابت بن هرمز. روى عن جابر بن يزيد الجعفي، وروى عنه عمرو بن مقدام. تفسير القمي: سورة البقرة، في قوله تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس...". أقول: الظاهر وقوع التحريف فيه، والصحيح عمرو بن أبي المقدام كما في الطبعة القديمة، وثابت الحذاء وهو ثابت الحداد كما تقدم عن البرقي) انتهى.

ومن المعلوم أن المحقق الخوئي قد حكم على من يقع في إسناد روايات تفسير القمي بالوثاقة، وقد نص على ذلك محمد الجواهري في تلخيصه لمعجم الخوئي المسمى (المفيد من معجم رجال الحديث) ص97، حيث قال: (1976 - 1975 - 1983 - ثابت الحذاء: روى في تفسير القمي فهو ثقة - والصحيح فيمن روى عنه عمرو بن أبي المقدام كما في الطبعة القديمة لا عمرو بن المقدام) انتهى.

[54] - من خواص أصحاب أمير المؤمنين (، كما قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي، راجع مستدركات علم رجال الحديث ج2 ص290 – 291، برقم 3122، وذكره الشيخ الطوسي في رجاله ص60 برقم 518، في أصحاب أمير المؤمنين (.

[55] - تهذيب الأحكام - للشيخ الطوسي: ج3 ص253.

[56] - محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي، وثقه النجاشي في رجاله ص371 برقم 1012، وذكر أن له كتاباً، حيث قال: (محمد بن المثنى بن القاسم كوفي، ثقة، له كتاب. أخبرنا الحسين، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا أحمد، عن محمد بن المثنى بكتابه). ووثقه العلامة الحلي في الخلاصة ص264. ووثقه ابن داوود الحلي في رجاله ص182. ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج7 ص303 برقم 14380، حيث قال: (محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي: كوفي ثقة بالاتفاق وله كتاب).

[57] - أصل محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي من الأصول المعتبرة والمعتمد عليها، وهو موجود الآن بعينه، كما اعترف بذلك آقا بزرك الطهراني، وكان عند الحر العاملي والعلامة المجلسي وغيرهم.

قال ضياء الدين المحمودي محقق كتاب الأصول الستة عشر من الأصول الأولية ص20: (كتب الشيخ الحر على ظهر النسخة التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا - وكانت من ممتلكاته -: "اعلم أني تتبعت أحاديث هذه الكتب الأربعة عشر، فرأيت أكثر حاديثها موجوداً في الكافي أو غيره من الكتب المعتمدة، والباقي له مؤيدات فيها، ولم أجد فيها شيئاً منكراً سوى حديثين محتملين للتقية وغيرها". ووقع تحته بهذه العبارة: "حرره محمد الحر").

وقال العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج1 ص44: (وكتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي، وثق النجاشي مؤلفه، وذكر طريقه إليه وفي النسخة القديمة المتقدمة، أورد سنده هكذا: حدثنا الشيخ هارون ابن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام. عن حميد بن زياد، عن أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز، عن محمد بن المثنى).

وقال الميرزا النوري في خاتمة المستدرك ج1 ص77: (وأما كتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي (قدس سره): فالسند إليه في النسخة المتقدمة ما تقدم في سند كتاب جعفر. وقال النجاشي (قدس سره): محمد بن المثنى بن القاسم، كوفي ثقة، له كتاب، أخبرنا الحسين، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا أحمد، عن محمد بن المثنى بكتابه).

وقال آقا بزرگ الطهراني في الذريعة ج2 ص166 برقم 612: ([أصل] محمد بن مثنى بن القاسم الحضرمي. من الأصول الموجودة بأعيانها برواية التلعكبري عن أبي على بن همام، عن حميد بن زياد باسناده إلى مؤلفه. وأكثر أحاديثه رواه عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (. وفي آخره قال محمد بن المثنى حدثني جعفر بن محمد بن شريح بجميع ما في هذا الكتاب إلا الحديثين الأخيرين وهما من رواية محمد بن جعفر البزاز القرشي).

[58] - ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ص93 برقم 148، قائلاً: (جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي. له كتاب، رويناه بالإسناد الأول، عن ابن همام، عن حميد، عن أحمد ابن زيد بن جعفر الأزدي البزاز، عن محمد بن أمية بن القاسم الحضرمي، عن جعفر بن محمد بن شريح).

وترجم له الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج2 ص202 برقم 2781، قائلاً: (جعفر بن محمد بن شريح بن سعد الحضرمي: له كتاب رواه التلعكبري ونقل منه في البحار، وهذا الكتاب عندي، ويستفاد منه حسنه وكماله. وأبوه من ثقات الصادقين عليهما السلام).

وذكره ابن داوود الحلي في القسم الاول من رجاله ص65 برقم 328.

[59] - وثقه الشيخ الطوسي في الفهرست ص127 برقم 289. ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركاته ج3 ص377 برقم 5529. ووثقه المحقق الخوئي في معجمه ج8 ص156 – 160 برقم 4479.

[60] - الأصول الستة عشر، أصل محمد بن المثنى الحضرمي: ص90 – 91.

[61] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص53.

[62] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص54.

[63] - الغيبة للشيخ الطوسي ص149 ح110.

[64] - بحار الأنوار ج24 ص117.

[65] - بحار الأنوار ج89 ص236.

[66] - بحار الأنوار ج24 ص117.

[67] - طريق الشيخ الطوسي إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري صحيح، كما اعترف بذلك المحقق الخوئي في معجمه ج17 ص247 – 249، عند ترجمة الحميري برقم 11108. فراجع.

[68] - وثقه النجاشي ص354 – 355، برقم 949 قائلاً: (محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري أبو جعفر القمي، كان ثقة، وجها، كاتب صاحب الأمر (، وسأله مسائل في أبواب الشريعة، قال لنا أحمد بن الحسين: وقعت هذه المسائل إلي في أصلها والتوقيعات بين السطور. وكان له إخوة، جعفر والحسين وأحمد كلهم كان له مكاتبة. ولمحمد كتب، منها: كتاب الحقوق، كتاب الأوائل، كتاب السماء، كتاب الأرض، كتاب المساحة والبلدان، كتاب إبليس وجنوده، كتاب الاحتجاج...) انتهى.

[69] - وثقه النجاشي ص219 – 220، برقم 573 قائلاً: (عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري أبو العباس القمي. شيخ القميين ووجههم، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين، وسمع أهلها منه، فأكثروا، وصنف كتباً كثيرة، يعرف منها: كتاب الإمامة، كتاب الدلائل، كتاب العظمة والتوحيد، كتاب الغيبة والحيرة، كتاب فضل العرب، كتاب التوحيد والبداء والإرادة والاستطاعة والمعرفة، كتاب قرب الإسناد إلى الرضا (، كتاب قرب الإسناد إلى أبي جعفر بن الرضا (عليهما السلام)، كتاب ما بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم، والقياس، والأرواح، والجنة والنار، والحديثين المختلفين، مسائل الرجال ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث (، مسائل لأبي محمد الحسن ( على يد محمد بن عثمان العمري، كتاب قرب الإسناد إلى صاحب الامر (، مسائل أبي محمد وتوقيعات، كتاب الطب. أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عنه بجميع كتبه) انتهى.

[70] - هذه الواسطة مكونة من رجلين وكلاهما من الثقاة الأجلاء، ووذكر توثيق أحدهما يكفي، وسأذكر فقط محمد بن عبد الحميد، فقد وثقه النجاشي ص338 – 339،برقم 906 قائلاً: (محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار أبو جعفر، روى عبد الحميد عن أبي الحسن موسى (، وكان ثقة من أصحابنا الكوفيين. له كتاب النوادر، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عنه بالكتاب) انتهى.

[71] - هو محمد بن فضيل بن كثير الصيرفي الازدي، ذكر الشيخ الطوسي بأنه رمي بالغلو، وقد بينت أكثر من مرة أن تهمة الغلو لا يمكن أن تكون سبباً للتضعيف وخصوصاً من المتقدمين كالقميون وأمثالهم الذي كانوا يعدون رواية فضائل وكرامات أهل البيت غلواً؛ لأنها لا تنسجم مع اجتهادهم وفهمهم.

ونقل الميرزا النوري أن محمد بن الفضيل هذا الذي يروي عن أبي حمزة متحد مع محمد بن القاسم بن فضيل، كما جاء في خاتمة المستدرك ج5 ص423: (... محمد بن الفضيل هو محمد بن القاسم بن الفضيل كما جزم به المضطلع الخبير الفاضل الأردبيلي في الجامع، ويؤيده حكم العلامة بصحة هذا الطريق. وأبو حمزة هو الجليل الذي كان كلقمان زمانه، وفي النجاشي: عن أبي عبد الله ( إنه في زمانه مثل سلمان في زمانه) انتهى.

وما يؤيد براءة محمد بن الفضيل من تهمة الغلو عدم تعرض النجاشي لذلك عند ترجمة محمد بن الفضيل راجع رجال النجاشي ص367 رقم995.

وقد عده ابن داود في رجاله في القسم الاول - قسم المعتمد عليهم - كما نقل ذلك الخوئي في معجمه ج18 ص152، عن ابن داود.

وقد عد الشيخ المفيد محمد بن الفضيل من الفقهاء والرؤساء والذين لا يطعن عليهم بشيء، كما نقله عنه المحقق الخوئي في معجم رجال الحديث ج18 ص153، في ترجمة محمد بن الفضيل، برقم 11591، حيث قال: (وقد عد الشيخ المفيد في رسالته العددية محمد بن الفضيل، من الفقهاء والرؤساء الاعلام، الذين يؤخذ منهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام، ولا يطعن عليهم بشئ، ولا طريق لذم واحد منهم...) انتهى.

وقد دافع عنه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج7 ص287 – 288، برقم 14299، قائلاً: (محمد بن الفضيل بن كثير الأزدي الكوفي الصيرفي أبو جعفر الأزرق: عدوه من أصحاب الصادق والكاظم والرضا صلوات الله عليهم. استضعفوه ورموه بالغلو. لكن يستفاد حسنه وكماله ودفع الرمي من مكاتبته إلى أبي جعفر الجواد (. كمبا ج12 ص111، وجد ج50 ص53، والعيون ج1 ص56، وج2 ص221. وفي ك باب 39 عن محمد بن الفضيل، عن الرضا ( رواية كريمة مهمة).

[72] - هو الثمالي؛ ثابت بن دينار، وهو ثقة جليل مشهور.

[73] - الغيبة: ص478 – 479.

[74] - النور: 55

[75] - تفسير ابن أبي حاتم حديث: ج8 ص2628 رقم 14769.

[76] - الحج: 47.

[77] - الخصال - للشيخ الصدوق: ص474 – 475، عيون أخبار الرضا (: ج2 ص55 وص55 – 56.

[78] - شرح الأخبار - للقاضي النعمان المغربي: ج3 ص400.

[79] - ذكر السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع ص307، أن الشيخ الطوسي روى هذا الدعاء بعدة أسانيد عن يونس بن عبد الرحمن، وهذا نص كلامه: (حدثني الجماعة الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع من هذا الكتاب باسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي تلقاه الله جل جلاله بالأمان والرضوان يوم الحساب قال: أخبرنا ابن أبي الجيد، عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ومحمد بن الحسن الصفار، كلهم عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن، ورواه جدي أبى جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها كراهية للإطالة في هذا المكان، يروى عن يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا ( كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر ( بهذا...).

وقد صرح الميرزا النوري بأن هذا الدعاء مروي بعدة أسانيد معتبرة صحيحة، وهذا نص كلامه: (روى جماعة كثيرة من العلماء منهم الشيخ الطوسي في المصباح، والسيد ابن طاووس في جمال الأسبوع بأسانيد معتبرة صحيحة وغيرها عن يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا ( كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر ( بهذا:...) النجم الثاقب: ج2 ص456.

وقول الميرزا النوري يغنينا عن الاطالة في سرد توثيق رجال السند.

[80] - مصباح المتهجد: ص409، جمال الأسبوع: ص307.

[81] - والسند ذكره مفصلاً السيد ابن طاووس في جمال الاسبوع ص301، هكذا: (... قال: أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن محمد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التلعكبري، قالا: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الرازي الخضيب الأيادي فيما رواه في كتابه كتاب الشفاء والجلاء عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه، قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من إصفهان قال: ... الخبر).

وقد قال الميرزا النوري عن هذا الدعاء: (وقد روي هذا الخبر الشريف في عدّة كتب معتبرة للقدماء بأسانيد متعددة ... ولم يعين وقت لقراءة هذه الصلوات والدعاء في خبر من الأخبار إلّا ما قاله السيد رضي الدين علي بن طاووس في جمال الاسبوع بعد ذكره التعقيبات المأثورة لصلاة العصر من يوم الجمعة، قال: ".. إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبداً لأمر اطّلعنا الله جلّ جلاله عليه.

ويستفاد من هذا الكلام الشريف أنه حصل له من صاحب الأمر صلوات الله عليه شيء في هذا الباب، ولا يستبعد منه ذلك، كما صرّح هو أنّ الباب إليه ( مفتوح، وقد تقدّم في الباب السابق) النجم الثاقب: ج2 ص468 – 469.

وتوثيق السند كالآتي:

أ- الحسين بن عبيد الله: هو الغضائري شيخ الشيخ الطوسي والنجاشي، ثقة؛ لأنه من مشايخ النجاشي، كما أفاده المحقق الخوئي، وجزم بوثاقته، راجع معجم رجال الحديث ج7 ص22 – 24 برقم 3490.

ب- محمد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التلعكبري: وهذه الواسطة مشتركة بين رجلين، وتوثيق أحدهما يكفي، مع أنهما كلاهما ثقات أثبات أجلاء، وأذكر فقط حال هارون بن موسى التلعبري، فقد وثقه النجاشي ص439، برقم 1184، قائلاً: (هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد، أبو محمد، التلعكبري من بني شيبان. كان وجهاً في أصحابنا، ثقة، معتمداً لا يطعن عليه. له كتب، منها: كتاب الجوامع في علوم الدين. كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر، والناس يقرأون عليه) انتهى.

ج- أبو العباس أحمد بن علي الرازي الخضيب الأيادي: ويطلق عليه أيضاً: أحمد بن محمد الأيادي، ذكره النجاشي ص97، برقم240، قائلاً: (أحمد بن علي أبو العباس الرازي الخضيب الأيادي، قال أصحابنا: لم يكن بذاك، وقيل: فيه غلو وترفع، وله كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة، وكتاب الفرائض، وكتاب الآداب. أخبرنا محمد بن محمد عن محمد بن أحمد بن داود عنه بكتبه) انتهى.

وذكره الشيخ الطوسي الفهرست ص76، برقم 91، قائلاً: (أحمد بن علي الخضيب الأيادي، يكنى أبا العباس، وقيل: أبا علي الرازي، لم يكن بذلك الثقة في الحديث ومتهم بالغلو. وله كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة حسن، كتاب الفرائض، كتاب الآداب، أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله، عن محمد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التلعكبري، جميعا عنه) انتهى.

أقول: لا يخفى أن النجاشي لم يجزم بضعف الرجل وغلوه، بل نسبه إلى القيل، وهذا إشارة إلى عدم جزمه بما نسبوه إليه.

وتهمة الغلو عند القميين وغيرهم لا يمكن أن يعتمد عليها وقد تكلمت عنها في تحقيق رواية (والقوام من بعده) بل هي في الغالب مدح لمن يتهم بها؛ لأن القميين وغيرهم كانوا يعدون الراوي غالياً وضعيفاً بالحديث بمجرد أن يروي فضائل وكرامات أهل البيت (عليهم السلام) التي كانوا يرونها باجتهادهم غلواً، وقد فصل القول في هذا الموضوع عدة من أكابر العلماء منهم الوحيد البهبهاني وغيره.

فلا يمكن أن يعتمد على تضعيفهم حتى يعلم سبب اتهامهم بالغلو والضعف، ويثبت ذلك بطريق معتمد.

والأمر الآخر أن هذا الدعاء مروي من كتابه (الشفاء والجلاء) وقد وصف الشيخ الطوسي هذا الكتاب بـ (الحسن) وروايات ذلك الكتاب تدل على حسنه وقيمته، وقد اعتمد عليه كثير من كبار العلماء كالتلعكبري وغيره، وقد روى عنه الشيخ الطوسي في غيبته، وغيره.

وقد وصفه السيد بهاء الدين النجفي في منتخب الأنوار المضيئة ص250، بـ (الثقة)، في أحد أسانيد رواياته، قائلاً: (... عن الثقة أحمد بن محمد الإيادي (رحمه الله)، يرفعه إلى محمد بن صالح الهمداني - أحد الوكلاء المذكورين - قال: كتبت إلى صاحب الزمان (...) انتهى.

وقد نقل محقق (منتخب الانوار المضيئة) في الهامش رقم 1 للصفحة 30، أن مؤلف (الانوار المضيئة) وصفه بـ (الشيخ الفقيه) ونسب إليه كتاب (الشفاء والجلاء)، وهذا نص الكلام: (... أحمد بن محمد الإيادي الذي يروي عنه في مواضع عديدة من هذا الكتاب، وعبر عنه في الأنوار المضيئة (مخطوط) - باب الإمامة، الفصل 2، ضمن ب 8 - بالشيخ الفقيه أحمد بن محمد الإيادي مصنف كتاب الشفاء والجلاء) انتهى.

فلا ينبغي الشك في وثاقة الرجل، على الأقل في هكذا روايات، والتي تدل على حسن عقيدته وموالاته.

ثم إنه سيأتي أن هذا الدعاء له طريق آخر وهو مذكور في كتاب أو أكثر من كتب القدماء غير كتاب (الشفاء والجلاء) لأحمد الأيادي.

د- أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي: وثقه كثير من العلماء، منهم الشيخ الطوسي والنجاشي، وهو من وكلاء الإمام المهدي ( ومن ثقاته، راجع معجم رجال الحديث ج16 ص176 – 180 برقم 10411.

هـ - الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي: وثقه الشيخ النجاشي في رجاله ص66 برقم 156، وقال المحقق الخوئي في معجم رجال الحديث ج7 ص86، برقم 3630 قائلاً: (الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر: = الحسين الأشعري. = الحسين بن محمد بن عامر. قال النجاشي: "الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمي، أبو عبد الله، ثقة، له كتاب النوادر. أخبرنا محمد بن محمد، عن أبي غالب الزراري، عن محمد بن يعقوب عنه". أقول: قد تقدم أنه الحسين بن محمد بن عامر) انتهى.

و- يعقوب بن يوسف الضراب الغساني: ذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج8 ص280، 16466 قائلاً: (يعقوب بن يوسف الضراب الغساني: لم يذكروه. روى الشيخ في كتاب الغيبة والسيد في جمال الأسبوع، عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي، عنه، حديث حجه في سنة 281 وتشرفه بلقاء مولانا الحجة المنتظر ( وورود نسخة الصلوات على الأئمة (عليهم السلام) بأسمائهم و صفاتهم ومناقبهم. فراجع كمبا ج13 ص108، وكتاب الدعاء ص84، وجد ج52 ص17، وج94 ص78، وجمال الأسبوع ص459، ودلائل الطبري ص300) انتهى.

وذكره الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال ج11 ص141، برقم 8505 قائلاً: (يعقوب بن يوسف الضراب الأصفهاني روى الغيبة في أخبار "من رأى الحجة (" رؤيته له () انتهى.

ولا يمكن لأحد أن يقول إن ثبوت وثاقة الضراب متوقف على ثبوت هذا الدعاء، وثبوت الدعاء متوقف على وثاقة الضراب فيكون الدور الممنوع.

لأنا نقول: أن ثبوت الدعاء غير محصور بوثاقة الضراب، بل متنه ومضامينه يدلان وبوضوح تام على أنه من العين الصافية لآل بيت الرسول محمد /، أضف إلى ذلك اعتماد علماء الامة وعامتهم عليه منذ مئآت السنين، وتلاوته والتوسل به، أيضاً يؤيد ذلك، بل إنه من سنخ أدعية أهل البيت (عليهم السلام) وهو يشبه ما روي عن الإمام الرضا ( في الدعاء للامام الحجة (، وقد ذكر فيه أيضاً الصلاة على خلفاء الإمام المهدي ( والدعاء لهم بكلمات جليلة وعظيمة لا تتوفر الا في أوصياء الرسول محمد (عليهم السلام) المعصومين.

وكل هذه الامور مجتمعة أو منفردة تدل بما لا يقبل الشك على أن هذا الدعاء هو من مشكاة محمد وآل محمد / ومما أفاضه صاحب العصر والزمان (ارواحنا وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء).

والضراب أيضاً وثاقته غير منحصرة بهذا الدعاء، وإن كان به الكفاية وزيادة، ولكن اعتماد الاجلاء والفضلاء في نقل هذا الدعاء عنه من دون أي تشكيك، يدل على وثاقة هذا الرجل، وقد تقدم أن ناقل هذا الدعاء عن الضراب بواسطة واحدة هو أحد وكلاء الإمام المهدي ( وثقاته وهو (أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه )، وهكذا نقل هذا الدعاء وارتضاه واعتقد به علماء الأمة الأكابر، معتمدين به على رواية يعقوب بن يوسف الضراب، وهذا دليل واضح على جلالة الرجل ووثاقته. وبهذا ينتفي الدور المزعوم في توثيق يعقوب بن يوسف الضراب (رحمه الله تعالى).

وقال الميرزا النوري في مستدرك الوسائل ج16 ص90، تعليقاً على الحديث رقم 19242: (ورأيته - يقصد خبر الضراب - في بعض كتب قدماء أصحابنا قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال: حدثني أبو القاسم موسى بن محمد الأشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف أبو الحسن الضراب في سنة تسعين ومائتين، وساق مثله) انتهى.

وهذا طريق وسند آخر لهذا الدعاء وهو مؤيد لكتاب (الشفاء والجلاء)، وهذا يدل على شهرة هذا الدعاء ووجوده في أكثر من كتاب من كتب المتقدمين.

ويكون السند الثاني كالاتي: الميرزا النوري - فهو رآه بنفسه من دون نقل-، عن بعض كتب أصحابنا القدماء، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، عن أبي القاسم موسى بن محمد الأشعري القمي، عن يعقوب بن موسى الضراب.

[82] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص273 وما بعدها، مصباح المتهجد: ص406، جمال الأسبوع: ص301 – 306.

[83] - من لا يحضره الفقيه: ج1 ص327 ح960، الكافي: ج2 ص548.

[84] - وثقه النجاشي ص398، برقم 1066 قائلاً: (محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة أبو الفرج القنائي الكاتب، كان ثقة، وسمع كثيراً وكتب كثيراً، وكان يورق لأصحابنا، ومعنا في المجالس. له كتب، منها: [كتاب] عمل يوم الجمعة، كتاب عمل الشهور، كتاب معجم رجال أبي المفضل، كتاب التهجد. أخبرني وأجازني جميع كتبه) انتهى.

وذكره ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج6 ص394، برقم 12383 قائلاً: (محمد بن أبي قرة أبو الفرج: له كتاب الدعاء. روى عنه السيد ابن طاووس كثيرا مترضياً ومترحماً عليه وهو محمد بن علي بن يعقوب الآتي).

ووثقه أيضاً في مستدركات علم رجال الحديث ج7 ص251 – 252، برقم 14111 قائلاً: (محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة أبو الفرج القناني الكاتب: ثقة بالاتفاق. كثير الرواية. له كتب، منها: عمل يوم الجمعة، وكتاب عمل الشهور نقل منه في البحار كثيراً...).

[85] - قد صرَّح السيد ابن طاووس (رحمه الله) بأنه أخذ هذا الدعاء من كتاب ابن أبي قرة أي بالمباشرة، وهو أبو الفرج محمد بن أبي قرة وهو من أشهر الثقات بالاتفاق، فكتبه تعتبر من الأصول أو الكتب المعتبرة، وبذلك لا حاجة إلى تتبع رجال السند والطريق، وخصوصاً إن متن ومضامين الدعاء صارخة بأنها من مشكاة آل محمد /.

ويؤيد ذلك أن ابن أبي قرة أسند هذا الدعاء إلى ثقة أمين وهو علي بن الحسن بن علي بن فضال، وابن فضال نقله عن ثقة جليل وهو محمد بن عيسى بن عبيد.

[86] - وثقه النجاشي في رجاله وأثنى عليه كثيراً: ص257 – 258، برقم 676 قائلاً: (علي بن الحسن بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن مولى عكرمة بن ربعي الفياض أبو الحسن، كان فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم، وثقتهم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه. سمع منه شيئاً كثيراً، ولم يعثر له على زلة فيه ولا ما يشينه، وقل ما روى عن ضعيف، وكان فطحياً،...) انتهى. وعدد له النجاشي أربعة وثلاثين كتاباً، منها كتاب (الدعاء).

[87] - وثقه النجاشي ص333 – 334، برقم 896 قائلاً: (محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى مولى أسد بن خزيمة، أبو جعفر، جليل في (من) أصحابنا، ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني ( مكاتبة ومشافهة. وذكر أبو جعفر بن بابويه، عن ابن الوليد أنه قال: ما تفرد به محمد بن عيسى من كتب يونس وحديثه لا يعتمد عليه. ورأيت أصحابنا ينكرون هذا القول، ويقولون: من مثل أبي جعفر محمد بن عيسى. سكن بغداد. قال أبو عمرو الكشي: نصر بن الصباح يقول إن محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أصغر في السن أن يروي عن ابن محبوب. قال أبو عمرو: قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان رحمه الله يحب العبيدي و يثني عليه ويمدحه ويميل إليه ويقول: ليس في أقرانه مثله. وبحسبك هذا الثناء من الفضل رحمه الله. وذكر محمد بن جعفر الرزاز أنه سكن سوق العطش...) انتهى.

ووثقه أيضاً المحقق الخوئي في كلام طويل في معجمه ج18 ص119 وما بعدها برقم 11536، فراجع.

[88] - الصالحون هنا يقصد بهم الأئمة المعصومون (عليهم السلام).

[89] - إقبال الأعمال: ج1 ص191، بحار الأنوار: ج94 ص349، مكيال المكارم للأصفهاني: ج2 ص38.

[90] - بحار الأنوار: ج86 ص333 – 340.

[91] - بحار الأنوار: ج99 ص228.

[92] - الكافي: ج1 ص373.

[93] - اعتمد على هذا الكتاب عدة من أشهر العلماء واعتبروه من الأصول الحديثية المعتبرة، وللاطلاع على أقوالهم، يراجع مقدمة كتاب فقه الرضا (، لجواد الشهرستاني.

[94] - لا يخفى دلالة هذا القول على أنه قول الإمام الرضا ( نفسه. وهذا ما نبه عليه الميرزا النوري، حيث قال: (... إن فيه ما لا ينبغي صدوره إلا من الحجج عليهم السلام، وما هو كالصريح في أنه منه (، وهو أمور: الأول. ما في أول الكتاب، ففيه: يقول عبد الله علي بن موسى الرضا (: أما بعد...، إلى آخره. - الثاني: ما في أواخره: مما نداوم به نحن معاشر أهل البيت، إلى آخره) خاتمة المستدرك: ج1 ص255.

[95] - فقه الرضا - لعلي بن بابويه: ص402.

[96] - بحار الأنوار: ج99 ص100 – 101.

[97] - هو جعفر بن محمد بن موسى بن قولويه، وهو ثقة جليل بالاتفاق.

وثقه النجاشي في رجاله ص 123 – 124، برقم 318 قائلاً: (جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم وكان أبوه يلقب مسلمة من خيار أصحاب سعد، وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه، روى عن أبيه وأخيه، عن سعد، وقال: ما سمعت من سعد إلا أربعة أحاديث، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل، وكل ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه، [و] له كتب حسان... كتاب الزيارات...) انتهى.

[98] - وثقه الخوئي في معجم رجال الحديث ج18 ص174 – 175، برقم 11648 قائلاً: (محمد بن قولويه: الجمال، والد أبي القاسم جعفر بن محمد، يروي عن سعد بن عبد الله وغيره. رجال الشيخ: في من لم يرو عنهم عليهم السلام. وتقدم عن النجاشي في ترجمة ابنه جعفر، أنه من خيار أصحاب سعد، وقد أكثر الرواية عنه، ابنه جعفر، في كامل الزيارات، وقد التزم بأن لا يروي في كتابه هذا، إلا عن ثقة، وكذلك الكشي، روى عنه كثيراً...) انتهى.

[99] - وثقه النجاشي في رجاله ص177، برقم 467 قائلاً: (سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها...) انتهى.

[100] - ذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج7 ص165، برقم 13669 قائلاً: (محمد بن عبد الله بن أحمد الرازي الجاموراني: لم يذكروه. روى الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار في البصائر الجزء 8 باب 12 عنه، عن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن عمه عبد الصمد بن علي، حديثا شريفا مهما، وكمبا ج14 ص145 و 81، وجد ج57 ص328، و ج58 ص226، وفي ختص ص319 عنه، وعد من مشائخ الصفار. وفي الكافي ج1 باب أن الأرض كلها للإمام ( ص409 عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن أحمد، عن علي بن النعمان حديث شريف يدل على حسن عقيدته، وكمبا ج14 ص293، وجد ج60 ص46. وروى محمد بن أحمد بن يحيى، عنه. يب ج2 باب كيفية الصلاة ص121) انتهى.

أقول: قد ضعفه القميون، وتضعيف القميين لا يعتمد عليه ولا يعتد به؛ لأنهم يضعفون ويتهمون بالغلو كل راو يروي مقامات أهل البيت (عليهم السلام) التي يراها القميون باجتهادهم غلواً ! وكذلك يضعفون بأمور واسباب لا تعد تضعيفاً عند التحقيق، وأذكر كلام بعض العلماء في عدم الاعتماد على تضعيف القميون:

قال البهبهاني، في التعليقة ص21 – 22 : (أعلم ان الظاهر ان كثيرا من القدماء سيما القميين منهم (والغضائري) كانوا يعتقدون للأئمة (عليهم السلام) منزلة خاصة من الرفعة والجلال ومرتبة معينة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم وما كانوا يجوزون التعدي عنها، وكانوا يعدون التعدي عنها ارتفاعاً وغلواً على حسب معتقدهم، حتى أنهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلواً بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم أو التفويض الذي اختلف فيه كما سنذكر أو المبالغة في معجزاتهم ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم أو الإغراق في شأنهم واجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص واظهار كثير قدرة لهم، وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ارتفاعاً أو مورثاً للتهمة به، سيما بجهة أن الغلاة كانوا مختفين في الشيعة مخلوطين بهم مدلسين.

وبالجملة الظاهر أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية، أيضاً فربما كان شيء عند بعضهم فاسداً أو كفراً غلواً أو تفويضاً أو جبراً أو تشبيهاً أو غير ذلك، وكان عند آخر مما يجب اعتقاده، أو لا هذا ولا ذاك وربما كان منشأ جرحهم بالأمور المذكورة وجدان الرواية الظاهرة فيها منهم كما أشرنا آنفاً أو ادعى أرباب المذاهب كونه منهم أو روايتهم عنه، وربما كان المنشأ روايتهم المناكير عنه إلى غير ذلك، فعلى هذا ربما يحصل التأمل في جرحهم بأمثال الأمور المذكورة ومما ينبه على ما ذكرنا ملاحظة ما سيذكر في تراجم كثيرة، مثل ترجمة إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن محمد بن نوح، وأحمد بن محمد بن أبي نفر، ومحمد بن جعفر بن عون، وهشام بن الحكم، والحسين بن شاذويه، والحسين بن يزيد، وسهل بن زياد، وداود بن كثير، ومحمد بن أورمة، ونضر بن صباح، وإبراهيم بن عمرو، وداود بن القاسم، ومحمد بن عيسى بن عبيد، ومحمد بن سنان، ومحمد بن على الصيرفي، ومفضل بن عمر، وصالح بن عقبة، ومعلى بن خنيس، وجعفر بن محمد بن مالك، وإسحاق بن محمد بن البصري، وإسحاق بن الحسن، وجعفر بن عيسى، ويونس بن عبد الرحمن، وعبد الكريم بن عمرو، وغير ذلك، وسيجئ في إبراهيم بن عمر وغيره ضعف وتضعيفات غض فلاحظ، وفي إبراهيم بن إسحاق وسهل بن زياد ضعف تضعيف أحمد بن محمد بن عيسى مضاف إلى غيرهما من التراجم فتأمل.

ثم اعلم إنه والغضائري ربما ينسبا الراوي إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً بعد ما نسباه إلى الغلو وكأنه لروايته ما يدل عليه ولا يخفى ما فيه وربما كان غيرهما أيضاً كذلك فتأمل.

ومنها رميهم إلى التفويض، وللتفويض معان بعضها لا تأمل للشيعة في فساده، وبعضها لا تأمل لهم في صحته، وبعضها ليس من قبيلهما والفساد كفراً كان أو لا ظاهر الكفرية أو لا ونحن نشير إليها مجملاً...).

وقال الوحيد في التعليقة ص21 أيضاً: (ولعل من أسباب الضعف عندهم قلة الحافظة، وسوء الضبط، والرواية من غير إجازة، والرواية عمن لم يلقه، واضطراب ألفاظ الرواية، وإيراد الرواية التي ظاهرها الغلو والتفويض، أو الجبر والتشبيه، كما هو مسطور في كتبنا المعتبرة )، إلى أن قال:(بل ربما كانت مثل الرواية بالمعنى عندهم من الأسباب) انتهى.

وأكد ذلك السيد حسن الصدر في نهاية الدراية ص431 فقال: (ثم اعلم أن أكثر القدماء سيما القميين وابن الغضائري، يضعفون بأمور لا توجب الفسق مثل الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، واعتماد المراسيل، ويعدون ذلك ونحوه من موجبات الضعف).

ثم قال السيد حسن الصدر في ص433: (... غير أن أهل قم جعلوا نفي السهو عنهم عليهم السلام غلواً، وربما جعلوا نسبة مطلق التفويض إليهم أو المختلف فيه أو الاغراق في إعظامهم، ورواية المعجزات وخوارق العادات عنهم، أو المبالغة في تنزيههم عن النقائص، وإظهار سعة القدرة، وإحاطة العلم بمكنونات الغيوب في السماء والأرض ارتفاعاً موجباً للتهمة، خصوصاً والغلاة كانوا مخلوطين بهم، يتدلسون بهم، فينبغي التأمل في جرح القدماء بأمثال هذه الأمور، ومن لاحظ موقع قدحهم في كثير من المشاهير، كيونس بن عبد الرحمن ومحمد بن سنان، والمفضل بن عمر، ومعلى بن خنيس، وسهل بن زياد، ونصر بن الصباح، عرف أنهم قشريون كما ذكرنا).

ونقل عن الفاضل الحائري أنه قال: (رمي القميين بالغلو وإخراجهم من قم لا يدل على ضعف أصلاً، فإن أجل علمائنا وأوثقهم غال على زعمهم ولو وجدوه في قم لأخرجوه) إيضاح الاشتباه: ص 148 هامش رقم 3.

أضف إلى ذلك إنه وقع في إسناد كتاب (كامل الزيارات) الذي شهد مؤلفه بأنه ينقله عن الرواة الثقاة، وقد اعتبر بعض العلماء ذلك شهادة على وثاقة كل رجال كامل الزيارات، منهم الحر العاملي صاحب الوسائل، وقد نقل المحقق الخوئي كلام الحر العاملي وارتضاه في معجم رجال الحديث، بل وجعله قرينة على توثيق الرجال الذين لم ينص على توثيقهم في كتب الرجال القديمة. راجع معجم رجال الحديث: ج1 ص49 – 50.

[101] - هو من أصحاب الكتب والأصول كما نص على ذلك النجاشي في رجاله ص56، برقم 130 قائلاً: (الحسين بن سيف بن عميرة أبو عبد الله النخعي له كتابان، كتاب يرويه عن أخيه علي بن سيف، وآخر يرويه عن الرجال أخبرنا علي بن أحمد القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن سيف) انتهى.

وقد وثقه الميرزا النوري في خاتمة المستدرك ج4 ص356 – 358، حيث قال: (... ومما ذكرنا ظهر حال الأخوين. - يقصد علياً والحسين ابنا سيف بن عميرة - أما علي: فثقة نصاً. وأما الحسين: فبالامارة لرواية الأجلة عنه، مثل: أحمد بن محمد بن عيسى - المتصلب في النقل والاحراز عن المتهمين فضلاً عن الضعيف - وعلي بن الحكم، والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، وإسماعيل بن مهران، وأحمد بن محمد بن خالد، وإبراهيم بن هاشم، ومحمد بن علي بن محبوب،... إلى قوله: وروى عنه جمع من الاجلاء - جم غفير - مثل: حماد بن عثمان، وابن أبي عمير، وفضالة بن أيوب - من أصحاب الاجماع - وعلي بن الحكم، وإسماعيل بن مهران، ومحمد بن عبد الحميد، ومحمد بن خالد الطيالسي، والعباس بن عامر، وموسى بن القاسم، وابنه علي، وعلي بن أسباط، وابن بقاح، وعبد الله بن جبلة، وعبد السلام بن صالح.. وغيرهم...) انتهى.

[102] - وثقه النجاشي ص189، برقم504 قائلاً: (سيف بن عميرة النخعي عربي، كوفي، [ثقة]، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام. له كتاب يرويه جماعات من أصحابنا) انتهى.

ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست ص140، برقم 333 قائلاً: (سيف بن عميرة، ثقة، كوفي نخعي عربي) انتهى.

[103] - وثقه المحقق الخوئي في معجم رجال الحديث ج11 ص317 – 319 برقم 7103، وثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: ج5 ص81 برقم 8616.

[104] - كامل الزيارات - لجعفر بن محمد بن قولويه: ص76.

[105] - (قائم) يجمع على عدة وجوه أحدها (قوام)، كما قال العلامة المجلسي: (القوام جمع قائم ككفار وكافر) بحار الأنوار: ج56 ص230.

[106] - نهج البلاغة: ج2 ص40 – 41.

[107] - بصائر الدرجات - للصفار: ص538.

[108] - الكافي: ج6 ص256.

[109] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص161 – 162 ح120.

[110] - بحار الأنوار: ج52 ص152 – 153.

[111] - بحار الأنوار: ج53 ص324.

[112] - منتخب الأنوار المضيئة: ص155.

[113] - كتاب التمحيص لمحمد بن همام الإسكافي، وهو كتاب معتبر اعتمد عليه العلماء، قال العلامة المجلسي عنه: (كتاب التمحيص لبعض قدمائنا، ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة أبي علي بن محمد بن همام) بحار الأنوار: ج1 ص17.

وقال أيضاً: (كتاب التمحيص مكانته تدل على فضل مؤلفه، وإن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران) بحار الأنوار: ج1 ص34.

وقال عنه السيد الخوانساري: (وكان عندنا كتاب (التمحيص) وهو فيما يعدل ألف بيت تقريباً، وقد جمع فيه أحاديث شدة بلاء المؤمن وأنه تمحيص لذنوبه، وفي مفتتحه على رسم قدماء الأصحاب في إملاءاتهم نسبة التحديث إلى هذا الرجل باسمه ونسبه. وعندي أيضاً أنه من جملة مصنفات نفس الرجل أي محمد بن همام - دون غيره فليتفطن) كتاب التمحيص: ص9.

وقال عنه الميرزا النوري بعد ذكر الترديد بين ابن همام وابن شعبة الحراني: (... ومع الغض عنه فالكتاب مردد بين العالمين الجليلين الثقتين فلا يضر الترديد في اعتباره والاعتماد عليه) خاتمة المستدرك: ج1 ص187.

[114] - كتاب التمحيص - لمحمد بن همام الإسكافي: ص69، بحار الأنوار: ج66 ص13، مستدرك سفينة البحار: ج7 ص173 – 174.

[115] - في مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص214 (جلابيب).

[116] - كمال الدين وتمام النعمة: ص370 – 371.

[117] - بحار الأنوار: ج51 ص153 – 154.

[118] - الحق المبين في معرفة المعصومين (عليهم السلام): ص558.

[119] - إضافة إلى ما رواه الصدوق بسنده عن أبي بصير كما ذكره الراوندي في قصص الأنبياء ص84، روى هذه الرواية العلامة المجلسي عن أحد الكتب والأصول المعتمدة وهو كتاب (المزار)، حيث قال: (روي في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (، قال: قال لي: يا أبا محمد، كأني أرى نزول القائم ( في مسجد السهلة بأهله وعياله...) بحار الأنوار: ج52 ص376، وهذا مؤيد قوي، فتكون الرواية معتبرة ولا يمكن القدح بها، وخصوصاً مع ملاحظة إنها في فضل القائم ( وفضل مسجد السهلة المعظم.

[120] - قصص الأنبياء للراوندي: ص84، المزار للمشهدي: ص134، بحار الأنوار: ج52 ص317، و ج52 ص376، مستدرك الوسائل - للميرزا النوري: ج3 ص417.

[121] - هو الرواسي العامري الكلابي، قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج5 ص221 – 222 برقم 9315: (عثمان بن عيسى الرواسي العامري الكلابي: من أصحاب الكاظم (. واقفي; بل من أركان الواقفية. وله كتب. وعن الشيخ في العدة: عمل الطائفة برواياته لأجل كونه موثوقاً به ومتحرجاً عن الكذب. انتهى... وفي كمبا ج11 ص308، وجد ج48 ص253 باب رد الواقفية، روايات تدل على ذم عثمان هذا وأنه من أحد القوام في الوقف. لكن أثبت في مستدرك الوسائل أن كتبه معتمدة، وأنه موثق ومن أصحاب الإجماع...).

ووثقه المحقق الخوئي، راجع معجم رجال الحديث: ج12 ص129 – 136 برقم 7623.

[122] - ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ص147 برقم 361، وقال عنه: (له كتاب)، وذكره في رجاله في أصحاب الصادق ( ص225 برقم 3026، وقال عنه: (صالح بن أبي الأسود الحناط الليثي، مولاهم كوفي، أسند عنه).

[123] - الغيبة للطوسي: ص471 ح488، الكافي: ج3 ص495 باب مسجد السهلة ح2، تهذيب الأحكام للطوسي: ج3 ص252 ح692، الإرشاد للمفيد: ج2 ص380، بحار الأنوار: ج52 ص331، الأنوار البهية - للشيخ عباس القمي: ص381.

[124] - المصباح للكفعمي ص692، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي، ط2، 1424 هـ - 2003 م.

وفي طبعة دار المرتضى – بيروت، الطبعة الجديدة، 1428 هـ - 2007 م: ص732 – 734.

[125] - النجم الثاقب: ج2 ص71.

[126] - المصباح للكفعمي: ص692، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي، ط2، 1424 هـ - 2003 م.

[127] - بحار الأنوار ج53 ص11.

[128] - بحار الأنوار ج52 ص306.

[129] - مصباح المتهجد: ص826، مختصر بصائر الدرجات: ص34 – 35، المزار للمشهدي: ص397 – 398، إقبال الأعمال - لابن طاووس: ج3 ص303 – 304، المصباح - للكفعمي: ص543، بحار الأنوار: ج53 ص94 – 95، وج98 ص347.

[130] - من كتاب الوصية والوصي أحمد الحسن (.

[131] - القدر: 1 – 3.

[132] - إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - للشيخ علي اليزدي الحائري: ج1 ص100 – 101.

[133] - من كتاب الرد الحاسم على منكري ذرية القائم (.

[134] - بحار الأنوار: ج98 ص375، مستدرك الوسائل: ج10 ص369 – 371 ح12200، جامع أحاديث الشيعة: ج12 ص294 – 295.

[135] - جمال الأسبوع: ص41 – 42، بحار الأنوار: ج99 ص215 – 216.

[136] - الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي (الطبعة الكاملة المحققة): ص531، تحقيق الشيخ مصطفى صبحي الخضر الحمصي، الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان، ط1، 1432 هـ - 2011 م.

[137] - من ثقات التابعين، ومن رجال الصحيحين، راجع ميزان الاعتدال للذهبي: ج2 ص109 برقم 3045.

[138] - العرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي حديث رقم: 251.

[139] - شرح الأخبار: ج3 ص401.

[140] - ذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي مستدركات علم رجال الحديث ج1 ص657 – 658، قائلا: (إسماعيل بن عياش: لم يذكروه. وقع في طريق المفيد، عن يحيى بن هاشم الغساني، عنه، عن معاذ بن رفاعة، رواية شريفة في الفضائل. جد ج40 ص41، وكمبا ج9 ص436، وأمالي المفيد: مج10 ص53. ووقع في طريق الصدوق في الخصال باب الستة في حديثين. وفي غط ص289 عن الفضل بن شاذان، عنه، عن الأعمش. ووقع في طريق النعماني عن إبراهيم بن الحسين بن ظهير، عنه، عن الأعمش، كما تقدم في إبراهيم. وعن الخطيب أن أهل حمص كانوا ينتقصون علياً ( حتى نشأ فيهم إسماعيل (يعني ابن عياش) فحدثهم بفضائله، فكفوا) انتهى.

ولا يخفى أن الرجل اعتمد عليه في النقل أكبر علماء المذهب كالشيخ المفيد والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي (رحمهم الله تعالى)، أضف إلى ذلك رواياته الكثيرة في فضائل أهل البيت (عليهم السلام) التي تدل على وثاقته واعتداله حتى لو قيل إنه من العامة، فهناك رجال من العامة اتفقت الشيعة على وثاقتهم والاعتماد عليهم مثل: أصرم بن حوشب، والفضيل بن عياض، ويحيى بن سعيد القطان، الذين وثقهم النجاشي، وغيرهم.

وأذكر بعد رواياته في فضائل أهل البيت (عليهم السلام):

عن إسماعيل بن عياش الحمصي، عن السدي، عن ابن عباس، عن النبي /، قال: (من أحب أن يتمسك بالقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسها الله لنبيه في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ج17 ص177.

عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن مسلم بن يسار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما) شرح إحقاق الحق - للسيد المرعشي: ج23 ص81. وغير ذلك الكثير.

[141] - هو سليمان بن مهران الأعمش، وما يؤكد ذلك يقيناً هو روايته عن أبي وائل الذي هو شقيق بن سلمة، وهما متعاصران وكثيراً ما يروي الأعمش عنه، وفي خبر يخاطب شقيق بن سلمة الأعمشَ فيسميه باسمه قائلاً له: يا سليمان.

عن الأعمش، قال: قال لي شقيق بن سلمة: يا سليمان، لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاخة، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي، فلو مت يومئذ كانت النار) المصنف لابن أبي شيبة الكوفي: ج8 ص45.

وقال أيضاً: سمعت شقيقاً يقول: (كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة) المصنف لابن أبي شيبة الكوفي: ج8 ص45.

وكذلك خص الشيخ علي النمازي هذا اللقب (الأعمش) بسليمان بن مهران، في فصل الألقاب الغير منسوبة فقال في مستدركات علم رجال الحديث ج 8 ص 528 برقم 17782: (الأعمش: هو سليمان بن مهران). وكذلك في نقد الرجال للتفرشي.

ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق ( ص 215، برقم 2834 قائلا: (سليمان بن مهران، أبو محمد الأسدي، مولاهم الأعمش الكوفي) انتهى.

ووثقه المحقق الخوئي في معجم رجال الحديث ج9 ص294 – 295، برقم 5518. ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج4 ص150 – 151، برقم 6623.

[142] - ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ص68 برقم 618 قائلا: (شقيق بن سلمة، يكنى أبا وائل).

وذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج4 ص218، برقم6892، قائلا: (شقيق بن سلمة: يكنى أبا وداك. من أصحاب أمير المؤمنين (، كما في رجال الشيخ. وقال المامقاني: وظاهره كونه إمامياً وقد شهد معه صفين وعده ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم من الصحابة، قالوا: كان له خص من قصب، يسكنه هو ودابته معه. فإذا غزى نقضه وإذا رجع بناه. وتوفي سنة 99. انتهى).

وذكره الخطيب التبريزي في الإكمال في أسماء الرجال ص205 – 206، قائلا: (شقيق بن أبي سلمة: - هو شقيق بن أبي سلمة، يكنى أبا وائل الأسدي. أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. قال: كنت قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن عشر سنين، أرعى غنماً لأهلي بالبادية. وروى عن خلق من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وابن مسعود، وكان خصيصاً به من أكابر أصحابه، وهو كثير الحديث ثقة، حجة. مات زمن الحجاج، وقيل: سنة تسع وتسعين).

وذكره محمد جعفر بن محمد طاهر الخراساني الكرباسي في إكليل المنهج في تحقيق المطلب ص570، برقم 198، قائلاً: (شقيق بن سلمة: تابعي كوفي، كنيته أبو وائل، كان من عباد أهل الكوفة، مات بعد الجماجم).

وذكره محمد حياة الأنصاري في معجم الرجال والحديث ج1 ص93 قائلاً: (شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي مات سنة (82 ه‍) قال ابن سعد: وكان ثقة كثير الحديث وقال العجلي: يكنى أبا وائل من أصحاب عبد الله بصري رجل صالح وقال ابن معين: ثقة لا يسأل عن مثله. وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره حدث عن علي وحذيفة وابن مسعود ومعاذ وسعد والثلاثة وجماعة. وعنه الأعمش وحبيب وعاصم والمعلى ومنصور وزبيد اليامي. ومن حديثه ما رواه الطبراني).

نعم قيل عنه بأنه خرج مع الخوارج لقتال أمير المؤمنين ( ولكن قيل انه تاب ورجع قبل القتال، كما ذكره إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات ج2 ص947، حيث قال: (ومنهم أبو وائل شقيق بن سلمة كان عثمانياً يقع في علي ( ويقال: إنه كان يرى رأي الخوارج ولم يختلف في أنه خرج معهم وأنه عاد إلى علي ( منيباً مقلعاً، روى خلف بن خليفة قال أبو وائل: خرجنا أربعة آلاف فخرج إلينا علي فما زال يكلمنا حتى رجع منا ألفان).

وعلى أي حال فالرجل ثقة في الحديث كما نص على ذلك بعض العلماء كما تقدم، وكذلك يدل على ذلك رواياته التي تنص على فضل أهل البيت (عليهم السلام) وأذكر الآن واحدة منها:

عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أم سلمة، قالت: (كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل ( فقال: "يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك" فأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وديعة عندك هذه التربة"، فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "ويح كرب وبلاء"، قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم سلمة، إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل"، قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: أن يوماً تحولين دماً ليوم عظيم) الإكمال في أسماء الرجال - للخطيب التبريزي: ص206.

[143] - ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين ( ص60 برقم511، قائلاً: (حذيفة بن اليمان العبسي، وعداده في الأنصار، وقد عد من الأركان الأربعة) انتهى.

وذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج2 ص318 برقم 3221، قائلاً: (حذيفة بن اليمان العبسي، أبو عبد الله: هو ممن عد الصادق والرضا عليهما السلام إياه من المؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم وتجب ولايتهم. وذكرنا في مستدرك سفينة في (جفن) أنه من الذين أكلوا من الجفنة التي نزلت من عند الله تعالى للنبي وأهل بيته (عليهم السلام) وهو الذي قال لربيعة السعدي: فو الذي نفسي بيده، لو وضع جميع أعمال أصحاب محمد / في كفة الميزان منذ بعث الله محمداً إلى يوم القيامة، ووضع عمل علي في الكفة الأخرى لرجح عمل علي ( على جميع أعمالهم... إلى آخره. جد ج39 ص3، وكمبا ج9 ص347. وهو الذي بين له آية الجنة والنار، فقال: خذها قصيرة من طويلة وجامعة لكل أمرك، أن آية الجنة في هذه الأمة ليأكل الطعام ويمشي في الأسواق. قال ربيعة: فقلت له: فبين لي آية الجنة فاتبعها وآية النار فاتقيها، فقال لي: والذي نفس حذيفة بيده أن آية الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة الأئمة من آل محمد (عليهم السلام)، وإن آية النار والدعاة إليها إلى يوم القيامة لأعدائهم) انتهى.

وذكره الخوئي في معجم رجال الحديث ج5 ص226 – 227، برقم2626، قائلاً: (حذيفة بن اليمان: أبو عبد الله: سكن الكوفة، ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين ( بأربعين يوماً، من أصحاب رسول الله /، رجال الشيخ. وذكره في أصحاب علي ( قائلاً: حذيفة بن اليمان العبسي، وعداده في الأنصار، وقد عد من الأركان الأربعة. وعده البرقي، في أصحاب الرسول الأكرم /، وقال: وعداده في الأنصار "انتهى". وهو من الذين مضوا على منهاج نبيهم، ولم يغيروا ولم يبدلوا، تقدم في جندب ابن جنادة. روى عن رسول الله /، وروى عنه ربيعة السعدي. تفسير القمي: سورة الواقعة، في تفسير قوله تعالى: (وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة). وقال الكشي في ترجمة أبي أيوب الأنصاري: "وسئل (الفضل بن شاذان) عن ابن مسعود، وحذيفة فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود؛ لأن حذيفة كان ركنا، وابن مسعود، خلط ووالى القوم، ومال معهم، وقال بهم ") انتهى.

[144] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص470، وص454.

[145] - كتاب الملاحم للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، وقد صرح السيد ابن طاووس أنه رأى هذا الكتاب ونقل عنه هذه الرواية مباشرة، وقال آقا بزرگ الطهراني في الذريعة ج22 ص188 برقم 6625: ([الملاحم] للبطايني وهو الحسن بن علي بن أبي حمزة، ينقل عنه في "الإقبال" في (13 ع1 / 662) رواية: [إن الأرض لا يخلو عن إمام عادل..] قال: [وهي نسخة عتيقة في خزانة مشهد الكاظم (] فيظهر أن في ذلك العصر كانت خزانة كتب للمشهد الكاظمية).

[146] - إقبال الأعمال: ج3 ص116، بحار الأنوار: ج52 ص269.

[147] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص443 – 444 ح437.

[148] - دراسة في شخصية اليماني الموعود: ح1.

[149] - كنز العمال - للمتقي الهندي: ج14 ص270 برقم 38688، تاريخ مدينة دمشق: ج32 ص302.

[150] - كتاب الفتن - لنعيم بن حماد: ص216، الملاحم والفتن - لابن طاووس: بـ133 ص136، كنز العمال: ج14 ص589 ح39669، شرح إحقاق الحق - للسيد المرعشي: ج13 ص313، معجم أحاديث الإمام المهدي (: ج3 ص119.

[151] - دراسة في شخصية اليماني الموعود: ح1.

[152] - تقدم توثيقه.

[153] - الغيبة: ص478 – 479.

[154] - كتاب الغيبة - للنعماني: ص354.

[155] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص474.

[156] - الكافي: ج1 ص535.

[157] - ذكر الشيخ المفيد طريقه في الإرشاد إلى الفضل بن شاذان قبل هذه الرواية بقليل، ثم اكتفى به وأخذ يبدأ بسنده بالفضل بن شاذان، وطريقه كالآتي:

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): (أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثني محمد بن جعفر المؤدب، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان...).

وترجمة رجال طريقه كالآتي:

أ- أبو الحسن علي بن بلال المهلبي: وثقه النجاشي في رجاله ص265، برقم 690 قائلاً: (علي بن بلال بن أبي معاوية أبو الحسن المهلبي الأزدي شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر، وصنف [كتباً]، كتاب المتعة، كتاب المسح على الرجلين، كتاب المسح على الخفين، كتاب البيان عن خيرة الرحمن في إيمان أبي طالب وآباء النبي / وعليهم. أخبرنا بكتبه محمد بن محمد وأحمد بن علي بن نوح) انتهى.

ووثقه العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص187، قائلاً: (علي بن بلال بن أبي معاوية، أبو الحسن المهلبي الأزدي، شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث وأكثر) انتهى.

ب- محمد بن جعفر المؤدب: وثقه المحقق الخوئي في معجم رجال الحديث ج16 ص188، برقم 10433 قائلاً: (محمد بن جعفر المؤدب: ثقة؛ لأنه من مشايخ النجاشي، ذكره في ترجمة الحسين بن محمد بن سماعة...) راجع رجال النجاشي: ص40 – 41 رقم 84، في ترجمة الحسن بن محمد بن سماعة أبو محمد الكندي.

ج- أحمد بن إدريس: وثقه النجاشي رجاله ص91 – 92، برقم 228 قائلاً: (أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمي كان ثقة، فقيهاً، في أصحابنا، كثير الحديث، صحيح الرواية، له كتاب نوادر أخبرني عدة من أصحابنا إجازة عن أحمد بن جعفر بن سفيان عنه. ومات أحمد بن إدريس بالقرعاء سنة ست وثلاثمائة من طريق مكة على طريق الكوفة) انتهى.

أقول: وهو متفق على وثاقته وجلالته.

د- علي بن محمد بن قتيبة: ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ص429 برقم 6159 قائلا: (علي بن محمد القتيبي، تلميذ الفضل بن شاذان، نيسابوري، فاضل).

وذكره النجاشي في رجاله ص259 برقم 678 قائلا: (علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري (النيسابوري) - عليه اعتمد أبو عمر والكشي في كتاب الرجال -. أبو الحسن، صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه. له كتب، منها: كتاب يشتمل على ذكر مجالس الفضل مع أهل الخلاف و مسائل أهل البلدان. أخبرنا الحسين قال: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن إدريس عنه بكتابه).

وذكره العلامة الحلي في القسم الأول وهو قسم الموثقين والمعتمد عليهم وكذلك فعل ابن داود في رجاله.

قال العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص177: (علي بن محمد بن قتيبة، ويعرف بالقتيبي النيسابوري، أبو الحسن، تلميذ الفضل بن شاذان، فاضل، عليه اعتمد أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال).

ودافع عنه المحقق البحراني في الحدائق الناضرة ج6 ص48، قائلا: (فإن المفهوم من الكشي في كتاب الرجال أنه من مشايخه الذين أكثر النقل عنهم، ولهذا كتب بعض مشايخنا المعاصرين على كلام السيد في هذا المقام ما صورته: صحح العلامة في الخلاصة في ترجمة يونس بن عبد الرحمان طريقين فيهما علي بن محمد بن قتيبة وأكثر الكشي الرواية عنه في كتابه المشهور في الرجال. فلا يبعد الاعتماد على حديثه؛ لأنه من مشايخه المعتبرين الذين أخذ الحديث عنهم، والفرق بينه وبين عبد الواحد بن عبدوس تحكم لا يخفى، وسؤال الفرق متجه بل هذا أولى بالاعتماد لا يراد العلامة له في القسم الأول من الخلاصة وتصحيحه حديثه في ترجمة يونس فتأمل وأنصف. انتهى. أقول: ويؤيد ما ذكره شيخنا المذكور أن العلامة في المختلف بعد ذكره حديث الإفطار على محرم لم يذكر التوقف في صحة الحديث إلا من حيث عبد الواحد بن عبدوس وقال إنه كان ثقة والحديث صحيح. وهو يدل على توثيقه لعلي بن محمد بن قتيبة حيث إنه مذكور معه في السند كما لا يخفى).

ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج5 ص465 – 466، برقم10468 قائلاً: (علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري أبو الحسن القتيبي: تلميذ الفضل بن شاذان فاضل; كما قاله الشيخ في رجاله. وبالجملة هو ناقل كتب الفضل ومعتمده ومعتمد الكشي في رجاله. وعده العلامة وغيره في المعتمدين. فظهر ضعف قول من ضعفه، وقصور قول الوجيزة والبلغة أنه ممدوح، و قوة من قال: إنه ثقة، مثل الشيخ الأمين الكاظمي في المشتركات والفاضل الجزائري; كما حكاه المامقاني واستقربه).

[158] - متفق على وثاقته وجلالته، وقد تقدم نقل توثيقه.

[159] - وثقه النجاشي في رجاله ص421، برقم 1128 قائلاً: (معمر بن خلاد بن أبي خلاد أبو خلاد بغدادي، ثقة، روى عن الرضا (. له كتاب الزهد ...) انتهى.

[160] - الإرشاد - للشيخ المفيد: ج2 ص376.

[161] - الكافي ج1 ص445.

[162] - بصائر الدرجات للصفار ص325.

[163] - بحار الأنوار ج29 ص79.

[164] - مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص68 / بحار الأنوار ج33 ص138.

[165] - الكافي: ج1 ص197 – 198.

[166] - بحار الأنوار: ج46 ص4.

[167] - بحار الأنوار: ج25 ص269.

[168] - من كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود: ح1.

[169] - تجد القصة بطولها مع إثباتها ودفع الشبهات عنها في كتاب النجم الثاقب للميرزا النوري: ج2 ص172 – 214، الحكاية السابعة والثلاثون.

[170] - وأذكر ما قاله السيّد ياسين الموسوي محقق كتاب النجم الثاقب، عن من نقل هذه القصة، حيث قال: (وقد اشتهرت في كتب الأصحاب المتقدّمين وقد ذكرهم المؤلف رحمه الله في تعليقاته بعد هذه الحكاية، واليك سرداً لمجموع من ذكرها:

منهم العلامة الشيخ عبد الله أفندي في: رياض العلماء وحياض الفضلاء: ج4، ص376. ومنهم الشهيد الثالث العلامة السيد نور الله التستري في: مجالس المؤمنين: ج1، ص78. ومنهم الشيخ علي الحائري في: إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: ج2، ص85. ومنهم المقدّس الأردبيلي في: حديقة الشيعة: ص729 إشارة ـ وذكر القصة المتقدّمة التي تشبه هذه القصة في: ص765. ومنهم الفيض الكاشاني في: نوادر الأخبار: كتاب أنباء القائم ( ص300، الطبعة المحققة، وذكر القصة الأولى بنفس هذا الكتاب في: ص295. ومنهم الشهيد الأول محمد بن مكي، كما نقله عنه الشهيد الثالث في مجالس المؤمنين: ج1 ص79، قال ما ترجمته: "وقد روى هذه القصة مفصلاً وهي طويلة الشيخ الأجل السعيد الشهيد محمد بن مكي (قدّس الله روحه) وهو من أعاظم مجتهدي الشيعة الإمامية بإسناد إلى ذلك الشخص الصالح وقد سجّلها في بعض أماليه". ومنهم السيد الأجل الأمير شمس الدين محمد أسد الله الشوشتري ـ كما نقله عنه الشهيد الثالث في مجالس المؤمنين: ج1، ص79، قال ما ترجمته:" وقد كتبها السيد الأجل المقدّم الأمير شمس الدين محمد أسد الله الشوشتري رحمه الله... في طي رسالة في بيان الحكمة والمصلحة في غيبة الإمام صاحب الزمان(". ومنهم السيد هاشم البحراني في: تبصرة الولي في من رأى القائم المهدي، والحكاية التي قبلها. ومنهم الشيخ أسد الله التستري المعروف بالمحقق الكاظمي في: كشف القناع عن وجوه حجية الإجماع: ص231، الطبعة الحجرية، ونسب الرواية إلى الشهيد بقوله: "وكما هو مروي عنه في قصة الجزيرة الخضراء المعروفة"... ومنهم المير لوحي في: كفاية المهتدي ـ مخطوط. ومنهم العلامة الميرزا محمد رضا الاصفهاني في: تفسير الأئمة لهداية الأمة، كما نسبها إليه المحقق الكاظمي في كشف القناع: ص231 وغيره. ومنهم الحرّ العاملي في: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات: ج7، ص371، الطبعة المترجمة. ومنهم الشيخ البياضي في: الصراط المستقيم في مستحق التقديم: ج2 ص264 – 266، وقد ذكر ملخص القصة السابقة. ومنهم المحقق الكركي الشيخ نور الدين علي بن حسين بن عبد العالي المتوفّى سنة940 وقد ترجم (الجزيرة الخضراء) وهو مطبوع بالهند ومصدر باسم السلطان شاه طهماسب الصفوي، كما نقل ذلك المحقق آغا بزرگ الطهراني في الذريعة: ج4، ص93 – 94. ومنهم الأستاذ الأكبر مؤسس المدرسة الأصولية الوحيد البهبهاني وقد ضمنها في بحث استدلالي فقهي مما يعطيها رفعة في الاعتبار والاعتماد في حاشيته على مدارك الأحكام في بحث صلاة الجمعة: ص221. ومنهم الشيخ أسد الله التستري في: مقابس الأنوار ص16، الطبعة الحجرية. ومنهم السيد شبّر بن محمد الموسوي الحويزي في (الجزيرة الخضراء) وهي رسالة فيما يتعلّق بحكاية تلك الجزيرة، كما ذكر المحقق آغا بزرگ الطهراني في: الذريعة: ج5 ص105، تحت رقم (444( ومنهم العلامة الخوانساري في: روضات الجنّات: ج4 ص298. ومنهم الشيخ علي أكبر النهاوندي المتوفى سنة 1369 هـ في: العبقري الحسان: ج2 ص127 – 130، الطبعة الحجرية. ومنهم السيد عبد الله شبّر في: جلاء العيون. ومنهم السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات والمقامات في: الفوائد الرجالية: ج3 ص136.

إلى غير أولئك الأفذاذ مما لا يسع الوقت تتبعهم إضافة إلى ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا من أمثال الهزار جريبي وغيره.

وإلى جانب هذه الأسماء التي سجلت في قائمة ناقلي الحكاية مع اختلاف أذواقهم في درجة القبول، وأعلى مرتبة تبنيت هي دعوى الوحيد البهبهاني في تعليقته بقوله: "ومن الآثار حكاية المازندراني الذي وصل إلى جزيرة الصاحب ( وهي تنادي بالاختصاص..." حاشية المدارك: ص221...).

[171] - جمال الأسبوع - للسيد ابن طاووس: ص310.

[172] - انظر النجم الثاقب للميرزا النوري: ج2 ص67 – 68.

[173] - نقل ذلك الميرزا النوري في كتابه النجم الثاقب: ج2 ص197.

[174] - نقل ذلك الميرزا النوري في كتابه النجم الثاقب: ج2 ص198.

[175] - نقل ذلك الميرزا النوري في كتابه النجم الثاقب: ج2 ص198 – 199.

[176] - النجم الثاقب: ج2 ص199.

[177] - كتاب الغيبة - للنعماني: ص288 – 290.

[178] - الرد الحاسم على منكري ذرية القائم (.

[179] - مفاتيح الجنان - للشيخ عباس القمي: ص525، دار المتقين، الطبعة الأولى 2008 م، 1428 هـ، بيروت - لبنان.

[180] - كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري: ص132 – 134.

[181] - كتاب الغيبة - للنعماني: ص73.

[182] - دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي): ص453.

[183] - مقتضب الأثر لأحمد بن عياش الجوهري: ص8 – 9.

[184] - كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الأنصاري ص429.

[185] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص224.

[186] - صرّح الميرزا النوري بصحة سند هذه الرواية في كتابه النجم الثاقب ج2 ص73، حيث قال: (... رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شاذان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز...).

[187] - كمال الدين وتمام النعمة: ص254 – 256.

[188] - محمد بن يحيى أبو جعفر العطار القمي، وثقه النجاشي في رجاله ص353 برقم 946.

[189] - محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي أبو جعفر، وثقه النجاشي في رجاله ص348 برقم 939، ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست ص221 برقم 622.

[190] - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أبو جعفر الزيات الهمداني، وثقه النجاشي في رجاله ص334، برقم 897، وقد فصَّل الكلام فيه المحقق الخوئي في معجمه ج16 ص248 برقم 10576، ص308 برقم 10581. فراجع.

[191] - مدحه الميرزا النوري في خاتمة المستدرك: ج1 ص53 – 54، ووثقه المحقق الخوئي في المعجم، راجع: ج10 ص227 برقم 6135، و ص236 برقم 6157، و ج22 ص184 برقم 14344.

[192] - رويت رواية في حقه تدل على علو مقامه وحسن موالاته لأهل البيت (عليهم السلام)، راجع اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي: ج2 ص690. وذكره العلامة في القسم الأول من خلاصة الأقوال ص212. وذكر توثيقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: ج6 ص23 برقم 10721. أضف إلى ذلك إنه وقع في إسناد تفسير القمي وكامل الزيارات، - الذين اعتبرهما الخوئي دليلاً على وثاقة الرواة - راجع ترجمة عمرو بن أبي المقدام في معجم رجال الحديث: ج14 ص80 – 81 برقم 8863.

[193] - زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الأعمى، وثقه المحقق الخوئي في المعجم، راجع: ج8 ص332 برقم 4815. واستظهر وثاقته الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: ج3 ص454 – 455 برقم 5874.

[194] - الكافي: ج1 ص534.

[195] - وثقه النجاشي في رجاله: ص92 برقم 228، ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست: ص71 برقم 81.

[196] - الحسين بن عبد الله = الحسين بن عبيد الله: ذكره النجاشي ص42 – 44، برقم86 قائلاً: (الحسين بن عبيد الله السعدي أبو عبد الله ابن عبيد الله بن سهل ممن طعن عليه ورمي بالغلو. له كتب صحيحة الحديث، منها: التوحيد، المؤمن والمسلم، المقت والتوبيخ، الإمامة، النوادر، المزار، المتعة أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان قال: حدثنا علي بن حاتم قال: حدثنا أحمد بن علي الفائدي عن الحسين بكتابه المتعة خاصة. وأخبرنا محمد بن علي بن شاذان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسين بن عبيد الله بكتبه وهي الإيمان وصفة المؤمن...) انتهى.

وذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث ج 3 ص 151، برقم 4463 قائلاً: (الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي أبو عبد الله: ممن طعن عليه ورمي بالغلو. له كتب صحيحة الحديث. كذا قاله النجاشي ثم عد كتبه وأبواب الكتاب. وقد روى أحمد بن إدريس، عنه في حال استقامته كتاب الحسن بن علي بن أبي عثمان. وروى أحمد بن علي الفائدي، عنه، عن إبراهيم بن هاشم كتب المفضل بن عمر كما في جش ص 295. وله كتاب في الإمامة كما في أول مدينة المعاجز ولم يذكر اسم جده. وفي بعض النسخ ذكر اسم أبيه عبد الله مكبراً كما تقدم ) انتهى.

[197] - مدحه النجاشي ص42 برقم 85 قائلاً: (الحسن بن موسى الخشاب من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث له مصنفات منها كتاب الرد على الواقفة، وكتاب النوادر، وقيل أن له كتاب الحج وكتاب الأنبياء، أخبرنا محمد بن علي القزويني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عمران بن موسى الأشعري عن الحسن بن موسى) انتهى.

وذكره العلامة الحلي في خلاصة الأقوال - القسم الأول - ص104، قائلاً: (الحسن بن موسى الخشاب، من وجوه أصحابنا، مشهور، كثير العلم والحديث) انتهى.

[198] - في الغيبة للشيخ الطوسي: ص151 ح112 [الحسن بن سماعة] بدل [علي بن سماعة]، وكذلك في بحار الأنوار: ج36 ص393، وعلي بن سماعة لم يرد في أسانيد الكافي إلا في سند هذه الرواية، ولم يذكر في كتب الرجال، وهذا ما يؤيد أنه مصحف، والصحيح هو [الحسن بن سماعة]، ويؤيده أيضاً أن الكليني روى نفس هذه الرواية باختلاف يسير في ج1 ص531، وذكر في سندها [ابن سماعة] وهو منصرف إلى الحسن بن سماعة المعروف، راجع معجم رجال الحديث للمحقق الخوئي: ج23 ص196 – 198 برقم15115..

والحسن بن سماعة وثقه النجاشي في رجاله: ص40 – 41، برقم 84. وراجع معجم رجال الحديث للمحقق الخوئي: ج5 ص342 برقم 2860، وج6 ص126 برقم 3115، وج23 ص 196 برقم 15115.

[199] - وثقه النجاشي: ص251، برقم 659.

[200] - مدحه النجاشي في رجاله بما يفيد وثاقته ص283 – 284، برقم 752 قائلاً: (شيخ أصحابنا البصريين ووجههم)، ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست: ص 184، برقم 503.

[201] - متفق على وثاقته وجلالته.

[202] - الكافي: ج1 ص533.

[203] - الكافي: ج1 ص531.

[204] - وثقه النجاشي: ص 353، برقم 946.

[205] - تقدم توثيقه.

[206] - هو الحسن بن محبوب، وثقه الشيخ الطوسي في الفهرست: ص96 – 97 برقم 162، وأيضاً وثقه في رجاله: ص334 برقم 4978.

[207] - تقدم توثيقه.

[208] - الكافي: ج1 ص532.

[209] - وجاء هذا الخبر بهذا اللفظ في غير الكافي من الكتب المعتمدة كغيبة الشيخ الطوسي وبسند آخر.

[210] - الشيخ الكليني يروي هذه الرواية بسندين أولهما ينتهي إلى الإمام الصادق (، والثاني ينتهي إلى أمير المؤمنين (، ومن المعلوم أن توثيق أحدهما يكفي في المقام، إلا أني سأوثق رجال السندين.

[211] - وثقه النجاشي في رجاله: ص353 برقم 946.

[212] - هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وثقه النجاشي في رجاله: ص334 برقم 897.

[213] - وثقه النجاشي في رجاله: ص415 برقم 1109، ووثقه العلامة الحلي في خلاصة الأقوال: ص 281، وراجع معجم رجال الحديث للخوئي: ج19 ص147 برقم 12301 ورقم 12302.

[214] - تقدم توثيقه في السند الأول.

[215] - الصحيح هو (إبراهيم بن أبي يحيى المدائني) كما أثبته الشيخ الطوسي، وصاحب كتاب ثلاثيات الكليني ص166، ونبه في الهامش على أنه هو الصحيح.

وإبراهيم بن أبي يحيى المدائني مدحه النجاشي في رجاله ص14 – 15 برقم 12، قائلاً: (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم، مدني، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وكان خصيصاً والعامة لهذه العلة تضعفه...).

ومدحه الميرزا النوري في خاتمة المستدرك ج4 ص12 – 14، قائلاً: (... وأما إبراهيم فهو بعينه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق المدني مولى الأسلميين، من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) له كتاب مبوب في الحلال والحرام عن الصادق ( وكان خاصاً به خصيصاً بحديثنا...) انتهى.

وراجع معجم رجال الحديث للمحقق الخوئي: ج1 ص181 برقم 92، و ص182 برقم 93، و ص250 برقم250، فقد قال عنه إنه حسن على أقل تقدير.

[216] - ثقة على ما ذكر المحقق الخوئي من وقوعه في إسناد تفسير القمي، راجع معجم رجال الحديث: ج23 ص81 – 82، برقم 14921، ونص على ذلك محمد الجواهري في المفيد من معجم رجال الحديث: ص727، برقم 14895 - 14891 - 14921 حيث قال: (أبو هارون العبدي: روى في تفسير القمي فهو ثقة - روى في الكافي والتهذيبين وكامل الزيارات -) انتهى.

[217] - ذكره العلامة الحلي في خلاصة الأقوال في القسم الأول - قسم الموثقين والمعتمد عليهم - ص302، قال: (أبو سعيد الخدري، من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين () انتهى.

وذكره ابن داوود في رجاله ص218، قائلاً: (أبو سعيد الخدري ل، ى (كش) من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( كان مستقيما رحمه الله) انتهى.

ومدحه محمد علي الأردبيلي في جامع الرواة ج 1 ص 352، قائلاً: (سعد أبو سعيد الخدري [ل] عربي أنصاري في الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين ( في [صه] و [قى] وفي [كش] عن الفضل بن شاذان أنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( وبطرق أكثرها صحيح إنه كان مستقيماً قد رزق هذا الأمر (مح)) انتهى.

ووثقه الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث: ج4 ص19 – 22 برقم 6086.

[218] - الكافي: ج1 ص531 – 532، الغيبة - للشيخ الطوسي: ص152 – 153 ح113، بحار الأنوار: ج30 ص106 – 108، وج36 ص380 – 381، إعلام الورى: ج2 ص167 – 168، كشف الغمة للإربلي: ج3 ص310 – 311.

[219] - كفاية الأثر - للخزاز القمي: ص226 – 227.

[220] - كفاية الأثر - للخزاز القمي: ص68 – 69.

[221] - الهداية الكبرى - للحسين بن حمدان الخصيبي: ص98 – 101.

[222] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص164 – 166 ح127، وص336 ح282، دلائل الإمامة للطبري (الشيعي): ص529 – 530 ح504، الاختصاص للشيخ المفيد: ص209، الهداية الكبرى - للحسين بن حمدان الخصيبي: ص362 باختلاف يسير.

[223] - جاء في بعض المصادر بلفظ (وما عدا)، منها مجمع النورين للشيخ أبو الحسن المرندي: ص 340 – 342، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: ج1 ص259 – 260.

[224] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص167 – 170 ح129.

[225] - مضعف، قال النجاشي ص396 برقم 1059: (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة الصغرى بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان أبو المفضل. كان سافر في طلب الحديث عمره، أصله كوفي، وكان في أول أمره ثبتاً ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه).

[226] - متهم بالغلو ومضعف، وذكر المحقق الخوئي الأقوال فيه واستنتج مجهوليته، راجع معجم رجال الحديث: ج16 ص131 – 133 برقم 10324.

[227] - مجهول، لم يوثق، وقال علي أكبر غفاري في تحقيقه لكتاب كمال الدين: (علي بن حارث مهمل، وسعيد بن منصور الجواشني من رؤساء الزيدية، ولم أجد أحمد على البديلي هو وأبوه مهملان والحديث غريب) كمال الدين وتمام النعمة هامش ص352.

[228] - مجهول لم يذكره في الأصول الرجالية ولا في ما يليها. راجع مستدركات علم رجال الحديث: ج4 ص49 برقم 6169.

[229] - مجهول، راجع مستدركات علم رجال الحديث: ج1 ص371 برقم 1202.

[230] - مجهول، لم أجد له ذكراً أبداً.

[231] - لم يذكره المتقدمون ولا من تأخر عنهم، ولكن حسنه الشيخ علي النمازي الشاهرودي، راجع مستدركات علم رجال الحديث ج5 ص322 برقم 9784.

[232] - لم يذكره المتقدمون ولا من تأخر عنهم، راجع مستدركات علم رجال الحديث: ج1 ص397 برقم 1333.

[233] - لم يذكره المتقدمون ولا من تأخر عنهم، راجع مستدركات علم رجال الحديث: ج1 ص331 برقم 1057.

[234] - الظاهر رجوع الضمير إلى موسى بن محمد، ولم أجد له ذكراً في كتب الرجال.

[235] - الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي ص360 – 361.

[236] - ضعفه النجاشي وابن الغضائري وغيرهم. ودافع عنه الشيخ النمازي الشاهرودي، راجع رجال النجاشي: ص67 برقم 159، ومعجم رجال الحديث: ج6 ص244 برقم 3381، وصرح المحقق الخوئي بضعفه في: ج14 ص253 في ترجمة غياث بن إبراهيم الرازمي برقم 9299، وراجع أيضاً مستدركات علم رجال الحديث للنمازي: ج3 ص121 – 123 برقم 4316.

[237] - لم أجد له ذكراً في كتب الرجال.

[238] - مشترك مع كثيرين منهم الثقة والضعيف والمجهول، فلا يعتمد عليه إلا بعد تعيينه واثبات وثاقته بالدليل الواضح.

[239] - مجهول، فلم أجد له اسماً ولا ذكراً.

[240] - ضعفه النجاشي في رجاله: ص416 برقم 1112، حيث قال: (مفضل بن عمر أبو عبد الله وقيل أبو محمد، الجعفي، كوفي، فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به. وقيل إنه كان خطابياً. وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها).

[241] - الكافي ج1 ص355.