Subjects
-تقديم
-كيف يعرف خليفة الله في أرضه في كل زمان ؟
-فصل في الوصية
-الوصية من لدن آدم ع
-نص رسول الله ص على أمير المؤمنين ع
-وصية رسول الله ص عند الموت
-نص أمير المؤمنين ع على الإمام الحسن المجتبى ع ووصيته
-وصية الإمام الحسن المجتبى ع عند الموت
-نص الإمام الحسين ع على الإمام السجاد ع ووصيته
-مطالبة محمد بن الحنفية للإمامة
-نص الإمام السجاد ع على الإمام الباقر ع ووصيته
-نص الإمام الباقر ع على الإمام الصادق ع:
-نص الإمام الصادق ع على الإمام الكاظم ع
-نص الإمام الكاظم ع على الإمام الرضا ع ووصيته
-نص الإمام الرضا ع على الإمام الجواد ع ووصيته
-نص الإمام الجواد ع على الإمام الهادي ع ووصيته
-نص الإمام الهادي ع على الإمام الحسن العسكري ع ووصيته
-نص الإمام الحسن العسكري ع على الإمام المهدي ع ووصيته
-معرفة الإمام بالنص
-الإمام المهدي ع عند قيامه يعرف بالوصية (والعهد هو الوصية)
-ما جاء في الإمامة والوصية وأنهما من الله وباختياره وأمانة يؤديها الإمام إلى الإمام بعده
-الإمام يعلم إلى من يوصي قبل موته
-متى يعلم الإمام اللاحق جميع علم الإمام السابق ؟
-الحث على الوصية
-رسول الله ص يوصي عند موته
-الوصية المقدسة
-روايات المهديين
-في مدة ملك القائم و القوام (المهديين)
-آراء العلماء بالمهديين
1- في رد الشيخ الصدوق على الزيدية
2- تعليق الشيخ علي النمازي
3- رأي الكوراني في المهديين
-الأدلة على وجود ذرية للإمام المهدي ع
-القائم لا يسمى ولا يكنى
-الإخبار باسم المهدي ع
-الروايات التي تذكر اسم أحمد
-صفات الإمام المهدي والمهدي الأول
أولاً/ صفات الإمام المهدي ع
ثانياً/ صفات المهدي الأول ع
-الروايات الدالة على رؤية القائم
-مشاهدة بعض العلماء للإمام المهدي ع
-الإمام المهدي ع يرسل رسولاً قبل قيامه
-الروايات الدالة على وجود ممهد يتصل بالإمام المهدي ع قبل ظهوره
-الحصيلة النهائية
-الخامس من ولد السابع
-روايات عن اليماني
-الإثني عشر إمام من ولد رسول الله ومن ولد أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء
صلوات الله عليهم أجمعين
-من مات وليس له إمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية
-من أنكر واحداً من الأئمة فقد أنكر رسول الله ص
-إذا حدثناكم بحديث
-إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده
فإنه هو الذي قيل فيه
-في ذم فقهاء السوء
-في ذم الرأي والاجتهاد
-روايات رسول الله ص والأئمة ص
التي خالفها عمرو بن العاص وخالفها أكثر علماء الشيعة
-أقوال العلماء في الرأي والاجتهاد
-في ذم القياس
-وجوب الوقوف عند الشبهة
-في ذم التقليد
-فيمن لا يعرف الحديث فيرده وهم علماء الرجال ومخالفتهم لروايات النبي والأئمة
عليهم الصلاة والسلام
-الرؤيا
-روايات عن الرؤيا من كتب العامة
-روايات من كتب الشيعة
-روايات عن الرؤيا وبيان ارتباطها بخروج القائم ع:
-الكشف والنقر والقرع
-الاستخارة
Text
إصدارات أنصار الإمام المهـدي ع / العدد (132) أخبار الطاهرين في المهدي والمهديين تصنيف السيد إسماعيل الموسوي الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن ع يمكنكم الدخول إلى الموقع التالي: www.almahdyoon.org -تقديم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً. أما بعد .. لقد يسَّر الله للسيد الجليل إسماعيل الموسوي (وفقه الله) إعداد هذا الكتاب القيّم، وقد أخبرني أنه تحرَّى فيه جمع الروايات وترتيبها تحت عناوين معينة دون التعليق عليها إلا في بعض الموارد، مكتفياً بكتب الأنصار العديدة التي اختصت بالاستدلال بها وتفصيل القول فيها. فيكون هذا الكتاب عبارة عن مرجع لأهم المواضيع التي يحتاجها المؤمنون والأحاديث والأخبار التي جاءت فيها، ليسهل الرجوع إليها من دون الانشغال بالشروح والتعاليق التي ربما أصبحت كلها أو جلها حاضرة لدى المؤمنين (وفقهم الله)، وهذه خطوة مميزة ومشروع مبارك، أسأل الله أن يكون قد تناول أهم المواضيع واستقصى الأخبار فيها، فإن كان هناك نقص، فأسأل الله أن يوفق صاحب الكتاب لتداركه في طبعة جديدة لهذا الكتاب، أو يتداركه أحد الأخوة المؤمنين في كتاب آخر لتتم الفائدة. هذا وأسأل الله لصاحب هذا الجهد دوام التوفيق وتمام عافية الآخرة والدنيا، إنه سميع مجيب، والحمد لله وحده وحده وحده. اللجنة العلمية أنصار الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) 4 / شوال / 1432 هـ الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين الأئمة والمهديين. اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة. وضع الله سبحانه وتعالى قانوناً يعرف من خلاله الخليفة المنصب من قبله سبحانه وحجته الذي يحتج به على الخلق، وهذا القانون يتكون من ثلاث نقاط أساسية، أولها: النص الإلهي أو الوصية، وثانيها: العلم والحكمة، وثالثها: الدعوة إلى حاكمية الله (، أو راية البيعة لله، وسوف أبدأ بهذا الموضوع؛ لأنه أساس معرفة كل حق، وأكتفي بكلام السيد أحمد الحسن ع فيما يخص هذا القانون نقلاً عن كتاب الجهاد باب الجنة. -كيف يعرف خليفة الله في أرضه في كل زمان ؟ (أهم طريق لمعرفة خليفة الله في أرضه هو: الطريق الأول: الذي عرفت به الملائكة آدم ع وهو النص، فقد نص الله سبحانه وتعالى على آدم ع، وإنه خليفته في أرضه: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾([1]). وبعد آدم ع كان أيضاً النص هو الطريق لمعرفة خليفة الله في أرضه، ولكن هذه المرّة النص الإلهي يعرف عن طريق الخليفة السابق، فهو ينص بوصية لأمته على الخليفة الذي بعده بأمر الله سبحانه وتعالى، فليس هو الذي يعين الذي بعده، بل الله سبحانه وتعالى هو الذي يعين خليفته في أرضه في كل زمان، فقط يكون دور الخليفة السابق هو إيصال هذا النص الإلهي بالوصية؛ ولذا سمي خلفاء الله في أرضه من الأنبياء والمرسلين بالأوصياء؛ لأنّ السابق يوصي باللاحق ولا يوجد نبي من الأنبياء ص أو الأئمة ص إلاّ وقد نصّ عليه الذي قبله، فإبراهيم ع وإسحاق ويعقوب (عليهما السلام) والأنبياء من بني إسرائيل ص نصّوا على موسى وأوصوا به، وموسى والأنبياء ص أوصوا بعيسى ع، وعيسى أوصى بمحمد ص، ومحمد ص أوصى بعلي ع والأئمة ص والمهديين من ولده، فلا يوجد فراغ ليملأه غيرهم ص. ولكن الأمم انحرفت عنهم فظهر فيها علماء عاملون يرشدون الناس إلى الرجوع إلى طريق الأوصياء ص وضرورة إتباعهم والأخذ عنهم فقط، وظهر أيضاً علماء غير عاملين يحاولون تقمص دور الأوصياء ص، كما تقمصها ابن أبي قحافة. قال أمير المؤمنين ع: (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهباً...) ([2]). أمّا الطريق الثاني لمعرفة خليفة الله في أرضه فهو: سلاح الأنبياء والأوصياء وهو العلم والحكمة، وهذا يُعرف من كلامهم ومعالجتهم للمشاكل والأمور الواقعة. ولابد للإنسان أن يتجرّد عن الهوى والأنا ليتبيّن حكمتهم وعلمهم ص، وبه احتج الله سبحانه على الملائكة: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾([3]). فهو خير دليل على خليفة الله في أرضه. أمّا الطريق الثالث لمعرفة خليفة الله في أرضه فهو: الراية (البيعة لله) أو الملك لله وطالب به الله سبحانه لخليفته الأول آدم ع. ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾([4]). أي أطيعوه وأتمروا بأمره؛ لأنه خليفتي. وقال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾([5]). وقال تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾([6]). وفي تلبية الحج: (الملك لك لا شريك لك). فهم لا يداهنون أحداً على حساب هذه الحقيقة وإن كانوا يُتّهمون بسبب حملها، فقديماً قالوا عن عيسى ع: إنه طامع بملك بني إسرائيل الذي ضيعه العلماء غير العاملين بمداهنتهم الرومان، وقيل عن دعوة محمد ص: (أنه لا جنة ولا نار ولكنه الملك)([7])، أي إنّ محمداً ص جاء ليطلب الملك له ولولده، وقيل عن علي ع: (إنه حريص على الملك) مع أنهم يسمعونه يقول: (ما لِعلي وملك لا يبقى)، ويرون زهده وإعراضه عن الدنيا وزخرفها، وهذا حال عيسى الذي لا يخفى وحال محمد ص. والأنبياء والأوصياء لا يحسبون لاتهام الناس أي حساب كما هو حال العلماء غير العاملين الذين يطلبون رضا الناس بسخط الخالق، ولذا فالناس يتبعون العلماء غير العاملين ويحاربون الأنبياء والأوصياء الذين يطالبون بحاكمية الله في أرضه سواء على مستوى التشريع أو التنفيذ أي (الدستور والحاكم)، فلابد أن يكون الدستور إلهياً والحاكم معيناً من قبل الله سبحانه وتعالى، وهذا لا يناسب أكثر الناس الذين يتبعون الشهوات ويرغبون بعافية الدنيا على حساب عافية الآخرة. وقد أخبرنا العليم الخبير بحال الأكثرية بما لا مزيد عليه: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه﴾([8]). ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ﴾([9]). ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾([10]). ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ﴾([11]). ﴿مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾([12]). ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾([13]). ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾([14]). ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾([15]). ولا يحتاج الناس إلى أكثر من هذه الآليات الثلاث لمعرفة خليفة الله في أرضه، فاجتماعها لا يكون إلاّ في خليفة الله في أرضه، ولكنهم انقسموا كما انقسم الملأ الأول الذي امتحنه الله فآمن الملائكة وسجدوا، وكفر إبليس واستكبر ولم يرض أن يكون بينه وبين الله واسطة (خليفة الله في أرضه)، وهذه الآليات الثلاث حجة تامة من الله سبحانه للدلالة على خليفته في أرضه. ومع ذلك فإنّ الله سبحانه وتعالى - ولرحمته الواسعة - أيّد الأنبياء والأوصياء بآيات كثيرة منها المعجزات والرؤى التي يراها المؤمنون وغيرها مما لست بصدد استقصائه أو مناقشته، فراجع ما كتبه الإخوة أنصار الإمام المهدي ع حفظهم الله ووفقهم لكل خير في الدنيا والآخرة. ولكن فقط سأناقش جزئية في المعجزات التي أُؤيّد بها الأنبياء لأهميتها وغفلة الناس عنها وهي: مسألة اللبس في المعجزة والهدف منه. فالناس يعرفون أنّ من معجزات موسى ع العصا التي تحولت أفعى، وقد كانت في زمن انتشر فيه السحر، ومن معجزات عيسى ع شفاء المرضى في زمن انتشر فيه الطب، ومن معجزات محمد ص القرآن في زمن انتشرت فيه البلاغة، وهنا يعلل من يجهل الحقيقة سبب مشابهة المعجزة لما انتشر في ذلك الزمان أنه فقط لتتفوق على السحرة والأطباء والبلغاء ويثبت الإعجاز، ولكن الحقيقة الخافية على الناس مع أنها مذكورة في القرآن هي أنّ المعجزة المادية جاءت كذلك للّبس على من لا يعرفون إلاّ المادة، فالله سبحانه لا يرضى أن يكون الإيمان مادياً بل لابد أن يكون إيماناً بالغيب ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾([16]). ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ َكرِيمٍ﴾([17]). ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾([18]). ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾([19]). فالإيمان بالغيب هو المطلوب والذي يريده الله سبحانه، والمعجزة التي يُرسلها سبحانه لابد أن تُبقي شيئاً للإيمان بالغيب، ولهذا يكون فيها شيء من اللبس؛ ولهذا كانت في كثير من الأحيان مشابهة لما انتشر في زمان إرسالها ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾([20]). ولهذا وُجد أهل المادة والذين لا يعرفون إلاّ المادة في التشابه عذراً لسقطتهم: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾([21]). فالتشابه أمسى عذراً لهم ليقولوا ﴿سِحْرَانِ تَظَاهَرَا﴾ و ﴿إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾، وقال أمير المؤمنين ع وهو يصف أحد المنافقين: (.. جعل الشبهات عاذراً لسقطاته) ([22]). أمّا إذا كانت المعجزة قاهرة ولا تشابه فيها فعندها لا يبقى للإيمان بالغيب أي مساحة ويكون الأمر عندها إلجاء للإيمان وقهراً عليه، وهذا لا يكون إيماناً ولا يكون إسلاماً بل إستسلام وهو غير مرضي ولا يريده الله ولا يقبله ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾([23])، ففرعون يؤمن ويسلم أو قل يستسلم وقبل أن يموت ولكن الله لا يرضى ولا يقبل هذا الإيمان وهذا الإسلام ويجيبه الله سبحانه بهذا الجواب ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾([24]). هذا لأنه إيمان جاء بسبب معجزة قاهرة لا مجال لمن لا يعرفون إلاّ هذا العالم المادي إلى تأويلها أو إدخال الشبهة على من آمن بها، وبهذا لم يبق مجال للغيب الذي يريد الله الإيمان به ومن خلاله، فعند هذا الحد لا يُقبل الإيمان؛ لأنه يكون إلجاء وقهراً وليس إيماناً ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾([25]). ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾([26]). ولو كان الله يريد إلجاء وقهر الناس على الإيمان لأرسل مع أنبيائه معجزات قاهرة لا مجال معها لأحد أن يقول ﴿سِحْرَانِ تَظَاهَرَا﴾ أو ﴿أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ﴾([27]). قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾([28]). وقال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾([29]). فالحمد لله الذي رضي بالإيمان بالغيب وجعل الإيمان بالغيب ومن خلال الغيب ولم يرض بالإيمان بالمادة ولم يجعله بالمادة ومن خلال المادة ليتميز أهل القلوب الحية والبصائر النافذة من عمي البصائر ومختومي القلوب. والحق أنّه وإن بقي الكثير ليناقش في هذا الموضوع ولكني أكتفي بالقليل وبفتح الباب، وأترك الباقي للمؤمنين ليتوسعوا فيه... الخ) انتهى. * * * -فصل في الوصية الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي ص20 - 23: -الوصية من لدن آدم ع: سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل ابن سليمان، عن أبي عبد الله ع، قال: قال النبي ص: (أنا سيد النبيين، ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء. إن آدم ع سأل الله تعالى أن يجعل له وصياً صالحاً، فأوحى الله ( إليه: إني أكرمت الأنبياء بالنبوة، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء. فقال آدم ع: يا رب اجعل وصيي خير الأوصياء. فأوحى الله إليه: يا آدم، أوص إلى شيث. فأوصى آدم إلى شيث، وهو هبة الله بن آدم (.... إلى أن قال ص): وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى برده. ثم قال رسول الله ص: ودفعها إليً برده. وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك. ولتكفرن بك الأمة، ولتختلفن عليك اختلافاً كثيراً شديداً. الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك في النار "والنار مثوى الكافرين"). -نص رسول الله ص على أمير المؤمنين ع: الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص292: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين وأحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر ع، قال: (سمعته يقول: لما أن قضى محمد نبوته، واستكمل أيامه، أوحى الله تعالى إليه أن يا محمد، قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب، فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص292 - 296: محمد بن الحسين وغيره، عن سهل، عن محمد بن عيسى، ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعاً، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله ع، قال: (أوصى موسى ع إلى يوشع ابن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون، ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد موسى، إن الله تعالى له الخيرة، يختار من يشاء ممن يشاء، (..... إلى أن قال ع): وقال عز ذكره: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾، ثم قال: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾ فكان علي ع وكان حقه الوصية التي جعلت له، والاسم الأكبر، ميراث العلم، وآثار علم النبوة). -وصية رسول الله ص عند الموت: الغيبة - الشيخ الطوسي ص150 - 151: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ع، قال: (قال رسول الله ص - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ص. فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) ([30]). -نص أمير المؤمنين ع على الإمام الحسن المجتبى ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص298: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: حدثني الأجلح وسلمة بن كهيل وداود بن أبي يزيد وزيد اليمامي قالوا: حدثنا شهر بن حوشب: (أن علياً ع حين سار إلى الكوفة استودع أم سلمة كتبه والوصية، فلما رجع الحسن ع دفعتها إليه). وصية أمير المؤمنين ع عند الموت: كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص444 - 447: سليم بن قيس الهلالي قال: (شهدت وصية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه حين أوصى إلى ابنه الحسن ع، وأشهد على وصيته الحسين ع ومحمداً وجميع ولده وأهل بيته ورؤساء شيعته. ثم دفع ع الكتب والسلاح إليه، ثم قال: يا بني، أمرني رسول الله ص أن أوصي إليك وأدفع كتبي وسلاحي إليك، كما أوصى إليّ رسول الله ودفع كتبه وسلاحه إليّ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين. ثم أقبل على الحسين ع فقال له: وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا - وأخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين ع وهو صغير - فضمه إليه وقال له: وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك محمد، فاقرأه من رسول الله السلام ومني. ثم أقبل على ابنه الحسن ع فقال: يا بني، أنت ولي الأمر وولي الدم بعدي، فإن عفوت فلك، وإن قتلت فضربة مكان ضربة ولا تمثل. ثم قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. ثم إني أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي من المؤمنين بتقوى الله ربكم، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، فإني سمعت رسول الله ص يقول: "صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم، وإن البغضة حالقة الدين وفساد ذات البين"، ولا قوة إلا بالله. انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. والله الله في الأيتام فلا تغيروا أفواههم ولا تضيعوا من بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله ص يقول: "من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار". والله الله في القرآن، لا يسبقكم إلى العمل به غيركم. والله الله في جيرانكم، فإن رسول الله ص أوصى بهم. والله الله في بيت ربكم، فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن يترك لم تناظروا. وإن أدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما قد سلف. والله الله في الصلاة، فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم. والله الله في الزكاة، فإنها تطفئ غضب ربكم. والله الله في شهر رمضان، فإن صيامه جنة من النار. والله الله في الفقراء والمساكين، فشاركوهم في معيشتكم. والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه. والله الله في ذرية نبيكم، فلا يظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم. والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً، فإن رسول الله ص أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث. والله الله في النساء وما ملكت أيمانكم، لا تخافن في الله لومة لائم فيكفيكهم الله وقولوا للناس حسناً كما أمركم الله. ولا تتركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله الأمر أشراركم وتدعون فلا يستجاب لكم. عليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار، وإياكم والنفاق والتقاطع والتدابر والتفرق. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب. حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم. أستودعكم الله وأقرء عليكم السلام. ثم لم يزل يقول (لا إله إلا الله) حتى قبض ع في أول ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة إحدى وعشرين، ليلة الجمعة، سنة أربعين من الهجرة). الكافي - الشيخ الكليني - ج1 ص298: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ع، قال: (إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لما حضره الذي حضره قال لابنه الحسن: ادن مني حتى أسر إليك ما أسر رسول الله ص إلي، وأئتمنك على ما ائتمنني عليه، ففعل). الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي ج2 ص160 - 161: أسند الشيخ أبو جعفر القمي إلى تميم بن بهلول، إلى أبيه، إلى عبيد الله بن الفضل، إلى جابر الجعفي، إلى سفيان بن ليلى، إلى الأصبغ بن نباته: (أن علياً ص لما ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله دعا بالحسنين، فقال: إني مقبوض في ليلتي هذه فاسمعا قولي، وأنت يا حسن وصيي والقائم بالأمر من بعدي، وأنت يا حسين شريكه في الوصية فأنصت ما نطق، وكن لأمره تابعاً ما بقي، فإذا خرج من الدنيا فأنت الناطق بعده، والقائم بالأمر عنه). -وصية الإمام الحسن المجتبى ع عند الموت: الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص300: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح [قال الكليني] وعدة من أصحابنا، عن ابن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن محمد ابن مسلم، قال سمعت أبا جعفر ع يقول: (لما حضر الحسن بن علي (عليهما السلام) الوفاة قال للحسين ع: يا أخي، إني أوصيك بوصية فاحفظها، إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله ص لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي ص ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والناس صنيعها وعداوتها لله ولرسوله وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن ع [و] وضع على السرير ثم انطلقوا به إلى مصلى رسول الله ص الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى عليه الحسين عليه.....). الكافي- الشيخ الكليني ج1 ص300 - 302: محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن بعض أصحابنا، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله ع، قال: (لما حضرت الحسن بن علي (عليهما السلام) الوفاة، قال: يا قنبر، انظر هل ترى من وراء بابك مؤمناً من غير آل محمد ص ؟ فقال: الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم به مني، قال: ادع لي محمد بن علي، (..... إلى أن قال): فقال له الحسن بن علي (عليهما السلام): يا محمد بن علي، أما علمت أن الحسين بن علي (عليهما السلام) بعد وفاة نفسي، ومفارقة روحي جسمي، إمام من بعدي، وعند الله جل اسمه في الكتاب، وراثة من النبي ص أضافها الله ( له في وراثة أبيه وأمه فعلم الله أنكم خيرة خلقه، فاصطفى منكم محمداً ص واختار محمد علياً ع، واختارني علي ع بالإمامة، واخترت أنا الحسين ع،.... إلى آخر الوصية). -نص الإمام الحسين ع على الإمام السجاد ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص304: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الحسين صلوات الله عليه لما صار إلى العراق استودع أم سلمة رضي الله عنها الكتب والوصية، فلما رجع علي بن الحسين ع دفعتها إليه). وصية الإمام الحسين ع للإمام السجاد ع عند الموت: موسوعة كلمات الإمام الحسين ع - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ع ص583 - 585: (لما ضاق الأمر بالحسين ع وقد بقي وحيداً فريداً، التفت إلى خيم بني أبيه فرآها خالية منهم، ثم التفت إلى خيم بني عقيل فوجدها خالية منهم، ثم التفت إلى خيم أصحابه فلم ير منهم أحداً، فجعل يكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.ثم ذهب إلى خيم النساء، فجاء إلى خيمة ولده زين العابدين ع فرآه ملقى على نطع من الأديم، فدخل عليه وعنده زينب تمرضه، فلما نظر إليه علي بن الحسين (عليهما السلام) أراد النهوض فلم يتمكن من شدة المرض، فقال لعمته: أسنديني إلى صدرك فهذا ابن رسول الله ص قد أقبل، فجلست زينب خلفه وأسندته إلى صدرها، فجعل الحسين ع يسأل ولده عن مرضه، وهو يحمد الله تعالى، ثم قال: يا أبتاه، ما صنعت اليوم مع هؤلاء المنافقين ؟ فقال له الحسين ع: يا ولدي، قد استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وقد شب الحرب بيننا وبينهم لعنهم الله حتى فاضت الأرض بالدم منا ومنهم. فقال علي ع: يا أبتاه، أين عمي العباس؟ فلما سأل عن عمه اختنقت زينب بعبرتها، وجعلت تنظر إلى أخيها كيف يجيبه؛ لأنه لم يخبره بشهادة عمه العباس، خوفاً من أن يشتد مرضه. فقال ع: يا بني، إن عمك قد قتل، قطعوا يديه على شاطئ الفرات. فبكى علي بن الحسين ع بكاءً شديداً حتى غشي عليه، فلما أفاق من غشوته جعل يسأل عن كل واحد من عمومته، والحسين ع يقول له: قتل. فقال: وأين أخي علي، وحبيب بن مظاهر، ومسلم بن عوسجة، وزهير بن القين ؟ فقال له: يا بني، اعلم أنه ليس في الخيام رجل حي إلا أنا وأنت، وأما هؤلاء الذين تسأل عنهم فكلهم صرعى على وجه الثرى ! فبكى علي بن الحسين بكاءً شديداً، ثم قال لعمته زينب: يا عمتاه، عليّ بالسيف والعصا. فقال له أبوه: وما تصنع بهما ؟ فقال: أما العصا فأتوكأ عليها، وأما السيف فأذب به بين يدي ابن رسول الله ص، فإنه لا خير في الحياة بعده. فمنعه الحسين من ذلك، وضمه إلى صدره وقال له: يا ولدي، أنت أطيب ذريتي، وأفضل عترتي، وأنت خليفتي على هؤلاء العيال والأطفال، فإنهم غرباء مخذولون، قد شملتهم الذلة واليتم وشماتة الأعداء ونوائب الزمان، سكتهم إذا صرخوا، وآنسهم إذا استوحشوا، وسل خواطرهم بلين الكلام، فإنهم ما بقي من رجالهم من يستأنسون به غيرك، ولا أحد عندهم يشكون إليه حزنهم سواك، دعهم يشموك وتشمهم، ويبكوا عليك وتبكي عليهم. ثم لزمه بيده ع وصاح بأعلى صوته: يا زينب، ويا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا فاطمة، إسمعن كلامي واعلمن أن ابني هذا خليفتي عليكم، وهو إمام مفترض الطاعة. ثم قال له: يا ولدي، بلغ شيعتي عني السلام، فقل لهم: إن أبي مات غريباً فاندبوه، ومضى شهيداً فابكوه). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص303 - 304: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ع، قال: (إن الحسين بن علي "عليهما السلام" لما حضره الذي حضره، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ع فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين "عليهما السلام" مبطوناً معهم لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ع، ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد. قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك ؟ قال: فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا، والله إن فيه الحدود، حتى أن فيه أرش الخدش). -مطالبة محمد بن الحنفية للإمامة: بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص522: حدثنا أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رياب، عن أبي عبد الله ع وزرارة، عن أبي جعفر ع، قال: (لما قتل الحسين أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به،ثم قال له: يا بن أخي قد علمت أن رسول الله ص كان قد جعل الوصية والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ع، ثم إلى الحسن ع، ثم إلى الحسين ع، وقد قتل أبوك ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي، وأنا في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تجانبني، فقال له علي بن الحسين: يا عم، اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين. يا عم، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إليّ قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة وهذا سلاح رسول الله ص عندي، فلا تتعرض لهذا فاني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال، تعال حتى نتحاكم إلى الحجر الأسود ونسأله عن ذلك. قال أبو جعفر ع: وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى إذا أتيا الحجر فقال علي لمحمد: ابداء وابتهل إلى الله وسله أن ينطق لك. فسأله محمد وابتهل في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه، فقال له علي بن الحسين ع: أما إنك يا عم لو كنت وصياً وإمام لأجابك. فقال له محمد: فادع أنت يا بن أخي وسله. فدعا الله علي بن الحسين بما أراد ثم قال: أسئلك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي ع. فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال: اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي ع إلى علي بن الحسين بن علي ع ابن فاطمة ص بنت رسول الله ص صلوات الله عليهم. فانصرف محمد بن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين). -نص الإمام السجاد ع على الإمام الباقر ع ووصيته الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي ج2 ص161: (دخل جابر على زين العابدين ع فرأى عنده غلاماً، فقال له: أقبل، فأقبل، فقال له: أدبر، فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول الله ص، ثم قال لزين العابدين: من هذا ؟ قال: ابني ووصيي وخليفتي من بعدي، اسمه محمد الباقر. فقام جابر وقبل رأسه ورجليه وأبلغه سلام جده وأبيه ع). وصية الإمام السجاد ع عند الموت: الكافي - الشيخ الكليني ج2 ص91: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر ع: (لما حضرت أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يا بني، أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به يا بني اصبر على الحق وإن كان مراً). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص305: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم الكوفي، عن محمد ابن سهل، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين، عن أبي جعفر ع، قال: (لما حضر علي بن الحسين "عليهما السلام" الوفاة، قبل ذلك أخرج سفطاً أو صندوقاً عنده، فقال: يا محمد، احمل هذا الصندوق، قال: فحمل بين أربعة، فلما توفي جاء إخوته يدعون [ما] في الصندوق، فقالوا: أعطنا نصيبنا في الصندوق، فقال: والله ما لكم فيه شيء ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إليّ. وكان في الصندوق سلاح رسول الله ص). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص305: محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: (التفت علي بن الحسين "عليهما السلام" إلى ولده وهو في الموت وهم مجتمعون عنده، ثم التفت إلى محمد بن علي فقال: يا محمد، هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك. قال: أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم، ولكن كان مملوءاً علماً). -نص الإمام الباقر ع على الإمام الصادق ع: الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص306: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح الكناني قال: (نطر أبو جعفر ع إلى أبي عبد الله ع يمشي، فقال: ترى هذا ؟ هذا من الذين قال الله (: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص307: أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن طاهر قال: (كنت عند أبي جعفر ع فأقبل جعفر ع، فقال أبو جعفر ع: هذا خير البرية). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص307: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر ع، قال: (سئل عن القائم ع فضرب بيده على أبي عبد الله ع فقال: هذا والله قائم آل محمد ص. قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر ع دخلت على أبي عبد الله ع فأخبرته بذلك، فقال: صدق جابر. ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله). وصية الإمام الباقر ع عند الموت: الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص307: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن أبي ع استودعني ما هناك، فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهوداً. فدعوت له أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر، فقال: اكتب، هذا ما أوصى به يعقوب بنيه "يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله، فقلت له: يا أبت - بعد ما انصرفوا - ما كان في هذا بأن تشهد عليه ؟ فقال: يا بني، كرهت أن تغلب وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجة). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص306: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ع قال: (لما حضرت أبي ع الوفاة قال: يا جعفر، أوصيك بأصحابي خيراً، قلت: جعلت فداك والله لأدعنهم - والرجل منهم يكون في المصر - فلا يسأل أحداً). مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي ص78 - 79: يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ع قال: (مرض أبو جعفر ع مرضاً شديداً فخفت عليه، فقال: ليس عليّ من مرضي هذا بأس، قال: ثم مكث ما شاء الله ثم اعتل علة خفيفة فجعل يوصينا، ثم قال: يا بني، أدخل عليّ نفراً من أهل المدينة حتى أشهدهم، فقلت له: يا أبه، ليس عليك بأس، فقال: يا بني، إن الذي جاءني فأخبرني أني لست بميت في مرضي ذلك هو الذي أخبرني أني ميت في مرضي هذا). -نص الإمام الصادق ع على الإمام الكاظم ع الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص307: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن عبد الله القلا، عن الفيض بن المختار، قال: قلت لأبي عبد الله ع: (خذ بيدي من النار من لنا بعدك ؟ فدخل عليه أبو إبراهيم ع - وهو يومئذ غلام - فقال: هذا صاحبكم، فتمسك به). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص308: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى الصيقل، عن المفضل بن عمر، قال: (كنت عند أبي عبد الله ع فدخل أبو إبراهيم ع وهو غلام، فقال: استوص به، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص309: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال له منصور بن حازم: بأبي أنت وأمي إن الأنفس يغدا عليها ويراح، فإذا كان ذلك فمن ؟ فقال أبو عبد الله ع: إذا كان ذلك فهو صاحبكم، وضرب بيده على منكب أبي الحسن ع الأيمن - في ما أعلم - وهو يومئذ خماسي وعبد الله بن جعفر جالس معنا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص310: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: (دعا أبو عبد الله ع أبا الحسن ع يوماً ونحن عنده فقال لنا: عليكم بهذا، فهو والله صاحبكم بعدي). وصية الإمام الصادق ع عند الموت: دلائل الإمامة - محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص328 - 329: وروى الحسن، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: (سمعت العبد الصالح ع يقول: لما حضر أبي الموت قال: يا بني، لا يلي غسلي غيرك، فإني غسلت أبي، وغسل أبي أباه، والحجة يغسل الحجة. قال: فكنت أنا الذي غمضت أبي، وكفنته، ودفنته بيدي. وقال: يا بني، إن عبد الله أخاك يدعي الإمامة بعدي، فدعه، وهو أول من يلحق بي من أهلي. فلما مضى أبو عبد الله ع أرخى أبو الحسن ستره، ودعا عبد الله إلى نفسه). البحار - العلامة المجلسي ج47 ص251: الخرائج: روي عن المفضل بن عمر، قال: (لما قضى الصادق ع كانت وصيته في الإمامة إلى موسى الكاظم، فادعى أخوه عبد الله الإمامة...). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص310: علي بن محمد، عن سهل أو غيره، عن محمد بن الوليد، عن يونس، عن داود ابن زربي، عن أبي أيوب النحوي، قال: (بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على كرسي وبين يديه شمعة وفي يده كتاب، قال: فلما سلمت عليه رمى بالكتاب إليّ وهو يبكي، فقال لي: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات، فإنا لله وإنا إليه راجعون - ثلاثاً - وأين مثل جعفر ؟ ثم قال لي: اكتب، قال: فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه، قال: فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة وأحدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى وحميدة). -نص الإمام الكاظم ع على الإمام الرضا ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص311: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم، عن نعيم القابوسي، عن أبي الحسن ع أنه قال: (إن ابني علياً أكبر ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إليّ وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص312: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن يحيى بن عمرو، عن داود الرقي، قال: (قلت لأبي الحسن موسى ع: إني قد كبرت سني ودق عظمي وإني سألت أباك ع فأخبرني بك، فأخبرني [من بعدك]، فقال: هذا أبو الحسن الرضا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص312: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، قال: (حدثني المخزومي وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب ع قال: بعث إلينا أبو الحسن موسى ع فجمعنا ثم قال لنا: أتدرون لم دعوتكم ؟ فقلنا: لا. فقال: اشهدوا أن ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فلينجزها منه، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلا بكتابه). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص319: محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي وعبيد الله بن المرزبان، عن ابن سنان، قال: (دخلت على أبي الحسن موسى ع من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه، فنظر إليّ فقال: يا محمد، أما إنه سيكون في هذه السنة حركة، فلا تجزع لذلك، قال: قلت: وما يكون جعلت فداك ؟ فقد أقلقني ما ذكرت، فقال: أصير إلى الطاغية، أما إنه لا يبدأني منه سوء ومن الذي يكون بعده، قال: قلت: وما يكون جعلت فداك ؟ قال: يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. قال: قلت: وما ذاك جعلت فداك ؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وجحده إمامته بعد رسول الله ص. قال: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لأسلمن له حقه ولأقرن له بإمامته، قال: صدقت يا محمد يمد الله في عمرك وتسلم له حقه وتقر له بإمامته من يكون من بعده. قال: قلت: ومن ذاك ؟ قال: محمد ابنه. قال: قلت: له الرضا والتسليم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص316: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي الحكم قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم الجعفري وعبد الله بن محمد بن عمارة، عن يزيد بن سليط، قال: (لما أوصى أبو إبراهيم ع أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري وإسحاق بن محمد الجعفري وإسحاق بن جعفر بن محمد وجعفر ابن صالح ومعاوية الجعفري ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي وسعد بن عمران الأنصاري ومحمد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن سليط الأنصاري ومحمد بن جعفر بن سعد الأسلمي - وهو كاتب الوصية الأولى - أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث ما في القبور، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الوعد حق، وأن الحساب حق، والقضاء حق، وأن الوقوف بين يدي الله حق، وأن ما جاء به محمد ص حق، وأن ما نزل به الروح الأمين حق، على ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله، وأشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ووصية محمد بن علي قبل ذلك نسختها حرفاً بحرف ووصية جعفر بن محمد على مثل ذلك، وإني قد أوصيت إلى علي وبني بعد معه إن شاء وآنس منهم رشداً وأحب أن يقرهم فذاك له، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذاك له ولا أمر لهم معه ... إلى آخر الوصية). وصية الإمام الكاظم ع عند الموت: عيون أخبار الرضا ع- الشيخ الصدوق ج2 ص94 - 96: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عمر بن واقد في حديث طويل: (... إلى قوله): (ثم إن سيدنا موسى ع دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام وكان موكلاً به فقال له: يا مسيب، قال: لبيك يا مولاي، قال: إني ظاعن هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول الله ص لاعهد إلى علي ابني ما عهده إلى أبي واجعله وصيي وخليفتي وأمره أمري، قال المسيب: فقلت: يا مولاي، كيف تأمرني أن افتح لك الأبواب وأقفالها والحرس معي على الأبواب ؟! فقال: يا مسيب، ضعف يقينك بالله ( وفينا، قلت: لا يا سيدي، قال: فمه ؟ قلت: يا سيدي، ادع الله يثبتني، فقال: اللهم ثبته، ثم قال: إني أدعو الله ( باسمه العظيم الذي دعا آصف حتى جاء بسرير بلقيس ووضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه حتى يجمع بيني وبين ابني على بالمدينة. قال المسيب: فسمعته ع يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائماً قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد رجليه، فخررت لله ساجداً لوجهي شكراً على ما أنعم به على من معرفته، فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب، واعلم أني راحل إلى الله ( في ثالث هذا اليوم، قال: فبكيت، فقال لي: لا تبك يا مسيب فإن علياً ابني هو إمامك ومولاك بعدي فاستمسك بولايته فإنك لن تضل ما لزمته، فقلت: الحمد لله، قال: ثم إن سيدي ع دعاني في ليلة اليوم الثالث، فقال لي: إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله ( فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ورأيتني قد انتفخت وارتفع بطني واصفر لوني واحمر واخضر وتلون ألواناً فخبّر الطاغية بوفاتي، فإذا رأيت بي هذا الحدث فإياك أن تظهر عليه أحداً ولا على من عندي إلا بعد وفاتي. قال المسيب بن زهير: فلم أزل أرقب وعده حتى دعا ع بالشربة فشربها ثم دعاني، فقال لي: يا مسيب، إن هذا الرجس السندي شاهك سيزعم أنه يتولى غسلي ودفني، هيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً ! فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به. فإن كل تربه لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي (عليهما السلام) فإن تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا، قال: ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا ع وهو غلام، فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى ع فقال: أليس قد نهيتك يا مسيب ؟! فلم أزل صابراً مضى وغاب الشخص ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي بن شاهك، فوالله لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه، ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئاً، ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه، فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص: يا مسيب، مهما شككت فيه فلا تشكن فيّ، فإني إمامك ومولاك وحجه الله عليك بعد أبي ع. يا مسيب، مثلي مثل يوسف الصديق ع، ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا فعرفهم وهم له منكرون. ثم حمل ع حتى دفن مقابر قريش ولم يرفع قبره أكثر مما أمر به، ثم رفعوا قبره بعد ذلك وبنوا عليه). الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي ج1 ص349 - 351: ما روى في دخول الرضا ع الكوفة: قال محمد بن الفضل: (كان فيما أوصاني به الرضا ع في وقت منصرفه من البصرة أن قال لي: صر إلى الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أني قادم عليهم (في حديث طويل ..... إلى أن قال): فقام إليه نصر بن مزاحم، فقال: يا ابن رسول الله، ما تقول في جعفر بن محمد ؟ فقال: ما أقول في إمام شهدت أمة محمد قاطبة بأنه كان أعلم أهل زمانه ! قال: فما تقول في موسى بن جعفر ؟ قال: كان مثله. قال: فإن الناس قد تحيروا في أمره. قال: إن موسى بن جعفر عمر برهة من دهره فكان يكلم الأنباط بلسانهم، ويكلم أهل خراسان بالدرية، وأهل الروم بالرومية، ويكلم العجم بألسنتهم، وكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصارى، فيحاجهم بكتبهم وألسنتهم. فلما نفذت مدته، وكان وقت وفاته أتاني مولى برسالته يقول: يا بني، إن الأجل قد نفذ، والمدة قد انقضت، وأنت وصي أبيك، فإن رسول الله ص لما كان وقت وفاته دعا علياً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء، ثم قال: يا علي، ادن مني. [فدنا منه] فغطى رسول الله صرأس علي ع بملاءته، ثم قال له: أخرج لسانك. فأخرجه فختمه بخاتمه، ثم قال: يا علي، اجعل لساني في فيك فمصه، وابلع كل ما تجد في فيك. ففعل علي ذلك، فقال له: إن الله فهمك ما فهمني، وبصرك ما بصرني، وأعطاك من العلم ما أعطاني، إلا النبوة، فإنه لا نبي بعدي، ثم كذلك إماماً بعد إمام. فلما مضى موسى علمت كل لسان وكل كتاب [وما كان وما سيكون بغير تعلم، وهذا سر الأنبياء أودعه الله فيهم، والأنبياء أودعوه إلى أوصيائهم، ومن لم يعرف ذلك ويحققه، فليس هو على شيء، ولا قوة إلا بالله]). -نص الإمام الرضا ع على الإمام الجواد ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص320: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، قال: (سمعت الرضا ع وذكر شيئاً فقال: ما حاجتكم إلى ذلك، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني، وقال: إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص320: بعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر، قال: (قال لي ابن النجاشي: من الإمام بعد صاحبك ؟ فأشتهي أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا ع فأخبرته، قال: فقال لي: الإمام ابني، ثم قال: هل يتجرأ أحد أن يقول ابني وليس له ولد). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص321: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت للرضا ع: (قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر ع فكنت تقول: يهب الله لي غلاماً، فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر ع وهو قائم بين يديه، فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ؟! فقال: وما يضره من ذلك فقد قام عيسى ع بالحجة وهو ابن ثلاث سنين). وصية الإمام الرضا ع عند الموت: عيون أخبار الرضا ع - الشيخ الصدوق ج1 ص271 - 273: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، ومحمد بن موسى المتوكل، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم بن تاتانه، والحسين بن إبراهيم أحمد بن هشام المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي، في حديث طويل: (... قال: ثم قال ع: يا أبا الصلت، غداً ادخل على هذا الفاجر فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني، قال أبو الصلت: فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا اتبعه حتى دخل المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه، فلما أبصر بالرضا ع وثب إليه فعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود وقال: يا بن رسول الله، ما رأيت عنباً أحسن من هذا، فقال الرضا ع: ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنة، فقال له: كل منه، فقال له الرضا ع: تعفيني منه، فقال: لا بد من ذلك وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء، فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا ع ثلاث حبات ثم رمى به وقام، فقال المأمون: إلى أين ؟ فقال: إلى حيث وجهتني. فخرج ع مغطى الرأس فلم أكلمه حتى دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب فغلق، ثم نام ع على فراشه ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا ع فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق ؟ فقلت له: ومن أنت ؟ فقال لي: أنا حجه الله عليك يا أبا الصلت، أنا محمد بن علي، ثم مضى نحو أبيه (عليهما السلام) فدخل وأمرني بالدخول معه، فلما نظر إليه الرضا ع وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه، ثم سحبه سحباً إلى فراشه وأكب عليه محمد بن علي ع يقبله ويساره بشيء أفهمه، ورأيت على شفتي الرضا ع زبداً أشد بياضاً من الثلج، ورأيت أبا جعفر ع يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور فابتلعه أبو جعفر ع، ومضى الرضا ع، فقال أبو جعفر ع: قم يا أبا الصلت ائتني بالمغتسل والماء من الخزانة، فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء، وقال لي: ائته إليّ ما آمرك به، فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء فأخرجته وشمرت ثيابي لأغسله، فقال لي: تنح يا أبا الصلت، فإن لي من يعينني غيرك، فغسله ثم قال لي: ادخل الخزانة فاخرج إلى السفط الذي فيه كفنه وحنوطه، فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط فحملته إليه، فكفنه وصلى عليه، ثم قال لي: ائتني بالتابوت، فقلت: أمضي إلى النجار حتى يصلح التابوت ؟ قال: قم فإن في الخزانة تابوتاً، فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قط فأتيته به فأخذ الرضا ع بعد ما صلى عليه فوضعه في التابوت وصف قدميه وصلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت وانشق السقف فخرج منه التابوت ومضى، فقلت: يا بن رسول الله، الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا ع، فما نصنع ؟ فقال لي: اسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبي يموت بالمشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا جمع الله بين أرواحهما وأجسادهما، وما أتم الحديث حتى إنشق السقف ونزل التابوت فقام ع فاستخرج الرضا ع من التابوت ووضعه على فراشه كأنه لم يغسل ولم يكفن....). -نص الإمام الجواد ع على الإمام الهادي ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص323: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران، قال: (لما خرج أبو جعفر ع من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه، قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك ؟ فكر بوجهه إليّ ضاحكاً وقال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة. فلما اخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى أخضلت لحيته، ثم التفت إليً فقال: عند هذه يخاف عليّ، الأمر من بعدي إلى ابني علي). البحار - العلامة المجلسي ج50 ص16: عيون المعجزات: (لما خرج أبو جعفر ع وزوجته ابنة المأمون حاجاً وخرج أبو الحسن علي ابنه ع وهو صغير فخلفه في المدينة، وسلم إليه المواريث والسلاح، ونص عليه بمشهد ثقاته وأصحابه، وانصرف إلى العراق ومعه زوجته ابنة المأمون، وكان خرج المأمون إلى بلاد الروم، فمات بالبديرون في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، وذلك في ستة عشرة سنة من إمامة أبي جعفر ع، وبويع المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون في شعبان من سنة ثمان عشرة ومائتين). وصية الإمام الجواد ع عند الموت: الإرشاد - الشيخ المفيد ج2 ص298 - 300: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه أنه قال: (كنت ألزم باب أبي جعفر ع للخدمة التي وكلت بها، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري يجئ في السحر من آخر كل ليلة ليتعرف خبر علة أبي جعفر ع، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين الخيراني إذا حضر قام أحمد وخلا به. قال الخيراني: فخرج ذات ليلة وقام أحمد بن محمد بن عيسى عن المجلس، وخلا بي الرسول، واستدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام، فقال الرسول: إن مولاك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: "إني ماض، والأمر صائر إلى ابني علي، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي". ثم مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه، فقال لي: ما الذي قال لك ؟ قلت: خيراً، قال: قد سمعت ما قال، وأعاد عليّ ما سمع، فقلت له: قد حرم الله عليك ما فعلت؛ لأن الله تعالى يقول: "ولا تجسسوا" فإذا سمعت فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوماً ما، وإياك أن تظهرها إلى وقتها. قال: وأصبحت وكتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع، وختمتها ودفعتها إلى عشرة من وجوه أصحابنا، وقلت: إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها. فلما مضى أبو جعفر ع لم أخرج من منزلي حتى عرفت أن رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمد بن الفرج، يتفاوضون في الأمر. وكتب إليّ محمد بن الفرج يعلمني باجتماعهم عنده ويقول: لولا مخافة الشهرة لصرت معهم إليك، فأحب أن تركب إليّ. فركبت وصرت إليه، فوجدت القوم مجتمعين عنده، فتجارينا في الباب، فوجدت أكثرهم قد شكوا، فقلت لمن عنده الرقاع - وهم حضور: أخرجوا تلك الرقاع، فأخرجوها، فقلت لهم: هذا ما أمرت به. فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكد القول. فقلت لهم: قد أتاكم الله بما تحبون، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة فاسألوه، فسأله القوم فتوقف عن الشهادة، فدعوته إلى المباهلة، فخاف منها وقال: قد سمعت ذلك، وهي مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب، فأما مع المباهلة فلا طريق إلى كتمان الشهادة، فلم يبرح القوم حتى سلموا لأبي الحسن ع). -نص الإمام الهادي ع على الإمام الحسن العسكري ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص325: علي بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن يحيى بن يسار القنبري، قال: (أوصى أبو الحسن ع إلى ابنه الحسن قبل مضيه بأربعة أشهر، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص325 - 236: علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن بشار بن أحمد البصري، عن علي بن عمر النوفلي، قال: (كنت مع أبي الحسن ع في صحن داره، فمر بنا محمد ابنه فقلت له: جلعت فداك هذا صاحبنا بعدك ؟ فقال: لا، صاحبكم بعدي الحسن). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص326: علي بن محمد، عن أبي محمد الأسبارقيني، عن علي بن عمرو العطار، قال: (دخلت على أبي الحسن العسكري ع وأبو جعفر ابنه في الاحياء وأنا أظن أنه هو، فقلت له: جعلت فداك من أخص من ولدك ؟ فقال: لا تخصوا أحداً حتى يخرج إليكم أمري. قال: فكتبت إليه بعد: فيمن يكون هذا الأمر ؟ قال: فكتب إليّ: في الكبير من ولدي. قال: وكان أبو محمد أكبر من أبي جعفر). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص327 - 328: علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن محمد بن يحيى بن درياب، عن أبي بكر الفهفكي، قال: (كتب إليّ أبو الحسن ع: أبو محمد ابني أنصح آل محمد غريزة، وأوثقهم حجة، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف وإليه ينتهي عرى الإمامة وأحكامها، فما كنت سائلي فسله عنه، فعنده ما يحتاج إليه). وصية الإمام الهادي ع عند الموت: موسوعة شهادة المعصومين ص - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ع ج3 ص327: قال المسعودي (في كتابه إثبات الوصية): (واعتل أبو الحسن علته التي توفى فيها في سنة أربع وخمسين ومائتين وأحضر ابنه أبا محمد الحسن ع وأعطاه النور والحكمة ومواريث الأنبياء والسلاح ونص عليه وأوصى إليه بمشهد ثقات من أصحابه). -نص الإمام الحسن العسكري ع على الإمام المهدي ع ووصيته الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص328: علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن جعفر بن محمد المكفوف، عن عمرو الأهوازي، قال: (أراني أبو محمد ابنه وقال: هذا صاحبكم من بعدي). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص329: علي بن محمد، عن الحسين ومحمد ابني علي بن إبراهيم، عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي - من عبد قيس - عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه، قال: (أتيت سامرا ولزمت باب أبي محمد ع فدعاني، فدخلت عليه وسلمت فقال: ما الذي أقدمك ؟ قال: قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: فالزم الباب، قال: فكنت في الدار مع الخدم، ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال، قال: فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت عليّ جارية معها شيء مغطى، ثم ناداني: ادخل، فدخلت ونادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض، حسن الوجه، وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ع). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص431: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن أحمد العلوي، عن أبي غانم الخادم، قال: (ولد لأبي محمد ع ولد فسماه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلما خرج فملأها قسطاً وعدلاً). وصية الإمام الحسن العسكري ع عند الموت: الغيبة - الشيخ الطوسي ص271 - 273: أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن محمد بن خاقان الدهقان، عن أبي سليمان داود بن غسان البحراني، قال: (قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي [قال:] مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين، ولد ع بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين، أمه صقيل ويكنى أبا القاسم، بهذه الكنية أوصى النبي ص أنه قال: "اسمه كاسمي وكنيته كنيتي"، لقبه المهدي، وهو الحجة، وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان ع. قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) في المرضة التي مات فيها وأنا عنده، إذ قال لخادمه عقيد - وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربى الحسن ع - فقال [له]: يا عقيد، إغل لي ماء بمصطكي، فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف ع. فلما صار القدح في يديه وهمّ بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن ع، فتركه من يده، وقال لعقيد: أدخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فأتني به. قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته، فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن ع. قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان، فلما رآه الحسن ع بكى وقال: يا سيد أهل بيته، اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه، فلما شربه قال: هيئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه. فقال له أبو محمد ع: أبشر يا بني، فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ص. ولدك رسول الله ص، وأنت خاتم [الأوصياء] الأئمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله ص، وسماك وكناك، بذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت، ربنا إنه حميد مجيد، ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين). الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي ص328: وقال الشيخ علي السد آبادي في المقنع: (إن الحسن بن علي نص على ولده الخلف الصالح ع، وجعل وكيله أبا محمد عثمان بن سعيد العمري الوسيط بينه وبين شيعته في حياته، فلما أدركته الوفاة أمره ع فجمع شيعتهم وأخبرهم أن ولده الخلف صاحب الأمر بعده ع، وأن أبا محمد عثمان بن سعيد العمري وكيله، وهو بابه والسفير بينه وبين شيعته، فمن كانت له حاجة قصده، كما كان يقصده في حال حياته، وسلم إليه جواريه). الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي ص342: وعنه عن أحمد بن داود القمي، ومحمد بن عبد الله الطلحي، قالا: (حملنا ما جمعنا من خمس ونذور وبر من غير ورق وحلي وجوهر وثياب من بلاد قم وما يليها وخرجنا نريد سيدنا أبا محمد الحسن ع، فلما وصلنا إلى دسكرة الملك تلقانا رجل راكب على جمل، ونحن في قافلة عظيمة فقصد إلينا، وقال: يا أحمد الطلحي، معي رسالة إليكم، فقلنا: من أين يرحمك الله، فقال: من سيدكم أبي محمد الحسن ع يقول لكم: أنا راحل إلى الله مولاي في هذه الليلة فأقيموا مكانكم حتى يأتيكم أمر ابني محمد، فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وقرحت أجفاننا لذلك ولم نظهره وتركنا المسير واستأجرنا بدسكرة الملك منزلاً وأخذنا ما حملنا إليه، وأصبحنا والخبر شائع بالدسكرة بوفاة مولانا أبي محمد الحسن ع...). * * * -معرفة الإمام بالنص معاني الأخبار - الشيخ الصدوق ص132: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد ابن عاصم الطريفي، قال: حدثنا عباس بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن علي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ص، قال: (الإمام منا لا يكون إلا معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصاً. فقيل له: يا ابن رسول الله، فما معنى المعصوم ؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والإمام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام، وذلك قول الله (: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾([31])). عيون أخبار الرضا ع - الشيخ الصدوق ج1 ص216: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: (حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده علي بن موسى الرضا ع وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم فقال له: يا بن رسول الله، بأي شيء تصح الإمامة لمدعيها ؟ قال: بالنص والدليل. قال له: فدلالة الإمام فيما هي ؟ قال: في العلم واستجابة الدعوة). الخصال - الشيخ الصدوق ص200: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد ابن أحمد، عن محمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: بم يعرف صاحب هذا الأمر ؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص378 – 379: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حماد، عن عبد الأعلى، قال: (سألت أبا عبد الله ع عن قول العامة: إن رسول الله ص قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، فقال: الحق والله، (....إلى أن قالع ) يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره: هو أولى الناس بالذي قبله وهو وصيه، وعنده سلاح رسول الله ص ووصيته، وذلك عندي). الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص284: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعرعن هارون بن حمزة، عن عبد الأعلى، قال: قلت لأبي عبد الله ع: (المتوثب على هذا الأمر، المدعي له، ما الحجة عليه ؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام، قال: ثم أقبل عليّ فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر، أن يكون أولى الناس بمن كان قبله، ويكون عنده السلاح، ويكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان). الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص284: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله ع، قال: (قيل له، بأي شيء يعرف الإمام ؟ قال: بالوصية الظاهرة وبالفضل، إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم ولا بطن ولا فرج، فيقال: كذاب ويأكل أموال الناس، وما أشبه هذا). الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص284: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا ع، قال: (سألته عن الدلالة على صاحب هذا الأمر، فقال: الدلالة عليه: الكبر والفضل والوصية، إذا قدم الركب المدينة فقالوا، إلى من أوصى فلان ؟ قيل: فلان بن فلان، ودوروا مع السلاح حيثما دار، فأما المسائل فليس فيها حجة). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص285: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي الحسن ع: (جعلت فداك بم يعرف الإمام ؟ قال: فقال: بخصال، أما أولها فإنه بشيء قد تقدم من أبيه فيه بإشارة إليه لتكون عليهم حجة، ويسأل فيجيب، وإن سكت عنه ابتدأ، ويخبر بما في غد، ويكلم الناس بكل لسان، ثم قال لي: يا أبا محمد، أعطيك علامة قبل أن تقوم. فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان، فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن ع بالفارسية، فقال له الخراساني: والله جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها، فقال: سبحان الله، إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال لي: يا أبا محمد، إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص149: حدثنا عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن علي بن معبد، عن جعفر بن عبد الله، عن ابن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله ع، قال: (سمعته يقول: اللهم يا من أعطانا علم ما مضى وما بقي وجعلنا ورثة الأنبياء وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية). * * * -الإمام المهدي ع عند قيامه يعرف بالوصية (والعهد هو الوصية) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص288 - 291: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد بن الحسن عن ابن محبوب، وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني أبو جعفر، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: وحدثني محمد بن عمران، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: وحدثنا علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، جميعاً، عن الحسن بن محبوب، قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: (قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع: يا جابر، ألزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدث به من بعدي عني (.... إلى قوله ع) ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغ الشاهد منكم الغائب، وأسألكم بحق الله وبحق رسوله وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى. قال: فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ويجمعهم الله له على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف، وهي - يا جابر - الآية التي ذكرها الله في كتابه: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾([32])، فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد من رسول الله ص قد توارثته الأبناء عن الآباء، والقائم - يا جابر - رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك - يا جابر - فلا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله ص ووراثته العلماء عالماً بعد عالم، فإن أشكل هذا كله عليهم فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه). وهذه رواية مشابهة ينقلها الكوراني، والرواية في تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي ج1 ص64: معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ الكوراني ج5 ص21 - 22: (في رواية طويلة إلى قوله): (ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ووزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء، حتى يسمعه أهل الأرض كلهم، اسمه اسم نبي، ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ص ورايته وسلاحه، والنفس الزكية من ولد الحسين، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإياك وشذاذاً من آل محمد ص فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثم صار عند محمد بن علي، ويفعل الله ما يشاء). * * * -ما جاء في الإمامة والوصية وأنهما من الله وباختياره وأمانة يؤديها الإمام إلى الإمام بعده الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص276 - 278: 1- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن ابن أذينة، عن بريد العجلي، قال: (سألت أبا جعفر ع عن قول الله (: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾([33])، قال: إيانا عنى، أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم السلاح، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم). 2- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر، قال: (سألت الرضا ع عن قول الله (: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، قال: هم الأئمة من آل محمد ص أن يؤدي الإمام الأمانة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه). 3- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلى بن خنيس، قال: (سألت أبا عبد الله ع عن قول الله (: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، قال: أمر الله الإمام الأول أن يدفع إلى الإمام الذي بعده كل شيء عنده). 4- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: حدثني عمر بن أبان، عن أبي بصير، قال: (كنت عند أبي عبد الله ع فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل فقال: لا والله يا أبا محمد ما ذاك إلينا وما هو إلا إلى الله ( ينزل واحداً بعد واحد). 5- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عمرو بن الأشعث، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد ؟! لا والله ولكن عهد من الله ورسوله ص لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه). 6- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن محمد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سليمان، عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الإمامة عهد من الله ( معهود لرجال مسمين، ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص491: حدثنا أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد، عن عبد الله الحجال، عن داود بن يزيد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله ع، قال: (أترون الأمر إلينا أن نضعه فيمن شئنا، كلا والله إنه عهد من رسول الله ص إلى علي بن أبي طالب ع، رجل فرجل إلى أن ينتهي إلى صاحب هذا الأمر). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص59: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن مستور الأشجعي من كتابه في صفر سنة ست وستين ومائتين، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله الحلبي، قال: حدثنا عبد الله بن بكير، عن عمرو بن الأشعث، قال: (سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع يقول - ونحن عنده في البيت نحو من عشرين رجلاً - فأقبل علينا وقال: لعلكم ترون أن هذا الأمر في الإمامة إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء، والله إنه لعهد من الله نزل على رسول الله ص إلى رجال مسمين رجل فرجل حتى تنتهي إلى صاحبها). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص222: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعاً، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن بكير، عن عمرو بن الأشعث، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (أترون الأمر إلينا نضعه حيث نشاء ؟! كلا والله إنه لعهد من رسول الله ص إلى رجل فرجل حتى ينتهي إلى صاحبه). قرب الإسناد - الحميري القمي ص352: أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: (قيل للرضا ع: الإمام إذا أوصى إلى الذي يكون من بعده بشيء، ففوض إليه فيجعله حيث يشاء، أو كيف هو ؟ قال: إنما يوصي بأمر الله (. فقال: إنه حكي عن جدك. قال: أترون أن هذا الأمر إلينا نجعله حيث نشاء ؟ لا والله ما هو إلا عهد من رسول الله ص رجل فرجل مسمى. فقال: فالذي قلت لك من هذا). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص454 - 462: حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي، قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني، قال: حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمي، في حديث طويل إنه سئل الإمام المهدي وهو غلام في حياة الإمام الحسن العسكري (عليهما السلام): (...... قلت: فأخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم، قال: مصلح أو مفسد ؟ قلت: مصلح، قال: فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟ قلت: بلى، قال: فهي العلة، وأوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك، أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله تعالى وأنزل عليهم الكتاب وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الأمم وأهدى إلى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى (عليهما السلام)، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن يقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن ؟ قلت: لا، فقال: هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلاً ممن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله تعالى: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا﴾([34]) - إلى قوله – (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم)([35])، فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعاً على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الضمائر.....). * * * -الإمام يعلم إلى من يوصي قبل موته بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص497: حدثنا الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله ع: (إن الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص277: 1- أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن [ابن] أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الإمام يعرف الإمام الذي من بعده فيوصي إليه). 2- أحمد، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي عبد الله البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله ع، قال: (ما مات عالم حتى يعلمه الله ( إلى من يوصي). 3- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله ع، قال: (لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي [إليه]). * * * -متى يعلم الإمام اللاحق جميع علم الإمام السابق؟ الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص274 - 275: 1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن بعض أصحابنا، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: متى يعرف الأخير ما عند الأول ؟ قال: في آخر دقيقة تبقى من روحه). 2- محمد، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة وجماعة معه، قالوا: (سمعنا أبا عبد الله ع يقول: يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه). 3- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله ع، قال: (قلت له: الإمام متى يعرف إمامته وينتهي الأمر إليه ؟ قال: في آخر دقيقة من حياة الأول). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص497 - 498: حدثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة وجماعة معه، قالوا: (سمعنا أبا عبد الله ع يقول: يعرف الإمام الذي بعده علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص486 - 488: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، قال: (قلت لأبي الحسن الرضا ع أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام حين يبلغه أن صاحبه قد مضى أو حين يمضى مثل أبي الحسن ع قبض ببغداد وأنت هيهنا، قال: يعلم ذلك حين يمضى صاحبه، قلت: بأي شيء ؟ قال: يلهمه الله ذلك). حدثنا محمد بن عيسى، عن قارن، عن رجل أنه كان رضيع أبي جعفر ع، قال: (بينا أبو الحسن ع جالس مع مؤدب له يكنى أبا ذكريا وأبو جعفر ع عندنا أنه ببغداد وأبو الحسن يقرأ من اللوح إلى مؤدبه إذ بكى بكاءً شديداً، سأله المؤدب: ما بكاؤك ؟ فلم يجبه، فقال: ائذن لي بالدخول، فأذن له فارتفع الصياح والبكاء من منزله، ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء فقال: إن أبي قد توفى الساعة، فقلنا: بما علمت ؟ قال: فادخلني من إجلال الله ما لم أكن أعرفه قبل ذلك فعلمت أنه قد مضى، فتعرفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فإذا هو قد مضى في ذلك الوقت). حدثنا محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن معاوية بن حكيم، عن أبو الفضل الشيباني، عن هارون بن الفضل، قال: (رأيت أبا الحسن ع في اليوم الذي توفى فيه أبو جعفر ع، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى أبو جعفر. فقيل له: وكيف عرفت ذلك ؟ قال: تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها). حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر، قال: (سمعته يقول - يعني أبا الحسن الرضا ع - : إني طلقت أم فروة بنت اسحق في رجب بعد موت أبي بيوم، قلت له: جعلت فداك، طلقتها وقد علمت موت أبي الحسن ع ؟ قال: نعم). حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي الفضل، عن هارون بن الفضل، أنه قال في اليوم الذي توفى فيه أبو جعفر، قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى أبو جعفر. فقيل له: وكيف عرفت ذلك؟ قال: لأنه تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها). * * * -الحث على الوصية النهاية - الشيخ الطوسي ص604 - 605: قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾([36]). وروي عن رسول الله ص، أنه قال: (من مات بغير وصية، مات ميتة جاهلية). وقال ص: (ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا ووصيته تحت رأسه). وروى مسعدة بن صدقة ووهب بن وهب جميعاً، عن أبي عبد الله ع أنه قال: قال رسول الله ص: (الوصية تمام ما نقص من الزكاة). من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج4 ص182 - 183: روى عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: (من لم يوص عند موته لذوي قرابته فقد ختم عمله بمعصية). روى العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع، قال: (من لم يحسن عند الموت وصيته كان نقصاً في مروءته وعقله. وقال: إن رسول الله ص أوصى إلى علي ع، وأوصى على إلى الحسن، وأوصى الحسن ع إلى الحسين، وأوصى الحسين ع إلى علي بن الحسين، وأوصى علي ابن الحسين (عليهما السلام) إلى محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)). من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج4 ص352 - 353: روى حماد بن عمرو، وأنس بن محمد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب ع، عن النبي ص، أنه قال له: (يا علي، أوصيك بوصية فأحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي. يا علي، من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمناً وإيماناً يجد طعمه. يا علي، من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصاً في مروءته، ولم يملك الشفاعة). الشيخ الكليني ج7 ص2 - 3: 1- حدثنا علي بن إبراهيم، عن علي بن إسحاق، عن الحسن بن حازم الكلبي ابن أخت هشام بن سالم، عن سليمان بن جعفر، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال رسول الله ص: من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصاً في مروءته وعقله. قيل: يا رسول الله، وكيف يوصى الميت، قال: إذا حضرته وفاته واجتمع الناس إليه، قال: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اللهم إني أعهد إليك في دار الدينا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث حق، وأن الحساب حق، والقدر والميزان حق، وأن الدين كما وصفت، وأن الإسلام كما شرعت، وأن القول كما حدثت، وأن القرآن كما أنزلت، وأنك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمداً ص خير الجزاء، وحيا الله محمداً وآل محمد بالسلام، اللهم يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي، ويا ولي نعمتي، إلهي وإله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً، فإنك إن تكلني إلى نفسي طرفة عين أقرب من الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، اجعل لي عهداً يوم ألقاك منشوراً. ثم يوصى بحاجته وتصديق هذه الوصية في القرآن في السورة التي يذكر فيها مريم في قوله (: ﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾([37]) فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويعلمها، وقال أمير المؤمنين ع: علمنيها رسول الله ص، وقال رسول الله ص: علمنيها جبرئيل ع). 2- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن حماد بن عثمان، عن الوليد بن صبيح، قال: (صحبني مولى لأبي عبد الله ع يقال له: أعين، فاشتكى أياماً ثم برء ثم مات فأخذت متاعه وما كان له فأتيت به أبا عبد الله ع وأخبرته أنه اشتكى أياما ثم برء ثم مات، قال: تلك راحة الموت، أما إنه ليس من أحد يموت حتى يرد الله ( من سمعه وبصره وعقله للوصية أخذ أو ترك). 3- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله ع، قال: (سألته عن الوصية، فقال: هي حق على كل مسلم). 4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر ع: (الوصية حق، وقد أوصى رسول الله ص فينبغي للمسلم أن يوصى). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج14 ص90: وعن أمير المؤمنين ع، أنه قال: (ينبغي لمن أحس بالموت أن يعهد عهده ويجدد وصيته). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص497: حدثنا محمد بن صفوان ابن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، قال: (هو والله أداء الأمانة إلى الإمام والوصية). * * * -رسول الله ص يوصي عند موته كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص211 - 212، كتاب الغيبة - الشيخ النعماني ص84، الاحتجاج - الشيخ الطبرسي ص223 - 224: في احتجاج أمير المؤمنين ع على طلحة بخصوص الوصية في حديث طويل: عن أبان، عن سليم، قال أمير المؤمنين ع: (يا طلحة، ألست قد شهدت رسول الله ص حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال: (إن نبي الله يهجر) فغضب رسول الله ص ثم تركها ؟ قال: بلى، قد شهدت ذاك. قال: فإنكم لما خرجتم أخبرني بذلك رسول الله ص وبالذي أراد أن يكتب فيها وأن يشهد عليها العامة. فأخبره جبرائيل: "أن الله ( قد علم من الأمة الاختلاف والفرقة:، ثم دعا بصحيفة فأملى عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان، وأبا ذر، والمقداد، وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة. فسماني أولهم ثم ابني هذا - وأدنى بيده إلى الحسن - ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني هذا - يعني الحسين -. كذلك كان يا أبا ذر وأنت يا مقداد ؟ فقاموا وقالوا: نشهد بذلك على رسول الله ص. فقال طلحة: والله لقد سمعت من رسول الله ص يقول لأبي ذر: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ولا أبر عند الله"، وأنا أشهد أنهما لم يشهدا إلا على حق، ولأنت أصدق وآثر عندي منهما). كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص398 - 399: عن سليم بن قيس، قال: سمعت سلمان يقول: (سمعت علياً ع - بعد ما قال ذلك الرجل ما قال وغضب رسول الله ص ودفع الكتف -: ألا نسأل رسول الله ص عن الذي كان أراد أن يكتب في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ؟ فسكت حتى إذا قام من في البيت وبقي علي وفاطمة والحسن والحسين ص، وذهبنا نقوم أنا وصاحبي أبو ذر والمقداد، قال لنا علي ع: اجلسوا. فأراد أن يسأل رسول الله ص ونحن نسمع، فابتدأه رسول الله ص فقال: يا أخي،... وأن الله قد قضى الفرقة والاختلاف على أمتي من بعدي، فأمرني أن أكتب ذلك الكتاب الذي أردت أن أكتبه في الكتف لك وأشهد هؤلاء الثلاثة عليه، ادع لي بصحيفة. فأتى بها، فأملى عليه أسماء الأئمة الهداة من بعده رجلاً رجلاً وعلي ع يخطه بيده. وقال ص: إني أشهدكم إن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين، ثم من بعدهم تسعة من ولد الحسين. ثم لم أحفظ منهم غير رجلين علي ومحمد، ثم اشتبه الآخرون من أسماء الأئمة ص، غير أني سمعت صفة المهدي وعدله وعمله وأن الله يملأ به الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ثم قال النبي ص: إني أردت أن أكتب هذا ثم أخرج به إلى المسجد ثم أدعو العامة فأقرأه عليهم وأشهدهم عليه، فأبى الله وقضى ما أراد. ثم قال سليم: فلقيت أبا ذر والمقداد في إمارة عثمان فحدثاني. ثم لقيت علياً ع بالكوفة والحسن والحسين (عليهما السلام) فحدثاني به سراً ما زادوا ولا نقصوا كأنما ينطقون بلسان واحد). كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري هامش رقم 1 ص399: (تعليق المحقق محمد باقر الأنصاري على الرواية): (ثم اشتبه عليه الآخرون): ثم إنه لا مجال لوقوع هذا الاشتباه من سلمان ولا من سليم ولا من أبان، وذلك لما نراه في سائر أحاديث هذا الكتاب وكتب أخرى من تصريح سلمان وسليم وأبان بأسماء الأئمة فرداً فرداً، فالاشتباه عليهم في مثل هذا المورد عجيب، ولا شك في استعمالهم التقية في هذا الكلام لئلا يعرف الظالمون أشخاص الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين). ورواه الأحمدي الميانجي في مكاتيب الرسول ج2 ص104 وأيضاً في إثبات الهداة ج1 ص657 عن كتاب سليم. الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص281 - 283: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحارث ابن جعفر، عن علي بن إسماعيل بن يقطين، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير، قال: حدثني موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: (قلت لأبي عبد الله: أليس كان أمير المؤمنين ع كاتب الوصية ورسول الله ص المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربون ص شهود ؟ قال: فأطرق طويلاً ثم قال: يا أبا الحسن، قد كان ما قلت ولكن حين نزل برسول الله ص الأمر، نزلت الوصية من عند الله كتاباً مسجلاً، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة، فقال جبرئيل: يا محمد، مر بإخراج من عندك إلا وصيك، ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها - يعني علياً ع - فأمر النبي ص بإخراج من كان في البيت ما خلا علياً ع وفاطمة فيما بين الستر والباب، فقال جبرئيل: يا محمد، ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيداً، قال: فارتعدت مفاصل النبي ص فقال: يا جبرئيل، ربي هو السلام ومنه السلام، وإليه يعود السلام صدق ( وبر، هات الكتاب، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ع فقال له: أقرأه، فقرأه حرفاً حرفاً، فقال: يا علي، هذا عهد ربي تبارك وتعالى إليّ شرطه علي وأمانته وقد بلغت ونصحت وأديت، فقال علي ع وأنا أشهد لك [بأبي وأمي أنت] بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي، فقال جبرئيل ع: وأنا لكما على ذلك من الشاهدين، فقال رسول الله ص: يا علي، أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها، فقال علي ع: نعم بأبي أنت وأمي عليّ ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها، فقال رسول الله ص: يا علي، إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة. فقال علي ع: نعم أشهد (.... إلى قوله) فختمت الوصية بخواتيم من ذهب، لم تمسه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين ع) ([38]). شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني ج6 ص97 - 101: شرح المازندراني للرواية: قوله: (قد كان ما قلت) يفهم منه أنه ص أوصى إلى علي ع وسمى أوصياءه ص وكتبها علي ع بخطه ثم نزلت كتاباً من السماء. قوله: (هذا كتاب ما كنت عهدت إليك) إضافة الكتاب إلى ما بتقدير اللام والعهد العقد والميثاق والوصية، يقال: عهد إليه إذا أوصاه ولعل هذا العهد وقع في الذر عند أخذ الميثاق للأئمة ص بالإمامة أو في المعراج أو في وقت آخر من أيام البعثة. قوله: (وقد بلغت ونصحت وأديت) الوصية كانت وديعة الله عنده ص وحكماً من أحكامه الحتمية الضرورية، وكان ص مأموراً بتبليغه إلى الخلق والنصيحة لهم فيها وأدائها إلى أهلها وهو علي بن أبي طالب ع وقد فعل ما كان عليه، والحق أنه ما بالغ أحد من الأنبياء في الوصية مثل ما بالغ نبينا ع فيها، وكتب العامة والخاصة مشحونة بها ولكن من أعمى الله قلبه فلا هادي له. قوله: (بموافاتي بها) أي بإتيانك إياي بها كما هي يوم القيامة، يقال: وافاه أي أتاه مفاعلة من الوفاء. قوله: (أما سمعت) استشهاد لما ذكر من أن في كتاب الوصية جميع ذلك. قوله: (إنا نحن نحيي الموتى) أي إنا نحن نحيي الموتى بالبعث أو الهداية ونكتب ما قدموا من الأعمال مطلقاً وآثارهم من علم أظهروه وظلم أسسوه وغير ذلك، كل شيء أحصيناه في إمام مبين وهو كتاب الوصية، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل: صحيفة الأعمال، والجميع محتمل. مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي ج2 ص99 - 100: عن عيسى الضرير، عن الكاظم ع، عن أبيه (عليهما السلام) قال: (قال رسول الله ص لعلي ع حين دفع إليه الوصية: اتخذ لها جواباً غداً بين يدي الله تبارك وتعالى رب العرش الحديث). (كلام الشيخ علي الأحمدي الميانجي): أقول: مقتضى هذه الأحاديث أن الوصية كانت على قسمين: أ- قسم من الله تعالى إلى رسوله مختوماً بإثني عشر خاتماً من الذهب، لكل إمام خاتم يفكه ويعمل بما كتب له. ب- قسم كتبه رسول الله ص لعلي فيه أمور قد أشير إليها في الأخبار والأحاديث المروية، كقوله ص: (يا علي، غسلني ولا يغسلني غيرك)([39]). (يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً - إلى قوله - والاسم الثالث المهدي هو أول المؤمنين)([40]). كان في أولها: (بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما عهد محمد بن عبد الله ص وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين)، وكان في آخر الوصية: (شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمد ص إلى علي بن أبي طالب، وقبضه وصيه وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران، وعلى ما ضمن وأدى وصي علي الحديث). -الوصية المقدسة: الغيبة - الشيخ الطوسي ص150 - 151: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ع، قال: (قال رسول الله ص - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ص. فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) ([41]). * * * -روايات المهديين وردت الكثير من الروايات التي تتحدث عن وجود مهديين يحكمون بعد الإمام المهدي محمد بن الحسن ع. 1- منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي ص354، مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي ص49: عن أبي عبد الله ع: (إن منا بعد القائم ع اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع). 2- الغيبة - الشيخ الطوسي ص478، عصر الظهور - الشيخ الكوراني (الطبعة الأولى ص332 - 333 الطبعة السابعة ص271): محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عبد الحميد ومحمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله ع في حديث طويل أنه قال: (يا أبا حمزة، إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ع). 3- شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج3 ص400: وعن علي بن الحسين ع، أنه قال: (يقوم القائم منا - يعني المهدي - ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً - يعني من الأئمة من ذريته -). 4- كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه ص76: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله الرازي الجاموراني، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن أبيه سيف، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر ع، قال: (قلت له: أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله ( وحرم رسوله ص؟ فقال: الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين). 5- كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص358: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن - أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك ع أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). 6- الأصول الستة عشر - عدة محدثين - أصل محمد بن المثنى الحضرمي ص90 - 91: جعفر (جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي)، عن ذريح (عن ذريح المحاربي)، عن أبي عبد الله ع، قال: سألته عن الأئمة بعد النبي ص فقال: (نعم، كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الإمام بعد النبي صلوات الله عليه وأهل بيته، ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن علي، ثم إمامكم اليوم، من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله ورسوله، قال: ثم قلت: أنت اليوم جعلني الله فداك ؟ فأعدتها عليه ثلاث مرات، قال: إني إنما حدثتك بهذا لتكون من شهداء الله في الأرض، إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً إلا علمه نبيه صلوات الله عليه، ثم إنه بعث إليه جبرئيل أن يشهد لعلي بالولاية في حياته يسميه أمير المؤمنين، فدعا نبي الله تسعة رهط فقال: إنما أدعوكم لتكونوا من شهداء الله أقمتم أم كتمتم، ثم قال: قم يا أبا بكر فسلم على علي أمير المؤمنين، قال: عن أمر الله وأمر رسوله نسميه أمير المؤمنين ؟ فقال: نعم، فقال: فسلم عليه، ثم قال: يا عمر، قم فسلم على أمير المؤمنين، فقال: عن أمر الله ورسوله سميته أمير المؤمنين ؟ فقال: نعم، ثم قال للمقداد بن الأسود: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم على علي ولم يقل كما قالا، ثم قال لأبي ذر الغفاري، قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم قال لحذيفة: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم قال لعبد الله بن مسعود: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم قال لبريدة الأسلمي: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام وسلم، وكان بريدة أصغر القوم، ثم قال رسول الله ص: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء أقمتم أم كتمتم. فأمر أبو بكر على الناس وبريدة غايب بالشام فلما قدم بريدة أتى أبا بكر وهو في مجلسه فقال: يا أبا بكر، هل نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين نسميه بها واجباً من الله ورسوله ؟ قال: يا بريدة، إنك عبت وشهدنا وإن الله يحدث الأمر بعد الأمر ولم يكن الله ليجمع لأهل هذا البيت النبوة والملك. فقال لي: إنما ذكرت هذا لتكون من شهداء الله في الأرض، إن منا بعد الرسول ص سبعة أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم سابعهم القائم إن شاء له [إن شاء الله له] إن الله عزيز حكيم، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء وهو العزيز الحكيم، ثم بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين. فقلت: من السابع جعلني الله فداك أمرك على الرأس والعين، قال: قلت ثلث مرات قال: ثم بعدي إمامكم وقائمكم إن شاء الله، إن أبي ونعم الأب كان قال رحمة الله عليه كان يقول: لو وجدت ثلاثة رهط فاستودعهم العلم وهم أهل ذلك حدثت بما لا يحتاج إلى نظر في حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيمة، إن حديثنا صعب لا يؤمن به إلا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. ثم قال: والله إن منا لخزان الله في الأرض وخزانه في السماء لسنا بخزان على ذهب ولا على فضة، وإن منا لحملة العرش يوم القيمة محمد وعلي والحسن والحسين ومن شاء الله أربعة أخر من شاء الله أن يكونوا). 7- شرح الأخبار - للقاضي النعمان المغربي ج3 ص400: ومن رواية يحيى بن السلام، يرفعه إلى عبد الله بن عمر، أنه قال: (ابشروا فيوشك أيام الجبارين أن تنقطع، ثم يكون بعدهم الجابر الذي يجبر الله به أمة محمد ص، المهدي، ثم المنصور، ثم عدد أئمة مهديين). 8- شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج2 ص42: "ما جاء نصاً" فيه، عن النبي ص: (أنه ذكر المهدي ع، وما يجريه الله ( من الخيرات والفتح على يديه. فقيل له: يا رسول الله، كل هذا يجمعه الله له ؟ قال: نعم. وما لم يكن منه في حياته وأيامه هو كائن في أيام الأئمة من بعده من ذريته). 9- مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي ص409 - 411، المصباح – للكفعمي ص 548 - 550، مفاتيح الجنان ص616 - 618: الدعاء لصاحب الأمر ع المروي عن الرضا ع، روى يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا ع كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا (اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك (... إلى قوله ع) اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه (... إلى قوله ع) اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده، وبلغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعز نصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً، فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك وخالصتك من عبادك وصفوتك من خلقك وأولياؤك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد نبيك والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته). وما روي عن أبي عمرو بن سعيد العمري (رضي الله عنه) قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري أن أبا علي محمد بن همام أخبره بهذا الدعاء، وذكر: أن الشيخ أبا عمرو العمري (قدس الله روحه) أملاه عليه، وأمره أن يدعو به. 10- تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي ج3 ص253 - 254: محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبة العرني، قال: (خرج أمير المؤمنين ع إلى الحيرة فقال: لتصلن هذه بهذه - وأومى بيده إلى الكوفة والحيرة - حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم (عجل الله تعالى فرجه)؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً. قلت: يا أمير المؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ ؟!! قال: تبنى له أربع مساجد مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجد إن في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب - وأومى بيده نحو البصريين والغريين -). في هذه الرواية يقول أمير المؤمنين ع إن في الحيرة يُبنى مسجد يصلي فيه خليفة القائم، ثم إنه ع قال: (وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً) وهؤلاء الأئمة ص الذين يُصلّون فيه ليسوا هم الأئمة الإثني عشر ص، وإنما هم المهديون الذين يحكمون بعد القائم فبعض الروايات تذكرهم بالأئمة كما في الرواية التالية. 11- الغيبة - الشيخ الطوسي ص273 – 280، وفي مصباح المتهجد - للشيخ الطوسي ص406 - 409، وجمال الأسبوع - للسيد ابن طاووس ص304 - 306، وإلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - للشيخ علي اليزدي الحائري ج1 ص331 - 333، البحار- العلامة المجلسي ج52 ص22، وج91 ص83، مفاتيح الجنان ص83 - 85: عن أحمد بن علي الرازي، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني - في منصرفه من إصفهان - في حديث طويل قال: (حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا، فلما قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا داراً في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة ص تسمى دار الرضا ع، وفيها عجوز سمراء فسألتها - لما وقفت على أنها دار الرضا ع - ما تكونين من أصحاب هذه الدار ؟ ولم سميت دار الرضا ؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسى (عليهما السلام)، أسكنيها الحسن بن علي (عليهما السلام)، (وهي كانت واسطة بين الشيعة وإمام العصر ع – والقصة طويلة – وذكر في أخرها أنه ع أرسل إليها دفتراً وكان مكتوباً فيه صلوات على رسول الله وباقي الأئمة وعليه "صلوات الله عليه")، وأمره إذا أردت أن تصلي عليهم فصلي عليهم هكذا وهو طويل: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله (.... إلى قوله ع) اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير. (... إلى قوله ع) اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، (و) الحسن الرضا، والحسين المصطفى، وجميع الأوصياء، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده، والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وأزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم [دينا]، دنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير). تعليق الشيخ الفاضل ناظم العقيلي: وهنا أيضاً دعاء لولي الله الإمام المهدي ع ويعقبه دعاء لولاة عهده، وكل هذا يأتي بعد الانتهاء من الدعاء للرسول ص وفاطمة وعلي (عليهما السلام) وجميع الأوصياء من أبنائهما. والدعاء تنقله المرأة عن الإمام المهدي ع والإمام ع يقول في دعائه للمهديين ص: (وزد في آجالهم) والمعلوم أن الأئمة ص من آباء الإمام المهدي ع متوفون. 12- مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي ص826، وفي الإقبال للسيد ابن طاووس ج3 ص303، المصباح - للكفعمي ص543، البحار ج53 ص94، مفاتيح الجنان ص215، ضياء الصالحين ص33: خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد ع أن مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلث خلون من شعبان فصمه، وادع فيه بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها، ولما يطأ لابتيها قتيل العبرة، وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار). وفيه نص على وجود أوصياء بعد القائم ع، فهو يقول: (والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته). 13- فقه الرضا - علي بن بابويه ص402: الدعاء في الوتر وما يقال فيه: وهذا مما نداوم به نحن معاشر أهل البيت ص: (الدعاء منسوب للإمام الرضا ع) (....... اللهم صل عليه وعلى آله من آل طه ويس، واخصص وليك، ووصي نبيك، وأخا رسولك، ووزيره، وولي عهده، إمام المتقين، وخاتم الوصيين لخاتم النبيين محمد ص، وابنته البتول، وعلى سيدي شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، وعلى الأئمة الراشدين المهديين السالفين الماضين، وعلى النقباء الأتقياء البررة الأئمة الفاضلين الباقين، وعلى بقيتك في أرضك، القائم بالحق في اليوم الموعود، وعلى الفاضلين المهديين الأمناء الخزنة). هنا يصلي على المهديين ويصفهم بالأمناء الخزنة بعد أن يصلي على القائم ع. 14- البحار - العلامة المجلسي ج24 ص165 - 166: كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن محمد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ع في قوله (: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾([42]) الآية، قال: هذه لآل محمد المهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله ( به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات السفهة الحق، حتى لا يرى أثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولله عاقبة الأمور). وقوله ع: (هذه لآل محمد المهدي) وما بعدها واضح في إن المراد منها هم المهديون ص وهم الذين يملكون مشارق الأرض ومغاربها. 15- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس ج1 ص191: فمن الرواية في الدعاء لمن أشرنا إليه صلوات الله عليه، ما ذكره جماعة من أصحابنا، وقد اخترنا ما ذكره ابن أبي قرة في كتابه، فقال بإسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن عيسى بن عبيد، بإسناده عن الصالحين ص، قال: (وكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً وعلى كل حال، والشهر كله، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله ص: "اللهم كن لوليك، القائم بأمرك، الحجة محمد بن الحسن المهدي، عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام، في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً وقاعداً وناصراً ودليلاً ومؤيداً، حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طولاً وعرضاً، وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين"). في هذا الدعاء نص على وراثة المهديين وكونهم أئمة وخلفاء لله في الأرض. 16- البحار - العلامة المجلسي ج86 ص333 - 339: (من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا، فإذا صليت الفجر يوم الجمعة، فابتدئ بهذه الشهادة، ثم بالصلاة على محمد وآله وهي هذه: اللهم أنت ربي ورب كل شيء، وخالق كل شيء، آمنت بك وبملائكتك وكتبك ورسلك، وبالساعة والبعث والنشور، وبلقائك والحساب ووعدك ووعيدك وبالمغفرة والعذاب، وقدرك وقضائك، ورضيت بك رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ص نبياً، وبالقرآن كتاباً وحكماً، وبالكعبة قبلة، وبحججك على خلقك حججاً وأئمة، وبالمؤمنين إخواناً، وكفرت بالجبت والطاغوت، وباللات والعزى، وبجميع ما يعبد دونك، واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (... إلى قوله): اللهم كن لوليك في خلقك ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه منها طولاً، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين.....). وهذا الدعاء مشابه للدعاء الذي قبله. 17- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري ج1 ص100 - 102: عن السيد الثقة الجليل الفقيه السيد نعمة الله الجزائري (رحمه الله) في بعض مؤلفاته، عن ابن عباس، قال: (لما صارت الخلافة إلى أمير المؤمنين ع وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب ع، فلما كان في اليوم الثالث أقبل رجل في ثياب خضر ووقف على باب المسجد، وكان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) جالساً في المسجد والناس حوله يميناً وشمالاً، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الحق. فقال له أمير المؤمنين: وعليك السلام يا بيهس بن صاف بن حاف بن لامو بن بيهس. فقال: يا خليفة الله في أرضه من أين عرفتني وعرفت اسمي ؟ قال ع: من علم وتبيان (... إلى قوله ع) قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ قال ع: نعم يا بيهس قد سألت عنه غيري، قال: لا كرامة لهم وهذا علم لا يعلمه إلا نبي أو وصي. قال ع: أما قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ فنور أنزل على الدنيا. (.... إلى أن قال): وأما قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ﴾ فإنه لما بعث الله محمداً ص ومعه تابوت من در أبيض له اثنا عشر باباً، فيه رق أبيض فيه أسامي الاثني عشر فعرضه على رسول الله ص وأمره عن ربه أن الحق لهم وهم أنوار. قال: ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ قال: أنا وأولادي الحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم أجمعين، وبعدهم أتباعنا وشيعتنا المقرون بولايتنا المنكرون لولاية أعدائنا). وهؤلاء الشيعة في هذه الرواية هم المهديون الاثني عشر من ذرية الإمام المهدي ع ، الذين ذكرهم الإمام الصادق ع ، وقد نقلت الرواية في بداية الموضوع في أول رواية عن أبي بصير قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك ع أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). 18- البحار - العلامة المجلسي ج99 ص227 - 228: في إحدى زيارات الإمام المهدي ع: (السلام والصلاة على الإمام الخلف، القائم بالحق ابن أفضل السلف، السلام عليك يا حجة الله في عباده، وخليفته في بلاده، ونوره في سمائه وأرضه، والداعي إلى سنته وفرضه، مبدل الجور عدلاً، ومفني الكفار قتلاً، ودافع الباطل بظهوره، ومظهر الحق بكلامه، ومعيش العباد بفنائه، الإمام المنتظر والعدل المختبر. السلام عليك أيها الإمام المهدي، الثقة النقي، وقاتل كل خبث ردي، السلام عليك من عبدك، والمنتظر لظهور عدلك. السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، وسيدي وابن سادتي، وعلى أولي عهدك، والقوام بالأمر من بعدك، السلام عليك وعليهم وعلى الأئمة أجمعين، ورحمة الله وبركاته). 19- البحار - العلامة المجلسي ج52 ص375، عصر الظهور - للكوراني (الطبعة الأولى ص182- الطبعة السابعة ص146): الحسين بن سعيد أو النوادر: أبو الحسن بن عبد الله، عن ابن أبي يعفور، قال: (دخلت على أبي عبد الله ع وعنده نفر من أصحابه فقال لي: يا ابن أبي يعفور، هل قرأت القرآن ؟ قال: قلت: نعم هذه القراءة، قال: عنها سألتك ليس عن غيرها. قال: فقلت: نعم جعلت فداك، ولم ؟ قال: لأن موسى ع حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر، فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، ولأن عيسى ع حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، وهو قول الله (: ﴿فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾([43]) وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم، وهي آخر خارجة تكون. الخبر). الرواية واضحة بأن هناك أكثر من قائم بشهادة قول الإمام الصادق ع (وإنه أول قائم) يعني أن هناك قائم ثاني، وهناك بيان من الإمام في قوله (منا أهل البيت) والتي ترجع إلى قوله (أول قائم) فالقائم الأول هو من أهل البيت وهو غير الإمام المهدي ع، وهو الذي يحدثهم بحديث لا يحتملونه فيخرجون عليه فيقاتلونه، والواقع الآن يؤكد ذلك فإن فقهاء السوء وأتباعهم لم يحتملوا ما جاء به المهدي الأول المذكور في وصية رسول الله ص، وهو نفسه القائم الأول وهو السيد أحمد الحسن ع. 20 - كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص132 - 134: قال سليم: سمعت سلمان الفارسي يقول: (كنت جالساً بين يدي رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه. فدخلت فاطمة ص، فلما رأت ما برسول الله ص من الضعف خنقتها العبرة حتى جرت دموعها على خديها. فقال رسول الله ص: يا بنية، ما يبكيك ؟ قالت: يا رسول الله، أخشى على نفسي وولدي الضيعة من بعدك. (... إلى أن قال ص): يا بنية، إنا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحداً من الأولين ولا أحداً من الآخرين غيرنا: أنا سيد الأنبياء والمرسلين وخيرهم، ووصيي خير الوصيين، ووزيري بعدي خير الوزراء، وشهيدنا خير الشهداء أعني حمزة عمي. قالت: يا رسول الله، سيد الشهداء الذين قتلوا معك ؟ قال: لا، بل سيد الشهداء من الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء. وجعفر بن أبي طالب ذو الهجرتين وذو الجناحين المضرجين يطير بهما مع الملائكة في الجنة. وابناك الحسن والحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة. ومنا - والذي نفسي بيده - مهدي هذه الأمة الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. قالت فاطمة ص: يا رسول الله، فأي هؤلاء الذين سميت أفضل ؟ فقال رسول الله ص: أخي علي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر هذان أفضل أمتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا - وأشار رسول الله صبيده إلى الحسين ع - منهم المهدي. والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول. إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا). المهدي في هذه الرواية هو غير الإمام المهدي محمد بن الحسن ع؛ لأن الإمام المهدي أفضل من أبيه الحسن العسكري ع كما هو مذكور في الروايات، بينما الرسول ص يقول: (والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول)، وهذا يعني أن الإمام الحسن العسكري ع أفضل من الإمام المهدي ع وهذا مخالف للروايات، إذن لابد أن يكون المهدي في هذه الرواية هو المهدي الأول ع، وسأذكر بعض الروايات التي تصرح بأن الإمام المهدي ع أفضل من أبيه ع، بل وأفضل من جميع الأئمة من ذرية الحسين ع. أ- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص73: أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير سنة أربع ومائتين، قال: حدثني سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه ص، قال: (قال رسول الله ص: إن الله ( اختار من كل شيء شيئاً، اختار من الأرض مكة، واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الأنعام إناثها، ومن الغنم الضأن، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعليا من بني هاشم، واختار مني ومن علي الحسن والحسين، وتكملة اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم). ب- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص78 - 80: وبهذا الإسناد (أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، ومحمد بن همام بن سهيل، وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس الموصلي، عن رجالهم)، عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: (لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين ع نزل قريباً من دير نصراني، إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه، حسن الهيئة والسمت، معه كتاب، حتى أتى أمير المؤمنين فسلم عليه، ثم قال: إني من نسل حواري عيسى بن مريم، وكان أفضل حواري عيسى الإثني عشر وأحبهم إليه وآثرهم عنده، وأن عيسى أوصى إليه ودفع إليه كتبه، وعلمه حكمته، فلم يزل أهل هذا البيت على دينه، متمسكين بملته، لم يكفروا ولم يرتدوا ولم يغيروا، وتلك الكتب عندي إملاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده، فيها كل شيء يفعل الناس من بعده، واسم ملك ملك من بعده منهم، وأن الله تبارك وتعالى يبعث رجلاً من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، من أرض يقال لها: تهامة، من قرية يقال لها: مكة، يقال له أحمد، له إثنا عشر اسماً، وذكر مبعثه ومولده ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وما يعيش، وما تلقى أمته بعده إلى أن ينزل عيسى بن مريم من السماء، وفي ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلاً من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من خير خلق الله، ومن أحب خلق الله إليه، والله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدى، ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية، مكتوبة أسمائهم وأنسابهم ونعوتهم، وكم يعيش كل رجل منهم واحد بعد واحد، وكم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه، ومن الذي يظهر منهم وينقاد له الناس حتى ينزل عيسى بن مريم ع على آخرهم فيصلي عيسى خلفه، ويقول: إنكم لأئمة لا ينبغي لأحد أن يتقدمكم، فيتقدم فيصلي بالناس وعيسى خلفه في الصف، أولهم وخيرهم وأفضلهم وله مثل أجورهم وأجور من أطاعهم واهتدى...). ج- كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص261: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه صقال: قال ص: (أنا سيد من خلق الله (، وأنا خير من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين، وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف، وأنا وعلي أبوا هذه الأمة. من عرفنا فقد عرف الله (، ومن أنكرنا فقد أنكر الله (، ومن علي سبطا أمتي، وسيدا شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، ومن ولد الحسين تسعة أئمة طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديهم). د- مقتضب الأثر - أحمد بن عياش الجوهري ص8 - 9: قال: وما رواه سلمان أيضاً من وجه آخر بلفظ غير هذا وإن كان المعنى موافقاً، عن رسول الله ص، حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن عبد العزيز الخراساني المعدل، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن بن يزيد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن آدم، عن أبيه آدم، عن شهر بن حوشب، عن سلمان الفارسي قال: (كنا مع ص والحسين بن علي ص على فخذه، إذ تفرس في وجهه وقال: يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة، وأنت إمام بن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم). هـ - دلائل الإمامة - محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص453: حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر ع، قال: (يكون منا تسعة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم، وهو أفضلهم). و- المحتضر - حسن بن سليمان الحلي ص277: وروي عن رسول الله ص أنه قال: (اختار الله - تعالى - من الأيام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس الأنبياء والرسل، واختار مني علياً، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء يمنعون عن التنزيل تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم وهو أفضلهم). 21- كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص428 - 429: سليم، قال: سمعت سلمان يقول: (قلت: يا رسول الله، إن الله لم يبعث نبياً قبلك إلا وله وصي، فمن وصيك يا نبي الله ؟ (... إلى أن قال ص) يا سلمان، إن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختارني منهم. ثم اطلع ثانية فاختار منهم عليا أخي، وأمرني فزوجته سيدة نساء أهل الجنة. ثم اطلع ثالثة فاختار فاطمة والأوصياء: ابني حسناً وحسيناً وبقيتهم من ولد الحسين (... إلى أن قال سلمان) ثم ضرب بيده على الحسين ع فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به...). المهدي في هذه الرواية هو أيضاً ليس الإمام المهدي محمد بن الحسن ع؛ لأن الإمام المهدي ع أبوه الحسن العسكري ع لا يليه بل ظهر وخرج قبله، فيكون الذي هو (إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه) هو المهدي الأول ع الذي يأتي قبل أبيه ليمهد لظهوره، ثم يظهر أبيه بعده وهو الإمام المهدي ع، وأيضاً فإن الإمام المهدي أفضل من أبيه كما ذكت سابقاً. * * * -في مدة ملك القائم و القوام (المهديين) الغيبة - الشيخ الطوسي ص474: عن الفضل بن شاذان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: كم يملك القائم ؟ قال: سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص353: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبيه، ومحمد بن علي، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حمزة بن حمران، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله ع أنه قال: (يملك القائم ع تسع عشرة سنة وأشهراً). البحار - العلامة المجلسي ج51 ص91: عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ص: (المهدي طاووس أهل الجنة). وبإسناده أيضاً عن حذيفة بن اليمان، عن النبي ص أنه قال: (المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي، الجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماوات وأهل الأرض والطير في الجو، يملك عشرين سنة). شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج3 ص400: عن أبي الحارث بلال بن فروة، يرفعه (إلى النبي ص)، أنه قال: (لن تهلك هذه الأمة حتى يليها اثنا عشر خليفة كلهم من أهل النبي، كلهم يعمل بالحق ودين الهدى، منهم رجلان، يملك أحدهما أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة). الاحتجاج - الشيخ الطبرسي ج2 ص10 - 11: عن زيد بن وهب الجهني، قال: (لما طعن الحسن بن علي ع بالمدائن أتيته وهو متوجع، فقلت: ما ترى يا بن رسول الله فإن الناس متحيرون ؟ فقال: أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي (... إلى أن قال الإمام الحسن ع): أن أمير المؤمنين ع قال لي - ذات يوم وقد رآني فرحاً -: يا حسن، أتفرح ؟ كيف بك إذا رأيت أباك قتيلاً ؟! كيف بك إذا ولي هذا الأمر بنو أمية، وأميرها الرحب البلعوم، الواسع الإعفجاج، يأكل ولا يشبع، (.... إلى أن قال أمير المؤمنين ع): فكذلك حتى يبعث الله رجلاً في آخر الزمان، وكلب من الدهر، وجهل من الناس، يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً وكرهاً، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلا آمن به ولا صالح إلا صلح، ويصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وينزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاماً، فطوبى لمن أدرك أيامه، وسمع كلامه). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص195: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عمر بن طرخان، قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين (عليهما السلام)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال: (القائم من ولدي يعمر عمر الخليل عشرين ومائة سنة، يدرى به، ثم يغيب غيبة في الدهر ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثني وثلاثين سنة، حتى ترجع عنه طائفة من الناس، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). الغيبة - الشيخ الطوسي ص478 - 479: الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، قال: (سمعت أبا جعفر ع يقول: والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً. قلت: متى يكون ذلك ؟ قال: بعد القائم ع. قلت: وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال: تسع عشرة سنة، ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين ع ودماء أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح). الرواية واضحة على أن هناك رجلاً من أهل البيت (قائم) يملك ثلاثمائة سنة يزاد تسعاً، وإن ملكه سيكون بعد القائم الذي يملك تسعة عشر سنة، وهذا مما يدل على أن هناك أكثر من قائم. الغيبة - الشيخ الطوسي ص474: وعنه (الفضل بن شاذان)، عن علي بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر ع: (إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد ص، يسير بسيرة سليمان بن داود. تمام الخبر). * * * -آراء العلماء بالمهديين 1- كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص77: 1- في رد الشيخ الصدوق على الزيدية قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر؛ لأن الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر بعد محمد ص قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الامامية أن الأرض لا تخلو من حجة. فيقال لهم: إن عدد الأئمة ص إثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماماً اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر ع بعده. الشيخ الصدوق (رحمه الله) لا يقيد الإمامة بالأئمة الإثني عشر ص بدليل قوله: (ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة) ، ويعضد كلامه بالرواية الآتية التي تشير إلى ذلك: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه)، قال: حدثنا عبد العزيز ابن يحيى، قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، عن محمد بن عقبة، عن حسين بن الحسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن – الحارث، قال: (قلت لعلي ع: يا أمير المؤمنين، أخبرني بما يكون من الأحداث بعد قائمكم ؟ قال: يا ابن الحارث، ذلك شيء ذكره موكول إليه، وإن رسول الله ص عهد إليً أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين "عليهما السلام"). 2- الإرشاد - الشيخ المفيد ج2 ص386 - 387: قد روي أن مدة دولة القائم ع تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها، على ما قدمناه، وهذا أمر مغيب عنا، وإنما ألقي إلينا منه ما يفعله الله ( بشرط يعلمه من المصالح المعلومة - له جل اسمه - فلسنا نقطع على أحد الأمرين، وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر. وليس بعد دولة القائم ع لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك، ولم ترد به على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي هذه الأمة ع إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء، والله أعلم بما يكون، وهو ولي التوفيق للصواب، وإياه نسأل العصمة من الضلال، ونستهدي به إلى سبيل الرشاد. (وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين). الشيخ المفيد في كلامه لا يقطع بأن الإمامة سوف تنتهي بموت الإمام المهدي ع. 3- إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج2 ص295: قال: (وجاءت الرواية الصحيحة: بأنه ليس بعد دولة القائم ع دولة لأحد، إلا ما روي من قيام ولده إن شاء الله تعالى ذلك، ولم ترد به الرواية على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنه لن يمضى ع من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً، يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة، والله أعلم). وهو مقارب من كلام الشيخ المفيد رحمه الله. 4- كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي ج3 ص266: قال: (وليس بعد دولة القائم ع لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والبتات وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي الأئمة ع إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج والمرج وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم بما يكون وهو ولي التوفيق للصواب وإياه نسأل العصمة من الضلال ونستهدي به إلى سبيل الرشاد). وهذا الكلام أيضاً مشابه لكلام الشيخ المفيد رحمه الله. 5- رسائل المرتضى - الشريف المرتضى ج3 ص145 - 146: سئل (رضي الله عنه) عن الحال بعد إمام الزمان ع في الإمامة، فقال: إذا كان المذهب المعلوم أن كل زمان لا يجوز أن يخلو من إمام يقوم بإصلاح الدين ومصالح المسلمين، ولم يكن لنا بالدليل الصحيح أن خروج القائم يطابق زوال التكليف، فلا يخلو الزمان بعده ع من أن يكون فيه إمام مفترض الطاعة، أو ليس يكون. فإن قلنا: بوجود إمام بعده خرجنا من القول بالاثني عشرية، وإن لم نقل بوجود إمام بعده، أبطلنا الأصل الذي هو عماد المذهب، وهو قبح خلو الزمان من الإمام. فأجاب (رضي الله عنه) وقال: إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن (عليهما السلام) زوال التكليف، بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً، ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة. ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة؛ لأن الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الاثني عشر، ونبينه بياناً شافياً، إذ هو موضع الخلاف والحاجة. ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالاثني عشرية؛ لأن هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة اثني عشر إماماً. وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب، فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا. 6- الميرزا النوري - النجم الثاقب ج2 ص73: قال بعد أن ساق اثني عشر دليلاً على ذرية الإمام المهدي ع: (... ولم يصل خبر يعارض هذه الأخبار إلّا حديث رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شاذان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز، قال: "دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ع، فقال له: أنت إمام ؟ قال: نعم. فقال له: إني سمعت جدّك جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب. فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟! ليس هكذا قال جعفر ع، إنما قال جعفرع: لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه لا عقب له. فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدّك يقول". ... وقد نقل هذا الخبر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة إن مقصود الإمام ع من أنه لا ولد له، أي أن لا يكون له ولد يكون إماماً يعني أنّه ع خاتم الأوصياء وليس له ولد إمام. أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد. فلا يعارض الأخبار المذكورة والله العالم). قال الشيخ ناظم العقيلي تعليقاً على كلام الميرزا النوري: وأقل ما يقال في كلام الميرزا النوري، إنه يقول بجواز تعدي الإمامة عدد الاثني عشر، بل من اطلع على كل كلامه في النجم الثاقب، يجزم بأن الميرزا النوري يعتقد بإمامة المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، وإنما التجأ هنا إلى الترديد؛ لأنه في مقام الرد على الاستدلال بهذا الحديث على أن الإمام المهدي ع لا ذرية له، ومع ذلك قال: (... أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد)، أي إن الإمام الحسين ع يرجع على أحد المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، وهذا المهدي ليس له ولد. 7- مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي ج10 ص516 - 517: تعليق الشيخ النمازي على راوية اثنى عشر مهدياً في كتاب إكمال الدين للشيخ الصدوق ص358 باب خلفاء المهدي ع وأولاده وما يكون بعده: إكمال الدين: عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (صلوات الله عليه): يا بن رسول الله، سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثني عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثني عشر مهدياً ولم يقل إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). 2- تعليق الشيخ علي النمازي: أقول: هذا مبين للمراد من رواية أبي حمزة ورواية منتخب البصائر ولا إشكال فيه وغيرهما مما دل على أن بعد الإمام القائم ع إثني عشر مهدياً، وأنهم المهديون من أوصياء القائم والقوام بأمره كي لا يخلو الزمان من الحجة. 8- المجتمع الفرعوني - الشهيد محمد باقر الصدر ص175- الباب الرابع - الفصل الثالث: السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) فقد نقل عنه في كتاب (المجتمع الفرعوني) والذي هو عبارة عن تقرير محاضرات ألقاها الشهيد الصدر، قال: (... فالمهدي ع سوف يدمر كل أسباب الفساد والانحراف وعلى رأسها الظلم الفرعوني والجور ويؤسس مجتمع القسط والعدل ويرسم له مناهجه في جميع مجالات الحياة الإنسانية، ثم يأتي بعده أثني عشر خليفة يسيرون في الناس وفق تلك المناهج التي وضعت تحت إشراف الحجة المهدي ع، وخلال فترة ولاية الاثني عشر خليفة يكون المجتمع في سير حثيث نحو التكامل والرقي ويكون الإنسان بمستوى من العلم والأخلاق ما لا يحتاج إلى رقيب غير الله تعالى، وعند ذلك يتحقق البلاغ بوراثة الصالحين الأرض. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾). 9- تاريخ ما بعد الظهور - الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر ج3 ص779: قال السيد الصدر: (وأما قوله - يقصد الطبرسي -: وأكثر الروايات أنه لن يمضي من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً... فهذه الروايات سنسمعها، ومؤداها أن الحجة سيرفع - أي يموت - قبل القيامة بأربعين يوماً. وسنرى أنه ليس المراد بالحجة شخص الإمام المهدي بل شخص آخر، قد يوجد بعد زمان المهدي ع بدهر طويل. ... وأما من زاوية كفاية روايات الأولياء للإثبات التاريخي، فهو واضح طبقاً لمنهجنا في هذا التاريخ؛ لأنها متكثرة ومتعاضدة وذات مدلول متشابه إلى حد بعيد. ... ونحن حين نجد أن أخبار الرجعة غير قابلة للإثبات، كما عرفنا، ونجد أن أخبار الأولياء قابلة للإثبات، كما سمعنا، لا محيص لنا من الأخذ بمدلول أخبار الأولياء بطبيعة الحال). 10- عصر الظهور - الكوراني (الطبعة الأولى ص330 الطبعة السابعة ص268 - 269): 3- رأي الكوراني في المهديين: (...... الروايات عن مدة دولة الإمام المهدي ع في حياته وبعده، وإن كانت متعارضة، إلا أن المرجح عندنا أنها تستمر إلى آخر الدنيا، وأنه يحكم من بعده المهديون من أولاده، ثم تكون رجعة بعض الأنبياء والأئمة ص، فيحكمون إلى آخر الدنيا). 11- عصر الظهور - الكوراني (الطبعة الأولى ص332 - 333 الطبعة السابعة ص271): في كلام للكوراني عن الرجعة يذكر به المهديين: (.. والاعتقاد بالرجعة وإن لم يكن من ضروريات الإسلام، ولا من ضروريات مذهب التشيع، بمعنى أن عدم الاعتقاد بها لا يخرج الإنسان عن مذهب أهل البيت ص ولا عن الإسلام. ولكن أحاديثها تبلغ من الكثرة الوثاقة ما يوجب الاعتقاد بها. ويذكر بعضها أن الرجعة تبدأ بعد حكم المهدي ع وحكم أحد عشر مهدياً بعده، ففي غيبة الطوسي ص299 عن الإمام الصادق ع قال: "إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ع"). 12- المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ع ص299: الشيخ علي الكوراني في المعجم الموضوعي، فصل (يماني كعب يكون بعد المهدي ع ويبيد قريش)، قال: (أما أحاديث مصادرنا فتدل على أن الدولة الإلهية الموعودة تمتد قروناً على يد المهدي ع ثم على يد المهديين من أبنائه، وأن لله تعالى برنامجاً في تطوير الحياة على الأرض، ورجعة النبي ص والأئمة ص إلى الحياة الدنيا في زيارة أو يحكمون مدداً طويلة. وأن نزول عيسى يكون في زمن المهدي ع ويبقى مدة غير طويلة ويتوفى، وأن الدجال يخرج في زمن المهدي ع فيعالج ضلالته ويقتله). وقال أيضاً تحت عنوان (يحكم بعد المهدي ع إثنا عشر من ولده) ص299 - 304، بعد أن ساق الروايات التي تدل على المهديين ص: (... هذا، وقد وقع المرحوم البياضي العاملي رحمه الله في شبهتهم فردَّ حديث الإثني عشر مهدياً بعد الإمام المهدي ع وناقش الشريف المرتضى في ذلك، قال في الصراط المستقيم: ج2 ص152: وفي بعضها: سيكون بعدي إثنا عشر إماماً أولهم أنت، ثم عد أولاده، وأمر أن يسلمها كل إلى ابنه، قال: ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً. قلت: الرواية بالإثني عشر بعد الإثني عشر شاذة ومخالفة للروايات الصحيحة المتواترة الشهيرة بأنه ليس بعد القائم دولة، وأنه لم يمض من الدنيا إلا أربعين يوماً فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة. على أن البعدية في قوله من بعدهم، لا تقتضي البعدية الزمانية كما قال تعالى: فمن يهديه من بعد الله، فجاز كونهم في زمان الإمام وهم نوابه ع. إن قلت: قال في الرواية: فإذا حضرته يعني المهدي الوفاة فليسلمها إلى ابنه، ينفي هذا التأويل ؟! قلت: لا يدل هذا على البقاء بعده، ويجوز أن يكون لوظيفة الوصية لئلا يكون ميتة جاهلية، ويجوز أن يبقى بعده من يدعو إلى إمامته، ولا يضر ذلك في حصر الإثني عشر فيه وفي آبائه. قال المرتضى: لا يقطع بزوال التكليف عند موته عليه السلام بل يجوز أن يبقى حصر الإثني عشر فيه بعد أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، ولا يخرجنا هذا القول عن التسمية بالإثني عشرية؛ لأنا كلفنا بأن نعلم إمامتهم إذ هو موضع الخلاف، وقد بينا ذلك بياناً شافياً فيهم، ولا موافق لنا عليهم فانفردنا بهذا الاسم عن غيرنا من مخالفيهم. وأنا أقول: هذه الرواية آحادية توجب ظناً ومسألة الإمامة علمية، ولأن النبي ص إن لم يبين المتأخرين بجميع أسمائهم، ولا كشف عن صفاتهم مع الحاجة إلى معرفتهم فيلزم تأخير البيان عن الحاجة.وأيضاً فهذه الزيادة شاذة لاتعارض الشائعة الذائعة. إن قلت: لا معارضة بينهما؛ لأن غاية الروايات يكون بعدي إثنا عشر خليفة. الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ونحوها. قلت: لو أمكن ذلك لزم العبث والتعمية في ذكر الإثني عشر، ولأن في أكثر الروايات وتسعة من ولد الحسين، ويجب حصر المبتدأ في الخبر، ولأنهم لم يذكروا في التوراة وأشعار قِسٍّ وغيرها ولا أخبر النبي ص برؤيتهم ليلة إسرائه إلى حضرة ربه، ولما عد الأئمة الإثني عشر قال للحسن: لا تخلو الأرض منهم ويعني به زمان التكليف، فلو كان بعدهم أئمة لخلت الأرض منهم، ويبعد حمل الخلو على أن المقصود به أولادهم لأنه من المجاز ولا ضرورة تحوج إليه. انتهى. ومعنى كلامه رحمه الله: أن الشريف المرتضى رحمه الله دافع عن روايات استمرار التكليف والإمامة العامة بعد الإمام المهدي ع بأولاده المهديين، وقال إن ذلك لا ينافي أن الأئمة ص إثنا عشر لا أكثر؛ لأنهم الأصل والباقون من فروعهم وامتدادهم. ولم يردَّ هو كلام المرتضى بأكثر من الإستبعاد والتكلف في تأويل حديث الإثني عشر مهدياً ! أما قوله إنه خبر آحاد، فسببه أنه لم يطلع على الأخبار العديدة التي أوردناها، وقد رأيت في مصادر غيرنا طرفاً منها أيضاً ! وتصوره رحمه الله أن القيامة قريبة من دولة الإمام المهدي عليه السلام لم يأته من أحاديث أهل البيت ص بل من غيرها، وكذا تفسيره الخاطئ لعدم وجود دولة بعد دولتهم، فلا نوافقه على أنه يدل على قصر مدة دولتهم ص !) انتهى كلام الكوراني. وعلق الشيخ ناظم العقيلي قائلاً: إن رد الكوراني على قول البياضي بأن رواية الوصية خبر آحاد؛ (أما قوله إنه خبر آحاد، فسببه أنه لم يطلع على الأخبار العديدة التي أوردناها، وقد رأيت في مصادر غيرنا طرفاً منها أيضاً !)، يعني أنه يرى أن مضمون الوصية بالإثني عشر مهدياً متواتر معنى؛ لأنه رد كون رواية الوصية خبر آحاد، وما يقابل الآحاد هو المتواتر، إذن الكوراني يرى بأن معنى رواية الوصية متواتر - وهو الصحيح -، والمتواتر يفيد العلم والقطع وتبنى عليه العقائد، وهو - أي المتواتر - غني عن تتبع أحوال رجال سنده؛ لأن صحته مأخوذة من تواتره لا من خصوص سنده، والسند يبحث فيه في أخبار الآحاد، فإن صح عندهم فغاية ما يفيده هو الظن، بينما المتواتر يفيد القطع والجزم، فإن تم تحصيل القطع يكون البحث عن تحصيل الظن تحصيل حاصل بل مجانب للحكمة والعلم. نعم أحبتي القراء .. هنا الشيخ الكوراني أثبت رواية الوصية وأثبت المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، ولم يعترض بشيء، بل رد على من اعترض على ذلك، وجزم بحكم المهديين بعد أبيهم الإمام المهدي ع .. ولكن هذا حاله عندما يكتب بعيداً عن دعوة السيد أحمد الحسن ع .. أما إن عرضت له الدعوة اليمانية المباركة سرعان ما يرتجف قلمه، وينقض غزله بيده، ويناقض ما خطته يده بلا حياء أو خجل .. فهاكم اسمعوا ما قاله في كتابه الذي رد فيه على الدعوة اليمانية، والمعنون بـ (فعاليات صهيونية وهابية في العراق) حيث قال عن رواية الوصية التي أثبتها ودافع عنها بحزم في كتابه (المعجم الموضوعي): (على أن سند الرواية لا يتم على مباني علماء الجرح والتعديل، فقد قال عنها الحر العاملي: وروى الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة .. (الإيقاظ من الهجعة: ص٣٦٢ )، ففيها مجهولون لم يوثقهم أحد من علماء الرجال، مثل: علي بن سنان الموصلي، وأحمد بن محمد بن الخليل، وجعفر بن أحمد البصري). فما عدا مما بدا يا كوراني ؟! لماذا هذا التلون ؟! وهل تربطك بالحرباء صلة قرابة ؟! فكيف تثبت في كتابك (المعجم الموضوعي) رواية الوصية وتنفي أنها خبر آحاد - وهذا يعني أنها متواترة معنى - وتثبت المهديين الإثني عشر المذكورين في الوصية المقدسة، ثم تأتي هنا لتشكك بصدور الوصية وسندها ! هل يوجد سبب غير الحسد والحقد الذي يعمي ويصم ويفضح صاحبه على رؤوس الأشهاد ؟! ثم ألا تعلم يا كوراني - وأنت بهذا العمر - أن الخبر المتواتر والمحفوف بالقرينة أو القرائن القطعية، خارج عن التقسيم الرباعي للخبر بحسب السند إلى (الصحيح والحسن والموثق والضعيف)، ويختص هذا التقسيم بالخبر الآحاد المجرد عن القرينة ؟! إن كنت لا تدري، أقول لك: رحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده. وبالنسبة إلى سند رواية الوصية فيكفيه شهادة الميرزا النوري باعتباره، وتفصيل القول فيه يطلب من كتابيّ: (انتصاراً للوصية) و (دفاعاً عن الوصية). وقال الكوراني أيضاً في كتابه آنف الذكر: (استدل أحمد إسماعيل لبدعته بأحاديث أنه يحكم بعد المهدي إثنا عشر مهدياً، فادعى أنه ابن الإمام المهدي الذي يحكم بعده، وقد أرسله قبله ! أقول: نعم، صح عندنا عن أهل البيت أن الذي يتولى مراسم دفن الإمام المهدي هو الحسين وأنه أول من يرجع من الأئمة ويحكم بعد المهدي حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر، وأنه يحكم بعده اثنا عشر مهديًا من ولد الحسين، وقد يكونون من ولد المهدي). فانظروا إلى الكوراني كيف يحاول تسلق جدار أملس، وقد أعياه الخروج، فراح يطلق سهامه بصورة عشوائية فشجت رأسه، فهو يعلم يقيناً بأن الرجعة تكون بعد المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، ورغم ذلك دفعه حسده وحقده إلى مراوغة غير موفقة، ليوحي إلى القارئ بأن المهديين أمرهم مردد بين أن يكونوا من مطلق ذرية الحسين ع، وقد يكونوا من ذرية الإمام المهدي ع، وأن الذي يلي دفن الإمام المهدي ع هو الإمام الحسين ع. أقول: الظاهر أن الكوراني مبتلى بتشتت الأفكار وصعوبة التجميع، فقد أفرد في كتابه المعجم الموضوعي عنواناً مستقلاً باسم (يحكم بعد المهدي ع اثنا عشر من ولده) وساق روايات عديدة تدل وتنص على ذلك، وأيضاً رد على البياضي في نفيه للمهديين من ولد الإمام المهدي ع، ثم يأتي هنا بعد أن أثمله الحسد والحقد ليقول: (وأنه يحكم بعده اثنا عشر مهديًا من ولد الحسين، وقد يكونون من ولد المهدي)، ليوحي الى القارئ بأن الأمر غير ثابت فقد يكون وقد لا يكون، كما هو شأن (قد) عند دخولها على الفعل المضارع ! أما الروايات التي تنص على أن الحسين ع هو من يلي دفن القائم ع، فهي لم تنص على أن هذا القائم هو محمد بن الحسن العسكري ع، وبذلك فهي قابلة للانطباق على المهديين من ذرية الإمام المهدي ع، فقد وصفتهم الروايات بـ (القوَّام)، كما وصفتهم بـ (المهديين)، وبالتالي فالقضية واضحة كالشمس لا يسترها حجاب الحقد والحسد والجهل، بأن الرجعة سوف تبدأ في نهاية حكم المهدي الثاني عشر من ذرية الإمام المهدي ع، وإن القائم الذي يدفنه الحسين ع هو آخر المهديين الاثني عشر لا الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع. وهل نسيت يا كوراني تفسيرك للرواية التي تقول: (... فلذلك إذا رحل قائمنا، لم يبق أثر من الإسلام، وإذا لم يبق أثر من الإسلام، لم يبق أثر من الدنيا)، إذ فسَّرت القائم في هذه الرواية لا يعني الإمام المهدي ع، بل هو من حكام أهل البيت ص الذين يأتون بعد الإمام المهدي ع، أم كان استبسالك هذا في إثبات المهديين من ولد القائم ع قبل أن تبتلى بالعمى وتشتت الفكر ؟! وإليكم نص ما ذكره الكوراني في كتابه (المعجم الموضوعي) ص305: (ووى الخاتون آبادي في أربعينه: ص203، عن الفضل بن شاذان بسند صحيح عن الإمام الصادق ع، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ص، قال: الإسلام والسلطان العادل أخوان لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه، الإسلام أس، والسلطان العادل حارس، وما لا أس له فمنهدم، وما لا حارس له فضايع، فلذلك إذا رحل قائمنا، لم يبق أثر من الإسلام، وإذا لم يبق أثر من الإسلام، لم يبق أثر من الدنيا. انتهى. والجواب: أن القائم هنا ليس بمعنى الإمام المهدي المنتظر ع بل بمعنى الحاكم من أهل البيت ص في دولتهم التي يؤسسها المهدي ع، فهذه الرواية لا تنفي استمرار دولتهم إلى يوم القيامة ص بل تؤكده) انتهى. وبعد ما تقدم أليس حرّي بنا أن نختم بقول الشاعر: لا تلتمسْ يوماً رجاءً عندَ مَنْ جرَّبتَهُ فوجـدتَهُ لم يشعرِ * * * -الأدلة على وجود ذرية للإمام المهدي ع هناك روايات ذكرتها في موضوع المهديين وسأذكرها أيضاً في هذا الموضوع، وذلك لأن نفس الروايات تذكر المهديين والذرية. الدليل الأول: الغيبة - الشيخ الطوسي ص150 - 151: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ع، قال: قال رسول الله ص - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع: (يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً (.... إلى قوله ص): فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين). الدليل الثاني: الإرشاد - الشيخ المفيد ج2 ص376، بشارة الإسلام ص158، كشف الغمة - ابن أبي الفتح الاربلي ج3 ص259: الفضل بن شاذان، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن ع، قال: (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات). تعليق الشيخ الفاضل ناظم العقيلي: فدلالة هذه الرواية واضحة على أن قبل قيام القائم تهدى الرايات (أي تبايع) إلى ابن صاحب الوصيات. وصاحب الوصيات هو وارث الأئمة المعصومين وخاتمهم ومن انتهت إليه الوصية وهو الإمام محمد ابن الحسن العسكري صاحب الزمان ع، وهو المستحفظ من آل محمد ع. والرواية تنص على أن الرايات تهدى إلى ابن صاحب الوصيات أي ابن الإمام المهدي ع. الدليل الثالث: الغيبة - الشيخ الطوسي ص164 - 166، وأيضاً في ص336: وروى عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي، عن منذر بن محمد بن قابوس، عن نصر بن السندي، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الأصبغ بن نباتة. ورواه سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الأصبغ بن نباتة، قال: (أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته ينكت في الأرض، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك مفكراً تنكت في الأرض، أرغبة منك فيها ؟ قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا قط، ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملاها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. قلت: يا مولاي فكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال: ستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين. فقلت: وإن هذا الأمر لكائن ؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة. قال: قلت: ثم ما يكون بعد ذلك ؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات) ([44]). وهذه الرواية لا يمكن انطباقها على الإمام المهدي ع؛ لأن الرواية خاصة بابن الحادي عشر من ظهر الإمام علي ع، والحادي عشر هو الإمام المهدي، فالمولود يكون من ظهر الإمام المهدي ع، وأيضاً له غيبة وهي ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، وهذه الغيبة ليس المقصود منها غيبة الإمام المهدي فالإمام المهدي له غيبتان، أما الأولى فتسعة وستون سنة تقريباً، وأما الثانية فأكثر من ألف ومائة سنة ، وقد قام البعض بإضافة حرف الياء في كلمة (ظهر) لظنٍ منهم أنه لا يستقيم لها معنى إذا بقيت الرواية على حالها، أو لغير ذلك، لكي ينسبون المعنى في الرواية إلى الإمام المهدي ع وخاصة المعاندين منهم في هذا الزمان ، ولكن هناك بعض العلماء ترك الرواية على حالها من باب حفظ الأمانة كما هي، أولئك الذين يعلمون بأن كلام أهل البيت صعب مستصعب وليس لأي كان أن يفهم كلامهم ولذا قاموا بترك الرواية على حالها، أما المهدي الذي تكلم عنه أمير المؤمنين ع هو مهدي يولد في آخر الزمان قد ذكره الإمام الباقر ع وهو الذي يكون من ظهر الإمام المهدي ع وهو الذي تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام كما في الرواية الآتية. كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص330: وبهذا الإسناد، عن محمد بن مسعود، عن نصر بن الصباح، عن جعفر بن - سهيل، قال: حدثني أبو عبد الله أخو أبي علي الكابلي، عن القابوسي، عن نصر بن - السندي، عن الخليل بن عمرو، عن علي بن الحسين الفزاري، عن إبراهيم بن عطية، عن أم هانئ الثقفية، قالت: (غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) فقلت له: يا سيدي، آية في كتاب الله ( عرضت بقلبي فأقلقتني وأسهرت ليلي، قال: فسلي يا أم هانئ. قالت: قلت: يا سيدي قول الله (: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾([45])، قال: نعم، المسألة سألتيني يا أم هانئ هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام، فيا طوبى لك إن أدركتيه، ويا طوبى لمن أدركه). الدليل الرابع: الغيبة - الشيخ الطوسي ص161 - 162: أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن المستنير، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره). الدليل الخامس: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج3 ص393: ومن رواية ابن غسان، بإسناده، عن علي ع، أنه قال: (يخرج منا رجلان، أحدهما من الآخر، يقال لأحدهما المهدي، وللآخر المرضي). الدليل السادس: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج2 ص42: "ما جاء نصاً" فيه، عن النبي ص، أنه ذكر المهدي ع، وما يجريه الله ( من الخيرات والفتح على يديه. (فقيل له: يا رسول الله، كل هذا يجمعه الله له ؟ قال: نعم، وما لم يكن منه في حياته وأيامه هو كائن في أيام الأئمة من بعده من ذريته). الدليل السابع: الغيبة - الشيخ الطوسي ص273 - 280، وفي مصباح المتهجد - للشيخ الطوسي ص406 - 409، وجمال الأسبوع - للسيد ابن طاووس ص304 - 306، وإلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - للشيخ علي اليزدي الحائري ج1 ص331 - 333، البحار ج52 ص22 وج91 ص83، مفاتيح الجنان - أعمال يوم الجمعة ص83 - 85: عن أحمد بن علي الرازي، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني - في منصرفه من أصفهان - في حديث طويل قال: (حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا. فلما قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا داراً في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة ص تسمى دار الرضا ع، وفيها عجوز سمراء فسألتها - لما وقفت على أنها دار الرضا ع - ما تكونين من أصحاب هذه الدار ؟ ولم سميت دار الرضا ؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسى (عليهما السلام)، أسكنيها الحسن بن علي (عليهما السلام)، (وهي كانت واسطة بين الشيعة وإمام العصر ع - والقصة طويلة - وذكر في آخرها أنه ع أرسل إليها دفتراً وكان مكتوباً فيه صلوات على رسول الله وباقي الأئمة وعليه "صلوات الله عليه")، وأمره إذا أردت أن تصلي عليهم فصلي عليهم هكذا وهو طويل: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البريء من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله (..... إلى قوله ع) اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير (...... إلى قوله ع) اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، (و) الحسن الرضا، والحسين المصطفى، وجميع الأوصياء مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده، والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وأزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم [ديناً]، دنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير). الدليل الثامن: مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي ص409 - 411، المصباح - للكفعمي ص548 - 550، مفاتيح الجنان ص616 - 618، معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ الكوراني ج4 ص172 - 173: الدعاء لصاحب الأمر ع المروي عن الرضا ع. روى يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا ع كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا: (اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك (... إلى قوله ع) اللهم أعطه في نفسه وأهله ووَلَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه (.... إلى قوله ع) اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعز نصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، وثبت دعائمهم، واجعلنا لهم أعواناً، وعلى دينك أنصاراً، فإنهم معادن كلماتك، وخزان علمك، وأركان توحيدك، ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك، وصفوتك من خلقك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد نبيك، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته). وما روي عن أبي عمرو بن سعيد العمري (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري أن أبا علي محمد بن همام أخبره بهذا الدعاء، وذكر: أن الشيخ أبا عمرو العمري (قدس الله روحه) أملاه عليه، وأمره أن يدعو به. وهذا الدعاء يهتم بذكر ولد واحد للإمام المهدي ع وبعده يذكر الذرية مما يدل على أن لهذا الولد مقاما خاصاً. الدليل التاسع: البحار - العلامة المجلسي ج99 ص100 - 101: العلامة المجلسي قال في أحد زيارات الإمام المهدي ع: (... ثم صلِّ صلاة الزيارة وقد تقدم بيانها في الزيارة الأولى فإذا فرغت منها فقل: اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته، الهادين المهديين، العلماء الصادقين الأوصياء المرضيين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفائك في أرضك، فهم الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغذيتهم بحكمتك، وغشيتهم برحمتك، وزينتهم بنعمتك، وألبستهم من نورك ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك. اللهم صلِّ على محمد وعليهم صلاة زاكية نامية، كثيرة طيبة دائمة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك. اللهم صلِّ على وليك المحيي لسنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك. اللهم أعز نصره، وامدد في عمره، وزين الأرض بطول بقائه، اللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين، اللهم أعطه في نفسه وذريته، وشيعته ورعيته، وخاصته وعامته، ومن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير. ثم ادع الله بما أحببت). الدليل العاشر: من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج1 ص327، الكافي- الشيخ الكليني ج2 ص548: عن الإمام الجواد ع أنه قال: (إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد نبياً، وبعلي ولياً، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي ابن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة بن الحسن بن عليَّ أئمة، اللهم وليك الحجة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، وامدد له في عمره، واجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك وأره ما يحب وتقر به عينه في نفسه وفي ذريته وأهله وماله وفي شيعته وفي عدوه، وأرهم منه ما يحذرون، وأره فيهم ما يحب وتقر به عينه، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين). الدليل الحادي عشر: جمال الأسبوع - السيد ابن طاووس ص41 - 42، مفاتيح الجنان ص92 زيارة الإمام المهدي ع في يوم الجمعة، ضياء الصالحين ص358: (السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك يا عين الله في خلقه، السلام عليك يا نور الله الذي يهتدى به المهتدون ويفرج به عن المؤمنين، السلام عليك أيها المهذب الخائف، السلام عليك أيها الولي الناصح، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليك يا عين الحياة، السلام عليك صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين، السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الأمر، السلام عليك يا مولاي أنا مولاك عارف بأولك وأخراك، أتقرب إلى الله بك وبآل بيتك، وانتظر ظهورك وظهور الحق على يديك، واسأل الله أن يصلى على محمد وآل محمد وأن يجعلني من المنتظرين لك والتابعين والناصرين لك على أعدائك والمستشهدين بين يديك في جملة أوليائك، يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك وقتل الكافرين بسيفك، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك، وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام ومأمور بالضيافة والإجارة، فأضفني وأجرني، صلوات الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين). الدليل الثاني عشر: إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس ج2 ص117 - 136، مفاتيح الجنان - الزيارة الجامعة ص628 - 629 وهذه الزيارة في خلال أدعية عرفة: ومن أدعية يوم عرفة ما رويناه بإسنادنا إلى أبى محمد هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى إياس بن الأكوع، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)، قال: (سمعته يدعو في يوم عرفة في الموقف بهذا الدعاء، فنسخته: تقول إذا زالت الشمس من يوم عرفة وأنت بها، تصلى الظهر والعصر، ثم ائت الموقف (... إلى قوله ع): السلام عليك يا مولاي يا أبا القاسم محمد بن الحسن صاحب الزمان، صلى الله عليك وعلى عترتك الطاهرة الطيبة. يا موالي كونوا شفعائي في حط وزري وخطاياي، آمنت بالله وبما أنزل إليكم، وأتوالى آخركم بما أتوالى به أولكم، وبرئت من الجبت والطاغوت واللات والعزى. يا مولاي، أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، وعدو لمن عاداكم، وولى لمن والاكم إلى يوم القيامة، ولعن الله ظالميكم وغاصبيكم، ولعن الله أشياعهم وأتباعهم وأهل مذهبهم، وأبرأ إلى الله واليكم منهم). الدليل الثالث عشر: البحار - العلامة المجلسي ج24 ص165 - 166: كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن محمد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ع في قوله (: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾ الآية، قال: هذه لآل محمد المهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله ( به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات السفهة الحق، حتى لا يرى أثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولله عاقبة الأمور). الدليل الرابع عشر: إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس ج1 ص191: فمن الرواية في الدعاء لمن أشرنا إليه صلوات الله عليه، ما ذكره جماعة من أصحابنا، وقد اخترنا ما ذكره ابن أبي قرة في كتابه، فقال بإسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن عيسى بن عبيد، بإسناده عن الصالحين ص، قال: (وكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً وعلى كل حال، والشهر كله، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله ص: "اللهم كن لوليك، القائم بأمرك، الحجة محمد بن الحسن المهدي، عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام، في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً وقاعداً وناصراً ودليلاً ومؤيداً، حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طولاً وعرضاً، وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين"). الديل الخامس عشر: البحار - العلامة المجلسي ج86 ص333 - 339: (من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا، فإذا صليت الفجر يوم الجمعة، فابتدئ بهذه الشهادة، ثم بالصلاة على محمد وآله وهي هذه: اللهم أنت ربي ورب كل شيء، وخالق كل شيء، آمنت بك وبملائكتك وكتبك ورسلك، وبالساعة والبعث والنشور، وبلقائك والحساب ووعدك ووعيدك وبالمغفرة والعذاب، وقدرك وقضائك، ورضيت بك رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ص نبياً، وبالقرآن كتاباً وحكماً، وبالكعبة قبلة، وبحججك على خلقك حججاً وأئمة، وبالمؤمنين إخواناً، وكفرت بالجبت والطاغوت، وباللات والعزى، وبجميع ما يعبد دونك، واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (... إلى قوله): اللهم كن لوليك في خلقك ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه منها طولاً، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين.....). وهذا الدعاء مشابه للدعاء الذي قبله. الدليل السادس عشر : مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي ص71: ومما وجد بخط العسكري ع أنه كتب: (صعدنا ذرى الحقايق بأقدام النبوة والولاية، ونحن أعلام الهدى، وبحار الندى، ومصابيح الدجى، وليوث الوغى، وطعان العدى، وفينا نزل السيف والقلم في العاجل، ولنا الحوض واللوى في الأجل، وأسباطنا خلفاء الدين وصفوة رب العالمين). وفي لفظ آخر: مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي ص306، بشارة الإسلام ب12 ص168: "درة الباهرة من أصداف الطاهرة" من تأليفات قطب الدين الكيدري أو الشهيد الثاني كما صرح به بعض العلماء منهم المجلسي، قال: وجد بخط الإمام أبي محمد الحسن العسكري عن على ظهر الكتاب: (قد صعدنا ذرى الحقايق بأقدام النبوة والولاية، وذرنا سبع طرائق أعلام الفتوة والهداية، ونحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد في الآجل، أسباطنا خلفاء الدين، وخلفاء اليقين، مصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم). تعليق الشيخ الفاضل ناظم العقيلي: وهنا أشار الإمام الحسن العسكري إلى أسباطه (أسباطنا خلفاء الدين القويم) والسبط ابن الابن، ولا يوجد ابن للإمام الحسن العسكري ع غير الإمام المهدي ع، فتعين أن يكون هؤلاء الأسباط من ذرية الإمام المهدي ع وخلفاءه في الأمة. وأيضاً هذا الخبر يعضد روايات ذرية الإمام المهدي ع الذين يحكمون بعده ع. الدليل السابع عشر : البحار - العلامة المجلسي ج52 ص159 - 168: أقول (الكلام للمجلسي): وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت إيرادها؛ لاشتمالها على ذكر من رآه، ولما فيه من الغرائب. في موضع ص164. (فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم فإني لا أرى لهم أرضاً مزروعة، فقال: تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر ع، فقلت له: كم تأتيكم ميرتكم في السنة ؟ فقال: مرتين، وقد أتت مرة وبقيت الأخرى. فقلت: كم بقي حتى تأتيكم ؟ قال: أربعة أشهر). وفي موضع آخر في ص168: (فسألته عن أحوال السيد شمس الدين (أدام الله أفضاله)، فقال: إنه من أولاد أولاد الإمام، وإن بينه وبين الإمام ع خمسة آباء، وإنه النائب الخاص عن أمر صدر منه ع). الدليل الثامن عشر : البحار - العلامة المجلسي ج52 ص376، مفاتيح الجنان ص477 في فضل مسجد السهلة وأعماله: روي في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع، قال: قال لي: يا أبا محمد، كأني أرى نزول القائم ع في مسجد السهلة بأهله وعياله. قلت: يكون منزله جعلت فداك ؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمان، وما بعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر [والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله ص، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه]. قلت: جعلت فداك، لا يزال القائم فيه أبداً ؟ قال: نعم، قلت: فمن بعده ؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق). الدليل التاسع عشر : الغيبة - الشيخ الطوسي ص471: الفضل بن شاذان، عن عثمان بن عيسى، عن صالح بن أبي الأسود، عن أبي عبد الله ع، قال: ذكر مسجد السهلة فقال: (أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله). الدليل العشرون: الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس ص139: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، حدثني من سمع علياً يقول: (إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل الشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت). الدليل الحادي والعشرون: البحار – العلامة المجلسي ج53 ص11: جاء في رواية المفضل بن عمر عن الصادق ع في أمر القائم ع: (... قال المفضل: فما يصنع بأهل مكة ؟ قال: يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلاً من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة...). الدليل الثاني والعشرون: البحار - العلامة المجلسي ج52 ص306: وعن علي بن الحسين عليهما السلام في ذكر القائم ع في خبر طويل قال: (فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيقول: يا عبد الله، ما يجلسك ههنا ؟ فيقول: يا عبد الله، إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر قال: فيضحك فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل قال: فيأخذ بيده ويصافحه، ويسلم عليه، ويقول له: قم ويجيئه بفرس يقال له البراق فيركبه ثم يأتي إلى جبل رضوى، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها. قال: فيقوم رجل منه فينادي أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله ص، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه، فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله...). وقوله ع: (فيقوم رجل منه)، أي من الإمام المهدي ع، يعني من ذريته. الدليل الثالث والعشرون: الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي ص531: قال الحسين بن حمدان الخصيبي: ومما أتى في الحديث الصحيح، عن رسول الله: (أنه كان جالس في محرابه ووجهه كدارةِ البدر في وقت الاكتمال وكانت محدقة من حوله الأنصار والمهاجرون، ومن آمن في نبوته. فقال زيد بن حارثة، وسعد بن مالك: يا رسول الله، سمعناك بالأمس تأتي بذكر الحسين بن علي، وأبيه أمير المؤمنين. فقال ص: فسوف يظهر من قبائل ولدي الحسين ونسله إمام يقال له الإمام محمد بن الحسن بن علي، وسوف تظهر قبيلة من نسله لا يحصى عددهم؛ وفي أيديهم السيوف المضريّة والخوذ الدّاودية، والثياب العدنانية؛ وهم يقيمون في نصرة ولدي الحسين كأنهم معنا وكأني أنظر إليهم يقدمون في سكك الكوفة بشعارهم مكللة ويأخذون بثارات الحسين بن علي، وأبيه أمير المؤمنين) ([46]). فقوله ص: (وسوف تظهر قبيلة من نسله)، راجع على الإمام محمد بن الحسن المهدي ع. الدليل الرابع والعشرون: مفاتيح الجنان - للشيخ عباس القمي ص525 - دار المتقين - الطبعة الأولى 2008 م - 1428 هـ - بيروت - لبنان: وجاء في قصة لقاء الحاج علي البغدادي مع الإمام المهدي ع: (... ثم بلغنا متسعاً من الطريق يواجه مدينة الكاظمين ع محاطاً بالبساتين من الجانبين وكان شطر من هذه الجادة يقع على يمين القادم من بغداد، ملكاً لبعض الأيتام من السادة، وقد اغتصبته الحكومة فجعلته جزءاً من الطريق العام، فكان الورع التقي من أهالي بغداد والكاظمية يحذر المسير في هذا الشطر من الجادة، فرأيت صاحبي هذا - يقصد الإمام المهدي ع - لا يأبى الجري عليه، فقلت له: سيدي هذا الموضع ملك لبعض الأيتام من السادة، ولا ينبغي التصرف فيه، فأجاب: هو لجدي أمير المؤمنين ع وذريته وأولادنا، ويحل التصرف فيه لموالينا...). أختم ببعض الروايات من كتب الشيخ الكوراني: أولاً/ ألف سؤال وإشكال - الشيخ علي الكوراني ج1 ص495 - 496: نقلاً عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد ص255: عن الإمام الباقر ع: (ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشاً على أثره، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران ع. قال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي القوم ! فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها .. الآية. قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس، إنا نستنصر الله، فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله. فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين. ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلغ الشاهد الغائب، وأسألكم بحق الله، وحق رسوله صلى الله عليه وآله، وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله، إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا، لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى...). ثانياً/ الممهدون - الشيخ الكوراني ص110: عن أمير المؤمنين ع أنه قال: (..... يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت). ثالثاً/ عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني (الطبعة الأولى ص284 - 285 الطبعة السابعة ص224): قال الكوراني: وتذكر بعض الروايات أن رجلاً من أصحابه ع يقف أولاً في المسجد الحرام فيعرفه الناس، ويدعوهم إلى الاستماع إليه وإجابته، ثم يقف هو ع ويلقي خطبته. فعن الإمام زين العابدين ع، قال: (فيقوم رجل منه فينادي: يا أيها الناس، هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله ص. قال: فيقومون فيقوم هو بنفسه فيقول: أيها الناس، أنا فلان بن فلان ابن نبي الله ص، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله. فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم ثلاث مئة ونيف (وينيف على الثلاثمائة) فيمنعونه) ([47]). ثم قال الكوراني: (ومعنى رجل منه: أي من نسبه). رابعاً/ عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني (الطبعة الأولى ص346 الطبعة السابعة ص284): عند نقل الكوراني نماذج من الأدعية والزيارة للإمام المهدي ع: (...... اللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين. اللهم أعطه في نفسه، وذريته، وشيعته، ورعيته، وخاصته، وعامته، وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقربه عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة. إنك على كل شيء قدير.....). والدعاء موجود بأكمله في مفاتيح الجنان في ص83 - 85 (حسب الطبعة) في أعمال يوم الجمعة، وفي آخر الدعاء: (وصل على وليك وولاة عهدك، والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة، إنك على كل شيء قدير). وقد حذف الكوراني آخر الدعاء. * * * -القائم لا يسمى ولا يكنى كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص379 - 380: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق، وعلي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا أبو تراب عبد الله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: دخلت على سيدي علي بن - محمد (عليهما السلام) فلما بصر بي قال لي: مرحباً بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقاً. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضياً ثبت عليه حتى ألقي الله (. فقال: هات يا أبا القاسم، (..... إلى أن بلغ في ذكر الأئمة ص) فقلت: ثم أنت يا مولاي. فقال ع: ومن بعدي الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، (........ إلى أن قال) فقال علي بن محمد (عليهما السلام): يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فأثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و [في] الآخرة). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص648: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن - يزيد الجعفي، قال: (سمعت أبا جعفر ع يقول: سأل عمر أمير المؤمنين ع عن المهدي، فقال: يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ قال: أما اسمه فلا، إن حبيبي وخليلي عهد إليّ أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله ( وهو مما استودع الله ( رسوله في علمه). الغيبة - الشيخ الطوسي ص333: وروى أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن ضريس الكناسي، عن أبي خالد الكابلي في حديث له اختصرناه قال: (سألت أبا جعفر ع أن يسمي القائم حتى أعرفه باسمه، فقال: يا با خالد، سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة). -الإخبار باسم المهدي ع: كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص300: عن رسول الله ص: (... فقال: لا ولكن أوصيائي، أخي منهم ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي وأحد عشر من ولده، هذا أولهم وخيرهم ثم ابناي هذان - وأشار بيده إلى الحسن والحسين - ثم وصي ابني يسمى باسم أخي علي وهو ابن الحسين، ثم وصي علي وهو ولده واسمه محمد، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن مهدي الأمة. اسمه كاسمي وطينته كطينتي، يأمر بأمري وينهى بنهيي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. يتلو بعضهم بعضاً، واحداً بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه. من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله). إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري ج2 ص221: (... قال المفضل: يا مولاي، فكيف بدء ظهور محمد المهدي وإليه التسليم ؟ قال: يا مفضل، يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره ويظهر أمره وينادى باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به، على أنه قصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه وقلنا سمي جده رسول الله وكنيه لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسماً ولا كنية ولا نسباً، والله ليتحقق الإيضاح به وباسمه وكنيته على ألسنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعض، كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهره الله كما وعد به جده ص في قوله (: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾([48]). قال المفضل: يا مولاي، فما تأويل قوله تعالى: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ ؟ قال ع: هو قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ﴾([49]) فو الله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كله واحداً كما قال جل ذكره: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾([50])، وقال الله: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾([51]). الخبر). الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي ص392 - 403: وعنه، قال الحسين بن حمدان الخصيبي: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن ابن الفرات، عن محمد بن المفضل، قال: (سألت سيدي أبا عبد الله الصادق ع، قال: حاش لله أن يوقت له وقت أو توقت شيعتنا .... (إلى قوله ع): قال المفضل: يا سيدي، فكيف بد وظهور المهدي إليه التسليم ؟ قال: يا مفضل، يظهر في سنة يكشف لستر أمره ويعلو ذكره وينادى باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك في أفواه المحققين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة لمعرفتهم به على أننا نصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه، سمي جده رسول الله ص وكنيته، لئلا يقول الناس ما عرفنا اسمه ولا كناه ولا نسبه، والله ليحقن الإفصاح به وباسمه وكنيته على ألسنتهم حتى يكون كتسمية بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة عليهم، ثم يظهر الله كما وعد جده رسول الله ص في قوله عز من قائل: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص287: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن موسى المتوكل رضي الله عنهم، قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار جميعاً، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، وإبراهيم بن هاشم، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً، قالوا: حدثنا أبو علي الحسن ابن محبوب السراد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه ص [الباقر والسجاد والحسين وعلي ص] قال: قال رسول الله ص: (المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص384 - 385: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف [من] بعده، فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ع ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام والخليفة بعدك ؟ فنهض ع مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله ( وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله ص وكنيه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً). * * * -الروايات التي تذكر اسم أحمد الغيبة - الشيخ الطوسي ص150 - 151: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ع، قال: قال رسول الله ص - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع: (يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، (.... إلى قوله ص) فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ص. فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) ([52]). الغيبة - الشيخ الطوسي ص454، معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ علي الكوراني ج1 ص453: وعن الفضل بن شاذان، عن إسماعيل بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله ص وذكر المهدي فقال: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص653: حدثنا علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا إسماعيل بن مالك، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده ص، قال: قال أمير المؤمنين ع - وهو على المنبر -: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان: شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي ص، له اسمان: اسم يخفى واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد، إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلاً، ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة (في قلبه) وهو في قبره، وهم يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه). بشارة الإسلام ص181: عن الإمام الصادق ع في خبر طويل سمى به أصحاب القائم ع: (... ومن البصرة ... أحمد ...). منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي ص343: وعن الباقر ع - بالطريق المذكور (عن أحمد بن محمد الأيادي) يرفعه إلى جابر - قال: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: "أحمد، أحمد" يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج). الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي ص392 - 403: الحسين بن حمدان الخصيبي: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن ابن الفرات، عن محمد بن المفضل، قال: (سألت سيدي أبا عبد الله الصادق ع، قال: حاش لله أن يوقت له وقت أو توقت شيعتنا (... إلى قوله ع) يا مفضل، إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى واغتسلت من ولادتها، وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته وليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا. قال المفضل: ثم ماذا يا سيدي ؟ قال: ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح من نحو الديلم يصيح بصوت فصيح: يا آل أحمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطاقات، كنوزاً وأي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد). في هذه الرواية دلالة على وجود رسول ويكون له ارتباط متزامن مع فترة ظهور القائم ع، فمن يرسل هذا الرسول غير الإمام المهدي ع، وهذا الرسول له غيبة، وقد ذكرها أمير المؤمنين ع، وهذا يعني بأن الرسول صاحب الغيبة في هذه الرواية هو نفسه المولود الذي يكون من ظهر الإمام المهدي ع، وهو أيضاً المهدي الذي يولد في آخر الزمان الذي ذكره الإمام الباقر ع. * * * -صفات الإمام المهدي والمهدي الأول الروايات التي تصف الإمام المهدي ع تصور شخصين لا شخصاً واحداً. أولاً/ صفات الإمام المهدي ع: كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص407، معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ علي الكوراني ج4 ص299: حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا آدم ابن محمد البلخي، قال: حدثني علي بن الحسين بن هارون الدقاق، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن قاسم بن إبراهيم بن مالك الأشتر، قال: حدثني يعقوب بن منقوش، قال: (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) وهو جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل، فقلت له: [يا] سيدي، من صاحب هذا الأمر ؟ فقال: ارفع الستر. فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، في خده الأيمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمد ع ثم قال لي: هذا صاحبكم. ثم وثب فقال له: يا بني، ادخل إلى الوقت المعلوم. فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لي: يا يعقوب، انظر من في البيت ؟ فدخلت فما رأيت أحداً). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص653، معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ علي الكوراني ج3 ص41: حدثنا علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا إسماعيل بن مالك، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده ص، قال: قال أمير المؤمنين ع - وهو على المنبر -: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان: شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي ص، له اسمان: اسم يخفى واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد، إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلاً، ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة (في قلبه) وهو في قبره، وهم يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه). الغيبة - الشيخ الطوسي ص263 - 266: وأخبرنا جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل - ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه - عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني، قال: (دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي فسألته عن آل أبي محمد ع، فقال: يا أخي، لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجة كلاً أطلب به عيان الإمام فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلاً يقول: يا علي بن إبراهيم، قد أذن الله لي في الحج، فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت، فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي ونهاري. فلما كان وقت الموسم أصلحت أمري، وخرجت متوجهاً نحو المدينة، (... إلى قوله): فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة واتزر بأخرى، وقد كسر بردته على عاتقه، وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف عليها الندى، وأصابها ألم الهوى، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال، كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص222 - 223: أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن بعض رجاله، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: (نظر أمير المؤمنين علي إلى الحسين (عليهما السلام) فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله ص سيداً، وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة للحق، وإظهار للجور، والله لو لم يخرج لضربت عنقه، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، بفخذه اليمنى شامة، أفلج الثنايا، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). الغيبة - الشيخ الطوسي ص470: سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: (سمعت أبا جعفر ع يقول: سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ع فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ فقال: أما اسمه فإن حبيبي شهد إليّ أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله. قال: فأخبرني عن صفته ؟ قال: هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء). ثانياً/ صفات المهدي الأول ع: كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص223 - 224: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري، قال: حدثنا عبد الله بن بكير، عن حمران بن أعين، قال: (قلت لأبي جعفر الباقر ع: جعلت فداك، إني قد دخلت المدينة وفي حقوي هميان فيه ألف دينار، وقد أعطيت الله عهداً أنني أنفقها ببابك ديناراً ديناراً، أو تجيبني فيما أسألك عنه. فقال: يا حمران، سل تجب، ولا تنفقن دنانيرك. فقلت: سألتك بقرابتك من رسول الله ص أنت صاحب هذا الأمر والقائم به ؟ قال: لا. قلت: فمن هو، بأبي أنت وأمي ؟ فقال: ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز، وبوجهه أثر، رحم الله موسى). الغيبة - الشيخ الطوسي ص187: أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر ع، قال: (المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص166: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن يزيد الكناسي، قال: سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول: (إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف، ابن أمة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة). والآن وبعد معرفة أن هناك مولوداً يولد من ظهر الحادي عشر من ولد الإمام علي ع، أي إنه يكون من ظهر الإمام المهدي ع، وكذلك معرفة أن هناك مهدياً يولد في آخر الزمان كما في الرواية عن الإمام الباقر في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص330، ومعرفة وجود مهديين بعد الإمام المهدي، وإن أول المهديين يكون موجوداً قبل الظهور التام للإمام المهدي وإنه يلتقي بالإمام المهدي بدليل أنه أول المؤمنين بالإمام المهدي وإن اسمه أحمد، وكذلك معرفة أن الذي يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وهو نفسه المذكور في وصية رسول الله، و.. و... الخ. وكما ثبت بأن جميع الروايات كانت منطبقة انطباقاً تاماً على السيد أحمد الحسن ع. الآن نأتي إلى احتجاج الإمام الرضا ع: البحار - العلامة المجلسي ج49 ص76: عن محمد بن الفضل، عن الرضا ع في حديث طويل: (إنه حضر في البصرة في مجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وفيه جاثليق النصارى ورأس الجالوت، فالتفت الرضا ع إلى الجاثليق وقال: هل دل الإنجيل على نبوة محمد ص ؟ قال: لو دل الإنجيل على ذلك لما جحدناه، فقال ع: أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث، فقال الجاثليق: اسم من أسماء الله لا يجوز لنا أن نظهره. قال الرضا ع: فإن قررتك أنه اسم محمد وذكره وأقر عيسى به، وأنه بشر بني إسرائيل بمحمد لتقر به ولا تنكره ؟ قال الجاثليق: إن فعلت أقررت فإني لا أرد الإنجيل ولا أجحد. (... إلى قوله): فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أن الرضا ع عالم بالتوراة والإنجيل، فقالا: والله قد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود التوراة والإنجيل والزبور، ولقد بشر به موسى وعيسى جميعاً ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنه محمد هذا، فأما اسمه فمحمد فلا يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته، ونحن شاكون أنه محمدكم أو غيره. فقال الرضا ع: احتججتم بالشك، فهل بعث الله قبل أو بعد من ولد آدم إلى يومنا هذا نبياً اسمه محمد ؟ أو تجدونه في شيء من الكتب الذي أنزلها الله على جميع الأنبياء غير محمد ؟ فأحجموا عن جوابه، وقالوا: لا يجوز لنا أن نقر لك بأن محمداً هو محمدكم؛ لأنا إن أقررنا لك بمحمد ووصيه وابنته وابنيها على ما ذكرتم أدخلتمونا في الإسلام كرهاً). ونحن الآن نحتج بمثل ما احتج به الإمام الرضا ع، فنقول لمن يشك بالسيد أحمد الحسن: (احتججتم بالشك، فهل بعث الله من قبل أو من بعد من ولد آدم إلى يومنا هذا وصياً اسمه أحمد وتجدونه في شيء من الكتب غير أحمدنا (السيد أحمد الحسن ع) مع معرفة أن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه كما في قول الإمام الصادق ع في الرواية الآتية. الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص373: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن يحيى أخي أديم، عن الوليد بن صبيح، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره). * * * -الروايات الدالة على رؤية القائم الغيبة - الشيخ الطوسي ص161 - 162: أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن المستنير، عن المفضل بن عمر، قال: (سمعت أبا عبد الله ع يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص175: حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله ع: (للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة، والأخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص187 - 188: وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني محمد بن علي التيملي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وحدثني غير واحد، عن منصور بن يونس بن بزرج، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومئ بيده إلى ناحية ذي طوى - حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً. فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون: والله لو ناوي بنا الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة، فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص194: حدثنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع أنه قال: (لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، ولا بد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة، وما بثلاثين من وحشة). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص285، بشارة الإسلام ص107: حدثنا عبد الواحد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن رجل، عن أبي عبد الله ع أنه قال: (لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم). ويعلق الكوراني على نفس الرواية في كتاب عصر الظهور بعد نقلها: عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني (الطبعة الأولى ص253 – 254، الطبعة السابعة ص192): وعن الإمام الصادق ع، قال: (لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم) ([53]). (يقول الكوراني): ويبدو أنهم رجال صادقون بقرينة تعبيره ع عن اجماعهم على رؤيته، وتعجبه من تكذيب الناس لهم، أي عامة الناس. ويظهر أن رؤيتهم له ع تكون في تلك الفترة التي يظهر فيها في خفاء ليستبين، فيعلو ذكره ويظهر أمره. وعلى هذا، فمن المرجح أنه يقوم ع في تلك الفترة بدوره القيادي بشكل شبه كامل. البحار – العلامة المجلسي ج52 ص159- 168: (في ذكر من رآه ع في الغيبة الكبرى قريباً من زماننا). أقول (الكلام للمجلسي): وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت ايرادها لاشتمالها على ذكر من رآه، ولما فيه من الغرائب، في موضع ص167: (...... فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة، فلما انقضت الصلاة قلت: يا سيدي، قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة ؟ قال: نعم؛ لأن شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت. فقلت في نفسي: ربما كان الإمام ع حاضراً. ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة: هل كان الإمام حاضراً ؟ فقال: لا، ولكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه ع. فقلت: يا سيدي، وهل رأيت الإمام ع ؟ قال: لا، ولكني حدثني أبي (رحمه الله) أنه سمع حديثه ولم ير شخصه، وأن جدي (رحمه الله) سمع حديثه ورأى شخصه. فقلت له: ولم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر ؟ فقال لي: يا أخي، إن الله سبحانه وتعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده (... إلى قوله): ولم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم، ولا بد لكل حجة من سفير يبلغ عنه). * * * -مشاهدة بعض العلماء للإمام المهدي ع النجم الثاقب – الميرزا النوري ج2 ص223: المولى الكبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الأجل الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهيري، وقصته على لسانه هكذا: (إني كنت مفلوجاً وعجز الأطباء عني، وقد أباتتني جدتي تحت القبة (مقام صاحب الزمان في الحلة) وأن الحجة صاحب الزمان قال لي: قم بإذن الله تعالى. أعانني على القيام، فقمت وزال عني الفالج، وانطبق عليّ الناس حتى كادوا يقتلوني، واخذوا ما كان عليّ من الثياب تقطيعاً وتنتيفاً يتبركون فيها، وكساني الناس من ثيابهم، ورحت الى البيت وليس بي أثر الفالج...). البحار - العلامة المجلسي ج53 ص236، النجم الثاقب ج2 ص286: حدثني الأخ الصفي المذكور (علي رضا ابن العالم محمد النائيني)، عن المولى السلماسي رحمه الله تعالى، قال: (كنت حاضراً في محفل إفادته، فسأله رجل - سأل السيد فخر الشيعة العلامة السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم (قدس سره) - عن إمكان رؤية الطلعة الغراء في الغيبة الكبرى، وكان بيده الآلة المعروفة لشرب الدخان المسمى عند العجم بغليان، فسكت عن جوابه وطأطأ رأسه، وخاطب نفسه بكلام خفي أسمعه فقال ما معناه: "ما أقول في جوابه؟ وقد ضمني صلوات الله عليه إلى صدره، وورد أيضاً في الخبر تكذيب مدعي الرؤية في أيام الغيبة" فكرر هذا الكلام). البحار - العلامة المجلسي ج 53 ص237، النجم الثاقب ج2 ص287: وبهذا السند عن المولى المذكور (المولى السلماني)، قال: (صلينا مع جنابه في داخل حرم العسكريين (عليهما السلام)، فلما أراد النهوض من التشهد إلى الركعة الثالثة، عرضته حالة فوقف هنيئة ثم قام. ولما فرغنا تعجبنا كلنا، ولم نفهم ما كان وجهه، ولم يجترء أحد منا على السؤال عنه إلى أن أتينا المنزل، وأحضرت المائدة، فأشار إليّ بعض السادة من أصحابنا أن أسأله منه، فقلت: لا وأنت أقرب منا، فالتفت (رحمه الله) إليّ وقال: فيم تقاولون ؟ قلت وكنت أجسر الناس عليه: إنهم يريدون الكشف عما عرض لكم في حال الصلاة، فقال: إن الحجة عجل الله تعالى فرجه، دخل الروضة للسلام على أبيه ع، فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الأنور إلى أن خرج منها). البحار - العلامة المجلسي ج53 ص245: قال نضر الله وجهه (السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجعاعتعلي الموسوي الرضوي الجفي المعروف بالهندي): وأخبرني الشيخ باقر المزبور (الشيخ باقر الكاظمي ابن الشيخ هادي الكاظمي)، عن السيد جعفر ابن السيد الجليل السيد باقر القزويني الآتي ذكره، قال: (كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة، فلما قاربناها قلت له: هذه الكلمات التي أسمعها من الناس أن من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فإنه يرى المهدي ع أرى أنها لا أصل لها. فالتفت إليّ مغضباً وقال لي: ولم ذلك ؟ لمحض أنك لم تره ؟ أو كل شيء لم تره عيناك فلا أصل له ؟ وأكثر من الكلام عليّ حتى ندمت على ما قلت. ثم دخلنا معه المسجد، وكان خالياً من الناس، فلما قام في وسط المسجد ليصلي ركعتين للاستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة ع ومر بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إليّ السيد والدي وقال: فمن هذا ؟ فقلت: أهو المهدي ع ؟ فقال: فمن ؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه). البحار - العلامة المجلسي ج53 ص275: الشيخ الجليل أمين الإسلام فضل بن الحسن الطبرسي صاحب التفسير في كتاب كنوز النجاح، قال: (دعاء علمه صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنان، أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي الليث (رحمه الله تعالى) في بلدة بغداد، في مقابر قريش، وكان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش والتجأ إليه من خوف القتل فنجي منه ببركة هذا الدعاء. قال أبو الحسن المذكور: إنه علمني أن أقول: "اللهم عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانقطع الرجاء، وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض، ومنعت السماء، وإليك يا رب المشتكى، وعليك المعول في الشدة والرخاء، اللهم فصل على محمد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم، فعرفتنا بذلك منزلتهم، ففرج عنا بحقهم فرجاً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب، يا محمد يا علي اكفياني فإنكما كافياي، وانصراني فإنكما ناصراي، يا مولاي يا صاحب الزمان، الغوث الغوث [الغوث]، أدركني أدركني أدركني". قال الراوي: إنه ع عند قوله: "يا صاحب الزمان" كان يشير إلى صدره الشريف). البحار - العلامة المجلسي ج 53 ص302: حدثني العالم الفاضل الصالح الورع في الدين الآميرزا حسين اللاهيجي المجاور للمشهد الغروي أيده الله، وهو من الصلحاء الأتقياء، والثقة الثبت عند العلماء، قال: (حدثني العالم الصفي المولى زين العابدين السلماسي المتقدم ذكره (قدس الله روحه) أن السيد الجليل بحر العلوم أعلى الله مقامه ورد يوماً في حرم أمير المؤمنين عليه آلاف التحية والسلام، فجعل يترنم بهذا المصرع: جه خوش است صوت قرآن * ز تو دل ربا شنيدن. فسئل (رحمه الله) عن سبب قراءته هذا المصرع، فقال: لما وردت في الحرم المطهر رأيت الحجة ع جالساً عند الرأس يقرأ القرآن بصوت عال، فلما سمعت صوته قرأت المصرع المزبور، ولما وردت الحرم ترك قراءة القرآن، وخرج من الحرم الشريف). ومن أراد المزيد فليراجع كتاب النجم الثاقب للميرزا النوري، فإنه يذكر فيه مائة قصة لقاء مع الإمام المهدي ع في زمن الغيبة الكبرى. وأيضاً يراجع كتاب جنة المأوى، فأن في هاذين الكتابين الكفاية لكل طالب حقيقة. وقد أشار السيد الشهيد الصدر في كتابه (تاريخ ما بعد الظهور ص234) حيث قال: (هناك في العالم - طبقاً للتصور الإمامي لفكرة المهدي ع - عدد غير قليل من الناس يعرف المهدي بشخصيته ولا يحتاج إلى إقامة المعجزة للتعرف عليه؛ لأنه رآه خلال غيبته ع مرة أو مرات. وهم كل الأفراد من الدرجة الأولى وبعض الأفراد المخلصين من الدرجة الثانية… وقد كان هؤلاء هم وسائله إلى الناس - بشكل أو بآخر - خلال غيبته، وسيكونون لنا بأنفسهم رادة الحق والعدل واللسان الناطق والسيف الضارب بين يدي قائدهم المهدي ع فمن الممكن - بغض النظر عن أي شيء آخر - أن يكون هؤلاء هم الشاهد الصادق في تعريف قائدهم إلى الناس، ريثما يثبت من مجموع أعماله وأقواله وصدقه وعظمة أهدافه ومعه لا حاجة إلى إقامة المعجزة). * * * -الإمام المهدي ع يرسل رسولاً قبل قيامه عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني (الطبعة الأولى ص278 - 279، الطبعة السابعة ص217 - 219): في كلام للكوراني حول النفس الزكية: (.... وأبرز ما تذكره (الروايات) أنه ع يرسل شاباً من أصحابه وأرحامه في الرابع والعشرين أو الثالث والعشرين من ذي الحجة، أي قبل ظهوره بخمسة عشر ليلة لكي يلقي بيانه على أهل مكة. ولكنه ما أن يقف في الحرم بعد الصلاة، ويقرأ عليهم رسالة الإمام المهدي ع، أو فقرات منها، حتى يثبوا إليه ويقتلوه بوحشية داخل المسجد الحرام بين الركن والمقام. ويكون لشهادته المفجعة أثر في الأرض وفي السماء ! (... إلى قوله:) وأخبار شهادة هذا الشاب الزكي في مكة، متعددة في مصادر الفريقين، وكثيرة في مصادرنا الشيعية. وهي تسميه الغلام، والنفس الزكية، ويذكر بعضها أن اسمه محمد بن الحسن. فعن أمير المؤمنين ع، قال: "ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: قتل نفس حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش. والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة. قلنا: هل قبل هذا من شيء أو بعده ؟ فقال: صيحة في شهر رمضان، تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها" ([54])). (... وفي رواية طويلة مرفوعة إلى أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام قال " يقول القائم لأصحابه: يا قوم، إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة، أنا رسول فلان إليكم، وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد ص وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا، وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا. فإذا تكلم الفتى بهذا الكلام، أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية. فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا (أما) أخبرتكم أن أهل مكة لا يردوننا. فلا يدعونه حتى يخرج... (2)). عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني: وفي كلام آخر له في نفس الكتاب (الطبعة الأولى ص285، الطبعة السابعة ص225): قال فيه: (.... وينبغي الالتفات إلى أنه من المستبعد أن يكفي أصحابه الخاصون ع لتحرير الحرم ومكة في مثل ذلك الجو الإرهابي الذي تذكره الأحاديث الشريفة، والذي يكفي أن نعرف منه حادثة قتل النفس الزكية قبل الظهور بأسبوعين بذلك النحو الوحشي، لمجرد أنه يقول أنا رسول المهدي ويبلغهم عنه كلمات. لذلك لابد أن يكون الإمام المهدي ع مضافاً إلى ما أعطاه الله تعالى من أسباب غيبية، قد أعد العدة بالأسباب الطبيعية لكي يتمكن من إلقاء خطبته كاملة، ثم ليسيطر أصحابه على الحرم الشريف، ثم على مكة. وذلك بواسطة المئات أو الألوف من أنصاره اليمانيين والإيرانيين والحجازيين، بل من المكيين أنفسهم الذين ذكرت الروايات أنه يبايعه عدد منهم). وهذا يدل على أن مثل هذا العدد الذي ذكره الكوراني يحتاج إلى مدة من الزمن، علماً بأن أغلب الروايات ذكرت بأن العدد هو عشرة آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر، وأكيد إن الخمسة عشر يوماً لا تكفي مع وجود الكثير من الشبهات المطروحة من قبل فقهاء السوء لإبعاد الناس عن الإمام، لعلمهم بنتيجة مصيرهم إذا ظهر الإمام، ومعنى ذلك إن الإمام سيحتاج إلى سنين عديدة لكي يجمع كل أنصاره، ومعنى ذلك، لا بد للإمام أن يظهر ع بنفسه لكي يجمع أنصاره الذين سيقاتلون معه، وهذا يعني أنه ع سيلتقي بجميع أنصاره الذين سيجمعهم، أو أن يلتقي بعدد منهم، أو أن يرسل رسولاً، ويكون هذا الرسول هو الواسطة بين الإمام وبين أنصاره، وسيكون هو من سيلتقي بالإمام طوال هذه السنين، والذي سيكون هو ثقته كي يرسله لهذه المهمة ويكون هو أول أنصاره وأول المؤمنين به، وكل هذا يدل على أن هناك من يلتقي بالإمام قبل الظهور بسنوات عديدة. وقد أكدت روايات أهل البيت على أن هناك ممهداً يخرج قبل الإمام المهدي ع يجمع له أنصاره، والروايات كثيرة وقد ذكرتها بمكان آخر. ففي كتابه عصر الظهور (الطبعة الأولى ص149 - 150، الطبعة السابعة ص119 - 120): في كلامه عن مصر وأحداثها في عصر الظهور، قال: (أحاديث الملاحم التي وردت حول مصر متعددة (....إلى قوله): ومن القريب أيضاً أن يكون لقتل حاكم مصر علاقة بالرواية التي تتحدث عن رجل مصري صاحب ثورة يخرج قبل السفياني، ففي البحار ج52 ص210 قال: "يخرج قبل السفياني مصري ويماني" وهذا المصري قد يكون أمير الأمراء، أي قائد الجيش الذي ذكرت بعض الروايات أنه يتحرك في مصر ويعلن حالة الحرب، "وقام بمصر أمير الأمراء وجهزت الجيوش". وقد يكون هو أيضاً المذكور في رواية أخرى بأنه يدعو لآل محمد ص قبل دخول القوات الغربية الآتي ذكرها ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني، "ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد ص" ([55]). وقد يكون الرجل المصري، وأمير الأمراء، والذي يدعو لآل محمد ثلاثة أشخاص لا شخصاً واحداً). وهذه الفترة هي قبل خروج الإمام ع، فمن هو الذي يخرج قبل الإمام المهدي ع ويدعوا لآل محمد. ومعنى يدعوا لآل محمد أي للإمام المهدي؛ ولأن الإمام المهدي هو الذي يحتاج لمن يدعو له قبل ظهوره، والذي ثبت من الروايات بأن الذي يدعوا للإمام المهدي قبل ظهوره هو اليماني الموعود، وهذا واضح في الرواية عن اليماني في عبارة: (يدعو إلى صاحبكم). كما في عصر الظهور (الطبعة الأولى ص147 - 148، الطبعة السابعة ص117 - 118)، في كلام طويل له عن اليماني يقول فيه: (ويحتمل أن تكون راية اليماني أهدى في طرحها الإسلامي العالمي، وعدم مراعاتها للعناوين الثانوية الكثيرة والمفاهيم والمعادلات المعاصرة القائمة، التي تعتقد الثورة الإسلامية الإيرانية أنه يجب عليها أن تراعيها. ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى أنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من المهدي ع، وأنها جزء مباشر من خطة حركته ع، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه. ويؤيد ذلك أن أحاديث ثورة اليمانيين تركز على مدح شخص اليماني قائد الثورة وأنه "يهدي إلى الحق"ويدعو إلى صاحبكم وإنه "لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو إلى النار". (إلى أن قال الكوراني): ويؤيد ذلك أيضاً أن ثورة اليماني قريبة من حركة ظهوره ع بالنسبة إلى ثورة الإيرانيين الممهدين، حتى لو فرضنا أن اليماني يخرج قبل السفياني أو أنه يماني آخر يمهد لليماني الموعود. ومنها حول احتمال أن يكون اليماني متعدداً، ويكون الثاني منهما هو اليماني الموعود. فقد نصت الروايات المتقدمة على أن ظهور اليماني الموعود مقارن لظهور السفياني، أي في سنة ظهور المهدي ع. ولكن توجد رواية أخرى صحيحة السند عن الإمام الصادق ع تقول: "يخرج قبل السفياني مصري ويماني" ([56]). وعليه فيكون هذا اليماني الأول ممهداً لليماني الموعود كما يمهد الرجل من قم وغيره من أهل المشرق للخراساني وشعيب الموعودين. أما وقت خروج هذا اليماني الأول، فقد حددت الرواية الشريفة أنه قبل السفياني فقط (إلى قوله): ويحتمل أن يكون هذا الرجل الذي يظهر قبل السفياني يمانياً ممهداً لليماني الموعود كما ذكرنا). وفيه: بالنسبة إلى ما ذكره الشيخ الكوراني في هذه العبارة (حتى لو فرضنا أن اليماني يخرج قبل السفياني، أو أنه يماني آخر). نعم هناك رواية ذكرت أن هناك يمانياً موجوداً قبل السفياني، أما اليماني الموعود فيكون خروجه مع خروج السفياني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد كما ذكرت الرواية، ولكن هذا لا يعني أن خروج ذلك اليماني يسبق ظهور اليماني الموعود؛ لأن الرواية تقول يخرج قبل السفياني مصري ويماني، فالرواية لم تذكر أن هذا اليماني يظهر قبل اليماني الموعود بل ذكرت خروجه قبل خروج السفياني، وليس قبل ظهور اليماني الموعود، ثم إن الخروج غير الظهور فالخروج هنا يعني القتال، وأكيد أن السفياني أيضاً يكون قد ظهر في ذلك الوقت الذي هو قبل خروجه (قتاله) وهذا يعني أن خروجه ليس بداية ظهوره فالظهور يسبق الخروج وبالظهور تكون التهيئة للخروج ولا يكون خروج إلا أن يسبقه ظهور، وقد بينت الرواية بأن الخروج يُقصد منه القتال ولا يُقصد منه الظهور. ففي نفس الرواية التي تذكر اليماني كما في قول الإمام الباقر ع: (.... حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هنا، وهذا من هنا، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهم لا يبقون منهم أحداً...)، ففي قول الإمام ع يستبقان إلى الكوفة، وكذلك في قوله ع حتى يكون هلاك بني فلان، وقوله ع أما أنهم لا يبقون منهم أحداً، كل أقوال الإمام ع تشير إلى أن هناك قتالاً سيحصل، والذي أشار إليه الإمام ع بلفظ الخروج يختلف عن الظهور. أما بالنسبة إلى كلام الكوراني بأن اليماني الآخر يمهد لليماني الموعود فإن كان يقصد بالتمهيد له من قبل الناس فهذا يعني أن اليماني الموعود قد ظهر وقد التقى به اليماني الآخر لكي يمهد له، كما هو الحال في مسألة اليماني الموعود عند تهيئته الأنصار للإمام المهدي ع، فهذا يعني أنه التقى بالإمام ع وأمره الإمام بالتمهيد، فإذا كان اليماني الآخر قد التقى باليماني الموعود على هذا الافتراض ففي هذه الحالة لا يكون هناك أي معنى للتمهيد لليماني الموعود بل لنصرة اليماني الموعود؛ لأنه يمهد للإمام المهدي ع، ففي هذه الحالة يجب أن يكون التمهيد للإمام المهدي ع وليس لليماني الموعود؛ لأن ظهور اليماني الموعود ورفع رايته دليل على ظهور الإمام المهدي ع، كما ذكر الشيخ ذلك بنفسه بأن اتصال اليماني الموعود يكون مباشراً مع الإمام المهدي ع، فيجب أن يكون التمهيد من قبل هذا اليماني واليماني الموعود للإمام ع. أما إذا كان الشيخ يقصد بأن اليماني الآخر يمهد لليماني الموعود عند الإمام المهدي ع أي يكون واسطة له أو بينه وبين الإمام ع فهذا أمر مضحك؛ لأن اليماني الموعود هو من يتشرف بلقاء الإمام، وهذا يعلمه الشيخ فلا داعي لأن يكون هناك واسطة بينه وبين الإمام، وخاصة إذا كان اليماني الآخر لا يلتقي بالإمام ع فكيف تكون الواسطة !!!، والعكس هو الصحيح فاليماني الموعود هو الواسطة بين الإمام ع وبين أنصار الإمام ومن ضمنهم اليماني الآخر؛ لأن اليماني الموعود هو الوحيد الذي يكون اتصاله مباشراً مع الإمام المهدي ع في بداية ظهور الإمام ع، وهو أول أنصاره وأول المؤمنين بالإمام ع، وكل هذا يؤكد بأن ظهور اليماني الموعود يكون قبل ظهور ذلك اليماني، وعلى هذا فلا داعي لأن يكون هناك من يمهد له، فقول الكوراني بأن اليماني الآخر يمهد لليماني الموعود غير صحيح وليس له معنى. وتوجد روايات أخرى أيضاً تبين بأن هناك من يتصل بالإمام المهدي عاتصالاً مباشراً، وسيتضح فيما بعد من جميع تلك الروايات بأنها لا تكون منطبقة إلا على شخص واحد، والذي سيتبين بأنه هو اليماني الموعود، وهو أيضاً صاحب الوصية. * * * -الروايات الدالة على وجود ممهد يتصل بالإمام المهدي ع قبل ظهوره 1- الغيبة - الشيخ الطوسي ص161 - 162: أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن المستنير، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره). الرواية دالة على أن هناك شخصاً واحداً يعرف موضع الإمام ويلتقي به وهو الذي يلي أمره، وهذا يعني أنه من المقربين للإمام فلذلك يجب إتباعه كونه هو الوحيد الذي يلي أمر الإمام ع بأمر من الإمام نفسه. 2- الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص63 - 66: أحمد بن محمد الكوفي، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن أبي روح فرج بن قرة، عن جعفر بن عبد الله، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله ع، قال: (خطب أمير المؤمنين ع بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء، (... إلى أن قال ع): ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء، وقرب الوعد، وانقضت المدة، وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق، ولاح لكم القمر المنير، فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة، واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول ص، فتداويتم من العمى والصم والبكم، وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق، ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"). في هذه الرواية الإمام علي ع يأمر الشيعة بمراجعة التوبة عند قرب موعد الظهور وانقضاء مدة الجبارين، ويأمر ع بإتباع طالع المشرق الذي يخرج قبل الإمام المهدي ع. 3- شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي ج29 ص620، معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ علي الكوراني ج1 ص295: (...... ثم يخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي، فيستخلص من السفياني ما أخذ، ثم ينهزم السفياني إلى الشام فيقصده المهدي فيذبحه عند عتبة بيت المقدس كما تذبح الشاة ويغنمه ومن معه من أخواله الذين هم جنده من بني كلب). الخبر يبين وجود وزير للإمام المهدي محمد بن الحسن ع ومن المؤكد وجوب إتباعه، وهذا يكون قبل ظهور الإمام؛ لأن السفياني علامة من العلامات التي تكون قبل الظهور. 4- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص262 - 265: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، في خبر طويل (... إلى أن قال ع): (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم). الإمام الباقر ع في هذه الرواية يؤكد على إتباع اليماني ويبين راية اليماني بأنها أهدى الرايات وإن الملتوي عليه من أهل النار. 5- الإرشاد للمفيد ص376، بشارة الإسلام ص158، معجم أحاديث الإمام المهدي للكوراني ج4 ص167: عن الفضل بن شاذان، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا ع: (كأني برايات من مصر مقبلات، خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات). تعليق الشيخ الفاضل ناظم العقيلي: فدلالة هذه الرواية واضحة على أن قبل قيام القائم تهدى الرايات (أي تبايع) إلى ابن صاحب الوصيات. وصاحب الوصيات هو وارث الأئمة المعصومين وخاتمهم ومن انتهت إليه الوصية وهو الإمام محمد ابن الحسن العسكري صاحب الزمان ع، وهو المستحفظ من آل محمد ص. والرواية تنص على أن الرايات تهدى إلى ابن صاحب الوصيات أي ابن الإمام المهدي ع. الحصيلة: يلاحظ بأن كل الروايات تشير إلى شخصية واحدة، ففي الرواية الأولى يكون الذي يلي أمر الإمام المهدي ع بأمر من الإمام نفسه هو رجل واحد لا غير، وفي الرواية الثانية يأمر أمير المؤمنين أيضاً باتباع طالع المشرق وطالع المشرق رجل واحد، وفي الرواية الثالثة وزير المهدي يكون بأمر من الإمام المهدي ويجب اتباعه، وأيضاً يكون شخصاً واحداً، وفي الرواية الرابعة يأمر الإمام الباقر ع باتباع اليماني الموعود الذي يكون اتصاله مباشراً مع الإمام ع ويأخذ توجيهاته من الإمام وهو أيضاً رجل واحد، وفي الرواية الخامسة يذكر الإمام الرضا ع ابن صاحب الوصيات وهو أيضاً واحد، وإليه فقط تهدى الرايات، فهل من المعقول أن يأمر الأئمة ص باتباع المولى الذي يلي أمر الإمام وهذا يعني ترك الباقين ؟ ومرة باتباع طالع المشرق، ومرة باتباع وزير المهدي، ومرة باتباع اليماني، ومرة باتباع ابن صاحب الوصيات، وهذه النصوص كلها تدل على أن المعني شخص واحد، أليس ذلك مما يجعل الجميع في حيرة ويقع الجميع في ضلال وتيه والمصير هو نار جهنم والعياذ بالله؛ لأنك إن اتبعت المولى الذي يلي أمر الإمام وتركت طالع المشرق فهذا لا يجوز، وإذا اتبعت الاثنين وتركت ابن صاحب الوصيات فلا يجوز أيضاً؛ لأن الرايات يجب أن تهدى إليه، وإذا اتبعت الثلاثة وتركت وزير المهدي فأيضاً هذا غير جائز، وإذا اتبعت الجميع وتركت اليماني فهذا لا يجوز؛ لأن الملتوي على اليماني من أهل النار؛ لأنه أهدى الرايات. ففي هذه الحالة يكون المولى الذي يلي أمر الإمام، وطالع المشرق، ووزير المهدي، وابن صاحب الوصيات، ومن معهم، والعياذ بالله كلهم من أهل النار، بسب التوائهم على اليماني، فلا يدل ذلك إلا على أن اليماني هو المولى الذي يلي أمر الإمام، وهو طالع المشرق، وهو ابن صاحب الوصيات، وهو أيضاً وزير المهدي، وخاصة أن اليماني هو الذي يخرج على السفياني؛ لأن خروج اليماني والسفياني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد وهذا يؤكد بأن المعني بوزير المهدي هو اليماني. وهناك أمر آخر فإن الأئمة ص عندما يأمرون بإتباع المولى الذي يلي أمر الإمام لا نجد في نفس الرواية ذكر لطالع المشرق لكي يأمرون بوجوب إتباعه، وكذلك عندما يأمرون بإتباع طالع المشرق لا نجد هناك ذكر لابن صاحب الوصيات مع ما له من أهمية في نصرة الإمام، وكذلك الحال في وزير المهدي وكذلك الحال في اليماني، فكيف يأمرون بإتباع طالع المشرق أو ابن صاحب الوصيات و و و.... وهم قد بينوا بأن الملتوي على اليماني من أهل النار ، ألا يدل ذلك على أن جميع الشخصيات هي شحصية واحدة وإلا فمن الضروري ذكر جميع الشخصيات في رواية واحدة، فإن لم يكن ذلك أفلا يعتبر إهمالاً وتقصيراً من الأئمة وحاشاهم بسبب عدم توضيح ذلك ، مع ملاحظة عدم ذكر الأئمة بأن الالتواء على الباقين يدخل النار. وإن شاء الله سيتبين بأن من في الروايات السابقة هم المعنيين في الروايات الآتية، والتي ستبين حقيقة كانت مخفية، وهي هوية الرجل الذي يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر: الغيبة - الشيخ الطوسي ص463، البحار - العلامة المجلسي ج52 ص208: عن قرقارة، عن نصر بن الليث المروزي، عن ابن طلحة الجحدري، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي زرعة، عن أبي عبد الله بن رزين، عن عمار بن ياسر أنه قال: (إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجئ إماراتها. فإذا استثارت عليكم الروم والترك، وجهزت الجيوش، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، واستخلف بعده رجل صحيح، فيخلع بعد سنين من بيعته، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ ويتخالف الترك والروم، وتكثر الحروب في الأرض، وينادي مناد من سور دمشق: ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك، رجل أبقع، ورجل أصهب، ورجل من أهل بيت أبي سفيان يخرج في كلب، ويحضر الناس بدمشق، ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد ص...). هذه الرواية تذكر خروج رجل يدعو لآل محمد ص، والرواية الآتية تذكره بأنه من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام. بحار الأنوار ج51 ص121: (....... فانظروا أهل بيت نبيكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فانصروهم، فليفرجن الله الفتنة برجل منا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء، لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجاً، موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر، حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاماً ورفاتاً، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً. سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً). في هذه الرواية يذكر أمير المؤمنين بأن الله يفرج الفتنة برجل من أهل البيت يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر. كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص256 - 259: خطبة أمير المؤمنين ع محذراً من الفتن: أبان، عن سليم بن قيس، قال: (صعد أمير المؤمنين ع المنبر، فحمد الله وأثنى عليه (... إلى أن قال ع): انظروا أهل بيت نبيكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فانصروهم تنصروا وتعذروا، فإنهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدعوكم إلى ردى، ولا تسبقوهم بالتقدم فيصرعكم البلاء وتشمت بكم الأعداء. يفرج الله عن الفتن بالإمام المهدي ع. قال: فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال ع: يفرج الله البلاء برجل من بيتي كانفراج الأديم من بيته. ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفاً، ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف، هرجاً هرجاً، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، حتى تود قريش بالدنيا وما فيها أن يروني مقاماً واحداً فأعطيهم وآخذ منهم بعض ما قد منعوني وأقبل منهم بعض ما يرد عليهم حتى يقولوا: (ما هذا من قريش، لو كان هذا من قريش ومن ولد فاطمة لرحمنا)، يغريه الله ببني أمية فيجعلهم تحت قدميه ويطحنهم طحن الرحى. (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً). هذه الرواية تؤيد الرواية السابقة وفيها توضيح، فبعد ذكره ع للفتن التي تكون قبل الفرج بالإمام المهدي ع، فبعد قوله ع: (يفرج الله عن الفتن بالإمام المهدي ع) سأله رجل عن ماذا يكون بعد تلك الفتن، وقبل الفرج بالإمام المهدي ع، حيث سأله: (قال: فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين)، أي بعد الفتن وقبل الفرج بالإمام المهدي، فرد عليه أمير المؤمنين ع فقالع: يفرج الله البلاء برجل من بيتي، وهذا الرجل يكون علامة من علامات الإمام المهدي ع، أي إنه ليس الإمام المهدي وهو الذي يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، كما هو مذكور في الرواية السابقة ويؤيد ذلك ما في الرواية الآتية: كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص167 - 168: وحدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن عبد الله بن جبلة، عن الحسن بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: (سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول: في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء: سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد ص. فقلت: ما سنة موسى ؟ قال: خائف يترقب. قلت: وما سنة عيسى ؟ فقال: يقال فيه ما قيل في عيسى. قلت: فما سنة يوسف ؟ قال: السجن والغيبة. قلت: وما سنة محمد ص ؟ قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله ص إلا أنه يبين آثار محمد، ويضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجاً مرجاً حتى يرضي الله. قلت: فكيف يعلم رضاء الله ؟ قال: يلقي الله في قلبه الرحمة). في هذه الرواية تأكيد على أن الذي يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر ليس الإمام المهدي، وإنما هو شخص آخر بدليل أن فيه سنة من يوسف وهو السجن، ولا يمكن انطباق هذه الرواية على الإمام المهدي ع؛ لأن الإمام المهدي ع لم ولن يسجن، فمنذ أن تسلم الإمامة بدأت الغيبة، وكذلك فإن الرواية تبين بأن الذي فيه سنة من يوسف وهي السجن يكون هو صاحب الأمر وأيضاً ليس المعني في هذه الرواية بصاحب الأمر هو الإمام المهدي ع، ويؤكد عدم انطباقها على الإمام المهدي ما في الرواية الآتية. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص166، معجم أحاديث الإمام المهدي للكوراني ج3 ص239: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن يزيد الكناسي، قال: سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول: (إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف، ابن أمة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة). هذه الرواية تبين وبوضوح عدم انطباقها على الإمام المهدي ع؛ لأن أم الإمام المهدي (نرجس) ص ليست سوداء. والرواية الآتية تبين صفة لا يمكن انطباقها على الإمام المهدي ع. كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص318: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني حمدان بن منصور، عن سعد بن محمد، عن عيسى الخشاب، قال: (قلت للحسين بن علي (عليهما السلام): أنت صاحب هذا الأمر ؟ قال: لا، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد، الموتور بأبيه، المكنى بعمه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر). وهذه الرواية أيضاً تذكر بأن صاحب الأمر هو الذي يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر، وهو أيضاً ليس الإمام المهدي محمد بن الحسن؛ لأن الإمام المهدي ع يكنى بأبي القاسم، وليس هناك عم للإمام المهدي يسمى بالقاسم. والرواية الآتية فيها توضيح لكل الروايات. الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس ص139: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، حدثني من سمع علياً يقول: (إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل الشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت). هذه الرواية أكثر توضيحاً، ففيها أن الذي يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر هو الرجل الذي يخرج قبل الإمام المهدي ع، وهو من أهل بيت الإمام المهدي محمد بن الحسن ع، بدليل عبارة: (رجل من أهل بيته) ؛بيت الإمام المهدي نفسه فأكيد إنه غير الإمام المهدي. وكما يؤكد ذلك الشيخ الكوراني في كتابه الممهدون ص110: عن أمير المؤمنين ع أنه قال: (..... يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت). وبعد أن تبين بأن الذي يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ليس هو الإمام المهدي ع، وإنما رجل من أهل بيته، (ومن المشرق) والذي اتضح من خلال الروايات أيضاً بأنه هو صاحب الأمر، والذي ثبت أيضاً بأن صاحب الأمر في كثير من الروايات ليس المقصود منه الإمام المهدي ع، نأتي بعد ذلك للرواية التي ستبين الشخص المشار إليه في جميع الروايات، والتي تبين أيضاً بأنه يحكم قبل ظهور الإمام المهدي ع بدليل عبارة ولا يأخذ في حكمه الرشا ثم يأتي الإمام المهدي ع (الغليظ القصرة). بحار الأنوار ج52 ص269: عن أبي بصير، عن الإمام الصادق ع، قال: (يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد ص فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد ص برجل منا أهل البيت، يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه. ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملاها الفجار ظلماً وجوراً). ويعلق الشيخ الكوراني على هذه الرواية، فيقول: والحديث يدل على أنه يكون سيد من ذرية أهل البيت ص، يحكم قبل ظهور المهدي ع ويمهد لدولته، ويوجه الناس إلى التقوى "يشير بالتقى. ويعمل بالهدى" أي على حسب أحكام الإسلام. "ولا يأخذ في حكمه الرشا" أي لا يساوم ولا يقبل الرشوة. ثم يقول: وهذا السيد من المحتمل أن يكون الإمام الخميني. أقول: أولاً: ثبت بأن هناك رجلاً يظهر قبل الإمام المهدي ع، وهو من أهل البيت ص، يهيئ له أنصاره بل ويحكم، ثم يأتي الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولكن الكوراني لم يوفق في تحديد الشخصيات فقد نسب هذا الأمر في هذه المرة إلى السيد الخميني رحمه الله. ثانياً: في نفس الرواية يقول الإمام الصادق ع لأبي بصير: (والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه)، فلو كان المقصود في هذه الرواية هو الإمام المهدي ع، فاسم الإمام المهدي ع غير مخفي عن أبي بصير الذي هو من المقربين للإمام الصادق ع، أذاً فهو غير الإمام المهدي، وكما هو موضح في نفس الرواية في: (ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين) والمقصود من هذه العبارة هو الإمام المهدي ع، فمن هذا الذي هو من أهل البيت، والذي يحرص الإمام الصادق على عدم ذكر اسمه، كما هو الحال في روايات اليماني وطالع المشرق وابن صاحب الوصيات وغيرها من الروايات التي يحرص الأئمة على عدم ذكر اسم المعني في الرواية، والذي ثبت بأن جميع الروايات تعني شخصاً واحداً. ولكن هل يعقل بأن يأمرنا الله سبحانه وتعالى وكذلك رسوله والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين بإتباع شخص ويكون هذا الشخص هو الدليل الوحيد الذي يوصلنا للإمام المهدي ع كل ذلك يكون بدون ذكر اسمه ؟ ثم أليس اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن مذكور في الروايات ومعروف قبل ظهوره، كما هو الحال في اسم رسول الله فقد ذكره الله في التوراة والإنجيل قبل بعثه، هذه من رحمة الله بالمؤمنين، وكذلك تكون حجة على المعاندين، وإلا فكيف يحتج الله سبحانه وتعالى على الناس لعدم إتباعهم شخصاً مجهولاً، وهل من الممكن أن يترك الله سبحانه الناس وخاصة الشيعة الذين ينتظرون المنقذ المخلص بدون الإشارة إلى معرفة من يوصلهم إلى مخلصهم الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فهل يريد الله أن يعذب المؤمنين الذين يريدون نصرته مع الإمام المهدي ع ؟ إذن، لا بد من وجود دليل واضح يدل على صاحب ذلك الاسم، وأكيد سيكون ذلك في الوقت المناسب، وذلك عندما يأتي هو بنفسه ويحتج بذلك، كما سيتبين في الرواية: وكما احتج رسول الله ص في التوراة والإنجيل على اليهود والنصارى. ففي كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص337: وبهذا الإسناد (عبد الواحد بن عبد الله بن يونس)، عن ابن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن مالك الجهني، قال: (قال: قلت لأبي جعفر ع: إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله، لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه). والذي يظهر من هذه الرواية أيضاً بأن المقصود ليس هو الإمام المهدي ع؛ لأن الأئمة بينوا صفة الإمام المهدي ع، أما الذي سيحتج عليكم ويدعوكم إليه، فالظاهر من الرواية بأنه هو الذي سيحتج عليكم بشيء يظهره إليكم، ويكون فيه صفته واسمه ويدعوكم إليه، فصاحب الاسم هو من سيعلن عن الاسم، وهو الذي سيبين حقيقة تلك الروايات، ومن هو المقصود بتلك الروايات، وذلك عندما يكون هو الذي يحتج عليكم ببينة جاء بها من الإمام المهدي ع والتي جاء الإمام المهدي بها من آبائه، وذلك لا يكون إلا بوصية (النص) كما سيتبين من الرواية الآتية. عن علي بن الحسين ص، قال: (الإمام منا لا يكون إلا معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصاً. فقيل له: يا ابن رسول الله، فما معنى المعصوم ؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والإمام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام، وذلك قول الله (: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾([57])). فالوصية لا يدعيها غير صاحبها، وذلك من فضل الله على الناس، كما بينوا ذلك أهل البيت وكما في الرواية الآتية. الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص373: عن الوليد بن صبيح، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره). ومعرفة جميع الروايات مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعرفة رواية الوصية فهي مفتاح لجميع الروايات وبالخصوص رواية اليماني، وأترك الشيخ الفاضل ناظم العقيلي يبين ذلك من خلال إشكال كان موجه من قبل حيدر مشتت، والجواب موجود في كتاب سامري عصر الظهور ص10 يبين به الشيخ ناظم العقيلي بأن اليماني هو أول أنصار الإمام المهدي وأنه من البصرة وهو المنصوص عليه بوصية رسول الله ص ليلة وفاته. قول حيدر المشتت: (وأما قولك اسمه أحمد ومن البصرة فهذا ادعاء من دون دليل أو حجة، بل الدليل والحجة على خلافه، فقد ورد إن اليماني اسمه حسن أو حسين وأنه يخرج من اليمن، ففي البحار (ويظهر ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسن أو حسين فيذهب بخروجه غمر الفتن ) والمقصود بالرواية اليماني ما لا يخفى...). ويرد عليه: أ- إن هذه الرواية صادرة من سطيح الكاهن، وليس من الأئمة ص. فلا بد أن تعضد بأخبار من الأئمة ص. ب- إن الرواية أشارت إلى خروج ملك من صنعاء اليمن ولم تنص على (اليماني). ج- وحتى لو قلنا بخروج يماني من اليمن، فلا يقطع بأنه اليماني الرئيسي. أي يمين الإمام المهدي ع ووزيره، بل انه من أتباع وزير الإمام المهدي ع. ولذلك أطلق عليه صفة اليماني كقولنا سلمان المحمدي، بسبب إتباعه لمحمد ص وزرارة جعفري، بسبب إتباعه للإمام جعفر الصادق ع. فربما يظهر أكثر من عشرة أشخاص يمهدون للإمام المهدي ع في مختلف بقاع العالم وكلهم يطلق عليهم وصف (اليماني) وذلك لأنهم تحت راية اليماني الأول وقيادته .. د- لا يمكن القول بأن اليماني الأول يخرج من اليمن، وذلك لعدة أخبار وردت عن الأئمة ص تؤكد على أن أول أنصار الإمام المهدي ع يخرج من العراق، ومن البصرة بالتحديد، وأنه من ذرية الإمام المهدي ع، إذ نصت وصية رسول الله ص وهي معتبرة السند بتصريح الميرزا النوري في النجم الثاقب، والسيد الشهيد (قدس سره) في (تاريخ ما بعد الظهور)، نصت على إن أول المؤمنين هو من ذرية الإمام المهدي ع وأحد أسمائه (أحمد): (فإذا حضرته الوفاة (أي الإمام المهدي ع) فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين). فإذا كان ابن الإمام ع ووصيه أول من يؤمن به فلابد أن يكون هو اليماني وصاحب حركة التمهيد الرئيسية؛ لأنه وصي. والوصي لا يمكن أن يكون شخص أهدى منه، أو أن يكون تابعاً لأحد، بل هو الحجة على الجميع بعد الإمام المهدي ع. فعلى هذا يكون اليماني الموصوف (بأنه أهدى الرايات والملتوي عليه من أهل النار) هو أحمد ومن ذرية الإمام المهدي ع وأول المهديين الإثني عشر من ذرية الإمام المهدي ع. وجاء عن الإمام علي ع في تعداد أصحاب القائم الثلاث مئة والثلاثة عشر فقال: (ألا إن أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال...). فاليماني هو أول الأصحاب بل هو أميرهم وقائدهم فلا بد أن يكون من البصرة، واسمه أحمد، ومن ذرية الإمام المهدي ع، ونقل أيضاً الشيخ المفيد في الإرشاد عن الإمام الرضا ع، عن الإمام الرضا: (كأني برايات من مصر مقبلات، صفر مصبغات، حتى تأتي الشامات، فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات). أي تبايع ابن الإمام المهدي ع قبل قيامه؛ لأنه صاحب وصايا الأئمة هو الإمام المهدي الحجة بن الحسن ع، فيكون ابنه (ابن صاحب الوصيات). هـ- لو إن حيدر المشتت تمعن في كلام السيد أحمد الحسن في بداية منشور (السيد أحمد الحسن اليماني الموعود)، لعرف حقيقة اليماني جيداً أنه من ذرية الإمام المهدي ع، إذ قال السيد أحمد الحسن: (إن مكة من تهامة وتهامة من اليمن، فمحمد وآل محمد ص كلهم يمانية فمحمد ص يماني، وعلي ع يماني، والإمام المهدي ع يماني، والمهديون الإثنا عشر يمانية، والمهدي الأول يماني .... وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت ص (بالحكمة اليمانية) ... بل ورد هذا عن رسول الله ص، كما سمى عبد المطلب ع البيت الحرام بالكعبة اليمانية، راجع بحار الأنوار ج22..) انتهى كلام السيد أحمد الحسن. وروى الشيخ الكليني في روضة الكافي مناجاة الله تعالى لعيسى ع جاء فيها وصف لمحمد ص منه: (... يا عيسى، دينه الحنفية وقبلته يمانية...). وروى الشيخ علي الكوراني في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي ع: (ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيها غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن). فالإمام المهدي ع يماني، وذريته أيضاً يمانية؛ بسبب انتسابهم لأبيهم المهدي ع. إذن، فأول المؤمنين بالإمام المهدي ع والذي هو من ذريته واسمه أحمد ومن أهل البصرة، كما ورد عن أهل البيت ص لا بد أن يكون (يمانياً) نسبه إلى أصله اليمن (مكة) التي هي ضمن حدود اليمن سابقاً، ونسبه إلى أنه أول المؤمنين بالإمام المهدي ع ووزيره الأيمن، ونسبه إلى أنه يأتي باليمن والبركة... ثم إن تصور ظهور اليماني الأول من اليمن غريب عن معاني الروايات التي وصفت أحداث التمهيد أي أحداث ما قبل الظهور من الفتن والملاحم، فإن كل أو أغلب الروايات تشير إلى أن ساحة أحداث ما قبل القيام المقدس هي العراق وإيران عموماً، وبالخصوص العراق، فإن حركات التمهيد نابعة منه وآتية إليه من المشرق، وهو أيضاً عاصمة الإمام المهدي ومسكنه، بل إن أغلب الشيعة هم من العراق، فكيف يكون العراق صفر اليدين من الممهدين إذا قلنا بحصر شخص اليماني في اليمن، فإن اليمن بعيدة عن أحداث ما قبل الظهور، بل إن الشيعة الإثنا عشرية فيها مهمشة، ويكاد لا يذكر لها دور واضح؛ بسبب اتساع حركة الزيدية هناك، إضافة إلى أن فكرة التمهيد وحركات الإصلاح في الماضي والحاضر أغلبها تأسست وظهرت من العراق وإيران، وهذا له دور رئيسي لنجاح حركت اليماني إذا قامت في هذه البقاع إذ يكون أهل هذين البلدين مسبوقين بفكرة التمهيد. وقد نما هذا الشعور في نفوسهم بسبب وجود بذوره قبل ذلك، وأيضاً وقوع الفتن والمحن الشديدة وخصوصاً في العراق له دور مهم في تقوية الاستعداد وصقل النفس وترويضها على تحمل المشاق والصعاب، بخلاف ما إذا كان الشعب راكداً منعماً فإنه يكون ضعيف الإرادة، غير مستعد لتحمل شدائد الأمور، إضافة إلى وجود مراقد الأئمة ص في العراق، فإنه يكون له دور كبير في تأجيج نار الثورة في نفوس كثير من سكنة العراق، حيث إن روح الثورة والجهاد والتضحية تفوح من تربة كربلاء المقدسة التي أريق عليها دم الحسين ع وأهل بيته ص وأصحابه، وروح دولة العدالة والإنصاف والمظلومية تفوح من مسجد الكوفة الذي سكنه علي بن أبي طالب ع ومارس العدالة فيه، حتى لم يترك له الحق صديقاً إلى أن فلقت هامته في المحراب، وما زال صوته مدوياً لحد الآن فزت ورب الكعبة. كذلك العراق هو مهد ومكان مولد الإمام المهدي ع وهذا لم يكن صدفة أو اعتباطاً بل تقدير من علام الغيوب، إذ مهما طالت أغصان الشجرة فهي تثمر في الأرض التي نبتت فيها، وكل هذه العوامل وغيرها يكون العراق وإيران أرضاً خصبة لنشوء ثورة اليماني دون غيرهما من المناطق، وهذا ما أشير إليه في روايات أهل البيت من إن أول الثلثمائة والثلاثة عشر من أهل البصرة، فأولهم لابد أن يكون أقربهم وأفضلهم وأهداهم ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾. وأيضاً ما ذكره النبي ص في وصيته في وصف أول المهديين من ذرية الإمام المهدي ع بأن أول المؤمنين أي بالإمام المهدي ع، إذن فلابد أن يكون اليماني من العراق ومن البصرة بالخصوص واسمه أحمد ومن ذرية الإمام المهدي ع واليماني الذي يخرج من اليمن يكون تابعاً ومناصراً لليماني الأول (رسول الإمام المهدي ووصيه). انتهى جواب الشيخ ناظم العقيلي وفقه الله لنصرة ولي الله السيد أحمد الحسن عليه الصلاة والسلام. وهناك تفصيل من قبل السيد أحمد الحسن ع من خلال سؤال كان موجه إليه من قبل أحد الأنصار حول شخصية اليماني ، وهل أن هناك حدود لهذه الشخصية ، أتركه إلى محله. وقبل مجيء السيد أحمد الحسن ع، وبعد ما جاء السيد أحمد الحسن ع وإلى الآن ولم نسمع بأن هناك من احتج على الناس بوصية الرسول ص غير السيد أحمد الحسن ع، فهو الوحيد من جاء محتجاً بالوصية، الوصية التي عندما أراد رسول الله صكتابتها في ذلك الوقت، قال عمر: إن رسول الله يهجر (وحاشاه)، فرفضها عمر قبل أن يكتبها رسول الله ص؛ لأنه يعلم بأنه لن يحصل على شيء مما سيوصي به رسول الله ص، وهو على علم بأن رسول الله سيوصي إلى علي ع، وكذلك علماء السوء في هذا الزمان، ذراري عمر الذين يدَّعون التشيع، فقد رفضوها ولكن بعد أن كتبها رسول الله ص. فعندما أظهرها السيد أحمد الحسن ع كذبوه ورفضوها، وقالوا إن رسول الله لم يوصِ؛ لأنهم يعلمون ما معنى الإقرار بالوصية، وهو سحب بساط المرجعية من تحتهم وهي طامة كبرى بالنسبة إليهم، ولكنهم كانوا بانتظار معلمهم إبليس اللعين، فأوحى إليهم أن يقولوا بأن الرواية ضعيفة السند بدل كلمة (يهجر)، فقالوا لإبليس سمعاً وطاعة ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾([58])، فكذبوا رسول الله ص والأئمة ص وصدَّقوا إبليس، فأستحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله وأنساهم قول الله في ما أمر بالوصية. قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾([59]). وروي عن رسول الله ص، أنه قال: (من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية). بل كذبوا الله عند تكذيبهم لرسول الله ص؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، وكذبوا قوله ص: (من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية). وقوله لأمير المؤمنين ع: (يا علي، من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصاً في مروءته، ولم يملك الشفاعة). وقوله أيضاً: (من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصاً في مروءته وعقله). إلى غير ذلك من الأحاديث التي تثبت وجوب الوصية، وكذلك كذبوا أمير المؤمنين الذي كتب الوصية ليلة وفاة رسول الله ص، كذبوا كل شيء حتى أنفسهم من أجل دنيا فانية، وأنكروا قول رسول الله ص: (ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا من بعده أبداً)، فهل يظنوا برسول الله مخالفة أمر الله، وتركه ص الكتاب الذي أمره الله أن يكتبه كي لا تضل الأمة من بعده أبداً، وهو الرؤوف الرحيم بالأمة، هل كل ذلك يتركه بسبب رفض عمر أو قول عمر حسبنا كتاب الله أو لكلمة (يهجر) التي قالها عمر ما ذلك الظن برسول الله. -الحصيلة النهائية: كل هذه الروايات أشارت إلى السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي ع واليماني الموعود، والكوراني وغيره ممن كان يدعي انتظار اليماني الموعود وقد بيّن الله سبحانه حالهم بقوله: ﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾([60])، فعندما جاء السيد أحمد الحسن ع رسولاً من الإمام المهدي ع، ولم يكن ذلك بحسبان الكوراني وغيره من علماء السوء الضالين المضلين، الذين لا يريدون أن يأتي الإمام ع إلا عن طريقهم ولا يقبلون غير ذلك، وكأن الإمام لا يعلم بانحرافهم عن شريعة الله، وعندما أذن الله بالفرج بدأ غربال التمحيص، فخرج الكوراني وعلماء السوء من ذلك الغربال، فأنكروا كل حقيقة موجودة في روايات أهل البيت، وأنكر الكوراني حتى ما هو مذكور في كتبه وكتب العلماء السابقين. ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾([61]). كل ذلك حسداً منه للسيد أحمد الحسن ع، فهو كمن سبقه من أعداء آل محمد صلوات الله عليهم، الذين حسدوا أهل البيت ص. قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً﴾([62]). وقد هيئوا عذراً ما أنزل الله به من سلطان، وهو تكذيب مشاهدة الإمام المهدي عليه السلام استناداً إلى رواية جعلوها سيفاً سلوه من غمده يقاتلون به السيد أحمد الحسن ع، علماً أنهم قد أجمعوا على أن الرواية التي اعتمدوا عليها هي رواية آحاد ضعيفة السند، ولا يجوز الاستدلال بها في العقائد حسب منهجهم، وجوابهم على الرواية موجود في كتبهم وهي الرواية المنقولة عن السفير الرابع علي بن محمد السمري، مع علم الكوراني وغيره بمخالفة فهمهم للرواية لروايات أهل البيت ومخالفة العلماء السابقين المؤمنين، وخاصة الذين تشرفوا بلقاء الإمام المهدي ع، فأنكر الكوراني جميع روايات أهل البيت وكذب جميع من تشرف بلقاء الإمام المهدي ع بغضاً للسيد أحمد الحسن عليه الصلاة والسلام الذي جاء مبشراً بظهور الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام، والنتيجة ذكرها الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾([63])، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾([64]). وأي عاقبة ستكون للكوراني إذا بقي على هذا الحال هو وأمثاله؛ لأنه يعلم علم اليقين بصدق دعوة السيد أحمد الحسن ع، فلا تكون عاقبته إلا كعاقبة علماء اليهود الذين لا يعملون بما في الأسفار الموجودة في التوراة فوصفهم الله سبحانه وتعالى بالحمير التي لا تعرف قيمة ما تحمل فقال سبحانه وتعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾([65]). أو كعاقبة بلعم بن باعوراء عندما عادى نبي الله موسى ع فقد ذمَّه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ووصفه بالكلب بعد أن آتاه العلم ، ولكنه لم يكن من الشاكرين فقال (: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾([66]). بقيت مسألة، وهي: يجب معرفة من الذي سيقاتل الإمام المهدي ع، وماذا يقول الكوراني في ذلك: فقد أكد الكوراني أيضاً على إن الذي يقاتل الإمام المهدي ع هم علماء السوء المضلين ومن تبعهم على ضلالهم ، والظاهر أنه نسي بعد ذلك. ففي كتابه عصر الظهور (الطبعة الأولى ص182، الطبعة السابعة ص146): عن الإمام زين العابدين ع، قال: (ثم يسير (أي المهدي) حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني) ([67]). وعن الإمام الصادق ع، قال: (ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها، ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب) ([68]). أي يهدر دماء من التحق من هذه القبائل بأعدائه والخوارج عليه. ففي الرواية الأولى يذكر الإمام زين العابدين ع في قوله: (وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني)، ومعنى ذلك أن بيعة السفياني ستكون بالكوفة، والبيعة ليست خاصة بأهل الكوفة، ولكن اجتماع الناس للبيعة سيكون مقره الكوفة، ومن المؤكد أن النصيب الأكبر في هذه البيعة سيكون لأهل الكوفة، وما دامت البيعة ستكون بالكوفة فهذه دلالة واضحة على أن البيعة ستكون بأمر المرجعية، أو على أقل تقدير بموافقة المرجعية، وإلا فعلى المرجعية محاربة هذه البيعة، ومن المؤكد أن أكثر أهل الكوفة لا يعلمون بأن هذه البيعة للسفياني؛ لأنهم لا يعلمون من هو السفياني، والسبب الثاني هو ثقتهم بالمراجع الذين أمروهم بالبيعة، وهذا ما قد حصل بالانتخابات أو إنه سيحصل بنفس الطريقة وبأمر المرجعية. وكذلك ما في الرواية الثانية عن الإمام الصادق إن الإمام المهدي ع يتوجه إلى الكوفة فينزل بها، ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب، ويتضح من هذه الرواية إن السبب في هدر دماء هذه القبائل هو محاربتهم للإمام ع، وهذا يكون بالكوفة أيضاً، وهؤلاء القبائل هم من سيبايع السفياني، وسيكون قتالهم للإمام بعد بيعتهم للسفياني، ومن المؤكد أيضاً إن قتالهم للإمام سيكون بفتوى من المرجعية، ومن المعلوم أن القبائل بأجمعها لا تدري بأنها محاربة للإمام ما دامت الفتاوى من المراجع، كما حدث في بيعة السفياني. ويؤكد ذلك ما في كتاب جواهر التاريخ - الشيخ الكوراني ج1 ص381 - 382: قال الكوراني: (أما أول خارجة على الإمام المهدي ع في العراق فهم البترية الذين يزعمون أنهم يتولون أهل البيت ص وظالميهم ! ففي دلائل الإمامة ص241، عن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر ع: (متى يقوم قائمكم ؟ قال: يا أبا الجارود، لا تدركون. فقلت: أهل زمانه ؟ فقال: ولن تدرك أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة، فقال: يا رب انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول تبارك وتعالى للملائكة الذين نصروا رسول الله يوم بدر ولم يحطوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم، فيبايعونه، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يسير إلى المدينة فيسير الناس، (إلى قولهع): ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم وسمروا ساماتهم وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى الله، ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى. قال: فلم أعقل المعنى فمكثت قليلاً ثم قلت: جعلت فداك، وما يدريه جعلت فداك متى يرضى الله ( ؟ قال: يا أبا الجارود، إن الله أوحى إلى أم موسى وهو خير من أم موسى، وأوحى الله إلى النحل وهو خير من النحل، فعقلت المذهب ؟ فقال لي: أعقلت المذهب ؟ قلت: نعم. فقال: إن القائم ليملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها). انتهى. وها هو الكوراني يذكر الرواية التي تذكر بأن القائم يقوم بعد إياس من الشيعة، هذا أولاً. أما ثانياً فإن الذين يقاتلون الإمام المهدي ع هم أهل الكوفة، وأهل الكوفة حالياً شيعة، وتذكر الرواية بأنهم فقهاء في الدين قد قرحوا جباههم وسمروا ساماتهم، وهذه إشارة إلى إنهم أتباع الفقهاء الذين يظنون بأنهم ينصرون الدين لنصرتهم فقهاءهم، فهم يقاتلون الإمام ع بأمر الفقهاء، وإلا فمن يعقل أن الفقهاء تكون لديهم الشجاعة لحمل السلاح، إلا أنهم جندوا عبيدهم للدفاع عن بساط المرجعية وعن ثرواتهم الطائلة التي لا تحصى، وعن رقابهم التي لا تبقى عند انتصار الإمام ع إن شاء الله، وذلك بسبب انحرافهم عن صراط الله المستقيم، ولأنهم وضعوا أيديهم بيد الدجال الأكبر أمريكا والسفياني لمحاربة الإمام حتى أوصلهم ذلك إلى رفض حاكمية الله عندما أقروا الانتخابات التي تخدم مصالح أعداء الإمام ع، والتي بها أخرجوا الشيعة من ولاية أهل البيت ص، كما بين ذلك رسول الله ص في الرواية التالية التي ذكر فيها الشورى الصغرى (الانتخابات) التي تكون في آخر الزمان بعدما ذكر الشورى الكبرى (السقيفة): كتاب مائتان وخمسون علامة للطباطبائي ص130: عن حذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله ص أنه قال: (الويل الويل لأمتي في الشورى الكبرى والصغرى، فسئل عنهما فقال ص: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي). وكما في الرواية عن الإمام الباقر ع: كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص214: وأخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إسماعيل الأشعري، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفر ع أنه قال: (لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها). وإلى الآن والشيعة لا يعلمون بأنهم على ولاية الطاغوت، فهم كما قال رسول الله ص حيارى سكارى لا مسلمين ولا نصارى، ومنذ ذلك الوقت تاهت الشيعة كما تاه بنو إسرائيل في صحراء سيناء وكيف لا وقد سلموا دينهم إلى أعداء الله أهل كل ضلال، والطامة الكبرى أن الناس لا يعلمون أن فقهاءهم هؤلاء هم من سيحارب الإمام المهدي ع، وهم من سيقول للإمام ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا فيك. والنتيجة أن كثيراً من الشيعة سيحارب الإمام وهم يجهلون أنه الإمام ع، كل ذلك بسبب ثقتهم بالفقهاء الضالين؛ لأن الشيعة يتوقعون من الفقهاء نصرة الإمام ويعتقدون بأنهم هم الذين يدلونهم على الإمام، ولم يعلم الناس أن في كل زمان كان يرسل الله فيه الأنبياء يكون فقهاء ذلك الزمان منحرفين عن شريعة الله، فلذلك يرسل الله الرسل كي يُرجع الناس إلى فطرتهم التي لوثها فقهاء ذلك الزمان، وكذلك الحال في الزمن الذي يظهر فيه الإمام ع فسيكون الفقهاء في هذا الزمان منحرفين عن الشريعة ، وحقيقة حال اليوم يبين ذلك لما حللوا من حرام الله وحرموا حلال الله وافسدوا في الأرض، وإذا فسد العالِم فسد العالَم، وفي الرواية الآتية ما يؤكد ذلك. في كتابه عصر الظهور (الطبعة الأولى ص183، الطبعة السابعة ص146): عن الإمام الباقر ع، قال: (بينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: انطلقوا، فيلحقونهم بالتمّارين فيأتون بهم أسرى، فيأمر بهم فيذبحون. وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد ص)([69]). والتمّارين محلة بالكوفة. وهذه الرواية تبين أيضاً أن القتال مع الإمام يكون مع أهل الكوفة بدليل قول الكوراني... (والتمّارين محلة بالكوفة) وأيضاً لاحظ ما في الرواية من أن الإمام قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنن إذ خرجت عليه خارجة، ومن المؤكد أن أحكام الإمام ستكون أحكام الله سبحانه وتعالى ولكنها ستكون مخالفة لأهواء فقهاء آخر الزمان، والنتيجة هي أن أهل الكوفة وكل من ينظم تحت لوائهم سيكونون كبش فداء للمرجعية، وسيقاتلون الإمام بنفس الفتاوى، وأكيد باسم الدين ولنصرة المذهب كما يزعمون، والرواية الآتية التي ستبين بوضوح من هم الذين يخرجون على الإمام المهدي ع. فقد ذكر في كتابه عصر الظهور (الطبعة الأولى ص181، الطبعة السابعة ص145): عن الإمام الصادق ع، قال: (إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله ص؛ لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه) ([70]). فمن المؤكد أن عوام الناس لا يتأولون القرآن، وإنما الفقهاء هم من يتأول القرآن. والكوراني بنفسه يذكر الرواية التي تؤكد بأن علماء السوء هم أصل الفتنة كما في كتابه عصر الظهور (الطبعة الأولى ص181 - 183، الطبعة السابعة ص145 - 146): حيث قال: وتذكر الرواية الآتية أنه يقتل سبعين رجلاً هم أصل الفتنة والاختلاف داخل الشيعة، ويقول الكوراني... ويبدو أنهم من علماء السوء المضلين. فعن مالك بن ضمرة، قال: (قال أمير المؤمنين ع: يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض. فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله ص فيقتلهم. ثم يجمعهم الله على أمر واحد) ([71]). وهناك الكثير من الروايات التي تثبت أن فقهاء آخر الزمان هم من سيحارب الإمام المهدي ع، وسأذكرها في موضوع خاص إن شاء الله تعالى. * * * -الخامس من ولد السابع كفاية الأثر - الخزاز القمي ص146 - 151، البحار - العلامة المجلسي ج36 ص333 - 335: حدثنا علي بن الحسين بن محمد، قال: حدثنا هارون بن موسى (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، عن نصر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي ع. قال هارون: وحدثنا أحمد بن موسى العباس بن مجاهد في سنة ثمان عشر وثلاثمائة، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد، قال: حدثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره، قال: حدثني هيثم بن بشر الواسطي قراءة عليه من أصل كتابه، عن أبي المقدام شريح بن هاني بن شريح الصائغ المكي، عن علي ع. وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، قال: حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي، قال: حدثني محمد بن عبد الله أبو جعفر، قال: حدثني محمد بن حبيب الجند نيسابوري، عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال علي ع: (كنت عند النبي ص في بيت أم سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعبد الرحمن بن عوف، فقال سلمان: يا رسول الله، إن لكل نبي وصياً وسبطين فمن وصيك وسبطيك (إلى أن قال ع): قال رسول الله ص: وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى ابنك الحسن، والحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، والحسين يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه جعفر، وجعفر يدفعها إلى ابنه موسى، وموسى يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه الحسن، والحسن يدفع إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله، ويكون له غيبتان أحدهما أطول من الأخرى. ثم التفت إلينا رسول الله ع فقال رافعاً صوته: الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال علي: فقلت: يا رسول الله، فما تكون هذه الغيبة ؟ قال: أصبت - وفي بعض المصادر يصير وفي بعضها اصبر وفي بعضها يصبر وفي بعضها الصمت - حتى يأذن الله له بالخروج، فيخرج من اليمن من قرية يقال لها اكرعة، على رأسه عمامة متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار، ومنادي ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وذلك عندما يصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج). كفاية الأثر - الخزاز القمي ص156 - 159، البحار - العلامة المجلسي ج36 ص337، معجم أحاديث الإمام المهدي للكوراني ج1 ص440: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن [أبي عبد الله أحمد بن] محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب ابن نصر الأنباري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حدثنا عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا محمد بن زياد الهاشمي، قال: حدثنا سفيان بن عتبة، [قال: حدثنا عمران بن داود]، قال: حدثنا محمد بن الحنفية، قال أمير المؤمنين ع: (سمعت رسول الله ص يقول: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة، ولأرحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت الرعية في نفسها غير برة ولا تقية. إلى قوله ص: وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران عند فقده. ثم أطرق ملياً ثم رفع رأسه وقال: بأبي وأمي سمي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص336، مسائل علي بن جعفر ابن الإمام جعفر الصادق ع ص325: علي بن محمد، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر ع، قال: (إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد، يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هو محنة من الله ( امتحن بها خلقه، لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه. قال: فقلت: يا سيدي، من الخامس من ولد السابع ؟ فقال: يا بني، عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه). الإمام الكاظم ع يحدث هنا أولاده وأرحامه، وهم من أقرب الناس إليه، ولابد أن يكونوا قد سمعوا وعرفوا غيبة الإمام المهدي ع، وهل يمكن لأحد أن يتصور أنهم يجهلون اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن ؟ إذن لماذا يسألون عنه (أي الاسم) ؟ وكيف نفهم جواب الإمام الكاظم ع: (يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله)، هل تصغر عقول أولاد الإمام الكاظم وأرحامه، وتضيق أحلامهم عن معرفة اسم الإمام المهدي، أم إن الأمر متعلق بشخص آخر ؟ * * * -روايات عن اليماني كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص262 - 265: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، في خبر طويل... إلى أن قال ع: (إذا خرج يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد، على العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحداً، ولا تأخذه في الله لومة لائم. ثم قال ع: إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان كذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني. وقال: لا بد لبني فلان من أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم، وتشتت أمرهم، حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هنا، وهذا من هنا، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهم لا يبقون منهم أحداً. ثم قال ع: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم. ثم قال لي: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت، فقال حين سقطت: هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه...). الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس ص77 - 78: حدثنا الوليد بن مسلم، عن جراح، عن أرطأة، قال: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذه ولكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني). الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس ص168: فيما ذكره نعيم، عن المنادي باسم من يبايعه الناس - حدثنا نعيم، قال الوليد: وأخبرني جراح عن أرطأة، قال: (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعون، فبينا هم كذلك إذا سمعوا صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذوي ولا ذو، ولكنه خليفة يماني). معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ علي الكوراني العاملي ج1 ص299: روى ابن حماد: ص103 حدثنا بقية وعبد القدوس، عن صفوان، عن شريح بن عبيد، عن كعب، قال: (ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن). ورواه أيضاً في ص109 بسنده المذكور. المجازات النبوية - الشريف الرضي ص338 - 341: (...... ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "الإيمان يمان والحكمة يمانية" وهذا قدر ما أورده أبو عبيد في كتابه من هذا الخبر، وقد ذكر غيره زيادة كثيرة، وهي قوله عليه الصلاة والسلام بعد الكلام المتقدم: "رحا الإسلام دائرة في قحطان، حمير رؤوس العرب وبهاؤها، والأسد كاهلها وجمجمتها، ومذحج هامتها وغلصمتها". في حديث طويل، وفي هذا الحديث عدة مجازات: أحدها قوله عليه الصلاة والسلام: "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، والمراد أهل الإيمان وأهل الحكمة يمانون، وأمثال ذلك في الكلام معروف كثير. ويدخل في هذا الوصف أهل مكة وأهل المدينة. فأما مكة فهي جهة من جهات اليمن ومفضى إلى ذلك الشق والسمت. وأما المدينة فمعظم أهلها الأنصار وهم من أهل اليمن بالأصل وإن كانوا من أهل الحجاز بالدار، وقد قيل إنه عليه الصلاة والسلام قال هذا الكلام بتبوك وهي من أرض الشام، وكانت مكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى جهة اليمن، وهو يريد مكة والمدينة. والمجاز الآخر: قوله عليه الصلاة والسلام: "رحا الإسلام دائرة في قحطان". والمراد أن أمر الإسلام يدور عليها كما تدور الرحا على قطبها). شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني ج11 ص427 - 428: (بعد نقله حديث النبي ص حين عرضت عليه الخيل): (..... فقال رسول الله ص: "كذبت، بل رجال أهل اليمن أفضل، والإيمان يماني والحكمة يمانية، ولولا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن" كذبه ص وأشار إلى أن أفضل الرجال ليس ما ذكره، سيما إذا كان من الحمية الجاهلية، بل فضلهم هو الإيمان والحكمة وهو غير موجود فيهم، بل هو في رجال أهل اليمن، قيل: المراد بهم الأنصار الذين استجابوا لله ولرسوله طوعاً ونصروه وهم يماني النسب، وقيل: المراد بهم أهل مكة أي بعضهم، إما لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن، أو لأنه قال هذا وهو بتبوك ومكة بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وأراد مكة ويؤيده قوله: "ولولا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن"، فإنه صريح في أن المراد باليمن مكة بأحد الوجهين المذكورين، وقوله: "الإيمان يماني" أي منسوب إلى اليمن معناه على القول الأول أن قوة الإيمان واشتهاره من أهل اليمن لكونهم من أنصار الدين، وعلى القول الثاني أن مبدأه مكة). البحار - العلامة المجلسي ج22 ص137: (..... وقال الجزري: في الحديث: "الإيمان يمان، والحكمة يمانية"، إنما قال ص ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا يقال: الكعبة اليمانية، وقيل: إنه قال هذا القول للأنصار؛ لأنهم يمانون، وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وآووهم، فنسب الإيمان إليهم. انتهى........ قال سيبويه: وبعضهم يقول يماني بالتشديد. قوله ص: "لولا الهجرة"، لعل المعنى لولا أني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن، إذ هي منها). البحار - العلامة المجلسي ج15 ص310: في دعاء أبي طالب قبل ولادة رسول الله ص: (... وإني قائل لكم وحق إله الحرم، وبارئ النسم، أني لأعلم عن قليل ليظهرن المنعوت في التوراة والإنجيل الموصوف بالكرم والتفضيل، الذي ليس له في عصره مثيل، ولقد تواترت الأخبار، أنه يبعث في هذه الإعصار، رسول الملك الجبار، المتوج بالأنوار، ثم قصد الكعبة وأتى الناس وراءه إلا أبا جهل وحده، وقد حلت به الذلة والصغار، والذل والانكسار، فلما دنا أبو طالب من الكعبة قال: اللهم رب هذه الكعبة اليمانية، والأرض المدحية، والجبال المرسية، إن كان قد سبق في حكمك، وغامض علمك، أن تزيدنا شرفاً فوق شرفنا، وعزاً فوق عزنا بالنبي المشفع الذي بشر به سطيح، فأظهر اللهم يا رب تبيانه، وعجل برهانه، واصرف عنا كيد المعاندين، يا أرحم الراحمين). الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص139: في مناجاة الله تعالى لعيسى ع في وصف النبي محمد ص: (... يا عيسى، دينه الحنفية وقبلته يمانية...). وعن الرسول ص: (إن خير الرجال أهل اليمن، والإيمان يمان، وأنا يماني) ([72]). والآن نأتي إلى معرفة من هو اليماني من خلال سؤال كان موجهاً إلى السيد أحمد الحسن ع في كتاب المتشابهات الجزء الرابع: سؤال/ 144: السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي ع: من هو اليماني ؟ وهل هناك حدود لهذه الشخصية يعرف بها صاحبها ؟ وهل هو من اليمن؟ وهل هو معصوم بحيث لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق، وكما ورد في الرواية عن الباقر ع: (إن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين. يجب أولاً معرفة أن مكة من تهامة، وتهامة من اليمن، فمحمد وآل محمد ص كلهم يمانية، فمحمد ص يماني ([73])، وعلي ع يماني والإمام المهدي ع يماني، والمهديون الإثنا عشر يمانية، والمهدي الأول يماني، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملون الأوائل (رحمهم الله)، ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾([74]). وقد سمّى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت ص بـ (الحكمة اليمانية)([75])، بل ورد هذا عن رسول الله ص ([76])، كما وسمّى عبد المطلب ع البيت الحرام بـ (الكعبة اليمانية) ([77]). أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني: فقد ورد في الرواية عن الباقر ع: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)([78]). وفيها: أولاً/ (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار): وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية، فلا يكون شخص حجة على الناس، بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا ([79])، إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين. ثانياً/ (إنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم): والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم، أو الصراط المستقيم تعني: أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق، أي إنه معصوم منصوص العصمة، وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني. أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)، فإنه يجعل هذا الكلام منهم ص بلا فائدة، فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني، وحاشاهم ص من ذلك. النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً: إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة أن الحجج بعد الرسول محمد ص هم الأئمة الإثنا عشر ص وبعدهم المهديون الإثنا عشر، ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم، وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء، وقد مضى منهم ص أحد عشر إماماً، وبقي الإمام المهدي ع والاثنا عشر مهدياً، واليماني يدعو إلى الإمام المهدي ع فلابد أن يكون اليماني أول المهديين؛ لأن الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾([80])، ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي ع، بل هم في دولة العدل الإلهي، والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي ع وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي ع في بداية ظهوره وتحركه، لتهيئة القاعدة للقيام، كما ورد في وصية رسول الله ص. ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً. والمهدي الأول بيَّنت روايات أهل البيت ص اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل، فاسمه أحمد وكنيته عبد الله - أي إسرائيل - أي إنّ الناس يقولون عنه إسرائيلي قهراً عليهم، ورغم أنوفهم. وقال رسول الله ص: (أسمي أحمد وأنا عبد الله أسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني) ([81]). والمهدي الأول هو أول الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهو: (من البصرة) و (في خده الأيمن أثر) و (في رأسه حزاز) و (جسمه كجسم موسى بن عمران ع)، و (في ظهره ختم النبوة) و (فيه وصية رسول الله ص) و (هو أعلم الخلق بعد الأئمة بالقرآن والتوراة والإنجيل) و (عند أول ظهوره يكون شاباً)، قال رسول الله ص: (... ثم ذكر شاباً، فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي) ([82]). عن أبي عبد الله ع، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ع قال: (قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ع يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن ع إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد ص فذلك اثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و أحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين ) ([83]). وعن الصادق ع أنه قال: (إن منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع)([84]). وعن الصادق ع قال: (إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ع) ([85]). وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الأول وليس الإمام المهدي ع؛ لأن الإمام ع بعده إثنا عشر مهدياً. وقال الباقر ع في وصف المهدي الأول: (... ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين المشرف الحاجبين العريض ما بين المنكبين برأسه حزاز و بوجهه أثر رحم الله موسى) ([86]). وعن أمير المؤمنين ع في خبر طويل: (... فقال ع: ألا وإن أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال...) ([87]). وعن الصادق ع في خبر طويل سمى به أصحاب القائم ع: (.. ومن البصرة.. أحمد..) ([88]). وعن الإمام الباقر ع أنه قال: (... له - أي للقائم - اسمان اسم يخفى واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن فمحمد) ([89]). وأحمد هو اسم المهدي الأول ومحمد اسم الإمام المهدي ع كما تبين من وصية رسول الله ص. وعن الباقر ع: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: " أحمد أحمد "، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج)([90])، وأحمد هو اسم المهدي الأول. وفي كتاب الملاحم والفتن: (قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) ([91]). وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني: (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتاً ما قال إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني) ([92]). وروى الشيخ علي الكوراني في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي ع: (ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن)([93])، وبما أن المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي ع فلابد أن يكون مقطوع النسب؛ لأن ذرية الإمام المهدي ع مجهولون، وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور وصفات المهدي الأول؛ لأنه شخص واحد كما تبين مما سبق. وإن أردتَ المزيد فأقول: إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس، وأول مؤمن بالإمام المهدي ع في بداية ظهوره وقبل قيامه، فلابد أن يكون أحدهما حجة على الآخر، وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخصاً واحداً، وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوياً بل مساعداً للقائد، وهذا غير صحيح لأن اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول. وبهذا يكون اليماني: (اسمه أحمد، ومن البصرة، وفي خده الأيمن أثر، وفي بداية ظهوره يكون شاباً، وفي رأسه حزاز، وأعلم الناس بالقرآن وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة، ومقطوع النسب، ويلقب بالمهدي، وهو إمام مفترض الطاعة من الله، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، ويدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ويدعو إلى الإمام المهدي ع و ... و ...)، وكل ما ورد من أوصاف المهدي الأول في روايات محمد وآل محمدص، فراجع الروايات في كتاب غيبة النعماني وغيبة الطوسي وإكمال الدين والبحار ([94])، وغيرها من كتب الحديث. ويبقى أن كل أتباع اليماني من الثلاث مائة والثلاثة عشر أصحاب الإمام ع هم يمانيون؛ باعتبار انتسابهم لقائدِهم اليماني، ومنهم يماني صنعاء ويماني العراق. ﴿كَلاَّ وَالْقَمَرِ (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ( إِنَّها لإَحْدَى الْكُبَرِ (نَذِيراً لِلْبَشَرِ (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (عَنِ الْمُجْرِمِينَ (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الآْخِرَةَ (كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ( وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾([95]). ﴿والقمر﴾: الوصي. ﴿والليل﴾: دولة الظالمين. ﴿والصبح﴾: فجر الإمام المهدي ع، وبداية ظهوره بوصيه كبداية شروق الشمس؛ لأنه هو الشمس. ﴿إِنَّها لإَحْدَى الْكُبَرِ﴾: أي القيامة الصغرى. والوقعات الإلهية الكبرى ثلاث هي: القيامة الصغرى، والرجعة، والقيامة الكبرى ([96]). ﴿نَذِيراً لِلْبَشَرِ﴾: أي منذر، وهو الوصي والمهدي الأول (اليماني)، يرسله الإمام المهدي ع بشيراً ونذيراً بين يدي عذاب شديد، ليتقدم من شاء أن يتقدم، ويتأخر من شاء أن يتأخر عن ركب الإمام المهدي ع ([97]). ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾: وهذا واضح فكل إنسان يحاسب على عمله، ﴿إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ﴾، وهؤلاء مستثنون من الحساب وهم: المقربون وهم أصحاب اليماني الثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي ع، يدخلون الجنة بغير حساب، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾([98])، ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ( عَنِ الْمُجْرِمِينَ ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾، أي لم نك من الموالين لولي الله، وخليفته ووصي الإمام المهدي ع والمهدي الأول (اليماني الموعود)([99])، فاليماني (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار). فحسبي الله ونعم الوكيل: لقد ابتلي أمير المؤمنين علي ع بمعاوية بن هند (لعنه الله)، وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي أبي علي بن أبي طالب ع، ولكن بسبعين معاوية (لعنه الله)، ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل، والله المستعان على ما يصفون. والله ما أبقى رسول الله ص، وآبائي الأئمة ص شيئاً من أمري إلا بيَّنوه، فوصفوني بدقة، وسموني، وبيَّنوا مسكني، فلم يبقَ لبس في أمري، ولا شبهة في حالي بعد هذا البيان، وأمري أبين من شمس في رابعة النهار، وإني أول المهديين واليماني الموعود. * * * -الإثني عشر إمام من ولد رسول الله ومن ولد أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص379 - 380: 1- أبان، عن سليم، عن سلمان، قال: (كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلاً من أهل البيت قطعت حديثها. فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم: ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة. فبلغ ذلك رسول الله ص فغضب، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، من أنا ؟ قالوا: أنت رسول الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم"، ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار. ثم قال: "ألا وإني وأهل بيتي كنا نوراً نسعى بين يدي الله قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، وكان ذلك النور إذا سبح سبحت الملائكة لتسبيحه. فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه ثم أهبط إلى الأرض في صلب آدم. ثم حمله في السفينة في صلب نوح، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم. ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الأصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتداً، وأكرم المغارس منبتاً بين الآباء والأمهات، لم يلتق أحد منهم على سفاح قط. ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة: أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي. اختار الله محمداً وعلياص والأئمة ص حججاً، ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين: أحدهما أنا فبعثني رسولاً ونبياً، والآخر علي بن أبي طالب، وأوحى إليّ أن أتخذه أخاً وخليلاً ووزيراً ووصياً وخليفة. ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي، من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله. لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. هو زر الأرض بعدي وسكنها، وهو كلمة الله التقوى وعروته الوثقى. ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾([100]). ألا وإن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصياً من أهل بيتي، فجعلهم خيار أمتي واحداً بعد واحد، مثل النجوم في السماء، كلما غاب نجم طلع نجم. هم أئمة هداة مهتدون لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم، هم حجج الله في أرضه، وشهدائه على خلقه، وخزان علمه، وتراجمة وحيه، ومعادن حكمته. من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله. هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض. فليبلغ الشاهد الغائب. اللهم اشهد، اللهم اشهد" - ثلاث مرات - ). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص531 - 532: 2- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله ومحمد بن الحسين، عن إبراهيم، عن أبي يحيى المدائني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: (كنت حاضراً لما هلك أبو بكر واستخلف عمر، أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب وتزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر فقال له: يا عمر، إني جئتك أريد الإسلام، فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه، قال: فقال له عمر: إني لست هناك لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه وهو ذاك - فأومأ إلى علي ع - فقال له اليهودي: يا عمر، إن كان هذا كما تقول فمالك ولبيعة الناس وإنما ذاك أعلمكم ! فزبره عمر، ثم إن اليهودي قام إلى علي ع فقال له: أنت كما ذكر عمر ؟ فقال: وما قال عمر ؟ فأخبره، قال: فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء أريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم فأعلم أنكم في دعواكم خير الأمم وأعلمها صادقون ومع ذلك أدخل في دينكم الإسلام، فقال أمير المؤمنين ع: نعم، أنا كما ذكر لك عمر، سل عما بدا لك أخبرك به إن شاء الله. قال: أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة، فقال له علي ع: يا يهودي، ولم لم تقل: أخبرني عن سبع ؟ فقال له اليهودي: إنك إن أخبرتني بالثلاث، سألتك عن البقية وإلا كففت، فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأولى الناس بالناس، فقال له: سل عما بدالك يا يهودي. قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض ؟ وأول شجرة غرست على وجه الأرض ؟ وأول عين نبعت على وجه الأرض ؟ فأخبره أمير المؤمنين ع، ثم قال له اليهودي: أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين ع: إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني، وأما منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم، لا يشركهم فيها أحد). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص532: 3- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ع، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخلت على فاطمة ص وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ع، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص532: 4- علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر ع، قال: (إن الله أرسل محمداً ص إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصياً، منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة، والأوصياء الذين من بعد محمد ص على سنة أوصياء عيسى، وكانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين ع على سنة المسيح). الكافي –الشيخ الكليني ج1 ص533: 5- أبو علي الأشعري، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر ع يقول: (الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله ص وولد علي بن أبي طالب ع، فرسول الله ص وعلي ع هما الوالدان). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص534: 6- محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر ع، قال: (قال رسول الله ص: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص534: 7- عن أبي سعيد رفعه، عن أبي جعفر ع، قال: (قال رسول الله ص: من ولدي اثنا عشر نقيباً، نجباء، محدثون، مفهمون، آخرهم القائم بالحق يملاها عدلاً كما ملئت جوراً). كفاية الأثر - الخزاز القمي ص11 - 15: 8- أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا أحمد بن مطرق بن سواد بن الحسين القاضي البستي بمكة، قال: حدثني أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد بن مهلب، قال: حدثنا عبد الغفار بن كثير الكوفي، عن إبراهيم بن حميد، عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: (قدم يهودي على رسول الله ص يقال له "نعثل" فقال: يا محمد، إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك (إلى أن قال): أشهد أن لا إله إلا الله، وإنك رسول الله، وأشهد أنهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة، وفيما عهد إلينا موسى ع: إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له "أحمد" خاتم الأنبياء لا نبي بعده، يخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط. فقال: يا أبا عمارة، أتعرف الأسباط ؟ قال: نعم يا رسول الله، إنهم كانوا اثني عشر. قال: فإن فيهم لاوي بن أرحيا. قال: أعرفه يا رسول الله، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين ثم عاد فأظهر شريعته بعد دراستها وقاتل مع فريطيا الملك حتى قتله. وقال ص: كائن في أمتي ما كان من بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى، ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الإسلام ويجدد الدين. ثم قال ص: طوبى لمن أحبهم وطوبى لمن تمسك بهم، والويل لمبغضهم). كفاية الأثر - الخزاز القمي ص68 - 69: 9- حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله (رحمه الله)، قال حدثنا رجا بن يحيى أبو الحسين المعرباني الكاتب، قال: حدثني محمد بن جلاد بسر من رأى أبو بكر الباهلي، قال: حدثنا معاد ابن معاد، قال: حدثنا ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس ابن مالك، قال: (سألت رسول الله ص عن حواري عيسى، فقال: كانوا من صفوته وخيرته، وكانوا اثني عشر مجردين مكنسين في نصرة الله ورسوله لا رهو فيهم ولا ضعف ولا شك، كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاد وجد وعنا. قلت: فمن حواريك يا رسول الله ؟ فقال: الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، هم حواري وأنصار ديني، عليهم من الله التحية والسلام). الهداية الكبرى - للحسين بن حمدان الخصيبي ص98 - 101: 10- الخصيبي، قال: وروي بهذه الإسناد (عن محمد بن يحيى الفارسي عن محمد بن جمهور القمي عن عبد الله الكرخي عن علي بن مهران الأهوازي عن محمد بن صدقة عن محمد بن سنان الزاهري عن المفضل بن عمر الجعفي) عن الصادق ع، عن أبيه الباقر ع، قال: (دخل سلمان الفارسي ع، والمقداد بن الأسود الكندي، وأبو ذر جندب الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وخزيمة بن ثابت، وأبو الطفيل عامر على النبي ص فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم... (إلى قوله): فكان عمي وأبي إذا جلسا في ملأ من الناس ناجى نوري من صلب أبي نور علي من صلب أبيه إلى أن خرجنا من صلبي أبوينا وبطني أمينا ولقد علم جبريل ع في وقت ولادة علي وهو يقول: هذا أول ظهور نبوتك وإعلان وحيك وكشف رسالتك، إذ أيدك الله بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك علي بن أبي طالب، فقمت مبادراً فوجدت فاطمة ابنة أسد أم علي بن أبي طالب وقد جاءها المخاض فوجدتها بين النساء والقوابل من حولها، فقال حبيبي جبرائيل: سجف بينها وبين النساء سجافاً، فإذا وضعت علياً فتلقه بيدك اليمنى، ففعلت ما أمرني به ومددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا بعلي ماثلاً على يدي واضعاً يده اليمنى في أذنه يؤذن ويقيم بالحنفية ويشهد بوحدانية الله ( وبرسالتي. ثم أشار إليّ فقال: يا رسول الله، إقرأ، قلت: اقرأ، والذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله على آدم وابنه شيث فتلاها من أول حرف إلى آخر حرف حتى لو حضر شيث لأقر بأنه أقرأ لها منه، ثم تلا صحف نوح حتى لو حضر نوح لأقر أنه اقرأ لها منه، ثم تلا صحف إبراهيم حتى لو حضر إبراهيم لأقر أنه اقرأ لها منه، ثم تلا زبور داود حتى لو حضر داود لأقر أنه أقرأ لها منه، ثم تلا توراة موسى حتى لو حضر موسى لأقر أنه أقرأ، ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر عيسى لأقر بأنه اقرأ لها منه، ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء ثم عاد إلى طفولتيه. وهكذا سبيل الاثني عشر إماماً من ولده يفعلون في ولادتهم مثله). مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب ج3 ص42: 11 - في المقارنة بين نبي الله يعقوب ع وبين أمير المؤمنين ع: (وكان ليعقوب اثنا عشر ولداً منهم مطيع ومنهم عاص، ولعلي اثنا عشر ولداً كلهم معصومون مطهرون). وذكر أيضاً في ج3 ص45، في المقارنة بين نبي الله موسى ع وأمير المؤمنين ع: (وكان لموسى اثنا عشر سبطاً، ولعلي اثنا عشر إماماً). الغيبة - الشيخ الطوسي ص53 - 54: 12- قال: وحدثني حنان بن سدير، عن أبي إسماعيل الأبرص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله ع: (على رأس السابع منا الفرج). (قال الشيخ الطوسي): (يحتمل أن يكون السابع منه؛ لأنه الظاهر من قوله "منا" إشارة إلى نفسه، وكذلك نقول السابع منه [هو] القائم [بالأمر]. وليس في الخبر "السابع من أولنا" وإذا احتمل ما قلناه، سقطت المعارضة به). السابع من ولد الإمام الصادق ليس الإمام المهدي عكما احتمل الشيخ الطوسي رحمه الله، فالإمام المهدي هو السادس من ولد الإمام الصادق ع وإنما السابع من ولده هو المهدي الأول أحمد ع. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص60 - 61: 13- وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن أبي عبيد الله بن موسى العلوي، قال: حدثنا علي بن الحسن، عن إسماعيل بن مهران، عن المفضل بن صالح، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: (الوصية نزلت من السماء على رسول الله ص كتاباً مختوماً، ولم ينزل على رسول الله ص كتاب مختوم إلا الوصية، فقال جبرئيل ع: يا محمد، هذه وصيتك في أمتك إلى أهل بيتك. فقال رسول الله ص: أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ فقال: نجيب الله منهم وذريته ليورثك في علم النبوة قبل إبراهيم، وكان عليها خواتيم، ففتح علي ع الخاتم الأول ومضى لما أمر فيه، ثم فتح الحسن ع الخاتم الثاني ومضى لما أمر به، ثم فتح الحسين ع الخاتم الثالث فوجد فيه: أن قاتل واقتل وتقتل واخرج بقوم للشهادة، لا شهادة لهم إلا معك، ففعل، ثم دفعها إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) ومضى، ففتح علي بن الحسين الخاتم الرابع فوجد فيه: أن أطرق واصمت لما حجب العلم، ثم دفعها إلى محمد بن علي (عليهما السلام) ففتح الخاتم الخامس فوجد فيه: أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك العلم واصطنع الأمة، وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخش إلا الله. ففعل، ثم دفعها إلى الذي يليه. فقال معاذ بن كثير: فقلت له: وأنت هو ؟ فقال: ما بك في هذا إلا أن تذهب - يا معاذ - فترويه عني، نعم أنا هو. حتى عدّد عليّ اثنا عشر اسماً، ثم سكت، فقلت: ثم من ؟ فقال: حسبك). كلمة حسبك لا تعني النفي، بل العكس من ذلك، فمعناها (يكفيك) أو (كفاك)، فالإمام ع يشير من خلال هذه الكلمة إلى أن هناك حجج بعد الأئمة ص، إلا أن الإمام ع لم يكن يريد التصريح بذلك لمعاذ بن كثير، والإمام الصادق نفسه ع قد صرَّح بذلك لغير معاذ في روايات أخرى كأبي بصير وغيره، إنه قال: يكون بعد القائم إثنى عشر مهدياً وغيرها من الروايات التي تبين وجود حجج بعد ألائمة ص. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص62: 14- وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يعقوب بن شعيب، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (لا والله لا يدع الله هذا الأمر إلا وله من يقوم به إلى يوم تقوم الساعة). الرواية تدل على عدم خلو الأرض من حجج الله بعد موت الإمام المهدي ع؛ لأن قيام الساعة يكون بعد حكم الاثنى عشر مهدياً الذين يحكمون بعد الإمام المهدي ع، ثم تكون الرجعة بخروج الإمام الحسين ع على آخر مهدي من المهديين الإثني عشر، ومن ثم تقوم الساعة. كمال الدين وتمام النعمة: ص254 - 256: 15- الشيخ الصدوق: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن الهمداني [محمد بن أحمد بن علي الهمداني]، قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي ابن موسى الرضا ع، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب ص، قال: قال رسول الله ص - في حديث طويل -: (... وإنه لما عرج بي إلى السماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم قال: تقدم يا محمد، فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال: نعم؛ لأن الله تبارك وتعالى اسمه فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر، فلما انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل ع: تقدم يا محمد وتخلف عني، فقلت: يا جبرئيل، في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال: يا محمد، إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله ( لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي (، فزخ بي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله ( من ملكوته، فنوديت: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت: يا محمد، أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد، وعليّ فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي، لمن تبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتك أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي ؟ فنوديت: يا محمد، (إن) أوصياءك المكتوبون على ساق العرش، فنظرت - وأنا بين يدي ربي - إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي، فقلت: يا رب، أهؤلاء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت: يا محمد، هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك. وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له الرقاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة...). هذا الحديث مشابه للحديث الذي قبله وهو عدم خلو الأرض من حجج الله بعد موت الإمام المهدي ع. كتاب الغيبة - الشيخ النعماني ص65: 16- أخبرنا أبو سليمان بن هوذة أبي هراسة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسعة وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، يرفعه، قال: (أتى جبرئيل النبي ص، فقال: يا محمد، إن الله ( يأمرك أن تزوج فاطمة من علي أخيك، فأرسل رسول الله ص إلى علي ع، فقال له: يا علي، إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين وأحبهن إليّ بعدك، وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة، والشهداء المضرجون المقهورون في الأرض من بعدي، والنجباء الزهر الذين يطفئ الله بهم الظلم، ويحيي بهم الحق، ويميت بهم الباطل، عدتهم عدة أشهر السنة، آخرهم يصلي عيسى بن مريم ع خلفه). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص87: 17- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن ابن سنان، عن أبي السائب، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): (الليل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، والشهور اثنا عشر شهراً، والأئمة ص اثنا عشر إماماً، والنقباء اثنا عشر نقيباً، وإن علياً ساعة من اثنتي عشرة ساعة، وهو قول الله (: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً﴾([101])). هنا المهديون هم النقباء، وهم تكملة ساعات اليوم الأربع والعشرين بعد أن كان الأئمة ص هم إثنا عشر ساعة. فعلي بن أبي طالب ع ساعة من اثنتي عشر ساعة، أي ساعة من ساعات الليل الاثنتي عشرة، التي ترمز للأئمة الاثني عشر الذين عاشوا في دولة الظلم، وساعات النهار الاثنتي عشرة ترمز للنقباء الاثني عشر (المهديين)، الذين يعيشون في دولة النهار؛ دولة العدل والمساواة. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص86 - 87: 18- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثنا الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن المفضل بن عمر، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: ما معنى قول الله (: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً﴾([102]) ؟ قال لي: إن الله خلق السنة اثني عشر شهراً، وجعل الليل اثنتي عشرة ساعة، وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة، ومنا اثني عشر محدثاً، وكان أمير المؤمنين ع ساعة من تلك الساعات). هذه الرواية مطابقة للرواية السابقة. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص87 - 88: 19- أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبد الرزاق، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله ع. وقال محمد بن حسان الرازي: وحدثنا به محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: أيهما أفضل الحسن أو الحسين ؟ قال: إن فضل أولنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أولنا، فكل له فضل. قال: قلت له: جعلت فداك، وسّع عليّ في الجواب فإني والله ما أسألك إلا مرتاداً. فقال: نحن من شجرة برأنا الله من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن أمناء الله على خلقه، والدعاة إلى دينه، والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يا زيد ؟ قلت: نعم. فقال: خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلنا واحد عند الله (. فقلت: أخبرني بعدتكم. فقال: نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا جل وعز في مبتدأ خلقنا، أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد). وهذه الرواية لا يكون انطباقها على الأئمة ألاثني عشر فقط، لقول الإمام أولنا محمد، فمع ذكر النبي محمد يكون المجموع ثلاثة عشر؛ لأنه يدل على وجود رسول الله مع ألائمة الاثنى عشر على هذا الحساب، وكذلك مع وجود رسول الله ص من ضمنهم سيكون الوسط هو الإمام جعفر الصادق ع وليس اسم محمد، ومن غير رسول الله لا يكون أولهم محمد، ولا يكون هناك وسط في الاثنى عشر، إلا أن تكون الرواية على شطرين: فيكون معنى الشطر الأول (نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا جل وعز في مبتدأ خلقنا)، وفي هذا الشطر إشارة فقط إلى الأئمة الاثنى عشر، والذين يدخل معهم الإمام علي ع فقط، وأما ما في الشطر الثاني (أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد)، فيكون في هذا الشطر ذكر لرسول الله وللائمة، وكذلك إشارة للمهديين عليهم الصلاة والسلام أجمعين، فيكون الحساب كالآتي: رسول الله مع أثنى عشر إمام، يكون المجموع ثلاثة عشر، ومع الاثني عشر مهدي يكون المجموع خمسة وعشرون، فيكون كالتالي: أولنا محمد وهو رسول الله، وأوسطنا محمد وهو وسط الخمسة وعشرون أي الثالث عشر في الحساب وهو الإمام المهدي (محمد بن الحسن)، وآخرنا محمد والذي سيكون اسم لآخر المهديين، والله العالم. جواهر التاريخ - الشيخ علي الكوراني ج3 ص217 - 218: 20- في كفاية الأثر ص226: عن جنادة بن أبي أمية، قال: (دخلت على الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية (لعنه الله)، فقلت: يا مولاي، ما لك لا تعالج نفسك ؟ فقال: يا عبد الله، بماذا أعالج الموت ؟! قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم التفت إليّ وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله ص، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام)، ما منا إلا مسموم أو مقتول! ثم رفعت الطشت). إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج1 ص58 - 59: 21- بشارة موسى بن عمران ع برسول الله ص في التوراة: فلقد حدثني من أثق به قال: مكتوب في خروج النبي من ولد إسماعيل، وصفته هذه الألفاظ: (لا شموعيل شمعشخوا هني بيراختما اوثو هربيث، أتو هربتي واتو بماد ماد شينم آسور نسيئم وأنا تيتو الكوى كادل. وتفسيره: إسماعيل قبلت صلاته، وباركت فيه، وأنميته، وكثرت عدده بولد له اسمه محمد، يكون اثنين وتسعين في الحساب، سأخرج إثنا عشر إماماً ملكاً من نسله، وأعطيه قوماً كثير العدد). * * * -من مات وليس له إمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص155 - 156: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر ع يقول: (من مات وليس له إمام فموته ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم، ومن مات وهو عارف لإمامه لا يضره تقدم هذا الأمر أو تأخره، ومن مات عارفاً لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص376: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن أذينة، عن الفضيل بن يسار، قال: (ابتدأنا أبو عبد الله ع يوماً وقال: قال رسول الله ص: من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية. فقلت: قال ذلك رسول الله ص؟ فقال: إي والله قد قال. قلت: فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ؟! قال: نعم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص376: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، قال: حدثني عبد الكريم ابن عمرو، عن ابن أبي يعفور، قال: (سألت أبا عبد الله ع عن قول رسول الله ص: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية. قال: قلت: ميتة كفر ؟ قال: ميتة ضلال. قلت: فمن مات اليوم وليس له إمام، فميتته ميتة جاهلية ؟ فقال: نعم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص377: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن الفضيل، عن الحارث بن المغيرة، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: قال رسول الله ص: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ؟ قال: نعم. قلت: جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه ؟ قال: جاهلية كفر ونفاق وضلال). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص126: حدثنا أحمد بن نصر بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله، قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): (يا يحيى بن عبد الله، من بات ليلة لا يعرف فيها إمامه مات ميتة جاهلية). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص128: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن من كتابه، قال: حدثنا العباس بن عامر، عن عبد الملك بن عتبة، عن معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (قال رسول الله ص: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص668: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا عبد الله بن - جعفر الحميري، قال: حدثنا الحسن بن ظريف، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن - إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا ع، قال: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية. فقلت له: كل من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ؟ قال: نعم، والواقف كافر، والناصب مشرك). معاني الأخبار - الشيخ الصدوق ص394: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن الحسن ابن محمد الهاشمي، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين ع، قال: (قلت له: ما أدنى ما يكون به الرجل ضالاً ؟ قال: أن لا يعرف من أمر الله بطاعته، وفرض ولايته، وجعله حجته في أرضه، وشاهده على خلقه. قلت: فمن هم يا أمير المؤمنين ؟ فقال: الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾([103]). قال: فقبلت رأسه وقلت: أوضحت لي وفرجت عني وأذهبت كل شك كان في قلبي). -من أنكر واحداً من الأئمة فقد أنكر رسول الله ص كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص261 - 262: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا محمد بن هشام قال: حدثنا علي بن الحسن السائح قال: سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده ص، قال: (قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع: يا علي، لا يحبك إلا من طابت ولادته، ولا يبغضك إلا من خبثت ولادته، ولا يواليك إلا مؤمن، ولا يعاديك إلا كافر، فقام إليه عبد الله بن مسعود فقال: يا رسول الله، قد عرفنا علامة خبيث الولادة والكافر في حياتك ببغض علي وعداوته، فما علامة خبيث الولادة والكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه وأخفى مكنون سريرته ؟ فقال ع: يا ابن مسعود، علي ابن أبي طالب إمامكم بعدي وخليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده وخليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده وخليفتي عليكم، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمتكم وخلفائي عليكم، تاسعهم قائم أمتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، لا يحبهم إلا من طابت ولادته ولا يبغضهم إلا من خبثت ولادته، ولا يواليهم إلا مؤمن، ولا يعاديهم إلا كافر، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني، ومن أنكرني فقد أنكر الله (، ومن جحد واحداً منهم فقد جحدني، ومن جحدني فقد جحد الله (؛ لأن طاعتهم طاعتي، وطاعتي طاعة الله، ومعصيتهم معصيتي، ومعصيتي معصية الله (). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص409: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن - عبد الله قال: حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، قال: سمعت أبا محمد الحسن ابن علي عليهما السلام يقول: (كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني، أما إن المقر بالأئمة بعد رسول الله ص المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة رسول الله ص، والمنكر لرسول الله ص كمن أنكر جميع أنبياء الله؛ لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا. أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله (). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص413: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمد، قال: حدثني عمران عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب ص، قال: (قال رسول الله ص: يا علي، أنت والأئمة من ولدك بعدي حجج الله ( على خلقه، وأعلامه في بريته، من أنكر واحداً منكم فقد أنكرني، ومن عصى واحداً منكم فقد عصاني، ومن جفا واحداً منكم فقد جفاني، ومن وصلكم فقد وصلني، ومن أطاعكم فقد أطاعني، ومن والاكم فقد والاني، ومن عاداكم فقد عاداني؛ لأنكم مني، خلقتم من طينتي وأنا منكم). عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي ج4 ص85: قال ص: (يا علي، أنت والطاهرون من ذريتك من أنكر واحداً منكم فقد أنكرني). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص128: حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن ابن جمهور، عن صفوان، عن ابن مسكان، قال: سألت أبا عبد الله ع عن الأئمة ص، قال: (من أنكر واحداً من الأحياء فقد أنكر الأموات). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص112: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو محمد القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن الحكم بن أيمن، عن محمد بن تمام، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: إن فلاناً يقرئك السلام ويقول لك: اضمن لي الشفاعة، فقال: أمن موالينا ؟ قلت: نعم. قال: أمره أرفع من ذلك. قال: قلت: إنه رجل يوالي علياً ولم يعرف من بعده من الأوصياء، قال: ضال. قلت: أقر بالأئمة جميعاً وجحد الآخر. قال: هو كمن أقر بعيسى وجحد بمحمد، أو أقر بمحمد وجحد بعيسى، نعوذ بالله من جحد حجة من حججه). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص128: وبالإسناد الأول، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر ع، قال: (قلت له: أرأيت من جحد إماماً منكم ما حاله ؟ فقال: من جحد إماماً من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الإسلام؛ لأن الإمام من الله، ودينه من دين الله، ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع أو يتوب إلى الله تعالى مما قاله). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص373: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن محمد بن مسلم، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: رجل قال لي: اعرف الآخر من الأئمة ولا يضرك أن لا تعرف الأول، قال: فقال: لعن الله هذا، فإني أبغضه ولا أعرفه، وهل عرف الآخر إلا بالأول). * * * -إذا حدثناكم بحديث تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي ج2 ص217: عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر ع وأبو عبد الله ع: (يا با حمزة، أن حدثناك بأمر إنه يجئ من هيهنا فجاء من هاهنا فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غداً بخلافه، فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص368 - 369: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الخزاز، عن عبد الكريم ابن عمرو الخثعمي، عن الفضل بن يسار، عن أبي جعفر ع، قال: (قلت: لهذا الأمر وقت ؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، إن موسى ع لما خرج وافداً إلى ربه، واعدهم ثلاثين يوماً، فلما زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه: قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم [به] فقولوا: صدق الله، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله تؤجروا مرتين). تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج1 ص310 - 311: حدثني أبي عن محمد بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي جعفر ع، قال: (قلت له: جعلت فداك، بلغنا أن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين فهل انتهى إليك من علم ذلك شيء ؟ قال: أما آل جعفر فليس بشيء ولا إلى شيء، وأما آل العباس فإن لهم ملكاً مبطناً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب، وسلطانهم عسر ليس يسر حتى إذا آمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم منال يجمعهم ولا (رجال تمنعهم) وهو قول الله: ﴿حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا﴾([104]) الآية. قلت: جعلت فداك، فمتى يكون ذلك ؟ قال: أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت ولكن إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول فقولوا صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين، ولكن إذا اشتدت الحاجة والفاقة وأنكر الناس بعضهم بعضاً فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحاً أو مساءاً. فقلت: جعلت فداك، الحاجة والفاقة قد عرفناهما، فما إنكار الناس بعضهم بعضاً ؟ قال: يأت الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه). الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي ص94: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عمن ذكره، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: (سألت أبا جعفر ع عن هذا الأمر، متى يكون ؟ قال: إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه). * * * -إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه الكافي- الشيخ الكليني ج1 ص535: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الله تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكراً سوياً مباركاً، يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل، فحدّث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم، فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام، فلما وضعتها قالت: رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى، أي لا يكون البنت رسولاً، يقول الله ( والله أعلم بما وضعت، فلما وهب الله تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه، فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك). الكافي- الشيخ الكليني ج1 ص535: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله ع، قال: (إذا قلنا في رجل قولاً، فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء). الكافي- الشيخ الكليني ج1 ص535: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (قد يقوم الرجل بعدل أو يجور وينسب إليه ولم يكن قام به، فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده، فهو هو). شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج3 ص375: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فيما رواه حمزة بن حمران عنه، أنه قال: عددت عليه الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واحدا بعد واحد حتى بلغت إليه، وشهدت أن الله تعالى فرض طاعتهم، فلما سميته أومى بيده إلي أن أسكت، فسكت. فقال: ما كانت الأئمة على حال مذ قبض الله نبيه، ألا ومن سميت أولى الناس بالناس. ثم قال: إذا حدثتكم في رجل منا بشئ بأنه يكون فيه فلم يكن فيه فهو كائن في ولده من بعده. والرواية الآتية ستبين المعنى لجميع الروايات: البحار - العلامة المجلسي - ج53 ص59 – 60، عصر الظهور ص67 (الطبعة الأولى، الطبعة السابعة ص122): معاني الأخبار: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن صالح بن ميثم، عن عباية الأسدي، قال: (سمعت أمير المؤمنين ع وهو مشنكى وأنا قائم عليه: لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه. قال: قلت له: يا أمير المؤمنين، كأنك تخبر أنك تحيى بعد ما تموت ؟ فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب، يفعله رجل مني). * * * -في ذم فقهاء السوء قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾([105]). ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾([106]). ﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾([107]). تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج1 ص248: حدثني أبي عن الحسن (الحسين ط) بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ع: (أنه أعطي بلعم بن باعورا الاسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له فمال إلى فرعون. فلما مر فرعون في طلب موسى وأصحابه، قال فرعون لبلعم: ادعو الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا، فركب حمارته ليمر في طلب موسى وأصحابه فامتنعت عليه حمارته، فاقبل يضربها فأنطقها الله ( فقالت: ويلك عليّ ما تضربني أتريد أجئ معك لتدعو على موسى نبي الله وقوم مؤمنين ؟ فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه، وهو قوله: ﴿فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث﴾([108]) وهو مثل ضربه). البحار - العلامة المجلسي ج13 ص379: تفسير العياشي: عن سليمان اللبان، قال: (قال أبو جعفر ع: أتدري ما مثل المغيرة بن سعيد ؟ قال: قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم الذي أوتي الاسم الأعظم الذي قال الله: ﴿آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص36: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن أبي عبد الله ع في قول الله (: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾([109])، قال: (يعني بالعلماء من صدق فعله قوله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص46: علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال رسول الله ص: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا. قيل: يا رسول الله، وما دخولهم في الدنيا؟ قال: إتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص454: عن الإمام العسكري ع: (قيل لأمير المؤمنين ع: من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى ؟ قال: العلماء إذا صلحوا. قيل: فمن شرار خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود، وبعد المتسمين بأسمائكم، والمتلقبين بألقابكم، والآخذين لأمكنتكم، والمتأمرين في ممالككم ؟ قال: العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقايق، وفيهم قال الله (: ﴿أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ﴾([110])). الخصال - الشيخ الصدوق ص164 - 165: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الأسواري المذكر، قال: حدثنا أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر، قال: حدثنا أبو يعقوب، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، عن أبي عبيدة، عن محمد بن كعب، قال: قال رسول الله ص: (إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا القرآن على غير تأويله، أو يتبعوا زلة العالم، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا. وسأنبئكم المخرج من ذلك: أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما العالم فانتظروا فيئته ولا تتبعوا زلته، وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه). علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج2 ص394 - 395: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله ع، قال: (إذا رأيتم العالم محباً للدنيا فاتهموه على دينكم، فإن كل محب يحوط بما أحب. وقال: أوحى الله ( إلى داود ع: لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم). البحار- العلامة المجلسي ج1 ص224: العدة: عن النبي ص، قال: (أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل: للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا لغير الآخرة، يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل وأعمالهم أمر من الصبر، إياي يخادعون ؟ وبي يستهزؤون ؟ لأتيحن لهم فتنة تذر الحكيم حيراناً). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص458: عنه ص: (يؤتى بعلماء السوء يوم القيامة فيقذفون في نار جهنم، فيدور أحدهم في جهنم بقصبه كما يدور الحمار بالرحى، فيقال له: يا ويلك، بك اهتدينا فما بالك ؟ قال: إني كنت أخالف ما كنت أنهاكم). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص453: قال رسول الله ص: (ويل لأمتي من علماء السوء، يتخذون هذا العلم تجارة يبيعونها من أمراء زمانهم ربحاً لأنفسهم، لا أربح الله تجارتهم). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص455: عن الإمام العسكري ع - في صفة علماء السوء -: (هم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه، فإنهم يسلبونهم الأرواح والأموال، وهؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون، ولأعدائنا معادون، ويدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب). التبليغ في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص181: عنه ص: (سيكون بعدي أئمة يعطون الحكمة على منابرهم، فإذا نزلوا نزعت منهم، قلوبهم وأجسادهم شر من الجيف). الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص36 - 42: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعاً، عن محمد بن أبي حمزة، عن حمران، قال: قال أبو عبد الله ع عن آخر الزمان (إلى قوله ع): (ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها). كتاب مئتان وخمسون علامة ص79 للسيد محمد علي الطبطبائي: عن علامات الظهور: عن النبي ص: (... وكثر خطباء المنابر وركُنَ العلماء إلى الولاة فاحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأفتوهم بما يشتهون). الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص36 - 40: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، جميعاً، عن محمد بن أبي حمزة، عن حمران، قال: قال أبو عبد الله ع وهو يتحدث عن علائم الظهور (إلى أن قال ع): (ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلى ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين، يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص448: قال رسول الله ص: (يأتي على الناس زمان علماؤها ميتة وحكماؤها ميتة، تكثر المساجد والقراء حتى لا يجدون عالماً إلا الرجل بعد الرجل). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج11 ص376: قال ص: (يأتي زمان على أمتي أمراؤهم يكونون على الجور، وعلماؤهم على الطمع، وعبادهم على الرياء، وتجارهم على أكل الربا، ونساؤهم على زينة الدنيا، وغلمانهم في التزويج، فعند ذلك كساد أمتي ككساد الأسواق، وليس فيها مستام، أمواتهم آيسون في قبورهم من خيرهم، ولا يعيشون الأخيار فيهم، فإن في ذلك الزمان الهرب خير من القيام). ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق ص253: أبي (رحمه الله)، قال: حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال رسول الله ص: سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ومن الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج11 ص376: قال رسول الله ص، أنه قال: (سيأتي على الناس زمان، بطونهم آلهتهم، ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، ولا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ومن القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة من البناء، وقلوبهم خراب عن الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض، حينئذ زمان ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام. فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله، أيعبدون الأصنام ؟ قال:نعم، كل درهم عندهم صنم). الإثنا عشرية - الحر العاملي ص33 - 34: في حديقة الشيعة قال: نقل السيد المرتضى، عن الشيخ المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن العسكري ع أنه كلم أبا هاشم الجعفري فقال: (يا أبا هاشم، سيأتي على الناس زمان وجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم مظلمة منكدرة، السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة، المؤمن بينهم محقر والفاسق بينهم موقر، أمراؤهم جاهلون جائرون، وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، وأصاغرهم يتقدمون على الكبراء، كل جاهل عندهم خبير، وكل محيل عندهم فقير، لا يميزون بين المخلص والمرتاب، ولا يعرفون الضأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض؛ لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف، وأيم الله إنهم من أهل العدول والتحرف، يبالغون في حب مخالفينا، ويضلون شيعتنا وموالينا، وإن نالوا منصباً لم يشبعوا من الرشا، وإن خذلوا عبدوا الله على الريا؛ لأنهم قطاع طريق المؤمنين، والدعاة إلى نحلة الملحدين، فمن أدركهم فليحذرهم وليصن دينه وإيمانه. ثم قال: يا أبا هاشم، بهذا حدثني أبي، عن آبائه، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) وهو من أسرارنا فاكتمه إلا عن أهله). مكارم الأخلاق - الشيخ الطبرسي ص446 - 451: (في موعظة رسول الله ص لابن مسعود) عن عبد الله بن مسعود، قال: دخلت أنا وخمسة رهط من أصحابنا يوماً على رسول الله ص: (إلى قول رسول الله ص): (يا ابن مسعود، يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض على الجمر بكفه، فإن كان في ذلك الزمان ذئباً، وإلا أكلته الذئاب. يا ابن مسعود، علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة، ألا إنهم أشرار خلق الله، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم، ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ﴾([111]). ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً﴾([112]). ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ﴾([113]). ﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾([114]). ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾([115]). ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾([116]). يا ابن مسعود، يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرائعي إنهم مني برآء وأنا منهم برئ. يا ابن مسعود، لا تجالسوهم في الملا ولا تبايعوهم في الأسواق، ولا تهدوهم إلى الطريق، ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ﴾([117]). يقول الله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾([118]). يا ابن مسعود، ما بلوى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم. والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير. قال: فبكى رسول الله ص وبكينا لبكائه وقلنا: يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال: رحمة للأشقياء، يقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ﴾([119])، يعني العلماء والفقهاء). كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص250 - 251: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي، قال: حدثنا محمد بن آدم الشيباني، عن أبيه أدم بن أبي إياس، قال: حدثنا المبارك بن فضالة، عن وهب بن منبه رفعه، عن ابن – عباس، قال: قال رسول الله ص: (لما عرج بي إلى ربي ( أتاني النداء: يا محمد، قلت: لبيك، (إلى أن قال ص): فقلت: إلهي وسيدي متى يكون ذلك (أي قيام القائم) ؟ فأوحى الله (: يكون ذلك إذا رفع العلم، وظهر الجهل، وكثر القراء، وقل العمل، وكثر القتل، وقل الفقهاء الهادون، وكثر فقهاء الضلالة والخونة). شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج20 ص316: قال أمير المؤمنين ع: (إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة من الدجال، أئمة مضلون وهم رؤساء أهل البدع). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج11 ص377: قال ص: (يأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن، ولا يعبدون الله إلا بشهر رمضان، فإذا كان ذلك سلط الله عليهم سلطاناً لا علم له، ولا حلم له، ولا رحم له). والرواية الآتية في ذم الذين يتبعون زلات العلماء. الكافي - الشيخ الكليني ج5 ص55 - 56: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر ع، قال: (يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون، حدثاء سفهاء، لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلاة العلماء وفساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله ( عليهم فيعمهم بعقابه، فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار). الكافي - الشيخ الكليني ج2 ص319: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال عيسى بن مريم (صلوات الله عليه): تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل. ويلكم، علماء سوء، الأجر تأخذون، والعمل تضيعون، يوشك رب العمل أن يقبل عمله، ويوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من هو في مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أحب إليه مما ينفعه). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص452: قال عيسى ع: (يا علماء السوء، تأمرون الناس يصومون ويصلون ويتصدقون ولا تفعلون ما تأمرون! وتدرسون ما لا تعلمون فيا سوء ما تحكمون ! تتوبون بالقول والأماني وتعملون بالهوى، وما يغني عنكم أن تنقوا، جلودكم وقلوبكم دنسة). عنه ع: (إلى كم يسيل الماء على الجبل لا يلين ؟! إلى كم تدرسون الحكمة لا يلين عليها قلوبكم ؟!). عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني (الطبعة الأولى ص181، الطبعة السابعة ص145): عن الإمام الصادق ع، قال: (إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله ص؛ لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه) ([120]). جواهر التاريخ - الشيخ علي الكوراني ج1 ص381 - 382: أما أول خارجة على الإمام المهدي ع في العراق فهم البترية الذين يزعمون أنهم يتولون أهل البيت ص وظالميهم ! ففي دلائل الإمامة ص241: عن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر ع: (متى يقوم قائمكم ؟ قال: يا أبا الجارود، لا تدركون. فقلت: أهل زمانه ؟ فقال: ولن تدرك أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة، فقال: يا رب انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول تبارك وتعالى للملائكة الذين نصروا رسول الله يوم بدر ولم يحطوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم، فيبايعونه، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ! يسير إلى المدينة فيسير الناس. (إلى قوله ع): ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم وسمروا ساماتهم وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى الله، ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى. قال: فلم أعقل المعنى فمكثت قليلاً ثم قلت: جعلت فداك، وما يدريه جعلت فداك متى يرضى الله ( ؟ قال: يا أبا الجارود، إن الله أوحى إلى أم موسى وهو خير من أم موسى، وأوحى الله إلى النحل وهو خير من النحل، فعقلت المذهب ؟ فقال لي: أعقلت المذهب ؟ قلت: نعم. فقال: إن القائم ليملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها). انتهى. عصر الظهور- الشيخ علي الكوراني (الطبعة الأولى ص181 - 182، الطبعة السابعة ص145): وتذكر بعض الأحاديث أن الأمر يصل أحياناً إلى إبادة فئة بكاملها، فعن الإمام الباقر ع قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم. ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا) ([121]). وقال الكوراني: (وتذكر الرواية الآتية أنه يقتل سبعين رجلاً هم أصل الفتنة والاختلاف داخل الشيعة، ويبدو أنهم من علماء السوء المضلين. فعن مالك بن ضمرة، قال: (قال أمير المؤمنين ع: يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض. فقلت: يا أمير المؤمنين، ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك. يا مالك، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله ص فيقتلهم. ثم يجمعهم الله على أمر واحد) ([122]). مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي ص345: وروى: (إنه قبل قيام القائم تبنى في كربلاء ثمانون ألف قبة من الذهب الأحمر إجلالاً لحسين بن علي، فإذا خرج القائم من كربلاء وأراد النجف والناس حوله قتل بين الكربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه، فيقول الذين حوله من المنافقين: إنه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة فخرج منه من باب النخيله محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فقتلهم جميعاً فلا ينجى منهم أحد). فتوحات القدس لأبن عربي ص327 - 336: في كلام له عن الإمام المهدي ع جاء فيه: (...... ويدعو بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد، لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم، فيدخلون كرهاً تحت حكمه خوفاً من سيفه، يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم، يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهي، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه، (إلى قوله): وإذا خرج هذا الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة، فإنهم لا تبقي لهم رياسة ولا تمييز عن العامة ولا يبقى لهم علم بحكم إلا قليل، ويرتفع الخلاف من العالم في الأحكام بوجود هذا الإمام، ولولا أن السيف بيد المهدي لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون فيقبلون حكمه من غير إيمان، بل يضمرون خلافه كما يفعل الحنفيون والشافعيون فيما اختلفوا فيه، فلقد أخبرنا أنهم يقتتلون في بلاد العجم أصحاب المذهبين ويموت بينهما خلق كثير ويفطرون في شهر رمضان ليتقوا على القتال فمثل هؤلاء لولا قهر الإمام المهدي بالسيف ما سمعوا له ولا أطاعوه بظواهرهم كما أنهم لا يطيعونه بقلوبهم، بل يعتقدون فيه أنه إذا حكم فيهم بغير مذهبهم أنه على ضلالة في ذلك الحكم؛ لأنهم يعتقدون أن زمان أهل الاجتهاد قد انقطع وما بقي مجتهد في العالم، وأن الله لا يوجد بعد أئمتهم أحداً له درجة الاجتهاد، وأما من يدعي التعريف الإلهي بالأحكام الشرعية فهو عندهم مجنون مفسود الخيال لا يلتفتون إليه). الخصال - الشيخ الصدوق ص296: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه ص: (أن علياً ع قال: إن في جهنم رحى تطحن [خمساً] أفلا تسألون ما طحنها ؟ فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين ؟ قال: العلماء الفجرة، والقراء الفسقة، والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة. وإن في النار لمدينة يقال لها: الحصينة أفلا تسألوني ما فيها ؟ فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين ؟ فقال: فيها أيدي الناكثين). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص111: قال ص: (يظهر الدين حتى يجاوز البحار، ويخاض في سبيل الله ثم يأتي من بعدكم أقوام يقرؤون القرآن يقولون: قرأنا القرآن، من أقرأ منا ؟ ومن أفقه منا ؟ ومن أعلم منا ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل في أولئك من خير ؟ قالوا: لا. قال: أولئك منكم من هذه الآية: ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾([123])). العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص448 - 456: قال رسول الله ص: (شر الناس علماء السوء. قيل للنبي ص: أي الناس شر ؟ قال: العلماء إذا فسدوا). وقال رسول الله ص: (إياكم والجهال من المتعبدين، والفجار من العلماء، فإنهم فتنة كل مفتون). وقال رسول الله ص: (هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل، وشر الشر أشرار العلماء، وخير الخير خيار العلماء). وعنه ص: (إياكم وجيران الأغنياء، وعلماء الأمراء، وقراء الأسواق). وعنه ص: (رب عابد جاهل ورب عالم فاجر. فاحذروا الجهال من العباد، والفجار من العلماء، فإن أولئك فتنة الفتن). قال الإمام علي ع: (أمقت العباد إلى الله الفقير المزهو، والشيخ الزان، والعالم الفاجر). عنه ع: (زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق). عنه ع: (زلة العالم تفسد عوالم). عنه ع: (زلة العالم كبيرة الجناية). عنه ع: (لا زلة أشد من زلة عالم). عنه ع - فيما نسب إليه -: (معصية العالم إذا خفيت لم تضر إلا بصاحبها، وإذا ظهرت ضرت صاحبها والعامة). عنه ع: (إنما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلة انتفاع من علم بلا عمل). عنه ع: (قصم ظهري عالم متهتك وجاهل متنسك. فالجاهل يغش الناس بتنسكه، والعالم ينفرهم بتهتكه). عنه ع: (قطع ظهري اثنان: عالم فاسق يصد عن علمه بفسقه، وجاهل ناسك يدعو الناس إلى جهله بنسكه). عنه ع: (قطع ظهري رجلان من الدنيا: رجل عليم اللسان فاسق، ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه، وهذا بنسكه عن جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين، أولئك فتنة كل مفتون، فإني سمعت رسول الله ص يقول: يا علي، هلاك أمتي على يدي [كل] منافق عليم اللسان). عنه ع: (كم من عالم فاجر وعابد جاهل. فاتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين). ميزان الحكمة ج1 ص1110: عن النبي ص: (أخوف ما أخاف على أمتي: زلات العلماء، وميل الحكماء، وسوء التأويل). ميزان الحكمة ج3 ص2001: وعن النبي ص: (أحذروا زلة العالم، فإن زلته تكبكبه في النار وويل لأمتي من علماء السوء). ميزان الحكمة ج3 ص2101: وعن الإمام الصادق ع: (ملعون ملعون عالم يؤم سلطاناً جائراً معيناً له على جوره). نهج البلاغة - خطب الإمام علي ع ج4 ص25: وقال ع: (رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص54: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي يرفعه قال: قال رسول الله ص: (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله). وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي ج11 ص511: وفي (عيون الأخبار) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن (في حديث)، قال: روينا عن الصادقين ص أنهم قالوا: (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان). الملاحم والفتن – السيد ابن طاووس ص283: في ذكر علماء السوء في آخر الزمان: بإسناده عن ابن عباس، قال: (تهيج ريح حمراء بالزوراء ينكرها الناس، فيفزعون إلى علمائهم، فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير تسود وجوههم وتزرق أعينهم). * * * -في ذم الرأي والاجتهاد نصوص القرآن الدالة على المنع من الأخذ بالظن، والروايات الكثيرة بل المتواترة الدالة على لزوم الأخذ بالعلم وعدم جواز الحكم بالظن، وما دل على عدم جواز الإفتاء بالرأي. ﴿مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾([124]). ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ﴾([125]). ﴿بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾([126]). ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾([127]). ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾([128]). ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾([129]). ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾([130]). ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيد﴾([131]). ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾([132]). ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾([133]). ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ( لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾([134]). ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([135]). ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾([136]). ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾([137]). ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾([138]). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56: علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان رفعه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، قال: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56 - 57: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال رسول الله ص: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار). الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص397 - 408: علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله ع. وعن ابن بزيع، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله ع أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها، وكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها. وعن ابن سماعة، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، قال: خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله ع إلى أصحابه: (والحديث طويل إلى قوله ع): (وقد قال أبونا رسول الله ص: "المداومة على العمل في إتباع الآثار والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع وإتباع الأهواء" إلا إن إتباع الأهواء وإتباع البدع بغير هدى من الله ضلال، وكل ضلال بدعة، وكل بدعة في النار، ولن ينال شيء من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا؛ لأن الصبر والرضا من طاعة الله). تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج2 ص125: حدثني محمد بن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن أبي جعفر ع، قال: (﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ قال: نزلت في الذين غيروا دين الله بآرائهم وخالفوا أمر الله، هل رأيتم شاعراً قط تبعه أحد، إنما عنى بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك، ويؤكد ذلك قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلة وفي كل مذهب يذهبون، ﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾([139])، قال: يعظون الناس ولا يتعظون). تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج7 ص359: وفي تفسير علي بن إبراهيم: (إنهم الذين يغيرون دين الله تعالى، ويخالفون أمره. قال: وهل رأيتم شاعراً قط تبعه أحد، إنما عنى بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم، فتبعهم الناس على ذلك). وروى العياشي بالإسناد، عن أبي عبد الله ع، قال: (هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم، فضلوا وأضلوا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص43: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس [بن عبد الرحمن]، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الله خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا. وقال (: ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾([140])، وقال: ﴿بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾([141])). مستدرك الوسائل ج17 ص259 - 260: وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ع، في قول الله (: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ﴾([142]): (يعني من اتخذ دينه رأيه بغير هدى من أئمة الهدى). البرهان ج1 ص385: عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر ع قي قوله: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾([143])، قال: (هي في علي وفي الأئمة ص، جعلهم الله مواضع الأنبياء، غير أنهم لا يحلون شيئاً ولا يحرمونه). والرواية الآتية التي اعتمد عليها أهل الاجتهاد، والتي خالفوا بها رسول الله والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، وكذلك خالفوا القدماء من الفقهاء العاملين، وهي موضوعة من قبل عمرو بن العاص، لكي يحلل الحرام ويحرم الحلال، ويرخص لمعاوية قتال أمير المؤمنين والحسن المجتبى (عليهما السلام)، وقد اعتمد عليها بعض علماء الشيعة، مع علمهم بأنها موضوعة من قبل عمرو بن العاص اللعين بن اللعين، ومع علمهم بمخالفتها لجميع روايات رسول الله ولروايات الائمة صلوات الله عليهم أجمعين. صحيح البخاري - البخاري ج8 ص157: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ المكي، حدثنا حياة بن شريح، حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحرث، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو ابن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)، قال: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم فقال: هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة). صحيح مسلم - مسلم النيسابوري ج5 ص131 - 132: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) وحدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمر كلاهما عن عبد العزيز بن محمد بهذا الإسناد مثله وزاد في عقيب الحديث قال يزيد: فحدثت هذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال: هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة. * * * -روايات رسول الله ص والأئمة ص التي خالفها عمرو بن العاص وخالفها أكثر علماء الشيعة الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56: عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن موسى ع: (جعلت فداك، فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة ويحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به ؟ فقال: هيهات هيهات، في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم، قال: ثم قال: لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي، وقلت). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها ؟ فقال: لا، أما إنك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله (). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص319: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن أذينة، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر ع أنه قال: (لو إنا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص320: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن جابر، قال أبو جعفر ع: (يا جابر، والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين، ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله ص يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص320: حدثنا محمد بن هارون، عن أبي الحسن موسى، عن موسى بن القاسم، عن علي بن النعمان، عن محمد بن شريح، قال: قال لي أبو عبد الله ع: (لولا أن الله فرض ولايتنا ومودتنا وقرابتنا ما أدخلناكم ولا أوقفناكم على بابنا، فو الله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا ولا نقول إلا ما قال ربنا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56: محمد بن أبي عبد الله رفعه، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: (قلت لأبي الحسن الأول ع: بما أوحد الله ؟ فقال: يا يونس، لا تكونن مبتدعاً، من نظر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيه ص ضل، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص57 - 58: علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: حدثني جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) أن علياً صلوات الله عليه قال: (من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس)، قال: وقال أبو جعفر ع: (من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص58: علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن قتيبة، قال: (سأل رجل أبا عبد الله ع عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها ؟ فقال له: مه، ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله ص، لسنا من: "أرأيت" في شيء). الكافي - الشيخ الكليني ج1 هامش1 ص58: (لما كان مراده أخبرني عن رأيك الذي تختاره بالظن والاجتهاد نهاه ع عن هذا الظن وبين له أنهم لا يقولون شيئاً إلا بالجزم واليقين وبما وصل إليهم من سيد المرسلين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج17 ص253 - 254: عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: (نهى رسول الله ص عن الحكم بالرأي والقياس، وقال: [إن] أول من قاس إبليس، ومن حكم في شيء من دين الله برأيه خرج من دين الله). مستدرك الوسائل ج17 ص254: عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: (لا يجوز لأحد أن يقول في دين الله برأيه، أو يأخذ فيه بقياسه، ويح أصحاب الكلام يقولون هذا، ينقاس وهذا لا ينقاس، إن أول من قاس إبليس (لعنه الله)، حين قال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فرأى في نفسه وقال بشركه: إن النار أعظم قدراً من الطين، ففتح له القياس أن لا يسجد الأعظم للأدنى، فلعن من أجل ذلك وصير شيطاناً مريداً، ولو جاز القياس لكان كل قائس مخطئ في سعة، إذ القياس مما يتم به الدين فلا حرج على أهل القياس، وإن أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلاً حتى نشأ المولدون - أبناء سبايا الأمم - فاخذوا بالرأي والقياس، وتركوا سنن الأنبياء ص، فضلوا وأضلوا). مستدرك الوسائل ج17 ص256 - 257: وعن رسول الله ص، قال: (إياكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعيتهم السنن أن يحفظوها، فقالوا في الحلال والحرام برأيهم، فأحلوا ما حرم الله، وحرموا ما أحل الله، فضلوا وأضلوا). مستدرك الوسائل ج17 ص258: محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن خالد البرقي، عن صفوان، عن سعيد الأعرج، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: إن من عندنا ممن يتفقه يقولون: يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله ولا في السنة، نقول فيه برأينا، فقال أبو عبد الله ع: كذبوا، ليس شيء إلا جاء في الكتاب، وجاءت فيه السنة). ورواه الشيخ المفيد في الاختصاص: بهذا السند، مثله. مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج17 ص262: الصدوق في كمال الدين: عن محمد بن محمد بن عصام، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن القاسم بن العلاء، عن إسماعيل بن علي، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة، والآراء الباطلة، والمقاييس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم، ومن اهتدى بنا هدي، ومن دان بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئاً مما نقوله أو نقضي به حرجاً كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم). ألف سؤال وإشكال - الشيخ علي الكوراني ج2 ص490: وفي المحاسن: ج1 ص212: (عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي عبد الله ع: إن قوماً من أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علماً ورووا أحاديث، فيرد عليهم الشيء فيقولون فيه برأيهم ؟ فقال: لا، وهل هلك من مضى إلا بهذا وأشباهه ؟!). مستدرك الوسائل ج17 ص257: أبو الفتوح الكراجكي في كنز الفوائد: عن رسول الله ص، قال: (ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي، قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص42: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي ابن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر ع، قال: (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص42: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: قال لي أبو عبد الله ع: (إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص42: محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن يزيد، قال: قال [لي] أبو عبد الله ع: (أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص44: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن رواه، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال رسول الله ص: من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح). الكافي - الشيخ الكليني ج2 ص45 - 46: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين ع: (لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك: إن الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو العمل، والعمل هو الأداء. إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه، إن المؤمن يرى يقينه في عمله والكافر يرى إنكاره في عمله، فو الذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص123: قال رسول الله ص: (أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص156: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه (رحمه الله)، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن حبيب الخثعمي والنضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن حبيب، قال: قال لنا أبو عبد الله ع: (ما أحد أحب إلي منكم، إن الناس سلكوا سبلاً شتى، منهم من أخذ بهواه، ومنهم من أخذ برأيه، وإنكم أخذتم بأمر له أصل). وفي حديث آخر لحبيب، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الناس أخذوا هكذا وهكذا، فطائفة أخذوا بأهوائهم، وطائفة قالوا بآرائهم، وطائفة قالوا بالرواية، والله هداكم لحبه وحب من ينفعكم حبه عنده). كفاية الأثر - الخزاز القمي ص155: خبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا مروان بن محمد السحاري، قال: حدثنا أبو يحيى التميمي، عن يحيى البكا، عن علي ع، قال: (قال رسول الله ص: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون هالكة، والناجية الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم ولا يعملون برأيهم، فأولئك ما عليهم من سبيل). الفتاوى الواضحة - للسيد محمد باقر الصدر ص11: في رواية عن الإمام الصادق أنه قال: (من استأكل بعلمه افتقر. فقيل له: إن في شيعتك قوماً يتحملون علومكم ويبثونها في شيعتكم ويتلقون منهم الصلة. فقال: ليس أولئك بمستأكلين، إنما ذاك الذي يفتي بغير علم ولا هدى من الله ليبطل الحقوق طمعاً في حطام الدنيا).وفي حديث عن الرسول ص أنه قال: (الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا). معاني الأخبار - الشيخ الصدوق ص238: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبد الله ع: (إن من أجاب في كل ما يسأل عنه لمجنون). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج17 ص244: عن الإمام الصادق ع، أنه قال: (كل حاكم يحكم بغير قولنا - أهل البيت - فهو طاغوت. وقرأ: ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ﴾([144]) الآية، ثم قال: قد والله فعلوا، وتحاكموا إلى الطاغوت، وأضلهم الشيطان ضلالاً بعيداً، فلم ينج من هذه الآية إلا نحن وشيعتنا، وقد هلك غيرهم، فمن لم يعرف حقهم فعليه لعنة الله). الكافي - الشيخ الكليني ج7 ص407: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه، عن أبي عبد الله ع، قال: (القضاة أربعة، ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة). وقال ع: (الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص29: حدثني أبو جعفر أحمد ابن محمد، عن الحسن بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن الحلبي، عن معلى بن أبي عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع، قال: قال لي: (إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين فليشرق الحكم وليغرب، أما والله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ع). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص29: حدثني السندي بن محمد ومحمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: (سألت أبا جعفر ع عن شهادة ولد الزنا تجوز ؟ قال: لا. فقلت: إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز. فقال: اللهم لا تغفر له ذنبه ما قال الله للحكم أنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون فليذهب الحكم يميناً وشمالاً فو الله لا يوجد العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص30: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن علي، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن أبي مريم، قال: قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: (شرقاً وغرباً لن تجدا علماً صحيحاً إلا شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت). هداية المسترشدين - الشيخ محمد تقي الرازي ج3 ص690: قال الإمام الصادق ع في أصحاب الرأي: (استغنوا بحملهم وتدابيرهم من علم الله واكتفوا بذلك دون رسوله، والقوام بأمره، وقالوا لا شيء إلا أدركته عقولنا وعرفته ألبابنا، وأما هم ماتوا وأهملهم وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يشعرون). نهج البلاغة ج1 ص153: من كلام للإمام علي ع: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع: (..... وآخر قد تسمى عالماً وليس به. فاقتبس جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال، ونصب للناس شركاً من حبائل غرور وقول زور. قد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظائم ويهون كبير الجرائم، يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع، وأعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب الهدى فيتبعه، ولا باب العمى فيصد عنه، فذلك ميت الأحياء فأين تذهبون وأنى تؤفكون والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة، فأين يتاه بكم، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش، أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين ص إنه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلي منا وليس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون، واعذروا من لا حجة لكم عليه، وأنا هو، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر، وركزت فيكم راية الإيمان ووقفتكم على حدود الحلال والحرام، وألبستكم العافية من عدلي، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي، فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ولا تتغلغل إليه الفكر (منها)، حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية تمنحهم درهاً، وتوردهم صفوها، ولا يرفع عن هذه الأمة سوطها ولا سيفها، وكذب الظان لذلك، بل هي مجة من لذيذ العيش يتطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة). نهج البلاغة - خطب الإمام علي ع ج1 ص54 - 55: ومن كلام له ع في ذم اختلاف العلماء في الفتيا: (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعاً، وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد. أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه، أم نهاهم عنه فعصوه، أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه، أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى، أم أنزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول ص عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾([145])، فيه تبيان كل شيء، وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضاً وأنه لا اختلاف فيه، فقال سبحانه: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾([146]). وإن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص84: وقال أمير المؤمنين ع: (يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا، إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن، تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها، وأعيتهم السنة أن يعوها، فاتخذوا عباد الله خولاً، وماله دولاً، فذلت لهم الرقاب، وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب، ونازعوا الحق أهله، وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين، فسئلوا عما لا يعملون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون، فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا. أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص54 - 56: محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، وعلي بن إبراهيم، [عن أبيه]، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله ع، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه، عن أمير المؤمنين ع أنه قال: (إن من أبغض الخلق إلى الله ( لرجلين: رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته. ورجل قمش رجلاً في جهال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سماه أشباه الناس عالماً ولم يغن فيه يوماً سالماً، بكر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره، وإن خالف قاضياً سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهباً، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركاب شبهات، خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لا ملئ بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط، من ادعائه علم الحق). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص207 - 208: الاختصاص، تفسير العياشي: عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله ع، قال: (إنما مثل علي ومثلنا من بعده من هذه الأمة كمثل موسى النبي - على نبينا وآله وعليه السلام - والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه ص في كتابه، وذلك أن الله قال لموسى: إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. ثم قال: وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء. وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح، وكان موسى يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها وجميع العلم قد كتب له في الألواح. كما يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء وعلماء وأنهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين مما يحتاج هذه الأمة إليه، وصح لهم عن رسول الله ص، وعلموه ولفظوه، وليس كل علم رسول الله ص علموه ولا صار إليهم عن رسول الله ص ولا عرفوه، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ص، ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا فيطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله ص: كل بدعة ضلالة. فلو أنهم إذا سئلوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ص ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد، والذين منعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد لنا، ولا والله ما حسد موسى العالم - وموسى نبي الله يوحى إليه - حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الأمة بعد رسول الله ص، علمنا وما ورثنا عن رسول الله ص، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم وسأله الصحبة ليتعلم منه العلم ويرشده، فلما أن سأل العالم ذلك علم العالم أن موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل علمه ولا يصبر معه فعند ذلك قال العالم: وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً. فقال له موسى - وهو خاضع له يستنطقه على نفسه كي يقبله -: ستجدني إن شاء الله صابراًَ ولا أعصي لك أمراً، وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه. فكذلك والله يا إسحاق بن عمار قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم لا يحتملون والله علمنا ولا يقبلونه ولا يطيقونه ولا يأخذون به ولا يصبرون عليه، كما لم يصبر موسى على علم العالم حين صحبه ورأي ما رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروهاً وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ وهو عند الله الحق). وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي ج18 ص13 - 14: محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن عاصم، قال: حدثني مولى لسلمان، عن عبيدة السلماني، قال: سمعت علياً ع يقول: (يا أيها الناس، اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون، فإن رسول الله ص قد قال قولاً آل منه إلى غيره، وقد قال قولاً من وضعه غير موضعه كذب عليه. فقام عبيدة وعلقمة والأسود وأناس معهم فقالوا: يا أمير المؤمنين، فما نصنع بما قد خبرنا به في المصحف ؟ فقال: يسأل عن ذلك علماء آل محمد ص). الغيبة - الشيخ الطوسي ص324 - 326: وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله)، قال: (كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) مع جماعة (منهم) علي بن عيسى القصري، فقام إليه رجل فقال: إني أريد أن أسألك عن شيء ؟ فقال له: سل عما بدا لك، (والرواية طويلة) وبعد إجابة الشيخ الحسين بن روح للرجل قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه): فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (قدس سره) من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا يوم أمس [من] عند نفسه ؟ فابتدأني فقال: يا محمد بن إبراهيم، لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحب إليّ من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك من الأصل ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه). الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص36 - 40: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعاً، عن محمد بن أبي حمزة، عن حمران، قال: قال أبو عبد الله ع وهو يتحدث عن علائم الظهور (إلى أن قال ع): (ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله (، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير (إلى قوله ع): ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلى ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب). إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري ج2 ص200: من خطبة البيان للإمام علي ع: (...... وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعساً لهم ولأتباعهم، أكان الدين ناقصاً فتمموه ؟ أم كان به عوج فقوموه ؟ أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم وهم المختار فيما أوحي إليه فذكروه ؟ أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمموه ؟ أم جاء نبي بعده فاتبعوه ؟ أم القوم كانوا صوامت على عهده فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم. فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصل إلا أوضحه وبينه حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا، إنما يتذكر أولوا الألباب). فتوحات القدس - لأبن عربي ص327 - 336: في كلام له عن الإمام المهدي ع جاء فيه: (...... ويدعو بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد، لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم فيدخلون كرهاً تحت حكمه خوفاً من سيفه). وفي الدعاء التالي يتبين إن الإمام المهدي سيأتي ليحارب أهل البدع: الغيبة - الشيخ الطوسي ص277 - 280: الدعاء طويل أخذت منه مقدار الحاجة وهو موجود في باب روايات المهديين مع ذكر المصادر: (..... بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك، وأظهر به ما غير من حكمك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً، خالصاً مخلصاً لاشك فيه ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه. اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة....). * * * -أقوال العلماء في الرأي والاجتهاد الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص6 - 8: قول الشيخ الكليني (رحمه الله): (... فأحق ما اقتبسه العاقل، والتمسه المتدبر الفطن، وسعى له الموفق المصيب، العلم بالدين، ومعرفة ما استعبد الله به خلقه من توحيده، وشرائعه وأحكامه، وأمره ونهيه وزواجره وآدابه، إذ كانت الحجة ثابتة، والتكليف لازماً، والعمر يسيراً، والتسويف غير مقبول، والشرط من الله جل ذكره فيما استعبد به خلقه أن يؤدوا جميع فرائضه بعلم ويقين وبصيرة، ليكون المؤدي لها محموداً عند ربه، مستوجباً لثوابه، وعظيم جزائه؛ لأن الذي يؤدي بغير علم وبصيرة لا يدري ما يؤدي، ولا يدري إلى من يؤدي، وإذا كان جاهلاً لم يكن على ثقة مما أدى، ولا مصدقاً؛ لأن المصدق لا يكون مصدقاً حتى يكون عارفاً بما صدق به من غير شك ولا شبهة؛ لأن الشاك لا يكون له من الرغبة والرهبة والخضوع والتقرب مثل ما يكون من العالم المستيقن، وقد قال الله (: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، فصارت الشهادة مقبولة لعلة العلم بالشهادة، ولولا العلم بالشهادة لم تكن الشهادة مقبولة، والأمر في الشاك المؤدي بغير علم وبصيرة إلى الله جل ذكره، إن شاء تطول عليه فقبل عمله، وإن شاء رد عليه؛ لأن الشرط عليه من الله أن يؤدي المفروض بعلم وبصيرة ويقين، كيلا يكونوا ممن وصفه الله فقال تبارك وتعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾؛ لأنه كان داخلاً فيه بغير علم ولا يقين، فلذلك صار خروجه بغير علم ولا يقين، وقد قال العالم ع: "من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه، ونفعه إيمانه، ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه". وقال ع: "من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال". وقال ع: "من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن". ولهذه العلة انبثقت على أهل دهرنا بثوق هذه الأديان الفاسدة والمذاهب المستشنعة التي قد استوفت شرائط الكفر والشرك كلها، وذلك بتوفيق الله تعالى وخذلانه، فمن أراد الله توفيقه وأن يكون إيمانه ثابتاً مستقراً، سبب له الأسباب التي توديه إلى أن يأخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله بعلم ويقين وبصيرة، فذاك أثبت في دينه من الجبال الرواسي، ومن أراد الله خذلانه وأن يكون دينه معاراً مستودعاً - نعوذ بالله منه - سبب له أسباب الاستحسان والتقليد والتأويل من غير علم وبصيرة، فذاك في المشيئة إن شاء الله تبارك وتعالى أتم إيمانه، وإن شاء سلبه إياه، ولا يؤمن عليه أن يصبح مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً؛ لأنه كلما رأى كبيراً من الكبراء مال معه، وكلما رأى شيئاً استحسن ظاهره قبله...). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص56 - 58: قول الشيخ النعماني (رحمه الله): (... ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي إنه ليس في القرآن علم كل شيء من صغير الفرائض وكبيرها، ودقيق الأحكام والسنن وجليلها، وإنهم لما لم يجدوه فيه احتاجوا إلى القياس والاجتهاد في الرأي والعمل في الحكومة بهما، وافتروا على رسول الله ص الكذب والزور بأنه أباحهم الاجتهاد، وأطلق لهم ما ادعوه عليه لقوله لمعاذ بن جبل، والله يقول: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾([147]). ويقول: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾([148]). ويقول: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾([149]). ويقول: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾([150]). ويقول: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾([151]). ويقول: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ﴾([152])، فمن أنكر أن شيئاً من أمور الدنيا والآخرة وأحكام الدين وفرائضه وسننه وجميع ما يحتاج إليه أهل الشريعة ليس موجوداً في القرآن الذي قال الله تعالى فيه: ﴿تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ فهو راد على الله قوله، ومفتر على الله الكذب وغير مصدق بكتابه. ولعمري لقد صدقوا عن أنفسهم وأئمتهم الذين يقتدون بهم في أنهم لا يجدون ذلك في القرآن؛ لأنهم ليسوا من أهله، ولا ممن أوتي علمه، ولا جعل الله ولا رسوله لهم فيه نصيباً، بل خص بالعلم كله أهل بيت الرسول ص الذين آتاهم العلم، ودل عليهم، الذين أمر بمسألتهم ليدلوا على موضعه من الكتاب الذي هم خزنته وورثته وتراجمته. ولو امتثلوا أمر الله ( في قوله: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾([153])، وفي قوله: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾([154]) لأوصلهم الله إلى نور الهدى، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وأغناهم عن القياس والاجتهاد بالرأي، وسقط الاختلاف الواقع في أحكام الدين الذي يدين به العباد، ويجيزونه بينهم، ويدعون على النبي ص الكذب أنه أطلقه وأجازه، والقرآن يحظره وينهى عنه حيث يقول جل وعز: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾([155]). ويقول: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات﴾([156]). ويقول: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾([157])، وآيات الله في ذم الاختلاف والفرقة أكثر من أن تحصى، والاختلاف والفرقة في الدين هو الضلال، ويجيزونه ويدعون على رسول الله ص أنه أطلقه وأجازه افتراء عليه، وكتاب الله ( يحظره وينهى عنه بقوله: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا﴾. فأي بيان أوضح من هذا البيان ؟ وأي حجة للخلق على الله بعد هذا الإيضاح والإرشاد ؟ نعوذ بالله من الخذلان، ومن أن يكلنا إلى نفوسنا وعقولنا واجتهادنا وآرائنا في ديننا، ونسأله أن يثبتنا على ما هدانا له، ودلنا عليه، وأرشدنا إليه من دينه، والموالاة لأوليائه، والتمسك بهم، والأخذ عنهم، والعمل بما أمروا به، والانتهاء عما نهوا عنه حتى نلقاه ( على ذلك، غير مبدلين ولا شاكين، ولا متقدمين لهم ولا متأخرين عنهم، فإن من تقدم عليهم مرق، ومن تخلف عنهم غرق، ومن خالفهم محق، ومن لزمهم لحق، وكذلك قال رسول الله ص). الذريعة (أصول فقه) - السيد المرتضى ج2 ص636 - 637: قول السيد المرتضى (رحمه الله): (عندنا أن الاجتهاد باطل، وأن الحق مدلول عليه، وأن من جهله غير معذور). الانتصار - الشريف المرتضى ص488: رد السيد المرتضى على إحدى فتاوى ابن الجنيد: (وإنما عول ابن الجنيد فيها على ضرب من الرأي والاجتهاد وخطؤه ظاهر). عدة الأصول (ط.ج) - الشيخ الطوسي ج1 ص8: قول الشيخ الطوسي (رحمه الله): (وأما القياس والاجتهاد فعندنا إنهما ليسا بدليلين، بل محظور استعمالهما). وفي ص146: (ولسنا نقول بالاجتهاد والقياس). المعتبر - المحقق الحلي ج1 ص22: قول المحقق الحلي (رحمه الله): (... إنك في حال فتواك مخبر عن ربك وناطق بلسان شرعه، فما أسعدك إن أخذت بالجزم، وما أخيبك إن بنيت على الوهم، فاجعل فهمك تلقاء قوله تعالى: (وأن تقولوا على الله ما لا تفعلون)([158])، وانظر إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾([159])، وتفطن كيف قسم مستند الحكم إلى القسمين، فما لم يتحقق الإذن فأنت مفتر). المعتبر - المحقق الحلي ج1 ص26 - 27: قول المحقق الحلي (رحمه الله): (اتفاق الناس بأجمعهم على طهارة أئمتنا ص وشرف أصولهم، وظهور عدالتهم وبراءتهم ما يشين منهم نسباً أو حسباً أو خلقاً، وقصور الألسنة عن القدح فيهم مع إعراض ولات أزمنتهم عنهم، وإيثارهم الغض منهم والتعريض للوقيعة فيهم بالصلاة الوافرة، فلولا أنهم من صفات الكمال إلى حد يقصر عنه الألسن عن القدح فيهم ويتحقق كذب الطاعن عليهم لما استمر لهم ذلك. ثم هم مع هذه الأخلاق الطاهرة والعدالة الظاهرة يصوبون الإمامية في الأخذ عنهم والعمل بفتواهم ويعيبون على غيرهم ممن أفتى باجتهاده وقال برأيه، ويمنعون من يأخذ عنه ويستخفون رأيه وينسبونه إلى الضلال، يعلم ذلك منهم علماً ضرورياً صادراً عن النقل المتواتر، فلو كان يسوغ لغيرهم ما ساغ لهم لما عابوا). الفوائد المدنية - محمد أمين الإسترآبادي ص368 - 369: قول المولى الاسترآبادي: (... وبالجملة، وقع تخريب الدين مرتين، مرة يوم توفي النبي ص، ومرة يوم أجريت القواعد الأصولية والاصطلاحات التي ذكرتها العامة في الكتب الأصولية وفي كتب دراية الحديث في أحكامنا وأحاديثنا. وناهيك أيها اللبيب، أن هذه الجماعة يقولون بجواز الاختلاف في الفتاوى من غير ابتناء أحدها على ضرورة التقية، ويقولون: قول الميت كالميت، مع أنه تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار ص بأن حلال محمد ص حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة). الفتاوى الواضحة - للسيد محمد باقر الصدر ص15: الموضوع: مصادر الفتوى: قول السيد الصدر (رحمه الله): (ونرى من الضروري أن نشير أخيراً بصورة موجزة إلى المصادر التي اعتمدنا بصورة رئيسية في استنباط هذه الفتاوى الواضحة، وهي كما ذكرنا في مستهل الحديث عبارة عن الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة بامتدادها المتمثل في سنة الأئمة المعصومين من أهل البيت ص باعتبارهم أحد الثقلين الذين أمر النبي ص بالتمسك بهما، ولم نعتمد في شيء من هذه الفتاوى على غير هذين المصدرين، أما القياس والاستحسان ونحوهما فلا نرى مسوغاً شرعياً للاعتماد عليها تبعاً لائمة أهل البيت ص. وأما ما يسمى بالدليل العقلي الذي اختلف المجتهدون والمحدثون في أنه هل يسوغ العمل به أو لا فنحن وإن كنا نؤمن بأنه يسوغ العمل به ولكنا لم نجد حكماً واحداً يتوقف إثباته على الدليل العقلي بهذا المعنى، بل كل ما يثبت بالدليل العقلي فهو ثابت في نفس الوقت بكتاب أو سنة، وأما ما يسمى بالإجماع فهو ليس مصدراً إلى جانب الكتاب والسنة ولا يعتمد عليه إلا من أجل كونه وسيلة إثبات للسنة في بعض الحالات، وهكذا كان المصدران الوحيدان هما الكتاب والسنة ونبتهل إلى الله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بهما ومن استمسك بهما "فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم"). المعالم الجديدة للأصول - السيد محمد باقر الصدر ص23 - 26، دروس في علم الأصول - السيد محمد باقر الصدر ج1 ص46 - 48: قول السيد الصدر (رحمه الله): (الاجتهاد في اللغة مأخوذ من الجهد، وهو: "بذل الوسع للقيام بعمل ما"، وقد استعملت هذه الكلمة - لأول مرة - على الصعيد الفقهي للتعبير بها عن قاعدة من القواعد التي قررتها بعض مدراس الفقه السني وسارت على أساسها، وهي القاعدة القائلة: "إن الفقيه إذا أراد أن يستنبط حكماً شرعياً ولم يجد نصاً يدل عليه في الكتاب أو السنة رجع إلى الاجتهاد بدلاً عن النص". والاجتهاد هنا يعني التفكير الشخصي، فالفقيه حيث لا يجد النص يرجع إلى تفكيره الخاص ويستلهمه ويبني على ما يرجح في فكره الشخصي من تشريع، وقد يعبر عنه بالرأي أيضاً. والاجتهاد بهذا المعنى يعتبر دليلاً من أدلة الفقيه ومصدراً من مصادره، فكما أن الفقيه قد يستند إلى الكتاب أو السنة ويستدل بهما كذلك يستند في حالات عدم توفر النص إلى الاجتهاد الشخصي ويستدل به. وقد نادت بهذا المعنى للاجتهاد مدارس كبيرة في الفقه السني، وعلى رأسها مدرسة أبي حنيفة، ولقي في نفس الوقت معارضة شديدة من أئمة أهل البيت ص والفقهاء الذين ينتسبون إلى مدرستهم، كما سنرى في البحث المقبل. وتتبع كلمة الاجتهاد يدل على أن الكلمة حملت هذا المعنى وكانت تستخدم للتعبير عنه منذ عصر الأئمة إلى القرن السابع، فالروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت ص تذم الاجتهاد وتريد به ذلك المبدأ الفقهي الذي يتخذ من التفكير الشخصي مصدراً من مصادر الحكم، وقد دخلت الحملة ضد هذا المبدأ الفقهي دور التصنيف في عصر الأئمة أيضاً والرواة الذين حملوا آثارهم، وكانت الحملة تستعمل كلمة الاجتهاد غالباً للتعبير عن ذلك المبدأ وفقاً للمصطلح الذي جاء في الروايات، فقد صنف عبد الله بن عبد الرحمن الزبيري كتاباً أسماه "الاستفادة في الطعون على الأوائل والرد على أصحاب الاجتهاد والقياس"، وصنف هلال بن إبراهيم بن أبي الفتح المدني كتاباً في الموضوع باسم كتاب "الرد على من رد آثار الرسول واعتمد على نتائج العقول"، وصنف في عصر الغيبة الصغرى أو قريباً منه إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي كتاباً في الرد على عيسى بن أبان في الاجتهاد، كما نص على ذلك كله النجاشي صاحب الرجال في ترجمة كل واحد من هؤلاء. وفي أعقاب الغيبة الصغرى نجد الصدوق في أواسط القرن الرابع يواصل تلك الحملة، ونذكر له - على سبيل المثال - تعقيبة في كتابه على قصة موسى والخضر، إذ كتب يقول: "إن موسى - مع كمال عقله وفضله ومحله من الله تعالى - لم يدرك باستنباطه واستدلاله معنى أفعال الخضر حتى اشتبه عليه وجه الأمر به، فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله القياس والاستدلال والاستخراج كان من دونهم من الأمم أولى بأن لا يجور لهم ذلك... فإذا لم يصلح موسى للاختيار - مع فضله ومحله - فكيف تصلح الأمة لاختيار الإمام، وكيف يصلحون لاستنباط الأحكام الشرعية واستخراجها بعقولهم الناقصة وآرائهم المتفاوتة". وفي أواخر القرن الرابع يجئ الشيخ المفيد فيسير على نفس الخط ويهجم على الاجتهاد، وهو يعبر بهذه الكلمة عن ذلك المبدأ الفقهي الآنف الذكر ويكتب كتاباً في ذلك باسم "النقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي". ونجد المصطلح نفسه لدى السيد المرتضى في أوائل القرن الخامس إذ كتب في الذريعة يذم الاجتهاد ويقول: "إن الاجتهاد باطل، وإن الامامية لا يجوز عندهم العمل بالظن ولا الرأي ولا الاجتهاد"، وكتب في كتابه الفقهي "الانتصار" معرضاً بابن الجنيد – قائلاً: "إنما عول ابن الجنيد في هذه المسألة على ضرب من الرأي والاجتهاد وخطأه ظاهر"، وقال في مسألة مسح الرجلين في فصل الطهارة من كتاب الانتصار: "إنا لا نرى الاجتهاد ولا نقول به". واستمر هذا الاصطلاح في كلمة الاجتهاد بعد ذلك أيضاً، فالشيخ الطوسي الذي توفي في أوساط القرن الخامس يكتب في كتاب العدة قائلاً: "أما القياس والاجتهاد فعندنا إنهما ليسا بدليلين، بل محظور في الشريعة استعمالهما". وفي أواخر القرن السادس يستعرض ابن إدريس في مسألة تعارض البينتين من كتابه السرائر عدداً من المرجحات لإحدى البينتين على الأخرى، ثم يعقب ذلك قائلاً: "ولا ترجيح بغير ذلك عند أصحابنا، والقياس والاستحسان والاجتهاد باطل عندنا"...). * * * -في ذم القياس قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾([160]). ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾([161]). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص58: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن أبيه، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين، ولو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار، كان ذلك أكثر نوراً وضياء من النار). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص58: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن عبد الله العقيلي، عن عيسى بن عبد الله القرشي، قال: (دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ع فقال له: يا أبا حنيفة، بلغني أنك تقيس ؟ قال: نعم. قال: لا تقس، فإن أول من قاس إبليس حين قال: خلقتني من نار وخلقته من طين، فقاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين، وصفاء أحدهما على الآخر). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن موسى ع: جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة ويحضره جوابها فيما منّ الله علينا بكم، فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به. فقال: (هيهات هيهات، في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم. قال: ثم قال: لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي، وقلت). قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم: والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس. المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص213: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن محمد بن حكيم، قال: (قلت لأبي الحسن ع: إنا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء وذلك شيء أنعم الله به علينا بكم، وقد يرد علينا الشيء وليس عندنا فيه شيء وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه ؟ فقال: لا، وما لكم وللقياس. ثم قال: لعن الله أبا فلان، كان يقول: قال علي وقلت، وقالت الصحابة وقلت. ثم قال: كنت تجلس إليه ؟ - قلت: لا، ولكن هذا قوله. فقال أبو الحسن ع: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها (ووضع يده على فمه). فقلت: ولم ذاك ؟ - قال: لأن رسول الله ص أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص56: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان ابن عثمان، عن أبي شيبة الخراساني، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم تزدهم المقائيس من الحق إلا بعداً، وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص57: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن السنة لا تقاس، ألا ترى أن امرأة تقضي صومها ولا تقضي صلاتها، يا أبان، إن السنة إذا قيست محق الدين). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص57: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، قال: سألت أبا الحسن موسى ع عن القياس فقال: (مالكم والقياس إن الله لا يسأل كيف أحل وكيف حرم). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص212: عنه (أحمد بن أبي عبد الله البرقي)، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي المغرا، عن سماعة، قال: (قلت لأبي الحسن ع: إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك، وإن الرجل منا يبتلى بالشيء لا يكون عندنا فيه شيء فيقيس ؟ - فقال: إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص213 - 214: عنه (أحمد بن أبي عبد الله البرقي)، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: (قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن ع: نقيس على الأثر، نسمع الرواية فنقيس عليها، فأبى ذلك وقال: قد رجع الأمر إذاً إليهم، فليس معهم لأحد أمر). علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج1 ص89 - 90: في محاججة الإمام الصادق ع لأبي حنيفة في حديث طويل: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رحمهما الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبو زهير بن شبيب بن أنس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله ع (قال ع): (يا أبا حنيفة، تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال: نعم، قال: يا أبا حنيفة، لقد ادعيت علماً، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا ص، ما ورثك الله من كتابه حرفاً فإن كنت كما تقول ولست كما تقول .......). الأمالي - الشيخ الصدوق ص507: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن فرقد، عن ابن شبرمة، قال: (ما ذكرت حديثاً سمعته من جعفر بن محمد ع إلا كاد أن يتصدع له قلبي، سمعته يقول حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله ص - قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب على أبيه، ولا كذب أبوه على جده، ولا كذب جده على رسول الله - قال: من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك). الأمالي - الشيخ المفيد ص51 - 52: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حماد بن عثمان، عن زرارة بن أعين، قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي ص: (يا زرارة، إياك وأصحاب القياس في الدين، فإنهم تركوا علم ما وكلوا به وتكلفوا ما قد كفوه، يتأولون الأخبار، ويكذبون على الله (، وكأني بالرجل منهم ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادي من خلفه فيجيب من بين يديه، قد تاهوا وتحيروا في الأرض والدين). مستدرك الوسائل ج17 ص256: عوالي اللآلي: عن النبي ص، قال: (تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب، وبرهة بالسنة، وبرهة بالقياس، فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا). مستدرك الوسائل ج17 ص257: وروي عن سلمان (رحمة الله عليه) أنه قال: (ما هلكت أمة حتى قاست في دينها). مستدرك الوسائل ج17 ص257: وعن الصادق ع، قال: (إياكم وتقحم المهالك بإتباع الهوى والمقاييس، قد جعل الله للقرآن أهلاً أغناكم بهم عن جميع الخلائق، لا علم إلا ما أمروا به، قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾([162]) إيانا عنى). مستدرك الوسائل ج17 ص257 - 258: أبو عمرو الكشي في رجاله: عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبد الله ع، يقول: (إني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله، وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيؤول حديثي على غير تأويله) الخبر. * * * -وجوب الوقوف عند الشبهة المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص213: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن محمد بن حكيم، قال: (قلت لأبي الحسن ع: إنا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء وذلك شيء أنعم الله به علينا بكم، وقد يرد علينا الشيء وليس عندنا فيه شيء وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه ؟ فقال: لا، وما لكم وللقياس ؟ ثم قال: لعن الله أبا فلان، كان يقول: قال علي وقلت، وقالت الصحابة وقلت. ثم قال: كنت تجلس إليه ؟ - قلت: لا ولكن هذا قوله. فقال أبو الحسن ع: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها (ووضع يده على فمه). فقلت: ولم ذاك ؟ - قال: لأن رسول الله ص أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص42: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر ع، قال: (ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص43: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن زرارة بن أعين، قال: سألت أبا جعفر ع ما حق الله على العباد ؟ قال: (أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون). الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص50: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قلت لأبي عبد الله ع: ما حق الله على خلقه ؟ فقال: أن يقولوا ما يعلمون، ويكفوا عما لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص50: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله ع بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعاً منها قال له: (كف واسكت. ثم قال أبو عبد الله ع: لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه العمى، ويعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾([163])). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص50: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر ع، قال: (الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه). الخصال - الشيخ الصدوق ص16: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن العباس بن معروف، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله ع، قال: (أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهاداً من ترك الذنوب). مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي ص154: وقد قال الصادق ع: (وقف عند كل ما اشتبه عليك، فإن الوقوف عند حيرة الضلال أهون من ركوب الأهوال، ومن أعظم الأهوال رد علم آل محمد عليهم لا إليهم). البحار- العلامة المجلسي ج75 ص53: قال أمير المؤمنين ع: (أول إعجاب المرء بنفسه فساد عقله، من غلب لسانه أمنه، من لم يصلح خلائقه كثرت بوائقه، من ساء خلقه مله أهله، رب كلمة سلبت نعمة، الشكر عصمة من الفتنة، الصيانة رأس المروة، شفيع المذنب خضوعه، أصل الحزم الوقوف عند الشبهة، في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق). ميزان الحكمة - محمد الريشهري ج4 ص3510: قال رسول الله ص: (الورع الذي يقف عند الشبهة). عنه ص: (الآخذ بالشبهات يستحل الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والبخس بالزكاة). عنه ص: (الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقي الشبهات استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه). الكافي - الشيخ الكليني ج2 ص388: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله ع، قال: (لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص206 - 207: أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى أبو جعفر، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن فضيل بن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله ع، قال: (إذا سئلت عما لا تعلم، فقل: لا أدرى، فإن "لا أدرى" خير من الفتيا). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص207: عنه (أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى أبو جعفر)، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله الأشعري، عن ابن القداح (وهو عبد الله بن ميمون)، عن أبي عبد الله ع، عن أبيه، قال: (قال علي ع في كلام له: "لا يستحيى العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا علم لي به"). كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي ص147: قال أمير المؤمنين ع: (لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص235 - 236: أمالي الطوسي: المفيد، عن ابن قولويه، عن الكليني، عن علي (ابن إبراهيم)، عن أبيه، عن اليقطيني، عن يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: (دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له: أوصنا يا ابن رسول الله، فقال: ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا أسرارنا، ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا). الكافي - الشيخ الكليني ج4 ص391: علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعاً، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: (سألت أبا الحسن ع عن رجلين أصابا صيداً وهما محرمان الجزاء بينهما، أو على كل واحد منهما جزاء ؟ فقال: لا، بل عليهما أن يجزي كل واحد منهما الصيد. قلت: إن بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه، فقال: إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالاحتياط حتى تسألوا عنه فتعلموا). عيون أخبار الرضا ع - الشيخ الصدوق ج1 ص22 - 24: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني أحمد بن الحسن الميثمي أنه سأل الرضا ع يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله ص في الشيء الواحد، فقال ع: (إن الله ( حرم حراماً وأحل حلالاً وفرض فرائض، (إلى أن قال ع): فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله، فما كان في كتاب [الله] موجوداً حلالاً أو حراماً فاتبعوا ما وافق الكتاب، ولم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن النبي، فما كان في السنة موجوداً منهياً عنه نهي حرام مأموراً به عن رسول الله ص أمر إلزام فاتبعوا ما وافق نهي رسول الله ص وأمره، وما كان في السنة نهي اعافه أو كراهة ثم كان الخبر الآخر خلافه فذلك رخصه فيما عافه رسول الله ص وكرهه ويحرمه فذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعاً أو بأيهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع والرد إلى رسول الله ص، وما لم تجدوه في شيء من الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا بآرائكم وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص67 - 68: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، قال: (سألت أبا عبد الله ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك ؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتاً، وإن كان حقاً ثابتاً له؛ لأنه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به، قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ﴾([164])،(إلى قوله ع): وإنما الأمور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع، وأمر بين غيه فيجتنب، وأمر مشكل يرد علمه إلى الله وإلى رسوله. قال رسول الله ص: حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج17 ص303 - 304: عوالي اللآلي: روى العلامة مرفوعاً إلى زرارة بن أعين، قال: (سألت الباقر ع، فقلت: جعلت فداك، يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان، فبأيهما آخذ ؟ فقال ع: "يا زرارة، خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر". فقلت: يا سيدي، إنهما معاً مشهوران مرويان مأثوران عنكم، فقال ع: "خذ بقول أعدلهما عندك، وأوثقهما في نفسك". فقلت: إنهما معاً عدلان مرضيان موثقان، فقال ع: "أنظر ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه، وخذ بما خالفهم". قلت: ربما كانا معاً موافقين لهم، أو مخالفين، فكيف أصنع؟ فقال: "إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك، واترك ما خالف الاحتياط". فقلت: إنهما معاً موافقان للاحتياط أو مخالفان له، فكيف أصنع ؟ فقال ع: "إذن فتخير أحدهما فتأخذ به وتدع الأخير". وفي رواية أنه ع قال: "إذن فارجه حتى تلقى إمامك فتسأله"). * * * -في ذم التقليد قال تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾([165]). ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾([166]). ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ... ﴾([167]). ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾([168]). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص246: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى بأبي جعفر، عن أبيه، عمن ذكره، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل، عن أبي - جعفر ع في قول الله تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ﴾([169]). قال: (والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص53: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع، قال: (قلت له: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ﴾؟ فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون). الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص53: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي ابن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع في قول الله (: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ﴾، فقال: (والله ما صاموا لهم ولا صلوا لهم ولكن أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فاتبعوهم). البحار - العلامة المجلسي ج24 ص246 - 247: تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي عبد الله ع، قال: (سألته عن قول الله: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ﴾، قال: أما إنهم لم يتخذوهم آلهة، إلا أنهم أحلوا حلالاً فأخذوا به، وحرموا حراماً فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج27 ص132: محمد بن أحمد بن علي في (روضة الواعظين) في قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ﴾ قال: (روي عنه ع أنهم ما اتخذوهم أرباباً في الحقيقة، لكنهم دخلوا تحت طاعتهم فصاروا بمنزلة من اتخذهم أرباباً). تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج2 ص125: حدثني محمد بن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن أبي جعفر ع، قال: ("﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾، قال: نزلت في الذين غيروا دين الله بآرائهم وخالفوا أمر الله، هل رأيتم شاعراً قط تبعه أحد، إنما عنى بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك، ويؤكد ذلك قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلة وفي كل مذهب يذهبون، ﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾، قال: يعظون الناس ولا يتعظون). تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج7 ص359: وفي تفسير علي بن إبراهيم: (إنهم الذين يغيرون دين الله تعالى، ويخالفون أمره. قال: وهل رأيتم شاعراً قط تبعه أحد، إنما عنى بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم، فتبعهم الناس على ذلك). وروى العياشي بالإسناد، عن أبي عبد الله ع، قال: (هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم، فضلوا وأضلوا). معاني الأخبار - الشيخ الصدوق ص385: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن حماد بن عثمان، عن أبي جعفر ع في قول الله (: ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾، قال: (هل رأيت شاعراً يتبعه أحد ؟ إنما هم قوم تفقهوا لغير الدين، فضلوا وأضلوا). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص7: قال أمير المؤمنين ع: (من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال). تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد ص72 - 73: الشيخ المفيد يذم التقليد فيقول: (..... والتقليد مذموم باتفاق العلماء ونص القرآن والسنة. قال الله تعالى ذاكراً لمقلدة من الكفار وذاماً لهم على تقليدهم: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ﴾. وقال الصادق ع: "من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل". وقال ع: "إياكم والتقليد، فإنه من قلد في دينه هلك، إن الله تعالى يقول: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ﴾ فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم - حلالاً، فقلدوهم في ذلك، فعبدوهم وهم لا يشعرون". وقال ع: "من أجاب ناطقاً فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله تعالى فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان"). * * * -فيمن لا يعرف الحديث فيرده وهم علماء الرجال ومخالفتهم لروايات النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام الكافي - الشيخ الكليني ج2 ص223، بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص557: عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر ع يقول: (والله إن أحب أصحابي إليّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا). المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص230 - 231، علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج2 ص395: عن محمد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن أبي بصير، عن أبي جعفر ع أو عن أبي عبد الله ع، قال: (لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا حروري ينسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فيكذب الله فوق عرشه). من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج4 ص542: بعد ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) للفطحية قال: وكثير منهم ثقات في النقل كبني فضال: وقد قيل للإمام أبي محمد العسكري ع - لما ظهرت الفطحية من بني فضال -: (ما نصنع بكتبهم وبيوتنا ملاء منها ؟ فقال: خذوا ما رووا ودعوا ما رأوا)، فلذا كان الطائفة عملت بما رواه بنو فضال؛ لأن بطلان عقيدتهم لا يمنع الأخذ برواياتهم. وهو قول الإمام العسكري ع. الغيبة - الشيخ الطوسي ص389 - 390: وقال أبو الحسين بن تمام: حدثني عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح (رضي الله عنه)، قال: (سئل الشيخ - يعني أبا القاسم رضي الله عنه - عن كتب ابن أبي العزاقر بعدما ذم وخرجت فيه اللعنة، فقيل له: فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منها ملاء ؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) وقد سئل عن كتب بني فضال، فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملاء ؟ فقال صلوات الله عليه: "خذوا بما رووا وذروا ما رأوا"). تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي ج1 ص8: عن محمد بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله ع: (يا محمد، ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به). الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص69 - 71: (باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب): 1- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال رسول الله ص: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه). 2- محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: وحدثني حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا عبد الله ع عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به ؟ قال: (إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله ص وإلّا فالذي جاءكم به أولى به). 3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف). 4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن راشد، عن أبي عبد الله ع، قال: (ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف). 5- محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبد الله ع، قال: (خطب النبي ص بمنى فقال: أيها الناس، ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله). 6- وبهذا الإسناد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (من خالف كتاب الله وسنة محمد ص فقد كفر). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص543: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن سدير، قال: (قلت لأبي جعفر ع: تركت مواليك مختلفين يتبرء بعضهم من بعض، قال: وما أنت وذاك، إنما كلف الله الناس ثلاثة، معرفة الأئمة، والتسليم لهم فيما يرد عليهم، والرد عليهم فيما اختلفوا فيه). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص544 - 545: حدثنا محمد بن عيسى، قال: (أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابة إلى أبى الحسن الثالث ع وجوابه بخطه، فقال: نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه، كيف العمل على اختلافه إذا نرد إليك فقد اختلف فيه، فكتب وقرأته: ما علمتم أنه قولنا فالزموه، وما لم تعلموا فردوه إلينا). بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص557 - 558: 1- حدثنا الهيثم النهدي، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن يونس، عن أبي يعقوب بن إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله ع، قال: (إن الله تبارك وتعالى حصر عباده بآيتين من كتابه: ألا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا مالم يعلموا. إن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾([170])، وقال: "بل كذبوا لما [بما] لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله" ([171])). 2- حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حمزة بن بزيع، عن علي السناني، عن أبي الحسن ع أنه كتب إليه في رسالة: (ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا هذا باطل وإن كنت تعرفه خلافه فإنك لا تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة). 3- حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن أبي بصير، عن أبي جعفر ع أو عن أبي عبد الله ع، قال: (لا تكذبوا بحديث أتاكم أحد فإنكم لا تدرون لعله من الحق فتكذبوا الله فوق عرشه). مختصر بصائر الدرجات - للحسن بن سليمان الحلي ص76، البحار ج2 ص211: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: جعلت فداك، يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه. فقال أبو عبد الله ع: يقول لك إني قلت الليل إنه نهار والنهار إنه ليل ؟ قلت: لا، قال: فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به فإنك إنما تكذبني). مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي ص76: أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين والهيثم بن أبي مسروق، عن إسماعيل بن مهران، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله ع، قال: قال: (ما على أحدكم إذا بلغه عنا حديث لم يعط معرفته أن يقول القول قولهم فيكون قد آمن بسرنا وعلانيتنا). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص244 - 245: تفسير العياشي: عن الحسن بن الجهم، عن العبد الصالح ع، قال: (إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق، وإن لم يشبههما فهو باطل). البحار - العلامة المجلسي ج2 ص235 - 236: أمالي الطوسي: المفيد، عن ابن قولويه، عن الكليني، عن علي (ابن إبراهيم)، عن أبيه، عن اليقطيني، عن يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: (دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له: أوصنا يا ابن رسول الله، فقال: ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا أسررنا، ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا. * * * -الرؤيا وردت بخصوص الرؤيا الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، وكذلك وردت الكثير من الأحاديث عن رسول الله والأئمة عليهم الصلاة والسلام. الآيات القرآنية: قال تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ( قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ﴾([172]). النبي إسماعيل ع اعتبر الرؤيا أمراً صدر من قبل الله سبحانه وتعالى ولا يجوز الإعتراض عليه ولذلك كان جوابه ع: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾ فما كان عليه إلا الاستجابة لأمر الله والصبر على قضاءه سبحانه فقال لأبيه ع: ﴿سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾. ﴿وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً﴾([173]). ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً﴾([174]). ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾([175]). ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾([176]). ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ( قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾([177]). ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾([178]). ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾([179]). رؤيا فرعون مصر: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾([180]). ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾([181]). أعداء الله يكذبون الرؤيا: قال تعالى عن لسان المكذبين بالرؤيا: ﴿قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ﴾([182]). وقال تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ، قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ( مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾([183]). -روايات عن الرؤيا من كتب العامة: صحيح مسلم - مسلم النيسابوري ج7 ص53 - 54: حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، قالا جميعاً: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة). المعجم الصغير - الطبراني ج2 ص56: حدثنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا الفضل بن موسى السيناني، حدثنا مسعر بن كدام، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة). صحيح مسلم - مسلم النيسابوري ج7 ص54: قال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رآني فقد رأى الحق). صحيح مسلم - مسلم النيسابوري ج7 ص54: (حدثنا) أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، حدثنا حماد (يعنى ابن زيد)، حدثنا أيوب وهشام، عن محمد بن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي). صحيح البخاري - البخاري ج8 ص71 - 72: حدثنا معلى ابن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي). عمدة القاري - العيني ج22 ص210: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبوا عوانة، حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). مسند أحمد - الإمام أحمد بن حنبل ج2 ص137: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، أنا سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة، فمن رأى خيراً فليحمد الله عليه ولذكره، ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه ولا يذكرها فإنها لا تضره). -روايات من كتب الشيعة: الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص90: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ع، قال: سمعته يقول: (رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءاً من أجزاء النبوة). محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن الرضا ع، قال: (إن رسول الله ص كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات. يعني به الرؤيا). عنه (محمد بن يحيى)، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر ع، قال: (قال رجل لرسول الله ص في قول الله (: ﴿لهم البشرى في الحياة الدنيا﴾([184])، قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه). الكافي - الشيخ الكليني ج8 ص336: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، [جميعاً]، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر ع: (أن رسول الله كان يقول: إن رؤيا المؤمن ترف بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها لنفسه أو يعبرها له مثله فإذا عبرت لزمت الأرض، فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل). البحار - العلامة المجلسي ج58 ص210: عن رسول الله ص أنه قال: (رؤيا المؤمن جزء من سبعة وسبعين جزء من النبوة). وروي عنه ص أنه قال: (رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده). البحار - العلامة المجلسي ج58 ص176: جامع الأخبار: في كتاب التعبير عن الأئمة ص: (أن رؤيا المؤمن صحيحة؛ لأن نفسه طيبة، ويقينه صحيح، وتخرج فتتلقى من الملائكة، فهي وحي من الله العزيز الجبار). وقال ع (أبو عبد الله): (انقطع الوحي وبقي المبشرات ألا وهي نوم الصالحين والصالحات. ولقد حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه ع أن رسول الله ص قال: من رآني في منامه فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة). كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري ص350 - 351: إخبار رسول الله ص لأمير المؤمنين ع في الرؤيا عن الخمسة أصحاب الصحيفة: في حديث طويل ..... قال سليم: فقلت لمحمد (بن أبي بكر): (من تراه حدث أمير المؤمنين ع عن هؤلاء الخمسة بما قالوا ؟ فقال: رسول الله ص، وإنه يراه في منامه كل ليلة، وحديثه إياه في المنام مثل حديثه إياه في الحياة واليقظة، فإن رسول الله ص قال: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي في نوم ولا يقظة ولا بأحد من أوصيائي إلى يوم القيامة". قال سليم: فقلت لمحمد بن أبي بكر: من حدثك بهذا ؟ قال: علي ع. فقلت: وأنا سمعته أيضاً منه كما سمعت أنت). قرب الاسناد - الحميري القمي ص348: معاوية بن حكيم، عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس، عن أبي الحسن الرضا ع، قال: (قال لي ابتداءً: "إن أبي كان عندي البارحة". قلت: أبوك ؟! قال: "أبي". قلت: أبوك ؟! قال: "أبي" قلت: أبوك ؟! قال: "في المنام، إن جعفراً كان يجئ إلى أبي فيقول: يا بني، افعل كذا، يا بني، افعل كذا". قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقال لي: "يا حسن، إن منامنا ويقظتنا واحدة"). من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج2 ص584 - 585: روى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام): (أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله، رأيت رسول الله ص في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي. فقال له الرضا ع: أنا المدفون في أرضكم، أنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله ( من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس، ولقد حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه ع أن رسول الله ص قال: من رآني في منامه فقد رآني؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة واحدة من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوة). الاختصاص - الشيخ المفيد ص90 - 91: أبو الفرج، عن أبي سعيد بن زياد، عن رجل، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي المغراء، عن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: (سمعته يقول: من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا و أن يعرف موضعه من الله فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فإنه يرانا ويغفر له بنا ولا يخفى عليه موضعه. قلت: سيدي، فإن رجلاً رآك في منامه وهو يشرب النبيذ ؟ قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا. إن أشقى أشقياءكم من يكذبنا في الباطن بما يخبر عنا، يصدقنا في الظاهر ويكذبنا في الباطن.... والحديث طويل). فلاح السائل - السيد ابن طاووس ص285 - 286: حدث الشريف أبو القاسم الحسين بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن علي بن أبي طالب العلوي ابن أخي الكوكبي، قال: اخبرني إسماعيل بن محمد، قال: اخبرني إسماعيل بن علي بن قدامة، قال: حدثنا أحمد بن عبدان البردعي، قال: حدثنا سهل بن صقير، قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: (من أراد أن يرى رسول الله ص في منامه فليصل العشاء الآخرة، وليغتسل غسلاً نظيفاً، وليصل أربع ركعات بأربع مائة آية الكرسي، وليصل على محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام ألف مرة، وليبت على ثوب نظيف لم يجامع عليه حلالاً ولا حراماً، وليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وليسبح مائة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، وليقل مائة مرة ما شاء الله، فإنه يرى النبي ص في منامه). ومن ذلك إذا أردت رؤيا مولاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في منامك فقل عند مضجعك: (اللهم إني أسألك يا من له لطف خفي، وأياديه باسطة لا تنقضي، أسألك بلطفك الخفي الذي ما لطفت به لعبد إلا كفى، أن تريني مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في منامي). البرهان في تفسير القران - السيد هاشم الحسيني البحراني، في ثواب قراءة سورة المزمل: روي عن النبي ص أنه قال: (من قرأ هذه السورة كان له من الأجر كمن أعتق رقاباً في سبيل الله بعدد الجن والشياطين، ورفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة، ومن أدمن قراءتها ورأى النبي ص في المنام فليطلب منه ما يشتهي فؤاده). وقال رسول الله ص: (من قرأها دائماً، رفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة، ورأى النبي في المنام). وقال الصادق ع: (من أدمن في قراءتها ورأى النبي وسأله ما يريد أعطاه الله كل ما يريده من الخير، ومن قرأها في ليلة الجمعة مائة مرة غفر الله له مائة ذنب، وكتب له مائة حسنة بعشر أمثالها، كما قال الله تعالى). تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي ج5 ص468: عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله البجلي، عن خالد ابن ماد القلانسي، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال علي بن الحسين (عليهما السلام): تسبيحة بمكة أفضل من خراج العراقين ينفق في سبيل الله، وقال: من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله ص ويرى منزله في الجنة). البحار - العلامة المجلسي ج53 ص328 - 331: وفي الجنة الواقية للشيخ إبراهيم الكفعمي: (رأيت في بعض كتب أصحابنا أنه من أراد رؤية أحد من الأنبياء والأئمة ص أو الوالدان في نومه فليقرأ: والشمس، والقدر، والجحد، والإخلاص، والمعوذتين ثم يقرأ الإخلاص مائة مرة ويصلى على النبي ص مائة مرة، وينام على الجانب الأيمن على وضوئه فإنه يرى من يريده إن شاء الله تعالى، ويكلمهم بما يريد من سؤال وجواب. بل في كتاب تسهيل الدواء، بعد ذكر الدعاء المذكور وهو: (اللهم أنت الحي الذي لا يوصف، والإيمان يعرف منه، منك بدأت الأشياء وإليك تعود، فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجاه، وما أدبر منها لم يكن له ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، فأسألك بلا إله إلا أنت، وأسألك ببسم الله الرحمن الرحيم، وبحق حبيبك محمد صلى الله عليه وآله سيد النبيين، وبحق علي خير الوصيين، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين، وبحق الحسن والحسين الذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة أجمعين أن تصلي على محمد وآله وأهل بيته)، وذكر مشايخنا رضوان الله عليهم أن من أراد أن يرى أحداً من الأنبياء أو أئمة الهدى صلوات الله عليهم فليقرأ الدعاء المذكور إلى قوله أن تصلي على محمد وآل محمد ثم يقول: أن تريني فلاناً، ويقرأ بعده سورة والشمس، والليل، والقدر، والجحد، والإخلاص، والمعوذتين، ثم يقرأ مائه مرة سورة التوحيد فكل من أراده يراه ويسأل عنه ما أراده، ويجيبه إن شاء الله. وحيث بلغ بنا الكلام إلى هذا المقام، فالأولى أن نتبرك بذكر بعض الأعمال المختصرة للغاية المذكورة، بناء على ما احتملناه وصرح به المحقق المذكور، وهو من أعاظم العلماء الذين عاصرناهم. ومنها: ما رواه الأول أن من قرأ [سورة] القدر عند زوال الشمس مائة مرة رأى النبي ص في منامه. ومنها: ما في المجلد الأول من كتاب المجموع الرائق للسيد الجليل هبة الله بن أبي محمد الموسوي المعاصر للعلامة (رحمه الله) أن من أدمن تلاوة سورة الجن رأى النبي ص وسأله ما يريد. ومنها: ما فيه أن من قرأ سورة الكافرون نصف الليل من ليلة الجمعة، رأى النبي ص. ومنها: قراءة دعاء المجير على طهارة سبعاً عند النوم، بعد صوم سبعة أيام، رواه الكفعمي في جنته. ومنها: قراءة الدعاء المعروف بالصحيفة المروي في مهج الدعوات خمس مرات على طهارة. ومنها: ما رواه الكفعمي عن الصادق ع أنه قال: (من قرأ سورة القدر بعد صلاة الزوال وقبل الظهر إحدى وعشرين مرة، لم يمت حتى يرى النبي ص). ومنها: ما في بعض المجاميع المعتبرة أن من أراد أن يرى سيد البريات في المنام فليصل ركعتين بعد صلاة العشاء بأي سورة أراد، ثم يقرأ هذا الدعاء مائة مرة: (بسم الله الرحمن الرحيم يا نور النور، يا مدبر الأمور، بلغ مني روح محمد وأرواح آل محمد تحية وسلاماً). ومنها: ما في جنة الكفعمي عن كتاب خواص القرآن أنه من قرء ليلة الجمعة بعد صلاة يصليها من الليل الكوثر ألف مرة، وصلى على محمد وآل محمد ألف مرة رأى النبي ص في نومه. الكافي - الشيخ الكليني ج4 ص219 - 220: علي بن إبراهيم، وغيره رفعوه قال: (كان في الكعبة غزالان من ذهب وخمسة أسياف فلما غلبت خزاعة جرهم على الحرم ألقت جرهم الأسياف والغزالين في بئر زمزم وألقوا فيها الحجارة وطموها وعموا أثرها، فلما غلب قصي على خزاعة لم يعرفوا موضع زمزم وعمي عليهم موضعها، فلما غلب عبد المطلب وكان يفرش له في فناء الكعبة ولم يكن يفرش لأحد هناك غيره، فبينما هو نائم في ظل الكعبة فرأى في منامه أتاه آت فقال له: احفر برة ([185])، قال: وما برة ؟ ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: احفر طيبة، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال: احفر المصونة، قال: وما المصونة ؟ ثم أتاه في اليوم الرابع فقال: احفر زمزم لا تنزح ولا تذم سقي الحجيج الأعظم عند الغراب الأعصم عند قرية النمل، وكان عند زمزم حجر يخرج منه النمل فيقع عليه الغراب الأعصم في كل يوم يلتقط النمل، فلما رأى عبد المطلب هذا عرف موضع زمزم فقال لقريش: إني أمرت في أربع ليال في حفر زمزم وهي مأثرتنا وعزنا فهلموا نحفرها. فلم يجيبوه إلى ذلك فأقبل يحفرها هو بنفسه وكان له ابن واحد وهو الحارث وكان يعينه على الحفر، فلما صعب ذلك عليه تقدم إلى باب الكعبة ثم رفع يديه ودعا الله ( ونذر له إن رزقه عشر بنين أن ينحر أحبهم إليه تقرباً إلى الله (، فلما حفر وبلغ الطوى - طوى إسماعيل- وعلم أنه قد وقع على الماء كبر وكبرت قريش وقالوا: يا أبا الحارث، هذه مأثرتنا ولنا فيها نصيب، قال لهم: لم تعيوني على حفرها هي لي ولولدي إلى آخر الأبد). الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم ج2 ص324 - 331: خالد بن سعيد بن العاص: (أبو سعيد نجيب بني أمية، من السابقين الأولين، ومن المتمسكين بولاء أمير المؤمنين ع، وكان سبب إسلامه أنه رأى ناراً مؤججة يريد أبوه أن يلقيه فيها، وإذا برسول الله ص قد جذبه إلى نفسه وخلصه من تلك النار. فلما استيقظ وعرف صدق رؤياه خرج إلى النبي ص مبادراً ليعرض عليه إسلامه، فلقي أبا بكر وقص عليه الرؤيا، فأقبل معه أبو بكر حتى أتيا إلى رسول الله ص وأسلما (..... إلى قوله:) وشهد خالد مع النبي ص للفتح، وغزاة حنين والطائف وتبوك ثم ولاه رسول الله ص صدقات اليمن، فكان في عمله ذلك حتى بلغه وفاة رسول الله ص فترك ما في يده وأتى المدينة ولزم علياً ع ولم يبايع أبا بكر حتى أكره أمير المؤمنين ع على البيعة فبايع مكرها). مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج6 ص393 - 394: رأيت في بعض المجاميع، مروياً عن أمير المؤمنين ع، أنه قال: (إني إذا اشتقت إلى رسول الله ص، أصلي صلاة العبهر (الياسمين والنرجس) في أي يوم كان، فلا أبرح من مكاني حتى أرى رسول الله ص في المنام). قال علي بن منهال: جربته سبع مرات، وهي أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة: فاتحة الكتاب مرة، وإنا أنزلناه عشر مرات، ويسبح خمس عشرة مرة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ثم يركع ويقول ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، ويسبح عشر مرات، ثم يرفع رأسه ويسبح ثلاث مرات، ثم يسجد ويسبح خمس عشرة مرة، ثم يرفع رأسه، وليس فيما بين السجدتين شيء، ثم يسجد ثانياً كما وصفت إلى أن يتم أربع ركعات، بتسليمة واحدة، فإذا فرغ لا يكلم أحداً، حتى يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات، وإنا أنزلناه عشر مرات، ويسبح ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم يقول: "صلى الله على النبي الأمي، جزى الله محمداً عنا ما هو أهله ومستحقه" ثلاثاً وثلاثين مرة، من فعل هذا وجد ملك الموت وهو ريان. اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس ص39 - 40: ورويت من كتاب أصل لأحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الثقة، وعلى الأصل إن كان لمحمد بن داود القمي بالإسناد عن أبي عبد الله ع، قال: (سار محمد بن الحنفية إلى الحسين في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة، فقال: يا أخي، إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعز من في الحرم وأمنعه. فقال: يا أخي، قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت. فقال له ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد، فقال: أنظر فيما قلت. فلما كان السحر ارتحل الحسين ع فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها. فقال له: يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك ؟ قال: بلى، قال: فما حداك على الخروج عاجلاً ؟ فقال: أتاني رسول الله ص بعد ما فارقتك، فقال: يا حسين، أخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلاً، فقال له ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال ؟ قال: فقال له: قد قال لي إن الله قد شاء أن يراهن سبايا، وسلم عليه ومضى). وها هو الحسين ع وبسبب رؤيا رآها برسول الله ص أمره بها للخروج إلى كربلاء للقتل، وأمره أيضاً بأخذ النساء للسبي، وما كان على الحسين ع إلا التصديق بالرؤيا امتثالاً لأمر جده رسول الله ص؛ لأنه يعلم بأن كلام رسول الله ص في المنام ككلامه في اليقظة، فكانت نتيجة تصديقه ع للرؤيا هو القتل لاستقامة دين الله (، لقول الحسين ع: (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني). وأما جزاء الله ( للحسين ع في هذه الحياة الدنيا فهو إحياء ذكر الحسين ع ما دامت السموات والأرض، وأما في الآخرة فقد بشره رسول الله ص وفي عالم الرؤيا أيضاً حين قال للحسين ع إن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة. الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي ج1 ص366: ما روي عن الحسن بن علي الوشاء [قال]: (كنا عند رجل بمرو وكان معنا رجل واقفي، فقلت له: اتق الله، قد كنت مثلك ثم نور الله قلبي، فصم الأربعاء والخميس والجمعة واغتسل وصل ركعتين، وسل الله أن يريك في منامك ما تستدل به على هذا الأمر. فرجعت إلى البيت وقد سبقني كتاب أبي الحسن إليّ يأمرني فيه أن أدعو إلى هذا الأمر ذلك الرجل، فانطلقت إليه، وأخبرته وقلت له: احمد الله وأستخره مائة مرة، وقلت: إني وجدت كتاب أبي الحسن قد سبقني إلى الدار [أن] أقول لك، وفيه ما كنا فيه وإني لأرجو أن ينور الله قلبك فافعل ما قلت لك من الصوم والدعاء. فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي: أشهد أنه الإمام المفترض الطاعة. فقلت: وكيف ذلك ؟ قال: أتاني أبو الحسن البارحة في النوم فقال: يا إبراهيم - والله - لترجعن إلى الحق. وزعم أنه لم يطلع عليه إلا الله). خاتمة المستدرك - الميرزا النوري ج3 ص171 - 172: وعثرت على نسخة قديمة من كتاب النهاية وفي ظهره بخط الكتاب، وفي موضع آخر بخط بعض العلماء ما لفظه: (قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الاسترآبادي (رحمه الله): وجدت على كتاب النهاية بخزانة مدرسة الري، قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات أن المشايخ الفقهاء: الحسين بن المظفر الحمداني القزويني، وعبد الجبار بن علي المقري الرازي، والحسن بن الحسين بن بابويه المدعو بحسكا المتوطن بالري (رحمهم الله)، كانوا يتحادثون ببغداد ويتذاكرون كتاب النهاية وترتيب أبوابه وفصوله. فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمة الله عليه) في مسائل ويذكر أنه لا يخلو من خلل، ثم اتفق أنهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام كان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه الله وقدس روحه وكان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك، فاجمع رأيهم على أن يصوموا ثلاثاً، ويغتسلوا ليلة الجمعة، ويصلوا ويدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين ع على جوابه، فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه. فسنح لهم أمير المؤمنين ع في النوم، وقال: "لم يصنف مصنف في فقه آل محمد ص كتاباً أولى بأن يعتمد عليه، ويتخذ قدوة، ويرجع إليه، أولى من كتاب النهاية الذي تنازعتم فيه، وإنما كان ذلك؛ لأن مصنفه اعتمد في تصنيفه على خلوص النية لله، والتقرب والزلفى لديه، فلا ترتابوا في صحة ما ضمنه مصنفه، واعملوا به، وأقيموا مسائله، فقد تعنى في ترتيبه وتهذيبه، والتحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها". فلا قاموا من مضاجعهم أقبل كل واحد منهم على صاحبه، فقال: رأيت الليلة رؤيا تدل على صحة النهاية، والاعتماد على مصنفها، فاجمعوا على أن يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ، فتعارضت الرؤيا لفظاً ومعنى، وقاموا متفرقين مغتبطين بذلك، فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي (قدس الله روحه)، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا إلى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب النهاية، حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين ع، فتعجبوا من قوله فسألوه عما استقبلهم من ذلك، فقال: سنح لي أمير المؤمنين ع كما سنح لكم فأورد عليّ ما قاله لكم، وحكى رؤياه على وجهها، وبهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد ص، والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله الطاهرين). انتهى. -روايات عن الرؤيا وبيان ارتباطها بخروج القائم ع: كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص203: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدثنا يوسف بن كليب المسعودي، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن محمد ابن كثير، عن أبي بكر الحضرمي، قال: (دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله ع وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى ؟ فقال: اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح). لا يكون اجتماع أهل البيت ص لشخص في زمن واحد إلا في عالم الملكوت أي عن طريق الرؤيا أو الكشف. كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص654: حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن مندل، عن بكار ابن أبي بكر، عن عبد الله بن عجلان، قال: (ذكرنا خروج القائم ع عند أبي عبد الله ع فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك ؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب "طاعة معروفة"). من هذه الرواية يتضح أن من أهم الطرق للعلم بخروج القائم هو الرؤيا، وهذا معنى الصحيفة التي يجدها الإنسان تحت رأسه، والرواية الآتية ستوضح ذلك إن شاء الله تعالى. قرب الإسناد - الحميري القمي ص379 - 380: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: (سألت الرضا ع وقد سأله عدة مسائل (إلى أن قال): وسألته عن مسألة الرؤية، فأمسك ثم قال: إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر). * * * -الكشف والنقر والقرع وهي من أدلة العارفين، ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم. فتوحات القدس لأبن عربي ص327 - 336: في كلام له عن الإمام المهدي ع جاء فيه..: (...... ويدعو بالسيف، ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد، لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم فيدخلون كرهاً تحت حكمه خوفاً من سيفه، يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم، يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهي، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه). * * * -الاستخارة روايات خاصة بالاستخارة: وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج6 ص233: محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم، عن أبي علي، عن اليسع القمي، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: أريد الشيء وأستخير الله فيه فلا يوفق فيه الرأي (إلى أن قال): فقال: افتتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فخذ به إن شاء الله). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص62: محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عمرو بن حريث، قال: قال أبو عبد الله ع: (صل ركعتين واستخر الله، فو الله ما استخار الله مسلم إلا خار له البتة). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص62: وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله ع، قال: (من استخار الله راضياً بما صنع خار الله له حتماً). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص65: محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن مرازم، قال: قال لي أبو عبد الله ع: (إذا أراد أحدكم شيئاً فليصل ركعتين ثم ليحمد الله، وليثن عليه، ويصلي على النبي [و]أهل بيته ويقول: اللهم إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي فيسره لي وأقدره، وإن كان غير ذلك فاصرفه عني. قال مرازم: فسألته أي شيء أقرأ فيهما ؟ فقال: اقرأ فيهما ما شئت، وإن شئت فاقرأ فيهما بـ (قل هو الله أحد) و (قل يا أيها الكافرون)، و (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص66: أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن): عن علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي عبد الله ع، قال: (كان أبي إذا أراد الاستخارة في أمر توضأ وصلى ركعتين، وإن كانت الخادمة لتكلمه فيقول: سبحان الله، لا يتكلم حتى يفرغ). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص66: علي بن موسى بن طاووس في كتاب (الاستخارات)، بإسناده إلى الشيخ الطوسي فيما رواه وأسنده إلى أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في (تسمية المشايخ) من الجزء السادس منه في باب إدريس، عن شهاب بن محمد بن علي الحارثي، عن جعفر بن محمد بن معلى، عن إدريس بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه ع، قال: (كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن). قال: وفي آخر المجلد من الكتاب المذكور بإسناده عن أبي عبد الله ع قال: (كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن. ثم قال: ما أبالي إذا استخرت على أي جنبي وقعت). وكذلك وردت أحاديث في النهي عن مخالفة الاستخارة وعصيانها، أو التوجه إلى أمر، والدخول فيه دون الاستخارة عليه. وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص79: أحمد بن أبي عبد الله في (المحاسن): عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مضارب، قال: قال أبو عبد الله ع: (من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلى لم يؤجر). وعمن ذكره، عن أبي عبد الله ع، قال: (قال الله (: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص79 - 80: وعن محمد بن عيسى، وعثمان بن عيسى، عمن ذكره، عن بعض أصحابه، قال: (قلت لأبي عبد الله ع: من أكرم الخلق على الله ؟ قال: أكثرهم ذكراً لله، وأعملهم بطاعته. قلت: من أبغض الخلق إلى الله ؟ قال: من يتهم الله. قلت: وأحد يتهم الله ؟ قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط، فذلك الذي يتهم الله). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص80: محمد بن الحسن، بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي ع، قال: (قال الله (: إن عبدي يستخيرني فأخير له فيغضب). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص80: وعن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله ع: (من استخار الله ( مرة واحدة وهو راض بما صنع الله له خار الله له حتماً). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي ج8 ص80: وعن النوفلي، بإسناده قال: قال رسول الله ص: (من استخار الله فليوتر). معاني الأخبار - الشيخ الصدوق ص144 - 145: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، قال: (سمعت أبا عبد الله ع يقول: إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاورن فيه أحداً من الناس حتى يشاور الله (. قلت: وما مشاورة الله ( ؟ فقال: يبدأ فيستخير الله فيه أولاً ثم يشاور فيه، فإذا بدء بالله ( أجرى الله له الخيرة على لسان من أحب من الخلق). فتح الأبواب - السيد ابن طاووس ص147 - 148: أخبرني شيخي الفقيه محمد بن نما والشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني معاً، عن الشيخ العالم أبي الفرج علي بن الشيخ السعيد أبي الحسين الراوندي، عن والده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، عن السعيد أبي جعفر الطوسي، قال: أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله ع، قال: (ما أبالي إذا استخرت الله علي أي طرفي وقعت، وكان أبي يعلمني الاستخارة كما يعلمني السور من القرآن). وقد أثار بعض المعاندين شبهة مؤداها: إن الاستخارة لا يُلجأ إليها في الأمور العقائدية، وإنما في الأمور الفرعية فقط. وفي الجواب أقول: إن صفوان الجمال، وهو من أصحاب الإمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام) قطع على إمامة الرضا ع في فتنة الواقفية من خلال الاستخارة. كما في الغيبة - الشيخ الطوسي ص61: قال: وروى علي بن معاذ قال: (قلت لصفوان بن يحيى: بأي شيء قطعت على علي ؟ - أي الإمام الرضا ع - قال: صليت ودعوت الله واستخرت (عليه) وقطعت عليه). كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص221 - 222، معجم أحاديث الإمام المهدي ع - الشيخ علي الكوراني ج3 ص59: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني عبيد الله بن موسى العلوي، عن أبي محمد موسى بن هارون بن عيسى المعبدي، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي ص، قال: (جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع، فقال له: يا أمير المؤمنين، نبئنا بمهديكم هذا؟ فقال: إذا درج الدارجون، وقل المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك هناك (إلى أن قال ع): فلا يصرفنك عن بيعته صارف عارض، ينوص إلى الفتنة كل مناص، إن قال فشر قائل، وإن سكت فذو دعائر. ثم رجع إلى صفة المهدي ع فقال: أوسعكم كهفاً، وأكثركم علماً، وأوصلكم رحماً، اللهم فاجعل بعثه خروجاً من الغمة، واجمع به شمل الأمة، فإن خار الله لك فاعزم، ولا تنثن عنه إن وفقت له، ولا تجوزن عنه إن هديت إليه، هاه - وأومأ بيده إلى صدره - شوقاً إلى رؤيته). والإمام علي ع في هذه الرواية يأمر الرجل أن لا ينثني عن المهدي ع إن اختار الله له (بالاستخارة) وإن هداه الله إليه. ومن يراجع كتاب (ما وراء الفقه) للسيد الصدر يجد بحثاً ممتازاً في حجية الاستخارة، يقول في فقرة منه ما معناه: (إن الإنسان المؤمن إذا ما استنصحه أخاه المؤمن فإنه لا يغشه، فكيف بالله تعالى) ؟ والحمد لله رب العالمين * * *Footers
[1] - البقرة: 30.
[2] - نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج1 ص30، الخطبة الشقشقية.
[3] - البقرة: 31.
[4] - الحجر: 29.
[5] - آل عمران: 26.
[6] - الفاتحة: 4.
[7] - يقول أبو سفيان: (يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فو الذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة) ! شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد: ج9 ص53.
[8] - الأنعام: 116.
[9] - هود: 17.
[10] - يوسف: 103.
[11] - الصافات: 71.
[12] - الدخان: 39.
[13] - لقمان: 25.
[14] - العنكبوت: 63.
[15] - القصص: 57.
[16] - البقرة: 3.
[17] - يس: 11.
[18] - ق: 33.
[19] - الحديد: 25.
[20] - الأنعام: 9.
[21] - القصص: 48.
[22] - قال أمير المؤمنين (: لعمار بن ياسر - وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاماً -: (دعه يا عمار فإنه لم يأخذ من الدين إلاّ ما قاربه من الدنيا، وعلى عمد لبس على نفسه ليجعل الشبهات عاذراً لسقطاته) نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج4 ص95.
[23] - يونس: 90.
[24] - يونس: 91.
[25] - الأنعام: 158.
[26] - السجدة: 29.
[27] - الأنبياء: 5.
[28] - يونس: 99.
[29] - الأنعام: 35.
[30] - المصادر: الغيبة - للشيخ الطوسي: ص150، في مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي: ص39 وفي طبعة أخرى ص159، وفي غاية المرام - للسيد هاشم البحراني: ج1 ص169 ج2 ص241، وفي بحار الأنوار - للعلامة محمد باقر المجلسي: ج36 ص260 ج53 ص147، وفي تاريخ ما بعد الظهور - للسيد الصدر: ص640.
[31] - الإسراء: 9.
[32] - البقرة: 148.
[33] - النساء: 58.
[34] - الأعراف: 155.
[35] - (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة: 55، (أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) النساء: 153.
[36] - البقرة: 180.
[37] - مريم: 87.
[38] - راجع بحار الأنوار: ج22 ص479، مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي: ج2 ص92، الانتصار - الحر العاملي: ج7 ص157، حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني: ج2 ص385.
[39] - راجع ما تقدم بالرقم 8.
[40] - راجع الرقم 13.
[41] - المصادر: الغيبة - للشيخ الطوسي: ص150، في مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي: ص39 وفي طبعة أخرى ص159، وفي غاية المرام - للسيد هاشم البحراني: ج1 ص169 ج2 ص241، وفي بحار الأنوار - للعلامة محمد باقر المجلسي: ج36 ص260 ج53 ص147، وفي تاريخ ما بعد الظهور - للسيد الصدر: ص640.
[42] - الحج: 41.
[43] - الصف: 14.
[44] - الغيبة - للشيخ الطوسي: ص164 – 166 ح127، وص336 ح282، دلائل الإمامة للطبري (الشيعي): ص529 – 530 ح504، الاختصاص - للشيخ المفيد: ص209، الهداية الكبرى - للحسين بن حمدان الخصيبي: ص362 باختلاف يسير.
[45] - التكوير: 15 – 16.
[46] - الهداية الكبرى - للحسين بن حمدان الخصيبي: ص531، الطبعة الكاملة المحققة - تحقيق الشيخ مصطفى صبحي الخضر الحمصي- منشورات شركة الأعلمي للمطبوعات - بيروت لبنان الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م.
[47] - بحار الأنوار: ج52 ص306.
[48] - التوبة: 33.
[49] - البقرة: 193.
[50] - آل عمران: 19.
[51] - آل عمران: 85.
[52] - مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي: ص39 وفي طبعة أخرى ص159، غاية المرام - للسيد هاشم البحراني: ج1 ص196 ج2 ص241، بحار الأنوار - للعلامة محمد باقر المجلسي: ج36 ص260 ج53 ص147، تاريخ ما بعد الظهور - للسيد الصدر: ص640.
[53] - بحار الأنوار: ج52 ص244.
[54] - بحار الأنوار: ج52 ص234.
2- بحار الأنوار: ج52 ص307.
[55] - بحار الأنوار: ج52 ص208.
[56] - بحار الأنوار: ج52 ص210 عن غيبة الطوسي.
[57] - الإسراء: 9.
[58] - الأنعام: 112.
[59] - البقرة: 180.
[60] - البقرة: 89.
[61] - آل عمران: 187.
[62] - النساء: 54.
[63] - يس: 30.
[64] - النمل: 14.
[65] - الجمعة: 5.
[66] - الأعراف: 175 – 176.
[67] - بحار الأنوار: ج52 ص387.
[68] - غيبة الطوسي: ص284.
[69] - بحار الأنوار: ج52 ص345.
[70] - بحار الأنوار: ج52 ص363 منقولة عن الغيبة للنعماني: ص308.
[71] - بحار الأنوار: ج52 ص115.
[72] - الأصول الستة عشر - عدة محدثين: ص81، أصل جعفر بن محمد الحضرمي، بحار الأنوار: ج57 ص232، مستدرك سفينة البحار: ج10 ص602.
[73] - عن رسول الله/: (... إن خير الرجال أهل اليمن، والإيمان يمان وأنا يماني...) بحار الأنوار: ج 57 ص232، الأصول الستة عشر: ص81.
[74] - مريم: 59.
[75] - راجع مقدمة بحار الأنوار: ج1 ص1.
[76] - قال رسول الله /: (الإيمان يماني والحكمة يمانية) الكافي: ج8 ص70 ح27.
[77] - راجع بحار الأنوار: ج22، 51، 75. وأيضاً وصف الله تعالى الكعبة بأنها يمانية في مناجاته لعيسى ( في وصف الرسول محمد / إذ جاء فيها: (... يا عيسى، دينه الحنيفية وقبلته يمانية وهو من حزبي وأنا معه...) الكافي: ج8 ص139.
[78] - غيبة النعماني: ص264.
[79] - وهذا مستفاد من إطلاق حديث الإمام الباقر ( في رواية اليماني؛ بمعنى أنه ( قد بيّن أنّ النار مصير كل من التوى على اليماني سواء كان الملتوي يصلي ويصوم و.. و.. أو لا.
وأيضاً جاءت روايات تنص على أن لا يكون أحد من أهل النار إلا إذا أنكر إماماً منصباً من الله تعالى، منها:
عن أبي جعفر (، قال: قال الله تبارك وتعالى: (لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة) الكافي: ج1 ص376.
وعن أبي عبد الله (، قال: (إن الله لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من الله وإن كانت في أعمالها برة تقية، وإن الله ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من الله وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة) الكافي: ج1 ص376.
[80] - آل عمران: 34.
[81] - تفسير العياشي: ج1 ص44، البرهان: ج1 ص95، بحار الأنوار: ج7 ص178.
[82] - بشارة الإسلام: ص30، وفي إمتاع الأسماع للمقريزي: ج12 ص296، قال: (وفي رواية: فإذا رأيتموهم فبايعوهم ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة المهدي).
[83] - بحار الأنوار: ج53 ص147، الغيبة للطوسي: ص150، غاية المرام: ج2 ص241.
[84] - بحار الأنوار: ج53 ص148، البرهان: ج3 ص310، الغيبة للطوسي: ص385.
[85] - بحار الأنوار: ج53 ص145.
[86] - غيبة النعماني: ص215.
[87] - بشارة الإسلام: ص148.
[88] - بشارة الإسلام: ص181.
[89] - كمال الدين وتمام النعمة: ج2 ص653 ب57.
[90] - منتخب الأنوار المضيئة: ص343.
[91] - الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس الحسني: ص27.
[92] - الملاحم والفتن: ص80.
[93] - معجم أحاديث الإمام المهدي (: ج1 ص299.
[94] - بحار الأنوار: ج52 ج53.
[95] - المدثر: 32 – 56.
[96] - قال الإمام الصادق (: (أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم (، ويوم الكرة، ويوم القيامة) مختصر بصائر الدرجات: ص18.
[97] - عن الإمام الصادق ( في تفسير بعض الآيات القرآنية قال: (... وقوله: وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ.. لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ، قال: اليوم قبل خروج القائم من شاء قبل الحق وتقدم إليه ومن شاء تأخر عنه.......) بحار الأنوار: ج24 ص325 – 326.
[98] - الواقعة: 88 – 89.
[99] - عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي (: (قلت: "إنها لاحدى الكبر"، قال: الولاية، قلت: "لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر" ؟ قال: من تقدم إلى ولايتنا أخّر عن سقر ومن تأخر عنا تقدم إلى سقر، "إلا أصحاب اليمين" قال: هم والله شيعتنا، قلت: "لم نك من المصلين" ؟ قال: إنا لم نتول وصي محمد والأوصياء من بعده..) الكافي: ج1 ص432 ح91.
[100] - التوبة: 32.
[101] - الفرقان: 11.
[102] - الفرقان: 11.
[103] - النساء: 59.
[104] - يونس: 24.
[105] - الأعراف: 175 – 176.
[106] - الجمعة: 5.
[107] - غافر: 83.
[108] - الأعراف: 175 – 176.
[109] - فاطر: 28.
[110] - البقرة: 159 – 160.
[111] - البقرة: 18.
[112] - الإسراء: 97.
[113] - النساء: 56.
[114] - الملك: 7 – 8.
[115] - الحج: 22.
[116] - الأنبياء: 100.
[117] - هود: 15.
[118] - الشورى: 20.
[119] - سبأ: 51.
[120] - بحار الأنوار: ج52 ص363، منقولة عن الغيبة للنعماني: ص308.
[121] - بحار الأنوار: ج52 ص338.
[122] - بحار الأنوار: ج52 ص115.
[123] - آل عمران: 10.
[124] - الكهف: 5.
[125] - النحل: 116.
[126] - يونس: 39.
[127] - البقرة: 78.
[128] - البقرة: 79.
[129] - النور: 15.
[130] - آل عمران: 78.
[131] - الحج: 3.
[132] - يونس: 36.
[133] - الحجرات: 12.
[134] - الحاقة: 44 – 45.
[135] - النجم: 3 – 4.
[136] - المائدة: 44.
[137] - المائدة: 45.
[138] - المائدة: 47.
[139] - الشعراء: 224 – 226.
[140] - الأعراف: 169.
[141] - يونس: 39.
[142] - القصص: 50.
[143] - النساء: 59.
[144] - النساء: 60.
[145] - الأنعام: 38.
[146] - النساء: 82.
[147] - النحل: 89.
[148] - الأنعام: 38.
[149] - يس: 12.
[150] - النبأ: 29.
[151] - الأنعام: 50.
[152] - المائدة: 49.
[153] - النساء: 83.
[154] - النحل: 43.
[155] - النساء: 82.
[156] - آل عمران: 105.
[157] - آل عمران: 103.
[158] - (وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة: 169.
[159] - يونس: 59.
[160] - الأعراف: 11 – 12.
[161] - الإسراء: 61.
[162] - الأنبياء: 7، النحل: 43.
[163] - الأنبياء: 7، النحل: 43.
[164] - النساء: 60.
[165] - الزخرف: 23 – 24.
[166] - الأحزاب:67.
[167] - التوبة31.
[168] - الزخرف: 37.
[169] - التوبة: 31.
[170] - الأعراف: 169.
[171] - (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) يونس: 39.
[172] - الصافات: 2 – 6.
[173] - الإسراء: 60.
[174] - الفتح: 27.
[175] - القصص: 7.
[176] - المائدة: 111.
[177] - يوسف: 3 – 5.
[178] - يوسف: 36.
[179] - يوسف: 41.
[180] - يوسف: 43.
[181] - يوسف: 46 – 47.
[182] - يوسف: 44.
[183] - الأنبياء: 1 – 7.
[184] - يونس: 64.
[185] - (برة) بفتح الباء وتشديد الراء وتأنيثها باعتبار كونها في صفة البئر، سميت بها لكثرة منافعها.