Subjects
-الإهداء
-المقدمة
-النقطة الأولى:
-النقطة الثانية:
-النقطة الثالثة:
-النقطة الرابعة:
-النقطة الخامسة:
-الخاتمة
Text
إصدارات أنصار الإمام المهدي ع/ العدد (30) إظهار بطلان منكر حجية القرآن تأليف الأستاذ ضياء الزيدي الطبعة الثانية 1433 هـ - 2012 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي : www.almahdyoon.org -الإهداء إليك يا بن المصطفى .. إليك يا بن المرتضى .. إليك يا بن الزهراء .. إليك يا باقر علوم الأنبياء .. إليك يا مصباح الهدى والعروة الوثقى .. يا مولاي، يا أبا جعفر الباقر، فزكني يا مولاي بالقبول. السلام عليكم يا مولاي أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ورحمة الله وبركاته. -المقدمة خير البدء حديث رسول الله ص: (من أفتى الناس بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) ([1]). والقرآن الكريم يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ...﴾([2]). فلا يمكن نفي خبر فضلاً عن قضية بهذا المستوى من الخطورة إلا بعد القطع بمخالفتها للشريعة، والمدعي حازم السعدي لم يأت بدليل واحد على ضد القضية، بل فند حسب زعمه أدلة الدعوة، ولو تنزلنا وقلنا إن القضية أصبحت من غير دليل أيمكن له أن يصفها بالكاذبة ؟ إن فعل فقد خالف قواعده العقلية التي تقول: (ما قرع سمعك فذره في حيز الإمكان حتى يذودك عنه ساطع البرهان)، فليعطنا ساطع البرهان، وسنرى ساطع برهانه في هذا الكتاب، فلننظر ولكن لابد من تقديم ثلاث نقاط أولاً قبل البدء بالمقدمة. أولاً: قال تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾([3]). إن مبدأ التسوية حتى تقارع الحجة بالحجة فيتبين الزيف من الحق، فلابد من إيراد القطع في الاعتقاد خاصة، ولا يمكن تحصيل القطع إلا عن طريق المعصوم (الكتاب وآل البيت ص)، وكل ما دونهما فهو زخرف لا يسمن ولا يغني، بل كل من لم يرافقهما فهو باطل. قال الإمام الصادق ع: (الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية) ([4]). ثانياً: قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ...﴾([5]). فالرحمة في المفهوم الإسلامي على نوعين: فتارة نستخدم اللين والمسايسة، وتارة أخرى تأخذه بالقوة، والذي ينكر أسس الديانة الإسلامية لا يمكن بحال أن يؤخذ باللين والمسايسة، وكل من سايس فهو مداهن على حساب دينه. قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾([6]). ثالثاً: عن النبي ص: (إن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر) ([7]). عند إمام يؤم الناس ويقودهم إلى هاوية الجحيم، ومن البديهي أن ظلم آل محمد ص ما فوقه ظلم ولا جور فيكون ناصرهم بالكلمات البسيطة من أفضل الجهاد بين يدي ربه منّاً منه سبحانه على عباده. يتحصل من هذه المقدمات الثلاث إن الرد على كل من كفر بآل محمد ص، ودليل آل محمد ص كحجية المناقشة بالقرآن الكريم وبطونه، والكشف عن أسراره، وورود الاسم والصفات والمسكن والنسب والعمر والهيئة وطريقة المناقشة ... وغيرها، هذا بعد معرفة ما جاء به المتخاصمين، وأي الطرفين يمتلك الدليل من القرآن والعترة، وجب على الناس الرد على الباطل بالقوة والفعل، وأبسط طريقة هي المقاطعة وعدم النظر إلى هذه الوجوه الشيطانية، فإن كان النظر إلى وجه العالم عبادة، فإن النظر إلى وجه الكافر كفر، (أدنى الانكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة) ([8]). فقد ورد عن جابر، عن أبي جعفر ع، قال: (أوحى الله تعالى إلى شعيب النبي: إني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفاً من شرارهم وستين ألفاً من خيارهم، فقال: يا رب، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله ( إليه: داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي) ([9]). وروي عن النبي ص أنه قال: (لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء) ([10]). وقال أمير المؤمنين ع في كلام هذا ختامه: (من ترك إنكار المنكر بقلبه ويده ولسانه فهو ميت الأحياء) ([11]). بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( يَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾([12]) . هزلت حتى .. استامها كل مفلس، وأمسى السائل كالمسؤول أعمى يقود أعمى، فيقع الاثنان في حفرة الجهل. وأمسى النور محط شبهة بالظلمة في نظر زعماء القوم. ويا لهم من زعماء ؟!!!، ويا لها من جماعة ؟!!! وبعد، فقد جاء كلام من قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل، وما أكثرهم على مر التاريخ، فعلي بن أبي طالب ع ابتلي بمعاوية واحد، والإمام المهدي ووصيه ع ابتليا بسبعين معاوية، وإلا فالحق كالشمس في رابعة النهار. ولكن من أين للأعمى أن يرى شعاع الشمس. تكالب العميان في هذا الزمان على إنكار الشمس وقالوا أن لا وجود لها. قالوا أن القرآن الكريم كتاب مقدس، لكنه ليس بحجة. فإذا كان كتاب الله ليس حجة كيف تأتي لهم بكلمة سواء بعد أن أنكروا أبده البديهيات، فأفاقوا اليهود والنصارى ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾([13]). فالذي ينكر حجية القرآن وبطونه، ماذا أبقى، وبأي دين يتمسك، ثم لا يكتفي هذا الأعمى بهذا (وهذا كافٍ لأخذ أهل الأرض بأجمعهم) بل يسير بإنكار الله ورسله وملائكته والجنة والنار، فهو ينكر الغيب، فأي شيء يرى وبأي شيء يعتقد ويعتمد بعد هذا الإنكار، ويمضي بعد هذا بإنكار الإمداد والتأييد الإلهي، فهل هناك عاقل يؤيد مثل هذه التفاهات وينكر الله تعالى ورسوله وأنبيائه، الله أكبر أيها الناس، أتداهنون بدين الله، أتداهنون من يتهم الله من فوق عرشه، أتجاملون من يتهم محمد وعلي وفاطمة والأئمة ص، أتجاملون وتصانعون وينكر ولايتهم ويرفض أدلتهم ؟ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾([14]). وعلى الرغم من تفاهة المنتحل غير محله، والجالس في غير مكانه، لكن الرد عليه وإن كان وإنكار دعاواه واجب حتى لا يظن جاهل أن كلامه صحيح. سبحان الله، عجز السيد محمود الحسني الصرخي عن مواجهة كتاب (الإفحام لمكذب رسول الإمام) الذي ألفه جناب الشيخ ناظم العقيلي (حفظه الله)، فأراد أتباعه بعد ما عاينوا من الإفحام والعجز المقابل له إيجاد طريقه لحرف الناس (ممن يجهلون الحقيقة)، فورط نفسه هذا الجاهل (حازم السعدي). الحمد لله الذي لا تقارع حجة أوليائه، ذلك لأن حجتهم القرآن وحديث أهل البيت ص ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾([15]). واعلم يا قارئ هذه الكلمات أن من وافق أو أيَّد أو رضي بفعل قوم حشر معهم. فالله الله في نفسك، لا تقف أو توافق من يتهم أنبياء الله ورسله، وينكر القرآن وروايات أهل البيت ص، والإمداد الغيبي والتأييد الإلهي. أتقف من هكذا شخص موقف المتأمل الساكت !!! أول الكلام: أول كلمة يبدأ بها حازم السعدي يكون فيها مقتله، فأول كلمة قالها هي: (لا شك)، ومن المعلوم أن نفي الشك يعني القطع ولا يتسنى لأحد أن يقطع إلا أن يكون الدليل معصوماً، وإلا فلا يسمى بحال من الأحوال (قطع). والدليل المعصوم بالإجماع هو (الثقلين - كتاب الله وعترتي آل بيتي)، ولم يأتِ حازم السعدي بأي دليل على طول كلامه لا آية ولا رواية، بل ولن يأتِ ونتحداه لا هو ولا غيره بدليل قطعي، فتبين أنه كذب بأول كلمة، ولم يأتِ بشيء غير الكفر بالله وآياته، وسيتضح بمسايرة الكلام. ثم جاء بثلاث عبارات هي: (سذاجة الأدلة). (فراغ صاحب الدعوة). (غباوة من اتبعه). وستأتي على هذه العبارات الثلاث فقرة فقره والله الموفق والعاصم. قوله: (سذاجة الأدلة) !! سبحان الله، وإن عشت أراك الدهر عجباً !!! فالجرذ لا يمكن أن يعيش إلا في جحر أظلم، فانظر إلى ما أخرجه هذا الشخص من ألفاظ، تجاوز فيها على جميع الدعوات الإلهية، فشمل باستهزائه جميع الأنبياء والمرسلين، شمل (124) ألف نبي، شمل الرسول الأعظم، وأمير المؤمنين، والأئمة ص، شمل المهدي والمهديين ص. انظر فقوله معناه: إن استخارة الله بالقرآن الكريم هو دليل ساذج !!! وإن رؤية المعصوم بالكشف والرؤيا الصادقة، دليل ساذج !!! وإن الكشف عن متشابه القرآن وبطونه دليل ساذج !!! وحديث أهل البيت ص ووصية رسول الله ص دليل ساذج !!! والتأييد الإلهي والإمداد الغيبي، دليل ساذج !!!. وإظهار المعجزات والكرامات على يد الأولياء، دليل ساذج !!! والكشف والإخبار عن المغيبات، دليل ساذج !!! ودعوة رسول الله ص للمباهلة، دليل ساذج !!! ودعوة الإمام الصادق ع لقسم البراءة، دليل ساذج !!! والإعجاز العلمي، والدعوة العامة للمناظرة، أهل القرآن بقرآنهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم، وأهل التوراة بتوراتهم، دليل ساذج !!! و ... و ... و ... الخ. كل هذه الأدلة وغيرها جاء بها السيد أحمد الحسن (روحي فداه)، لكن حق قوله تعالى فيهم: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾([16]). ألا لعنة الله على الكافرين. فما أبقيتم - أنت ومن سايرك - من حرمات الله، وأي مركب من مراكب الجهل والشيطان لم تركبوه. بأي شيء يثبت لديكم دين الله، وبأي حجة يحتج عليكم أنبياء الله ورسله وأولياءه، بمَ يثبت عندكم علي بن أبي طالب ع بأنه أمير المؤمنين، وبأي شيء ثبتت لديكم إمامة الأئمة ع، الله أكبر ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً﴾([17]). قل لي بربك أيها القارئ من هو الساذج وأدلته ساذجة، أهو السيد أحمد الحسن صاحب القرآن الكريم والحديث الشريف والتأييد الإلهي ومرافقة المعصومين ص، أم هو حازم السعدي صاحب الفحش والفاحشة، منكر القرآن الكريم، ورامي أنبياء الله ورسله بالتهم، الذي لا يفقه ما يقول، فأي باحث هذا الذي يصدر حكم ولم يطلع على الأدلة، ولم ينظر في روايات أهل البيت ص، بل أخذ بما تملي عليه نفسه الخبيثة وبما يُملي عليه الشيطان، ولو إنه بحث في الأحاديث لعرف أن صفوان الجمال استدل على إمامة الإمام الرضا ع لا على الإمام الكاظم ع كما هو مثبت في ورقتهم. فأي باحث أنت ؟!!! وهي رواية لا رؤيا ؟!!! لكن سبحان الله، وكما قال سيدي ومولاي الحجة بن الحسن المهدي ع: (لا لأمره تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة فما تغني النذر). فإذا كان بهذا المستوى من الضحالة، وتمر على هذه الأخطاء القاتلة دون أن يلتفت إلى سعة هذه الهفوات، أيرتجي إنسان من هكذا شخص أن يفهم ما يلقى إليه من باطن القرآن الكريم، لا والله. نعم، إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾([18]). وقال تعالى: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً ( وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً﴾([19]). قوله: (فراغ صاحب الدعوة). أقول مقالة السيدة الطاهرة زينب الحوراء ص: (ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لاستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك وأستكبر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى)([20]). أمثلك يا من لا يفرق بين الغث والسمين، تقول عن السيد أحمد الحسن (فراغ صاحب الدعوة)، نعم فأمير المؤمنين قال: (من عشق شيئاً أعشى بصره) ([21]). وقال الشاعر: شبيه الشيء منجذبٌ إليه وأشبهنا بدنيانا الطغام ([22]) وصدقت فيما قلت، فلابد أن تكون رسالة وصي الإمام المهدي السيد أحمد الحسن ع فارغة بنظرك، بل ولابد أن تكون رسالة جميع الأئمة ص فارغة في نظرك، فهم بأجمعهم أصحاب قرآن، وتبعهم في ذلك ولدهم السيد أحمد الحسن، الذي جاء بكتاب الله داعياً الناس إلى الكتاب والحديث الشريف فلا عجب أن نرى أمثالك تتهمه بهذه التهمة؛ لأنه لم يأتِ بما أشرب في قلبك من حب العجل، فخمرة الأصول جعلت منك دمية بيد الشيطان يحركها كيف يشاء حتى وصل الأمر بكم إلى أن قلتم أن قرآننا الأصول، ومعجزتنا الأصول، وباليتكم أتيتم بدليل على مدعاكم، فهذا الشيخ ناظم العقيلي (حفظه الله) في كتابه الإفحام تحدى إمامكم (السيد الصرخي) على أن يأتي ولو بدليل واحد قطعي الصدور والدلالة يفيد أن الإمام المهدي يأتي بالأصول، أو يناقش بالأصول، وما أحرى جواباً، بل ولن يحري جواباً؛ لأن القرآن يصرخ بكم ﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾([23]). إنا لله وإنا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون. واعلم أخي القارئ إن مجيء السيد أحمد الحسن بالقرآن الكريم لهو أكبر دليل على انحرافهم وخروجهم عن الدين، فما فتئ يذكّرهم الله ويدعوهم إلى كتابه وهم معرضون عنه، والحق إن إعراضهم ليس عن السيد أحمد الحسن، وإنما هو عن كتاب الله تعالى، وهو إعراض عن كتاب الله الناطق، وللسيد أحمد الحسن أسوة حسنة بآبائه الأطهار. فاحرص يا قارئي أن لا تكون ممن يتخذ القرآن مهجوراً ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾([24]). ولا تحسب يا قارئي إن هذه المسألة جديدة، فمسألة الازدواجية والنفاق والمسايرة للقرآن وسنة أهل البيت ص باللسان وأفعالهم على العكس من ذلك. فقد ورد عن آل بيت العصمة ما مضمونه: (هؤلاء قوم سخرهم الله فنطقوا بحقنا وذكرونا ولكنهم ممن أنكرنا) ([25]).كما إن مسألة إعراض الناس عن القرآن والقرآن الناطق مسألة قديمة أيضاً، والتاريخ أكبر دليل وشاهد، والروايات كثيرة في هذا الشأن فمن أراد فليراجع. إن كون الراد على الله وأوليائه لا يعتني بكتاب الله ولا يشكل له هذا الحمل للقرآن أي اعتبار بل يدل عنده على (فراغ صاحب الدعوة)، فقديماً رمى شمر بن ذي الجوشن أنصار الإمام الحسين ع بسهم وقال: اسكت، اسكت الله نامتك، أبرمتنا بكثرة كلامك. نعم، هم يتأذون من كلام الحق الثقيل عليهم، فالباطل لا يحتمل سماع الحق، وخير الجواب كان من زهير بن القين: (يا بن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب، إنما أنت بهيمة، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين، فابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم) ([26]). نعم، إن الإنسان لينهل من القرآن بمقدار طهارته فليس كل من هب ودب نهل من القرآن ورضي به حاكماً وقائداً. فبمقدار الطهارة يرافق الإنسان القرآن ويرضى به حاكماً وقائداً. وهذا الربط من أئمة الهدى ص، فقد ورد عن أمير المؤمنين ع قوله: (إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا، لا نفارقه ولا يفارقنا) ([27]). فإن كنت يا حازم السعدي لا تفقه من القرآن شيء، ولا تحب مسايرته، وتعرض عنه فذلك شأنك. قال تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾([28]). وقد أنبأ أهل البيت ص بأنه ستكون هجرة للقرآن الكريم وابتعاداً عن جادة الصواب، والحق حتى إن المؤمّل منه أن يحمل القرآن يهجروه ولا يتمسك به إلا الخاصة ص وهم أصحابه الحقيقيون ويلاقوا من المجتمع الهجران والنبذ، هذا ما ورد عن أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي بن أبي طالب ع: (وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيئاً أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله !!!، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه، ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر، فقد نبذ الكتاب حَملته، وتناساه حَفظته، فالكتاب يومئذٍ وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مأوىً !! فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ومعهم؛ لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا فاجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ! فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره !! ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثله وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنه عقوبة السيئة) ([29]). قوله: (غباوة من صدقه). بماذا أجيب من يتهم الناس بما حمل (عيرتني بعارها واستقلت)، والحقيقة إن هذه الكلمة بسيطة جداً أمام كلمته الأولى وإعلان معتقده بها بقوله (سذاجة الأدلة) و (فراغ صاحب الدعوة). ولكن أقول: كيف جاز لك أن تتجاوز على جماعة كبيرة من المجتمع بمختلف طبقاتها، وبمحافظات مختلفة من العراق، بل وخارج العراق من أنصار ومؤيدين السيد أحمد الحسن أيضاً. تأتي أنت وبكل بساطة وتصفهم بالغباوة ومنهم وجهاء في الحوزة النجفية معروفين في العراق وخارج العراق كالسيد حسن الحمامي فهو ابن مرجعٍ معروف في العراق وهو السيد محمد علي الحمامي وجده مرجع أيضاً، ومن هذه الجماعة أساتذة جامعات، ومنهم كاتب هذه السطور أستاذ جامعي وحاصل على شهادة الماجستير، ومنهم أطباء ومهندسون وأساتذة. فهل يقبل منك أحد أن تصف هذه الجماعة بأنهم أغبياء على مختلف مراتبهم وعلومهم، سبحان الله، أرأيت الأنصار تعدوا حدود الله !!! أم دعوتهم لسيد الخلق الولي الأعظم الإمام المهدي (روحي لتراب مقدمه الفداء)، ثم إذا كنت تعتقد بضلالة هذه الجماعة من الناس وقد نصبت نفسك إماماً تتبع - كما نصب (أبو حنيفة) نفسه من قبلك - أقول هذه الكلمة متبعاً قول سيدي ومولاي الإمام الباقر ع، فقد ورد عن سورة ابن كليب، عن أبي جعفر ع قال: (قلت له: قول الله (: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ﴾([30]) ؟ قال: من قال إني إمام وليس بإمام. قال: قلت: وإن كان علوياً ؟ قال: وإن كان علوياً، قلت: وإن كان من ولد علي ابن أبي طالب ع ؟ قال: وإن كان) ([31]) . فإذا نصبت نفسك إماما تُتَّبع وجب عليك الهداية بالحسنى بأبطال الأدلة المقدمة من السيد أحمد الحسن بالقرآن وسنة أهل البيت كما قدمها السيد منهما، ولا يكفي هذا في إبطال الدعوة بل لابد من تقديم الدليل على بطلانها كما قدمت في المقدمة. وأخيراً أقول: نعم فلابد من اتهام أنصار الأنبياء والأولياء، قال تعالى: ﴿وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾([32]). وليس هذا فحسب بل وَعَدنا أبو عبد الله ع بهذا، حيث قال: (إنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله، وصبر نفسه على أن يقال: إنه أبله لا عقل له) ([33]). فالحمد لله الذي صدقنا وعده. بعد هذه الجولة ننطلق بحول الله وقوته مع نقاطه الخمسة: -النقطة الأولى: أما مقولتك: (إذا كان التقليد ... فما هو أعظم). فهو من المضحكات المبكيات، ومن أعجب العجائب أن هذا الشخص يسأل عن أمر عقائدي (رسول الإمام المهدي ع)، فيريد نفي القضية بشيء غير ثابت ألا وهو التقليد -وإن كان مشهوراً إلا إن شهرة شرب الخمر مثلاً لا تجوز شربه -، وهذا الشيخ ناظم العقيلي تحدى أستاذك بأن يأتي بدليل قطعي الدلالة والسند يثبت به التقليد، بل نجد خلاف التقليد في حديث أهل البيت ص، وعجز السيد محمود الصرخي وغيره أن يرد هذه المسألة. فاثبت أولاً مسألة التقليد ثم انطلق لترتيب أثر عليها. ثم بعدها يزيد الطين بلة بأن يضيف قيداً ثانٍ مختلف فيه أشد الاختلاف ألا وهو الأعلمية، ومسألة الأعلمية من المتشابه الذي يعمد إليه من كان في قلبه زيغ أو ممن يبتغي الفتنة وإدخال الناس بالباطل، وإلا فالأعلم هو الإمام المهدي ع الذي هو صاحب الحق المغصوب والمنسي من شيعته وكل ما عداه فهو زخرف لا يسمن ولا يغني. قال تعالى: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾([34]). وقال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾([35])، هذا أولاً. وثانياً: لنغظ الطرف عن مسألة التقليد ونقف عند مسألة الاستخارة، وأقول: إن عدم الأخذ بالاستخارة يترتب عليه مسائل عظيمة وعديدة، منها: - اتهام الله تعالى. - وتكذيب آل البيت ص الذين دلوا على الاستخارة. - وإنكار الغيب. - وإنكار الواقع الملموس. - ورفض الرحمة الإلهية. - والطعن بكل من أخذ بالاستخارة. ألا يكفي هذا للخروج عن الدين لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؟ وما قولك هذا إلا كقول اليهود بقولهم: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾([36])، وها أنتم اليوم تنكرون أن يتدخل الله سبحانه وقد قصده العبد يرجو الرحمة منه سبحانه وتعالى. انظر يا قارئي إلى قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾([37]). ثم تعقب الآية إن من يأخذ بهذه المشاكلة والمشابهة ظاهر لكن ليس لكل فرد وإنما ﴿قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. نعم، إن هذا وأمثاله لا يرى لغير المادة والماديات شيء، فقد أعشى أبصارهم حب الحياة الدنيا، فقد ورد أن (من عشق شيئاً أعشى بصره) ([38])، وإلا فإن استخارة الله تعالى في نظر هؤلاء المنكوسين (لا تؤدي إلى العلم والاطمئنان). إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد ابتلى آل محمد على طوال المسيرة بقوم لا يفقهون شيء، ويتكلمون ولا يعون ماذا ينطقون، نعم قالها أمير المؤمنين ع في حكمته البالغة: (لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه) ([39]). فلننتقل يا أيها القارئ الكريم إلى كلام أهل البيت ص لنرى هل إن الاستخارة تفيد العلم والاطمئنان أم لا، بل هل يجوز لأحد أن يخالف الاستخارة: عن أبي عبد الله ع، قال: (قلت له: من أحب الخلق إلى الله ؟ قال: أطوعهم لله. قال: قلت: فمن أبغض الخلق إلى الله ؟ قال: من اتهم الله، قلت: أو أحد يتهم الله ؟ قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط ذلك فهو المتهم لله) ([40]). فقد اتهم الله، فما رأيك بمن يعرف الحق فيعرض عن الاستخارة قبل القيام بها بغضاً لحكم الله تعالى. فالحمد لله الذي فضح أعداءه ببيان معتقدهم بشكل صريح. أبي عبد الله ع، قال: (قلت له: ربما أردت الأمر فتفرق مني فريقان: أحدهما يأمرني والأخر ينهاني، فقال ع لي: إذا كنت كذلك فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ومرة، ثم انظر أحزم الأمرين لك فافعله، فإن الخيرة فيه إن شاء الله تعالى، وليكن استخارتك في عافية، فإنه ربما خير للرجل في قطع يده وموته وموت ولده وذهاب ماله) ([41]). ووصية علي بن أبي طالب: (من الوالد ألفان، والمقر للزمان ... وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز، ومانع عزيز، وأخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان، وأكثر الاستخارة) ([42]). ولكن أمير المؤمنين يتكلم مع من يؤمن بالله لا مع من اتهم الله وأولياءه وكفر بكل شيء. قول علي بن أبي طالب ع: (ما خاب من استخار) ([43]). سأل أحد أصحاب الإمام الصادق ع قائلاً: (من أكرم الخلق على الله ؟ قال: أكثرهم ذكراً لله، وأعملهم بطاعته، قلت: فمن أبغض الخلق إلى الله ؟ قال: من يتهم الله، قلت: وأحد يتهم الله ؟ قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره، فسخط فذلك يتهم الله) ([44]). عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله ع، قال: (ما أبالي إذا استخرت الله على أي طرفي وقعت، وكان أبي يعلمني الاستخارة كما يعلمني السور من القرآن) ([45]). لا يبالي على أي طرفي وقعت، هذا تسليم لا يوجد عند أكثر من يدعون الموالاة لآل البيت ص. ولا أتكلم عن هذا الذي لا يرى إلا نفسه. عن أبي عبد الله ع، يقول: (ما استخار الله ( عبد مؤمن إلا خار له، وإن وقع ما يكره) ([46]). وما نقله العلامة المجلسي عن ابن عقدة، عن أبي عبد الله ع، قال: (كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من كتاب الله (. ونتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن، ثم قال: ما أبالي إذا استخرت الله على أي جنبي وقعت) ([47]). وأعتقد إن هذا كافٍ لإظهار كفر هذا الشخص بحديث أهل البيت ص. فلننظر إلى هذه المسألة عند علماء الشيعة، وسبحان الله نجد هذه المسألة مكشوفة وغير مخفية، وقد قالها كبار مراجع الشيعة. ومن المتقدمين العلامة المجلسي في بحاره نجده يقول: (فعزمت بعد الاستخارة من ربي والاستعانة بحوله وقوته، والاستمداد من تأييده ورحمته، على تأليفها ونظمها وترتيبها وجمعها) ([48]). فبحار الأنوار وهو من الكتب التي قل نضيرها في التصانيف الشيعية، بل هو لطف من الألطاف الإلهية جاء نتيجة لاستخارة الله سبحانه. ونجد من المتأخرين السيد محمد الصدر في كتابه المعروف (ما وراء الفقه) حيث قال: (إن الله لا يغش من استنصحه فإننا من حيث كوننا مسلمين نعتقد بالضرورة إن الله سبحانه وتعالى هو الكمال المطلق لا قصور في علمه ولا في إرادته ولا في قدرته ولا في كرمه، وليس هناك مصلحة شخصية تعود إليه بتفويت طلب الطالبين ودعاء الداعين، مضافاً إلى قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾([49])، وهو وعد صريح في الاستجابة) ([50]). (الاخبارات المستفيضة على صدق الاستخارة وصحتها وكلها واردة عن المعصومين ص بل أشرنا ...) ([51]). (إذن، فممكن أن ندعي سلفاً إن صدق الاستخارة يكاد يكون مائة بالمائة محيلين التفصيل إلى مستقبل هذا الفصل) ([52]). لكن سبحانه ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾([53])، فشتان ما يومي على كورها ... وقد مر علينا أنه ينكر الإمداد الغيبي وتدخل اليد الإلهية، وسيمر علينا في باب الرؤيا أيضاً أنه ماضٍ بالإنكار. فهل ترتجي يا قارئي أن يقطع ويطمئن بالاستخارة فلابد أن تكون الخيرة لديه كما قال: (بل هي مشكوكة المطابقة وعدم المطابقة للواقع)، والحق إن ليس كل من قال كلمة التوحيد فهو موحد، ولا كل من تلفظ الشهادة الثالثة هو مؤمن، فالإيمان الحقيقي هو الإيمان بالغيب، وعبثاً يحاول إنسان أن يوصل ثانٍ للإيمان وهو ينكر الغيب ويتهم الله، فالإيمان الحقيقي ينطلق من الإيمان بالغيب. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾([54]). وفي قِبال هذه الجماعة جماعة لقلقة اللسان وهم الذين يملئون الجو بالصراخ وحقيقتهم فارغة، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾([55]). فالذي في قلبه مرض لا يمكن أن يطمئن إلى جهة مهما كانت هذه الجهة، وإن كانت اليد الإلهية ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾([56]). ثم أقول لكل من تسربل بالدين من المنافقين: أتعملون بالخيرة للناس وتوصون الناس بها، أم لا؟! فإن قلت: لا، كنت كاذباً أمام العالم أجمع، وإن قلت: نعم، فأنت منافق تعمل بغير اعتقاد، وأنت كاذب تغش الناس ولا تنصحهم، واعلم إن الدين نصيحة. فالحمد لله وحده. -النقطة الثانية: قال: (وإن كان الرد في أولاً كافياً ...). اتضح لنا ما المقصود في أولاً، ففيه إنكار لرسالات السماء والعدول من المحكم للمتشابه، وفي أولاً مخالفة صريحة للقرآن الكريم وروايات أهل البيت ص، هذا ما كان في أولاً، وهو كافٍ لمعرفة الحق والصواب واستجلاء الحقيقة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. لكنه لا يكتفي بمخالفته لآل محمد ص بل يمضي في ثانياً على المنوال السابق، فنراه يقول: (كافياً لإبطال الاستدلال بالرؤيا). سبحان الله، أيعرف ما هو الاستدلال ؟ وبماذا يكون ؟!!! الاستدلال هو الإتيان بالدليل الشرعي، والدليل الشرعي لدى المؤمن هو وصية رسول الله ص: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) ([57]). فتارة تقول هل يمكن أن نستدل على بطلان الرؤيا بدليل شرعي ؟!!! وتارة أخرى تقول هل هناك دليل شرعي على حجية الرؤيا ؟ وقد قال (حازم السعدي) بطلان وعدم حجية الرؤيا من غير أي دليل شرعي ولا حتى رواية ضعيفة، بل على الضد من هذا سوف نرى وجوب الاعتقاد بها لثباتها في الشريعة الإسلامية، وإلا نضع الحكم الفيصل لله ولرسوله ونقف عند الآيات القرآنية الكريمة وروايات آل البيت ص التي أثبتت حجية الرؤيا. أول ما أعطِ هنا ما ورد أن اليهود أخذوا بالرؤيا وهم قتلة الأنبياء الذين وصف القرآن قلوبهم بأنها أشد من الحجارة، فقد ورد عن الإمام الصادق ع: (... قال يوشع وكان مع نبي الله موسى الكليم ... أنا ملتزم نبي الله، فاستل موسى من تحت القميص، وبقي القميص في يدي يوشع، فلما جاء يوشع بالقميص أخذه بنو إسرائيل وقالوا: قتلت نبي الله، فقال: ما قتلته ولكنه استل مني، فلم يصدقوه، قال: فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام، فوكلوا به من يحفظه، فدعا الله فأتي كل رجل كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى، وإنا رفعناه إلينا، فتركوه ...) ([58]). هؤلاء هم قتلة الأنبياء، فانظر يا حازم إن كان قتلة الأنبياء يؤمنون بالرؤيا فمن أي قوم أنت ؟ قول رسول الله ص: (من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي) ([59])، فأي سفيه هذا الذي يقول إن هذا الكلام مقيد دون أي قرينة للتخصيص، بل على العكس من ذلك نجد قول الرسول ص: (من رآني) تفيد العمومية ولا يمكن بحال التخصيص، ثم إن هناك مسألة وهي إن الكل يقر أن هناك رؤيا صادقة فإذا كانت رؤيا المعصوم تكون من الرؤى الكاذبة والعياذ بالله فأين الرؤيا الصادقة ؟ سبحان الله، أصبحتم خاتم بيد إبليس اللعين يحركها بين أصابعه كيف يشاء ويخلعها متى يشاء، وسيأتي القول الفصل فيما يأتي في جواب أول المهديين السيد أحمد الحسن. عن علي ع، قال: (رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده) ([60])، هذا كلام علي بن أبي طالب ع، أما كلام حازم السعدي فيقول: (لا، الرؤيا تجري مجرى كلام إبليس لعبده)، وله الحق فهو يتحدث عن ربه، قال نبي الله يوسف لذلك الكافر: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾([61]) . عن الإمام الصادق ع أنه قال: (إذا كان العبد على معصية الله ( وأراد الله به خيراً أراه في منامه رؤيا تروعه فينزجر بها عن تلك المعصية، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوة) ([62])، وهو رؤيا عامة في غير المعصوم لكنها إنذار من الله تعالى وهي وحي منه سبحانه لذا قرنها بجز من سبعين جزء من النبوة، ولكن بلينا بقوم لا يكادون يفقهون قولاً. ولهذا وورد عن الأئمة ص: (انقطع الوحي وبقي المبشرات) ([63]). وأظن أن هذا كافٍ للتنبيه ومن أراد التوسع فليراجع المصادر. هذا جواب القرآن الكريم وآل البيت ص، فإن كنت ملتزماً برأيك فأنت - ولكل من سايرك على هذا الدرب- قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾([64]). يا أيها الناس هذا القرآن الكريم وحديث أهل البيت ص: ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾([65]). اعلم أيها القارئ الكريم أن من أنكر الرؤيا هم أعداء الأنبياء ص، بل إن أول بعث للرؤيا هي للاحتجاج على منكري نبي الله تعالى، فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي الحسن الأول ع، قال: (إن الأحلام لم تكن فيما مضى في أول الخلق وإنما حدثت، فقلت: وما العلة في ذلك ؟ فقال: إن الله عز ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته، فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا فو الله ما أنت بأكثرنا مالاً ولا بأعزنا عشيرة. فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة وإن عصيتموني أدخلكم الله النار. فقالوا: فما الجنة وما النار؟ فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك ؟ فقال: إذا متم. فقالوا: لقد رأينا أمواتاً صاروا عظاماً ورفاتاً، فازدادوا له تكذيباً وبه استخفافاً، فأحدث الله بينهم الأحلام فأتوه فاخبروه بما رأوا أو ما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا هكذا تكون أرواحكم إذا متم وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان) ([66]). ثم بالغ في ذلك الإنكار من جحد وجود الروح وهم الماديون، ومن المهازل أن نجد اليوم من يدعي منزلة ومعرفة بآل البيت ص متبعاً بذلك أعداء الأنبياء والمرسلين، والحمد لله الذي فضح أعداء آل محمد بهذه الموارد الواضحة للجميع. سبحان الله، أبناء العامة لا ينكرون حجية الرؤيا، بل إن الوهابية لا ينكرون حجيتها، بل وحتى من جحد واستكبر، وقال: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾([67])، أي أنا الأعلم والأعلى بينكم، ففرعون مصر لا ينكر حجية الرؤيا، بل ونجده يبحث عن تأويلها، وسبحان الله من رؤية هذا المتكبر الكافر يُبنى اقتصاد إمبراطورية كاملة. ومن أراد التوسع في هذا المجال فعليه مراجعة كتاب دار السلام للميرزا النوري أو كتب الأنصار، فقد كتبوا أكثر من بحث في هذه المسألة، ومنها: (فصل الخطاب في حجية رؤيا أولي الألباب) لمؤلفه الأستاذ أحمد حطاب. وفي الختام يتبين لنا إن مسألة حجية الرؤيا ثابتة في القرآن الكريم وسنة آل البيت ص وهي من ضروريات المذهب - فقد ورد فيها القطع الحقيقي لا الوهمي - ومن أنكر ضرورة من ضروريات المذهب خرج عن الدين. والحمد لله وحده. ثم بعد هذا كله نحب أن نورد هنا ارتباط مسألة الإمام المهدي ع بمسألة الرؤيا - ولهذا بالغ القوم بإنكار حجية الرؤيا - وأشير لها هنا في موردين للاختصار: 1- الروايات الدالة على هذا الارتباط. 2- مسألة الصيحة وارتباطها بالرؤيا. أولاً: الروايات الدالة على هذا الارتباط. ومن هذه الروايات الرواية الواردة عن أبي الحسن الرضا ع، عن البيزنطي، قال: (سألت الرضا ع عن مسألة الرؤيا فأمسك ثم قال: إنا لو أعطيناكم ما تريدون، لكان شراً لكم وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر. قال: وقال: وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل لهم، فعليكم بتقوى الله ولا تغرنكم الدنيا، ولا تغتروا بمن أمهل له فكأن الأمر قد وصل إليكم) ([68]). فما هو الربط بين مسائل الرؤيا وأخذ رقبة صاحب هذا الأمر ؟ إن التأييد الإلهي يكون مرافقاً لصاحب هذا الأمر في عالم الملكوت كما هو مؤيد بعالم الشهادة، إلا إن تأييد عالم الملكوت يفوق بكثير عالم الملك وهذا بعينه ما أكده الإمام الصادق ع، فقد ورد عن أبي بكر الحضرمي، قال: (دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله عوذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى ؟ فقال: اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح) ([69]). ومن المعلوم أن الأئمة ص لا يحملون السلاح والأمر موكل إلى الإمام المهدي ع، فهو الذي يملئها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. إذن فالحديث منحصر في الإمام المهدي. ثم انتبه عزيزي القارئ إلى عبارة: (فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح) والمعلوم أن الأئمة ص توفوا من هذه الحياة الدنيا فكيف يمكن اجتماعهم والحديث صريح بالاجتماع ؟!!! الحقيقة أنه لا سبيل إلى هذا الاجتماع إلا في عالم الرؤيا والكشف، فالإمام الصادق ع قال: (رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءاً من أجزاء النبوة) ([70]). وهذا الامتناع عن الإخبار (بكل ما نعلم) من الإمام الرضا ع والإخبار باجتماع الأئمة على شخص والأمر بالنهوض له كل هذا جاء نبوءة نوستر اداموس والتي ينقلها لنا ماجد المهدي في كتابه (بدء الحرب الأمريكية على الإمام المهدي ع): (القرن السادس النبوءة الثالثة والثلاثون: تمتد يده أخيراً في (الوصي) ([71]) الدموي، سيكون عاجزاً عن حماية نفسه في البحر، سوف يخشى اليد العسكرية بين النهرين، وسيجعله الشخص الأسود الغاضب يندم على فعلته) ([72]). ثانياً: مبحث الصيحة التي طالما تكلم بها المتكلمون، فقد وقع القول الفصل فيها من الأستاذ أحمد حطاب في (فصل الخطاب في حجية رؤية أولي الألباب) وهو أحد إصدارات الأنصار فمن شاء الوقوف على هذه الحقيقة فليراجع الكتاب. وبعد هذا كله نورد للقارئ هذا البيت الشعري: صلى وصام لأمر كان يطلبه فلما قضى الأمر لا صلى ولا صاما ونقول: بعد هذا كله ما عدى مما بدا، ألم تكن يا سيد محمود الصرخي تأمر أصحابك بكتابة الرؤى وإيصالها إليك في أول نزولك إلى ساحة المرجعية، بل ووضعت صندوق لجمع الرؤى، فما عدى مما بدا. ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. * * * قال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ( أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ( لِيَوْمٍ عَظِيم ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾([73]). عادة اعتاد عليها أعداء الأنبياء والرسل، وهي عدم إظهار حجة الطرف الآخر؛ لأن الباطل ينجلي إذا ظهر الحق، والظلمة لا محل لها إذا بزغ النور، والآن لنستمع إلى قول حازم السعدي: (من جهة أخرى نقول: هل إن الرائي لهم ص بالرؤيا قد رآهم في الواقع لكي يمتنع التمثل بهم). أقول: إن الشخص متى ما خاف الله وأنصف الناس من نفسه يكون إنساناً، وإلا فهو أضل من البهيمة ﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾([74])، فهو اليوم بين مطبين إما أن يكون جاهلاً ولم يطلع على الخطاب الذي وجهه السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي إلى طلبة الحوزات العلمية، وإما أن يكون جاهلاً استمع الخطاب لكنه أبى واستكبر كما استكبر الذين من قبله بعد معرفة الحقيقة. وهنا أنقل لك عزيزي القارئ هذه الكلمة من الخطاب: (تستخفون الناس وتقولون لهم: وهل رأيتم رسول الله ص حتى تعرفونه بالرؤيا، سبحان الله، وهل كان أحد في زمن الإمام الصادق ع رأى رسول الله ص ؟!! حتى يقول الإمام الصادق ع من أراد أن يرى رسول الله ص بالرؤيا فليفعل كذا وكذا، والروايات كثيرة في هذا المعنى فراجعوا دار السلام وغيره من كتب الحديث ...) ([75]). والخطاب متوفر لكل من طلبه في حسينيات أنصار الإمام المهدي ع بشكليه المقروء والمسموع ﴿كبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾([76]). يا أيها الناس، اتقوا وانظروا هذا الجاهل ومن سار على دربه، يقولون إن رسول الله ص والأئمة ص ممكن أن يتمثل بهم الشيطان. انظر وتعجب. وإن وهب النصراني كان ضالاً حينما أطاع عيسى من خلال رؤيا؛ لأنه لم يرى عيسى في الواقع بل رأى شيطان ! انظر وتعجب. يقولون السيدة الطاهرة نرجس خاتون أم الإمام المهدي ع تمثل لها شيطان ولم يأتها رسول الله ص وعيسى بن مريم ص؛ لأنها لم تر رسول الله ولا عيسى بن مريم، انظر وتعجب. يقولون إن الإمام الصادق كان خاطئاً حينما قال إذا رأيتمونا اجتمعنا على شخص فانهدوا إليه بالسلاح؛ لأنه يمكن أن يتمثل بهم الشيطان، انظر وتعجب. يقولون إن علي بن أبي طالب ع كان متوهماً حينما قال إن الرؤيا حالة يتكلم بها الله مع عبده؛ لأن الشيطان ممكن أن يتشبه بأقدس الموجودات في الرؤيا، انظر وتعجب. يقولون إن الواقع الذي يلمسه الناس في الرؤيا هو محض صدفة، انظر وتعجب. يقولون إن حضور الأئمة ص في الرؤيا وإظهار الكرامات فيها كشفاء المرضى محض صدفة، انظر وتعجب و .. و .. و .. !!! اللهم أستغفرك من هذا كله ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾([77]). قال الإمام الحسين ع: (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون) ([78])، فالناس يأخذون بما يتوافق مع أهوائهم ورغباتهم فإذا تصادم الحق معهم أعرضوا عنه ونبذوه. أوضح شاهد على هذا قضية سيد محمود الحسني فقد كان مهتماً بشكل كبير بمسألة الرؤيا في بدء دعوته حتى أنه وضع صندوق للرؤى تجمع فيه الرؤى كما مر، إلا أنه لما جاء الحق وأجمع أهل البيت ص على أن السيد أحمد الحسن مرسل ووصي الإمام المهدي ع، وقِبال هذا كثرة المنذرات في سيد محمود الحسني الصرخي أعرض ونأى بجانبه وعزف عن دليل الرؤيا وانقلب من بعد التأييد رفضاً. وأخيراً أقول: الروايات التي وردت عن الأئمة ص بأنه إن أردت أن ترى الرسول ص أو أحد الأئمة ص في عالم الرؤيا فافعل كذا وكذا، فهل يساير أحد هذا المخالف - حازم السعدي - في قوله أن الأئمة ص يعبثون بقولهم من أراد رؤية رسول الله ص فليفعل كذا (حاشاهم وتعالوا عن ذلك علواً كبيراً)، وإلا فكيف يلائم بين قولهم من أراد الرؤيا افعل كذا وعبثية الرؤيا ؟ فإما أن يكون الإمام ع يعلم ببطلان الرؤيا ويأمر بالباطل (استغفر الله)، وإما أنه لا يعلم ويتكلم بما لا يعلم (على قول المنكر)، فإنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون. والظاهر إن هذا الشخص لا يعي ما يتكلم وإلا فقد بدأ كلامه بالاستهزاء بالقرآن الكريم، ولا يتوقف عند هذا الحد بل يستمر بالاستهزاء لكن هذه المرة برسول الله ص والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والأئمة ص بقوله إن الشيطان ممكن أن يتمثل بهم؛ لأن الجميع لم يروا الأئمة ص، بل ويصرح في شطر كلامه الثاني بأن الشيطان ممكن أن يتمثل بهم مطلقاً، فأي ملعون هذا، وأي شياطين يعون ما يقوله ثم يتبعونه. إنا لله وإنا إليه راجعون، بلينا بقوم لا يكادون يفقهون قولاً، أنتم يا من غرقتم في ظل العقل - إن كان له محل عندهم - كيف تقولون إن الشيطان يمكن أن يتمثل بالمعصوم، فأين أنتم من القرآن والأئمة وسالف الفقهاء. قال تعالى عن القرآن الكريم والشياطين: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾([79]). فإذا كان الشيطان لا يستطيع أن يتلفظ بآية واحدة كيف يتمثل بالقرآن كله، وهذا مما قاله السيد أحمد الحسن في البيان السابق، حيث قال: (تقولون إن الشيطان يتمثل برسول الله محمد ص ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً﴾([80])، والله يقول: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ( وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾([81]). فإذا كان الشيطان لا يستطيع أن ينطق بحرف من القرآن، فكيف يتمثل بمحمد ص وهو القرآن كله. ﴿قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾([82])، من بيده ملكوت السماوات والأرض، ما أنصفتم الله، إذ جعلتم الملكوت بيد الشيطان، وانتهكتم حرمة رسول الله ص، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...) ([83]). وماذا يقولون بهذه الروايات الواردة عن آل بيت النبوة والتي تنصح من رأى رؤيا تفزعه بأن يقول كذا وكذا، وماذا يقول حول الروايات التي تنصح المؤمنين بالأخذ بالمبشرات والمنذرات، و ... و ... و ... -النقطة الثالثة: حيث قال وهو يتكلم عن بطون القرآن: (يمكن الاستدلال بهذه المسألة في حال كون الباطن مكشوف للجميع)، فبالإضافة إلى ما سبق من قول في الاستدلال، نقول: أبطون القرآن مكشوفة للجميع، سبحان الله. ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾([84]). سبحانه (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم خلفهم)، ومثالك في هذا (أبو حنيفة). وهي سنة من سنن الله سبحانه، بل هي لقوله تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾([85]). عمدوا إلى ما اختص به آل البيت ص، فقد ورد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع في مناظرته مع أبي حنيفة بعد أن قال: (وما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه، وتسير الرواية إلى أن تصل إلى قول الإمام الصادق ع له: أنت فقيه أهل العراق ؟ قال: نعم. قال: فبما تفتيهم ؟ قال: بكتاب الله وسنة نبيه. قال: يا أبا حنيفة، تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال: نعم. قال: يا أبا حنيفة، ولقد ادعيت علماً، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا ص، وما ورثك الله من كتابه حرفاً، فإن كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرني عن قول الله (...) ([86])، فهو عند الخاص من آل محمد ص. وتقول إن القرآن وبطونه ظاهر ومنكشف للجميع ﴿تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾([87]). ووالله لقد استهزأتم كثيراً بالقرآن الكريم، وبآل محمد ص ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِداً ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَداً﴾([88]). ألا لعنة الله على الكافرين. (ويل لمن شفعائه خصماءه) أيصدق الإنسان هذا الهراء ؟!!! أمثل هذا الاحتمال يطرح على كتاب الله وآل محمد ص ؟!!! أي مهزلة هذه. وإن كانت لكم ضربة سابقة حيث قلتم لابد للإمام من طرح القرآن جانباً والآخذ بخمرة الأصول. الحمد لله على نعمائه وكثير بلائه. ثم يسوق الاحتمال الثاني، قال: (وإلا فلا يمكن معرفة الباطن إلا بمعرفة المعصوم ع وحينئذ يتم تصديقه إذا وافق قول المعصوم). ويمكن رد هذه السفسطة بعدة نقاط، منها: 1- إن هذا هو الدور الصريح، فمعرفة الإمام تتم للناس من خلال استجلاء أسرار القرآن وهذا من الثوابت التاريخية، بل ومن أحد الأدلة على ولاية أمير المؤمنين ع أنه كان أعلم الناس بكتاب الله (استغناء عن الكل واحتياج الكل إليه)، ومن العجيب أن يقع الكلام في البديهيات، ولكن الجاهل يشك حتى في البديهي وخير شاهد تفتح أسرار القرآن الكريم لأمير المؤمنين مع اليهود والنصارى الذين كانوا يسألون ويدخلون الإسلام وهي كثيرة جداً، أو مناظرة الإمام الصادق لأبي حنيفة السابقة. وما ورد عن أبي الربيع، قال: (حججت مع أبي جعفر عفي السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطاب، فقال لهشام: يا أمير المؤمنين، من هذا الذي يتكافأ عليه الناس ؟ فقال: هذا نبي أهل الكوفة، هذا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقال نافع: لآتينه ولأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن وصي نبي. فقال هشام: فاذهب إليه فسله فلعلك أن تخجله. فجاء نافع فاتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر عفقال: يا محمد بن علي، إني قد قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن وصي نبي. فرفع إليه أبو جعفر عرأسه فقال :سل. فقال: أخبرني كم بين عيسى ومحمد من سنة ؟ قال :أخبرك بقولي أم بقولك ؟ قال: أخبرني بالقولين جميعاً. قال: أما بقولي فخمسمائة سنة وأما بقولك فستمائة سنة. قال فأخبرني عن قول الله تعالى: ﴿وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾([89])، من الذي سأل محمد ص وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة ؟ قال: فتلا أبو جعفر ع هذه الآية: ﴿سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا﴾([90])، فكان من الآيات التي أراها الله محمداً ص حين أسري به إلى بيت المقدس أن حشر الله الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم أمر جبرئيل ع فأذن شفعاً وأقام شفعاً، ثم قال في إقامته حي على خير العمل، ثم تقدم محمد صفصلى بالقوم فأنزل الله تعالى عليه: ﴿وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾([91]). فقال لهم رسول الله ص: علام تشهدون ؟ وما كنتم تعبدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا. قال نافع: صدقت يا ابن رسول الله يا أبا جعفر، أنتم والله أوصياء رسول الله وخلفاؤه في التوراة وأسماؤكم في الإنجيل وفي الزبور وفي القرآن وأنتم أحق بالأمر من غيركم) ([92])، وهي كما ترى من بطون القرآن الكريم، وأثبت الإمام إمامته فيها على منكر له، وغيرها الكثير، فهل من مدكر. 2- إن معرفة أسرار القرآن الكريم مرتبطة ارتباط وثيق بحركة الظهور المقدس بحيث نجد حرفين من العلم من بدأ الخليقة إلى قبيل الظهور فإذا بعث القائم ع ضم لها خمسة وعشرين حرفاً فتستوي سبعة وعشرين حرفاً، وهذا ما دلت عليه الروايات. إن أهم علامات المهدي ع أنه يأتي ببطون جديدة للقرآن الكريم، والحديث في هذا كثير جداً راجعها أخي القارئ الكريم في كتاب (النور المبين في أخبار الصادقين)، فقد أثبتنا هناك جزءاً منها. ولكن هاك هذه الرواية المروية عن الإمام الرضا ع والتي يذكر فيها الممهد الأساسي للإمام المهدي ع والتي يقول فيها: (إن ادعى مدع أسالوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)([93]). فإن كان سؤال العظائم في غير القرآن فلا يصح أن يطلق عليه عظائم الأمور وإن كان في القرآن فلا يمكن أن يكون معروفاً (لا التي يجيب فيها من كان بمنزلته) أي بمنزلة الإمامة فلابد أن تكون هذه في أسرار القرآن التي لم يُتها إلا الخاصة من آل محمد. إن إظهار أسرار القرآن الكريم هو الإعجاز بعينه، وهو باب فتحه الله لآل بيت النبوة ومهبط الرسالة، أو كما قال الإمام الصادق ع بل إلى الخاص منهم، والخاصة من آل البيت ص هم الأئمة الأطهار الاثني عشر والمهديين الاثني عشر ص، وإظهار المعجز ينقسم هنا إلى قسمين: أولهما: ما أخرجه السيد بما أتاح له الله من فضل ونعمة فهو أول المهديين وأول المؤمنين، وهو - أقصد هذا الإعجاز العلمي - مبثوث في كتاب المتشابهات بأجزائه الثلاث وتفسير سورة الفاتحة والإضاءات بجزيئيه، وهو معروض فمن أراد الوقوف على هذا الإعجاز فليقصد إلى هذه الكتب اليتيمة، ويكفي السيد أحمد الحسن أنه تحدى الجميع بعلومه التي طرحها للناس فخبأ كل واحد منهم رأسه في جحر أظلم لكيلا يرى النور. ثانيهما: وهو ما أخذ به السيد بتفسير القرآن الكريم وإظهار العقائد الصحيحة من خلال ما ورد من روايات آل محمد ص المثبتة في كتب الشيعة المعتبرة، ومنها يفتح الله على يديه مسائل ما عرفها تاريخ الشيعة الإمامية. وقد ذكرت بعض التفصيل في مقدمة (التفسير المقارن)، أسأل الله تعالى أن يوفقني لإتمامه وخدمة سيدي ومولاي أبا القاسم محمد ووصيه السيد أحمد الحسن المظلوم المهتضم. إن من كانت لديه أدنى بصيرة لعلم إن الكلام الذي بثه السيد أحمد الحسن في كتبه وبياناته وهو من نفس مشكاة آل محمد ومن ذلك الأصل الإلهي الذي كان يتردد على لسان أمير المؤمنين وسيد الموحدين والحسن والحسين والأئمة المعصومين ص. وفي الختام أقول - والحق أقول لكم -: يا قارئ، هذه السطور ارجع لما خرج من علم آل محمد على يدي ولي الله السيد أحمد الحسن وأنصف نفسك، فو الله إن تكبرت فإن خصمك الله تعالى، واعلم من الله ما لا تعلمون وأنا لكم ناصح أمين. -النقطة الرابعة: وهي تدور حول الإخبار بالمغيبات مثل سقوط صدام الملعون، قال: (إن كان الكلام بما هو أهم من هذه القضية فهو رجم بالغيب). أقول: ما أبقيت من شيء إلا وانتهكته، حتى أتيت إلى جزئيات ما أقره الإسلام، سبحان الله والحمد لله الذي فضح أعداه، الذي جعل الدنيا دار ابتلاء لأوليائه ودار استدراج لأعدائه، قل ما تقول، قل إن الإخبار عن سقوط صدام مع تحديد الشهر وقبل ثمانية أشهر تقريباً رجماً بالغيب، وإن إخبار السيد مجموعة من الأنصار بالارتداد رجماً بالغيب، واخباراته المتكاثرة لجماعة الأنصار بأحداث منها المستقبلي لم تقع بعد وهي كثيرة وقد دوّن قسم منها، ومنها الاخبارات الشخصية التي لم يطلع عليها إلا الشخص نفسه من غير أن يعلم بها أحد إلا الله سبحانه، ومنها الاخبارات المتكثرة التي يخبر بها السيد بما في النفوس والتي لم تخرج إلى اللسان ولا أرى ضرورة في ذكرها بعد أن جمع أحد الإخوة كتاب اسماه (كرامات وغيبيات) وهو من إصدارات أنصار الإمام المهدي ع. وننقل بعض الفقرات للقارئ عسى أن ينتفع بها، وأسماء أشخاصها في الكتاب المذكور. بعد سقوط النظام الصدامي المجرم أعطى أحد المراجع في الخارج وكالة إلى أحد الشخصيات الحوزوية في العراق، فأخبرنا السيد بأن هذا المرجع عنده أهداف يريد قضاءها بواسطة ذلك الوكيل ثم سيغدر به وينقلب ضده وسيسحب الوكالة، فأرسل السيد أحمد الحسن رسالة إلى ذلك (الوكيل) يحذره فيها من ذلك المرجع ونصحه في بعض الأمور التي تتكفل بخلاصه من تلك المشكلة في المستقبل ولكن... قد كان ما كان مما لست اذكره فظن خيراً ولا تسائل عن اخبرِ في أحد الأيام كنا جالسين فسأل الأنصار السيد أحمد الحسن أن يشرح شيء من الآيات القرآنية، فسكت عنهم ثم عادوا فقال لهم: لا نبدأ بالدرس ونقطعه فسوف يأتينا زائر أو ضيف من بعيد، وبعد ثلاث دقائق تقريباً دخل أناس من محافظة الناصرية وعندهم أسئلة فمن كان مراقب السيد أحمد عرف إخباره الغيبي. عندما فهمت الدعوة وصدقت بها أردت الذهاب إلى أهلي وعشيرتي، فقال لي السيد أحمد: إنهم سيصدقون الدعوة أول الأمر وسوف يقومون معك ولكن بعد مدة سوف يجلسون أي يقعدون عن النصرة ... وفعلاً كما أخبرني السيد عندما بلغتهم فرحوا بذلك وقالوا كلنا معك ولكن بعد أن امتحنهم الله بشيء يسير قعدوا مع القاعدين إلا قليل منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. في أول الدعوة أخبرت مجموعة من الناس بقضية رسول الإمام المهدي فصدق ثلاثة منهم وفعلاً جاءوا وأخذوا إصدارات، ولما قابلت السيد فقال: ستلحقها صيحة شيطان، وسبحان الله ارتد الثلاثة. وهذا الإخبار حدث معي ولم يدون في (الكرامات والغيبيات). ومن أراد الرجوع للكتاب فموجود في حسينيات أنصار الإمام المهدي ع. ولكن يا قارئي لنعرج قليلاً مع هذا المتحذلق ونسير على الخط الذي رسمه لنفسه ليتضح الأمر أكثر. نقول: إن ورود غيبية الروم في القرآن الكريم: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ ( فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾([94])، أيضاً رجماً بالغيب. وإخبار القرآن بارتداد المسلمين بعد استشهاد الرسول ص بقوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...﴾([95])، أيضاً رجماً بالغيب. إن إخبارات رسول الله ص الغيبية ومنها الإخبار عن سيرة الأئمة ص والمهدي كلها رجماً بالغيب. إن إخبارات أمير المؤمنين ع الغيبية حتى ألف بعضهم كتاب كان رجماً بالغيب. وإخبار الإمام الصادق ع بأن الأمر يؤول إلى صاحب القبة الصفراء أي المنصور الدوانيقي، كان رجماً بالغيب أيضاً ... الخ. فإن أقر إن هذا كان كله رجماً بالغيب فقد خرجت عن دين الله، وإن قال هي إمداد غيبي إلهي، بانت خبث السريرة وانكشف النفاق على لسانك، وإلا فهو ظاهرٌ لمن أراد النظر إليه. وقوله: (ووقوع خلاف ما يقولون أوضح دليل). أقول: الظاهر أن روحاً خبيثة تسكن جنبي هذا المنافق الراد على الله ورسوله، يرد عليهم ص ليتسنى لها الجلوس على كرسي الزعامة، فانظر لما خطه هذا الشخص من مخالفة صريحة لآل البيت ص فيجعل الثوابت موردُ تردد وشك. وسبحان الله وقعت مخالفة الإسلام من هذا المنافق في الكبرى والصغرى، ففي الكبرى أي المبدأ العام إن الشيعة أقروا البداء، بل إن علياً ع يقول لولا آية في القرآن لأخبرتكم بما ... والشيعة بأجمعها تقر البداء تبعاً للقرآن، الذي يثبت هذا المبدأ، وإلا فحادثة نبي الله موسى الكليم التي أثبتها القرآن الكريم تصرخ بوجه هذا المنافق، حيث يقول تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾([96]). فهل تكذب موسى جهراً عياناً أم تكذب القرآن، نعم أنا - العياذ بالله من الأنا - على يقين بعد جوابك أنك لو كنت في قوم موسى لكنت أول المبادرين لفعلهم. وخذ من حديث أهل البيت ص يا قارئي ما ورد عن الفضل بن يسار، عن أبي جعفر ع، قال: (... فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم [به] فقولوا: صدق الله، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله تؤجروا مرتين)([97]). هذا في الكبرى. وأما في الصغرى فنقول: أليس هذا البهتان بعينه، فيا من تحرف الكلم عن مواضعه، وتقلب الموازين؛ لأنك منكوس، يا من تغش الناس البسطاء بشعارات براقة وأسماء رنانة، فقلوبكم قد انطوت على كذب كبير ونفاق جسيم، وإلا فمتى قال السيد أحمد الحسن في حديث أو خطبة أو ما شاكل ذلك ثم حدث خلاف ما أخبر. فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولعنة الله على الكافرين. ورد عن رسول الله ص: (للمنافق ثلاث خصال: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) ([98]). نلاحظ هذه الخصال الثلاث في هذا الشخص، فقد كذب على القرآن في أكثر من مورد وعلى آل البيت ص، وقد خان الأمانة التي أأتمنها الله إياه في الأئمة ص فرأيناه يذرو الروايات ذرو الريح للهشيم، وقد أُمر بالتسليم لهم ثم خان الأمانة التي حملها الناس إياه، وقد رأيت يا قارئي ما رأيت من كلامه، ثم أنه نصب نفسه إماماً للناس ووعدهم أن يصلهم إلى الحق، (الإمام المهدي ع، الجنة)، فإذا هو يجرهم إلى العداء لآل محمد ص ومواجهة المهدي ع. أما عن ادعاه أن المجانين أخبروا بسقوط صدام فلا يعدوا أن يكون هذراً. وإلا فإن أي شخص له نصيب من العقل يعرف تفاهة مقولته، فمن كان يصرح بسقوط صدام قبل أشهر - ثمانية أشهر تقريباً - ويحدد الشهر الذي سوف يسقط فيه - شهر صفر - الكل ممن كان له نصيب من العقل كما أسلفنا يقطع بأن هذا من الاخبارات الغيبية. والعجيب أن الناس حتى آخر أسبوع من سقوط صدام يقولون إن الأمر مدبر كأحداث التسعين وسيتركون صدام بعدها، بل إن قسماً من الناس لم يصدق بالخبر حتى بعد سقوطه إلى أن مر يوم أو يومان على الخبر، والأعجب إن هذا الحدث لم يمر عليه الليالي والأيام لكي يكون محتاجاً للنقل والشهود فالجميع يتذكر سقوط هذا الملعون، ويتذكرون إن الناس حتى آخر يومين كانوا يبعثون أبناهم إلى قوات الجيش إلى آخر يومين تخاف الناس من التكلم مع النظام المقبور. -النقطة الخامسة: قال: (فضلاً عن ضعف سند أغلب الروايات بهذا الخصوص). سبحان الله، كان الأمر ترميز إلى حد هذه الفقرة فلم يطعن بشكل صريح بروايات آل البيت ص إلى أن وصل إلى هذه النقطة، فلنرى لمَ توصَّل سارق لقب الأئمة ص: أولاً: إنه كذب على الله ورسله والأئمة، ثم كذب على الناس الذين جعلوه محط ثقة، وإلا فأين هذه الروايات التي نسبتَ الضعف إلى أغلبها. فإن كنت لم تتحقق لعنك الله لأنك تريد صرف الناس عن آل البيت ص ورواياتهم، وإن كنت حققت في الروايات فقد كذبت على الله ورسوله ([99])؛ لأن أغلبها صحيحة. ثانياً: إن كنت كما تدع لكفيت نفسك والناس الضلالة، وكفيتنا مؤونة الرد عليك وعلى إبطال ضلالتك؛ لأن منهج القرآن الكريم وآل البيت ص لا يطرحون حديث شريف، ولا أعني بهذه النقطة من أنتحل غير محله - حازم السعدي -؛ لأنه كما تقدم نبذ الكتاب وحديث أهل البيت ص ولا يعدهم حجة بل هي أدلة ساذجة في نظرة، فالكلام للمسلم الذي يعتبر كتاب الله وحديث أهل البيت ص دليل شرعي. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾([100]). أنصت إلى الآية القرآنية، فغاية ما تأمر به هو التبيَّن لا الرفض بل ولا يحق لأحد أن يرفض رواية، فقد ورد عن آل البيت المنع بل الحرمة عن رد الرواية وإن كان من كاذب، ففي رواية صحيحة السند عن سفيان بن السمط، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: جعلت فداك، يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه. فقال أبو عبد الله ع: يقول لك إني قلت الليل أنه نهار والنهار أنه ليل ؟ قلت: لا. قال: فإن قال لك هذا أني قلته فلا تكذب به فإنك إنما تكذبني) ([101]). وورد في حديث صحيح آخر قال: (قلت لأبي عبد الله ع: إن الرجل يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فتضيق لذلك صدورنا حتى نكذبه. فقال أبو عبد الله ع: أليس عني يحدثكم. قلت: بلى. فقال: فيقول لليل أنه نهار والنهار أنه ليل ؟ فقلت: لا. قال: فردوه إلينا فإنك إذا كذبته فإنما تكذبنا) ([102]). بل لا يحق لمن طالع حديثهم أن يقول بالتضعيف أو الجرح، فالمخالف أو واقفي والخارجي الكل تؤخذ روايته، عن أبي بصير، عن أبي جعفر ع أو عن أبي عبد الله ع، قال: سمعته يقول: (لا تكذبوا الحديث أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذبون الله ( فوق عرشه) ([103]). والأحاديث في هذا المجال كثيرة. ثالثاً: إن أغلب الروايات التي استدل بها الأنصار على رسالة السيد أحمد الحسن اليماني الموعود قد أوردها الفقهاء من قبل وقبلوها وصححوها، من أمثال السيد الشهيد محمد الصدر الموسوعة المهدوية، والسيد محمد باقر الصدر، وغيره. ثم بعد هذا وخوفاً من افتضاح أمره لمن يبحث في الأمر، قال حازم السعدي: (وإن تم - أي السند - فإنه قابل للانطباق على مصاديق كثيرة، فيكون الاستدلال على هذا المصداق). أي شيطان هذا الذي يوسوس لك، أنصت يا قارئ هذه السطور كيف يطعن هذا الجاهل بشريعة السماء، يقول إن قول القرآن: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ...﴾([104]). يقول إن من قال بهذا القول كان باطلاً ولا تلزمهم الحجة عليه لاحتمال أن ينطبق على غير، لذا فاليهود والنصارى معذورين إذا لم يدخلوا في دين الإسلام، بل الذي عندهم أحمد والوارد اسم محمد فلهم الحق على قول هذا الجاهل. فإنا لله وإنا إليه راجعون. فأي قول يقول القرآن ليحتج على اليهود والنصارى لورود اسم النبي محمد ص ومسكنه في كتبهم (بين جبلي أحد وإير) ويُلزمهم الله تعالى بهذه الحجة حيث يقول: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾([105]). ويقول تعالى: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد﴾([106]). ولم يقل لهم الإنجيل محمد بل أحمد. أنت بمطابقة الاسم أعطيتهم العذر فكيف بالمفارقة، الحالة نفسها تعاد اليوم ولكن بدرجة أوضح وأجلى، فقد ذكر رسول الله ص في وصيته، وأمير المؤمنين ع، والأئمة من بعده، السيد أحمد الحسن باسم المطابق أحمد، وقد أنكرت يا (حازم السعدي) حديثهم فكيف لو جاءك ما جاء لليهود والنصارى مثلاً باسم محمد بدل من أحمد. ومن هذا يظهر أنه ألعن من اليهود والنصارى، أي والله ألعن من اليهود والنصارى، فلقد أقر النصارى بالقرآن حجة وهذه أسئلتهم موجود في الانترنيت يسألون عن إثبات الدعوة من القرآن والإنجيل والتوراة. هذا مما مضى ومن واقعنا الروايات التي تذكر الإمام المهدي ع وصفاته الجسمية وهيئته ع فهل الأئمة وضعوها عبثاً وحاشاهم، أم وضعوها لكي يستدل بها الناس على إمام زمانهم ومقتداهم الإمام المهدي (أرواحنا لتراب مقدمه الفدى)، وإن كان هذا الأمر لا يهمك؛ لأنك لست من أتباع أهل البيت ص ولو كنت من أتباعهم لما أنكرت حجية القرآن والحديث الشريف، ولو كنت من أتباعهم لاستشهدت بآية أو حديث على كلامهم، ولو كنت من أتباعهم لما رددت حديثهم، ولو كنت من أتباعهم لما رفضت وصي خاتمهم و ... و ... و ... ولكن هذه الروايات جاءت على لسان آل البيت ص ليستفيد منها شيعتهم هذا في الواقع المعاش. أما فيما يأتي فالروايات التي ذكرت إن الإمام ع سيبعث رسول إلى أهل مكة يسمى محمد ذو النفس الزكية، فيقتله أهل مكة بين الركن والمقام ولم تذكر الرواية من الصفات والمميزات غير شيئين: الأول الاسم (محمد)، والثاني أنه غلام، أظنك تعيد القول (هذا الاسم والعمر قابل للانطباق على مصاديق كثيرة) فتكون من أوائل القاتلين له كما ساهمت اليوم بقولك: (ارجع يا ابن فاطمة من حيث أتيت فالدين بخير)، بل إنك أحد المساهمين لقتل محمد ذو النفس الزكية. وأرايتكم إن الحسين أصيب من يوم السقيفة. ويستمر إلى أن يصل إلى طامة كبرى حيث يقول: (ولنتذكر مضمون قول سماحة السيد الحسني أنه من قلدني على أساس الحسني فتقليده باطل). ألا لعنة الله على الظالمين أين ما حلوا وكيف ما كانوا، يسوقون هذا الاعتقاد سوق المسلمات، انظر لقوله: (فتقليده باطل)، ولا يقول: (فاعتقاده باطل) وفي جهنم وساءت مصيراً؛ لأنه بلا دليل. فهذا النفاق الذي جبلوا عليه وهذه الازدواجية بحيث يظهرون شيء ويبطنون خلافه، يقولون فيما بينهم هذا الحسني الموعود و ... و ... و ...، فإذا وصلوا لمن يطالبهم بالدليل انقلبوا على أعقابهم وقالوا نتمنى ذلك ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً﴾([107]). وسبحان الله الرواية التي ذكرت الحسني مشكوكة المضمون بل وربما يقع فيها المنع أيضاً. لكنهم يأخذون بها؛ لأنها موافقة لأهوائهم وتخرصاتهم، في حين توجد عشرات الروايات الدالة على السيد أحمد الحسن لا يأخذون بها؛ لأن هذا الاعتقاد ما تريده النفس والشيطان، ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ﴾([108]). تعقيب: ولنا وقفه في الختام مع كلمة آية الله التي أطلقها على نفسه، فقد تبين أنها مختصة بآل البيت ص ولا يمكن بحال أن يسمى بها أحد إلا كاذباً، وقد نشر هذا في بيان لسيدي مهدي آل محمد ص فراجع، ولكن هنا نقول: أيمكن أن ينكر آية الله كتاب الله ؟!!! أيمكن أن ينكر آية الله حديث رسول الله ؟!!! أيمكن أن ينكر آية الله رؤية المعصومين بالمنام ؟!!! أيمكن أن ينكر آية الله التدخل الإلهي ؟!!! أيمكن أن ينكر آية الله طرق الغيب ؟!!! أيمكن أن ينكر آية الله طرق الغيب ؟!!! لكني أقول لكم إن هكذا شخص هو آية فعلاً لكن آية من آيات الشيطان لا الرحمن. تعقيب آخر: إلى من غرر بهم، إن كان استفتاء محمود الحسني الصرخي وافياً كما ادعيتم فلماذا هذا العدول عنه إلى غيره ؟ وما يسمى تخبطه فيه ؟ ولماذا هذا السكوت بعد أن طالبه الشيخ ناظم العقيلي بالإتيان بدليل كلامه ؟ ودليل أصوله ؟ ودليل قوله بالتقليد ؟ فضلاً عن غيرها الكثير الكثير، راجع عزيزي القارئ كتاب (الإفحام لمكذب رسول الإمام) للوقوف على أي الفريقين أحق بالإتباع ومن هو ﴿أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً﴾([109]). * * * -الخاتمة ويتحصل مما مضى أن إنكاره - حازم السعدي - هو إنكار للرسالة المحمدية وإنكار للائمة ص؛ لأن الأدلة التي استدل بها السيد أحمد الحسن هي أدلة الرسول ص والأئمة، جاء بالقرآن الكريم، وحديث الأنبياء والأئمة، والإخبارات الغيبية، وإظهار الإعجاز بنوعيه العلمي والمادي ... الخ. وأخيراً أنصح محمود الحسني أن يضع شخص يفقه شيء، ويعي ما يقول، لا أن يضع من ينكر دين الله جملة وتفصيلاً، ويعلن كفره لكل من طالع كلامه بإنصاف، فهو من قوم لا يميزون بين الناقة والجمل، وإن كان قد سب الأنصار ووصفهم بالغباوة فنحن لا نقول عن من سار على دربكم أغبياء، ولكنهم أناس مغرر بهم، فقد أوهمتموهم أنكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم، وخدعتموهم بألفاظ وعبارات، وعما قريب ستكشف الحقيقة كلها، وقد كشفت حقيقتك وبان زيفك. فنسأل الله لهم الهداية، لم أحب أن يدخل في درب آل محمد ص أما من أنكرهم في الذر الأول فـ ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾([110]). وفي الختام أقول للسيد محمود الحسني الصرخي: اللهم اشهد بأنا بلغناه ولكنه أغلق الباب، وبعثنا له رسائل الهداية ومنعها منه وكلاءه، ونقول للناس اللهم اشهد بأنا عرفناهم حجر العثرة الذي يسد باب الملكوت، ويمنع الماء أن يخلص إلى الزرع كما قال عيسى بن مريم ع، فالحمد لله على كثير نعمائه وبلائه، اللهم ما بنا من نعمة فمنك، لا إله إلا أنت سبحانك إني من الظالمين. والحمد لله وحده، الحمد لله وحده، الحمد لله وحده.Footers
[1] - وسائل الشيعة (الاسلامية): ج18 ص16.
[2] - الحجرات: 6.
[3] - سـبأ: 24.
[4] - الكافي: ج7 ص407.
[5] - الفتح: 29.
[6] - القلم: 9.
[7] - بحار الأنوار: ج97 ص89.
[8] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج16 ص143.
[9] - بحار الأنوار: ج97 ص93.
[10] - تهذيب الأحكام - للطوسي: ج6 ص181.
[11] - مشكاة الأنوار - للطبرسي: ص104.
[12] - النحل: 24 – 26.
[13] - آل عمران: 64.
[14] - الحج: 1.
[15] - النساء: 175.
[16] - الأعراف: 146.
[17] - مريم: 90.
[18] - الأنعام : 25.
[19] - الإسراء: 45 – 46.
[20] - بحار الأنوار - للمجلسي: ج54 ص134.
[21] - نهج البلاغة: خطبة 109.
[22] - البيت للمتنبي، والطغام: هم أراذل الناس.
[23] - سـبأ: 49.
[24] - الفرقان: 30.
[25] - نص الحديث وحديث آخر للمهدي الأول في خطاب منشور .
[26] - مقتل الحسين ( - لأبي مخنف الازدي: ص119.
[27] - الكافي: ج1 ص191.
[28] - الزخرف: 76.
[29] - نهج البلاغة: ج2 ص41.
[30] - الزمر: 60.
[31] - الكافي: ج1 ص372.
[32] - هود: 27.
[33] - الكافي: ج2 ص117.
[34] - الزخرف: 54.
[35] - آل عمران: 7.
[36] - المائدة: 64.
[37] - البقرة: 118.
[38] - نهج البلاغة: خطبة 109.
[39] - وسائل الشيعة (آل البيت): ج15 ص281.
[40] - مكارم الأخلاق: ص320.
[41] - مكارم الأخلاق: ص322.
[42] - نهج البلاغة: وصية 31.
[43] - موسوعة الامام الجواد - للقزويني: ج2 ص544.
[44] - بحار الأنوار: ج88 ص223.
[45] - بحار الأنوار: ج88 ص223.
[46] - بحار الأنوار: ج88 ص224.
[47] - بحار الأنوار: ج88 ص224.
[48] - بحار الأنوار: ج1 ص4.
[49] - غافر: 60.
[50] - الاستخارة - بحوث مستلة من (ما وراء الفقه): ص9 – 10.
[51] - المصدر نفسه: ص11.
[52] - المصدر نفسه: ص13.
[53] - مريم: 59.
[54] - البقرة:3.
[55] - البقرة: 8 – 9.
[56] - البقرة: 10.
[57] - الكافي: ج2 ص415.
[58] - بحار الأنوار: ج31 ص372.
[59] - امالي الصدوق: ص121.
[60] - كنز الفوائد - للكراجكي: ص211.
[61] - يوسف: 42.
[62] - الاختصاص - للمفيد: ص241.
[63] - بحار الأنوار: ج58 ص176.
[64] - التوبة:129.
[65] - يونس: 32.
[66] - بحار الأنوار: ج6 ص243، ج14 ص485، ج58 ص190.
[67] - النازعات: 24.
[68] - بحار الأنوار: ج25 ص110.
[69] - الغيبة - للنعماني: ص197.
[70] - الكافي: ج8 ص90.
[71] - لاحظ في المصدر تفصيل.
[72] - بدء الحرب الأمريكية ضد الإمام المهدي (: كتاب منشور على الانترنت.
[73] - المطففين: 1 – 6.
[74] - الأعراف: 179.
[75] - خطاب السيد أحمد الحسن ( إلى طلبة الحوزات العلمية، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.
[76] - الكهف: 5.
[77] - الأعراف: 155.
[78] - بحار الأنوار: ج44 ص383.
[79] - الشعراء: 210 – 211.
[80] - مريم: 89 – 90.
[81] - الشعراء: 210 – 211.
[82] - المؤمنون: 88.
[83] - خطاب السيد أحمد الحسن لطلبة الحوزات، أحد إصدارات أنصار الامام المهدي (.
[84] - الأنفال: 31.
[85] - النساء: 54.
[86] - بحار الأنوار: ج2 ص292.
[87] - النجم: 22.
[88] - مريم: 89 – 90.
[89] - الزخرف: 45.
[90] - الإسراء: 1.
[91] - الزخرف: 45.
[92] - بحار الأنوار: ج10 ص162.
[93] - غيبة النعماني: ص178، إلزام الناصب: ج1 ص247.
[94] - الروم: 2 – 3.
[95] - آل عمران: 144.
[96] - الأعراف: 142.
[97] - الكافي: ج1 ص368، بحار الأنوار: ج25 ص118.
[98] - من لا يحضره الفقيه: ج4 ص361.
[99] - وقد تبين أنه لا يعرف الحديث الشريف، ولم يرجع إليه بدليل حديث صفوان الجمال الذي سبق في هذا البحث.
[100] - الحجرات: 6.
[101] - مختصر بصائر الدرجات - للحسن بن سليمان الحلي: ص76.
[102] - المصدر نفسه: ص77.
[103] - المصدر نفسه: ص77.
[104] - الأعراف: 157.
[105] - البقرة: 101.
[106] - الصف: 6.
[107] - يونس: 36.
[108] - المؤمنون: 71.
[109] - مريم: 70.
[110] - الأنفال: 63.